logo
اقتصاد السعادة

اقتصاد السعادة

الدستورمنذ 18 ساعات
السعادة هي الشعور بالرضا، وهذا ليس الأمر مستحيلاً كما يعتقد الكثير من الناس، إنما ممكناً وحق طبيعي لكل مواطن بالمجتمع، لكن الظروف المختلفة بين دولة وأُخرى تجعل هناك تفاوتاً كبيراً بالقدرة على تحقيق ذلك، والشعوب السعيدة لا تحتاج إلى رعاية الدولة من الولادة إلى الوفاة، بل تحتاج إلى الفرصة للتفكير بحرية، وإلى التقدير المتزن الملتزم بحرية، وإلى العمل المنضبط بحرية، وبالتالي خلق تنمية اقتصادية متوازنة، وإلى نمو اقتصادي مستدام يحقق رفاهاً اجتماعياً متوازناً ومشتركاً بين الأغلبية.
فالشعوب السعيدة تدفع الضرائب، لكنها تتمتع بخدمات عامة وبنية تحتية أفضل، وتكون الحكومة فعّالة ليكون هناك قطاع عام منتج وقطاع خاص مبادر وقوي، وقوى بشرية مبدعة ومبتكرة وريادية.
والشعوب التي صُنّفت أكثر سعادة، مثل الدنمارك وسويسرا والنرويج، حسب المبادرة التي أطلقتها الأمم المتحدة عام 2012، فلقد كانت الضرائب فيها مرتفعة على المواطنين، لكن مستوى الحرية الفردية المتزنة التي يشعر بها المواطن كان أعلى، وكان هناك توازن يعيشه المواطن بين حياته العملية وحياته الاجتماعية، وكانت هناك ثقة عالية من المواطنين بحكومتهم.
والمواطن في تلك الدول، الذي يستطيع أن يحصل على حرية تحديد مساره الاجتماعي والعملي والسلوكي الموزون، والأكاديمي العلمي والمهني، وهذا مختلف كلياً عن المواطنين الذين يعيشون في ظل دولة ريعية، يُجبره مستوى دخله على تحديد نوعية المدرسة التي يستطيع أن يُدرس أبناءه فيها، ومدى الضغوطات الدراسية على توفير مسار أكاديمي مناسب لأبنائه في ظل تدني مستوى التدريس أو التفاوت بين التحصيل الأكاديمي للفرص المتاحة والتنافسية الأصح، مما يجعل المواطن يبحث عن مصادر دخل مساندة ومساعدة، بالعمل ليل نهار، أو بالغش أو بالفساد وغيره، بدلاً من السعي بعمله للإبداع والابتكار والريادة، أو عمل مشروع خاص به.
فالشعب السويسري، مثلاً، تمتلك دولته الكثير من الشركات الكبرى، وبالتالي لديها اقتصاد قوي، وتُنافس تلك الشركات بقية الشركات، مثلاً صناعة الشوكولاتة وصناعة الساعات وغيرها، حيث يصل دخل الفرد فيها إلى 50 ألف دولار سنوياً على الأقل، مع توفر كافة خدمات البنية التحتية شبه مجاناً، سواء النقل أو الكهرباء والمياه وغيرها.
ولا يوجد فيها صراعات داخلية ومناكفات اجتماعية، وتتجنب المشاركة في الصراعات المختلفة، وتهتم بالرعاية الصحية لمواطنيها، وتهتم بالكبار والصغار لتُقدّم أفضل رعاية صحية ومستقرة وآمنة، لذلك لديهم الديمقراطية الحقيقية.
إننا جميعاً، كبشر، فاعلون، وقادرون على العطاء والإنتاج والإبداع والابتكار والتعاون المشترك المثمر، وقادرون على الانضباطية والالتزام، ودفع الضرائب الموزونة، ودفع المخالفات المُحقة، مقابل تقديم أعلى مستوى من الخدمات من قبل الحكومة، ليَلمس المواطن السعادة الحقيقية، ويكون هناك نمو اقتصادي حقيقي مستدام بكل مؤسساتها ومُنشآتها.
فـ»اقتصاد السعادة» هو الدراسة الكمية والنظرية للسعادة، والوجدان الإيجابي والسلبي، والرفاهية، وجودة الحياة، والرضا عن الحياة، حيث يرتبط ذلك بعلم النفس والاجتماع والصحة.
وهناك الدول التي تعمل جاهدة على تفعيله وتطويره بشتى الأساليب والإمكانات، وليس البحث فقط عن الهدف المادي، فكل مواطن ينشر السعادة ويبحث عنها، بل يبحث مفاتيحها (مفتاح السعادة)، علينا أن نجده وننميه، فـما سر وجودنا إن لم نسعَ للبحث عن السعادة؟ ، فهي تنبع من داخل الإنسان، وهو ما يحقق الرضا الفردي والطمأنينة على نفسه وأهله، من حيث توفر المقومات الأساسية من مستوى المعيشة المُقنع، من صحة وتعليم، رغم كل الأزمات والصعوبات.
فلا بد وأن نتعاون على توفير ما يمكن أن نوفره من بيئة آمنة غير ملوثة، تُحقق السعادة، وليس إشباعاً لغايات ليس لها سقف أو حدود أو أفكار خاطئة، بل الرضا، والصحة النفسية، والقناعة الذاتية، فهي مرتبطة بالطبيعة الاجتماعية للكائن البشري.
ودولة لبنان، رغم كل الأزمات والصراعات الداخلية والخارجية، قررت تعيين وزير للسعادة، علماً أنه قد هاجر منها الآلاف من المواطنين بحثاً عن السعادة في دول أُخرى، لكن مثل هذا القرار كان لا بد منه ليكون خطوة جدية نحو التغيير، لا أن يكون ديكوراً سياسياً يُجمّل المشهد القاتم، وأن يكون بداية لوعي جديد بأن الإنسان ليس مجرد رقم في معادلة اقتصادية، بل إنسان يبحث عن الكرامة، والأمن، والطمأنينة، في بلد أصبحت فيه الكهرباء والماء لمن تتوفر لديه الرفاهية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انخفاض أسعار النفط بعدما فاجأت مجموعة "أوبك+" الأسواق
انخفاض أسعار النفط بعدما فاجأت مجموعة "أوبك+" الأسواق

الوكيل

timeمنذ 41 دقائق

  • الوكيل

انخفاض أسعار النفط بعدما فاجأت مجموعة "أوبك+" الأسواق

الوكيل الإخباري- تراجعت أسعار النفط في تعاملات اليوم الاثنين بعد أن فاجأت مجموعة "أوبك+" الأسواق برفع إنتاج الخام بأكثر من المتوقع في أغسطس المقبل. كذلك ضغطت على الأسواق حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية وتأثيرها المحتمل على النمو الاقتصادي العالمي على توقعات الطلب. اضافة اعلان وكانت انخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي "غرب تكساس الوسيط" لشهر أغسطس المقبل بنسبة 0.81% إلى 66.46 دولار للبرميل. فيما تراجعت العقود الآجلة للخام العالمي مزيج "برنت" لشهر سبتمبر المقبل بنسبة 0.18% إلى 68.18 دولار للبرميل، بحسب ما أظهرته التداولات. واتفقت مجموعة "أوبك+" يوم السبت الماضي على زيادة الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يوميا في أغسطس المقبل. وتمثل الزيادة في أغسطس المقبل قفزة من الزيادات الشهرية البالغة 411 ألف برميل يوميا، التي وافقت عليها "أوبك+" لشهري مايو ويونيو ويوليو من 2025، و138 ألف برميل يوميا في أبريل من نفس العام. وقال تيم إيفانز من شركة "إيفانز إنرغي" في مذكرة إن "زيادة الإنتاج تمثل بوضوح منافسة أكثر عدوانية على حصة السوق وبعض التسامح مع الانخفاض الناتج عن ذلك في السعر والإيرادات".

أبل تطعن بغرامة أوروبية قيمتها 500 مليون
أبل تطعن بغرامة أوروبية قيمتها 500 مليون

السوسنة

timeمنذ ساعة واحدة

  • السوسنة

أبل تطعن بغرامة أوروبية قيمتها 500 مليون

السوسنة - تقدّمت شركة "أبل" بطعن رسمي على غرامة قدرها 500 مليون يورو (نحو 580 مليون دولار) فرضها الاتحاد الأوروبي، معتبرة العقوبة "غير مسبوقة" و"غير قانونية"، على خلفية تغييرات في سياسات متجر التطبيقات "App Store".وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت عن الغرامة في أبريل الماضي، متهمة "أبل" بانتهاك قواعد قانون الأسواق الرقمية، خاصةً ما يتعلق بمنع المطورين من توجيه المستخدمين لإجراء عمليات شراء خارج متجرها.وفي محاولة لتجنّب مزيد من العقوبات، غيّرت "أبل" في يونيو سياستها داخل الاتحاد الأوروبي بما يتماشى مع المتطلبات الجديدة.يُذكر أن قانون الأسواق الرقمية الأوروبي يهدف إلى تقليص هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى وتعزيز المنافسة العادلة داخل السوق الأوروبية. اقرأ أيضاً:

انخفاض ملحوظ في أسعار الذهب والنفط والمعادن عالميًا
انخفاض ملحوظ في أسعار الذهب والنفط والمعادن عالميًا

السوسنة

timeمنذ ساعة واحدة

  • السوسنة

انخفاض ملحوظ في أسعار الذهب والنفط والمعادن عالميًا

وكالات - السوسنة شهدت الأسواق العالمية، صباح اليوم الإثنين، تراجعًا جماعيًا في أسعار الذهب والنفط والمعادن الأساسية، مدفوعة بتصريحات للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أشار فيها إلى تقدم في الاتفاقيات التجارية الدولية وتمديد الإعفاءات الجمركية لبعض الدول، ما أدى إلى تهدئة مخاوف المستثمرين وتقليص الإقبال على الذهب كملاذ آمن. تفاصيل التراجع في الأسعار: الذهب: انخفض بنسبة 0.76% ليصل إلى 3,311.37 دولار للأوقية، بتراجع قدره 25.27 دولار. الفضة: تراجعت بنسبة 1.09% لتسجل 36.73 دولار للأوقية، بانخفاض 0.405 دولار. نفط خام WTI: تراجع بنسبة 0.29% إلى 66.31 دولار للبرميل، متأثرًا بمخاوف ارتفاع المخزونات الأمريكية. نفط برنت: انخفض بنسبة 0.35% إلى 68.06 دولار للبرميل، وسط توقعات بزيادة العرض من أوبك+. النحاس: خسر 0.90% من قيمته ليسجل 5.0168 دولار للرطل. الألمنيوم: انخفض بنسبة 0.92% إلى 2,571.70 دولار للطن. الغاز الطبيعي: شهد أكبر تراجع يومي بنسبة 2.80% ليصل إلى 3.295 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. تحليل السوق العالمي يرى محللون أن انخفاض أسعار الذهب يعود إلى تحسّن الثقة في الأسواق العالمية بعد تصريحات ترامب، ما قلّل من التوجه نحو الذهب كملاذ آمن. في المقابل، تأثرت أسعار النفط بتوقعات زيادة إنتاج أوبك+ وارتفاع المخزونات الأمريكية، فيما يُعزى انخفاض أسعار المعادن الأساسية إلى تباطؤ الطلب الصناعي، خاصة في آسيا. تأثير الأسعار على السوق الأردني في الأردن، يُتوقع أن يسهم تراجع أسعار الذهب عالميًا في استقرار أو انخفاض أسعار المشغولات الذهبية، ما قد يدفع المستهلكين نحو الشراء. أما أسعار الوقود، فقد تشهد تثبيتًا أو تخفيضًا طفيفًا خلال المراجعة الشهرية، تبعًا لسياسة تسعير المشتقات النفطية .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store