
"المودعون في خطر"... تحذير من سيناريو "الإفلاس المقنّع"!
ويضيف: "نحن نتحدث عن ما يقارب 80 مليار دولار، وهي أموال اعترف بها مصرف لبنان، والخطة المطروحة حاليًا تقوم على إقرار قانون الهيكلة أولًا، ثم الطعن به أمام المجلس الدستوري بهدف فصله عن قانون الفجوة المالية. وبهذه الطريقة، يُمرر قانون الهيكلة فيما يتم تمييع قانون الفجوة داخل الحكومة، كما هو حاصل حاليًا".
ويتابع الشدياق: "حتى اللحظة، لا تزال كيفية توزيع المسؤوليات غير واضحة، لكن من الواضح أن مجموعة "كلنا إرادة" تسعى إلى تجنيب الدولة أي مسؤولية مباشرة في الأزمة، وإلقاء العبء كاملًا على المصارف. من هنا تأتي خلفية الطعن، إذ إن إقرار قانون الهيكلة بمعزل عن الفجوة المالية، سيُفضي حتمًا إلى عجز عدد من المصارف عن الالتزام بشروطه، لأنه من غير المنطقي أن تُلزم المصارف بخطة إعادة هيكلة قبل أن توضح لها كيفية استرداد أموالها من الدولة ومصرف لبنان".
ويعتبر أن "المخطط الجاري قد يؤدي إلى دفع بعض المصارف لإعلان إفلاسها قبل تنفيذ الهيكلة، أو نتيجة عجزها عن الالتزام بشروطها. وبهذه الطريقة، تضيع أموال المودعين، بينما تتنصّل الدولة والمصرف المركزي من المسؤولية".
كما يلفت إلى أن "هناك توجهًا موازيًا لفتح المجال أمام دخول أطراف خارجية إلى القطاع المصرفي، من خلال شراء رخص بعض المصارف المفلسة، والدخول إلى السوق تحت غطاء قانون الهيكلة".
وعن الخيارات القانونية المطروحة أمام المجلس الدستوري في حال تقديم الطعن، يشير الشدياق إلى أنه "من بين السيناريوهات أن يعتبر المجلس الدستوري أنه لا يجوز قانونًا ربط تطبيق قانون بقانون آخر لم يُقر بعد، وقد تم الاستناد، خلال الجلسة النيابية التي أُقرّ فيها القانون، إلى قرار سابق للمجلس الدستوري، ما قد يُستخدم كمرجعية في الطعن. ومع ذلك، تبقى نتيجة الطعن غير مضمونة، فهي خاضعة لتقدير المجلس الذي قد يتأثر بالضغوط السياسية أو يستند إلى تفسيرات قانونية متباينة".
ويحذر من أن "تداعيات هذا المسار خطيرة جدًا على أموال المودعين، إذ لا يمكن لأي جهة أن تخطو باتجاه إعادة الهيكلة من دون أن توضح للمصارف كيف سيتم سداد ديونها. فاليوم، يُعدّ مصرف لبنان الدائن الأكبر للمصارف، وبالتالي فإن تجاهل هذه الديون أو تجاهل آليات تسديدها يجعل من المستحيل تنفيذ هيكلة ناجحة".
ويضيف: "لا يمكن مطالبة المصارف بالالتزام بخطة إصلاحية دون تقديم تصور واضح وممنهج لكيفية استرداد مستحقاتها، فالمصارف التي تنوي الاستمرار تحتاج إلى معرفة مسار استرداد هذه الأموال، حتى تتمكن بدورها من وضع خطة عملية لإعادة أموال المودعين".
ويشدّد على أن "عدم تضمين قانون الفجوة المالية آلية واضحة لتسديد الديون للمصارف، يعني أن هذه الأخيرة لن تكون قادرة على رد أموال المودعين، وإذا تم تمرير قانون الهيكلة بشكل متشدد ومن دون معالجة هذه الفجوة، فإن إفلاس أحد المصارف سيؤدي مباشرة إلى خسارة المودعين، إذ ينص القانون الحالي على أن سقف التعويض في حال الإفلاس لا يتجاوز 75 مليون ليرة، أي ما يعادل أقل من 100 دولار لبعض الحسابات الكبيرة، ما يعني عمليًا خسارة شبه كاملة للودائع".
ويختم الشدياق بالتحذير من "مسار خطير يتم التمهيد له، يقوم على إفلاس بعض المصارف تمهيدًا لدخول مصرف جديد إلى السوق، ودفن القطاع القديم بالكامل، ويبدو أن هذا المشروع بات شبه مكشوف، وتتصدره مجموعة "كلنا إرادة"، حيث يُربط مصير أموال المودعين بالمصرف الجديد المفترض أن يتمتع بملاءة مالية وسيولة مرتفعة، في حين يُترك المصرف القديم للانهيار، وهو ما يفتح الباب أمام خطة مصرفية جديدة تبنى على أنقاض القطاع الحالي، بدعم من مستثمرين جدد وربما جهات إقليمية تسعى للدخول إلى السوق اللبنانية من خلال تحالفات مدروسة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 3 ساعات
- ليبانون 24
البيت الأبيض: ابتداءً من 20 آب سيطلب من مواطني مالاوي وزامبيا المتقدمين للحصول على تأشيرات B1 وB2 للأعمال والسياحة دفع كفالة تصل إلى 15 ألف دولار
البيت الأبيض: ابتداءً من 20 آب سيطلب من مواطني مالاوي وزامبيا المتقدمين للحصول على تأشيرات B1 وB2 للأعمال والسياحة دفع كفالة تصل إلى 15 ألف دولار Lebanon 24


النهار
منذ 4 ساعات
- النهار
قبل انتهاء المهلة الأميركية لروسيا... محادثة "مثمرة" بين زيلينسكي وترامب
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الثلاثاء إنه أجرى محادثة "مثمرة" مع نظيره الأميركي دونالد ترامب تناولت إنهاء الحرب والعقوبات على روسيا ووضع اللمسات الأخيرة على صفقة طائرات مسيرة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا. وعبر ترامب عن إحباطه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأسابيع القليلة الماضية وأمهله حتى الثامن من آب/ أغسطس لإحلال السلام في أوكرانيا أو مواجهة عقوبات أشد. وقال زيلينسكي في منشور على إكس: "الرئيس ترامب على علم تام بالضربات الروسية على كييف وغيرها من المدن والمناطق"، في إشارة إلى الهجمات الروسية المكثفة بطائرات مسيرة وصواريخ. وكان ترامب هدد بفرض عقوبات جديدة على روسيا ورسوم جمركية 100 بالمئة على الدول التي تشتري نفطها، لكن مصادر مقربة من الكرملين قالت إن من غير المرجح أن يرضخ بوتين للإنذار. وقال زيلينسكي إن أوكرانيا مستعدة أيضا لإبرام صفقة مع الولايات المتحدة بشأن شراء طائرات مسيرة أوكرانية من شأنها أن تكون "واحدة من أقوى الاتفاقيات". وقال في وقت سابق إن الصفقة تبلغ قيمتها حوالي 30 مليار دولار. وتسعى أوكرانيا بشكل متزايد للحصول على تمويل واستثمارات من شركائها الأجانب لتعزيز صناعة الأسلحة المحلية. وقال زيلينسكي إن شركاء كييف الأوروبيين تعهدوا حتى الآن بشراء أسلحة أميركية لأوكرانيا بأكثر من مليار دولار في إطار خطة جديدة.


صدى البلد
منذ 4 ساعات
- صدى البلد
خصومات ضخمة على هواتف Pixel 9 قبل الكشف الرسمي عن Pixel 10
مع اقتراب حدث الكشف الرسمي عن هاتف Pixel 10 من جوجل خلال هذا الشهر، تتسارع الخصومات على أجهزة الجيل الحالي، وتحديدًا على هواتف Pixel 9 وساعات Pixel Watch 3. من بين أبرز العروض المتاحة حاليًا، يبرز خصم بقيمة 500 دولار على هاتف Pixel 9 Pro Fold بسعة تخزين 512 جيجابايت، وذلك عبر أمازون. هذا الطراز يُعد من الأجهزة الرائدة في فئة الهواتف القابلة للطي من جوجل، حيث يبلغ سعره الأصلي 1,919 دولارًا، وتم طرحه خلال عرض Prime Day الشهر الماضي مقابل 1,519 دولارًا. لكن العرض الجديد من أمازون يُتيح شراء الجهاز بسعر 1,419 دولارًا فقط مع شحن مجاني وهو أدنى سعر وصل إليه الهاتف على الإطلاق عبر أمازون، والثاني فقط منذ مارس الماضي الذي شهد عرضًا مشابهًا استمر لساعات قليلة. تفاصيل إضافية حول العروض الحالية على هواتف Pixel 9 لمن لا يرغب في الحصول على النسخة القابلة للطي، هناك أيضًا خصومات قوية على باقي طرازات سلسلة Pixel 9: Google Pixel 9a سعة 128 جيجابايت بسعر 399 دولارًا (السعر الأصلي 499 دولارًا) Google Pixel 9a سعة 256 جيجابايت بسعر 499 دولارًا (السعر الأصلي 599 دولارًا) Google Pixel 9 يبدأ من 599 دولارًا (السعر الأصلي 799 دولارًا) Google Pixel 9 Pro يبدأ من 799 دولارًا (السعر الأصلي 999 دولارًا) Google Pixel 9 Pro Fold بسعة 512 جيجابايت بسعر 1,419 دولارًا (خصم 500 دولار). هذه العروض تمثل فرصة قوية لاقتناء أحد أجهزة جوجل الرائدة قبل الإعلان المنتظر عن سلسلة Pixel 10، والتي يُتوقع أن تُكشف رسميًا خلال أيام.