logo
هل يتخلى حزب الله عن السلاح؟ آراء لبنانية ترسم مشهداً منقسماً

هل يتخلى حزب الله عن السلاح؟ آراء لبنانية ترسم مشهداً منقسماً

الوسطمنذ 3 أيام
X/@TishallaaFaisal
خلال إحياء مراسم عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت علب بطيخ كتب عليها "سلاح ما فش (لا يوجد سلاح)".
"هل يتخلى حزب الله عن السلاح؟" سؤال يعود إلى واجهة النقاش السياسي في لبنان، مدفوعاً بزخم دبلوماسي لافت وتحوّلات إقليمية متسارعة.
مع زيارة الموفد الأميركي توماس براك إلى بيروت وتسليمه رداً رسمياً من الدولة اللبنانية، عاد ملف السلاح ليحتل صدارة الأولويات. بين المواقف الدولية الضاغطة، والبيانات الرسمية المتأنية، والانقسام الداخلي المستمر، يجد اللبنانيون أنفسهم من جديد أمام معادلة شائكة: هل يمكن أن تتحقق السيادة من دون الاحتكام الكامل للدولة، أم أن السلاح لا يزال ضرورة في ظل التهديدات القائمة؟
تتفاوت الآراء حول الإجابة، بين من يرى في نزع السلاح شرطاً لأي إعادة إعمار أو انخراط دولي فاعل، ومن يرفض أي خطوة تعتبر تفريطاً بأمن البلاد. وفي خلفية هذا الجدل، يبرز موقف الرئاسات اللبنانية الثلاث التي سلّمت موقفاً مشتركاً للموفد الأميركي، وشدّدت في تصريحات رسمية على التمسّك بحصرية السلاح بيد الدولة، مع الانفتاح على الحوار ضمن سقف السيادة الوطنية.
وفي الشارع، وعلى منصات التواصل، وفي تصريحات المحلّلين، يتجلّى هذا الانقسام بوضوح، ما يعكس هشاشة اللحظة وعمق التحدي.
ما بين الدعوة للتسليم والتحذير من التهلكة
Getty Images
الموفد الأميركي توماس براك يلتقي نبيه بري
بالنسبة لعدد من اللبنانيين، بات تسليم السلاح ضرورة لا يمكن تجاوزها. الصحافي رامي نعيم عبّر عن هذا التوجّه بالقول: "ما المطلوب غير تسليم سلاح حزب الله وانخراط بيئته في الدولة؟ إذا كانت هناك مطالب إضافية، فلن يقبل بها أحد. تماماً كما أن جميع السياديين لن يقبلوا ببقاء سلاح الحزب. قبل أن ننزلق نحو حرب جديدة في لبنان، دعوا (رئيس الجمهورية) يتولّى حلّ هذا الملف. حتى هذه اللحظة، هناك رضا أميركي وسعودي عن أداء الرئيس (جوزاف عون)، وهذا هو المطلوب".
رأيٌ يتقاطع مع ما قالته فاديا الزعتري التي حذّرت من كلفة التأخير في المعالجة:كل يومٍ يتأخّر فيه تسليم السلاح، نخسر دماءً، ومالاً، وشبابا، وكرامة. سلاح حزب الله … مشروع تفجير مستمرّ.
من جانبه، رأى كارلوس أن السلاح بات عائقاً أمام أي حل سياسي: "حزب الله هو الجدار المسلّح الذي يفصل بين لبنان والحل. لم نعد قادرين على الاستمرار في هذا التضليل".
أما ضوميط القزي دريبي فذهب إلى أن مسألة السلاح لا تحتمل المساومة: "تسليم السلاح لا يجب أن يكون مطلباً خارجياً، بل هو أولا وأساسا مطلب لبناني".
بدوره، ربط الدكتور علي خليفة المسألة بالتحولات الإقليمية: "من يقول لن نترك السلاح، كمن يرمي ناسه في التهلكة". ورأي أن تسليم سلاح حزب الله "ضرورة وطنية لبنانية ملحّة تتقاطع مع ترتيبات دولية في المنطقة بأسرها…".
وفيما يطرح هشام أبو جودة أسئلة تقنية عن مدى جدوى الإصرار على التسليم، قائلاً: "هل ما بقي هو سلاح ميليشيات تمتلكه كل الأحزاب اللبنانية؟ أم هو سلاح من نوع آخر يشعر دولة الاحتلال بالخطر؟"، تجد غيلدا الأيوبي أن حسم هذا الملف لا مفر منه، مهما اختلفت الوسائل: "بالنهاية السلاح سيسلم، لكن نفضّل الخيار الأول، عبر الدولة وبدون دمار".
مقاربة أخرى: لا ضمانات كافية لتسليم السلاح
Getty Images
مناصرو حزب الله يرفعون لافتة كُتب عليها "لن نترك السلاح" خلال إحياء مراسم عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت
في المقابل، يطرح آخرون تساؤلات حول قدرة الدولة على حماية البلاد في حال تم نزع السلاح. أبو عباس مثلاً كتب: "تسليم سلاح حزب الله للدولة اليوم هو ليس المشكلة، بل المشكلة ستكون ماذا بعد تسليم سلاح حزب الله؟".
حسين سرور أعاد التذكير بالسياق الأمني: "طالما إسرائيل صاحبة سوابق في الخيانة والانقلاب والخروقات فسيصبح مستحيل تسليم رقبة عشرات الآلاف للمفترس الاسرائيلي".
شعلان طفيلي تساءل عن مصداقية الخطاب الرسمي: "زعمت اسرائيل وزعمتم معها انها دمرت 80% من قوة حزب الله. لماذا هذه الحمى على تسليم سلاح أنتم تملكون أكثر منه؟ إلا إذا كان إعلامكم كاذب وحزب الله لا زال الأقوى".
الإعلامي عبد الغني طليس انتقد تغييب دور الجيش اللبناني في النقاش، قائلاً: "لماذا لا يتجرّأون على ذكر دور الجيش اللبناني في هذه الحرب "المقبلة" على لبنان؟".
أما نورة محمد فترى أن من يطالب بالتسليم يتجاهل طبيعة الصراع: "سلاح المقاومة ليس بندقية بل عقيدة ودم وقرار شعب قرر ألا يُهزم"
الموقف نفسه أعاد تأكيده الصحفي حسن عليق: "لا تسليم للسلاح، لا ثقيله ولا خفيفه. لا الآن ولا غداً ولا بعده... هذا ما بات يعرفه جميع المعنيين".
ومن داخل القاعدة المؤيدة للحزب، تقول أم زينب: "لأنه وبكل صراحة القرار قرار حزب الله وقرارنا نحن جمهور المقاومة... ما في تسليم سلاح".
مراد سلام من جهته أضاف بُعداً خارجياً قائلاً: "قرار نزع السلاح هو بيد إيران... وعدم رغبتها سيسبب احتمال أن تقوم دولة إقليمية بذلك وإعادة لبنان إلى وضع اللادولة".
تهكّم لبناني في زمن التسويات
X/@TishallaaFaisal
من مضائف الضاحية الجنوبية... هريسة عاشورائية تُوزّع في علب كُتب عليها: "سلاح فش... جربوا الهريسة على حب الحسين".
على هامش هذا النقاش، برزت أصوات عبرت عن موقفها بالسخرية والرمزية. بو عبد الله نشر صورة لعلب حلوى كُتب على بعضها عبارات سياسية، منها "سلاح فش تعا خود شمام".
أما "ود"، فكتبت تحت صورة لعلبة كاسترد كُتب عليها "ما في تسليم سلاح": "في مشهد رمزي لافت "حاضنة حزب الله" توزع كاسترد وبطيخ كُتب عليه: "ما في تسليم سلاح"".
الدولة ترد والضمانات تغيب
في موازاة النقاش الشعبي، برزت مواقف تحليلية سلطت الضوء على تعقيدات المشهد اللبناني.
الباحث في الاتصال السياسي الدكتور علي أحمد، قال في حديث إلى بي بي سي عربي إن السلاح لا يمكن فصله عن السياق الأمني والسياسي القائم، مشيراً إلى أن "غياب استراتيجية دفاعية وطنية شاملة يجعل من الاحتفاظ بالسلاح خياراً وحيداً لحماية لبنان"، لكنه في الوقت نفسه شدد على أن الحل لا يكون بنزع السلاح لمجرد نزعه، بل بإدماجه ضمن رؤية وطنية دفاعية متكاملة. "حين تتوفر هذه الرؤية، يُعاد النظر بدور السلاح ومكانه في المنظومة الوطنية"، يضيف أحمد.
أما المحللة السياسية مي فرحات، فترى أن المجتمع الدولي يربط إعادة إعمار لبنان بإعادة الاعتبار لمنطق الدولة. وتقول لبي بي سي عربي: "ربط إعادة الإعمار بنزع السلاح هو رسالة واضحة: لا نهوض اقتصادي من دون إنهاء كل مظاهر السلاح غير الشرعي". وتعتبر فرحات أن "الخيار الواقعي الوحيد أمام لبنان اليوم هو تسليم السلاح للدولة تدريجياً، تمهيداً للخروج من عزلته والانخراط مجدداً في منظومة الدعم الدولي، بانتظار التسويات الكبرى في الإقليم".
في هذا الوقت، سلّمت الدولة اللبنانية ردّها الرسمي إلى المبعوث الأميركي توماس براك، متضمناً خمس عشرة نقطة، أبرزها المطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف الخروقات، والالتزام بمبدأ "خطوة مقابل خطوة".
وقد وصف براك الرد اللبناني بـ"المتزن والمدروس"، مؤكداً أن الحل يجب أن ينبع من داخل لبنان، وأن بلاده لا تملي بل تدعم، وأضاف: "نحن ممتنون لللهجة المتزنة في الرد، وهو يفتح فرصة متاحة".
أما الرؤساء الثلاثة، فقد عبّر كل من رئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، عن تمسكهم بحصرية السلاح بيد الدولة كخيار دستوري ووطني لا خلاف عليه، مع التأكيد على أن ما يجري هو حوارٌ مفتوح تحت سقف السيادة.
وفيما تتصاعد الضغوط الدولية وتتقاطع التحولات الإقليمية، يقف لبنان اليوم أمام استحقاق سيادي بالغ الحساسية، محكوم بتوازنات داخلية دقيقة، وإرادات خارجية لا تقل تشابكاً.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

100 مليون دولار لتطوير سلاح الجو اللبناني.. واشنطن تحكم قبضتها على الحدود!
100 مليون دولار لتطوير سلاح الجو اللبناني.. واشنطن تحكم قبضتها على الحدود!

عين ليبيا

timeمنذ 5 ساعات

  • عين ليبيا

100 مليون دولار لتطوير سلاح الجو اللبناني.. واشنطن تحكم قبضتها على الحدود!

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، موافقتها على صفقة عسكرية جديدة محتملة مع لبنان، تشمل خدمات دعم وصيانة لطائرات 'إيه-29 سوبر توكانو' ومعدات مرتبطة بها، بقيمة تقديرية تصل إلى 100 مليون دولار. وجاء في بيان صادر عن وكالة التعاون الأمني الدفاعي، أن الحكومة اللبنانية طلبت تعزيز صفقة سابقة، بقيمة 43.7 مليون دولار، تضمنت أجهزة إطلاق ذخائر، ومكونات محركات، وقطع غيار، وبرمجيات، ووثائق تقنية، بالإضافة إلى خدمات دعم هندسي ولوجستي. وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن الصفقة المقترحة 'تتماشى مع السياسات الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة'، وتهدف إلى تعزيز قدرات الجيش اللبناني، الذي وصفته بأنه 'شريك مهم في دعم الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في الشرق الأوسط'. وأوضح البيان أن القوات اللبنانية تواصل تنفيذ مهامها في جنوب البلاد ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر الماضي، مشيراً إلى أن طائرات 'إيه-29' تُستخدم في مهام الإسناد الجوي القريب والاستطلاع، وأن الصفقة الجديدة ستعزز قدرتها على الحفاظ على هذه الجاهزية. وشددت واشنطن على أن الصفقة 'لن تُخلّ بالتوازن العسكري في المنطقة'، كما أنها 'لا تتطلب إرسال قوات أمريكية إضافية إلى لبنان'. وتُعد طائرات 'إيه-29 سوبر توكانو' من الطائرات الهجومية الخفيفة متعددة المهام، وتجمع بين الأداء القتالي والقدرة على التدريب، وتستخدمها عشرات الدول حول العالم، نظراً لكفاءتها في المهام القتالية منخفضة الحدة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والدعم الأرضي. ويأتي هذا الإعلان في وقت يواجه فيه لبنان تحديات أمنية متصاعدة، وسط توترات متزايدة على حدوده الجنوبية، فيما شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون مؤخراً على ضرورة تمكين الجيش من الانتشار الكامل على الحدود المعترف بها دولياً. توم براك: واشنطن سهّلت محادثات سرّية بين لبنان وإسرائيل… وملف 'حزب الله' في قلب أي تسوية كشف المبعوث الأميركي الخاص توم براك أن الولايات المتحدة أدت دور الوسيط وسهّلت فعلياً محادثات خلف الكواليس بين لبنان وإسرائيل، في وقت تشهد فيه المنطقة إعادة تقييم شامل للتوازنات الإقليمية، وفق ما نقله موقع Arab News. وفي تصريحات أدلى بها يوم الجمعة، أكد براك أن المحادثات السرية قائمة 'بشكل نشط'، موضحاً أن بلاده لا تفرض حلولاً على لبنان، لكنها تعرض المساعدة وتنتظر تجاوباً عملياً من الحكومة اللبنانية، محذراً من أن 'الوقت لم يعد يسمح بسياسة المماطلة التقليدية'. وأشار براك إلى أن صلب أي اتفاق مستقبلي سيتناول ملف سلاح 'حزب الله' الثقيل، مؤكداً أن أي عملية تسوية يجب أن تنطلق بموافقة الحكومة اللبنانية وتفاهم مع الحزب ذاته. وأضاف: 'الجزء السياسي من حزب الله، في اعتقادي، يدرك أن نجاح لبنان يتطلب جمع السنة والشيعة والمسيحيين والدروز معاً'. وفي تحذير مباشر، قال براك إن 'لبنان إن لم يتحرك سريعاً لاتخاذ موقف حاسم، فسيتخذ الآخرون هذا القرار بدلاً عنه'، لافتاً إلى أن المنطقة تمر بمرحلة إعادة رسم للمشهد السياسي، من إعادة إعمار سوريا إلى حوارات جديدة محتملة تشمل إسرائيل. ورداً على سؤال بشأن كيفية إدارة التواصل بين لبنان وإسرائيل رغم القيود القانونية، أوضح براك: 'لقد شكلنا فريقاً تفاوضياً وبدأنا بدور الوسيط. أعتقد أن هذا يحدث بكثرة'، في إشارة إلى محادثات غير مباشرة تديرها واشنطن بين الجانبين. الجيش اللبناني يوقف 56 سوريا بتهم دخول غير شرعي خلال مداهمات أمنية واسعة أعلنت قيادة الجيش اللبناني، السبت، توقيف 56 نازحاً سورياً في مناطق متفرقة من البلاد، بتهمة التجول غير الشرعي داخل الأراضي اللبنانية، وذلك في إطار العمليات الأمنية الهادفة إلى ضبط الهجرة غير النظامية وتنظيم الوجود الأجنبي. وأوضح البيان أن وحدات من الجيش، وبمؤازرة دوريات من مديرية المخابرات، نفذت مداهمات لمخيمات النازحين السوريين في مناطق أنفة وبشمزين وأميون بقضاء الكورة، ما أسفر عن توقيف 31 شخصاً. كما أوقف الجيش 18 سورياً عند حاجز المدفون – قضاء البترون، فيما تمكنت دورية تابعة للمخابرات من توقيف 7 آخرين في منطقة الدورة – قضاء المتن. وأكدت قيادة الجيش أن التحقيقات مع الموقوفين بدأت بإشراف القضاء المختص، مشددة على أن هذه الإجراءات تأتي ضمن الجهود المتواصلة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وتعزيز الاستقرار الأمني، وضبط تنظيم الوجود السوري داخل البلاد. وتشهد المناطق اللبنانية منذ أسابيع حملة أمنية موسعة تستهدف ضبط حركة النازحين غير الشرعية، وسط تصاعد الجدل الداخلي بشأن ملف اللاجئين السوريين، وما يمثله من تحديات أمنية واجتماعية واقتصادية للبنان.

آسيا تترنح تحت وطأة التعريفات الأمريكية: من الرابح ومن الخاسر؟
آسيا تترنح تحت وطأة التعريفات الأمريكية: من الرابح ومن الخاسر؟

الوسط

timeمنذ 17 ساعات

  • الوسط

آسيا تترنح تحت وطأة التعريفات الأمريكية: من الرابح ومن الخاسر؟

Getty Images وصف رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، التهديد الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفة جمركية بنسبة خمسة وعشرين في المئة على السلع اليابانية بأنه "مؤسف للغاية". طوكيو، الحليف القديم لواشنطن، كانت تبذل جهوداً مضنية لتفادي هذه النتيجة، إذ تسعى منذ فترة للحصول على تنازلات لصالح قطاع السيارات المتعثر، بينما ترفض في الوقت ذاته فتح أسواقها أمام الأرز الأمريكي. وشهدت العلاقة جولات عديدة من التفاوض، حيث زار وزير التجارة الياباني واشنطن ما لا يقل عن سبع مرات منذ أبريل/نيسان، حين أعلن ترامب عن فرض تعريفات واسعة على حلفاء وخصوم على حد سواء. لكن تلك الزيارات لم تثمر كثيراً، وبدأت واشنطن تصف طوكيو من "شريك صعب" إلى "شريك مدلل" مع استمرار جمود المحادثات. وفي هذا الأسبوع، أدرجت اليابان ضمن قائمة تضم 23 دولة تلقت خطابات خاصة بالتعريفة الجمركية – 14 منها تقع في آسيا، مثل كوريا الجنوبية وسريلانكا، وهي دول تعتمد على التصدير وصناعات التصنيع. ويوم الجمعة، أعلن ترامب فرض تعريفة بنسبة 35 في المئة على السلع المستوردة من كندا. وقال الرئيس الأمريكي إنه يعتزم رفع التعريفات الجمركية الموحدة من 10 في المئة إلى ما يصل إلى 20 في المئة على معظم الشركاء التجاريين، مقللاً من شأن المخاوف بشأن تأثير ذلك على التضخم. وأضاف في حديثه لقناة إن بي سي: "سنقول ببساطة إن جميع الدول المتبقية ستدفع، سواء كانت النسبة 20 في المئة أو 15 في المئة، سنتعامل مع التفاصيل لاحقًا". وبينما أُمهلت الدول حتى الأول من أغسطس/آب للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، فإن كثيرًا منها قد يتساءل عن جدوى التفاوض، في ظل استمرار فرض رسوم على اليابان، رغم أنها حليف ثابت وتبدي استعدادًا علنيًا لإبرام اتفاق. ترامب أعاد ضبط "ساعة الرسوم الجمركية" مرة أخرى. فمَن الرابح ومَن الخاسر؟ الرابح: المفاوضون الذين يحتاجون إلى وقت أطول بمنظور ما، استفادت جميع الدول التي استهدفها ترامب في وقت سابق هذا العام من تمديد المهلة، حيث أصبح لديها ثلاثة أسابيع إضافية للتفاوض. وقال سوان تيك كين، رئيس قسم الأبحاث في بنك يونايتد أوفرسيز، إن "الرؤية المتفائلة تقول إن التمديد يخلق ضغطاً إضافياً لاستئناف المحادثات قبل مهلة الأول من أغسطس آب". وتسعى اقتصادات ناشئة مثل تايلاند وماليزيا، اللتان تلقتا خطابات تعريفات جمركية هذا الأسبوع، لإيجاد مخرج. فهي عالقة كذلك وسط توترات بين واشنطن وبكين، حيث تستهدف الولايات المتحدة الصادرات الصينية التي يُعاد توجيهها عبر دول وسيطة، وتُعرف باسم "البضائع العابرة". ويرى اقتصاديون تحدثوا إلى بي بي سي أن تمديدات أخرى مرجحة، نظراً لتعقيد الاتفاقيات التجارية. وقال أليكس كابري، المحاضر في جامعة سنغافورة الوطنية، إن تنفيذ مطالب ترامب – التي لا تزال غير واضحة بالكامل – يتطلب وقتاً. على سبيل المثال، فُرضت تعريفات على "البضائع العابرة" ضمن اتفاقية التجارة مع فيتنام، لكن ليس من الواضح ما إذا كان ذلك يشمل المنتجات النهائية فقط أم جميع المكونات المستوردة. وفي الحالتين، يتطلب الأمر تكنولوجيا متقدمة لتعقّب سلاسل التوريد، بحسب كابري. وأضاف: "ستكون عملية طويلة ومعقدة وتدريجية، تشمل أطرافاً ثالثة وشركات تكنولوجيا وشركات لوجستية". الخاسر: المصنعون الآسيويون من الواضح أن التعريفات باتت واقعاً مستمراً، ما يجعل التجارة العالمية في موقف الخاسر. وقال كابري إن شركات من الولايات المتحدة وأوروبا والصين ذات أنشطة عالمية ستبقى عرضة للمخاطر، مما يضر بالمُصدّرين وكذلك المستوردين والمستهلكين الأمريكيين. Getty Images يعتمد العاملون في قطاع صناعة الملابس في كمبوديا على الصادرات للحصول على أجورهم لكن كابري حذر من إجراء تقييمات قائمة على الربح والخسارة، نظراً للتشابك العميق في التجارة بين الصين والولايات المتحدة. وعلى الرغم من ذلك، فإن بعض الدول قد تتضرر أكثر من غيرها. كانت فيتنام أول دولة آسيوية تبرم اتفاقاً، لكنها تملك نفوذاً محدوداً أمام واشنطن، وتواجه حالياً تعريفات قد تصل إلى 40 في المئة. الأمر نفسه ينطبق على كمبوديا، الدولة الفقيرة التي تعتمد بشدة على التصدير، والتي تتفاوض الآن في ظل تهديد بفرض رسوم تصل إلى 35 في المئة. أما كوريا الجنوبية واليابان، فقد تكونان في موقع أفضل للمناورة، نظراً لما تملكانه من قوة اقتصادية ونفوذ سياسي. ولم تتلق الهند، التي تمتلك أوراق ضغط هي الأخرى، خطاب تعريفات حتى الآن. ورغم أن التوصل لاتفاق يبدو وشيكاً، فإن مفاوضاته تعثرت بسبب نقاط خلاف أساسية، من بينها فتح الأسواق أمام المنتجات الزراعية الأمريكية وقواعد الاستيراد المحلية. الخاسر: التحالف الأمريكي – الياباني قال الخبير الاقتصادي جاسبر كول: "رغم العلاقات الاقتصادية والعسكرية الوثيقة بين الولايات المتحدة واليابان، فإن طوكيو تُعامل مثل بقية الشركاء التجاريين الآسيويين". وأشار إلى أن ذلك قد يُغيّر طبيعة العلاقة، خاصة وأن طوكيو، التي تمتلك احتياطات مالية ضخمة، تبدو مستعدة للعب الطويل. وأضاف كول: "اليابان أثبتت أنها مفاوض صلب، وأعتقد أن ذلك أغضب ترامب". ورغم وجود نقص في الأرز أدى إلى ارتفاع أسعاره، رفض رئيس الوزراء إيشيبا شراء الأرز الأمريكي، مفضلاً حماية المزارعين المحليين. كما رفضت حكومته الرضوخ لمطالب أمريكية بزيادة الإنفاق العسكري. Getty Images تتعرض الشركات الكبرى مثل سامسونغ إلى ضغوط كبيرة بسبب تعريفات ترامب وقال كول: "هم مستعدون جيداً"، مشيراً إلى أن طوكيو أعلنت حالة طوارئ اقتصادية في اليوم التالي لإعلان ترامب عن الرسوم، وأنشأت مئات مراكز الاستشارات لمساعدة الشركات المتأثرة. وأضاف: "اليابان ستسعى إلى اتفاق يتمتع بالمصداقية"، مشيراً إلى عدم وجود ضمان بأن ترامب لن يغير رأيه مجدداً. ومع اقتراب انتخابات مجلس الشيوخ الياباني هذا الشهر، استبعد كول التوصل إلى اتفاق بحلول أغسطس/آب. وقال: "لا أحد يشعر بالرضا. لكن هل سيؤدي ذلك إلى ركود اقتصادي في اليابان؟ لا". الرابح: واشنطن أم بكين؟ لطالما اعتُبرت آسيا ساحة مواجهة رئيسية بين واشنطن وبكين، ويرى محللون أن ترامب قد يخسر بعض النفوذ بسبب التعريفات. ويقول بعض المراقبين إن ترامب قد يكون بالغ في رهانه من خلال تمديد المهلة مجدداً، بالنظر إلى تعقيد الاتفاقيات. وقال ديفيد جاكس، أستاذ الاقتصاد في جامعة سنغافورة: "تراجع الموقف التفاوضي الأمريكي بعد أن تبيّن أن أوراقهم ليست بالقوة التي كانوا يأملون بها". وقد تأتي الاتفاقيات التي تُبرم على حساب إعادة تشكيل العلاقات التجارية التي شُيّدت على مدى عقود. ووصف كابري قرار ترامب نشر الخطابات عبر الإنترنت بدلاً من القنوات الدبلوماسية التقليدية، بأنه "مسرح سياسي" قد يرتد عليه سلباً. وأضاف أن الارتباك الناجم عن هذا النهج "هدية كبيرة" للصين، التي تسعى إلى تقديم نفسها كخيار مستقر في مقابل تقلبات ترامب. لكن ليس من السهل الاستغناء عن الأسواق الأمريكية، كما أن للصين توترات قائمة مع عدد من الدول في هذه المنطقة، مثل فيتنام واليابان. وتجري بكين مفاوضاتها التجارية الخاصة مع واشنطن، وتمتلك مهلة أطول للتوصل إلى اتفاق شامل – حتى 13 أغسطس/آب. ومن الصعب تحديد من سيربح المزيد من الأصدقاء في هذه الحرب التجارية، لكن السباق لا يزال قائماً. وقال جاكس: "كلا الطرفين يدركان الحاجة إلى الانفصال، لكن الوصول إلى ذلك سيكون صعباً، وسيتطلب إجراءات قد تمتد لسنوات، إن لم تكن لعقود".

"ترامب أكثر رؤساء الولايات المتحدة تقلباً"
"ترامب أكثر رؤساء الولايات المتحدة تقلباً"

الوسط

timeمنذ يوم واحد

  • الوسط

"ترامب أكثر رؤساء الولايات المتحدة تقلباً"

Getty Images سلط مقال في صحيفة التايمز البريطانية الضوء على التقلبات في مواقف وقرارات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعد مرور ستة أشهر على ولايته الثانية، بدءاً بقصف إيران وصولاً إلى تعهده بتزويد أوكرانيا بأسلحة للمرة الأولى منذ توليه منصبه. وعنون الكاتب، جيرارد بيكر، مقاله بـ"براغماتية ترامب تضع شعار اجعلوا أمريكا عظيمة مجدداً في حالة ذعر". ويستهل الكاتب مقاله بطرح سؤال: "هل ترامب براغماتي؟"، وتحدّث عن عديد الصفات المستخدمة لوصف نهج ترامب في السلطة منها "المتهور، والمتقلب، وغير العقلاني" من بين الصفات "الأكثر تهذيباً". وقال إن البراغماتية "تمثل انتصار الحقيقة العملية، وإنها تنبع من الاعتراف بأنك مهما رغبت أن يعكس العالم معتقداتك، وينحني لأفكارك ويستسلم لطموحاتك، فهناك، في النهاية، واقع لا مفر منه لا يمكن التلاعب به أو إنكاره". ودعا الكاتب، في منتصف العام الأول من ولاية ترامب الثانية، إلى النظر بجدية "لاحتمال أن يصبح أكثر رؤساء أمريكا تقلباً، ممارساً عنيداً لسياسة الأمر الواقع داخل البلاد وخارجها". وتحدّث عن "شكوى متزايدة" بين أنصار ترامب، الذين "شاهدوا بقلق رئيسهم يتخلى عنهم في قضية تلو الأخرى"، مشيراً في هذا الصدد إلى "قصف إيران والتودد إلى الناتو والوقوف إلى جانب زيلينسكي ضد روسيا والموافقة على السماح لملايين المهاجرين غير الشرعيين بالبقاء في البلاد بعد كل شيء لأنهم يقومون بأعمال ضرورية" على حد تعبير الكاتب. وأشار الكاتب إلى ما وصفه بـ"الخيانة الأخيرة" هذا الأسبوع، عندما أعلن كبير المسؤولين القانونيين لترامب أن "لا مؤامرة" تحيط بوفاة الملياردير الأمريكي جيفري إبستين، مرتكب الجرائم الجنسية الراحل، مشيراً إلى أن هذه القضية تعد "مثالاً مبسطاً" لبراغماتية ترامب. وقال الكاتب إن قرار قصف إيران "يتعارض مع النهج غير التدخلي" الذي يتبعه ترامب. ولفت إلى أن تقارب ترامب مع حلف الناتو خلال قمة لاهاي الشهر الماضي، "يتعارض" مع إدانة أنصاره "للعجز الأوروبي وبمخاطر تورّط أمريكا في تحالف بعيد المدى"، لكن التقارب شكّل "اعترافاً عملياً" بأن ضغوط ترامب أثمرت عن "إنفاق دفاعي أكثر توازناً"، بحسب الكاتب. وبالنسبة للحرب في أوكرانيا، فإن ترامب "ابتعد أكثر عن بوتين واتجه نحو زيلينسكي"، وفق الكاتب الذي أشار إلى طموح ترامب للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب "بعيداً عن عاطفته الغريبة" تجاه الرئيس الروسي و"مشهد الإذلال" للرئيس الأوكراني في المكتب البيضاوي. وقال الكاتب إنه "رغم محاولته إرغام أوكرانيا على قبول وقف إطلاق النار" في بادئ الأمر، إلا أنه يتجه حالياً للموافقة على "تزويد كييف بأول دفعة من الذخائر الجديدة منذ توليه المنصب". "سخرية" روسية من تنسيق نووي أوروبي Getty Images رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر (يسار)، خلال ترحيبه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) في لندن في صحيفة التلغراف، رأى مقال أن إعلان باريس ولندن استعدادهما لتنسيق قدراتهما النووية الدفاعية بهدف تعزيز حماية أوروبا في مواجهة "التهديدات القصوى"، في خطوة وصفت بغير المسبوقة، لاقى "سخرية" من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وكتب دانيال ديبيتريس، في الصحيفة، أن تحالف ستارمر وماكرون الداعم لأوكرانيا يهدف إلى توجيه رسالة إلى واشنطن مفادها أن "أوروبا أو القوى الأوروبية الأكثر تأثيراً على الأقل تتحمّل مسؤولية محيطها الإقليمي". وأشار إلى أن هذه القمة التي عقدت في لندن هي "محاولة لتكريس الدور القيادي"عبر سلسلة من المبادرات الدفاعية المشتركة، بدءاً من "البحث في الجيل القادم من صواريخ كروز المضادة للسفن، وصولاً إلى تنسيق قواتهما النووية للردع" والرد على "التهديدات النووية الروسية" الموجهة لأوروبا إذا لزم الأمر، على حد تعبير الكاتب. واعتبر الكاتب إعلان الرد على التهديدات ضد أوروبا "أمراً مهماً من الناحية النظرية"، مشيراً إلى أن الهدف منه "دفع خصوم أوروبا، وعلى رأسهم بوتين، إلى إعادة التفكير في استخدام ترسانته النووية، التي تضم نحو 5500 رأس حربي ضد هدف أوروبي". لكن ديبيتريس قال "إذا دققنا النظر" فإن الأمر "أقل أهمية مما يُروج له"، مشيراً إلى أن الواقع "يبدو مقلقاً" إذ "تتفوّق الصورة المُراد إيصالها عن الأوروبيين بأنهم يتحمّلون المسؤولية، على الواقع على الأرض" - حسب وصفه. وأضاف أن التحالف المساند لأوكرانيا "يُروج له من قبل سياسيين ونخب أوروبية باعتباره مثالاً على شجاعة أوروبا في وقت الحرب". غير أن الكاتب قال "ربما كانت المملكة المتحدة وفرنسا مستعدتين لنشر بعض القوات البرية وطائرات مقاتلة للحفاظ على السلام في أوكرانيا، لكن فقط إذا حصلتا على دعم - أي حماية - من العم سام" في إشارة إلى الولايات المتحدة. ورأى أن "ستارمر وماكرون تحدثا بلغة واثقة، لكنهما لم يكونا مستعدين للمضي أبعد من ذلك من دون أن تكون واشنطن إلى جانبهما". بيد أن الكاتب قال إن إدارة ترامب "لم تكن تنوي أن تصبح بمثابة شركة تأمين لأوروبا في خطةٍ كان من شأنها، في حال تحقُّق أسوأ السيناريوهات، أن تُجبر الجيش الأمريكي على الدخول في صراع مباشر مع روسيا المسلّحة نووياً". ونتيجة لذلك "بقي ترامب على الحياد" ولم يُبدِ التحالف الأوروبي "استعداداً لفعل أي شيء سوى إنشاء مقر رمزيّ في باريس للانخراط في المزيد من التخطيط"، على حد تعبير الكاتب الذي قال إن "التعاون النووي" بين المملكة المتحدة وفرنسا "يبدو بمثابة تكملة لهذا الفيلم". ورغم أن بريطانيا وفرنسا تحدثتا عن "إمكانية تنسيق ترسانتيهما النوويتين في حالة وجود تهديد خطير لأمن أوروبا"، وفق الكاتب، لكن غالبية الدول الأوروبية تقع تحت المظلة النووية الأمريكية، لذلك فإن الإعلان الأخير "يشكّل عنصراً مكملاً للترتيب القائم أكثر منه نموذجاً جديداً" على ما ذكر ديبيتريس. ورأى الكاتب أنه "من السهل على كلتا الدولتين أن تتعهدا بشيء كهذا عندما تدركان أن أي صراع مسلح كبير في أوروبا من المرجح أن يجرّ الولايات المتحدة إلى المشاركة فيه على أي حال". وتساءل الكاتب عما إذا استخدمت روسيا سلاحاً نووياً في دول البلطيق وهو سيناريو مستبعد تماماً، بحسب الكاتب، "فهل يمكن لتلك الدول أن تثق بأن ستارمر وماكرون سيتخذان القرار الواعي لتبادل نووي؟". "الشراكة" مع الذكاء الاصطناعي Getty Images وفي صحيفة الفايننشال تايمز، كتب مارك بينيوف مقالاً بعنوان "يجب أن يظل الإنسان في قلب قصة الذكاء الاصطناعي". وقال الكاتب إن "الذكاء الاصطناعي هو التكنولوجيا الأكثر تحولاً في حياتنا"، مشيراً إلى أن العالم يواجه "خياراً"، "هل سيحل محلنا أم سيضخمنا؟ وهل سيُكتب مستقبلنا من خلال خوارزميات مستقلة في الأثير، أم من قبل الإنسان؟". وباعتبار الكاتب رئيساً تنفيذياً لشركة تكنولوجيا تساعد العملاء على تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، قال إن "هذه الثورة يمكن أن تبشر بعصر من النمو والتأثير غير المسبوقين" - لكنه يعتقد في الوقت نفسه، أن الإنسان "يجب أن يظل في قلب القصة". وذكّر، بالنسبة للذكاء الاصطناعي، بأن "لا طفولة له ولا قلب، وبأنه لا يحب ولا يشعر بالفقد، ولا يتألم"، لذلك، "فهو عاجز عن التعبير عن التعاطف الحقيقي أو فهم الروابط الإنسانية"، لكن "الإنسان يملك كل ذلك - وتلك هي قوتنا الخارقة". وأشار إلى أنه يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهي أنظمة تتعلم وتتخذ القرارات نيابة عن الإنسان، "تعزيز قدرات الإنسان، لا استبدالها"، موضحاً أن "السحر الحقيقي يكمن في الشراكة: أن يعمل الإنسان والذكاء الاصطناعي معاً، ويحققان ما لا يمكن لأي منهما تحقيقه بمفرده". ورأى أن الوظائف "ستتغير" وأن بعضها سيختفي وسيظهر بدلاً منها وظائف جديدة مع بروز الذكاء الاصطناعي. ويختتم الكاتب مقاله بالقول إنه إذا قبل الإنسان فكرة أن الذكاء الاصطناعي سيحلّ مكانه، "فسنبدأ باستبعاد أنفسنا من المستقبل"، لكن "إذا اخترنا توجيهه والشراكة معه، فسنتمكن من فتح آفاق جديدة من الإمكانات البشرية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store