
عباس شومان: المخدرات والألعاب الإلكترونية تفتك بالشباب وتهدد تماسك الأسرة
وأضاف خلال كلمته في اليوم الثاني لملتقى «الشباب وتحديات العصر»، الذي يعقده مجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع مجلس الشباب المصري للتنمية، في جلسة بعنوان «الانحرافات المعاصرة المرتبطة بقضايا المرأة والأسرة وخطرها على المجتمع»، أن البعض يطرح حلولًا وهو متحيز لهواه وميوله، فيسعى إلى جلب أكبر قدر ممكن من المكتسبات لفريقه، ولو أضرت هذه المكاسب بالمرأة في النهاية.
وأكد أن بعض الأطروحات التي تنادي بحقوق المرأة تخرجها من دائرة المنفعة إلى دائرة الضرر، مثل إثارة الجدل حول الميراث أو الدعوة إلى زواج المسلمة من غير المسلم، موضحًا أن هذه القضايا، وإن رُوّج لها بزعم إنصاف المرأة، فإنها تخالف الشريعة وتظلمها في محصلتها النهائية. وقال: «من يتأمل هذه الأطروحات يجد أن دعاوى المساواة المطلقة في الميراث مثلا قد زادت المرأة عن حقها الشرعي في حالتين فقط، لكنها أضرتها في أكثر من ثلاثين مسألة، والسبب هو محاولة البعد عما أنزله الله رحمة للعالمين.
وأشار الدكتور شومان إلى أن المشكلة أن كثيرًا من الجهات المعنية بقضايا المرأة لا تتريث في دراسة الواقع وأبعاده الشرعية والاجتماعية، فبدلًا من المعالجة الصحيحة تزيد المشكلة تعقيدًا. وانتقل إلى الحديث عن الانحرافات السلوكية المعاصرة التي تهدد قيم الأسرة والمجتمع، محذرًا من مظاهر التقليد الأعمى في ملابس الشباب، التي صارت ممزقة بأغلى الأثمان بعدما كانت قديمًا ملابس الفقراء، متسائلًا: «هل نبحث عن الفقر ونعود إليه طواعية؟».
وأضاف أن الجري وراء الأزياء الفاضحة والأفكار الوافدة يضيع هوية الأمة ويهدد الأسرة، قائلًا: «صرنا نرى شبابًا وفتيات يرتدون ما لا يليق، ويستخدمون ألفاظًا تلوث آذان الناس وتشيع التلوث السمعي والبصري في المجتمع، حتى وصل هذا الانحراف إلى عمق الريف المعروف بالأصالة والعادات والتقاليد. هذا الجنوح في السلوكيات ليس حرية شخصية، بل خطر حقيقي على الأسرة والمجتمع، إذ كيف ننتظر من هؤلاء أن يكونوا آباء صالحين وأمهات قادرات على تربية الأجيال؟».
وتابع محذرًا من الانشغال المدمر بالألعاب الإلكترونية التي تستنزف أموال الشباب وتضيع وقتهم، قائلًا: «للأسف نرى بعضهم يصل إلى حد الإدمان، ويقترض أو يسرق ليسدد ديونه في هذه الألعاب، بل يوقع أسرته في الحرج والدين. وبعض الآباء يشاركون دون قصد في هذا التدمير حين يسددون عن أبنائهم بدلا من تركهم يتحملون المسؤولية ويتعلمون من أخطائهم».
ودعا الدكتور شومان الشباب إلى الجد والاجتهاد والقبول بالعمل الشريف مهما كان بسيطًا، موضحًا: «لا عيب في العمل الشريف؛ بل العيب أن يرفض الشاب العمل وينام حتى الظهر منتظرًا أمه التي تنظف البيوت لتطعمه، هذه ليست عزة بل ذل. أما من يعمل بيده في أي مهنة فهو كريم النفس عفيف اليد. البعض يرفض أي عمل بسيط ويظن أنه سيصبح مديرًا أو وزيرًا فجأة دون جهد أو تأهيل، وهذا وهم قاتل».
وفي هذا السياق استشهد الدكتور شومان بقصة الأصمعي إمام اللغة، حين مر بشاب يعمل في تنظيف الحمام فوجده ينشد بيتًا فصيحًا «أضاعوني وأي فتى أضاعوا»، فسأله الأصمعي: «ما الذي أضاعوك عنه؟» فرد الشاب: «عن يوم كريهة وسداد ثغر». فسأله الأصمعي: «إن كانت نفسك عزيزة عليك، أما وجدت لها أفضل من هذا المكان؟» فأجابه الشاب: «نعم، وجدت ما هو أدنى منه وهو الحاجة إليك وإلى أمثالك». وأوضح الدكتور شومان أن عبرة هذه القصة أن العمل الشريف، ولو كان متواضعًا، يعف الإنسان عن سؤال الناس ويحفظ كرامته. أما الذي يرفض العمل ويعيش عالة على أهله فهو فاقد للعزة والكرامة.
وأشار إلى ضرورة استعادة الأخلاقيات والقيم الدينية في تربية الشباب، محذرًا من الانفصال عن الدين والاكتفاء بالعبادة الشكلية في المساجد دون أن تنعكس على السلوك في الحياة العامة. وقال: «الدين ليس في المسجد فقط، بل في الأمانة والقناعة والرضا وتحري الحلال في العمل والشارع والمنزل». كما حذر من مخاطر المخدرات التي وصفها بأنها «شر خالص لا نفع فيه على الإطلاق»، مشيرًا إلى أنها «تدمر الصحة والمال وتكون عبئًا على الدولة وأهلها».
وأكد الدكتور شومان أن أعداء الأمة أدركوا أن احتلال العقول أخطر من احتلال الأرض، فسعوا إلى نشر التبعية والتفرقة بين أبناء الأمة وإشغالهم بالترف واللهو وتفكيك وحدتهم، حتى صرنا نقتل بعضنا بأموالنا ونمول حروبنا بأيدينا. داعيا إلى الحذر من تلك المخططات التي تسعى إلى تفريغ الأمة من شبابها وثرواتها وتغييب وعي شعوبها وإبعادنا عن العمل والسعي والتقدم.
وختم الدكتور شومان كلمته قائلًا: «أنتم أيها الشباب من يستطيع إعادة المجتمع إلى الطريق الصحيح، لكن ذلك يحتاج إلى وعي صادق وجهد وتعب والتزام بالقيم. لا شيء يتحقق بالأماني وحدها، بل بالجد والاجتهاد وتحمل المسؤولية». ودعا الله تعالى في ختام كلمته أن يحفظ مصر وسائر بلاد المسلمين، وأن يوجه الشباب إلى العمل الصالح، وأن يجعلهم إضافة نافعة لوطنهم وأمتهم، وأن يصرف عنهم كيد الكائدين ومكر الماكرين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 28 دقائق
- مصرس
البحرين وروسيا يبحثان تعزيز التعاون البرلمانى
أكد رئيس مجلس الشورى البحريني على بن صالح الصالح، أنَّ مملكة البحرين تمتلك تاريخًا زاخرًا وممتدًا في العلاقات العريقة والمتميزة مع روسيا الاتحادية، مشيرا إلى الرؤى التنموية المشتركة بين المملكة وروسيا، والمساعي المتواصلة لتعزيز التكامل بين البلدين في شتى المجالات. جاء ذلك خلال جلسة مباحثات برلمانية شاملة عقدها رئيس مجلس الشورى البحريني، الثلاثاء مع السيدة فالنتينا ماتفيينكو، رئيسة مجلس الاتحاد في الجمعية الفيدرالية لروسيا الاتحادية، وذلك في مقر المجلس بالعاصمة الروسية "موسكو"، في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى روسيا الاتحادية، وفقا لوكالة الأنباء البحرينية.ولفت رئيس الشورى البحريني إلى أن هذه الزيارة تأتي في وقت يحتفي به البلدان الصديقان هذا العام (2025م) بمرور 35 عامًا من العلاقات الدبلوماسية بينهما، مؤكدًا معاليه أنَّ مملكة البحرين وروسيا الاتحادية تمتلكان المقومات والركائز لحصد المزيد من الفرص الاستثمارية في المجالات الواعدة، وخصوصًا ما يتعلق بالأمن الغذائي والطاقة والسياحة والثقافة.من جانبها، بينت رئيسة مجلس الاتحاد في الجمعية الفيدرالية لروسيا الاتحادية، أن المجلس يحرص على تعميق التعاون البرلماني مع مجلس الشورى في البحرين، وتعزيز أواصر الصداقة البرلمانية، ومواصلة العمل على بناء مواقف مشتركة تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية والموضوعات ذات المنفعة المشتركة برلمانيًا وتشريعيًا، وتحقيق التنسيق البنّاء في المحافل البرلمانية الدولية.ونوَّهت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي بتفرّد وتميّز مملكة البحرين في مجال التعايش والتسامح والتآخي والتنوع الديني، مشيدة بالدور العالمي الذي تضطلع به المملكة في نشر قيم ومبادئ الحوار والإخاء الإنساني، عبر مختلف المبادرات والبرامج الشاملة التي تحظى بدعمٍ مطلق من جلالة الملك المعظَّم، حفظه الله ورعاه.وقالت رئيسة مجلس الاتحاد "إن مملكة البحرين لديها تجربة رائدة في مجال تمكين المرأة، وحفظ وصون حقوقها في جميع المجالات، مؤكدة إعجابها وتقديرها بالمرأة البحرينية التي استطاعت أن تحقق العديد من الإنجازات، وأن تبرز جهودها ودورها المسؤول في نهضة مملكة البحرين، وتؤكد حضورها المتميز إقليميًا ودوليًا.وأشارت المسئولة الروسية إلى أن العلاقات الروسية البحرينية ترتكز على الاحترام المتبادل والأهداف المشتركة، والمساعي الثنائية لضمان استدامة التعاون والتنسيق الذي يحقق للبلدين الازدهار والتنمية.


الدولة الاخبارية
منذ 3 ساعات
- الدولة الاخبارية
البحرين وروسيا يبحثان تعزيز التعاون البرلمانى
الأربعاء، 16 يوليو 2025 01:17 صـ بتوقيت القاهرة أكد رئيس مجلس الشورى البحريني على بن صالح الصالح، أنَّ مملكة البحرين تمتلك تاريخًا زاخرًا وممتدًا في العلاقات العريقة والمتميزة مع روسيا الاتحادية، مشيرا إلى الرؤى التنموية المشتركة بين المملكة وروسيا، والمساعي المتواصلة لتعزيز التكامل بين البلدين في شتى المجالات. جاء ذلك خلال جلسة مباحثات برلمانية شاملة عقدها رئيس مجلس الشورى البحريني، الثلاثاء مع السيدة فالنتينا ماتفيينكو، رئيسة مجلس الاتحاد في الجمعية الفيدرالية لروسيا الاتحادية، وذلك في مقر المجلس بالعاصمة الروسية "موسكو"، في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى روسيا الاتحادية، وفقا لوكالة الأنباء البحرينية. ولفت رئيس الشورى البحريني إلى أن هذه الزيارة تأتي في وقت يحتفي به البلدان الصديقان هذا العام (2025م) بمرور 35 عامًا من العلاقات الدبلوماسية بينهما، مؤكدًا معاليه أنَّ مملكة البحرين وروسيا الاتحادية تمتلكان المقومات والركائز لحصد المزيد من الفرص الاستثمارية في المجالات الواعدة، وخصوصًا ما يتعلق بالأمن الغذائي والطاقة والسياحة والثقافة. من جانبها، بينت رئيسة مجلس الاتحاد في الجمعية الفيدرالية لروسيا الاتحادية، أن المجلس يحرص على تعميق التعاون البرلماني مع مجلس الشورى في البحرين، وتعزيز أواصر الصداقة البرلمانية، ومواصلة العمل على بناء مواقف مشتركة تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية والموضوعات ذات المنفعة المشتركة برلمانيًا وتشريعيًا، وتحقيق التنسيق البنّاء في المحافل البرلمانية الدولية. ونوَّهت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي بتفرّد وتميّز مملكة البحرين في مجال التعايش والتسامح والتآخي والتنوع الديني، مشيدة بالدور العالمي الذي تضطلع به المملكة في نشر قيم ومبادئ الحوار والإخاء الإنساني، عبر مختلف المبادرات والبرامج الشاملة التي تحظى بدعمٍ مطلق من جلالة الملك المعظَّم، حفظه الله ورعاه. وقالت رئيسة مجلس الاتحاد "إن مملكة البحرين لديها تجربة رائدة في مجال تمكين المرأة، وحفظ وصون حقوقها في جميع المجالات، مؤكدة إعجابها وتقديرها بالمرأة البحرينية التي استطاعت أن تحقق العديد من الإنجازات، وأن تبرز جهودها ودورها المسؤول في نهضة مملكة البحرين، وتؤكد حضورها المتميز إقليميًا ودوليًا. وأشارت المسئولة الروسية إلى أن العلاقات الروسية البحرينية ترتكز على الاحترام المتبادل والأهداف المشتركة، والمساعي الثنائية لضمان استدامة التعاون والتنسيق الذي يحقق للبلدين الازدهار والتنمية.


بوابة الأهرام
منذ 4 ساعات
- بوابة الأهرام
مصر قدس الأقداس
الله يرحمه طيب الذكر الفيلسوف جمال حمدان، يقول عن مصر : «أقدم وأعرق دولة فى الجغرافيا السياسية للعالم، غير قابلة للقسمة على اثنين أو أكثر مهما كانت قوة الضغط والحرارة. مصر هى «قدس أقداس» السياسة العالمية والجغرافيا السياسية». صدق الفيلسوف، مصر عصية على التقسيم أو التقزيم، وكما كتب «إسماعيل الحبروك» وتغنت «نجاح سلام»، تفوت عليكى المحن، ويمر بيكى الزمان، وانتى أغلى وطن، وانتى أعلى مكان، ومهما كان انتى مصر». حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء. فى إقليم مضطرب تعمه الفوضي، ويملأ سماؤه أزيز المسيرات، وتخرق صواريخه حاجز الصوت (الفرط صوتية)، ويسقط المدنيون بالآلاف ضحايا، وتتداعى دول عريقة، وتسقط عواصم شقيقة، ويجتاح مغول العصر الشام، ويقطع الحوثيون البحر، وتتربص تركيا بالغاز، وتبحث موسكو عن موطئ قدم دافىء يعوضها عن اللاذقية، وتتمدد الصين فى الجوار الإفريقى، وترسم واشنطن خرائط العالم القديم بتوقيع دونالد ترامب. قدرها، قدر مصر، دول القلب دوما ممتحنة، ومصر فى قلب الفوضى الضاربة، تذب عن وجهها الصبوح المسيرات، وتحافظ على مقدراتها من الصواريخ العابرة، وتحمى حدودها، وتحابى على شعبها، وتسلح جيشها، وتبنى مدنها، وتستثمر فى البشر والحجر، وتتشوف مستقبل شبابها، وتبحث عن ضالتها الاستثمارية.. إن ذلك لمن عزم الأمور. مصر ترسم نفسها بلد الأمن والأمان، وادخلوها بسلام آمنين، وهكذا جبلت منذ فجر التاريخ، تنام وتصحو على أذان السلام، تنادى من فوق مآذنها بالسلام، وعنوانها السلام، وفيها مدينة السلام . مصر المقدرة فى القرآن والإنجيل والتوراة، لا تعادى ولا تعتدي، معتمدة سياسة حسن الجوار، ودينها وديدنها السلام، وعينها وعبادتها السلام، لا تعرف سوى لغة السلام، وتحمى سلامها بقوة رشيدة عاقلة. فلسفتها الراسخة فى كتب العلوم الإنسانية، ما يحل بالسلام لا تحله الحرب، والحرب ليست واردة فى القاموس المصرى المعاصر، وإن جنحوا للسلم، وفى الوقت نفسه وأعدوا لهم ما استطعتم.. عبقرية مصر التى ألهمنا إياها الفيلسوف «جمال حمدان»، تتحدث عنها الخطوب التى تدق الرءوس فى الإقليم المضطرب، وياما دقت على الرءوس طبول، مصر تتحدث عن نفسها بكلمات شاعر النيل «حافظ إبراهيم» غناء كوكب الشرق «أم كلثوم» (كم بغت دولة عليّ وجارت، ثم زالت وتلك عقبى التعدي، إننى حُــرة كســرت قـيودي، رغم أنف العدا وقطعت قيدى). لسان الحال، سؤال، كيف تنأى بشعبك وجيشك وحضارتك، وأنت محاصر من خاصرتك بحلقة نار موقدة، كيف تبرد حدودك من لهيب الحرب، وتحافظ على أرضك سالمة، وتقف سدا منيعا أمام مخططات توسعية تنتمى إلى عصر (لعبة الأمم)؟. كيف ترسم خطوطك الحمراء، وكيف تحافظ على خطوطك وحظوظك، كيف تقنع عالما مجنونا بحقك وشعبك فى الحياة الهادئة الهانئة المستقرة ؟. عبقرية المكان مجسدة فى عبقرية شعب يحب الحياة، ويدافع عن حقه فى الحياة، ولا يرتضى بغير الحياة بديلا، شعب عظيم علم العالم معنى الحضارة، موروثه إنسانى أخلاقى حضاري، نتاج عصور البناء والعمران، (فقه العمران) نشأ على ضفتى وادى النيل الخصيب. عبقرية مصر الحاضرة فى مصداقية قيادتها الحكيمة التى تفى بالوعود والعهود، ولا تبرم اتفاقيات سرية، وتتعاطى بشفافية، ولا تجيد اللف والدوران، وأقصر الطرق لديها الخط المستقيم. استقامة السياسة الخارجية المصرية محل اعتبار من دعاة السلام، وعنوانها من كلام الرئيس السيسى «مصر تتعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف». عبقرية الشعب المصرى فى صبره، صبر جميل، و(دبلوماسية الصبر الجميل) كانت محل اتفاق مع الدكتور «بدر عبدالعاطي» وزير الخارجية فى لقاء جمعنا أخيرا، واتفقنا على أن مصداقية القيادة المصرية، حفظت لمصر مكانا معتبرا على كل طاولة سلامية تمد، وثقة الفرقاء فى مصداقية الموقف المصرى وحكمته، لا يختلف عليها حتى ألد الأعداء، وعبقرية السياسة الخارجية المصرية سرها فى المصداقية التى باتت عنوان القاهرة الأثير. دعاة السلام يحجون لقدس الأقداس فى المنطقة، ضالتهم فى القاهرة، لو تمنح جائزة نوبل للعواصم لاستحقتها القاهرة عاصمة السلام فى العالم، لا يصدر عن القاهرة سوى دعوات السلام وإيقاف الحروب . تحليل مضمون البيانات القاهرية جميعا، تبدأ وتنتهى بالدعوة للسلام. وهذا لا يعجب الذى فى قلبه مرض، والغرض مرض، ومرضى القلوب يتعبهم موقف القاهرة، يفكرون يتساءلون فى جنون، كيف نجت القاهرة من حروب الإقليم، كيف حافظت على حدودها من مخطط التفكيك والتقسيم، تقسيم «المقسم» وتجزئة «المجزأ» نظرية الأمن الصهيوني، لم تفلح مع القاهرة، لماذا؟. الاجابة فى عبقرية المكان التى تحدث بها جمال حمدان «مصر غير قابلة للقسمة على اثنين أو أكثر مهما كانت قوة الضغط والحرارة» والحرارة والضغط الدولى لا يطاق، ولكنها مصر الصابرة على الأذي، «ومهما كان انتى مصر». وكل خطوة بنصر. نعيش لمصر. ونموت لمصر. مصر مصر. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.