جهاد المنسي يكتب: ترتيبات إقليمية .. تتطلب حضورا نيابيا فاعلا
تسير الترتيبات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط بوتيرة متسارعة، وتحمل في داخلها تحديات عميقة، بعضها سيؤثر علينا بشكل أو بآخر، الأمر الذي يضعنا في أتون منعطفات إقليمية شديدة التعقيد، فمن يعتقد أن حرب الـ12 يوما التي جرت بين إسرائيل وإيران إثر العدوان الإسرائيلي الذي طال طهران لن ينتج عنها خلق تحالفات إقليمية جديدة فهو واهم.
فالمنطقة ستشهد تحولات غير مسبوقة، وتغييرا في موازين القوى، وسينتج عن ذلك ظهور تحالفات إقليمية جديدة، وزيادة التحديات الأمنية والاقتصادية، فإسرائيل الذي تعرّضت لضربات إيرانية في قلبها لن تنسى ذلك، وإيران التي لمست الرفض الدولي لبرنامجها النووي ستأخذ ذلك بنظر الحسبان، ولهذا بات علينا في الأردن قراءة القادم والتعامل مع المجريات وفق رؤية سياسية عميقة، ولعب دور فاعل فيما يجري.
ولأن القضية الفلسطينية حجر الرحى في المنطقة، وأساس أي تغيرات جذرية فإنه يتوقع أن نشهد في قادم الأيام تحركات إقليمية بقيادة دول محورية كالولايات المتحدة لإيجاد حلول لن تكون مرضية- كما العادة - وستذهب لصالح إسرائيل ورغباتها، وتطلعاتها التوسعية، من خلال إسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وفرض حلول اقتصادية كبدائل عن الحلول السياسية والحقوقية، وتقسيم الأراضي الفلسطينية وتحويل القضية إلى (أزمة إنسانية)، وتغيير الوضع القانوني والديموغرافي في القدس والضفة الغربية، وتطبيع العلاقات مع الاحتلال دون تحقيق أي مكاسب للفلسطينيين، وإنكار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني كالحق في العودة، وإقامة الدولة الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال بكل أشكاله، وتقويض القانون الدولي والشرعية الدولية، وخلق واقع جديد بالقوة من خلال التوسع الاستيطاني، وتهويد القدس، والسيطرة على الموارد.
هذا يتطلب منا في الأردن قراءة المشهد بكل أبعاده ووضع تصورات مسبقة، والاستناد لحقيقة ثابتة أن الأردن له موقف ثابت تم التعبير عنه في كل المحافل الدولية وهو دعم حل الدولتين، والتمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ومعارضة الترتيبات الأحادية التي تمس الوضع القانوني للقدس أو أي ترتيبات خاصة بالقضية الفلسطينية لا تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وحل مشكلة اللاجئين.
هذا الموقف الواضح حتى يتحقق بشكل تكاملي وسياسي يتطلب وجود مؤسسات قوية تدعم وتساند، وعلى رأس تلك المؤسسات يبرز مجلس النواب، فالمجلس لا يمثل فقط سلطة تشريعية، بل يشكل أيضًا ركيزة وطنية في دعم القرار السيادي، وصوت الشعب في وجه التحولات الجيوسياسية، وقيام النواب بدورهم الكامل، سواء عبر الرقابة أو التشريع أو المشاركة السياسية الفاعلة، بات ضرورة وطنية، ولا يجوز أن يبقى المجلس بعيدا عما يجري وينظر إليه كمراقب فقط، وإنما عليه الانغماس والتعاطي معه ليشكل سدا للدفاع عن السيادة والمصلحة العليا للدولة، ويقف لمنع أي محاولات إقليمية أو دولية لفرض ترتيبات لا تخدم مصالح الأردن، وبالتالي فإن غياب مجلس النواب عن المشهد لا يستقيم، ويتطلب منه التداعي والتشاور وعدم الاتكاء بأن مجلس النواب في دور عدم الانعقاد، والمسارعة لتشكيل رؤية وطنية جامعة وترك أي خلافات داخلية بين الكتل والأحزاب والتعامل مع المرحلة بشكل جمعي وليس من خلال منظور فردي أو أحادي.
اكتفاء مجلس النواب بإصدار بيانات لم يعد كافيا، وغياب النواب عن المشهد السياسي والإقليمي يضع علامات سؤال لا منتهية حول قدرتهم على مجارات المرحلة، ولذا فإن الأصل أن ينتبه المجلس لدوره ويفعله بالشكل الذي يجب أن يكون، فهذا ليس خيارًا بل ضرورة وطنية تفرضها التحديات الراهنة وتستدعيها متطلبات المرحلة القادمة.
الغد
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا
منذ ساعة واحدة
- رؤيا
مصادر فلسطينية: طائرات الاحتلال تقصف مجددًا خيمة نازحين غرب خان يونس
اندلاع حريق كبير في موقع القصف استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، خيمة تؤوي نازحين فلسطينيين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات في صفوف المدنيين، وفق ما أفادت به مصادر فلسطينية. وأشارت المصادر إلى اندلاع حريق كبير في موقع القصف، نتيجة الغارة الجوية التي استهدفت الخيمة التي كانت تؤوي عشرات النازحين. ولاحقا أفادت مصادر طبية فلسطينية، باستشهاد 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 10 آخرين في قصف لخيام نازحين في منطقة المواصي غربي خان يونس. ويأتي هذا القصف في إطار تصعيد مستمر تشنه قوات الاحتلال على مناطق جنوب القطاع، رغم اعتبار منطقة المواصي "آمنة" نسبياً بحسب مزاعم الاحتلال.


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
حرس الثورة: رد إيران على أي عدوان جديد سيكون ساحقاً وبلا خطوط حمر
#سواليف أكد المتحدث باسم #حرس_الثورة الإسلامية في #إيران، العميد علي محمد نائيني، أنّ #إيران ستردّ 'رداً ساحقاً' في حال وقوع أي عدوان جديد على إيران، مشدداً على أنه 'لن يكون هناك أي #خط_أحمر لدينا'. وأوضح العميد نائيني، أنّ 'الرد الإيراني السريع' على العدوان الأخير 'أفشل #حسابات_الأعداء'، مضيفاً أن #نتائج_الحرب تُقاس بمدى تحقيق الأهداف، و'العدو لم يحقق أيّاً من أهدافه خلال الحرب الأخيرة'. وأشار إلى أن 'الهدف المركزي للعدو كان تدمير قوة نظام الجمهورية الإسلامية في إيران'، لافتاً إلى أن العدو أعلن بشكلٍ صريح أن 'الحرب تهدف إلى إخضاع إيران وتجزئتها والقضاء عليها'، لكنها فشلت في تحقيق ذلك. وذكر المتحدث باسم الحرس أن 'العدو لجأ إلى العمل العسكري بعد عجزه عن تحقيق أهدافه من خلال المحادثات'، معتبراً أن هذا الانتقال يعكس أنّ 'الأعداء لا يملكون فهماً كافياً لطبيعة النظام في إيران'. ورأى نائيني أن استهداف قادة عسكريين إيرانيين خلال الحرب الأخيرة 'لم يحقق هدفه بإرباك القيادة الإيرانية'، بل على العكس 'كان ردّنا سريعاً عليهم'. وتساءل المتحدث باسم الحرس/ 'من يشعر بالقلق الآن؟ إيران، أم أعداؤها؟'، قائلاً: 'بالتأكيد أعداؤنا هم القلقون من الرد الإيراني المدمر في حال حصل عدوان جديد'. وكشف العميد نائيني أن إيران أطلقت 'أكثر من 2000 صاروخ ومسيّرة باتجاه الأراضي المحتلة'، مؤكداً أن 'عدداً كبيراً من هذه #الصواريخ والطائرات المسيّرة أصاب أهدافه بدقة'.


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
'دماء الجنود الإسرائيليين ذهبت سدى؟'.. صراخ بين نتنياهو وزامير وإهانة سموتريتش
#سواليف شهد اجتماع أمني إسرائيلي بحضور رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو، توترا شديدا ومواجهة كلامية حادة بين كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين، على خلفية التطورات في #الحرب على قطاع #غزة. وجاء التوتر على خلفية الخيارات المطروحة بشأن قطاع غزة في حال عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وبحسب تقرير بثته القناة 13 الإسرائيلية، فإن رئيس الأركان الجنرال إيال #زامير أثار غضب رئيس الوزراء عندما قال بوضوح: 'لا يستطيع #جيش_الدفاع_الإسرائيلي السيطرة على مليوني شخص'، في إشارة إلى صعوبة فرض سيطرة عسكرية كاملة على قطاع غزة. وقد رد نتنياهو على التصريح بصخب، مشددا على أن 'حصار غزة يظل أداة فعّالة، لأن احتلال القطاع سيعرض حياة الجنود والرهائن للخطر'. وفي خضم النقاش، اندلع خلاف آخر بين وزير المالية بتسلئيل #سموتريتش والمدير العام لوزارة الدفاع، أمير برعام، بسبب طلب وزارة الدفاع زيادة في الميزانية، وهو ما ترفضه وزارة المالية. وبدا الغضب واضحا على سموتريتش الذي قال لبرعام: 'كفى إهانة لي. أعلم أنك تقدم إحاطة ضدي'. الاجتماع الذي جاء في أعقاب تصاعد المفاوضات بشأن صفقة تبادل مع #حماس، شهد أيضا تلاسنا بين رئيس الأركان وعدد من الوزراء، أبرزهم سموتريتش، حول مصير الأسرى الإسرائيليين في #غزة. وقال زامير مخاطبا الوزراء: 'أنتم لا تتحدثون عن المخطوفين'. ورد عليه سموتريتش قائلا: 'أنت تطلب مني أن أقول بشجاعة إنني أتنازل عن #المخطوفين، لكني أقول بشجاعة إنك تتنازل عن النصر. أنت تقول إن الجيش لا يستطيع تنفيذ المهمة'. وفي تعليق لاحق، أوضح وزير المالية أنه لا يرفض إطلاق سراح الأسرى، لكنه غير مستعد، حسب قوله ، لـ'استغلال الحرب كلها من أجل هذه القضية'، مضيفا: 'هل ضحى الجنود بحياتهم لإشعال فتيل حماس؟'، وهو تصريح أثار استياء واسعا داخل الاجتماع، واعتبره البعض 'إهانة لتضحيات الجيش'. ورد رئيس الأركان على هذه العبارة بشدة، قائلا: 'هل تقول إن دماء الجنود سفكت سدى؟ هذا خطير جدا'. من جهته، تدخل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في النقاش، مهاجما موقف الجيش والقيادة العسكرية. وقال: 'لا أحد يطرح أبدا سؤالا عن ثمن الصفقة، أو ثمن إنقاذ 10 أشخاص. كم جنديا سنخسر مقابل هدنة تستمر شهرين؟'. وردا على ذلك، شدد رئيس الأركان على أن 'إعادة المخطوفين الآن أكثر إلحاحا من توسيع العملية العسكرية'، مضيفا بنبرة حاسمة: 'إذا لم يكن هذا هدفا للحرب، فأخرجوه من أهدافها'. ويعكس هذا الاجتماع المتوتر حجم الانقسام داخل المؤسسة السياسية والأمنية في إسرائيل بشأن استراتيجيتها في قطاع غزة، وفي كيفية موازنة الأهداف العسكرية مع الضغوط الإنسانية والدبلوماسية، خصوصا في ظل استمرار احتجاز الأسرى وتفاقم الأوضاع داخل القطاع. ويبدو أن الخلافات لا تقتصر على الأولويات، بل تمتد إلى الثقة بين المستويات السياسية والعسكرية، في وقت تواجه فيه الحكومة انتقادات داخلية ودولية متزايدة.