
بعد القصف الأمريكي لها .. هل تكفى القنابل الخارقة للتحصينات لتدمير "فوردو"؟
لطالما كانت منشأة "فوردو" مركز اهتمام لتحقيقات وتقارير استخباراتية، وأبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تغييرات متكررة في أنشطة التخصيب بداخل المفاعل، وتركيب أجهزة متقدمة، وتجاوزات لشروط الاتفاق النووي. فما أهمية منشأة "فوردو"، ولماذا تم استهدفها؟
تعد منشأة "فوردو" مفاعل إيران النووي الأساسي لتخصيب اليورانيوم، يطلق عليه رسمياً "منشأة شهيد علي محمدي".
وفي السنوات الأخيرة، وصلت إيران إلى تخصيب اليورانيوم داخل "فوردو" بنسبة تصل إلى 60%، وهو مستوى يقترب من نسبة 90% المطلوبة لإنتاج سلاح نووي، ما أثار قلقاً بالغاً لدى القوى الغربية.
وفي عام 2022، بدأت إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% باستخدام أجهزة "IR-6"، ما أثار موجة إدانة دولية، ومن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبراً أن هذه الخطوة تعني أن إيران على مسافة قصيرة من "الاختراق النووي"، أي امتلاك المواد الانشطارية الكافية لصنع سلاح نووي خلال وقت قصير.
متى بدأ إنشاء المفاعل؟
بدأ بناء منشأة "فوردو" بشكل سري في أوائل القرن الـ21، وسط تصاعد الضغوط الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني، وظلت المنشأة محاطة بالسرية حتى سبتمبر 2009، حين أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، اكتشاف المنشأة بشكل مشترك، متهمين إيران بإخفاء موقع ثانٍ لتخصيب اليورانيوم عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبعد الإعلان الثلاثي، أقرت إيران رسمياً بوجود المنشأة وسمحت بتفتيشها، وأصرت طهران على أن الموقع مخصص لأغراض سلمية، خاصة إنتاج الوقود للمفاعلات ومحطات البحث النووي، غير أن البناء السري والموقع المحصن تحت الجبال أثارا شكوكاً كبيرة بشأن احتمال وجود أهداف عسكرية للمنشأة، خصوصاً في حال اندلاع نزاع مسلح أو فشل المسار الدبلوماسي.
أين تقع "فوردو"؟
تقع منشأة "فوردو" تحت جبل بعمق يصل حتى 90 إلى 100 متر، قرب القرية التي تحمل الاسم نفسه قرب مدينة قُم، جنوب غرب طهران، على بعد نحو 32 كيلو متراً جنوب مدينة قُم، في تضاريس جبلية وعرة من سلسلة جبال ألبرز، وما يميز الموقع هو أنه مدفون في عمق جبل يتكون من طبقات حماية طبيعية وصناعية، ما يجعله أكثر أماناً بكثير من المنشآت المشيدة على سطح الأرض مثل "نطنز"، و"بوشهر" وغيرهما.
وتتركز قاعات التخصيب الأساسية تحت الأرض بما يصل إلى عمق نحو 100 متر، ما يجعل تدميرها باستخدام الغارات الجوية أو القنابل التقليدية أمراً بالغ الصعوبة، وتُقدّر المساحة التشغيلية داخل الجبل بعدة آلاف من الأمتار المربعة، وهي مصممة لاستيعاب آلاف من أجهزة الطرد المركزي والبنية التحتية المرافقة لها.
تم تحصين المنشأة بمئات من أجهزة الطرد المركزي (حوالي 3000) لحمايتها من الضربات الجوية والصاروخية.
ما الأغراض المعلنة للمنشأة؟
الغرض المعلن من منشأة "فوردو" هو إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب لاستخدامه في محطات الطاقة النووية، وصُممت لتضم نحو 3 آلاف جهاز طرد مركزي، من طراز "IR-1"، موزعة في سلسلتين أساسيتين من التخصيب، وعلى عكس "نطنز" الذي يُركّز على حجم الإنتاج، فإن "فوردو" بُنيت على مبدأ البقاء الاستراتيجي تحت ظروف التهديد.
وبموجب الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015، وافقت إيران على تحويل "فوردو" إلى مركز أبحاث لإنتاج النظائر المشعة، وتوقفت عن تخصيب اليورانيوم داخله، كما أزالت أغلب أجهزة الطرد، لكن بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 خلال رئاسة دونالد ترمب، استأنفت إيران أنشطة التخصيب، وبدأت تركيب أجهزة طرد متقدمة من طراز "IR-6"، حيث يوجد أكثر من 2000 منها، ما زاد من قدرتها على التخصيب بنسبة مرتفعة.
هل تكفي القنابل الخارقة للتحصينات لتدميرها؟
يتمتع موقع "فوردو" بمكانة خاصة داخل البنية النووية الإيرانية، خاصة أن موقعه العميق داخل جبل يجعله من أصعب الأهداف القابلة للتدمير في الترسانة النووية الإيرانية، كما يُعدُّ خياراً بديلاً في حال تعرّض "نطنز" لهجوم أو تدمير.
ويقع على عمق يقترب من 100 متر في جبل صخري، ما يجعل تدميره بالقنابل التقليدية أمراً شبه مستحيل، وبحسب خبراء دفاعيين من أمريكا وإسرائيل، فإنه حتى القنابل الخارقة للتحصينات مثل "GBU-57" ربما لا تكون كافية لتدمير المنشأة بالكامل، إلا في حال شن هجمات متكررة ومنسقة بدقة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد العربي
منذ 3 ساعات
- المشهد العربي
موسكو تريد استخراج اليورانيوم في النيجر
أعلنت روسيا رغبتها في استخراج اليورانيوم وتطوير الطاقة النووية المدنية في النيجر، وفقا لما قال وزير الطاقة الروسي خلال زيارة رسمية لنيامي. والنيجر يحكمها مجلس عسكري انبثق من انقلاب في يوليو 2023، برئاسة الجنرال عبد الرحمن تياني. واختار العسكريون الحاكمون التخلي عن فرنسا القوة الاستعمارية السابقة، والتعاون مع روسيا التي تساعدهم في مكافحة الجهاديين.


تحيا مصر
منذ 6 ساعات
- تحيا مصر
خامنئي يتهم الغرب باستخدام النووي كذريعة: تصعيد متبادل وتحذيرات أمريكية بتدمير فوري للمنشآت الإيرانية
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، اتهم الزعيم الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، الغرب باستخدام وجاءت تصريحاته في أعقاب تهديدات صريحة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن ضربات جديدة على إيران في حال استأنفت أنشطتها النووية. وبينما تواصل إسرائيل والولايات المتحدة الضغط العسكري على طهران، تتصاعد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية مفتوحة على خلفية البرنامج النووي الإيراني. خامنئي: الغرب يستخدم النووي وحقوق الإنسان كذرائع قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، اليوم الثلاثاء، إن الغرب لا يستهدف برنامج إيران النووي فحسب، بل يسعى لاستهداف "دينها وعلمها". وأضاف: "البرنامج النووي والتخصيب وحقوق الإنسان كلها ذرائع. ما يسعون إليه هو دينكم وعلمكم". جاءت تصريحاته في وقت حساس، حيث تزداد الضغوط على طهران من قبل القوى الغربية، وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل. ترامب يهدد: سندمرها بلمح البصر وفي تصريحات تصعيدية، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال زيارته إلى اسكتلندا: "لقد دمرنا قدراتهم النووية، يمكنهم البدء من جديد، لكن إذا فعلوا ذلك، سندمرها بلمح البصر". تحذيراته جاءت بعد يوم واحد فقط من تصريحات خامنئي، ما يعكس استمرار التصعيد الكلامي بين الطرفين حتى بعد انتهاء ولايته. حرب الـ12 يوماً: إسرائيل تهاجم وإيران ترد وكانت إسرائيل قد شنت في 13 يونيو الماضي غارات جوية على منشآت إيرانية، مستهدفة بشكل مباشر البنية التحتية للبرنامج النووي، فيما ردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية على أهداف إسرائيلية في حرب استمرت 12 يومًا. من جانبها، شاركت الولايات المتحدة بقصف منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، في خطوة اعتُبرت تصعيدًا غير مسبوق. خلاف حول التخصيب واتهامات متبادلة يُعد تخصيب اليورانيوم النقطة الأكثر حساسية في المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة. فبينما ترى طهران أن التخصيب حق سيادي، تعتبره واشنطن خطًا أحمر. وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران تخصب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي النسبة الأعلى لدولة غير نووية في العالم، مقارنة بالسقف المسموح به وهو 3.67% وفق اتفاق 2015 الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018 بقرار من ترامب. شكوك دولية حول نوايا إيران تتهم القوى الغربية وإسرائيل إيران بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران بشدة، مؤكدة أن برنامجها مخصص لأغراض سلمية. ومع اقتراب موعد الجولة السادسة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن، تتزايد الشكوك حول إمكانية التوصل إلى تسوية، في ظل استمرار التهديدات والتصعيد العسكري. الملف النووي الإيراني يعود مجددًا إلى واجهة التوترات الدولية، وسط تصريحات نارية، وتصعيد عسكري، وانعدام الثقة. وبينما تؤكد إيران تمسكها بحقها في تخصيب اليورانيوم، تلوّح الولايات المتحدة وإسرائيل باستخدام القوة لمنعها، ما يُنذر بمواجهة قد تمتد آثارها إلى المنطقة بأكملها.


خبر صح
منذ 6 ساعات
- خبر صح
الغرب يخفى نواياه العدائية تحت غطاء النووي وفقًا لخامنئي
أوضح المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، يوم الثلاثاء، أن المطالب الغربية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني ليست سوى ذريعة لمواجهة الجمهورية الإسلامية، وذلك عقب تحذيرات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من استئناف الضربات إذا عادت إيران إلى النشاط النووي. الغرب يخفى نواياه العدائية تحت غطاء النووي وفقًا لخامنئي من نفس التصنيف: أجهزة الأمن الإسرائيلية تدعم صفقة مع حماس رغم معارضة نتنياهو وأشار خامنئي إلى أن 'البرنامج النووي، والتخصيب، وحقوق الإنسان، كلها ذرائع… ما يسعون إليه هو دينكم وعلمكم'. إيران تتوعد واشنطن وتل أبيب: ردنا القادم سيكون أعنف وفي سياق متصل، حذر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من أن بلاده سترد 'بقوة أكبر' في حال تكرار أي هجوم من الولايات المتحدة أو إسرائيل، مؤكدًا أن الخيار العسكري أثبت فشله في التعامل مع الملف النووي الإيراني، وأن الحلول التفاوضية لا تزال ممكنة. مواضيع مشابهة: ترامب يؤكد تقدم واشنطن في المباحثات مع إيران عراقجي: البرنامج النووي الإيراني لم يُثبت أي انحراف نحو أغراض غير سلمية وكتب عراقجي على منصة 'إكس': 'إذا تكرر العدوان، فإننا بلا شك سنرد بحزم أكبر'، مضيفًا أن 'البرنامج النووي الإيراني لم يُثبت أي انحراف نحو أغراض غير سلمية، لكن الخيار العسكري لم يُجدِ نفعًا، وربما ينجح الحل التفاوضي'. وجاءت تصريحات عراقجي ردًا على تهديدات ترامب، الذي قال خلال زيارة إلى اسكتلندا: 'لقد دمّرنا قدراتهم النووية، وإذا حاولوا البدء من جديد، سندمرها بلمح البصر'. وكانت إسرائيل قد شنت، في 13 يونيو الماضي، سلسلة غارات جوية على منشآت نووية إيرانية، في إطار صراع دام 12 يومًا تبادل فيه الجانبان الضربات الصاروخية، بينما شاركت الولايات المتحدة في قصف منشآت نووية رئيسية مثل فوردو وأصفهان ونطنز. وتدعي تل أبيب أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدًا وجوديًا لها، مؤكدة أنها لن تتردد في تنفيذ ضربات جديدة إذا أعادت طهران بناء منشآتها. جاء الهجوم الإسرائيلي قبل انطلاق الجولة السادسة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن، والتي تعثرت بسبب الخلافات حول مستويات تخصيب اليورانيوم، حيث تصر إيران على حقها في التخصيب، بينما تعتبره واشنطن 'خطًا أحمر'. إيران تُخصب اليورانيوم بنسبة 60% تُذكر أن إيران تُخصب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي أعلى نسبة تُسجل لدولة غير نووية، مقارنة بالحد المتفق عليه دوليًا في اتفاق 2015 (3.67%)، الذي انسحبت منه أمريكا في 2018 بقرار من ترامب، بينما يتطلب تصنيع سلاح نووي تخصيبًا بنسبة 90%. ورغم الاتهامات الغربية والإسرائيلية، تواصل إيران نفي سعيها لامتلاك سلاح نووي، مؤكدة أن برنامجها مخصص لأغراض سلمية فقط.