logo
النقد الأدبي بين الانطباعية والعلمية

النقد الأدبي بين الانطباعية والعلمية

الشرق الأوسطمنذ 3 أيام
الانطباعية. النقد الانطباعي. إسقاط أفكارك وانطباعاتك وتجاربك الشخصية وفلسفتك الحياتية وعواطفك الخاصة على العمل الأدبي الذي تضطلع بتحليله وتفسيره كناقد أدبي – تلك هي آفة النقد الأدبي، حتى إن تي إس إليوت، الشاعر والناقد الأنجلو أميركي (1888 - 1965)، شبّه الناقد الانطباعي الذي يُسقط أفكاره على النص الأدبي بطبيب التشريح الذي يُخرِج من معطفه أعضاءً يضيفها إلى الجثة التي يقوم بتشريحها. ليس هناك من إهانة تُوجّه إلى ناقد أشد مِن وصف نقده بالانطباعية؛ فكل ناقد يحب أن يُظَن أنه موضوعي محايد متجرِّد، يتعامل مع النص كما هو في ذاته بمعزل عن أي عناصر خارجة عليه.
مع ذلك فقلما يخلو نقد من قدر من الانطباعية، وقلما يجتمع ناقدان على فهم مشترك وتقدير متماثل لنص أدبي، وإن اشتركا في طول الباع وسعة المعرفة وعلو المكانة. فإن لم نُعْزِ هذا إلى العنصر «الانطباعي» الناتج من تباينهما كفردين متمايزين في الطبع وتجربة الحياة، فإلامَ نعزوه؟ فكأن المقال النقدي الذي نطالعه يتراوح بين أن ينير لنا العمل الأدبي في ذاته وأن يعرفنا بشخصية الناقد وميوله الخاصة، أو منطقةٍ وسط بين هذين الضدين. إلا أن ثمة طموحاً أن يطرح النقد عنه ذات يوم أي شبهة للانطباعية، وأن ينضم لقافلة العلوم الاجتماعية وتصبح له أصول وقواعد صارمة يتفق الرأي عليها ويلتزمها الجميع في ممارسته.
هذا الطموح النقدي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعلم النفس وبالدراسات الأنثروبولوجية الحديثة. فقد تأثر النقاد المحدثون بالكشوف الأنثروبولوجية التي أظهرت أن الأسطورة والطقوس والشعر كلها كانت كامنة في بداية الحضارات وبمقولة علم النفس إن الإنسان البدائي كامن داخل كل منا، كما يتضح في أحلامنا الليلية التي تعيد خلق الرموز الأسطورية القديمة. من هنا كان التفات النقاد الذين يطلبون في الأسطورة مفتاحاً لعملية الخلق الفني إلى السمات المشتركة بين الحلم من ناحية والإبداع الشعري من ناحية أخرى، ومن ذلك «تكثيف الصور» بمعنى تضمين أخيلة عدة في صورة واحدة، و«الإزاحة»، أي تجسيد المعنى الشامل في عنصر يبدو قليل الأهمية، و«التحميل»، بمعنى تركيز مستويات متعددة للمعنى في جزئية واحدة. ولا يغيب عن الذهن في هذا السياق أن الشعر والحلم كلاهما يفتقر إلى العلاقات المنطقية ويحفل بالأخيلة والمواقف السريالية.
في طليعة نقاد الأسطورة هؤلاء يبرز الناقد الكندي المشهور نورثروب فراي Northrop Frye (1912-1991) الذي اتخذ من الأسطورة منطلقاً يعتقد البعض أنه يمكن معه أن يترقى النقد إلى مرتبة العلم. يرى فراي أن العلم الحقيقي لا يمكن أن يقنع بتحليل بناء العمل الأدبي، وأن الشاعر لا يعدو أن يكون «العلَّة الصانعة» للقصيدة، التي تتمتع بدورها بـ«علّة شكلية» مستقلة عنه، وهي ما ينبغي أن يكون طُلبة الناقد «العلمي». هذه العلة الشكلية هي ما يسميه فراي بـ«النموذج الأولي» (Archetype)، وهو اصطلاح مستعار من علم النفس يشير إلى «الصورة الأولية»، التي هي جزء من العقل الباطن الجماعي تترسب فيه نتيجة خبرات من نوع واحد لا حصر لها، وهي بذلك تشكل جزءاً من نظام الاستجابة الموروث عند الجنس البشري قاطبةً. على هذا النسق مثلاً تصبح الأسطورة التوراتية التي تحكي قصة قتل قابيل لهابيل هي النموذج الأولي لكل قصة تلتها يقتل فيها الأخ أخاه أو الصديق صديقه، بدافع الغيرة والحسد... إلخ. وتصبح قصة برومثيوس سارق النار من الآلهة لصالح البشر في الأساطير الإغريقية هي النموذج الأولي لكل قصة تقوم على الفداء والتضحية بالذات للصالح العام أو الثورة على القوى العليا من أجل المبدأ، دون احتفال بالعواقب، وهلُم جرّا.
تي إس إليوت
من هنا، يرى فراي أن مهمة النقد هي البحث عن هذه «النماذج الأولية»، مما يحوّل دراسة الأدب إلى نوع من علم الأنثروبولوجيا الأدبية يختص بدراسة الأدب من حيث تشبُّعه بالمقولات السابقة عليه، مثل الطقس الديني والأسطورة والحكاية الشعبية. لكن الأنثروبولوجيا الأدبية ليست إلا فرعاً من فروع النقد كما يتصوره فراي. فهو يرى أن العمل الأدبي يجب أن يمر بـ«خط إنتاج» نقدي يبدأ بالمحقق الأدبي الذي يطهّر النص الأدبي القديم من الشوائب العالقة به، ثم ينتقل النص إلى عالم البلاغة وتاريخ اللغة والأدب، ومنه إلى المؤرخ الاجتماعي للأدب، ثم إلى الفيلسوف واختصاصي تاريخ الفكر، وأخيراً يؤول الأثر الأدبي إلى عالم الأنثروبولوجيا الأدبية.
إلا أن ثمة نقطة مهمة ينبغي التنويه بها عند هذا الحد، وهي أن هذا المنهج النقدي يخلو تماماً من أحكام القيمة. هو منهج وصفي تصنيفي يصلح للتطبيق على الأعمال الأدبية العظيمة، وتلك القليلة الشأن في آن. وفي هذا السياق نلاحظ أن فراي كثيراً ما يشير إلى العمل الأدبي بوصفه نوعاً من المنتجات (a product) أو سلعة عضوية يمكن رصد نوعها وتصنيفها وتحديد رتبتها. وهي فكرة تتضح إذا ما تأملنا وصفه لكيفية خروج القصيدة إلى الوجود. يقول في مقالة له بعنوان «عقيدتي في النقد»:
«إن عملية مراجعة القصيدة وتنقيحها، وحقيقة أن الشاعر يغيّر فيها، ليس لأنه شخصياً يفضّل ذلك، وإنما لأن ذلك أفضل في حد ذاته، هذا يعني أن القصائد – مثلها مثل الشعراء – تُولد ولا تُصنع. وينحصر عمل الشاعر في أن يخرج بالقصيدة إلى الوجود في حال سليمة بقدر الإمكان. وإذا وُلدت القصيدة حيّة فإنها تكون في شوق للتخلص من الشاعر وتصرخ لكي يقطع الحبل الذي يربطها بذكرياته وعلاقاته الخاصة وبرغبته في التعبير عن ذاته، وكذلك كل حبال المشيمة الأخرى وأنابيب التغذية المتصلة بالذات. بعد ذلك يأتي الناقد ليستأنف من حيث توقف الشاعر».
في هذه المقارنة الحيّة تلعب القصيدة دور الوليد، والشاعر دور الأم. أما الناقد فيؤدي دور القابلة التي تفصم حبل المشيمة عن الأم/ الشاعر. على أن هذه المقارنة لا تقدم الإجابة عن سؤال بالغ الأهمية: هل القصيدة الوليدة تنبض بالحياة أم هي جثة هامدة لا تجري في عروقها الدماء؟ لا يجيب فراي عن هذا السؤال الحيوي الذي هو في العادة شغل النقد الشاغل. فلا نراه يعهد لناقده/ القابلة في أي من أدواره العديدة كمحقق للنصوص أو مؤرخ للأفكار أو حتى عالم في الأنثروبولوجيا الأدبية بمهمة الإجابة على هذا السؤال. فالقصيدة الخاملة لا تعدو أن تكون وثيقة لا قيمة لها تخضع للعملية التصنيفية ذاتها التي تخضع لها القصيدة الحية العظيمة.
وإذا تذكرنا أن الغرض من هذه العملية هو أن يصبح النقد علماً يحتل مكانه بين سائر العلوم الاجتماعية، فإن السؤال يصبح أكثر إلحاحاً، لأنه إذا أصبح النقد علماً اجتماعياً، فإنه من الأهمية بمكان أن نعرف موقفه من أحكام القيمة. هل يصير علماً وصفياً راصداً، فحسب مثل العلوم الاجتماعية الأخرى؟ أم ينتحي طريقاً يميزه منها فيصير دراسة معيارية تتجاوز الرصد والوصف إلى اتخاذ الموقف الجمالي وإصدار أحكام القيمة. وفي الحالة الأخيرة ألن يجد النقد نفسه ينزلق من جديد في طريق الانطباعية والأحكام الخاضعة لشخصية الناقد وتجربته؟ معضلة قد يحلها المستقبل. وقد لا يحلها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الصحافة البريطانية: صبر اللاعبات الإنجليزيات أطاح بمنتخب الأزوري
الصحافة البريطانية: صبر اللاعبات الإنجليزيات أطاح بمنتخب الأزوري

الشرق الأوسط

timeمنذ 42 دقائق

  • الشرق الأوسط

الصحافة البريطانية: صبر اللاعبات الإنجليزيات أطاح بمنتخب الأزوري

ليلة من نوع خاص عاشتها كرة القدم الإنجليزية بعد أن خطف منتخب إنجلترا للسيدات بطاقة التأهل إلى نهائي بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025، إثر فوز دراماتيكي على منتخب إيطاليا بنتيجة (2-1) بعد التمديد، في المواجهة التي جرت على أرض ملعب استاد «دو جنيف» في سويسرا. هذا التأهل لم يكن عادياً في تفاصيله ولا في توقيته، وقد حظي باهتمام واسع في الصحافة البريطانية، لا سيما من صحيفة «الغارديان» التي خصّصت تغطية استثنائية للحديث عن مجريات اللقاء، وتأثيره الفني والذهني، وأبعاد الإنجاز الذي تحقق بأقدام ميشيل أجييمانغ وكلوي كيلي، وقيادة المدربة الهولندية سارينا ويغمان. وصفت «الغارديان» اللقاء بأنه «فصل ملحمي من كتاب لا يُملّ»، مشيرة إلى أن الفوز لم يكن مجرد عبور رياضي إلى النهائي، بل كان درساً في الصبر والروح والعزيمة. إذ بعد أن تقدم المنتخب الإيطالي بهدف في الشوط الثاني، بدا أن المباراة تنزلق من بين أيدي الإنجليزيات، لكن البديلتَين أجييمانغ وكيلي دخلتا لتقلبا الموازين، وتكتبا لحظة تاريخية جديدة في مسيرة منتخب بات يعرف تماماً كيف يُنهي الأمور في أصعب اللحظات. فرحة كلوي كيلي بهدف إنجلترا الثاني (أ.ب) في الدقيقة 96، وفي حين كانت إنجلترا على وشك الخروج، ظهرت أجييمانغ لتمنح الفريق قبلة الحياة بهدف التعادل، ومن ثم أكملت كيلي المهمة بهدف الانتصار في الدقيقة 119، لتنقلب المعادلة من إحباط إلى انتصار، ومن وداع محتمل إلى حلم بات قاب قوسين أو أدنى من التحقق. الصحيفة ركزت على التفاصيل الدقيقة التي صنعت الفارق، لافتة إلى أن أجييمانغ، البالغة من العمر 19 عاماً، أثبتت أنها ليست مجرد بديلة شابة، بل لاعبة تمتلك شخصية استثنائية وقدرة على التأثير في أصعب الظروف. وكتبت: «أجييمانغ لم تكتفِ بالتسجيل، بل قادت الفريق نفسياً لاستعادة السيطرة، كانت تفتح المساحات وتضغط وتصرخ وتُشعل الحماسة في كل لمسة... إنها الوجه الجديد لكرة القدم الإنجليزية». أما كلوي كيلي التي خاضت موسماً صعباً مع مانشستر سيتي فتمكنت من تأكيد أنها لا تزال الورقة الرابحة في اللحظات الحرجة. ووصفت «الغارديان» هدفها الحاسم بأنه «نسخة معاد إنتاجها من المجد»، في إشارة إلى هدفها في نهائي «يورو 2022» أمام ألمانيا. ورأت الصحيفة أن كيلي قدمت أداءً مميزاً يعكس الثقة والخبرة والقدرة على الحسم، رغم أنها لم تبدأ اللقاء ضمن التشكيلة الأساسية. كلوي كيلي لحظة تنفيذ ركة الجزاء (رويترز) لكن الأعين لم تكن فقط على اللاعبات. فصحيفة «الغارديان» أولت مساحة خاصة للحديث عن المدربة سارينا ويغمان، التي وصفتها بأنها «سيدة القرارات الجريئة». ورغم الانتقادات التي طالتها بسبب تركها أجييمانغ وكيلي على مقاعد البدلاء، فإن قراراتها في الوقت المناسب كانت حاسمة، وأثبتت مرة جديدة أنها واحدة من أعظم المدربات في تاريخ اللعبة. وعدّت الصحيفة تعامل ويغمان مع الضغوط احترافياً من الطراز الرفيع؛ إذ حافظت على هدوء الفريق بعد هدف إيطاليا، وأجرت التبديلات بعين تكتيكية ثاقبة، لا انفعالية. وقالت إن «النجاح لا يُقاس فقط بعدد الألقاب، بل بطريقة إدارتك للأزمات... ويغمان قادت المباراة كما يُدير مايسترو فرقة موسيقية معقدة». كما تناولت «الغارديان» الجانب الذهني للفريق، وركزت على تصريحات المدافعة لوسي برونز التي قالت عقب اللقاء: «نحن لا نحاول إثبات أنفسنا بعد الآن... نحن في النهائي للمرة الثالثة على التوالي». وعلقت الصحيفة على هذه الكلمات قائلة إن الفريق أصبح يمتلك «هوية البطل» وليس فقط الطموح، وإن هذه الإنجازات المتتالية لم تأتِ من فراغ، بل نتيجة عمل منهجي بدأ منذ سنوات، على مستوى القاعدة والاحتراف والتخطيط الفني. احتفال لاعبات إنجلترا مع الجماهير (إ.ب.أ) الجمهور كان حاضراً بدوره في المشهد، وكتبت الصحيفة عن الأجواء في استاد «دو جنيف»، حيث عبّرت الجماهير الإنجليزية عن شغفها ودعمها اللامحدود، مما أضفى طابعاً خاصاً على اللقاء. ورأت أن هذا التلاحم بين اللاعبات والمدرجات، وبين الفريق والإعلام، وبين الحاضر والماضي؛ هو ما يجعل هذه اللحظة واحدة من أعظم المحطات في تاريخ كرة القدم النسائية في إنجلترا. واختتمت الصحيفة تغطيتها برسالة أمل للنهائي المنتظر في بازل، مشيرة إلى أن الفريق الإنجليزي لا يملك فقط الأدوات الفنية للفوز، بل يمتلك أيضاً التجربة، والشخصية، والقدرة على التحمل تحت الضغط. وكتبت: «إنجلترا لم تعد مجرد طامحة... بل أصبحت مرجعية في كيفية صناعة المجد تحت الضوء».

عن الفقد.. بين أحبتنا وأحلام لم تكتمل
عن الفقد.. بين أحبتنا وأحلام لم تكتمل

صحيفة سبق

timeمنذ 42 دقائق

  • صحيفة سبق

عن الفقد.. بين أحبتنا وأحلام لم تكتمل

هل مررت بيوم شعرت فيه أن جزءاً من روحك قد غادر، وأنك لم تعد الشخص ذاته الذي كنت عليه بالأمس؟ الفقد يشبه باباً يُغلق بصوت خافت، لكن صداه يبقى يتردد طويلاً في أعماق القلب. هناك وجوه لا تفارق الذاكرة، أصوات نسمعها وكأنها تختبئ بين اللحظات، وروائح تباغتنا في الأماكن القديمة فتوقظ مشاعر لم نعتقد يوماً أنها ستعود بهذه القوة. الحزن ليس لحظة واحدة تنتهي، بل هو موجة تأتي على شكل ذكرى، كلمة، أو حتى أغنية عابرة تجعلنا نعيش الرحيل من جديد. الفقد يعلّمنا أن الزمن ليس دائماً كافيًا ليجبر القلوب، لكنه يعلّمنا كيف نتعايش مع الألم ونحوّله إلى مساحة حب صامتة داخلنا. ومن منظور الدراسات في علم النفس، فإن مشاعر الفقد طبيعية جداً، بل هي جزء أساسي من تجربة الإنسان مع الحب والارتباط. ووفقًا لنظرية كوبلر-روس (Kübler-Ross) حول مراحل الحزن الخمس، يمر الإنسان عند مواجهة الفقد بمراحل تبدأ بالإنكار، وكأن العقل يحاول حماية القلب من الصدمة، ثم يتحول الغضب إلى أسئلة عن "لماذا أنا؟ ولماذا الآن؟"، تليها محاولة المساومة مع النفس والذكريات، قبل أن نغرق في مرحلة الحزن العميق، التي تكون أقسى اللحظات وأكثرها وضوحاً. ومع الوقت، يأتي القبول، ليس لأنه سهل، بل لأنه السبيل الوحيد للعيش من جديد. ومثلما نفقد أشخاصاً أعزاء، نفقد أحياناً أحلاماً وأماكن تركت فينا الأثر ذاته. قد نفقد حلماً عشنا سنوات نحلم بتحقيقه، أو فرصة كانت تعني لنا الكثير ولم تأتِ، أو حتى نفقد الأماكن التي حملت ضحكاتنا ودموعنا وأحلامنا الأولى. وهناك فقدٌ أشد صمتاً لكنه عميق، مثل أن نفقد نسخة قديمة من أنفسنا، تلك النسخة التي كانت مليئة بالبراءة والشغف، لكن الحياة دفعتها إلى الزوايا البعيدة. ومع كل هذا، ندرك أن القيمة ليست فيما فقدناه، بل في القوة التي اكتسبناها ونحن نحاول المضي رغم الغياب. هذه الأنواع من الفقد لا تكون واضحة للآخرين مثل فقد شخص، لكنها تعيش فينا. قد نشعر أحياناً أننا تغيرنا بشكل لم نعد نتعرف فيه على أنفسنا، أو أن الطريق الذي كنا نسير فيه لم يعد موجوداً. لكن حتى هذا الفقد يعلّمنا أن الحياة لا تُقاس بما نتركه وراءنا، بل بما نصنعه من جديد. نحن نؤمن أن كل ما نفقده لم يكن ليبقى، وأن الأرزاق والمشاعر والأشخاص بيد الله وحده، يعطيها حين يشاء ويستردها حين يشاء. وربما يكون الفقد رحمة لا نراها الآن، لكنه يحمل حكمة مخفية، قد لا نفهمها إلا حين نرى الصورة كاملة. الإيمان بأن ما عند الله لا يضيع، وأن كل لقاء مؤجل سيكتمل في الآخرة، يمنح القلب طمأنينة وسط هذا الضجيج، ويعلّمنا الرضا بما كان وما سيكون. ومع كل هذا، يبقى الألم جزءاً من إنسانيتنا، لكنه يهدأ حين نؤمن أن ما كُتب لنا لم يكن ليُخطئنا، وأن كل فقد يفتح لنا باباً لننظر إلى الحياة بعين مختلفة، أكثر قرباً من المعنى، وأكثر امتناناً لكل لحظة نعيشها. الفقد ليس فقط نهاية لما رحل، بل بداية لما يتشكل داخلنا من قوة وصبر وحكمة، سواء فقدنا أشخاصاً أحببناهم أو أحلاماً كبرنا معها. الفقد مهما كان ثقيلاً لا يُسقطنا، بل يعيد بناءنا بطريقة مختلفة، ربما أجمل. والذين رحلوا تركوا فينا أثراً لا يُمحى، والأحلام التي غابت همست لنا أن الحياة ما زالت تحمل ما يستحق أن نكمل لأجله.

Phoebe Philo تشوّقنا للعام 2026 وتكشف عن مجموعتها الجديدة D
Phoebe Philo تشوّقنا للعام 2026 وتكشف عن مجموعتها الجديدة D

مجلة هي

timeمنذ 3 ساعات

  • مجلة هي

Phoebe Philo تشوّقنا للعام 2026 وتكشف عن مجموعتها الجديدة D

قدّمت "فيبي فيلو" Phoebe Philo لعشاق الموضة نظرة خاطفة لما ينتظرنا في عام 2026... وجعلتنا نتطلّع بفارغ الصبر لحلول هذا الموعد! فبعد أقل من عامين من إطلاق علامتها التي تحمل اسمها، تواصل "فيبي فيلو" مسيرتها الناجحة. وقد كشفت المصممة البريطانية مؤخرًا عن مجموعتها D، وهي الرابعة لها منذ إطلاق العلامة في أكتوبر 2023، والتي لا تزال تُباع بشكل أساسي عبر متجرها الإلكتروني. ويبدو الآن أنها مستعدة لخوض غمار جديد مع افتتاح متجرها الأول. امرأة فيلو شابة وكبيرة في السن في آن واحد، وهي مهارة تصميمية لا يمكن اكتسابها إلا من خلال فهم شامل للأناقة الأنثوية، بغض النظر عن عمر من ترتدي ملابسها. مجموعة Phoebe Philo بعنوان D لعام 2026 قطع كلاسيكية مريحة وأنيقة في آن واحد المجموعة الجديدة تسير هذه على خطى مجموعاتها السابقة، وتضم حوالي عشرين إطلالة، وتستمر في الاعتماد على القطع الكلاسيكية في خزانة الملابس، مع قطع عالية الجودة مصنوعة من خامات جميلة، مريحة وأنيقة في آن واحد، وجذابة. تشمل هذه القطع معاطف الترنش، السترات الضيقة، البلوزات ذات التصميم النحتي، وبعض المعاطف الضخمة. تتميز السترات بشكلها الدائري، سواءً كانت مصنوعة من الجلد، أو مزينة بياقة واسعة، أو على شكل سترة منفوخة مبطنة بالفرو. تصميم الترنش من مجموعة Phoebe Philo بعنوان D لعام 2026 البدلة من مجموعة Phoebe Philo بعنوان D لعام 2026 الجاكيت الجلد من مجموعة Phoebe Philo بعنوان D لعام 2026 الفرو ما زال حاضرًا لا يزال الفراء حاضرًا، في تصاميم المعاطف، الكم المنفصل، السراويل المنتفخة، الجمبسوت المريح، أو حتى في البناطيل المبطنة بالفرو. معظم الإطلالات أحادية اللون، مُقدّمة بألوان محايدة (أبيض، أسود، بني)، بأسلوب بسيط للغاية، باستثناء قميص تارتان وبنطلون بمربعات سوداء ورمادية أو لمحات من الفرو الأصفر. من مجموعة Phoebe Philo بعنوان D لعام 2026 من مجموعة Phoebe Philo بعنوان D لعام 2026 تصاميم فضفاضة تُفضّل امرأة فيبي فيلو البدلات الرجالية الفضفاضة والقصّة الأنيقة المصنوعة من أقمشة مُرقّطة أو بناطيل فضفاضة، مُزينة أحيانًا بشراشيب أو بنمط كارغو، والتي يُمكن ارتداؤها مع بلوزة بسيطة بدون أكمام، أو تيشيرت، أو قميص أسود. بالإضافة إلى الملابس الجاهزة، تُقدّم فيبي فيلو أيضًا حقائب ومجوهرات وأحذية، مثل الصنادل المسطحة متعددة الأشرطة. من مجموعة Phoebe Philo بعنوان D لعام 2026 من مجموعة Phoebe Philo بعنوان D لعام 2026 من مجموعة Phoebe Philo بعنوان D لعام 2026 لا تُقدّم العلامة معلومات إضافية عن المواد المستخدمة أو أسعار المنتجات. يُذكّر هذا ببساطة بأنه في البداية، عُرض المجموعات كسلسلة من الإصدارات التي كُشف عنها وأصبحت متاحة للشراء فورًا. وشكّلت هذه الإصدارات المختلفة المجموعة الأولى. ومنذ أكتوبر 2024، تُعرض المجموعات كاملةً قبل بضعة أشهر من طرحها للبيع، ما يُعيدنا إلى إيقاع أكثر تقليدية. مجموعة D، التي عُرضت كمعاينة على موقع ستكون متوفّرة للشراء ابتداءً من أوائل عام 2026، وسيستمر بيعها حتى مايو. سيتم توزيعها على متجر العلامة الإلكتروني وعبر متاجر Phoebe Philo المخصصة في Dover Street Market بلندن، و Galeries Lafayette Haussmann في باريس، بالإضافة إلى مجموعة مختارة من متاجر العلامات التجارية المتعددة حول العالم. أسست المصممة الإنجليزية دار أزياء "فيبي فيلو" في لندن في سبتمبر 2020 مع زوجها، رجل الأعمال العقاري "ماكسيميليان ويغرام" Maximilian Wigram، ورحّبت بشركة LVMH كمساهم أقلية. قامت الشركة بتوسيع فرقها في بداية العام من خلال تكليف "برونو سياليلي" Bruno Sialelli بتصميم ملابسها الجاهزة، وهو المدير الإبداعي السابق لدار "لانفين" Lanvin.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store