
«وثيقة للأخوة الإنسانية».. دستور إنساني عالمي
وتشكل الوثيقة دستوراً إنسانياً عالمياً، يؤكد القيم النبيلة، ويعزز السلام والعيش المشترك.
وفي هذا السياق، أكد السفير الدكتور خالد الغيث، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، أن ثقافة الحوار والتعاون بين الأديان، توّجت في دولة الإمارات العربية المتحدة، يوم 4 فبراير 2019، عبر وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، والتي جاءت كجزء من جهود الدولة المديدة في إرساء السلم والتضامن بين شعوب العالم، والعمل من أجل خير البشرية جمعاء، وهي، في الوقت ذاته، وثيقة تضاف إلى بقية الوثائق الإنسانية والاتفاقيات التي تحتكم للقيم السامية في العلاقات الإنسانية.
وتابع الغيث: «إن هذه الوثيقة الرائدة، هي تجسيد لنهج الدولة، وقيادتها، وثقافة شعبها، التي ترفض كافة أنواع التطرف، وتستهجن تحويل القيم الروحية -التي تثري بها الأديان السماوية الحضارة الإنسانية - إلى منصة للكراهية، ومبرر لتعدي الإنسان على أخيه الإنسان.. في هذه الوثيقة قبس من فكر المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وإخوانهما من الآباء المؤسسين، الذين بذلوا أغلى ما يملكون من أجل بناء دولة منارتها التسامح، وعمادها الأخوة الإنسانية».
وأضاف الغيث: «إيماناً منا بأن المبادئ السامية التي تتضمنها الوثيقة، من احترام الاختلاف، ونبذ الكراهية، وبناء جسور الحوار، فإن إتاحة وتداول الوثيقة على نطاق واسع، من شأنه ترسيخ هذه القيم في المجتمع والعالم على حد سواء».
يتطلب عالمنا المعاصر، الذي يشهد الكثير من التوترات، إبقاء القيم الروحية في مجالها الأصلي، القائم على المحبة والاعتراف بإرادة الخالق، ووفقاً لما ورد في الوثيقة: «خلق البشر جميعاً متساوين في الحقوق والواجبات والكرامة، ودعاهم للعيش كإخوةٍ فيما بينهم، ليعمّروا الأرض، وينشروا فيها قيم الخير والمحبّة والسّلام. وجعل النفس البشريّة طاهرة، وحرّم إزهاقها». كما تضمنت الوثيقة ما يحمل القيم المعاصرة، حيث ورد فيها: «الحرّيّة التي وهبها الله لكلّ البشر وفطرهم عليها وميّزهم بها»، و«التشديد على قيم العدل والرّحمة»، باعتبارهما «أساس الملك وجوهر الصّلاح». إن ما قدمته وثيقة الأخوة الإنسانية للبشرية خلال السنوات القليلة الماضية، من توجيه للعقل الإنساني نحو القيم السامية، ومثل الخير والمحبة، يعد إنجازاً غير مسبوق، يستحق أن يؤخذ بعين الاعتبار والبناء عليه، في الاتجاهات الحاسمة والمؤثرة في حياة الإنسان، وعلاقاته بأخيه الإنسان وبمجتمعه. ارتقاء وإغناء ومن اللافت أن الوثيقة تتوجه بالدعوة إلى القادة الروحيين، إذ تضمنت: «على قادة العالم، وصنّاع السّياسات الدّوليّة والاقتصاد العالميّ، بالعمل جدياً على نشر ثقافة التّسامح والتعايش والسّلام»، وكذلك توجهت إلى المفكرين والفلاسفة، حيث ورد فيها: «للمفكّرين والفلاسفة ورجال الدّين والفنّانين والإعلاميّين والمبدعين في كلّ مكانٍ، ليعيدوا اكتشاف قيم السّلام والعدل والخير والجمال والأخوّة الإنسانيّة والعيش المشترك، وليؤكّدوا أهميّتها كطوق نجاةٍ للجميع، وليسعوا في نشر هذه القيم بين الناس في كلّ مكان».
وفي عناوين هذه الدعوة، تبرز النظرة العميقة الواقعية إلى قضية الأخوة الإنسانية، بأبعادها السياسية، والاقتصادية الاجتماعية، والمعرفية، والجمالية، وكذلك تأكيدها على قيم العيش والمصير المشترك، وتضع بين أيدي القادة والنخب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والفنية، الأدوات والوسائل الدينية والعقلية، التي توضح أهمية العمل المشترك من أجل خير الإنسانية والارتقاء بها، اجتماعياً واقتصادياً وأخلاقياً.
جاء توقيع وصدور هذه الوثيقة، في العاصمة أبوظبي، حدثاً عالمياً استثنائياً، يعبّر عن نهج التسامح الذي تتبناه الدولة. كما رسخت هذه الوثيقة مكانة الإمارة عاصمةً للأخوة الإنسانية، ومنبتاً للإيجابية والتضامن والتكافل بين المجتمعات. أما الرعاية الإماراتية، فقد جعلت من «وثيقة الأخوة»، وديعة إماراتية لدى الضمير الإنساني، ومجتمعاته وقادته ونخبه.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 20 دقائق
- البيان
حمدان بن زايد: القيادة حريصة على توفير الحياة الكريمة للمواطنين
قام سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، بجولة تفقدية في مدينة السلع، وذلك للاطلاع على سير المشاريع التنموية والخدمية، والوقوف على احتياجات المواطنين ومتابعة أوضاعهم عن قرب. شملت الجولة زيارة عدد من المواقع والمرافق الحيوية، حيث استمع سموه إلى شرح مفصل من محمد علي الشدي المنصوري مدير عام بلدية منطقة الظفرة، حول سير العمل في المشاريع الجاري تنفيذها، وخطط التطوير المستقبلية الرامية إلى تعزيز جودة الحياة في المدينة. وأكد سموه أهمية الاستمرار في تطوير البنية التحتية وتعزيز جودة الحياة في مدن منطقة الظفرة، مشيراً إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار توجيهات ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وحرصه الدائم على تحقيق رفاه المواطن وتوفير مقومات الحياة الكريمة لأبناء الوطن في مناطق الدولة كافة. كما التقى سموه عدداً من المواطنين في مجلس مدينة السلع، واستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم واحتياجاتهم، مشدداً على حرص القيادة الرشيدة على التواصل المباشر مع المواطنين والوقوف على متطلباتهم، بما يعزز مسيرة التنمية في المنطقة. وتبادل سموه والحضور الأحاديث الودية التي تجسد عمق العلاقة بين القيادة الحكيمة والمواطنين، ومدى اهتمامها ورعايتها لأبنائها وحرصها على متابعة شؤون حياتهم وتلمس احتياجاتهم وتعزيز مستوى الخدمات التنموية المقدمة لهم في المشروعات التي تخدم المواطنين في مختلف أرجاء الوطن المعطاء. وأكد سموه حرص القيادة الرشيدة على متابعة أحوال المواطنين وتوفير الحياة الكريمة لهم، واهتمامها بتطوير وتنمية منطقة الظفرة. من جهتهم، أعرب أهالي منطقة الظفرة عن سعادتهم وترحيبهم البالغ بلقاء سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، شاكرين اهتمام سموه ورعايته وحرصه على توفير سبل الأمان والحياة الكريمة لهم، في ظل مسيرة النهضة والتقدم التي تشهدها دولة الإمارات عامة، وإمارة أبوظبي على وجه الخصوص. حضر اللقاء ناصر محمد المنصوري وكيل ديوان ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، وعدد من كبار المسؤولين بمنطقة الظفرة.


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
الإمارات ترحب بقرار أوروبي يؤكد التزامها بمكافحة غسل الأموال
وقال بيان لوزير الدولة أحمد بن علي الصايغ، إن دولة الإمارات تسعى من خلال رؤيتها وجهودها الحثيثة إلى تحقيق مركز قيادي في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وتابع البيان: "ترحب الإمارات العربية المتحدة بمصادقة البرلمان الأوروبي على القائمة المحدثة للمفوضية الأوروبية للدول الثالثة عالية المخاطر في مجال غسل الأموال وتمويل الإرهاب. ويشكل هذا القرار اعترافا واضحا حول التزام الدولة الراسخ بأعلى المعايير العالمية في مكافحة الجرائم المالية الدولية". وتواصل دولة الإمارات دورها كشريك موثوق واستراتيجي للاتحاد الأوروبي، وتؤكد التزامها الراسخ بضمان تطبيق أنظمة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بفعالية وبحزم ما يمكنها من مواجهة التحديات العالمية المستقبلية الناشئة". وبصفتها واحدة من أكثر الاقتصادات نموا في العالم ومركزا ماليا دوليا موثوقا، تواصل دولة الإمارات العمل جنبا إلى جنب مع كافة الشركاء الدوليين لحماية نزاهة النظام المالي الدولي. كما نتطلع إلى توطيد الشراكة الإماراتية - الأوروبية، بما يعزز التعاون الوثيق، والازدهار والأمن المشترك، للمنطقتين وشعوبنا".


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
قرقاش: عبدالله بن زايد قاد جهداً عظيماً لرفع اسم الإمارات من الدول العالية المخاطر
أكد الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، أن مصادقة البرلمان الأوروبي، على قرار إزالة دولة الإمارات من قائمة الاتحاد الأوروبي للدول الثالثة العالية المخاطر في مجال غسل الأموال وتمويل الإرهاب، يُعدّ إنجازاً مستحقاً يعكس ثقة دولية متزايدة بمكانة الإمارات كمركز مالي عالمي موثوق. وقال أنور قرقاش، الأربعاء، عبر منصة إكس: «جهد عظيم قاده الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وفريق وطني متمكّن في تعزيز المنظومة التشريعية والمالية للدولة، أثمر اليوم عن مصادقة البرلمان الأوروبي على رفع اسم الإمارات من قائمة الدول العالية المخاطر». وأضاف «إنجاز مستحق يعكس ثقة دولية متزايدة بمكانة الإمارات كمركز مالي عالمي رائد وموثوق».