
تطبيق رياضي "يسقط" أقوى أسرار السويد الأمنية بدون اختراق
وأشار تقرير "نيويورك تايمز" إلى تحقيق نشرته الصحيفة السويدية اليومية "داغنز نيهيتر" حول هذا الأمر، إذ استطاعت الصحيفة السويدية تتبع بيانات الحراس الشخصيين لعدة شخصيات سويدية بارزة بما فيها رئيس الوزراء أولف كريسترسون فضلا عن الأسرة الملكية وعدة رؤساء وزراء سابقين، وجيمي أكيسون رئيس المعارضة السويدية المتمثلة في الحزب الديمقراطي السويدي.
واستطاعت الصحيفة تتبع ومطابقة البيانات الخاصة بأكثر من 1400 تدريب يومي من قبل 7 حراس شخصيين مختلفين تدربوا في عدة مواقع مختلفة، من بينها كانت قاعدة عسكرية في مالي، كما أكدت الشرطة الأمنية السويدية أن هذه البيانات مرتبطة بشكل مباشر مع بعض موظفي أجهزة الاستخبارات وفق ما جاء في تقرير "نيويورك تايمز".
وكشفت بيانات التدريب اليومي عن موقع منزل رئيس الوزراء السويدي الخاص إلى جانب وجهة رحلة شخصية مع زوجته في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، كما وضحت مسار الركض اليومي الذي يسلكه كريسترسون رغم أنه لم يقم بمشاركة بياناته عبر المنصة، ولكن بيانات حراسه الشخصيين كشفت عن هذا المسار حسب ما جاء في التقرير.
وأضاف التقرير أن بيانات "سترافا" كشفت عن موقع اجتماع رفيع المستوى -لم يعلن عنه في وقتها- جمع بين كريسترسون وزعماء النرويج وفنلندا في يونيو/حزيران الماضي وأقيم في النرويج، وإلى جانب ذلك كشفت البيانات مكان إقامة اثنين من رؤساء الوزراء السابقين للدولة وزيارة غير معلن عنها أجراها جيمي أكيسون رئيس المعارضة السويدية إلى تل أبيب رغم أن الحزب رفض التعليق على هذا الأمر، وفق تقرير "نيويورك تايمز".
وذكرت الصحيفة أن الحراس الشخصيين للملك كارل غوستاف والملكة سيلفيا شاركوا بياناتهم عبر التطبيق، بما في ذلك جولة حول منتجع فاخر في سيشل بأرخبيل المحيط الهندي، حيث كان الزوجان الملكيان يقضيان عطلتهما في مارس/آذار 2023، وإذا لم يكن هذا كافيا، فقد كشفت بيانات تمارين الحراس الشخصيين عن كيفية المرور عبر قصر دروتنينغهولم الذي يعد المقر الدائم للملك خارج ستوكهولم.
وبينما رفض كل من مكتب رئيس الوزراء والمحكمة الملكية السويدية التعليق على هذا التسريب، بسبب الوضع الحساس للمسائل الأمنية، فإن الشرطة السويدية قالت إنها تحقق في أمر هذه البيانات وتأثير إتاحتها للعامة، وذلك وفق تقرير "نيويورك تايمز".
ومن جانبه، أكد تطبيق "سترافا" على لسان المتحدث الرسمي أن هذه البيانات لم تأت من تسريب أو اختراق قواعد البيانات في التطبيق، ولكنها من المستخدمين أنفسهم، مضيفا أن الشركة تتيح للمستخدمين التحكم في خصوصية البيانات التابعة لهم خاصة مع مستخدمي التطبيق الذين يعملون في أماكن حساسة، وذلك كما جاء في التقرير.
ولا تعد هذه الحادثة الأولى من نوعها التي يتسبب فيها تطبيق "سترافا"، إذ حظرت وزارة الدفاع الأميركية استخدام التطبيق في الأماكن الحساسة وأماكن القتال، وذلك بعد أن وجد المحللون بيانات التطبيق كشفت موقع الجنود في سوريا وأفغانستان، وفي عام 2023 قتل قائد غواصة روسي بعد أن شارك بيانات تدريبه اليومي عبر التطبيق أيضا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
دول الساحل تشتعل مجددا و"نصرة الإسلام والمسلمين" تهدد عواصمها
فجر الأول من يونيو/حزيران الماضي دوّى إطلاق نار مفاجئ في قاعدة بوكيسي العسكرية جنوبي مالي، حيث شن مقاتلون من جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم القاعدة هجوما مباغتا أربك الجنود الجدد في القاعدة الحدودية مع بوركينا فاسو. فر بعض الجنود إلى الأدغال القاحلة، في حين بحث آخرون عن مأوى في قلب الفوضى، وفقا لجندي سابق تحدث إلى ناجين من الهجوم مشترطا عدم كشف هويته. ولاحقا، انتشرت مقاطع مصورة على الإنترنت تظهر مقاتلي الجماعة وهم يحتفلون ويتجولون بين جثث الجنود، معلنين مقتل أكثر من 100 منهم وأسر نحو 20 آخرين، وهي مزاعم لم تتمكن وكالة رويترز من التحقق منها بشكل مستقل. وأكد الجيش المالي في بيانه أن قواته "ردت بشراسة، قبل أن تتراجع"، مشيدا بجنود "قاتلوا حتى الرمق الأخير". موجة هجمات دامية هجوم بوكيسي شكّل جزءا من سلسلة هجمات شنتها جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" في مايو/أيار ويونيو/حزيران الماضيين على قواعد عسكرية ومدن في مالي وبوركينا فاسو والنيجر. وتزعم الجماعة أنها قتلت أكثر من 400 جندي خلال تلك الفترة، في حين تشير بيانات مشروع مواقع النزاعات المسلحة إلى مقتل نحو 850 شخصا، أي أعلى من المعدل الشهري الذي يبلغ نحو 600 قتيل. ويقول محللون أمنيون إن هذا التصعيد يعكس تحولا نوعيا في إستراتيجية الجماعة التي نشأت على يد إياد أغ غالي عام 2017 بالتحول من حرب العصابات في الأرياف نحو فرض السيطرة على المناطق الحضرية وبناء مشروع سياسي ممتد من غرب مالي حتى شمال بنين وجنوب النيجر. مشروع كيان مواز بدوره، يصف الخبير الأمني موشاهيد دورماز من مجموعة "فيريسك مابلكروفت" هذا التحول بأنه محاولة لـ"تطويق عواصم الساحل وبناء دولة موازية"، مدفوعة بتطور تكتيكات الجماعة واستخدامها أسلحة مضادة للطائرات وطائرات مسيّرة للمراقبة والضربات الدقيقة. وتشكلت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" من اندماج فصائل جهادية عدة، أبرزها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجماعة "المرابطون"، وكتيبة ماسينا، ويتراوح عدد مقاتليها بين 6 آلاف و7 آلاف مقاتل وفقا لمصدر أمني غربي، وقد أصبح إياد أغ غالي المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية قائد التحالف الجديد. وفي مقطع فيديو نادر نشر في ديسمبر/كانون الأول 2023 دعا أغ غالي المسلمين إلى مقاومة الحكومات العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وحلفائها الروس، متهما تلك الحكومات بـ"الردة عن الإسلام". إخفاقات أمنية وتصدّع التحالفات تعهدت الحكومات العسكرية التي وصلت إلى السلطة بين عامي 2020 و2023 بإعادة الأمن قبل العودة للحكم المدني، لكنها قطعت علاقاتها العسكرية مع الدول الغربية وطردت قواتها، متهمة إياها بالفشل في إنهاء التمرد، واتجهت بدلا من ذلك نحو روسيا. لكن حتى مع نشر المرتزقة الروس فشلت الحكومات في احتواء التهديد، وسط تمدد نفوذ الجماعة التي باتت تسيطر جزئيا على نحو 60% من أراضي بوركينا فاسو، الدولة التي تعادل نصف مساحة فرنسا. سيطرة مؤقتة على مدن رئيسية في مايو/أيار سيطرت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" على مدينتين رئيسيتين في بوركينا فاسو هما جيبو (60 ألف نسمة) ودياباغا (15 ألف نسمة)، وفي الأولى بقي المسلحون نحو 11 ساعة وفي الثانية لبضعة أيام، وفقا لهيني نسايبيا كبير المحللين في مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة، والذي وصف هذه الحوادث بأنها "سابقة لم تحدث من قبل". وأضاف نسايبيا أن الجماعة استولت على ذخائر تقدّر قيمتها بنحو 3 ملايين دولار من جيبو وحدها، مما يرفع قدرتها على تنفيذ هجمات مستقبلية أكثر تعقيدا. تمويل ذاتي وتفاعل مجتمعي اعتمدت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" على مصادر تمويل متنوعة من الغارات المسلحة، مثل سرقة الماشية واختطاف البضائع، وفرض ضرائب باسم "الزكاة" على المجتمعات المحلية. وبحسب سكان ومقاتل سابق، فإن الجماعة ساهمت أحيانا في التهدئة بين المكونات المجتمعية، مما عزز حضورها في بعض المناطق الريفية. استندت الجماعة في استقطابها إلى مشاعر التهميش لدى الفولاني، وهي إحدى أبرز الجماعات الرعوية في المنطقة التي تعرضت لاستهداف حكومي في سياق حملات مكافحة الإرهاب. ويقول زعيم محلي من الفولاني إن انخراطهم في الجماعة غالبا ما يكون بدافع الإحباط وغياب الفرص أكثر من كونه نابعا عن اقتناع بفكر الجماعة. وقد امتدت عمليات الجماعة إلى شمال بنين وتوغو، حيث كثفت الحكومتان قواتهما الأمنية في المناطق الحدودية. ويرى دورماز أن "توغو وبنين هما الأكثر عرضة للخطر نتيجة ضعف قدراتهما في مكافحة الإرهاب وتوافر نزاعات محلية وحدود يسهل اختراقها مع بوركينا فاسو".


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
رئيس الوزراء المالي الأسبق يغادر المحكمة بدون تهم وبدون إغلاق التحقيق
بعد ساعات طويلة من التحقيقات والاستجوابات، غادر رئيس الوزراء المالي الأسبق، موسى مارا، مقر المحكمة في العاصمة باماكو من دون أن تُوجَّه إليه أي تهم رسمية حتى الآن، رغم استمرار الإجراءات القضائية المرتبطة بتغريدة نشرها مؤخّرا اعتبرها البعض تحديا للسلطة الانتقالية. وكان مارا قد مثل أول أمس الثلاثاء 15 يوليو/تموز وأمس الأربعاء أمام فرقة التحقيق القضائي ثم أمام وكيل الجمهورية في باماكو، المكلف بملف مكافحة الجريمة الإلكترونية. وأفادت مصادر مقرّبة من مارا أنه تلقّى معاملة "ودية"، رغم طول ساعات الاستجواب، مؤكدين أن عودته إلى منزله تمت "بدون أي تهم أو إجراءات متابعة في هذه المرحلة". تغريدة مثيرة للجدل.. وملف لم يغلق بعد جاءت التحقيقات على خلفية تغريدة نشرها موسى مارا في الرابع من يوليو/تموز الجاري، أعرب فيها عن تضامنه مع من وصفهم بـ"سجناء الرأي" الذين اعتُقلوا إثر انتقادهم للمرحلة الانتقالية. وكتب مارا "طالما استمرت الليالي، فإن الشمس ستسطع في النهاية! وسنقاتل بكل الوسائل ليحدث ذلك، وبأسرع وقت ممكن!". وقد أثارت هذه التغريدة جدلا واسعا، إذ رأى فيها البعض دعوة للتصعيد السياسي، بينما اعتبرها آخرون تعبيرا مشروعا عن الرأي في بلد يعاني من توتر سياسي متزايد. ورغم مغادرة مارا للمحكمة، فإن الملف لم يُغلق بعد. إذ أكّد مصدر قضائي أن النيابة تحتفظ بإمكانية إعادة فتح التحقيق أو حفظه، من دون تحديد سقف زمني لذلك.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
تحقيق للجزيرة يكشف حملة تضليل إسرائيلية تروج لعملية فرار من غزة
في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي ومحاولات التهجير المستمرة للفلسطينيين من قطاع غزة ، رصدت وكالة "سند" للتحقق في شبكة الجزيرة، حملة تضليل رقمية نشطت بها منظمة "بيتار- الولايات المتحدة" (Betar-USA) عبر منصات التواصل، زعمت من خلالها مغادرة عدد من الفلسطينيين إلى أوروبا "فرارا من غزة". انطلقت الحملة صباح الثلاثاء، واستندت إلى مقطع فيديو لمجموعة من الشبان والأطفال داخل طائرة متجهة إلى السويد، ويظهر أطفالا وشبانا يرتدون قمصانا تحمل ألوان العلم الفلسطيني، وبعضها مطرز بالكوفية، كما ظهر العديد منهم وهم يرفعون شارة النصر أمام الكاميرا. هذا المشهد تم تداوله على نحو مضلل، ورافقت الفيديو سرديات تحريضية تدّعي أن الفلسطينيين يهربون من أرضهم بإرادتهم. وسرعان ما تفاعل مع الادعاء حسابات "مرتبطة بإسرائيل" على منصة "إكس"، لتعيد نشر المقطع وتستخدمه كسلاح دعائي ضد الفلسطينيين. التحقق والمتابعة تتبعت "سند" مصدر الحملة لتجد أن منظمة "بيتار-الولايات المتحدة" قادت هذه الحملة، حيث نشرت الفيديو عبر حسابها الرسمي على "إكس"، مرفقا بعبارات تدعو الفلسطينيين للهرب ومغادرة غزة، وحققت التغريدة نحو 4 ملايين مشاهدة خلال 24 ساعة فقط. وعند التدقيق والتحقق من الفيديو وسياقه، تبيّن أنه يوثق رحلة رياضية فلسطينية إلى السويد، إذ عثر على النسخة الأصلية منشورة عبر حساب "جمعية رواحل الخيرية الفلسطينية" (مقرها طولكرم في الضفة الغربية) على تطبيق "تيك توك"، وتوثق مشاركة الفريق في بطولة كرة قدم في مدينة غوتنبرغ السويدية، وليس "فرارا" كما زُعم. إعلان تحليل الشبكة الرقمية: مركزية بيتار وخطاب الكراهية وأظهر تحليل شبكة التفاعل على "إكس" خلال أول 12 ساعة انتشار، أن المنظمة الصهيونية شكّلت المحور المركزي للحملة، مستحوذة على 77% من حجم التفاعل. ورُصدت مشاركة 380 حسابا بينهم إعلاميون معروفون بعدائهم للفلسطينيين مثل الصحفي الكويتي جاسم الجريّد (JJJuraid@)، إلى جانب حسابات إسرائيلية حرضت وسخرت من الفلسطينيين، مع عبارات من قبيل: "فلسطيني هزيل فر من المجاعة في غزة"، "ندعوهم لمغادرة غزة في أسرع وقت". ومن خلال البحث، تبيّن أن الفيديو يوثّق مغادرة فريق رياضي فلسطيني إلى السويد وليس فلسطينيين "فارين من المجاعة". وجمعية "رواحل" معروفة بتنظيم مشاركات رياضية للأطفال والشباب الفلسطينيين، وتعرض حساباتها على تيك توك وفيسبوك ويوتيوب مزيدا من اللقطات التي تؤكد على الطابع الرياضي للرحلة والاستقبالات الجماهيرية التي حظي بها اللاعبون في السويد. خلفيات المنظمة المحرضة وسجلها في الإسلاموفوبيا وتتبنى منظمة "بيتار-الولايات المتحدة" أيديولوجيات معادية للعرب والمسلمين، وتعمل على تشويه صورة الفلسطينيين عبر حملات منظمة، كما تدعو إلى تسليح اليهود والتعاون مع جماعات متطرفة، وفق تقارير رابطة مكافحة التشهير (إيه دي إل)، وبرزت المنظمة في عدة حملات سابقة للتحريض ضد طلاب ونشطاء فلسطينيين في الجامعات الأميركية. خلاصة التحقيق الصحفي تكشف هذه القضية عن خطورة حملات التضليل الرقمية التي تشنها حسابات إسرائيلية على القضية الفلسطينية، وأهمية التحقق من السياق والمصدر الأصلي للمواد البصرية المتداولة، إذ قد تُستخدم الرياضة والطفولة في دعايات سياسية ودعاوى تشويه، وسط تواطؤ شبكات حسابات رقمية تتبنى خطاب التحريض والكراهية ضد القضية الفلسطينية وتشويه صورة الإنسان الفلسطيني.