
إيران بين مطرقة الديكتاتورية وسندان المقاومة.. الشعب يختار الحرية
لقد انتفض الشعب الإيراني، بوعي وإرادة صلبة، ضد الديكتاتورية. هذا الغضب ليس مجرد رد فعل عاطفي، بل نتيجة سنوات طويلة من القمع والظلم وانتهاك الحقوق الإنسانية الأساسية. النظام الحاكم في إيران، وهو ديكتاتورية دينية، حاول الحفاظ على سيطرته على المجتمع باستخدام وسائل مختلفة، بما في ذلك استغلال الدين. لكن هذا النظام لم يفشل فقط في الاستجابة لمطالب الشعب، بل حاول، من خلال حيل مختلفة مثل إحياء فكرة الديكتاتورية الملكية، تهميش مقاومة الشعب وإضفاء الشرعية على نفسه. ومع ذلك، فقد كشف الشعب الإيراني هذه اللعبة بيقظته.
مقاومة تاريخية ضد ديكتاتوريتين
إن التاريخ المعاصر لإيران يشهد على مقاومة الشعب المتواصلة ضد نوعين من الديكتاتورية: الشاه والملالي. ثورة 1979، التي أطاحت بنظام الشاه الديكتاتوري، أظهرت أن الشعب الإيراني لن يقبل العيش تحت نير أي ديكتاتورية، حتى لو كانت شاهنشاهية. لكن بعد ذلك، حلت ديكتاتورية دينية محلها، زادت من القمع والخنق بدلاً من الاستجابة لمطالب الشعب. هذه المقاومة التاريخية، المتجذرة في طموحات الحرية والعدالة، مستمرة حتى اليوم. الشعب الإيراني، بتجربته القيمة في مواجهة الديكتاتوريات السابقة، أكثر تصميمًا من أي وقت مضى على إسقاط النظام الحالي.
شهداء درب الحرية
لقد تلون طريق الحرية في إيران بدماء الشهداء الذين ضحّوا بحياتهم من أجل تحقيق المثل الإنسانية العليا. هؤلاء الشهداء، من أجيال مختلفة ودوافع مشتركة، هم رموز التضحية والشجاعة. لقد حملوا رسالة واضحة ليس فقط لإيران، بل للعالم أجمع: الحرية لها ثمن باهظ، لكن قيمتها لا تُضاهى. كل قطرة دم من هؤلاء الشهداء عززت عزم الشعب الإيراني على مواصلة النضال وأنارت الطريق للأجيال القادمة.
أحد الأسباب الرئيسية لتألق إيران في التحولات العالمية هو وجود بديل سياسي استطاع كسب دعم دولي واسع. هذا البديل، المتجذر في مطالب الشعب الإيراني الحقيقية، لم يُعترف به فقط كقوة سياسية موثوقة، بل كرمز للأمل في مستقبل حر وديمقراطي لإيران. هذا الدعم الدولي، الذي عبر عنه حكومات ومنظمات وشخصيات عالمية بارزة، يعكس الشرعية والقوة التي يتمتع بها هذا البديل في مواجهة النظام الديكتاتوري، وهو بديل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
الديكتاتورية: عائق أمام التقدم والاستجابة
لا يمكن لنظام ديكتاتوري، سواء كان الملالي او الشاه، أن يحل مشاكل الشعب أو يستجيب لمطالبه. العلاقة بين الشعب والديكتاتورية هي علاقة صراع لا يمكن التوفيق بينهما. من يتجاهل هذه الحقيقة لا يفهم واقع إيران. النظام الحالي، بقمعه الاحتجاجات وانتهاكه حقوق الإنسان ونشره الفقر والفساد، أظهر عجزه عن تلبية احتياجات الشعب. هذا العجز زاد من غضب الشعب وعزمه على التغيير.
الشعب الإيراني، بوعيه بتاريخه وتجربته، يميز جيدًا بين الصديق والعدو. لا يريد أن تحل ديكتاتورية دينية محل ديكتاتورية ملكية. مطلبه واضح: القضاء على كل أشكال الديكتاتورية وإقامة نظام ديمقراطي يمثل إرادة الشعب الحقيقية. يريدون إيران عضوًا فاعلاً ومحترمًا في المجتمع الدولي، دولة تسودها حقوق الإنسان والحرية والعدالة.
طريق الخلاص: إسقاط النظام الديكتاتوري
بعد عقود من النضال والتجربة، توصل الشعب الإيراني إلى أن طريق خلاص بلادهم من المأزق الحالي هو إسقاط النظام الديكتاتوري. كما أسقطوا نظام الشاه الديكتاتوري، يسعون اليوم بنفس العزم والإرادة لإسقاط الديكتاتورية الملالي هذا المسار، رغم صعوبته، هو الطريق الوحيد للوصول إلى إيران حرة ومزدهرة وديمقراطية. الشعب الإيراني، بالاعتماد على مقاومته التاريخية وشهداء درب الحرية والدعم الدولي، يتقدم نحو مستقبل مشرق.
إيران اليوم ليست رمزًا للنضال من أجل الحرية والعدالة لشعبها فحسب، بل للعالم أجمع. هذه الأرض، بشعبها الذي يستغل كل فرصة للتعبير عن مطالبه، تقف في قلب التحولات العالمية، ومستقبل مشرق ينتظرها.
رؤية التطورات المتعلقة بإيران
الشعب الإيراني مصمم على إنهاء الديكتاتورية في بلاده. لا شك في انتصارهم. دعم العالم لهذا المطلب هو ضرورة. لقد أثبتت نتائج "الحرب الخارجية ضد النظام"، وكذلك "سياسة المهادنة مع الديكتاتورية الملالي" على مر السنين، أن "الطريق الوحيد لإنهاء الديكتاتورية في إيران" و"إنهاء عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط هو دعم الشعب الإيراني ومقاومته". لقد أعلنت المقاومة الإيرانية هذه الحقيقة مرات عديدة وتؤكد عليها بقوة!
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كويت نيوز
منذ 34 دقائق
- كويت نيوز
برئاسة سمو الشيخ أحمد العبدالله مجلس الوزراء يعقد اجتماعه الأسبوعي
عقد مجلس الوزراء اجتماعه الأسبوعي، اليوم الثلاثاء، برئاسة سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء.


كويت نيوز
منذ 34 دقائق
- كويت نيوز
الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من #اليمن وتسبب في تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق
#عاجل | الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من #اليمن وتسبب في تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق


كويت نيوز
منذ ساعة واحدة
- كويت نيوز
ماليزيا: قمة «آسيان والخليج والصين» نقطة تحول استراتيجية إلى عالم متعدد الأقطاب
قال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم اليوم الثلاثاء أن نجاح قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والصين التي عقدت في كوالالمبور مايو الماضي يعد نقطة تحول استراتيجية في المنطقة إلى عالم متعدد الأقطاب وهي إشارة واضحة إلى استعداد الرابطة لبناء جسور جديدة وإطلاق شراكات قائمة على التعاون الاستراتيجي. وطالب إبراهيم بكلمته في منتدى خطاب السياسة العامة لرابطة (آسيان) ضمن زيارته الرسمية إلى اندونيسيا بأداء دور يتجاوز حجم الرابطة في عالم متعدد الأقطاب وذلك عبر شراكات متنوعة قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك. وأضاف أن الظروف الاقتصادية العالمية الحالية تستوجب توجيه الطاقات نحو الداخل من أجل بناء اقتصاد أكثر تكاملا ومرونة بين الدول الأعضاء لافتا إلى أن سوق (آسيان) الذي يضم 660 مليون نسمة يمتلك إمكانات هائلة يتطلب استغلالها ردم فجوات التنمية وتعزيز الروابط الاقتصادية بشكل أكثر عدلا. واعتبر أن الاقتصاد الرقمي سيكون المحرك الأساسي للمرحلة المقبلة من النمو مؤكدا أن ماليزيا تواصل العمل على إتمام اتفاقية إطار الاقتصاد الرقمي ل-(آسيان) والعمل على تحديث الاتفاقيات التجارية مع شركاء استراتيجيين مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية ما يعكس استعداد (آسيان) لقيادة التحول الرقمي. وفي سياق متصل دعا رئيس الوزراء الماليزي إلى جعل الاستدامة في قلب الأجندة الاقتصادية للمنظمة مؤكدا أن تسريع مشروع شبكة الطاقة بين دول (آسيان) يمثل أولوية كبرى ليس فقط في إطار التحول الأخضر بل أيضا لجذب الاستثمارات وخلق وظائف عالية الجودة وتعزيز أمن الطاقة على المدى البعيد. وأوضح أن الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة تشكل حجر الزاوية في الرؤية المستقبلية ل(آسيان) كونها تمثل أكبر اتفاق تجاري في العالم ما يعزز من دور الرابطة كمحور أساسي للهيكلية الاقتصادية الإقليمية داعيا إلى تمكين الشركات من العمل بثقة ووضوح عبر الحدود. وسلط الضوء على تمكن (آسيان) على مدى نحو ستة عقود من بناء إقليم يسوده الاستقرار والنمو الاقتصادي بفضل قيم الثقة والحوار وبناء التوافق حيث أن هذه القيم لا تزال تمثل ركيزة للاستقرار حتى في وجه التحديات. وذكر رئيس الوزراء الماليزي أن ماليزيا استضافت أمس الاثنين بصفتها رئيس (آسيان) اجتماعا خاصا لقادة كمبوديا وتايلاند بعد تفاقم التوترات الحدودية بين البلدين مؤكدا أن الجلوس إلى طاولة الحوار كان أمرا ضروريا وممكنا رغم خطورة التصعيد. وأضاف أنه تحدث مع رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت والقائم بأعمال رئيس وزراء تايلاند فومتام ويتشاياشاي واستمع إلى وجهات نظرهما وحثهما على التوصل إلى أرضية مشتركة مبينا أن الطرفين وافقا على إيقاف فوري وغير مشروط لإطلاق النار بوساطة ودعم من الولايات المتحدة والصين. واعتبر هذا الاتفاق دليلا ملموسا على نجاح مبادئ (آسيان) القائمة على الثقة والتعاون مؤكدا أهمية الحفاظ على هذه القيم في ظل تحولات إقليمية ودولية متسارعة موضحا أن التشرذم والانقسام في النظام الدولي يتطلبان من الرابطة التمسك بمركزيتها ووحدتها أكثر من أي وقت مضى. وأشار إلى أن العالم اليوم يمر بحالة من التعقيد والتناقض والفوضى نتيجة الصراعات بين القوى الكبرى والمنافسة الجيو-اقتصادية وتآكل التعددية داعيا (آسيان) إلى أن تكون صوت العقل والاعتدال في هذا المشهد. وشدد رئيس الوزراء الماليزي على ضرورة تعزيز التماسك والانسجام بين خطاب (آسيان) وسلوكها السياسي مع الالتزام بمبدأ (زوفان) المعروف بمنطقة السلام والحياد والحرية مؤكدا أهمية تعميق دور (آسيان) في الآليات متعددة الأطراف كقمة شرق آسيا و(آسيان زائد ثلاثة) والمنتدى الإقليمي ل (آسيان) داعيا إلى الشجاعة والبصيرة لرسم مستقبل أفضل للرابطة. يذكر أن رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) تأسست في 8 أغسطس عام 1967 في العاصمة التايلاندية بانكوك بموجب (إعلان بانكوك) وبدأت بخمس دول مؤسسة هي إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلاند والفلبين ثم انضمت لاحقا بروناي في عام 1984 وفيتنام في 1995 ولاوس وميانمار في 1997 وكمبوديا في 1999 ليكتمل بذلك عدد الدول الأعضاء إلى عشر دول. وتهدف الرابطة لتعزيز النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي والتنمية الثقافية إضافة إلى ترسيخ السلام والاستقرار في جنوب شرق آسيا من خلال التعاون البناء والحوار المستمر بين الدول الأعضاء. وتتولى ماليزيا رئاسة (آسيان) لعام 2025 خلفا لإندونيسيا التي ترأستها في عام 2023 فيما من المقرر أن تتسلم الفلبين الرئاسة لعام 2026 وذلك وفق الترتيب الدوري المتبع بين الدول الأعضاء.