logo
لبنانية في أرفع منصب قضائي بواشنطن... من هي ‏جانين بيرو؟

لبنانية في أرفع منصب قضائي بواشنطن... من هي ‏جانين بيرو؟

النهارمنذ يوم واحد
حظيَ تعيين مذيعة شبكة "فوكس نيوز" الأميركية اللبنانية الأصل ‏جانين فارس بيرو من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ‏منصب المدعي العام الفيدرالي الأرفع في العاصمة واشنطن بمصادقة ‏مجلس الشيوخ الأميركي. ‏
وتم تأكيد تعيين بيرو في منصب المدعية العامة لمنطقة كولومبيا ‏بغالبية ‏‏50 صوتاً مقابل 45، حيث كان ترامب قد حضّ مجلس ‏الشيوخ الذي ‏يهيمن عليه الجمهوريون على الانتهاء من الموافقة على ‏ترشيحاته خلال ‏عطلة نهاية الأسبوع.‏
وعُينت بيرو في هذا المنصب بشكل مؤقت في أيار/مايو من قبل ‏ترامب ‏الذي منح العديد من المناصب الحكومية المؤثرة لمذيعين في ‏شبكات ‏تلفزيونية.‏
من هي جانين بيرو؟
جانين فارس بيرو، مقدمة برامج تلفزيونية أميركية ولدت في ‏نيويورك عام 1951 لوالدين من أصول لبنانية. درست الآداب ‏والقانون وبدأت حياتها المهنية عام 1975 في سلك القضاء ‏بنيويورك.‏
في عام 2006 دخلت مجال الإعلام ضيفة ومحللة في عدة برامج ‏تلفزيونية، قبل أن تصبح مقدمة لبرامج ذات طبيعة قانونية وقضائية، ‏آخرها "الخمسة" على قناة "فوكس نيوز".‏
وفي أيار/مايو 2025 عيّنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ‏منصب المدعي العام الفيدرالي بالعاصمة واشنطن. ‏
المولد والنشأة
ولدت جانين فارس بيرو في 2 حزيران/يونيو 1951 بمدينة إلميرا ‏في ولاية نيويورك لوالدين أميركيين من أصل لبناني، تعود جذورهما ‏إلى بلدة بصاليم في جبل لبنان.‏
كان والدها ناصر فارس بائعاً للمنازل المتنقلة، أما والدتها إشتر ‏عوض فارس - التي قضت جزءا من طفولتها في بيروت – فكانت ‏عارضة أزياء في أحد المتاجر الكبرى في نيويورك.‏
نشأت جانين فارس بيرو في مسقط رأسها بمدينة إلميرا، وبدأت ‏مسارها الدراسي هناك، ومنذ طفولتها كانت تحلم بأن تصبح مدعية ‏عامة.‏
الدراسة العلمية
حصلت بيرو على شهادة الثانوية العامة في إحدى مدارس مدينة ‏إلميرا، وتدربت في مكتب المدعي العام لمقاطعة تشيمونغ بولاية ‏نيويورك في فترة دراستها الثانوية، ثم حصلت على البكالوريوس في ‏الآداب من جامعة بافالو.‏
نالت الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق في جامعة ألباني بولاية ‏نيويورك عام 1975، وفي هذه المرحلة الأكاديمية تولت منصب ‏رئيسة تحرير مجلة القانون الصادرة عن الجامعة.‏
الحياة المهنية
في عام 1975، تم تعيين بيرو في منصب مساعد المدعي العام ‏لمقاطعة ويستتشستر في ولاية نيويورك. وفي السنة نفسها تزوجت ‏من ألبرت بيرو، ذي الأصول الإيطالية، وأنجبت منه طفلين (ولد ‏وبنت أصبحت محامية) قبل أن ينفصلا عام 2013 بعد حياة زوجية ‏اتسمت في معظم مراحلها بالاضطراب.‏
وفي عام 1978، أصبحت بيرو أول من يرأس مكتب العنف المنزلي ‏وإساءة معاملة الأطفال، الذي تم إنشاؤه في ذلك العام.‏
غادرت بيرو مكتب المدعي العام بعد انتخابها في تشرين الثاني/ ‏نوفمبر 1990 قاضية في محكمة مقاطعة ويستتشستر، وكانت بذلك ‏أول امرأة تعمل قاضية في تلك المحكمة.‏
في تشرين الثاني/نوفمبر 1993 انتُخبت بيرو مدعية عامة لمقاطعة ‏ويستتشستر، وهي أول امرأة تشغل ذلك المنصب، وأعيد انتخابها في ‏عامي 1997 و2001.‏
وفي 23 أيار/مايو 2005، قرّرت بيرو عدم الترشح لولاية رابعة ‏مدعية عامة لمقاطعة ويستتشستر.‏
في 10 آب/أغسطس 2005، سعت بيرو للترشح باسم الحزب ‏الجمهوري لتحدي السيناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون في ‏انتخابات عام 2006 لمنصب عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ‏نيويورك، لكنها تراجعت في آخر لحظة بعد عدة إخفاقات في الحملة ‏الانتخابية، وبسبب محدودية الموارد المالية، كما أن استطلاعات ‏الرأي أظهرت أنها كانت تتجه نحو هزيمة بفارق كبير أمام هيلاري.‏
ألّفت بيرو 6 كتب، اثنان منها روايات جريمة، ورواية مستوحاة من ‏تجاربها الخاصة عندما تولت وهي في سن الـ25 منصب مساعدة ‏المدعي العام في مقاطعة ويستتشستر في ولاية نيويورك.‏
مسيرة إعلامية
في عام 2006 دخلت بيرو مجال الإعلام وظهرت ضيفة ومحللة في ‏عدة قنوات تلفزيونية وشاركت في برامج مختلفة على قناتي "فوكس ‏نيوز" و"سي إن إن" وغيرهما.‏
في عام 2008 أعلنت شبكة تلفزيون "سي دبليو" أن جانين بيرو ‏ستقدم برنامجا تلفزيونيا طيلة أيام الأسبوع يُطلق عليه اسم "القاضية ‏جانين بيرو"، وظلت بيرو تقدم ذلك البرنامج إلى أن ألغته الشبكة عام ‏‏2011 بسبب تراجع نسبة المشاهدة.‏
بعد ذلك مباشرة بدأت بيرو تقديم برنامج "العدالة مع القاضية جانين"، ‏الذي كان يبث على قناة "فوكس نيوز" في عطلة نهاية الأسبوع، ‏ويركز على القضايا القانونية الكبرى التي تفرض نفسها أثناء ‏الأسبوع.‏
وأثارت بيرو الجدل عام 2019 في برنامجها التلفزيوني عندما ‏انتقدت عضو مجلس النواب الأميركي النائبة عن الحزب الديمقراطي ‏إلهان عمر بشأن ارتداء الحجاب، وحول مدى ولائها للدستور ‏الأميركي، وهو ما تسبب في توقيف بث البرنامج مدة أسبوع.‏
بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020، التي انهزم فيها ‏ترامب، كانت بيرو من الأصوات التي تروج لفكرة أن "الانتخابات ‏سرقت منه".‏
وفي 12 كانون الثاني/يناير 2022، أصبحت بيرو تقدم برنامج ‏‏"‏The Five‏" (الخمسة) على قناة "فوكس نيوز"، وفي أيار/مايو ‏‏2025 غادرت تلك المحطة بعد أن عاد ترامب للرئاسة مرة أخرى ‏واختارها لتولي منصب المدعية العامة الفدرالية في واشنطن ‏العاصمة.‏
في مسيرتها التلفزيونية الطويلة كانت بيرو من الوجوه الجمهورية ‏البارزة إعلاميا، وفي عام 2016 كانت من أبرز داعمي ترامب في ‏الانتخابات الرئاسية، وبعد فوزه أصبحت من المتحمسين لسياساته ‏واستخدمت حضورها التلفزيوني لمهاجمة منتقديه.‏
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بيان شديد اللهجة من الهند ردا على تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية
بيان شديد اللهجة من الهند ردا على تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية

صدى البلد

timeمنذ 2 ساعات

  • صدى البلد

بيان شديد اللهجة من الهند ردا على تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية

أصدرت الحكومة الهندية بيانًا شديد اللهجة يوم الاثنين ردًا على تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديد بشأن الرسوم الجمركية. وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الهندية ذكرت الحكومة أنها مستهدفة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب شرائها النفط الروسي. وقالت الخارجية الهندية في بيانها "استُهدفت الهند من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لاستيرادها النفط من روسيا بعد اندلاع الصراع في أوكرانيا". وأضاف البيان "في الواقع، بدأت الهند الاستيراد من روسيا لأن الإمدادات التقليدية حُوّلت إلى أوروبا بعد اندلاع الصراع وقد شجعت الولايات المتحدة آنذاك الهند بنشاط على هذه الواردات لتعزيز استقرار أسواق الطاقة العالمية". وقالت إن واردات الهند تهدف إلى ضمان تكاليف طاقة متوقعة ومعقولة للمستهلك الهندي وهي ضرورة تفرضها حالة السوق العالمية ومع ذلك، من اللافت للنظر أن الدول التي تنتقد الهند نفسها تنخرط في التجارة مع روسيا وعلى عكس حالتنا، فإن هذه التجارة ليست حتى دافعًا وطنيًا أساسيًا. وأشار البيان إلى أن حجم التجارة الثنائية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا في عام 2024 بلغ نحو 67.5 مليار يورو في السلع. بالإضافة إلى ذلك، قُدِّر حجم تجارة الخدمات بنحو 17.2 مليار يورو في عام 2023 وهذا يفوق بكثير إجمالي تجارة الهند مع روسيا في ذلك العام أو ما بعده. وتابع البيان "في الواقع، بلغت واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال في عام 2024 رقمًا قياسيًا بلغ 16.5 مليون طن، متجاوزةً الرقم القياسي السابق البالغ 15.21 مليون طن في عام 2022". وأوضحت الخارجية الهندية في بيانها أن التجارة بين أوروبا وروسيا لا تقتصر على الطاقة فحسب، بل تشمل أيضًا الأسمدة ومنتجات التعدين والمواد الكيميائية والحديد والصلب والآلات ومعدات النقل، أما الولايات المتحدة، فتواصل استيراد سادس فلوريد اليورانيوم من روسيا لصناعتها النووية، والبلاديوم لصناعتها للسيارات الكهربائية، والأسمدة، بالإضافة إلى المواد الكيميائية. ونوهت إلى أنه في ظل هذه الظروف، يُعدّ استهداف الهند غير مبرر وغير منطقي وكأي اقتصاد رئيسي، ستتخذ الهند جميع التدابير اللازمة لحماية مصالحها الوطنية وأمنها الاقتصادي. يذكر أن ترامب فرض رسومًا جمركية بنسبة ٢٥٪ على الهند اعتبارًا من ١ أغسطس ٢٠٢٥ فصاعدًا. وجاءت هذه الرسوم، وفقًا لترامب، ردًا على الرسوم الجمركية التي تفرضها الهند على الولايات المتحدة، والتي تُعدّ "الأعلى في العالم". كما صرح الرئيس الأمريكي بأن الرسوم الجمركية تأتي كعقوبة على شراء الهند للنفط الروسي ومشاركتها في مجموعة البريكس، التي يعتبرها ترامب "معادية لأمريكا". في وقت سابق من يوم الاثنين، حذر دونالد ترامب عبر موقع "تروث سوشيال" من فرض المزيد من الرسوم الجمركية على الهند بسبب شرائها النفط والمنتجات العسكرية الروسية في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا.

ترامب يشترط دعم إسرائيل للحصول على "تمويل الطوارئ"
ترامب يشترط دعم إسرائيل للحصول على "تمويل الطوارئ"

ليبانون ديبايت

timeمنذ 2 ساعات

  • ليبانون ديبايت

ترامب يشترط دعم إسرائيل للحصول على "تمويل الطوارئ"

قالت الوكالة الاتحادية الأميركية لإدارة الطوارئ، في بيان نقلًا عن إدارة الرئيس دونالد ترامب، إن الولايات والمدن الأميركية لن تتلقى تمويلاً للاستعداد للكوارث الطبيعية إذا قررت مقاطعة الشركات الإسرائيلية. وبموجب شروط الوكالة للمستفيدين من المنح، يتعين على الولايات أن تقرّ بعدم قطع "علاقاتها التجارية مع الشركات الإسرائيلية تحديدًا" كي تكون مؤهلة للحصول على الأموال. وأظهرت 11 إشعارًا صادرة عن الوكالة، اطلعت عليها وكالة رويترز، أن هذا الشرط يشمل ما لا يقل عن 1.9 مليار دولار تستخدمها الولايات لتغطية تكاليف معدات البحث والإنقاذ، ورواتب مديري الطوارئ، وأنظمة الطاقة الاحتياطية، ونفقات أخرى. ويُعد هذا الإجراء أحدث مثال على استخدام إدارة ترامب التمويل الاتحادي لتعزيز رسالتها السياسية على مستوى الولايات. وكانت الوكالة قد أعلنت في يوليو الماضي أنها ستطالب الولايات بإنفاق جزء من أموال مكافحة الإرهاب الاتحادية لمساعدة الحكومة في القبض على المهاجرين، في خطوة تعكس أولويات الإدارة الأميركية. ويستهدف هذا الشرط حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، وهي حملة تهدف لممارسة ضغوط اقتصادية على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية. تصاعدت أصوات مؤيدي هذه الحملة خلال عام 2023 بعد اندلاع الحرب المدمرة لإسرائيل على قطاع غزة، التي أسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، وسببت كارثة إنسانية وصلت إلى حد المجاعة، ما أدى إلى وفاة المئات بسبب الجوع أو القتل بنيران الجيش الإسرائيلي أمام مراكز المساعدات. وقال متحدث باسم وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم في بيان: "ستطبق الوزارة كل قوانين وسياسات مكافحة التمييز، ومن بينها ما يتعلق بحركة مقاطعة إسرائيل التي ترتكز صراحة على معاداة السامية"، وفق زعمه. ورغم أن هذا الشرط يحمل طابعًا رمزيًا إلى حد كبير، فإن دورية قانونية صادرة عن جامعة بنسلفانيا كشفت أن 34 ولاية أميركية على الأقل من أصل 50 لديها بالفعل قوانين أو سياسات مناهضة لحركة المقاطعة. وفي إشعار صدر الجمعة الماضية، طالبت الوكالة المدن الكبرى بالموافقة على السياسة الخاصة بإسرائيل للحصول على 553.5 مليون دولار مخصصة لمكافحة الإرهاب في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. وأظهر الإشعار أن مدينة نيويورك ستحصل على أكبر حصة من التمويل، حيث من المقرر أن تتلقى 92.2 مليون دولار، استنادًا إلى تحليل الوكالة "للخطر النسبي للإرهاب" في المدينة.

عقيدة ترامب: انتصار سريع أو انكفاء أسرع
عقيدة ترامب: انتصار سريع أو انكفاء أسرع

الشرق الجزائرية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الجزائرية

عقيدة ترامب: انتصار سريع أو انكفاء أسرع

«أساس ميديا» بينما تتهاوى احتمالات التهدئة في غزّة وتتصاعد التوتّرات على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، تتبلور ملامح عقيدة الرئيس دونالد ترامب في الشرق الأوسط خلال ولايته الثانية: تحقيق نتائج سريعة وعالية العائد أو الانسحاب الفوري. فاستمراراً لفلسفة 'أميركا أوّلاً'، يعتمد ترامب في سياسته الإقليمية على الصفقات الاقتصادية الجريئة والانخراط الانتقائي، لكنّه لا يُبدي استعداداً للاستمرار في جهود لا تؤتي ثمارها سريعاً وغير قابلة لتحقيق انتصار سريع يستطيع أن يتبنّاه شخصيّاً. من توثيق الشراكات مع دول الخليج، إلى توسيع اتّفاقات أبراهام، إلى دعم غير مشروط لإسرائيل، وصولاً إلى الانخراط المشروط مع سوريا ما بعد الأسد، تَكشف السياسة الأميركية عن مقاربة نفعيّة بحتة. لكن مع تعثّر الوساطات، من مفاوضات السلام مع السعودية إلى محادثات ما بعد الحرب في لبنان، تُرسل الإدارة إشارات واضحة: إذا لم يتعاون اللاعبون الإقليميون سريعاً، فإنّ واشنطن قد تنسحب، ولو كلّفها ذلك عودة الاقتتال. بالنسبة لترامب المصالح الأميركية في الشرق الأوسط واضحة: صفقات تجارية مع دول الخليج حيث توجد مصالح حيويّة للولايات المتّحدة، ومبادرات سياسية لإنهاء الصراعات، مشروطة بإمكان تحقيق انتصارات دبلوماسية أو الانكفاء. وهذا ما شهدناه في لبنان وغزّة. عراقيل جدّيّة ضاعف ترامب رهانه على التحالف مع السعودية والإمارات وقطر، وهي علاقة تعززها صفقات سلاح تتجاوز 100 مليار دولار واستثمارات خليجية ضخمة في البنية التحتية والتكنولوجيا الأميركية. وتُستخدم هذه الشراكات كأدوات لمواجهة إيران وضمان استقرار أسواق الطاقة، لكنها تقوم أساساً على المصالح الاقتصادية والعلاقات الشخصية، لا على أسس استراتيجية متينة. على الرغم من أنّ هذه العلاقات توفّر مكاسب فوريّة، تبقى هشّة، وقابلة للتصدّع إذا شعرت دول الخليج أنّ واشنطن أصبحت رهينة لسياسات إسرائيل، أو أبرمت صفقات مع إيران على حساب دول الخليج وبدأت بالتراجع عن التزاماتها. يرى ترامب في توسيع اتّفاقات أبراهام أحد أبرز أهدافه في الشرق الأوسط، لِما لذلك من انتصار معنويّ له، آملاً تحقيق سلام تاريخي بين إسرائيل والسعوديّة يُغيّر ملامح التوازن الإقليمي. لكنّ المحادثات مع الرياض تواجه عراقيل جدّيّة، خصوصاً مطالبة المملكة بتقدّم ملموس على صعيد القضيّة الفلسطينية وضمانات أمنيّة أميركية. مع تباطؤ التقدّم، يزداد نفاد صبر ترامب، وبدأت دوائر مقرّبة منه تُلمح إلى احتمال إعلان انتهاء مهمّة التوسيع عند حدود الدول الموقّعة حاليّاً، ووقف الجهد السياسي المبذول. هذا الانسحاب المحتمل سيترك المجال مفتوحاً أمام إسرائيل لتعزيز علاقاتها الثنائية، لكنّه قد يثير قلق الشركاء الخليجيين الذين يخشون انفجار الوضع في الضفّة الغربية واستمرار مأساة حرب غزّة. يتجلّى تململ ترامب بوضوح في مناطق النزاع. فمع استمرار حرب غزّة لعامها الثاني، عبّر عن انزعاجه من تباطؤ النتائج، ويستعدّ على ما يبدو لإعلان نجاح وقف إطلاق النار لإنهاء الدور الأميركي في الوساطة، بغضّ النظر عن التوصّل إلى تسوية دائمة. الأمر نفسه ينطبق على المحادثات الهادئة بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود البرية والنزاعات الأمنيّة. فمع تنامي احتمال عودة التصعيد من جانب إسرائيل واستئناف 'الحزب' لعمليّاته العسكرية مع رفضه تسليم سلاحه للدولة، تُظهر إدارة ترامب ميلاً للانسحاب من جهود الوساطة، وترك الطرفين يتصارعان دون تدخّل أميركي. هذا الانسحاب المبكر يرفع خطر نشوب حرب شاملة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. يواصل ترامب دعمه غير المشروط لإسرائيل ويحصل نتنياهو على حرّيّة حركة كبيرة، لا سيما في سوريا وغزّة ولبنان. ثمن باهظ بعد سقوط نظام بشّار الأسد، عرض ترامب على القيادة السورية الجديدة معادلة بسيطة: تعاونوا في محاربة الإرهاب وتنظيم داعش، أو ابقوا في العزلة. لا مساعدات لإعادة الإعمار، ولا دعم سياسيّاً شاملاً. الرسالة واضحة: إمّا أن تكونوا مفيدين، أو يتمّ تجاهلكم. لكنّ فراغ الانخراط الأميركي قد يُملأ سريعاً من قبل روسيا أو تركيا، وهو ما يعني تراجع النفوذ الأميركي في واحدة من أكثر الساحات حساسيّة في الإقليم. توفّر عقيدة ترامب مكاسب سريعة: شراكات اقتصادية قويّة مع الخليج، دعماً غير مشروط لإسرائيل، وتقارباً تاريخيّاً مع بعض الدول العربية. لكنّ ثمن الانسحاب المبكر بدأ يتّضح: إيران تتربّص بالفراغ، 'الحزب' يُعيد تموضعه، والصين مستعدّة لملء أيّ فراغ اقتصادي. لم يعد السؤال الحقيقي: هل يستطيع ترامب إنجاز صفقات؟ بل هل يبقى منخرطاً بما يكفي لضمان استمراريّتها؟ ففي منطقة لا تُغلق فيها الملفّات بسهولة، قد يتحوّل التخلّي السريع إلى ثمن استراتيجي باهظ أو اندلاع حروب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store