
«البريكس» بين المصلحة والفائدة المحدودة لروسيا
وفي عام 2024 تم توسيع عضوية التجمع لتضم مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة، وإندونيسيا في عام 2025. كما قدمت دول أخرى مما تعرف بعالم الجنوب والذي تطلق عليه روسيا اسم "الأغلبية العالمية" طلبات للانضمام إلى التجمع وقد تنضم إليه بالفعل خلال السنوات المقبلة.
وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأميركية تساءل مارك إن كاتس الأستاذ الفخري في كلية سشار للسياسة والحكومة بجامعة جورج مادسون الأميركية عن مدى فائدة تجمع بريكس لروسيا التي تواجه عقوبات غربية واسعة ومشددة منذ غزوها لأوكرانيا في فبراير/ 2022.. ويرى مسؤولون روس كبار ومعلقون روس لهم اتصالات قوية بدوائر الحكم في موسكو أن بريكس وبريكس الموسع مفيد للغاية لروسيا. كما أن بوتين بشكل خاص قدم تجمع البريكس باعتباره وسيلة مفيدة للحد من الهيمنة الغربية والأميركية.
في أكتوبر 2024، قال بوتين: "من الواضح أن توسيع التجمع كان قرارًا إيجابيًا وصحيحًا. وأنا على يقين تام بأن هذا سيعزز بلا شك نفوذنا وسلطتنا على الساحة العالمية، وهو أمر نشهده بالفعل".
وفي يناير 2024 دعا إلى "تنسيق السياسة الخارجية بين الدول الأعضاء" حتى تتمكن من التعامل بفاعلية "مع التحديات والتهديدات التي تواجه الأمن والاستقرار الدوليين والإقليميين"، وهي التهديدات التي يرى ترمب أنها تنبع من الغرب.
وفي أبريل الماضي، أعرب سيرجي شويجو، وزير الدفاع الروسي السابق والأمين العام لمجلس الأمن الروسي حاليا عن أمله في أن "تُقدم دول البريكس تقييمًا واضحًا، وإن أمكن، علنيًا، لجرائم نظام كييف".
في نوفمبر 2024، أعرب المفكر الجيوسياسي الروسي المعروف ألكسندر دوجين عن آمال كبيرة في البريكس، قائلاً: "أعتقد أن البريكس ستحل محل الأمم المتحدة في السنوات القادمة، لأنها تعكس البنية متعددة الأقطاب الحقيقية التي تطورت بشكل كبير".
كما توقع المحلل السياسي الروسي سيرجي كاراجانوف، الذي يشغل عدة مناصب بارزة، منها مسؤول النشر في مجلة الشؤون العالمية الروسية (رىشا فورين أفيرز" المرموقة، في ربيع عام 2024 أن تصبح "الأمم المتحدة كيانا عرضة للانقراض ومثقلا بالبيروقراطيين الغربيين، وبالتالي غير قابل للإصلاح. ولا داعي لهدمه. مع ذلك، سيكون من الضروري إقامة هيئات موازية على غرار تجمع بريكس بلس ومنظمة شنغهاي للتعاون الموسعة، وتكاملها مع الاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، والسوق المشتركة لأميركا الجنوبية (ميركوسور). في غضون ذلك، قد يصبح من الممكن إنشاء مؤتمر دائم لهذه المؤسسات في إطار الأمم المتحدة".
ويرى بوتين وبعض المقربين منه أن توسيع تجمع بريكس أمر حيوي لتعزيز النفوذ الصيني والحد من النفوذ الجيوسياسي للغرب. لكن مع النظرة الإيجابية للبريكس وتوسعه، أشار روس بارزون آخرون في دائرة بوتين إلى أن روسيا إما لا تريد للبريكس أن يصبح قويًا جدًا، وأن هناك حدودًا لما يمكن للبريكس تحقيقه، أو أن مصالح روسيا وأعضاء التجمع الآخرين ليست متوافقة تمامًا.
ففي أبريل 2025، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه "لا ينبغي لمجموعة البريكس إنشاء أي سلطات قضائية مستقلة". لا يريد لافروف أن تتنازل روسيا عن أي جزء من سيادتها، ولو لصالح تجمع دولي صديق غير غربي.
وأشار ديمتري ترينين، وهو من أشد المؤيدين لحرب بوتين ضد أوكرانيا، في ديسمبر 2022 إلى أن هدف السياسة الخارجية الذي يحاول أعضاء البريكس الآخرون تحقيقه كان محدودًا: "حتى الآن، تميل الدول الأعضاء في البريكس (الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا ودول أخرى من الأغلبية العالمية) إلى تصحيح النظام العالمي، بدلاً من استبداله جذريًا، ناهيك عن تفكيكه".
وفي أكتوبر 2024، أشار أندريه كورتونوف، المدير الأكاديمي للمجلس الروسي للشؤون الدولية، إلى أنه لا يشارك دوجين توقعاته بأن تحل البريكس محل الأمم المتحدة وقال "إن البريكس بالكاد في وضع يسمح لها بمساعدة الأمم المتحدة كآلية متعددة الأطراف لصنع السلام، ومن المشكوك فيه أن يقرر مجلس الأمن الدولي بتكوينه الحالي تكليف البريكس بمثل هذه المهمة".
وفي حين أشاد بوتين وآخرون بتوسيع مجموعة البريكس، أشار كورتونوف في أغسطس 2023 إلى أن هذه العملية تنطوي على مشاكل جوهرية لآن "التوسع لا يأتي دون ثمن. فزيادة التنوع داخل المجموعة تسفر حتمًا عن المزيد من الخلافات بين أعضائها؛ ويصبح من الصعب بشكل متزايد التوصل إلى قاسم مشترك في المسائل الحساسة والمثيرة للانقسام".
من ناحية أخرى، لاحظ كورتونوف في الوقت نفسه أن عدم التوسع "يخلق أيضًا مشاكل. فالنادي الحصري دائمًا ما يُولّد الحسد، بل وحتى الاستياء، لدى غير المقبولين في هذا النادي".
وفي أكتوبر كتب فيودور لوكيانوف، محرر مجلة " الشؤون الخارجية الروسية"، يقول إن الغرب يشدد دائما على "الطابع المناهض للغرب لمجموعة البريكس". ومع ذلك، فإنه "من بين جميع دول البريكس، روسيا وإيران فقط هما من تخوضان صراعًا مع الغرب إلى حد ما. أما الدول الأخرى، فلا تُبدي اهتمامًا بهذا النوع من الأمور، إما لتجنب المخاطرة أو لتجنب ضياع بعض فرص تنميتها".
ويختتم مارك كاتس الزميل غير المقيم في المجلس الأطلسي تحليله بالقول إن هناك انقساما ملحوظا في دوائر صنع القرار الروسي بشأن البريكس. ففي حين يعلق البعض من كبار المسؤولين بمن فيهم بوتين نفسه آمالا كبيرة على الطريقة التي يمكن أن تخدم بها البريكس الموسعة مصالح موسكو، هناك مسؤولون كبار أيضا يرون أن فائدتها لروسيا محدودة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
بوتين يقيل نائب وزير الخارجية ومبعوثه للشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف
أقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، نائب وزير خارجية روسيا، ميخائيل بوجدانوف من منصبه، عبر مرسوم نُشر على البوابة الإلكترونية لنشر الإجراءات القانونية. وتنص الوثيقة على "إقالة ميخائيل ليونيدوفيتش بوجدانوف من منصب نائب وزير خارجية الاتحاد الروسي". وبموجب مرسوم آخر، أعفى بوتين بوجدانوف من مهام ممثله الخاص لشؤون الشرق الأوسط والدول الإفريقية. ويدخل كلا المرسومين حيز النفاذ من تاريخ التوقيع عليهما. وذكر الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية أن بوجدانوف أشرف على قضايا علاقات روسيا مع دول الشرق الأوسط وإفريقيا، ومنظمة التعاون الإسلامي، وغيرها من المنظمات الإسلامية الدولية، ومشاكل التسوية السورية، وقضايا ممتلكات الإمبراطورية الروسية السابقة في الأراضي المقدسة (إسرائيل، فلسطين، لبنان، الأردن)، وعمل أمانة منتدى روسيا-إفريقيا. وشغل بوجدانوف منصب سفير روسيا لدى مصر وممثلها لدى جامعة الدول العربية من عام 2005 حتى 2011. ومنذ يونيو 2011، شغل منصب نائب وزير الخارجية الروسي. ومنذ يناير 2012 شغل منصب الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط. ويشغل بوجدانوف منصب سفير فوق العادة ومفوض منذ عام 2001.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
واشنطن تعلن فرض عقوبات على المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين
أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، اليوم الأربعاء، فرض عقوبات على المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيسي، بسبب ما وصفها بأنها «مساعيها غير المشروعة لدفع المحكمة الجنائية الدولية لاتخاذ إجراءات ضد مسؤولين وشركات ومديرين تنفيذيين أميركيين وإسرائيليين». Today I am imposing sanctions on UN Human Rights Council Special Rapporteur Francesca Albanese for her illegitimate and shameful efforts to prompt @IntlCrimCourt action against U.S. and Israeli officials, companies, and campaign of political and economic... — Secretary Marco Rubio (@SecRubio) July 9, 2025 وقال روبيو في منشور على «إكس»: «لن نسمح بعد الآن بحملة ألبانيسي التي تشنها بوصفها سلاحاً سياسياً واقتصادياً ضد الولايات المتحدة وإسرائيل»، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ ما تراه من إجراءات ضرورية لمواجهة «الحرب القانونية» وحماية سيادتها وسيادة حلفائها.


العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
مجلس الشيوخ الأميركي يقترب من فرض عقوبات جديدة على روسيا
يتوقع زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ، جون ثون، أن يقر المجلس، بحلول شهر أغسطس المقبل، مشروع القانون الجديد بشأن تشديد العقوبات على روسيا، والذي يتضمن فرض قيود ضد دول ثالثة. وقال ثون في المجلس في إشارة إلى مشروع قانون العقوبات ضد روسيا: "أتوقع تمامًا أن يكون هذا المشروع جاهزًا للنظر فيه من قِبَل مجلس الشيوخ بكامل هيئته هذه الدورة". وتنتهي جلسة عمل مجلس الشيوخ في الأول من أغسطس، بينما سيبدأ مجلس النواب عطلته التشريعية الصيفية في 24 يوليو، وفق وكالة "تاس" الروسية للأنباء. وأضاف ثون: "يلتزم الجمهوريون في مجلس الشيوخ بالعمل مع مجلس النواب والبيت الأبيض لتمرير هذا التشريع عبر الكونغرس وإيصاله إلى مكتب الرئيس دونالد ترامب". وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعلن في 8 يوليو، أنه "سيدرس بحزم" إمكانية الموافقة على تمرير القانون في الكونغرس. وأعلن السيناتور الأميركي ليندسي غراهام نهاية شهر يونيو أن ترامب يؤيد اعتماد الكونغرس مشروع قانون بشأن عقوبات جديدة ضد روسيا. ويتوقع غراهام أن ينظر مجلس الشيوخ في مشروع قانون العقوبات ضد روسيا في وقت مبكر من شهر يوليو. وقدمت مشروع القانون المذكور في أوائل أبريل مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ، وتتضمن هذه المبادرة عقوبات ثانوية ضد شركاء روسيا التجاريين. وتضمن اقتراح عضوي مجلس الشيوخ غراهام وريتشارد بلومينتال "من الحزب الديمقراطي" فرض رسوم جمركية بنسبة 500% على الواردات إلى الولايات المتحدة من الدول التي تشتري النفط والغاز واليورانيوم وسلعًا أخرى من روسيا.