
مشروع الاستثمار… وجيش الاحتراف الكاذب!
عبدالعزيز المازري
مشروع الاستثمار… وجيش الاحتراف الكاذب!
ثلاثة أعوام مضت، خُدعت فيها جماهير الهلال تحت لافتة 'مشروع السمراء'، فيما الحقيقة تقول إننا فقدنا السمراء، وضيعنا الهوية، وتحوّل الهلال إلى حقل تجارب لمواهب الأكاديميات وأوراق الوكلاء!
فحين فاز الهلال بثلاثية على الأهلي القاهري، لم يكن في صفوفه سوى ربع هذا العدد من الأجانب. وحين انهزم أمام الأهلي في السنوات الأخيرة، وتكرر خروجه على يده، كان ذلك بيد 'المشروع' نفسه، تحت إدارة فلوران وبقيادة العليقي، وسط تكديس الأسماء، وتغييب الهوية، وتجميل الفشل بسرديات الاستثمار.
**ولم تكن الهزيمة أمام الأهلي سوى واحدة من كوارث المشروع، فقد خسر الفريق أيضًا برباعية موجعة أمام مازيمبي الكنغولي، في فضيحة كروية ابتلعناها يومها لأن الهلال كان في خضم المنافسة… فمرّت دون صراخ!**
وفي كل مرة كان الهلال يُقصى ويُهان، تُغلف الهزيمة بعبارات الشكر، وتُمنح فلوران شهادات الامتياز، وكأن الفريق أحرز اللقب لا أنه غادر باكرًا، وكأننا نُكرّم الفشل ليبقى، لا لنُصحّح خطيئة عمرها ثلاث سنوات!
**وهنا نسأل بوضوح: هل كان فلوران يعمل مجانًا؟
ألم يحضر إلى بورتسودان خصيصًا لاستلام مستحقاته المالية؟
أم أنه تركها احترامًا لأخلاقه… وتقديرًا لظروف الحرب؟
هذا تضليل مفضوح… فالرجل أخذ حقه كاملاً، ورحل بلا إنجاز، وترك وراءه فريقًا محطمًا!**
أما خالد بخيت، فقد كان مساعدًا لفلوران، وحين سقط المشروع، منحه المجلس الثقة لقيادة الفريق في بطولة النخبة السودانية. وهو ابن من أبناء الهلال، يعرف الدروب، ويشعر بالحرقة، ويتحمّل مسؤولية لم يصنعها، لكنه قَبِل بها، مدفوعًا بانتمائه لا بمصالحه، وورث فريقًا منهارًا نفسيًا ومعنويًا، وسط إدارة مرتبكة، وفكر رياضي متكلس، ورئيس قطاع رياضي يظن أن الهلال يُدار من كراسته الخاصة.
بطولة النخبة لم تكن لتنجو من هذا التخبط، لكنها على الأقل أعادت فتح ملف غياب المجلس الإداري، وجاءت الاستجابة سريعًا، فعاد عوض طارة وانضم للبعثة بعد أن كتبنا بالأمس صراحة أن الهلال بلا مجلس. ورافقه أمين المال، وبدأ التحرك بزيارة رموز الهلال والتواجد مع الفريق بعد أول انتصار. خطوة محمودة، لكنها متأخرة، والأهم أن لا تكون موسمية كالعادة!
فبطولة النخبة ليست مجرد مسابقة، بل 'بطولة الهلال'، لأن الخصم الأكبر فيها هو الاتحاد نفسه، الذي فصلها وخاطها على أندية بعينها، وزيّنها بالمحاباة، وها نحن نرى منذ البداية تحكيمًا هزيلًا وهدفًا مشكوكًا في صحته أمام أهلي مدني، الفريق الذي صرّح مدربه ومحبوه صراحة أنهم لا يخشون شيئًا سوى 'التحكيم'… وها هي البوادر تبرهن على صدقهم!
أما الهلال، فالمجلس لم يقدر حتى اللحظة على اختيار مدرب جديد. رئيس القطاع يُصر على فرض رؤيته، كأن الهلال ملكٌ شخصي له، بعد أن ترك له الحبل على الغارب ثلاث سنوات كاملة، لم يجنِ الهلال فيها إلا التراجع والعجز الفني، وكأننا ندور في نفس الدائرة التي دار فيها المجلس السابق، ولكن بألوان لامعة وسرديات مضللة.
والأدهى، أن الفريق محاط بجيش جرار من المحترفين الأجانب، لا يصنعون الفارق، بل يستنزفون الموارد، ويعيشون الآن في فترة 'راحة نفسية'، خوفًا من فسخ العقود! أي منطق هذا؟ اللاعبون يتمسكون بعقودهم في الإجازة، ويُهدد بعضهم بالشكوى، وكأن الهلال أصبح في موضع ضعف، لا قوة.
يُقال إن الظروف الأمنية تمنع الإعداد!
فلماذا إذًا يُبرم المجلس عشرات التعاقدات الجديدة؟
هل هذه استثمارات أم قنابل موقوتة سيورّثها المجلس القادم؟
المطلوب اليوم ليس أسماءً جديدة ولا صفقات جديدة، بل **عقلية جديدة** تُدير الهلال، تبدأ من تغيير رأس القطاع الرياضي، لأنه إن بقي، فلن يتغير شيء. سيذهب فلوران ويأتي غيره، وسيُعاد تدوير الفشل بذات الفكر، وستُعاد نفس الوجوه بنفس الشعارات.
الهلال اليوم لا يحتاج عشرين أجنبيًا، بل خمسة أو ستة لاعبين أجانب مؤثرين حقًا، يضيفون، لا يتكدّسون.
الهلال يحتاج إلى دعم ركائزه الوطنية، إلى إعادة أبنائه المُعارين، إلى فريق يُعبّر عن هوية النادي وتاريخه، لا عن خطط سماسرة ووعود باهتة.
ونُذكّر المجلس: في حال أي إخفاق، لن يُحاسب خالد بخيت، ولن تُحمّل الجماهير اللاعبين، بل أنتم، أصحاب هذا المشروع، وأنتم من ترفضون تصحيحه خوفًا من الحقيقة والمواجهة.
الهلال أكبر من فرد، وأكبر من فكر فردي، وأكبر من مشروع استثماري بلا هوية.
**كلمات حرة**:
* من يُكرّم الفشل… يُعيد إنتاجه!
* الشجاعة لا تعني كتابة 'شكراً'، بل الاعتراف بالخطأ وتصحيحه.
* من ينتظر نجاح مشروع بلا هوية وطنية، كمن يزرع في الرمل.
* الهلال يحتاج عقلًا شجاعًا، لا منديلًا لتجفيف الدموع!
* إن لم يُصحح هذا المسار، سيكتب التاريخ: 'هُدم الهلال… من داخل الهلال!'
ومن قال إننا سننتظر موسمًا آخر لنكتشف أن البوفيه لا يزال نفسه… فقط تغيّرت الملاعق!
**كلمة حرة أخيرة**:
في الهلال، أصبح الفشل يُزيَّن بالألقاب، والرحيل يُختم بشهادات امتنان، والمصيبة… أن البعض يُجهز قصائد المدح لمن أطاحوا بفريق بأكمله!
*فقط ننتظر أن يُسمّى الموسم القادم: 'بطولة الشكر والتقدير!'*

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ 30 دقائق
- حضرموت نت
محمود الخطيب يدعم منتخب مصر تحت 17 عامًا استعدادًا لكأس العالم للشباب
في زيارة تحفيزية، قام اليوم الكابتن محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي وأحد أساطير الكرة المصرية بلقاء أعضاء المنتخب الوطني تحت 17 سنة على هامش تدريباتهم اليومية استعدادًا للمشاركة في نهائيات كأس العالم التي تأهل لها الفريق، ووعد الخطيب لاعبي الفريق بمؤازرتهم خلال مبارياتهم في كأس العالم المقرر اقامتها في قطر. كان في استقبال الكابتن الخطيب لدى زيارته لمركز المنتخبات الوطنية التي تشهد معسكرات وتدريبات المنتخب الوطني الدكتور مصطفى عزام المدير التنفيذي للاتحاد المصري لكرة القدم والكابتن علاء نبيل المدير الفني للاتحاد وأعضاء الجهاز الفني للفريق بقيادة الكابتن أحمد الكاس.


صدى الالكترونية
منذ ساعة واحدة
- صدى الالكترونية
الأهلي يسعى لتجديد عقد لاعبه
دخل مسؤولو النادي الأهلي في مفاوضات مع لاعب الفريق زياد الجهني لتجديد عقده الذي ينتهي بنهاية الموسم، ما يمنحه الأحقية في التوقيع مع أي فريق آخر. ووفقًا لمصادر مطلعة، يتفاوض الأهلي بجدية مع الجهني لتعديل وتجديد عقده، خاصة أنه يُعد أحد الركائز الأساسية للفريق ويحظى بثقة كبيرة من المدير الفني ماتياس يايسله. ويعتبر الجهني من اللاعبين الأساسيين في تشكيلة يايسله، حيث اعتمد عليه المدرب الألماني بصورة أساسية محليًا وقاريًا خلال الفترة الماضية. وساهم اللاعب في تتويج الأهلي ببطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، بعد فوزه على نادي كاواساكي الياباني بهدفين دون رد.


صدى الالكترونية
منذ 2 ساعات
- صدى الالكترونية
الأهلي يضع فينيسيوس ضمن أولوياته في الصيف
يواصل النادي الأهلي تحركاته لدعم صفوفه بصفقات من العيار الثقيل خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، استعدادًا للموسم الجديد. ووفقاً للصحفي بن جاكوبس، فإن إدارة الأهلي وضعت النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كخيار أول للتعاقد، لكن اقترابه من تجديد عقده مع إنتر ميامي دفع النادي للتفكير في أسماء بديلة، يأتي في مقدمتها البرازيلي فينيسيوس جونيور جناح ريال مدريد. ورغم تأكيد فينيسيوس رغبته في البقاء مع النادي الملكي، إلا أن الراقي يترقب تطورات موقفه، لا سيما أن اللاعب لم يوقع حتى الآن على عقد جديد مع ريال مدريد، رغم وجود محادثات متقدمة، وفقًا لما ذكره موقع GiveMeSport. ولن يناقش فينيسيوس مستقبله مع ريال مدريد، إلا بعد انتهاء المشاركة في بطولة كأس العالم للاندية 2025، التي تستضيفها الولايات المتحدة.