
بين أربيل والصدر وسوريا الشرع.. السوداني يقلّب أوراق العراق الثقيلة
وصف رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الظروف التي مرت بها المنطقة خلال العام الحالي بأنها "استحقاقات صعبة" تمكن العراقيون من اجتيازها دون "الانزلاق في نارها"، فيما تطرق إلى ملفات مهمة.
وقال السوداني خلال مقابلة مطولة مع صحيفة "الشرق الأوسط"، إنه "في الشهور الماضية، اجتاز العراق استحقاقين صعبين. لم ينزلق إلى نار الحرب الإسرائيلية - الإيرانية وتبعات الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية. وقاوم إغراء التدخل لإنقاذ نظام بشار الأسد في سوريا".
وأضاف "بعد عبور الاستحقاقين، يتطلع العراق إلى استحقاق ثالث هو الانتخابات المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل التي ستقرر شكل البرلمان واسم رئيس الوزراء".
وأكد "هذه التطورات تدفع بهذا الطرح والتساؤل المهم الذي يستوجب رؤية واضحة: ماذا نريد لهذه المنطقة الحساسة على كل المستويات الاقتصادية والأمنية والسياسية، والتي شهدت لأول مرة حرباً كادت تتوسع لتكون حرباً شاملة في كل المنطقة لا تقتصر على اعتداءات بين إيران وإسرائيل؟".
ولفت إلى أن "العراق جزء من الجغرافيا السياسية لهذه المنطقة. وفي الوقت الذي يضع مصلحة العراق والعراقيين كأولوية في هذه التطورات، هو أيضاً جزء فاعل في المنطقة ولا يقف متفرجاً، بل يسعى بعلاقاته ومصالحه مع دول المنطقة إلى بلورة موقف يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار، وخصوصاً أننا ضد الحروب التي اكتوينا بنارها طيلة عقود ماضية".
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة كانت حريصة على أن يكون العراق بعيداً عن هذا الصراع؛ لذلك كان لدينا تواصل مستمر، خصوصاً في مسألة خرق الأجواء وضرورة أن يكون هناك دور للولايات المتحدة؛ لأنها جزء من التحالف الدولي مع العراق لمواجهة الإرهاب، وطيلة عشر سنوات كان يفترض أن يكون هناك دعم لمنظومة الدفاع الجوي لكي نحافظ على أجوائنا بعيداً عن خرق أي جهة".
وعن سؤال حول ماذا طلبت إيران من العراق خلال الحرب؟، أكد السوداني "لم يكن هناك أي طلب، إنما كان العراق هو المبادر بتوضيح الموقف وخطورته ونقل الرسائل بين مختلف الأطراف لإيقاف هذه الحرب والعودة إلى المفاوضات. كان عندنا تواصل مستمر مع الرئاسة ومع كل القنوات في إيران. كانت عملية مستمرة. كان هناك مسار مفاوضات كانت من المؤمل أن تكون يوم الأحد، فحصل العدوان صباح الجمعة".
وأوضح "كان توجه العراق الدفع للعودة إلى المفاوضات وإيقاف الحرب. كانت وجهة النظر الإيرانية أنه كيف نذهب إلى التفاوض والعدوان مستمر. كان حديثنا واتصالاتنا مع دول المنطقة والولايات المتحدة حول هذه الجزئية؛ أن هناك استعداداً للجلوس على طاولة التفاوض بشرط إيقاف العدوان. هذا كان الموقف الإيجابي لإيران في تلك الساعات في بداية العدوان".
وقال السوداني "طيلة العامين الماضيين مرت المنطقة بأحداث ساخنة للمرة الأولى في تاريخها. والعراق مستقر ولله الحمد، بعدما كانت - قبل وقت قريب في عهد الحكومة السابقة - المنطقة مستقرة والعراق ملتهباً في أحداث داخلية واعتداءات".
وبين "نحن أمام واقع ومسار ومنهج عمل ساهم في احتواء كل الانفعالات وبرمجتها باتجاه مواقف سياسية متزنة بعيداً عن الانفعالات. لم نسمح لهذه الانفعالات أن تتطور إلى أفعال تؤثر على الدولة وأمنها واستقرارها. هذا كان عبر جهد سياسي وأمني أيضاً للحفاظ على هذا الموقف".
وعن العلاقات مع سوريا الجديدة، أوضح السوداني "أنا أجدها طبيعية وفي مسارها الصحيح. منذ اليوم الأول كان موقف العراق واضحاً في احترام خيارات الشعب السوري وما حصل من تغيير. يمكن بعد فترة وجيزة التواصل الرسمي، وأرسلنا وفداً وبدأت الاتصالات والزيارات المتبادلة ولقاء الدوحة، ولا يزال التواصل حتى اليوم مستمراً تجاه مختلف الأحداث، وبيّنَّا مخاوفنا".
وتابع "مخاوفنا هي عبارة عن نصائح؛ لأن تجربة سوريا شبيهة بتجربة العراق بعد 2003. هذا التنوع الموجود في سوريا هو نفس التنوع الموجود في العراق. فأولاً أن تكون هناك عملية سياسية شاملة تستوعب الجميع وتضمن حقوقهم والحفاظ على متبنياتهم ومعتقداتهم".
وأضاف "كذلك أن يكون هناك موقف واضح ضد التطرف والإرهاب والعنف، وأن يكون هناك موقف واضح أيضاً من داعش الذي يمثل خطراً، ليس فقط على سوريا، وإنما على كل دول المنطقة. كذلك أن نرى سوريا موحدة، وألا يُسمح بأي تدخل أجنبي أو وجود على الأرض السورية؛ لأن سوريا قوية موحدة هي قوة للعراق ولدول المنطقة. هذه كلها تصب في صالح الشعب السوري".
وأعلن السوداني "لدينا استعداد للتعاون الاقتصادي. ما بين العراق وسوريا جغرافيا وتاريخ ممكن أن نؤسس عليهما لمزيد من التعاون وتطوير العلاقة الثنائية. بدأنا بدراسة إحياء أنبوب النفط العراقي - السوري لنصل إلى البحر الأبيض المتوسط في بانياس".
وأردف "أبدينا استعدادنا للمساهمة في إعمار سوريا أيضاً من خلال مؤتمر. اليوم العراق يترأس القمة العربية والقمة العربية التنموية، وبالتالي فهو معنيّ بكل قضايا الأمة العربية، وفي مقدمتها سوريا. طرحنا مبادرة أُقرّت في (إعلان بغداد) لإقامة مؤتمر حوار وطني لكل المكونات في سوريا".
وفي الجانب الاقتصادي، أوضح السوداني "الاستثمار موجود الآن في أفضل حالاته. لأول مرة في خلال عامين تجاوزت الاستثمارات 100 مليار دولار. كنت تحدثت قبل شهر عن 88 مليار دولار. قبل أيام تم تحديث الرقم من قبل رئيس هيئة الاستثمار الوطنية، وأبلغني أننا تجاوزنا 100 مليار دولار خلال عامين، استثمارات عربية وأجنبية موجودة الآن تعمل في العراق".
وقال "إذن عملية جذب الاستثمارات تمضي في أفق البيئة الموجودة الآمنة المستقرة، بحيث يدخل هذا الرقم الكبير للعراق في ظروف المنطقة غير المستقرة. العراق مستقر متماسك، وأيضاً يطرح فرصاً استثمارية ويستقبل الشركات العربية والأجنبية".
وأشار "نحن كحكومة أوقفنا الانهيار الذي حصل في استباحة المال العام. تتذكر سرقة القرن، أكثر من 3 تريليونات و700 مليار دينار، حصل ذلك في زمن الحكومة السابقة. هذه الكتلة النقدية سُرقت أمام مرأى ومسمع من الدولة العراقية بأجهزتها الأمنية، وبغطاء رسمي للأسف حصلت هذه السرقة".
وقال "طيلة 8 أشهر كانت تُسرق الأموال أمام مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية. لكن عندما يختلف السارقون فيما بينهم في توزيع الحصص، يثير أحدهم هذه الأزمة، وعندها لا تتم السيطرة على الأمور. هذا ما حصل في التحقيق الذي أثاره وزير المالية بالوكالة في حينه، وهو الآن أيضاً تحقيق مستمر وفيه شخصيات رسمية من قبل الحكومة السابقة مع موظفين آخرين وتجار مطلوبين".
وعن تسلم المطلوبين بقضايا الفساد المالي، بين السوداني "نسبة كبيرة من المطلوبين بدأوا هم يراجعون؛ لأنهم عرفوا أن هناك ملاحقة، وأعادوا الأموال. تقريباً أكثر من 500 مليون دولار تمت استعادتها. وأيضاً بدأنا بإجراءات قانونية. العراق عضو في الاتفاقية الأممية لمكافحة الفساد، وهذا يرتب واجباً ومسؤولية على كل دول العالم أن تتعاون معنا في استرداد المطلوبين والأموال".
وعن دور الفصائل المسلحة في الضغط على القضاء، نفى السوداني بالقول "لا بالتأكيد. القضاء يحظى باستقلالية أولاً، وباحترام ثانياً، وبدعم من مؤسسات الدولة في عدم خضوعه، أو السماح لأي طرف أو جهة بأن تهدد القضاء. وهو أثبت في أكثر من محطة استقلاليته وشجاعته في اتخاذ القرارات المهمة التي تضمن سير العدالة وتنفيذ القانون".
وعن الطاقة الكهربائية، أوضح "اليوم هناك مشاريع ربط كهربائي مع شركات سعودية وشركات أميركية. وهناك مشاريع قريبة تتعلق بفتح منافذ إضافية لتسهيل مرور المعتمرين والحجاج من وسط آسيا مروراً بإيران والعراق، ومن ثم إلى المملكة العربية السعودية. وأيضاً هناك تعاون واضح على مستوى المؤسسات والصناديق بين البلدين لتسهيل دخول الاستثمارات السعودية وتمكينها من استثمار الفرص المتوفرة في مختلف المجالات في داخل العراق".
وعن مشاركة التيار الصدري في الانتخابات، قال السوداني "حاولنا إقناع التيار الصدري بالدخول في العملية الانتخابية، وأرسلنا بالفعل رسائل إلى قيادة التيار عبّرنا فيها عن قناعتنا العميقة بأهمية مشاركة التيار في الانتخابات البرلمانية المقبلة. فهو تيار شعبي كبير وفاعل سياسي أساسي في المشهد الوطني، ومن المهم أن يكون شريكاً في صياغة المرحلة المقبلة ومواجهة التحديات والخوض في استحقاقات المرحلة المقبلة".
وأضاف "كنا نأمل أن تسهم مشاركتهم في تعزيز التوازن والاستقرار السياسي، لكن يبدو أن لقيادة التيار رأياً آخر في هذه المرحلة، وهو أمر نحترمه، مع إبقاء أبواب الحوار والتفاهم مفتوحة دائماً".
وعن الأزمة مع إقليم كوردستان، أوضح السوداني "أبناء كوردستان هم جزء من أبناء شعبنا. وهذه الحكومة بالتحديد كانت حريصة على الإيفاء بالتزاماتها الأخلاقية والدستورية، وأيضاً الاتفاق السياسي الذي تضمن حل المشاكل العالقة وضعنا حلولاً له. لكن نتحدث عن قانون الموازنة، ونتحدث عن قرار المحكمة الاتحادية، وهذه أسانيد قانونية ملزمة لا يمكن لرئيس الوزراء أن يتجاوزها".
وبين "ما حصل أنه منذ إقرار قانون الموازنة ومن ثم تعديل قانون الموازنة، لم تلتزم حكومة إقليم كوردستان بتسليم كامل النفط المنتج في داخل الإقليم وفق ما نص عليه القانون وأيّدته المحكمة الاتحادية".
وقال "هذه قضايا قانونية فنية واضحة، وليست قراراً سياسياً، بدليل أن الحديث الآن يدور حول كمية النفط التي يتم تسليمها".
وشدد على أن "الإقليم كيان دستوري تحترمه الدولة العراقية بكل مكوناتها وسلطاتها، ونحن حريصون على استقرار الإقليم، بدليل أننا من ساعد ودعم وساهم في إجراء انتخابات برلمان إقليم كوردستان التي أُجريت قبل نحو ثمانية إلى تسعة أشهر".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 2 دقائق
- وكالة الصحافة المستقلة
الحكم على رئيس بلدية أسطنبول بالسجن بتهمة تهديد وأهانة المدعي العام في إسطنبول
المستقلة/- حُكم على رئيس بلدية إسطنبول، والشخصية المعارضة البارزة في تركيا، أكرم إمام أوغلو، بالسجن لمدة 20 شهرًا بتهمة إهانة المدعي العام للمدينة وتهديده، وفقًا لوثيقة قضائية حصلت عليها وكالة فرانس برس. تُعدّ هذه القضية واحدة من سلسلة قضايا مُعدّة ضد إمام أوغلو، المنافس الرئيسي لرئيس البلاد، رجب طيب أردوغان. وهو مُحتجز بالفعل على خلفية تحقيق في مزاعم فساد. أثار اعتقاله في مارس/آذار في إطار تلك القضية أكبر احتجاجات شوارع في تركيا منذ أكثر من عقد. عُقدت جلسة الاستماع يوم الأربعاء في محكمة ومجمع سجون سيليفري على المشارف الغربية لإسطنبول، حيث يُحتجز إمام أوغلو منذ اعتقاله. وأظهرت وثيقة المحكمة أنه سُجن لمدة عام وخمسة أشهر و15 يومًا بتهمة إهانة موظف حكومي، وشهرين و15 يومًا بتهمة التهديد. أنكر إمام أوغلو، الذي مثل أمام المحكمة، جميع التهم الموجهة إليه. ويقول إنه استُهدف بسبب خططه لتحدي أردوغان في الانتخابات الرئاسية لعام 2028. وكان المدعي العام قد طالب في البداية بسجن إمام أوغلو لمدة تصل إلى سبع سنوات وأربعة أشهر، ومنعه من تولي المناصب العامة. ولم يُطبق هذا الحظر، الذي يُفرض عندما يُحكم على المشتبه به بالسجن لمدة لا تقل عن عامين. انتُخب إمام أوغلو رئيسًا لبلدية إسطنبول عام 2019، وأُعيد انتخابه عام 2024. وأُلقي القبض عليه في 19 مارس/آذار على خلفية تحقيق في فساد ومزاعم بصلته بالإرهاب. وقد تمنعه سلسلة التهم الموجهة إليه من المشاركة في الانتخابات الرئاسية لعام ٢٠٢٨.


الزمان
منذ 2 دقائق
- الزمان
ماذا قال الجواهري عن الثورة المباركة؟
ماذا قال الجواهري عن الثورة المباركة؟ – عامر محسن الغريري لملم الليل اخر جيوش الظلام ليستيقظ الناس في الساعات الاولى ليوم 14من تموز على حركة المدرعات التي تموج في شوارع العاصمة بغداد ليعلن فيما بعد عن ولادة الجمهورية البكر وأفول العهد الملكي الذي حكم العراق من 1921-1958 يطرح المتابع لحدث الانقلاب وثورة تموز اسئلة كثيرة ..لماذا وقع انقلاب 14 تموز 1958 ؟ الم يكن الشعب بمختلف شرائحه وطوائفه مصفقا للملك فيصل الاول الذي عمل طيلة سنوات توليه عرش العراق على تخليصه من الانتداب البريطاني وترسيخ ركائز الدولة العراقية والحفاظ على ولاية الموصل الم يكن هذا الشعب مثني ومشيد بولي العهد الملك غازي الذي طالما جاهر بمواقفه المعادية للانكليز.. يمكن الرجوع بالحدث الذي قلب الواقع غير المقنع الذي عاشه الشعب في اربعينيات وخمسينات القرن المنصرم من اوضاع سياسية مرتبكة وبؤس وشقاء واعدام للعناصر الوطنية يتصدرهم قادة ثورة مايس العقداء الاربعة وكثرة سقوط الوزارات وسرعة تشكيلها وتدوير ذات الوجوه السياسية بمناصب مختلفة الى جانب الفقر والعوز وضيق سبل العيش التي وصل اليها الشعب زيادة على فساد الممسكين بدفة الحكم وعدم مبالتهم بأمال وطموحات الجماهير لتحسين الواقع السياسي والاقتصادي لذلك حدث الانقلاب المنتظر وجاء التغيير الجذري في الحياة العامة لينسف الواقع ويجد الصدى والتصفيق واستحسان الجماهير له واتضاح الفاصلة القوية بين الشعب ورموز الحكم الملكي رحب الناس بالجمهورية الوليدة التي تولى قيادتها الزعيم عبد الكريم قاسم الذي شغل منصب رئيس الوزراء والعقيد عبد السلام عارف الذي تولى مهام النائب فضلا قيادتهما لوزارتي الدفاع والداخلية لتثمر سنوات الحكم القليلة عن بنى تحتية وقرى عصرية ومدن طبية وصروح علمية واصلاح زراعي فك القيود عن رقبة الفلاحين وعلاقات خارجية رضا عنها الجميع لقد نالت هذه الثورة محبة الفقراء وتقاسم حبها مختلـــــــف شرائح المجتمع وقواه الوطنية واطيافه السياسية وستظل الجماهير تذكر مناقب الزعيم مفجر الثورة وحكايته مع صاحب الفرن الذي زاره وشاهد صورته بالحجم الكبير وقد احتلت موقعا بارزا في بناية الفرن فقال لصاحبه (كبر الصمونه وزغر الصورة) انها ثورة تموز التي نسفت واقع مرير وعلق حولها شاعر العرب الاكبر الجواهري حينما قال: اعادت الثورة للناس المضطهدين شعورا بالاعتبار والكرامة.


وكالة أنباء براثا
منذ 7 دقائق
- وكالة أنباء براثا
4 هجمات بطائرات مسيّرة خلال 24 ساعة تستهدف حقول نفطية في أربيل ودهوك
شهد إقليم كردستان خلال الساعات الماضية أربعة هجمات متتالية بطائرات مسيّرة مفخخة، استهدفت منشآت وحقولاً نفطية في محافظتي أربيل ودهوك، في تصعيد غير مسبوق يهدد استقرار قطاع الطاقة في الإقليم. وقال مصدر أمني اليوم الأربعاء (16 تموز 2025)، إن "الهجوم الأول وقع صباح اليوم واستهدف منشآت نفطية قرب منطقة خورمله التابعة لمحافظة أربيل". وأوضح المصدر أن الهجمات تواصلت مساءً، حيث "استهدفت طائرة مسيّرة مفخخة حقل (هانت أويل) النفطي الأمريكي في منطقة باعدري بقضاء الشيخان في محافظة دهوك، وهو الهجوم الثاني الذي يستهدف هذا الحقل خلال أيام قليلة". وفي حادثة لاحقة، "استهدفت طائرة مسيرة أخرى حقل (بيركيات) النفطي في منطقة جمانكي التابعة لقضاء آميدية بمحافظة دهوك، دون تسجيل خسائر بشرية". وفي تصعيد جديد، أفاد المصدر بأن "هجوماً مزدوجاً بطائرتين مسيرتين استهدف حقل (كار) النفطي على الطريق الرابط بين مخمور وأربيل، واقتصر الضرر على منشآت الحقل دون وقوع إصابات بشرية". وزارة الثروات الطبيعية: تصعيد خطير يستهدف أمن الطاقة من جانبها، أعربت وزارة الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان، عن "قلقها البالغ من تكرار هذه الهجمات التي تمثل تهديداً مباشراً لأمن العاملين والمنشآت النفطية في الإقليم، وتؤثر سلباً على مستوى الإنتاج والطاقة". وقالت الوزارة في بيان إن "الهجمات خلال الأيام الماضية استهدفت منشآت في خورمله وسرسنك وفيشخابور وعين سفني، وألحقت أضراراً مادية واسعة في القطاع النفطي". وأضافت أن "هذا التصعيد يستهدف بالدرجة الأولى أمن المواطنين وسلامة الموظفين المدنيين، فضلاً عن محاولات تعطيل مشاريع الطاقة الحيوية في الإقليم"، مطالبة الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي بـ"تحمل مسؤولياتهم الكاملة في حماية منشآت الطاقة ومنع تكرار هذه الاعتداءات". وتصاعد استهداف حقول النفط في كردستان يأتي في ظل تزايد التوترات الإقليمية ومحاولات الضغط على المصالح الاقتصادية الأجنبية، لا سيما تلك المرتبطة بشركات أمريكية وغربية. ويرى مراقبون أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى تعطيل بعض الإنتاج مؤقتاً أو التأثير على ثقة المستثمرين في بيئة الأمن والاستثمار في الإقليم، خصوصاً مع توالي الضربات بالطائرات المسيّرة خلال فترة زمنية قصيرة.