
فيروس روتا يواصل تهديد الأطفال رغم تراجع عدد الوفيات عالمياً
مؤخراً، سُجلت إصابات بفيروس روتا في عدد من الدول العربية، من بينها الأردن ولبنان، ما يسلط الضوء مجدداً على هذا الفيروس "واسع الانتشار"، خاصة وأن العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المناطق التي انتشر فيها الفايروس، ربطوا بينه وبين تناول الفواكه، فماذا نعرف عن فيروس روتا؟
يصف الدكتور بلال زعيتر، خبير علم الأدوية واللقاحات في لندن، لبي بي سي، فيروس روتا بأنه "فيروس شديد العدوى يسبب التهاباً حاداً في المعدة والأمعاء، ويصيب بشكل رئيسي الرضع والأطفال الصغار".
ويُعد روتا السبب الرئيسي على مستوى العالم للإسهال الحاد المسبب للجفاف لدى الأطفال دون سن الخامسة، حيث تُقدّر منظمة الصحة العالمية عدد الزيارات الطبية المرتبطة به، بأكثر من 25 مليون زيارة سنوياً، إلى جانب أكثر من مليوني حالة دخول إلى المستشفيات.
وفي الدول النامية، يُصاب نحو 75 في المئة من الأطفال بنوبة إسهال أولى ناتجة عن روتا قبل بلوغ عامهم الأول، بينما قد تتأخر الإصابة حتى سن الثانية إلى الخامسة في الدول الأكثر تطوراً.
ويُلاحظ أن غالبية حالات التهاب المعدة والأمعاء الحاد الناتجة عن الفيروس تحدث لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و24 شهراً.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، ينتقل الفيروس بشكل رئيسي عن طريق البراز والفم، سواء من خلال التلامس المباشر بين الأشخاص، أو بطرق غير مباشرة عن طريق أدوات ملوثة.
كما يخرج الفيروس من جسم المصاب بكميات كبيرة مع البراز والقيء، ما يزيد من فرص العدوى.
وتوضح المنظمة أن النظافة الشخصية الجيدة ومياه الشرب النظيفة وحدها قد لا تكون كافية لمنع انتقال العدوى، بالنظر إلى شدة تركيز الفيروس وانتشاره.
وقد سُجلت في عام 2013 نحو 49 في المئة من وفيات فيروس روتا في أربع دول فقط، هي الهند ونيجيريا وباكستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وفق منظمة الصحة.
يؤكد استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد الدكتور وسيم حمودة، لبي بي سي، عدم وجود علاقة مباشرة بين الفواكه الصيفية ونوع معين من الفيروسات، لأن الفيروسات "موجودة في كل زمان وفي كل مكان، على الفواكه، على الخضار، على الأسطح وغيرها".
وأوضح الدكتور حمودة أن "الفواكه غير المغسولة جيداً سواء البطيخ والدراق والشمام والمشمش، بها بكتيريا وفيروسات وطفيليات، وبالتالي فإن تناولها دون تنظيفها يسبب الإسهال، سواء كان بسبب فيروس روتا للأطفال أو فيروس نورو للكبار".
ويضيف الدكتور أن "أعراض فيروس روتا وأعراض التعرض لفيروسات أو طفيليات أخرى بسبب عدم تنظيف الفواكه، قد تكون متشابهة أحياناً، لذلك يربط البعض بين الفاكهة والإصابة بالفيروس".
وأشار حمودة إلى أن "الفاكهة الصيفية تحتوي على كمية كبيرة من السكريات الأحادية غير المعقدة، مثل الفروكتوز وفيها أيضاً كمية كبيرة من السكريات الكحولية مثل السوربتول، وإذا تمّ استهلاكها بشكل مبالغ فيه، فستسبب الإسهال".
بدوره، نفى رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية في الأردن عادل البلبيسي، أي رابط بين تناول البطيخ وغيره من الفواكه، والأمراض المنشرة، موضحاً أن ذلك يمكن أن يحدث فقط في حال عدم غسل الفواكه جيداً فقط، ومؤكداً أن الفواكه النظيفة ليس لها أي ارتباط بالإصابة بالفيروس.
ومع ذلك، تبقى فرصة الإصابة بفيروس روتا من مصار أخرى موجودة، فكيف يمكن أن نعرف الإصابة بالفيروس؟.
تتمثل الأعراض الرئيسية عند الإصابة بروتا في: الحمى، والقيء، والإسهال المائي الشديد الذي يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من السوائل، ما قد يتسبب بجفاف حاد، ويعد أخطر مضاعفات المرض.
ويؤكد الدكتور زعيتر أن "تعويض السوائل والأملاح يمثل أولوية قصوى في التعامل مع العدوى"، مؤكداً على ضرورة عدم التهاون مع ذلك، والتعامل مع الجفاف فوراً.
أوضح البلبيسي، أن العدوى بفيروس روتا تزداد في الفترة ما بين شهري ديسمبر/ كانون الأول حتى يونيو/حزيران.
ويوضح البلبيسي أيضاً أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة لمضاعفات المرض.
لذا يمكن أن تكون هذه الأعراض مؤشراً على إصابة أخرى.
إذ أنه وعلى الرغم من سرعة انتشاره، إلاّ أن البلبيسي أشار إلى أن الفيروس لا ينتقل عبر الهواء، بل من خلال التلامس المباشر.
ويضيف أيضاً أن فترة الأعراض لدى المصابين من الفئة العمرية المتوسطة، قد تمتدّ ما بين 3 إلى 8 أيام.
يؤكد كل من زعيتر والبلبيسي عدم وجود علاج نوعي مباشر للفيروس، إذ يتركز العلاج على الإكثار من السوائل والمحاليل الملحية لتعويض الفاقد.
ويظل المصاب معدياً خلال فترة الأعراض وحتى مدة ثلاثة أيام بعدها، ما يستدعي الحذر لتقليل احتمالات نقل العدوى، وفق البلبيسي.
في عام 2006، تم ترخيص لقاحين فمويين مُضعفين ضد فيروس روتا، وأظهرا فعالية وسلامة عالية في تجارب سريرية واسعة شملت دولاً صناعية وأخرى نامية.
ولم تُظهر الدراسات وجود زيادة في خطر الإصابة بالانغلاف المعوي - وهو حالة طبية خطيرة ينزلق فيها جزء من الأمعاء ليدخل في جزء معوي آخر- لدى الأطفال الذين تلقوا اللقاح، بحسب منظمة الصحة.
وبات اللقاح اليوم جزءاً من برامج التحصين الروتيني في العديد من الدول، في خطوة تهدف للحد من الأعراض المرتبطة بالفيروس.
ويشدد الدكتور زعيتر على أن "اللقاح الفموي المخصص للرضع يُعد أفضل وسائل الوقاية، إلى جانب الالتزام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جفرا نيوز
منذ 9 ساعات
- جفرا نيوز
التعاون في بناء القدرات بين وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية
جفرا نيوز - كجزء من التعاون المستمر مع وزارة الصحة الأردنية والخدمات الطبية الملكية، ودعمًا للاستجابة الطارئة الشاملة، تواصل الشبكة الشرق الأوسطية للصحة المجتمعية (امفنت) دعم تطوير كوادر قادرة على الاستجابة السريعة والفعالة للتهديدات الصحية العامة. استنادًا إلى خبرتها الإقليمية الواسعة في تمكين أعضاء وقيادات فرق الاستجابة السريعة، نفذت امفنت تدريبًا متقدمًا للمدربين لقادة فرق الاستجابة السريعة (RRT) من مرتبات الخدمات الطبية الملكية في الأردن، استمر لمدة خمسة أيام. عُقد التدريب في الفترة من 6 إلى 10 يوليو 2025، واستند إلى حزمة التدريب المتقدم لفرق الاستجابة السريعة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية (WHO)لتزويد المشاركين بمعارف متقدمة، ومهارات عملية، وأدوات أساسية تُمكنهم من الاستجابة الفعّالة والفورية لحوادث الصحة العامة. ومن خلال توظيف خبرات وموارد المؤسسات الثلاث، ضَمَنَ البرنامج التدريبي تجربة تعليمية محليًا ومصممة خصيصًا لتلبية احتياجات فرق الاستجابة السريعة في الأردن. كما تضمن التدريب مجموعة شاملة من المواضيع منها الرصد، الاستقصاء الوبائي، البحث النشط عن الحالات وتتبع المخالطين، إدارة المختبرات، إدارة البيانات أثناء الطوارئ، مكافحة العدوى والوقاية منها (IPC)، التأهب والاستجابة للطوارئ، إشراك المجتمع والتواصل بشأن المخاطر، بالإضافة إلى تمارين محاكاة عملية أتاحت للمشاركين تطبيق ما تعلموه في بيئة تحاكي الواقع. يأتي هذا التدريب ضمن مشروع يهدف إلى تعزيز قدرات الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ الصحية، وذلك في إطار "مأسسة برنامج الاستجابة السريعة في الأردن". وسيُستكمل هذا الجهد بتنفيذ تدريبين إضافيين على المستوى الوطني، أحدهما في المناطق الشمالية والآخر في المناطق الجنوبية، وذلك لضمان الجاهزية اللامركزية وتعزيز القدرات في مختلف أنحاء المملكة. تعكس الشراكة بين امفنت، ووزارة الصحة الأردنية، والخدمات الطبية الملكية، التزامًا مشتركًا بتعزيز أنظمة الاستجابة الطارئة في الأردن، وتسليط الضوء على تأثير الجهود الوطنية المنسقة في بناء قوة عاملة صحية عامة مرنة وقوية. في إطار دعمها الإقليمي المستمر، تضمن امفنت تخصيص مناهج تدريب فرق الاستجابة السريعة لتتناسب مع الاحتياجات والأولويات الصحية الفريدة لكل بلد. هذا التخصيص السياقي يعزز من ملاءمة التدريب ويقوي جاهزية الفرق التشغيلية لإدارة مختلف حالات الطوارئ الصحية. الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت) هي شبكة إقليمية تعنى بتعزيز أنظمة الصحة العامة في إقليم شرق المتوسط وخارجه. تعمل امفنت بالشراكة مع وزارات الصحة، والمنظمات غير الحكومية، والوكالات الدولية، والقطاع الخاص، والمؤسسات ذات الصلة على المستويين الإقليمي والدولي، بهدف دعم الصحة العامة والوبائيات التطبيقية.

الدستور
منذ 9 ساعات
- الدستور
أمفنت تنفذ تدريبًا متقدمًا لقادة فرق الاستجابة السريعة في الأردن بالتعاون مع وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية
عمان - كجزء من التعاون المستمر مع وزارة الصحة الأردنية والخدمات الطبية الملكية، ودعمًا للاستجابة الطارئة الشاملة، تواصل الشبكة الشرق الأوسطية للصحة المجتمعية (امفنت) دعم تطوير كوادر قادرة على الاستجابة السريعة والفعالة للتهديدات الصحية العامة. استنادًا إلى خبرتها الإقليمية الواسعة في تمكين أعضاء وقيادات فرق الاستجابة السريعة، نفذت امفنت تدريبًا متقدمًا للمدربين لقادة فرق الاستجابة السريعة (RRT) من مرتبات الخدمات الطبية الملكية في الأردن، استمر لمدة خمسة أيام. عُقد التدريب في الفترة من 6 إلى 10 يوليو 2025، واستند إلى حزمة التدريب المتقدم لفرق الاستجابة السريعة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية (WHO)لتزويد المشاركين بمعارف متقدمة، ومهارات عملية، وأدوات أساسية تُمكنهم من الاستجابة الفعّالة والفورية لحوادث الصحة العامة. ومن خلال توظيف خبرات وموارد المؤسسات الثلاث، ضَمَنَ البرنامج التدريبي تجربة تعليمية محليًا ومصممة خصيصًا لتلبية احتياجات فرق الاستجابة السريعة في الأردن. كما تضمن التدريب مجموعة شاملة من المواضيع منها الرصد، الاستقصاء الوبائي، البحث النشط عن الحالات وتتبع المخالطين، إدارة المختبرات، إدارة البيانات أثناء الطوارئ، مكافحة العدوى والوقاية منها (IPC)، التأهب والاستجابة للطوارئ، إشراك المجتمع والتواصل بشأن المخاطر، بالإضافة إلى تمارين محاكاة عملية أتاحت للمشاركين تطبيق ما تعلموه في بيئة تحاكي الواقع. يأتي هذا التدريب ضمن مشروع يهدف إلى تعزيز قدرات الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ الصحية، وذلك في إطار "مأسسة برنامج الاستجابة السريعة في الأردن". وسيُستكمل هذا الجهد بتنفيذ تدريبين إضافيين على المستوى الوطني، أحدهما في المناطق الشمالية والآخر في المناطق الجنوبية، وذلك لضمان الجاهزية اللامركزية وتعزيز القدرات في مختلف أنحاء المملكة. تعكس الشراكة بين امفنت، ووزارة الصحة الأردنية، والخدمات الطبية الملكية، التزامًا مشتركًا بتعزيز أنظمة الاستجابة الطارئة في الأردن، وتسليط الضوء على تأثير الجهود الوطنية المنسقة في بناء قوة عاملة صحية عامة مرنة وقوية. في إطار دعمها الإقليمي المستمر، تضمن امفنت تخصيص مناهج تدريب فرق الاستجابة السريعة لتتناسب مع الاحتياجات والأولويات الصحية الفريدة لكل بلد. هذا التخصيص السياقي يعزز من ملاءمة التدريب ويقوي جاهزية الفرق التشغيلية لإدارة مختلف حالات الطوارئ الصحية. الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت) الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت) هي شبكة إقليمية تعنى بتعزيز أنظمة الصحة العامة في إقليم شرق المتوسط وخارجه. تعمل امفنت بالشراكة مع وزارات الصحة، والمنظمات غير الحكومية، والوكالات الدولية، والقطاع الخاص، والمؤسسات ذات الصلة على المستويين الإقليمي والدولي، بهدف دعم الصحة العامة والوبائيات التطبيقية.


الوكيل
منذ 19 ساعات
- الوكيل
رئيس مكافحة كورونا في مصر: المتحور نيمبوس لم يُرصد في...
الوكيل الإخباري- اضافة اعلان القال رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا في مصر، الدكتور حسام حسني، إن المتحور الجديد "NB.1.8.1"، أو ما يُعرف باسم "نيمبوس"، لم يتم رصده في مصر حتى الآن.وأوضح حسني، في تصريحات تلفزيونية عبر قناة "النهار" مساء الإثنين، أن هذا المتحور صنّفته منظمة الصحة العالمية بأنه "مثير للاهتمام"، نظرًا لسرعة انتشاره وتجاوزه المقاومة المكتسبة من التطعيمات أو الإصابة السابقة، لكنه لا يؤدي إلى الوفاة.وأكد أن "كل وسائل الترصد أكدت أن الفيروس لم يدخل مصر"، موضحًا أن الأعراض المنتشرة حاليًا بين عدد من المرضى في البلاد، هي نتيجة لالتهابات فيروسية أخرى مثل الإنفلونزا، وليس المتحور الجديد.وأشار حسني إلى أن الأدوية التقليدية – التي لا تشمل المضادات الحيوية – قادرة على التعامل مع آثار الإصابة بالمتحور الجديد، مبينًا أن الأعراض قد تكون شديدة لدى البعض، إلا أنها قابلة للعلاج.وأضاف أن بعض المرضى قد يصابون بأعراض تؤثر على الصوت، نتيجة تأثر الأحبال الصوتية كجزء من الجهاز التنفسي العلوي.