logo
الرئيس اللبناني في الجزائر: أول زيارة رسمية منذ 2002

الرئيس اللبناني في الجزائر: أول زيارة رسمية منذ 2002

العربي الجديدمنذ 6 أيام
وصل الرئيس اللبناني
جوزاف عون
، اليوم الثلاثاء، إلى الجزائر في زيارة رسمية تستمر يومين، استجابة لدعوة كان قد وجهها له الرئيس عبد المجيد تبون في التاسع من فبراير/ شباط الماضي، وهي الأولى من نوعها لرئيس لبناني منذ 23 عاماً. وسيلتقي الرئيسان لبحث قضايا تخص العلاقات بين البلدين، والمجالات التي يمكن فيها للجزائر مساعدة لبنان، وبخاصة في الشق السياسي المرتبط بدور جزائري في الأمم المتحدة، وفي قطاع الطاقة، إضافة إلى حزمة التطورات الصاخبة التي تشهدها المنطقة العربية.
وأعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية، عبر حسابها على منصة إكس، وصول عون إلى مطار هواري بومدين "في مستهل زيارة رسمية، وكان في استقباله رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون". وأعرب عون عن سعادته بزيارة الجزائر "التي كانت دائماً حاضرة إلى جانب لبنان في أصعب الظروف"، وفق ما نقلته الرئاسة، مشيراً إلى أنّ "الجزائر لم تتأخر يوماً عن دعم لبنان، سواء في المحافل الدولية أو من خلال المساعدات الميدانية المباشرة".
الرئيس عون من الجزائر:
• أعرب عن سعادتي بزيارة الجزائر الشقيقة، التي كانت دائمًا حاضرة إلى جانب لبنان في أصعب الظروف.
• الجزائر لم تتأخر يومًا عن دعم لبنان، سواء في المحافل الدولية أو من خلال المساعدات الميدانية المباشرة.
pic.twitter.com/GyeeRtOJTX
— Lebanese Presidency (@LBpresidency)
July 29, 2025
ويرافق الرئيس اللبناني وزير الخارجية يوسف رجي، ووزير الإعلام بول مرقص، والمستشار المكلف إعادة الإعمار علي حمية، ويتوقع أن يجري خلالها توقيع عدد من اتفاقات التعاون في مجال الطاقة والتجارة والنقل والإنشاءات التحتية، تشمل مساعدة الجزائر في إعادة إعمار لبنان عبر تمويل إعادة بناء بعض المنشآت، وإرسال هبة من النفط الجزائري لصالح لبنان. وهذه أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس لبناني للجزائر، منذ زيارة الرئيس إيميل لحود في يوليو/ تموز 2002، فيما كان الرئيس ميشال سليمان قد توقف في الجزائر لساعات فقط في مارس/ آذار 2013.
وتأتي أهمية هذه الزيارة في توقيت حساس يرتبط بالتطورات القائمة في المنطقة العربية، ولا سيما في لبنان وسورية والأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تبدي الجزائر انشغالاً مستمراً بالدفاع عن مصالح لبنان ووحدته، ضد العدوان الإسرائيلي، وتؤكد وجود قناعة لدى الجانب اللبناني بحيوية الدور الجزائري على الصعيد العربي، والدور الجزائري المتقدم لصالح لبنان في مجلس الأمن. وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، عيّنت الجزائر سفيراً جديداً لها في بيروت، هو كمال بوشامة الذي نُقل من سورية إلى لبنان.
طاقة
التحديثات الحية
الرئيس الجزائري يأمر بإرسال شحنات عاجلة من الوقود للبنان
وتتيح زيارة الرئيس اللبناني للجزائر مناقشة ملف التعاون في مجال الطاقة بين البلدين، ولا سيما أنّ شركة سوناطراك الجزائرية كانت ترتبط بعقد مع الوزارة اللبنانية للطاقة والمياه منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2005، لتوفير الديزل وزيت الوقود لفائدة مؤسسة كهرباء لبنان، غير أنّ العقد تعطل تنفيذه في عام 2020، بسبب قضية ما يُعرف بـ"الفيول المغشوش"، الذي تورط فيه وسطاء من الجزائر وأجانب، قبل أن تُجرى مشاورات بشأن تجديد الاتفاق نهاية عام 2022. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أبدت وزارة الطاقة اللبنانية رغبتها في أن "تكون علاقة الشراكة مع مؤسسات الدولة الجزائرية ومنها سوناطراك ممتازة، ودعم جهود الحكومة اللبنانية لاستكمال مسار إعادة إحياء علاقة الشراكة ضمن الأطر القانونية التي ترعى مصالح البلدين".
وفي حسن نية من الجانب الجزائري، أرسلت الجزائر نهاية العام الماضي حمولة من الوقود تُقدَّر بحوالى 30 ألف طن من مادة الفيول إلى لبنان للمساعدة في تشغيل محطات الكهرباء، تطبيقاً لقرار أصدره الرئيس تبون لتدعيم لبنان بالطاقة ومساعدته على تجاوز أزمته، والوقوف بجانبه في ظل الظروف الصعبة التي عاشها بسبب العدوان الإسرائيلي، من خلال تزويده فوراً بكميات من الفيول، من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، وإعادة التيار الكهربائي في البلاد.
وتبرز في سياق العلاقات بين البلدين، مسألة مهمة بالنسبة إلى الجزائر خصوصاً، تتعلق بالتعاون في مجال مكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة، إذ يُعد لبنان واحداً من الدول التي تسعى الجزائر للتعاون معها في هذا المجال، حيث كانت الجزائر وبيروت قد وقعتا في إبريل/ نيسان 2022 اتفاقين يخصان تسليم المطلوبين للعدالة في البلدين، والتعاون القضائي بين الجزائر ولبنان في المجال الجزائي والإنابات القضائية.
وقال الباحث الجزائري المتخصص في شؤون الشرق الأوسط محمد مغراوي لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة الرئيس اللبناني ستتيح للجزائر فهماً أعمق للتطورات والسيناريوهات المطروحة في لبنان وسورية وعموم الشرق الأوسط، وتقرب الجزائر أكثر من المنطقة التي ابتعدت عنها في العقدين الماضيين بعدما كان للجزائر مساهمة وحضور مهم في المسألة اللبنانية في السابق، وصولاً إلى اتفاق الطائف، سنلاحظ أنها أول زيارة رسمية لرئيس لبناني إلى الجزائر منذ ربع قرن تقريباً، خصوصاً مع عودة قوية ومهمة للدبلوماسية الجزائرية للاهتمام والتركيز على منطقة الشرق الأوسط والسعي للعب دور سياسي في صياغة حلول عربية"، مضيفاً أن "الجزائر يمكن أن تلعب دوراً يتجاوز البعد السياسي بالنسبة إلى لبنان، على مستوى ملف الطاقة، حيث يمكنها المساعدة في تمكين لبنان من حسن إدارة ثرواته واستغلالها، خصوصاً في مجال الغاز وفي مجال الكهرباء، بحيث يمكن مد لبنان بالخبرة الجزائرية في هذا المجال، ولبنان مدخل مهم بالنسبة إلى الجزائر إلى سورية التي تتطلع الجزائر إلى العمل فيها أيضاً في مجال الطاقة والكهرباء، وتتطلع إلى المشاركة في التكوين وتدريب الجيش اللبناني".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ليوناردو دي كابريو وسط الانتقادات: يستثمر في فندق إسرائيلي فاخر وغزة تحت الإبادة
ليوناردو دي كابريو وسط الانتقادات: يستثمر في فندق إسرائيلي فاخر وغزة تحت الإبادة

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

ليوناردو دي كابريو وسط الانتقادات: يستثمر في فندق إسرائيلي فاخر وغزة تحت الإبادة

يواجه ليوناردو دي كابريو انتقادات لاذعة لاستثماره في فندق فاخر في إسرائيل. ويُتّهم الممثل الأميركي بالتربح من نظام قمعي بالتزامن مع إبادة جماعية مستمرة خلّفت حتى اليوم الاثنين 60 ألفاً و933 شهيداً، و150 ألفاً و27 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، بالإضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. وهذا بينما يشغل دي كابريو حالياً منصب سفير الأمم المتحدة للسلام. ووفقاً لصحيفة غلوبس الاقتصادية الإسرائيلية، وافقت لجنة التخطيط والبناء في مقاطعة تل أبيب على بناء مشروع الفندق الضخم الذي تبلغ مساحته 51 ألف متر مربع. كما أفادت صحيفة جيروزاليم بوست بأن المنتجع المُعتَمد سوف يتألّف من 14 طابقاً و365 غرفة، وسيضم أيضاً مركزاً للمؤتمرات ومطعماً فاخراً ومساحات تجارية. وأُعلن عن المشروع في مارس/آذار 2018، وكان من المقرر في الأصل أن يضم 180 جناحاً موزعة على مبنيين من ستة طوابق، ولكنه توسّع بشكل كبير منذ ذلك الحين. وسوف يمتلك ليوناردو دي كابريو حصة 10% من المشروع. ليس أول استثمارات ليوناردو دي كابريو في إسرائيل تصدّرت هذه الخطوة عناوين الصحف وعرّضت ليوناردو دي كابريو لانتقادات واسعة على الإنترنت. وجّه الكاتب والناشط شون كينغ انتقادات إليه كاتباً: "بينما تتضور غزة جوعاً، يبني ليوناردو دي كابريو فندقاً فاخراً من 14 طابقاً في إسرائيل. وكتب مغرّد: "ليوناردو دي كابريو يسمي نفسه مدافعاً عن البيئة ومع ذلك فهو يبني فندقاً لإسرائيل التي لم تكتفِ بقتل الفلسطينيين وإجبارهم على الجوع خلال هذه الإبادة الجماعية، بل ألقت أيضاً قنابل عدة على غزة لدرجة أن الضرر البيئي قد يستغرق ما يصل إلى أربعين عاماً لإصلاح أسبابه، وهو ضرر أكبر من أكثر من مائة دولة، وأمر محبط للغاية بالنسبة لليوناردو دي كابريو". رصد التحديثات الحية رئيس مجلس النواب الأميركي يزور مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية وسبق لدي كابريو أن شارك في مشاريع عدة في إسرائيل، بما في ذلك استثمارات في "موبلي"، وهي شركة ناشئة في مجال التواصل الاجتماعي، و"أليف فارمز"، وهي شركة لحوم مزارع. غرّدت معلّقة: "صمت ليوناردو دي كابريو ليس مُخيّباً للآمال فحسب، بل خطير أيضاً. إنه يُرسل إشارة: يمكنك الاستثمار في إسرائيل. يمكنك الاستفادة من الإبادة الجماعية. ولن يُهاجمك أحد في هوليوود. لا زملاؤك. لا الصحافة. لا العلامات التجارية. وهو يفعل ذلك من دون أن يُشير إلى غزة". 💸 While Gaza Starves, Leonardo DiCaprio Is Building a 14-Story Luxury Hotel in Israel Hollywood silence is one thing. But Leonardo DiCaprio is actively profiting from apartheid during a genocide. The hotel was just approved. — Shaun King (@shaunking) July 30, 2025

نيويورك تايمز: ظلال سايكس- بيكو تحوم على قرار فرنسا وبريطانيا الاعتراف بفلسطين
نيويورك تايمز: ظلال سايكس- بيكو تحوم على قرار فرنسا وبريطانيا الاعتراف بفلسطين

القدس العربي

timeمنذ 5 ساعات

  • القدس العربي

نيويورك تايمز: ظلال سايكس- بيكو تحوم على قرار فرنسا وبريطانيا الاعتراف بفلسطين

لندن- 'القدس العربي': نشرت صحيفة 'نيويورك تايمز' تقريرا أعده مدير مكتبها في لندن مارك لاندلر، قال فيه إن اتفاقية سايكس- بيكو التي مضى عليها 109 أعوام هي التي تحوم فوق الخطوات الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطين. فالمعاهدة السرية البريطانية- الفرنسية التي مضى عليها أكثر من قرن، كانت بحسب الكثيرين السبب الذي زرع الحرب والنزاع في المنطقة. فعندما أعلن وزير الخارجية ديفيد لامي عن خطط بلاده الاعتراف بدولة فلسطين لو لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار، قال إن البريطانيين يعملون هذا 'ويد التاريخ على أكتافهم'. كما استعاد نظيره الفرنسي التاريخ عندما شرح موقف بلاده الذي أعلن عنه قبل أسبوع من الخطوة البريطانية. وقال إن الزعيم الفرنسي شارل ديغول دعا إلى وضع حد للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني يقوم على 'اعتراف بدولة كل طرف'. لكن أيا منهما ذكر اتفاقية سايكس- بيكو، وهي الاتفاقية السرية بين البلدين في عام 1916 حيث اتفقت الدولتان الاستعماريتان على تقسيم ميراث الدولة العثمانية في منطقة المشرق العربي، ولكن لماذا يجب عليهما الحديث عن سايكس- بيكو؟ يتساءل لاندلر. فسايكس- بيكو في نظر المؤرخين هي مثال عن الغطرسة الاستعمارية الأوروبية، وهي محاولة أنانية لإعادة رسم الحدود التي قسمت المجتمعات الدينية والإثنية والقبلية، في الولايات العربية فلسطين والأردن ولبنان وسوريا والعراق. ويعتقد الكثير من العرب أن المعاهدة هي خيانة أدت إلى النزاع وسفك الدماء. وقال لاندلر إن الأزمة الحقيقية التي تتكشف في غزة، الأطفال الجوعى ومنع إسرائيل للمساعدات الإنسانية وقتل الفلسطينيين وهم يحاولون الحصول على المساعدات الغذائية، كانت عوامل مهمة في قرار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. لكن قرارهما عكس ضوء على الدور المريب للدولتين بالمنطقة التي تنافستا عليها مرة. ونقلت الصحيفة عن أستاذ تاريخ الشرق الأوسط الحديث بجامعة أوكسفورد، يوجين روغان قوله: 'للتاريخ علاقة، ودائما توجد فرصة للاعبين التاريخيين الذي تسببوا في الفوضى لتصحيح أخطائهم'. وأثنى روغان على قرار بريطانيا وفرنسا الاعتراف بدولة فلسطين لأسباب تتعلق بالماضي والحاضر. وفي المسار الحالي الذي تمضي به إسرائيل، فإنها فتحت بابا للمعاملة التي لم يتخيلها أحد للفلسطينيين والتهجير من غزة أو أسوأ، ومن هنا فالاعتراف بدولة فلسطين في مصلحة إسرائيل هو مخرج إلى 'شكل من التعايش؛ لأن هذا غير مستدام'. وفي حديثه أمام الأمم المتحدة، أشار لامي إلى وثيقة عمرها أكثر من قرن وهي وعد بلفور والذي أعلن بعد عام من اتفاقية سايكس- بيكو السرية والتي صادقت فيها بريطانيا على إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين. وبعد 21 شهرا من القصف المستمر على غزة ومنظور المجاعة في عموم القطاع، قال لامي إن بريطانيا تتحمل مسؤولية للتصرف نيابة عن سكانها المضطهدين منذ وقت طويل، أي الفلسطينيين. ويعلق روغان، مؤلف كتاب 'العرب: تاريخ' أن 'نقاشه هو أن الوقت قد حان للوفاء بنصف ذلك الوعد'، مضيفا أنه في 'زمن وعد بلفور'، 'كانت بريطانيا إمبراطورية واسعة، حيث لم تتخيل أنها ستخسر، لكن ديفيد لامي يتحرك في بريطانيا ما بعد الhستعمار وما بعد أوروبا، لكنه 'يستخدم التاريخ كعامل شرعي'. وقال لامي إن بريطانيا يحق لها أن تفخر بـ'إسهامها في إرساء أسس وطن للشعب اليهودي'. ومع ذلك، أشار البروفيسور روغان إلى أن دافع بريطانيا في دعم ما أصبح لاحقا إسرائيل، لم يكن أخلاقيا بقدر ما كان استراتيجيًا. فقد كانت تسعى إلى إيجاد مجتمع تابع لها في فلسطين يمنع وقوعها في أيدي العدو. وكانت لندن تخشى أن تُستخدم هذه الأراضي كنقطة انطلاق لهجمات على قناة السويس، التي كانت آنذاك تحت سيطرة بريطانيا. علاوة على ذلك، تراجعت بريطانيا عن موقفها المؤيد للصهيونية. إذ وجدت صعوبة في التوفيق بين قيام دولة يهودية والحفاظ على علاقاتها مع العالم العربي. وفي وثيقة لاحقة، هي الكتاب الأبيض لعام 1939، اقترحت بريطانيا إنشاء وطن قومي لليهود داخل دولة فلسطينية ذات أغلبية عربية، وتحديد الهجرة اليهودية إلى فلسطين بـ75,000 شخص لمدة خمس سنوات. ونقلت الصحيفة عن مايكل ب. أورين، المؤرخ الإسرائيلي- الأمريكي الذي شغل منصب سفير إسرائيل في واشنطن، ثم نائب وزير في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إن قرار فرنسا وبريطانيا لن يسرع في نهاية الحرب في غزة بل سيطيل أمدها. وزعم أن منح هذا التنازل للفلسطينيين، هو بمثابة منح حافز للموافقة على وقف إطلاق النار. واتهم الدولتين المستعمرتين السابقتين، بأنها تريدان التحول إلى قوى شرق أوسطية من جديد. ويجادل آخرون بأنه لو لم يكن لهذه التحركات أي تأثير، لما أثارت ردود الفعل الغاضبة من نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين. إن إضافة بريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى كندا ومالطا، اللتين أعلنتا الأسبوع الماضي أنهما ستدعمان أيضا الاعتراف في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر، يعني أن أكثر من ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة ستكون قد اعترفت بدولة فلسطينية. ويعلق لاندلر أن فرنسا كانت لها مصلحة أقل في فلسطين من بريطانيا بعد تنازلها عن مطالبها في معاهدة سايكس- بيكو. لكن تحركها نحو الاعتراف بفلسطين يمثل منعطفا مصيريا آخر في علاقتها بإسرائيل. فمن عام 1945 إلى عام 1967، كانت فرنسا أكبر داعم لإسرائيل في الغرب. ويعود جزء من ذلك إلى تجربتها المؤلمة في إنهاء الاستعمار. ففي عام 1954، واجهت فرنسا انتفاضة مناهضة لها في الجزائر، حيث حظي الثوار الجزائريون بدعم من الرئيس المصري، جمال عبد الناصر. ومن هنا، فقد تعاملت فرنسا مع إسرائيل كحصن منيع ضد ناصر. وقد اقتربت منها، وزودتها بطائرات ميراج المقاتلة والتكنولوجيا النووية التي أصبحت أساس برنامجها غير المعلن للأسلحة النووية. ولكن في عام 1967، قبل أيام من شن إسرائيل ضربة عسكرية ضد مصر، فرض ديغول، رئيس فرنسا آنذاك، حظرا على توريد الأسلحة إلى إسرائيل، وحوّل نظره إلى الدول العربية. وأصبحت فرنسا أول دولة غربية تقيم علاقات وثيقة مع منظمة التحرير الفلسطينية، التي تمثل الفلسطينيين دوليا ويقودها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ويرى جيرار أرو، الذي شغل منصف سفير فرنسا في إسرائيل ما بين 2003- 2006 أن قرار الاعتراف بدولة فلسطينية ينطوي على مخاطر سياسية كبيرة لماكرون. ففرنسا تضم أكبر جاليتين يهودية وأخرى إسلامية في أوروبا الغربية. وقد كانت فرنسا عرضة لسلسلة من الهجمات التي نفذها إسلاميون متشددون. ومن خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فهناك حاجة لأن تعترف فرنسا وبريطانيا بتراجع نفوذهما على منطقة حكمتاها ذات يوم. ويقول أرو: 'لم يدرك أي من البلدين أن عصر الاستعمار قد انتهى. لقد تصرفا كما لو أنهما لا يزالان يتمتعان بالسلطة المطلقة. إنها ليست الصفحة الأكثر بياضا في التاريخ لأي من البلدين'.

حكومة نتنياهو تبحث تعزيز إجراءات حمايته وأسرته متجاهلة أسراها في غزة
حكومة نتنياهو تبحث تعزيز إجراءات حمايته وأسرته متجاهلة أسراها في غزة

العربي الجديد

timeمنذ 7 ساعات

  • العربي الجديد

حكومة نتنياهو تبحث تعزيز إجراءات حمايته وأسرته متجاهلة أسراها في غزة

تبحث الحكومة الإسرائيلية ، اليوم الاثنين، في جلستها الأسبوعية تعزيز حماية رئيسها، بنيامين نتنياهو، وزوجته سارة ، وولديه أفنير و يائير . وبحسب الجدول الذي وُزّع على الوزراء، فإن الموضوع الأول المطروح على الجدول: "لجم عمليات التحريض الخطيرة والمهددة لحياة رئيس الحكومة وأبناء عائلته، والحاجة إلى تعزيز إجراءات حمايتهم". وطبقاً لصحيفة "هآرتس"، فإن مسألة تعزيز إجراءات الحماية، طرحها أربعة وزراء من "الليكود"، هم وزير القضاء، ياريف ليفين، ووزيرة حماية الطبيعة، عيديت سيلمان، ووزير التربية والتعليم، يوآف كيش، ووزير الثقافة، ميكي زوهر. وعقب ذلك ستبحث الحكومة مسألة إعادة تأهيل مستوطنات النقب الغربي، وتطوير مدينة أشكيلون (عسقلان) وتنميتها، والدفع بإقامة محطة قوّة، وأخيراً إقالة المستشارة القضائية، غالي بهاراف ميارا. رصد التحديثات الحية هكذا "يُهندس" نتنياهو التمويل الباهظ لحماية عائلته من جانبها، هاجمت المعارضة الصهيونية جدول أعمال الحكومة، الذي تجاهل الموضوع الأكثر تداولاً في الخطاب العام وهو قضية الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس ، خصوصاً بعدما نشرت الأخيرة، وقبلها حركة الجهاد الإسلامي مقطعي فيديو للأسيرين أفيتار دافيد، وروم برسلافسكي، بينما تظهر عليهما أثار الجوع الشديد. وفي السياق، قال رئيس المعارضة، يائير لبيد، في منشور له على منصة إكس إنه: "للمرة الـ7000 هناك جلسة بخصوص التهديدات على حياة رئيس الحكومة"، موضحاً "أستنكر كل تهديد على حياة نتنياهو، ولكن الأخير هو الشخص الذي يحظى بأكبر حماية في إسرائيل على الإطلاق. أقترح تبديل موضوع الجلسة بالبحث في مسألة التهديدات الداهمة على حياة أفيتار دافيد"، في إشارة إلى الجندي الأسير. أمّا رئيس حزب "الديمقراطيون"، يائير غولان، فقال إنه "سيُلغي كل برامجه لكي يصل إلى القدس ويصرخ احتجاجاً أمام الحكومة"، داعياً الإسرائيليين، وزملاءه في المعارضة للانضمام إليه. وأضاف أن "نتنياهو، (وزير المالية، بتسلئيل) سموتريتش، و(وزير الأمن القومي، إيتمار) بن غفير، رأوا أفيتار يحفر قبره بينما لا يزال حياً، ومع ذلك يواصلون حياتهم كأن شيئاً لم يحدث. كفى لم يعد هناك مجال للسكوت". ومن المزمع بحسب الصحيفة أن يتظاهر عدد من الإسرائيليين اليوم إلى جانب غولان وزملاء آخرين له في المعارضة، فضلاً عن عائلات أسرى، بالتزامن مع انعقاد جلسة الحكومة في القدس . أخبار التحديثات الحية كيفية تخطيط ناشطة إسرائيلية لاغتيال نتنياهو بواسطة آر.بي.جي ودوافعها إلى ذلك، ذكرت الصحيفة أن هذه ليست المرّة الأولى التي يناقش فيها نتنياهو وحكومته مسألة الاحتجاج ضدهم، والتي يصفونها بأنها "تحريض وتهديدات"، متهمين المستشارة القضائية بأنها "تطبع هذا التحريض وتجعله عادياً"، ومنظومة القضاء بأنها "تفرط برئيس الحكومة". ومع ذلك، كُشف في الأسبوع الماضي، عن اعتقال المُسنّة الإسرائيلية، تمار غرشوني، (71 عاماً)، التي خططت وفقاً لـ"الشاباك" والشرطة لاغتيال نتنياهو، وقد تحدثت عن ذلك أمام رفاقها ومقربين منها، الذين بدورهم أبلغوا الشرطة التي أوقفتها قبل الإقدام على ذلك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store