
عرض فيلم "Memento" للمخرج كريستوفر نولان في السينما السعودية
وسوف يُعرض الفيلم مجددًا في صالات السينما في السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت ولبنان ومصر والبحرين وقطر وسلطنة عُمان، ابتداءً من 19 يونيو، إلا أن العرض في السعودية له دلالة خاصة: إذ إنها المرة الأولى التي يُعرض فيها الفيلم في صالات السينما داخل المملكة، حيث لم تكن العروض السينمائية متاحة عند إصدار الفيلم الأصلي عام 2000.
ويعتبر "Memento" فيلمًا كلاسيكيًا شهيرًا أعاد تعريف السرد غير الخطي، حيث يتبع قصة رجل يُعاني من فقدان الذاكرة قصيرة الأمد، بينما يحاول تعقّب قاتل زوجته، ويتم حكي هذه القصة بشكل معكوس، من ناحية البناء ومن الناحية النفسية أيضًا.
وقد حصل نولان عن هذا الفيلم على أول ترشيح له لجائزة الأوسكار، وحقق الفيلم أكثر من 40 مليون دولار عالميًا بميزانية متواضعة قدرها 9 ملايين دولار.
وبعد أكثر من عقدين، ما زال الفيلم هو أحد أكثر أعمال نولان إثارة للنقاش والتحليل، ويُعتبر درسًا متقدمًا في فن السرد السينمائي والتلاعب الإدراكي بالمشاهد.
ويأتي إعادة إطلاق الفيلم ضمن مبادرات فرونت رو المستمرة لإعادة تقديم علامات فارقة من السينما الحديثة لجماهير جديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فعلى مدى العامين الماضيين، أعادت الشركة توزيع مجموعة واسعة من الأعمال الكلاسيكية المعاصرة، بما في ذلك Leon: The Professional، وThe Fifth Element، وSpirited Away، وHowl's Moving Castle، وCity of God؛ وهي أفلام لا يزال لها صدى قوي لدى الأجيال الشابة التي تكتشفها للمرة الأولى.
وبذلك ينضم "Memento" إلى هذه القائمة ليس كعرضٍ نوستالجي، بل كجزء من احتفال أوسع بالسينما التي يقودها مخرجون أصحاب رؤية فنية مميزة وسرد قصصي خالد.
وتأتي هذه الخطوة تعزيزًا لالتزام فرونت رو بدعم صُنّاع الأفلام الطموحين في المنطقة. وقد حظي "Memento" عند إطلاقه الأصلي بإشادة نقدية واسعة، ويحتفظ حاليًا بنسبة تقييم 93% على موقع Rotten Tomatoes، كما يُصنّف ضمن قائمة أفضل 50 فيلمًا في التاريخ ضمن قائمة IMDb لأفضل 250 فيلمًا بحسب تصويت الجمهور.
وقد شهد جمهور نولان في السعودية نموًا هائلًا خلال العقد الماضي، حيث تواصل أفلامه تحقيق نجاحات كبيرة على شباك التذاكر، وتلقى أفلامه المعاد عرضها إقبالًا ملحوظًا، حيث حقق فيلم Oppenheimer إيرادات تجاوزت 11.8 مليون دولار في السعودية و7.9 مليون دولار في الإمارات، ليحتل مرتبة ضمن أعلى ثلاثة أفلام تحقيقًا للإيرادات في عام 2023 في كلا البلدين.
كما حقق إعادة إصدار فيلم Interstellar بمناسبة الذكرى العاشرة إيرادات بلغت 1.7 مليون دولار في السعودية وحدها، وعاد إلى صالات السينما عدة مرات استجابةً لطلب الجمهور، كذلك شهد فيلم Inception إعادة عرض ناجحة إقليميًا، ما يعكس الشعبية المستمرة لنولان في الشرق الأوسط.
ومع اقتراب عرض Memento في صالات السينما السعودية للمرة الأولى، تُعد هذه المناسبة فرصة فريدة للجمهور المحلي لاختبار الفيلم كما كان الهدف منه من البداية: داخل صالة مظلمة، بانغماسٍ كامل، حيث يفككون اللغز مشهدًا تلو الآخر.
ملخص الفيلم: محقق تأمين سابق يعاني من فقدان الذاكرة قصيرة الأمد يستخدم الملاحظات والوشوم لتعقّب قاتل زوجته.
والعمل صدر في 19 يونيو ، ومن اخراج كريستوفر نولان و بطولة: غاي بيرس، كاري آن موس، جو بانتوليانو
تأسست شركة فرونت رو فيلمد إنترتينمنت عام 2003 ويقع مقرها الرئيسي في دبي، تُعد من أبرز شركات توزيع وإنتاج الأفلام المستقلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتشتهر بتقديم أفلام نالت إشادة نقدية ونجاحًا تجاريًا عبر المنصات السينمائية والرقمية والتلفزيونية.
لطالما دعمت فرونت رو الأفلام الجريئة التي يقودها مخرجون أصحاب رؤى فنية، كما عملت كموزّع إقليمي رئيسي لأهم الأفلام السينمائية العالمية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المركزية
منذ 8 ساعات
- المركزية
وزير الثقافة أعلن عودة فعالية "ليلة المتاحف" في 29 الجاري
أعلن وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم، في مقر المكتبة الوطنية، في حضور مديري المتاحف، "عودة فعالية ليلة المتاحف في 29 من الجاري، بدءا من السابعة مساء حتى الحادية عشرة ليلا، بعد أن حجبت عن الجمهور لسنوات". وقال سلامة: "من دواعي سروري أن أعلن عودة الوزارة تجربة أثبتت نجاحها، إلا أن ظروفا استثنائية حجبتها عنا ولأسباب يعرفها الجميع منها الكوفيد والانهيار المالي. واليوم، تعود فعالية ليلة المتاحف إلى الحياة، ولا أخفي أمرا أن ذلك تطلب جهودا حثيثة من الوزارة ومشاركة من عدد من المؤسسات الداعمة، لا سيما مصلحة النقل المشترك، التي ستؤمن الانتقال المجاني لكل الزوار من المتاحف المدرجة للزيارة وإلى أي منها". أضاف: "نأمل من كل المواطنين مواكبتنا، بدءا من المتحف الوطني، مرورا ببقية المتاحف، مع الإشارة إلى أن في كل متحف هناك مرشدا ثقافيا يعنى بتقديم الشروح والرد على استفسارات الزوار". وأعلن أن "ليلة المتاحف ستكون في 29 من الشهر الجاري، من السابعة مساء حتى الحادية عشرة ليلا، حتى يتمكن اكبر عدد ممكن من المواطنين، لا سيما الشباب، من زيارة أكبر عدد ممكن من المتاحف، والتنقل بينها على ان تكون نقطة الانطلاق المركزية من أمام المتحف الوطني". وقال: "إن المتاحف التي تشارك في هذه الفعالية: بيروت: المتحف الوطني في بيروت، متحف سرسق، متحف الجامعة الأميركية في بيروت الأثري، متحف الجيولوجيا في الجامعة الأميركية في بيروت، متحف المعادن – جامعة القديس يوسف، متحف ما قبل التاريخ – جامعة القديس يوسف، متحف المكتبة الشرقية، متحف بنك لبنان، المعهد الفرنسي في لبنان – معرض للفنان سيرج بلوخ، فيلا عودة – مجموعة فسيفساء خاصة، وجناح نهاد السعيد. جونيه: متحف جامعة الروح القدس الكسليك. جبيل: متحف آرام بيزيكيان لأيتام الإبادة الجماعية الأرمنية، متحف موقع جبيل – المديرية العامة للآثار، ذاكرة الزمن – متحف الحفريات البحرية، مؤسسة بيبي عابد، متحفMACAM، والجامعة اللبنانية الأميركية – مؤسسة لويس قرداحي. طرابلس: متحف قلعة سان جيل – المديرية العامة للآثار". وتمنى "أن يكون هناك المزيد من المتاحف في السنة المقبلة"، وقال: "نحن نحضر لمن سيخلفنا في الوزارة لادخال متاحف جديدة ضمن هذه الفعالية، فالوزارة تعمل حاليا على بناء عدد من المتاحف، ولست متأكدا أنها ستكون جاهزة العام المقبل". أضاف: "في العامين المقبلين، سيكون هناك متحف اثري كبير في صور، فنحن على بعد أقل من عام، وسيتم استكماله. وفي صيدا، بعد توقف سنوات سنبدأ العمل في متحف صيدا الأثري، الذي انفق عليه ما يقارب الـ6 ملايين دولار حتى الساعة، ونحن نبحث عن هبة لاستكماله. قد يحتاج هذا المتحف إلى عامين لانتهاء العمل فيه". وتحدث عن "مشروع إنشاء متحف أكبر في جبيل، حيث حصلت اكتشافات اثرية في غاية الاهمية في العامين الماضيين، ونريد ان نسلط الضوء عليها أكثر فأكثر"، وقال: "إذا، إن عدد المتاحف كبير هذا العام، ونتمنى أن نشهد في العامين المقبلين المزيد من المتاحف في كل المدن الأثرية في لبنان". حوار وردا على سؤال عن "إمكان تطبيق الشراكة بين القطاع الخاص وبعض المتاحف، إذ أثبتت نجاحها في المتحف الوطني"، أجاب سلامة: "نعم، إنها تجربة ناجحة وسنعممها، نحن لا يمكننا أن نضغط على القطاع الخاص، بل نشجعه للمساهمة. وكما تعلمون، فمالية الدولة حالها صعبة، ولا يمكن تطوير قطاع المتاحف من دون الحصول على هبات خارجية". وأوضح أن "التوجه لإشراك القطاع الخاص وارد. كما أن التوجه لإعادة النظر في سعر بطاقات دخول المتاحف وارد أيضا، وكذلك التوجه نحو تكرار ليلة المتاحف خلال العام"، لافتا إلى أن "الوزارة تعمل على كل هذا، وهي في صدد التعاون مع متاحف عالمية، لكن من ناحية ثانية، فهي تعمل على تأهيل المكتبات العامة في مختلف المناطق اللبنانية"، وقال: "هناك حوالى 80 مكتبة لزيارة متاحف العالم افتراضيا، وتمكن الشباب اللبناني من زيارتها، وهو في قريته". وعما إذا سببت الحرب الأخيرة أضرارا محددة في المتاحف في مناطق محددة وأيضا في المواقع الاثرية، قال: "ليس في المتاحف، ولكن هذه الحرب تزيد في تعثرنا المالي من حيث إعادة الاعمار في لبنان. وفق تقديرات البنك الدولي، فإن الكلفة تبلغ 11 مليار دولار أميركي". وأشار إلى أن "الدمار الذي تسببته به الحرب الاخيرة على لبنان حصل في وقت صعب اقليميا"، لافتا إلى "الدمار الشامل في غزة، حيث اعادة الاعمار تبلغ كلفتها بين 70 و80 مليار دولار أميركي". أضاف: "في ما يتعلق بالمواقع الأثرية، فالضرر الأساسي حصل في "شمع"، وهو موقع قريب من صور، ومهم نظرا إلى طابعه الديني. في الموقع مقام زرته شخصيا فور تسلمي الوزارة، وهذا الموقع يعد الأكثر تضررا. يتألف المقام من 4 قبب جميلة، وقبة واحدة فيه دمرت، وفي استطاعة المديرية العامة للآثار إعادة ترميمها". وأشار إلى أن "هذا المقام موجود داخل القلعة، التي دمرت في شكل كامل وتتطلب ميزانية مالية عالية ووقتا لإعادة بنائها"، آسفا لأن "هذا الدمار لم يكن نتيجة قصف عن بعد، بل جاء نتيجة تخريب بفعل وجود كتيبة عسكرية معادية داخل الموقع ودمرته". وعن إعادة ترميم مبنى المنشية، الذي تم تدميره في الحرب الأخيرة، قال: "هناك قرار بذلك، فالمبالغ التي تتطلبها مشاريع مماثلة كبيرة جدا، ولكن لن يوقفنا غياب المال، ولن توقفنا الصعوبات التي تواجهها مالية الدولة، الآن وفي السنوات المقبلة. إن بناء المتاحف يجب ألا يكون قبل اعادة بناء مساكن الناس او المستوصفات او المستشفيات، لكننا نصر على الاستمرار في العمل وإعادة بناء المتاحف الجديدة، لا سيما في بعلبك وجبيل، وقبل ذلك الانتهاء من بناء متحفي صور وصيدا اللذين أنفق عليهما حتى الساعة اكثر من 12 ملايين دولار، فيجب الانتهاء منهما في أسرع وقت لكي نبدأ بالتفكير بمتاحف أخرى. لقد سررت بذلك، إذ في داخل قلعة طرابلس متحف جيد يمكن ترقيته بقطع أخرى، ولامركزية المتاحف هي قيد التحقيق". وعن إمكان أن تكون المتاحف دامجة أي مجهزة لذوي الحاجات الخاصة سواء أكان في الحركة أم في السمع، فقال: "أسسنا منذ 22 عاما هيئة عليا للمتاحف، ولديها مراسيم لم يتم تطبيقها. وقبل مغادرتي منصبي بعد اشهر، أتعهد تحريك هذه الهيئة، ووظيفتها الاولى أن تقول ما هو المتحف الحقيقي والمتحف المزعوم؟ ما هي الشروط الحقيقية لاعتبار المتحف متحفا حقيقيا؟ فلا يسمى كل من لديه شرفة قديمة بمتحف". أضاف: "الآن، بفضل المعدات الالكترونية الحديثة، سنحاول الحصول على التجهيزات الضرورية البصرية والسمعية التي تساعد ذوي الصعوبات في السنوات المقبلة". وختم: "نريد رفع المتاحف الى المستوى العالمي الذي وصلنا اليه، وأن يصبح المتحف مكانا يذهب اليه المواطن بصورة طبيعية من دون أن يقصده، فهذا ما اعتدت اليه في المدن التي عشت فيها، حيث كنت أخصص نصف يوم في الشهر لزيارة المتاحف. نريد أن يصبح دخول المتاحف أمرا عاديا، وهذا الأمر مهم بالنسبة إلى المدارس، فالمشهد الأفضل في متحف بيروت الوطني رؤية صفوف عدة من طلاب المدارس تزور المتحف".


التحري
منذ 10 ساعات
- التحري
الوزير يعلن عودة فعالية 'ليلة المتاحف
أعلن وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم، في مقر المكتبة الوطنية، في حضور مديري المتاحف، 'عودة فعالية ليلة المتاحف في 29 من الجاري، بدءا من السابعة مساء حتى الحادية عشرة ليلا، بعد أن حجبت عن الجمهور لسنوات'. وقال سلامة: 'من دواعي سروري أن أعلن عودة الوزارة تجربة أثبتت نجاحها، إلا أن ظروفا استثنائية حجبتها عنا ولأسباب يعرفها الجميع منها الكوفيد والانهيار المالي. واليوم، تعود فعالية ليلة المتاحف إلى الحياة، ولا أخفي أمرا أن ذلك تطلب جهودا حثيثة من الوزارة ومشاركة من عدد من المؤسسات الداعمة، لا سيما مصلحة النقل المشترك، التي ستؤمن الانتقال المجاني لكل الزوار من المتاحف المدرجة للزيارة وإلى أي منها'. أضاف: 'نأمل من كل المواطنين مواكبتنا، بدءا من المتحف الوطني، مرورا ببقية المتاحف، مع الإشارة إلى أن في كل متحف هناك مرشدا ثقافيا يعنى بتقديم الشروح والرد على استفسارات الزوار'. وأعلن أن 'ليلة المتاحف ستكون في 29 من الشهر الجاري، من السابعة مساء حتى الحادية عشرة ليلا، حتى يتمكن اكبر عدد ممكن من المواطنين، لا سيما الشباب، من زيارة أكبر عدد ممكن من المتاحف، والتنقل بينها على ان تكون نقطة الانطلاق المركزية من أمام المتحف الوطني'. وقال: 'إن المتاحف التي تشارك في هذه الفعالية: بيروت: المتحف الوطني في بيروت، متحف سرسق، متحف الجامعة الأميركية في بيروت الأثري، متحف الجيولوجيا في الجامعة الأميركية في بيروت، متحف المعادن – جامعة القديس يوسف، متحف ما قبل التاريخ – جامعة القديس يوسف، متحف المكتبة الشرقية، متحف بنك لبنان، المعهد الفرنسي في لبنان – معرض للفنان سيرج بلوخ، فيلا عودة – مجموعة فسيفساء خاصة، وجناح نهاد السعيد. جونيه: متحف جامعة الروح القدس الكسليك. جبيل: متحف آرام بيزيكيان لأيتام الإبادة الجماعية الأرمنية، متحف موقع جبيل – المديرية العامة للآثار، ذاكرة الزمن – متحف الحفريات البحرية، مؤسسة بيبي عابد، متحفMACAM، والجامعة اللبنانية الأميركية – مؤسسة لويس قرداحي. طرابلس: متحف قلعة سان جيل – المديرية العامة للآثار'. وتمنى 'أن يكون هناك المزيد من المتاحف في السنة المقبلة'، وقال: 'نحن نحضر لمن سيخلفنا في الوزارة لادخال متاحف جديدة ضمن هذه الفعالية، فالوزارة تعمل حاليا على بناء عدد من المتاحف، ولست متأكدا أنها ستكون جاهزة العام المقبل'. أضاف: 'في العامين المقبلين، سيكون هناك متحف اثري كبير في صور، فنحن على بعد أقل من عام، وسيتم استكماله. وفي صيدا، بعد توقف سنوات سنبدأ العمل في متحف صيدا الأثري، الذي انفق عليه ما يقارب الـ6 ملايين دولار حتى الساعة، ونحن نبحث عن هبة لاستكماله. قد يحتاج هذا المتحف إلى عامين لانتهاء العمل فيه'. وتحدث عن 'مشروع إنشاء متحف أكبر في جبيل، حيث حصلت اكتشافات اثرية في غاية الاهمية في العامين الماضيين، ونريد ان نسلط الضوء عليها أكثر فأكثر'، وقال: 'إذا، إن عدد المتاحف كبير هذا العام، ونتمنى أن نشهد في العامين المقبلين المزيد من المتاحف في كل المدن الأثرية في لبنان'. وردا على سؤال عن 'إمكان تطبيق الشراكة بين القطاع الخاص وبعض المتاحف، إذ أثبتت نجاحها في المتحف الوطني'، أجاب سلامة: 'نعم، إنها تجربة ناجحة وسنعممها، نحن لا يمكننا أن نضغط على القطاع الخاص، بل نشجعه للمساهمة. وكما تعلمون، فمالية الدولة حالها صعبة، ولا يمكن تطوير قطاع المتاحف من دون الحصول على هبات خارجية'. وأوضح أن 'التوجه لإشراك القطاع الخاص وارد. كما أن التوجه لإعادة النظر في سعر بطاقات دخول المتاحف وارد أيضا، وكذلك التوجه نحو تكرار ليلة المتاحف خلال العام'، لافتا إلى أن 'الوزارة تعمل على كل هذا، وهي في صدد التعاون مع متاحف عالمية، لكن من ناحية ثانية، فهي تعمل على تأهيل المكتبات العامة في مختلف المناطق اللبنانية'، وقال: 'هناك حوالى 80 مكتبة لزيارة متاحف العالم افتراضيا، وتمكن الشباب اللبناني من زيارتها، وهو في قريته'. وعما إذا سببت الحرب الأخيرة أضرارا محددة في المتاحف في مناطق محددة وأيضا في المواقع الاثرية، قال: 'ليس في المتاحف، ولكن هذه الحرب تزيد في تعثرنا المالي من حيث إعادة الاعمار في لبنان. وفق تقديرات البنك الدولي، فإن الكلفة تبلغ 11 مليار دولار أميركي'. وأشار إلى أن 'الدمار الذي تسببته به الحرب الاخيرة على لبنان حصل في وقت صعب اقليميا'، لافتا إلى 'الدمار الشامل في غزة، حيث اعادة الاعمار تبلغ كلفتها بين 70 و80 مليار دولار أميركي'. أضاف: 'في ما يتعلق بالمواقع الأثرية، فالضرر الأساسي حصل في 'شمع'، وهو موقع قريب من صور، ومهم نظرا إلى طابعه الديني. في الموقع مقام زرته شخصيا فور تسلمي الوزارة، وهذا الموقع يعد الأكثر تضررا. يتألف المقام من 4 قبب جميلة، وقبة واحدة فيه دمرت، وفي استطاعة المديرية العامة للآثار إعادة ترميمها'. وأشار إلى أن 'هذا المقام موجود داخل القلعة، التي دمرت في شكل كامل وتتطلب ميزانية مالية عالية ووقتا لإعادة بنائها'، آسفا لأن 'هذا الدمار لم يكن نتيجة قصف عن بعد، بل جاء نتيجة تخريب بفعل وجود كتيبة عسكرية معادية داخل الموقع ودمرته'. وعن إعادة ترميم مبنى المنشية، الذي تم تدميره في الحرب الأخيرة، قال: 'هناك قرار بذلك، فالمبالغ التي تتطلبها مشاريع مماثلة كبيرة جدا، ولكن لن يوقفنا غياب المال، ولن توقفنا الصعوبات التي تواجهها مالية الدولة، الآن وفي السنوات المقبلة. إن بناء المتاحف يجب ألا يكون قبل اعادة بناء مساكن الناس او المستوصفات او المستشفيات، لكننا نصر على الاستمرار في العمل وإعادة بناء المتاحف الجديدة، لا سيما في بعلبك وجبيل، وقبل ذلك الانتهاء من بناء متحفي صور وصيدا اللذين أنفق عليهما حتى الساعة اكثر من 12 ملايين دولار، فيجب الانتهاء منهما في أسرع وقت لكي نبدأ بالتفكير بمتاحف أخرى. لقد سررت بذلك، إذ في داخل قلعة طرابلس متحف جيد يمكن ترقيته بقطع أخرى، ولامركزية المتاحف هي قيد التحقيق'. وعن إمكان أن تكون المتاحف دامجة أي مجهزة لذوي الحاجات الخاصة سواء أكان في الحركة أم في السمع، فقال: 'أسسنا منذ 22 عاما هيئة عليا للمتاحف، ولديها مراسيم لم يتم تطبيقها. وقبل مغادرتي منصبي بعد اشهر، أتعهد تحريك هذه الهيئة، ووظيفتها الاولى أن تقول ما هو المتحف الحقيقي والمتحف المزعوم؟ ما هي الشروط الحقيقية لاعتبار المتحف متحفا حقيقيا؟ فلا يسمى كل من لديه شرفة قديمة بمتحف'. أضاف: 'الآن، بفضل المعدات الالكترونية الحديثة، سنحاول الحصول على التجهيزات الضرورية البصرية والسمعية التي تساعد ذوي الصعوبات في السنوات المقبلة'. وختم: 'نريد رفع المتاحف الى المستوى العالمي الذي وصلنا اليه، وأن يصبح المتحف مكانا يذهب اليه المواطن بصورة طبيعية من دون أن يقصده، فهذا ما اعتدت اليه في المدن التي عشت فيها، حيث كنت أخصص نصف يوم في الشهر لزيارة المتاحف. نريد أن يصبح دخول المتاحف أمرا عاديا، وهذا الأمر مهم بالنسبة إلى المدارس، فالمشهد الأفضل في متحف بيروت الوطني رؤية صفوف عدة من طلاب المدارس تزور المتحف'.


ليبانون 24
منذ 12 ساعات
- ليبانون 24
عودة "ليلة المتاحف": مبادرة لإحياء الحياة الثقافية
أعلن وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر المكتبة الوطنية بحضور عدد من مديري المتاحف، عن عودة فعالية "ليلة المتاحف" في التاسع والعشرين من تموز الجاري، من الساعة السابعة مساءً حتى الحادية عشرة ليلًا، بعد انقطاع دام لسنوات بسبب ظروف استثنائية من بينها جائحة كوفيد والانهيار المالي. وأكد سلامة أن الفعالية تعود هذا العام بعد جهود كبيرة بذلتها الوزارة، وبدعم عدد من المؤسسات، أبرزها مصلحة النقل المشترك التي ستؤمن انتقالًا مجانيًا للزوار بين المتاحف المشاركة. وستشارك في هذه الليلة مجموعة واسعة من المتاحف في بيروت وجونية وجبيل وطرابلس، من بينها المتحف الوطني ، متحف سرسق، متحف الجامعة الأميركية الأثري، متحف المعادن ومتحف المكتبة الشرقية، إضافة إلى متحف قلعة سان جيل في طرابلس ومتاحف خاصة وأكاديمية أخرى. وستتوفر في كل متحف فرق متخصصة للإرشاد الثقافي وشرح المعروضات. وأشار سلامة إلى أن المتحف الوطني سيكون نقطة الانطلاق المركزية، داعيًا المواطنين إلى مواكبة هذه المبادرة الثقافية والانخراط في الحياة المتحفية. كما كشف عن مشاريع مستقبلية لإنشاء أو استكمال عدد من المتاحف، أبرزها متحف أثري كبير في صور سيُنجز خلال عام تقريبًا، واستئناف العمل في متحف صيدا الأثري الذي كان قد توقف سابقًا رغم صرف نحو 6 ملايين دولار عليه، إضافة إلى مشروع تطوير متحف في جبيل يسلّط الضوء على الاكتشافات الأثرية الحديثة. وفيما خصّ الشراكة مع القطاع الخاص، أكد الوزير أنها نموذج ناجح سيُعمم، مشيرًا إلى محدودية الموارد العامة والحاجة الماسة إلى دعم خارجي وهبات لتطوير قطاع المتاحف. كما أشار إلى نية الوزارة إعادة النظر في تسعيرة بطاقات الدخول، والتوجه نحو تكرار فعالية "ليلة المتاحف" أكثر من مرة سنويًا، فضلًا عن توسيع التعاون مع متاحف عالمية وتطوير شبكات المكتبات العامة في لبنان ، لتتيح للزوار، خاصة في المناطق، فرصة زيارة المتاحف العالمية افتراضيًا. وردًا على سؤال حول الأضرار التي تسببت بها الحرب الأخيرة، أوضح أن المتاحف لم تتعرض لدمار مباشر، لكن الأثر البالغ كان في موقع "شمع" الأثري قرب صور، حيث دُمّرت قبة من المقام الديني التاريخي وتضررت القلعة المجاورة بشكل كامل نتيجة تخريب مباشر أثناء الوجود العسكري، ما يتطلب ميزانيات مرتفعة لإعادة الترميم. وتطرّق أيضًا إلى أهمية جعل المتاحف دامجة ومهيأة لذوي الحاجات الخاصة، واعدًا بتحريك الهيئة العليا للمتاحف التي أُسست قبل 22 عامًا ولم تُفعّل، ومشدّدًا على ضرورة وضع معايير واضحة لتمييز المتاحف الحقيقية عن غيرها. كما أشار إلى أن الوزارة تسعى إلى استثمار التكنولوجيات الحديثة لتأمين تجهيزات بصرية وسمعية تساعد أصحاب الاحتياجات الخاصة على التفاعل مع محتوى المتاحف. وختم الوزير بتأكيد التزامه برفع مستوى المتاحف في لبنان إلى المعايير العالمية، قائلاً إن الهدف هو جعل زيارة المتحف فعلًا اعتياديًا في حياة الناس، لا حدثًا موسميًا. وأكد على أهمية إدماج الطلاب في هذه الثقافة منذ الصغر، مشيدًا بمشاهد الصفوف المدرسية في المتحف الوطني كدليل حي على هذا الطموح.