logo
يمن بلا سقف... حين تتحول الدولة إلى منصة تهديد إقليمي

يمن بلا سقف... حين تتحول الدولة إلى منصة تهديد إقليمي

Independent عربيةمنذ 6 أيام
أتصور أن الأزمة في اليمن ليست مجرد نزاع سياسي عالق بين أطراف محلية، بل هي تجل مأسوي لفقدان الدولة كمعنى، وانهيارها كضامن للسيادة الوطنية في وجه مشاريع عابرة للحدود. في قلب هذا الانهيار، لا تقف الحوثية بوصفها طرفاً داخلياً ينازع الشرعية، بل كامتداد عضوي لمنظومة إيرانية تسعى إلى إعادة هندسة الجغرافيا وفق خرائط النفوذ لا وفق منطق الانتماء. وعليه، فإن كل شحنة سلاح، وكل خلية خبراء، وكل قصف ينفذ من عمق الأرض اليمنية، ليس سوى برهان متكرر على أن الدولة حين تغيب، لا يملأ فراغها سوى نسخ مشوهة تتكلم باسمها، وتدير خرابها، وتحولها إلى منصة لحروب الآخرين. إنها، ببساطة شديدة، لحظة فارقة تفرض سؤالاً وجودياً بلا أدنى شك: هل لا يزال ممكناً استعادة اليمن كدولة؟ أم أننا صرنا نعيش على حافة وطن يعاد إنتاجه كتهديد، لا كملاذ؟
دعوني أدخل في صلب الموضوع مباشرة: أعتقد أن الأسلحة ليست هي ما يشكل الخطر الأكبر حين تتدفق إلى أرض منكوبة بالحرب، بل الفكرة التي تحملها هذه الأسلحة في داخلها، كأنها رسائل موقعة بالدم لا تحتاج إلى ترجمة. حين أعلنت قوات المقاومة الوطنية في اليمن عبر قائدها عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق محمد عبدالله صالح في تغريدة نشرها في حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "إكس" عن ضبط شحنة أسلحة إيرانية ضخمة كانت في طريقها إلى الميليشيات الحوثية، بدا أن المشهد لم يكن مفاجئاً بقدر ما كان كاشفاً، إذ لا جديد في أن إيران تزود وكلاءها بالسلاح، لكن الجديد هو هذا الإصرار الوقح على تكريس اليمن، ليس كساحة حرب فحسب، بل كبنية هجومية إيرانية كاملة تتشكل على مرأى من العالم وصمته.
تقول الرسالة بوضوح تام: نحن أمام نظام إيراني مارق حد الوقاحة، لم تكن هذه الشحنة عادية في حجمها ولا في نوعيتها. أكثر من 750 طناً من العتاد الحربي المتطور: صواريخ "كروز" مضادة للسفن، وصواريخ أرض - جو، ورؤوس حربية، وطائرات مسيرة هجومية، ومنظومات توجيه دقيقة، ومحركات طائرات من دون طيار، ورادارات كشف وتتبع، وأجهزة اتصالات مشفرة، وصواريخ موجهة مضادة للدروع، ومدفعية، وبنادق قنص طويلة المدى، وذخائر متنوعة، بل ودليل تشغيل بالفارسية. لم تكن مجرد أدوات قتل، بل ملامح مشروع كامل. مشروع لا يقوم على مجرد السيطرة أو النفوذ، بل على هندسة الصراع بحيث يصبح مستداماً، دائم الاشتعال، لا يسدل عليه الستار إلا لكي يفتح من جديد.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في اعتقادي هذا النوع من التسليح لا يستخدم في الدفاع، بل في خلق واقع جديد. واقع يدار من طهران وينفذ عبر الحوثيين، وترسم خرائطه على مقاييس "الحرس الثوري" الإيراني، لا على حاجة اليمنيين إلى السلام. إنها الأسلحة ذاتها التي قصفت قرى ومدناً يمنية، واستهدفت منشآت نفطية في دول الجوار، وضربت السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب، وصولاً إلى حادثة غرق السفينتين "MAGIC SEAS" و"ETERNITY C" ومقتل وفقدان عدد من طاقميهما.
هذا المشهد الصادم والمحبط في آن لم يعد معزولاً في جغرافيا محلية، بل صار جزءاً من تهديد ممرات التجارة العالمية، وأمن الطاقة، وسلاسل الإمداد الدولية. وكل ذلك باسم قضية مختلقة، ولخدمة مشروع إمبراطوري متهالك، يحاول عبر حروبه بالوكالة تعويض ما خسره في بيروت ودمشق.
إن التمادي الإيراني في استثمار اليمن كمنصة متقدمة للابتزاز الجيوسياسي، لا يعبر عن عبقرية استراتيجية بقدر ما يعكس غياب الردع، فحين تنجح طهران في تمرير هذا الحجم من السلاح، مع الأدلة التقنية والبشرية على وجود خبرائها في الميدان، من دون رد حازم وحاسم، فهي تعيد تعريف الممكن في النظام الدولي نفسه. إن صمت العالم لا يمنح الحوثية قوة مضافة فحسب، بل في اعتقادي يفتح لإيران مجالاً رحباً لإعادة تموضعها في قلب شبه الجزيرة العربية، كفاعل تخريبي قادر على تهديد العالم من خاصرته الأضعف.
في هذه المعادلة، لم تعد الحوثية في تصوري طرفاً في نزاع داخلي، بل تحولت إلى بنية عسكرية متقدمة يديرها "الحرس الثوري" الإيراني، وتمول من تجارة الحرب، وتشرعن وجودها عبر خطاب ديني زائف، وتسلح بأسلحة نوعية موجهة ضد اليمنيين أولاً، ثم ضد جوارهم والعالم ثانياً. هذا ليس توصيفاً عاطفياً، بل استقراء موضوعي لحقيقة تتكرس يوماً بعد يوم على الأرض.
وإزاء هذا الواقع، فإن بقاء الوضع كما هو عليه ليس حياداً كما أرى، بل مشاركة سلبية في إعادة إنتاجه. لأن تجاهل خطورة هذا التحول يعني، في المحصلة، التسليم بتحول اليمن من دولة غائبة إلى قاعدة صاروخية ثابتة.
وكل تأخير في استعادة الدولة هو عملياً وقت إضافي ممنوح للمشروع الإيراني ليترسخ ويتحور، فالدولة ليست شعاراً سياسياً مجرداً، بل الملاذ الآمن الذي يمكن أن يحول دون تحويل اليمن إلى كيان وظيفي تخريبي تابع للخارج. وحين تنهار الدولة، لا تسقط المؤسسات فقط، بل يعاد تشكيل وعي المجتمع على يد من يحتكر السلاح ويصادر الكلمة ويحتكر الحقيقة.
إن المعركة في جوهرها لم تعد بين الحكومة والانقلابيين فحسب، بل بين اليمن واليمن المؤمم لصالح طهران، بين الفكرة الوطنية الجامعة والفكرة السلالية الإقصائية، بين السيادة والتبعية، بين الأرض باعتبارها وطناً، والأرض باعتبارها منصة لإدارة الحرب نيابة عن نظام خارج الحدود.
لذلك فإن الموقف المطلوب ليس مجرد استنكار دبلوماسي من الجهة المنوط بها استعادة الدولة ممن انقلب عليها بقوة السلاح، أو كتابة سلسلة تغريدات في مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم الجلوس على مقاعد المتفرجين، بل تحرك فعلي متعدد المستويات. كما أن دعم الحكومة الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي في معركة استعادة الدولة، لم يعد خياراً ضمن سلة الاحتمالات، بل ضرورة تاريخية تمس جوهر الأمن الوطني والإقليمي والدولي.
فضلاً عن ذلك أرى أن الموقف الدولي لم يعد يحتمل المواربة، يجب وقف الدعم الإيراني للحوثيين، وفرض رقابة صارمة على تهريب الأسلحة والخبراء، وملاحقة الشبكات المتورطة، وفرض عقوبات فعالة، والمضي في تصنيف الحوثية كجماعة إرهابية من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وسائر الفاعلين الدوليين مثلما فعلت من قبل الولايات المتحدة ومعها دول عدة.
اليمن لا يحتاج إلى بيانات شجب، بل إلى اعتراف صريح بأن استمرار الحوثية في وضعها الحالي هو تهديد وجودي، ليس لليمن وحده، بل للمجتمع الدولي. إنه تهديد للبنية الدولية ذاتها، حين تترك جماعة طائفية مدعومة من نظام يتحدى القانون الدولي، لتسيطر على ممر بحري يعد شرياناً حيوياً للعالم.
أكرر على نحو واضح لا يحتمل اللبس: إن استعادة الدولة ليست خياراً محلياً محدود الأثر، بل ضرورة استراتيجية لإنهاء حال الفوضى وإعادة توجيه المسار نحو سلام شامل وعادل ومستدام لا يقوم إلا على أنقاض المشاريع التي تصنع من الحرب مهنة، ومن الطائفة دولة، ومن الدين وسيلة للهيمنة.
وفي اللحظة التي يختلط فيها السلاح بالمعتقد، وتدمج الجغرافيا في خرائط غير وطنية، فإن التهاون ليس حياداً، بل انحياز ضمني للفوضى. واليمن، في جوهره، لم يكن يوماً ساحة للفرز الطائفي على هذا النحو المدمر للنسيج المجتمعي، بل وطناً جامعاً بطبيعته، لا يمكن إعادة بنائه إلا باستعادة فكرته الكبرى: الدولة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

43 قتيلا بهجوم لـ"داعش" على كنيسة في الكونغو
43 قتيلا بهجوم لـ"داعش" على كنيسة في الكونغو

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

43 قتيلا بهجوم لـ"داعش" على كنيسة في الكونغو

أعلن تنظيم "داعش" أمس الاثنين مسؤوليته عن هجوم قالت بعثة تابعة للأمم المتحدة إنه أودى بحياة 43 شخصا خلال مشاركتهم في قداس ليلي داخل كنيسة بشرق الكونغو. واقتحم مسلحون متحالفون مع التنظيم كنيسة في بلدة كوماندا على بُعد نحو 75 كيلومترا من بونيا عاصمة إقليم إيتوري فجر أول من أمس الأحد، مما أدى إلى سقوط قتلى واحتجاز آخرين. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأعلن تنظيم "داعش" عبر قناته على تطبيق تيليغرام أن المسلحين قتلوا نحو 45 من مرتادي الكنيسة وأحرقوا عشرات المنازل والمتاجر. وأعلنت بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) مقتل 43 شخصا على الأقل بينهم 19 امرأة وتسعة أطفال. ونددت البعثة بالهجوم الذي نفذته القوات الديمقراطية المتحالفة التابعة لتنظيم "داعش".

ترمب يهدد بوتين ويقلص مهلته لإنهاء حرب أوكرانيا
ترمب يهدد بوتين ويقلص مهلته لإنهاء حرب أوكرانيا

Independent عربية

timeمنذ 5 ساعات

  • Independent عربية

ترمب يهدد بوتين ويقلص مهلته لإنهاء حرب أوكرانيا

صعّد دونالد ترمب من لهجته إزاء روسيا في ظل عدم إحراز تقدم لوقف الحرب في أوكرانيا مهدداً إياها بعقوبات إضافية، وذلك خلال لقائه اليوم الإثنين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في أحد منتجعات الغولف في اسكتلندا. وقال ترمب وهو يجلس إلى جانب ستارمر داخل منتجع الغولف الفاخر الذي يملكه في تورنبري جنوب غلاسكو، إنه يشعر بخيبة أمل كبيرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب مواصلة ضرب أهداف مدنية في أوكرانيا، وإنه ليس مهتماً بالحديث معه، وذكر الرئيس الأميركي أنه سيخفض مهلة الـ 50 يوماً التي منحها بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مضيفاً "أشعر بخيبة أمل كبيرة تجاه الرئيس بوتين، لذا سيتعين علينا إعادة النظر وسأخفض مدة الـ 50 يوماً التي منحتها له إلى عدد أقل"، وزاد أنه سيمهل بوتين "ما بين 10 و 12 يوماً اعتباراً من اليوم، لا داعي للانتظار فلا نشهد أي تقدم". وقال "شعرت حقاً أن الأمر سينتهي، لكن في كل مرة أظن فيها أنه سينتهي يقوم بقتل مزيد من الناس، ولم أعد مهتماً بالتحدث معه"، مشيراً إلى أنه يدرس فرض عقوبات ثانوية تستهدف الدول التي تشتري المنتجات الروسية، ولا سيما النفط والغاز، بهدف تجفيف إيرادات موسكو، فيما رحبت كييف فوراً بما وصفته بأنه "رسالة واضحة تعبر عن موقف حازم". هجوم على كييف قالت السلطات في العاصمة الأوكرانية كييف، اليوم الإثنين، إن روسيا شنت هجوماً على المدينة خلال الليل أسفر عن إصابة ثمانية من سكان أحد المباني بينهم طفل في الثالثة من عمره. وقال تيمور تكاتشينكو رئيس الإدارة العسكرية في كييف عبر "تيليغرام" إن أربعة من المصابين في الهجوم الذي وقع بعد منتصف الليل بقليل نقلوا إلى المستشفى وإن أحدهم حالته خطرة. منقذ أوكراني يستخدم خرطوم مياه أثناء عمله بجوار سيارة مدمرة في موقع هجوم جوي في خاركوف، 24 يوليو 2025 (أ ف ب) وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف إن جميع المصابين من سكان مبنى متعدد الطوابق في حي دارنيتسكي بالمدينة على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو. وأضاف في منشور على "تيليغرام" "تسببت موجة الانفجار في إلحاق أضرار بالنوافذ من الطابق السادس إلى الحادي عشر من المبنى". ودوت صفارات الإنذار في العاصمة ومعظم أنحاء أوكرانيا، ساعات عدة، طوال الليل للتحذير من هجمات روسية بالصواريخ والطائرات المسيرة. يأتي ذلك بينما قتل ثلاثة أشخاص وأصيب آخرون، أمس الأحد، في هجوم بمسيرة روسية استهدفت حافلة كانت تقل مدنيين في منطقة سومي في شمال شرقي أوكرانيا، بحسب السلطات المحلية. وخلال الأسابيع الأخيرة، شنت موسكو عدداً قياسياً من الهجمات بمسيرات وصواريخ على مدن أوكرانية، ما أودى بعشرات المدنيين. وكتب مكتب المدعي العام في المنطقة على "تيليغرام" "هاجم العدو حافلة تقل مدنيين بواسطة طائرة مسيرة" بعد ظهر الأحد، وأرفق المنشور بصور للحافلة المدمرة. وأضاف "قتل ثلاثة مدنيين" هم نساء تتراوح أعمارهن ما بين 66 و78 سنة. وكثفت أوكرانيا في المقابل ضرباتها على روسيا. وفي منطقة سان بطرسبورغ في شمال غربي روسيا، "قضى رجل في حريق ناجم عن شظايا متناثرة من مسيرة"، بحسب ما أعلن الحاكم المحلي ألكسندر دروزدنكو على "تيليغرام"، مشيراً إلى إصابة ثلاثة أشخاص آخرين في الحادثة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مسعى إلى وضع حد للحرب. واقترحت كييف محادثات بحلول نهاية أغسطس (آب). غير أن الكرملين استبعد، الخميس المقبل، حدوث لقاء من هذا النوع في المستقبل القريب. وتتباين مواقف الطرفين من المفاوضات بشدة. واتهمت أوكرانيا روسيا بإرسال وفود تفاوضية من الصف الثاني لا صلاحيات فعلية لها لاتخاذ قرارات. ويتمسك الكرملين بمطالب صعبة، أن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وأن تتنازل عن أربع من مناطقها التي تسيطر عليها روسيا جزئياً إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014. وترفض أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون هذه المطالب ويؤكدون أن الجيش الروسي الذي لا يزال يحتل نحو 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، يسعى إلى التوسع في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة. وتطلب كييف من حلفائها الغربيين إمدادها بمزيد من الأسلحة لصد الهجمات الروسية اليومية على أراضيها. من ناحية أخرى، قالت القيادة العملياتية للقوات المسلحة البولندية، اليوم الإثنين، إن طائرات بولندية وأخرى تابعة لحلفاء أقلعت بشكل عاجل لحماية المجال الجوي البولندي، بعد أن شنت روسيا هجمات صاروخية استهدفت غرب أوكرانيا قرب الحدود مع بولندا. وأضافت القيادة في بيان "جرى إقلاع الطائرات التابعة لنا ولحلفائنا منذ الساعات الأولى من صباح اليوم. هذا النشاط قد يؤدي إلى زيادة ملحوظة في حركة الطيران في أجواء المنطقة، وقد يُسمع صوت الطائرات." وفي تمام الساعة 01:30 بتوقيت غرينتش، كانت صفارات الإنذار تدوي في معظم أنحاء أوكرانيا للتحذير من هجمات روسية بالصواريخ والطائرات المسيرة.

الحوثيون ينشرون فيديو لطاقم السفينة "إيترنيتي سي" بعد إغراقها
الحوثيون ينشرون فيديو لطاقم السفينة "إيترنيتي سي" بعد إغراقها

Independent عربية

timeمنذ 5 ساعات

  • Independent عربية

الحوثيون ينشرون فيديو لطاقم السفينة "إيترنيتي سي" بعد إغراقها

نشر الحوثيون مقطعاً مصوراً اليوم الإثنين لطاقم سفينة الشحن "إيترنيتي سي" التي هاجموها ثم أغرقوها في وقت سابق من يوليو (تموز) الجاري، موضحين في بيان مرفق أنهم أنقذوا أفراد الطاقم. وكان الحوثيون هاجموا سفينتي الشحن "ماجيك سيز" و"إتيرنيتي سي" داخل البحر الأحمر بعدما أوقفوا لأشهر حملة شنوها على سفن تجارية يتهمونها بالارتباط بإسرائيل، على خلفية حرب غزة، وأفادت عملية "أسبيدس" البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي وكالة الصحافة الفرنسية بأن 15 من أصل 25 من أفراد الطاقم لا يزالون يعتبرون مفقودين، مقدرة أن أربعة منهم في عداد القتلى. وتضمن الفيديو الذي نشره المتمردون المدعومون من إيران مشاهد لـ 10 من أفراد الطاقم قالوا إنهم أنقذوهم، وأورد البيان أنه جرى "إنقاذ 11 من طاقم السفينة في عرض البحر بينهم جريحان جرى تقديم الرعاية الطبية لهما، فيما نقلت جثة واحدة عثر عليها على متن السفينة قبل غرقها ونقلها إلى ثلاجة المستشفى". وكذلك أظهر الفيديو اللحظة التي خرج فيها أفراد الطاقم، والقسم الأكبر منهم فيليبينيون، من الماء وهم يرتدون سترات نجاة، وكشف أيضاً عن رجل قدمه الحوثيون على أنه عامل كهرباء ممدداً على سرير، وكانت "أسبيدس" أفادت بأن كهربائياً روسياً على متن السفينة فقد إحدى ساقيه. وقبل الهجوم على السفينة "إيترنيتي سي" تبنى المتمردون اليمنيون هجوماً على السفينة "ماجيك سيز" التي غرقت أيضاً وجرى إنقاذ طاقمها، وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأسبوع الماضي إن الحوثيين يحتجزون طاقم "إيترنيتي سي" بصورة غير قانونية، وإن هجماتهم على السفن ترقى إلى جرائم حرب، كما اتهمت الولايات المتحدة الحوثيين بخطف أفراد الطاقم المفقودين. كانت جماعة الحوثي اليمنية هددت باستهداف أي سفن تابعة لشركات تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية بغض النظر عن جنسيتها، وذلك في إطار ما أطلقت عليه المرحلة الرابعة من عملياتها العسكرية ضد إسرائيل. وقال يحيى سريع المتحدث باسم الجماعة في بيان بثه التلفزيون، إن الشركات التي ستتجاهل التحذيرات ستتعرض سفنها للهجوم بغض النظر عن وجهتها. وأضاف في هذا الصدد "تحذر القوات المسلحة اليمنية كل الشركات بوقف تعاملها مع موانئ العدو الإسرائيلي ابتداء من ساعة إعلان هذا البيان، ما لم (تستجب)، فسوف تتعرض سفنها وبغض النظر عن وجهتها للاستهداف في أي مكان يمكن الوصول إليه أو تطاله صواريخنا ومسيراتنا". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ودعا سريع "كل الدول بأن عليها، إذا أرادت تجنب هذا التصعيد، الضغط على العدو لوقف عدوانه ورفع الحصار عن قطاع غزة فلا يمكن لأي حر على هذه الأرض أن يقبل بما يجري". ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، دأب الحوثيون المتحالفون مع إيران على مهاجمة السفن التي يعدونها متجهة إلى إسرائيل أو مرتبطة بها، في تحرك قالوا إنه يهدف إلى التضامن مع الفلسطينيين. وفي مايو (أيار)، أعلنت الولايات المتحدة عن اتفاق مفاجئ مع الحوثيين وافقت بموجبه على وقف حملة القصف ضدهم مقابل وقف هجماتهم على السفن. إلا أن الحوثيين أوضحوا أن الاتفاق لا يشمل استثناء إسرائيل من الهجمات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store