logo
الأردن .. موقف ثابت لا تهزّه حملات التشكيك

الأردن .. موقف ثابت لا تهزّه حملات التشكيك

عمونمنذ 5 أيام
في الوقت الذي يتعرض فيه أهلنا في قطاع غزة لأبشع صور العدوان والقتل والتدمير والحصار، تطلّ علينا أصوات مأجورة ومشبوهة، تشنّ حملة ممنهجة للتشكيك بموقف الأردن وقيادته تجاه القضية الفلسطينية، وكأنها تسعى لطمس الحقيقة وتزييف التاريخ، متجاهلة كل ما قدمه الأردن، وما يزال، من دعم سياسي وإنساني وتضحيات لا تُضاهى.
إن الموقف الأردني من القضية الفلسطينية لم يكن يومًا موضع مساومة أو تغيرًا حسب المزاج السياسي أو التحالفات الطارئة. فقد حمل الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني هذه القضية في كل محفل دولي، مدافعًا عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ومحذرًا من الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في المسجد الأقصى وسائر الأراضي المحتلة.
جلالة الملك، بصفته الوصيّ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، لم يتوانَ لحظة عن الدفاع عن المدينة المقدسة، وعن حقوق الفلسطينيين، ورفع صوتهم في وجه آلة الاحتلال. وكان الصوت الأعلى، والأكثر ثباتًا، ضد حكومة الاحتلال المتطرفة وسياساتها الإجرامية خلال اثنين وعشرين شهر.
ومن أراد أدلة على صدق الموقف الأردني، فليعد إلى سجل التاريخ، وليقرأ عن تضحيات الجيش العربي الأردني الذي روى بدمائه الطاهرة أرض فلسطين لا حدودها فحسب، بل مدنها وسهولها وأسوار القدس العتيقة. في معارك باب الواد واللطرون والقدس القديمة سقط الشهداء الأردنيون دفاعًا عن فلسطين، كتفًا إلى كتف مع أبنائها، قبل أن يكون هناك أي ضجيج إعلامي أو حسابات سياسية. تلك التضحيات ليست شعارات، بل قبور شهداء لا تزال شاهدة على الدم الأردني المسفوح في سبيل فلسطين.
أما اليوم، فإن شهادات الفلسطينيين أنفسهم تُكذّب كل الادعاءات المشككة. فقد كان الأردن أول من أرسل المستشفيات الميدانية إلى غزة والضفة الغربية، ولا تزال طواقمه الطبية تقدم الرعاية لضحايا العدوان في أصعب الظروف. كما لم تنقطع المساعدات الأردنية، من غذاء ودواء، رغم الحصار والقيود الإسرائيلية المفروضة على المعابر. ويكفي أن نتذكر الجسر الجوي من الإغاثة الأردنية الذي لم يتوقف منذ بداية العدوان، في وقت صمت فيه كثيرون أو اكتفوا بالشعارات.
وهنا نوجه سؤالاً واضحًا وصريحًا لكل من يشكك أو يتطاول: ماذا قدمتم أنتم لغزة؟ كم شاحنة أرسلتم؟ كم جريحًا عالجتم؟ كم موقفًا تبنيتم في المحافل الدولية دفاعًا عن الحق الفلسطيني؟ هل نكتفي بالصراخ من خلف الشاشات ونتخلى عن المسؤولية بينما الأطفال يموتون تحت الأنقاض؟
وإن كان لدى المشككين في موقف الأردن شجاعة حقيقية، فنقول لهم: اتركوا الشاشات، واهجروا غرف الفنادق الفارهة، وتوجهوا بأنفسكم إلى غزة المحاصرة، وقدموا يد العون لشعبها البطل. الزحف نحو فلسطين لا يكون بالكلام، بل بالفعل. فالتاريخ لا يسجل التغريدات ولا الخطابات المنمقة، بل يسجل من وقف مع الحق ومن تخلى، ومن ضحى ومن تفرّج. فقولوا لنا ماذا قدمتم، وسيقول لكم التاريخ ما عليكم.
القضية الفلسطينية هي مسؤولية عربية وإسلامية وإنسانية مشتركة، وليس من الأخلاق ولا من الوطنية أن نكيل الاتهامات للجهة الوحيدة التي لم تتخلَّ عن القضية يومًا. الأردن لم يساوم ولم يغيّر بوصلته، وسيبقى سندًا للفلسطينيين حتى تتحقق العدالة، لا رغبةً في مكاسب، بل إيمانًا راسخًا بأن أمن فلسطين من أمن الأردن، وأن ما يربط الشعبين أعمق من أن تهزه حملات التحريض أو حملات التشكيك الرخيصة.
ختامًا، نقول لمن يستهدف الأردن وموقفه: لا تعبثوا بثوابتنا، ولا تظنوا أن شعبنا سينجرّ وراء حملات التشكيك. فالأردنيون يعرفون تاريخهم، ويعرفون من معهم ومن عليهم، وستبقى فلسطين في قلب الأردن... كما كانت دومًا.
* أستاذ العلوم السياسية
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القدس تحذّر من مخطط إسرائيلي خطير
القدس تحذّر من مخطط إسرائيلي خطير

صراحة نيوز

timeمنذ 7 ساعات

  • صراحة نيوز

القدس تحذّر من مخطط إسرائيلي خطير

صراحة نيوز – حذّرت محافظة القدس من مخطط تصعيدي خطير دعت إليه منظمات إسرائيلية متطرفة تحت مسمى 'خراب الهيكل'، يهدف إلى اقتحام المسجد الأقصى يوم الأحد المقبل، وفق ما أكده مستشار محافظ القدس، معروف الرفاعي. وأوضح الرفاعي أن هذه الدعوات ليست مجرد تحرك ديني معزول، بل جزء من مشروع استيطاني استعماري يستهدف تقويض الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى وفرض السيادة الاحتلالية عليه بالقوة. وأشار إلى أن هذه الخطوة تُعد خرقًا صارخًا للمواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة التي تؤكد على أن المسجد الأقصى مكان عبادة خالص للمسلمين. وبيّن أن جماعات 'الهيكل' المتطرفة تُصرّ سنويًا على تنفيذ اقتحامات استفزازية، لافتًا إلى أن الأعوام الماضية شهدت إدخال لفائف 'الرثاء'، ورفع العلم الإسرائيلي، وأداء طقوس دينية ورقص وغناء داخل ساحات الأقصى. وأضاف أن التصعيد الحالي يأتي في ظل تحريض غير مسبوق، بعد إصدار وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير تعليمات لشرطة الاحتلال بالسماح للمستوطنين بالغناء والرقص في ساحات المسجد. وأكد الرفاعي أن المسجد الأقصى، بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا، مكان عبادة إسلامي خالص لا يقبل المساومة أو التقسيم، وأن أي محاولة لفرض السيادة الإسرائيلية عليه تشكل انتهاكًا خطيرًا للقوانين الدولية.

النضج الحزبي
النضج الحزبي

وطنا نيوز

timeمنذ 7 ساعات

  • وطنا نيوز

النضج الحزبي

الأستاذة الدكتورة بيتي السقرات / الجامعة الأردنية عضو المكتب السياسي لحزب عزم لا توجد تجربة تبدأ مكتملة منذ الولادة، فكل فكرة سياسية كالكائن الحي تبدأ ضعيفة، وتنمو تدريجيًا لتصبح قوة تُفيد الوطن ومجتمعه. وعندما نتحدث عن التجربة الديمقراطية الأردنية، يجب أن نتعلم من تجارب الآخرين، لنصل أسرع إلى النجاح ونتجنب الوقوع في الأخطاء. النضج لا يُقاس بعدد المنتسبين أو المؤيدين، بل بمدى تقبل المجتمع للتعدد السياسي كفسيفساء وطنية تخدم الإنسان الأردني. التجربة الحزبية الحالية تحمل بوادر أمل، لكنها تحتاج إلى صبر حتى لا تبقى في حالة 'نصف نضج' تُثقل كاهل الوطن بدلًا من أن تكون قوة إصلاح. وقد أكد جلالة الملك عبد الله الثاني -أطال الله في عمره-أن'تنوع الآراء يقوي الأردن طالما يخدم المصلحة العامة'،مشدداً على أن'الأردن ملتزم بالتعددية السياسية والإعلامية، وتاريخه يشهد أنه لم يكن يوماً دولة قمع، ولن يكون كذلك.' وفي الورقة النقاشية الثالثة، أكد جلالته أهمية مشاركة المواطن بشكل بناء، وضرورة ترك التذمر جانباً، معتبراً هذه الرؤية حبل نجاة للتجربة الديمقراطية الناشئة. وشدد على دور الأحزاب في تمثيل المواطنين، وتشكيل الوعي السياسي، والمشاركة في صنع القرار، إضافة إلى أهمية الحوار والتواصل بين جميع الأطراف لتحقيق التوافق الوطني. التجربة تحتاج إلى وقت لتتبلور الأحزاب الحقيقية القادرة على الاستمرار وملء الفراغ الذي قد ينشأ عن غياب تيار يميني وطني مؤسس. ورغم التحديات مثل ضعف ثقافة الانتساب، وغياب البرامج الواقعية، ومحدودية التمويل، إلا أن هناك نماذج واعدة مثل حزب 'عزم'، الذي يقدم رؤية وسطية إصلاحية ويعمل على تأسيس قاعدة حزبية متينة تضم كفاءات شابة في مختلف المحافظات، بعيداً عن الشعارات التقليدية وببرامج واضحة. إن مشاركة الشباب في العمل الحزبي ليست ترفاً، بل ضرورة وطنية، فهم الأكثر قدرة على التفاعل مع التغيرات الاجتماعية والرقمية، وهم الوقود الذي سيُعيد دماء جديدة للحياة السياسية. وبناء أحزاب قوية ومبنية على برامج حقيقية يتطلب تمكين الشباب من تمثيل جيلهم والمساهمة في صياغة السياسات الوطنية، وهو ما أكد عليه جلالة الملك مراراً بدعوة لتوفير بيئة مناسبة لمشاركتهم الفاعلة. الخير قادم بإذن الله.

تحضيراً لعدوان "ذكرى خراب الهيكل": شرطة الاحتلال ترحب بالمقتحمين وتصفهم بالـ"حجاج"! #عاجل
تحضيراً لعدوان "ذكرى خراب الهيكل": شرطة الاحتلال ترحب بالمقتحمين وتصفهم بالـ"حجاج"! #عاجل

جو 24

timeمنذ 9 ساعات

  • جو 24

تحضيراً لعدوان "ذكرى خراب الهيكل": شرطة الاحتلال ترحب بالمقتحمين وتصفهم بالـ"حجاج"! #عاجل

جو 24 : أرسل قائد منطقة البلدة القديمة، والمسماة "منطقة ديفيد" لدى شرطة الاحتلال في القدس، رسالة طمأنة وتشجيع إلى اتحاد منظمات الهيكل، رحب خلالها بتوافد المقتحمين وتعهد بتأمينهم وتوفير كافة التسهيلات لاقتحامهم، متعهداً بالسماح بدخول فوج من المقتحمين كل 10 دقائق، بواقع ستة أفواج متزامنة داخل الأقصى في الوقت ذاته. وبناء على التعليمات السابقة التي أشرف عليها وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير في الذكرى العبرية لاحتلال القدس في شهر 6-2024 برفع عدد المقتحمين في كل فوج إلى 200؛ فإن هذا التعهد سيعني السماح بتواجد 1,200 من المقتحمين داخل المسجد الأقصى في اللحظة الواحدة، وهو ما يزيد بالتأكيد على عدد الحراس وموظفي الأوقاف والأفراد من المصلين الذين يتمكنون من دخول المسجد الأقصى تحت سيف أطواق الحصار وتحديد الأعمار والإبعاد المفروضة جميعاً على المصلين في الأقصى، والتي يجري تشديدها خلال أيام العدوان الصهيوني عليه. في الوقت ذاته حملت هذه الرسالة الموجهة من المقدم في شرطة الاحتلال دفير تميم، حملت تعريفاً للمقتحمين كـ"حجاج" ما يعني أنهم يقتحمون الأقصى لأغراض دينية وهو ما يعني اعتراف شرطة الاحتلال بطقوسهم وصلواتهم وتعهدها الرسمي بتأمينها داخل المسجد الأقصى. كما كرست الرسالة اعتراف شرطة الاحتلال باتحاد منظمات الهيكل باعتباره الجهة التي تدير الحضور اليهودي في المسجد الأقصى من خلال مخاطبته لتحديد إجراءات دخول المقتحمين، وهو ما يعني أن شرطة الاحتلال باتت ترى في نفسها الإدارة الرسمية الفعلية للمسجد الأقصى، والتي تتولى التنسيق مع جهتين للعبادة في المسجد: الأولى هي اتحاد منظمات الهيكل لتنظيم الحضور اليهودي في المسجد، والثانية هي الأوقاف الإسلامية لتنظيم الحضور الإسلامي فيه، في تهميش إضافي لمكانة الأوقاف الأردنية ومركزها في الأقصى، رغم أن الأصل أنها صاحبة الحق الحصري والوحيد في إدارة جميع شؤون المسجد الأقصى. تابعو الأردن 24 على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store