
د. زهور غرايبة تكتب : نحو قانون إدارة محلية يعزز التمثيل الحقيقي للنساء والشباب في المجالس المنتخبة
الدكتوره زهور الغرايبة تكتب:
مع كثرة الحديث عن اقتراب موعد حل المجالس البلدية والمحلية في الشارع الأردني، تتجه الأنظار إلى ما ستفرزه المرحلة المقبلة من تعديلات تشريعية، وعلى رأسها إصدار قانون إدارة محلية جديد يُمهد لانتخابات تعكس تطلعات الأردنيين في التغيير والعدالة والتمثيل الحقيقي.
ورغم الحديث المتكرر عن تمكين النساء والشباب، لا تزال الأرقام تكشف فجوة تمثيلية واضحة حسب دائرة الاحصاءات العامة، فقد بلغت نسبة الإناث في المجالس المحلية (البلدية) عام 2022 نحو 28.5%، مقابل 71.5% للذكور، وهي نسبة شبه ثابتة منذ عام 2015، أما تمثيل الشباب، فيبقى ضعيفًا وغير مفعّل، نتيجة تدني السياسات الحقيقية التي تدعم مشاركتهم وتحفزها على أرض الواقع.
وما نحتاجه اليوم فعليا قانونًا جديدًا يعيد النظر في شكل المجالس، وآليات الترشح، ويمنح فرصة عادلة للنساء والشباب ليكونوا جزءًا من القرار المحلي، وقانونا لا يكون مجرد تكرارًا للخطابات ولا مجرّد حضورًا رمزيًا أو شكليًا فقط.
كما أن القانون المتوقع أن يكون منتظرًا قريبًا يجب أن يتجاوز نظام الكوتا باعتباره حلاً مؤقتًا، ويتجه نحو آليات مشاركة دائمة ومستقرة تضمن عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص.
فقد أكد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه، في أكثر من مناسبة، وغالبية خطاباته، أن المرأة الأردنية أثبتت كفاءتها في كل المحافل، المحلية والدولية، وأن تمكينها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا هو جزء لا يتجزأ من مسار الإصلاح، وفي أوراقه النقاشية، شدد جلالته على أن التحديث الشامل لا يكتمل دون مشاركة النساء والشباب، باعتبارهم شركاء حقيقيين في بناء الأردن الحديث.
أما سمو ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، فقد جاءت كل خطاباته ورسائله موجهة إلى الشباب، باعتبارهم أصحاب العقل والفكر والطاقة، ودائمًا ما عبّر عن إيمانه العميق بقدرتهم على قيادة التغيير وصياغة المستقبل، حيث أن حديثه عن الشباب ليس مديحًا بل تعتبر قناعة راسخة بأن الأردن لا يمكن أن يتقدم دون أن يفسح المجال لأفكارهم ومبادراتهم ومشاركتهم في مراكز القرار.
هذه الرؤية والإرادة السياسية العليا، بما تحمله من وضوح والتزام، يجب أن تكون الأساس الذي يُبنى عليه قانون الإدارة المحلية الجديد، حيث أن القانون القادم يجب أن لا يكون مجرد تعديل تقني، بل انعكاسًا مباشرًا للإرادة الملكية السامية التي طالبت بتوسيع المشاركة وتفعيل التمثيل العادل.
ومن هنا وعلى المشرّعين أن يتحملوا مسؤوليتهم الوطنية، والمطلوب ليس فقط تنظيم الانتخابات، لكن يجب صياغة بيئة محلية حقيقية تسمح للمجتمع بأن يكون فاعلًا، وأن يصل صوته ومطالبه عبر ممثلين يعكسونه فعلاً، لا شكلاً.
القانون الذي نطمح إليه هو قانون يمنح المرأة مكانتها كقائدة في العمل المحلي، ويعيد ثقة الشباب بالمجالس والمؤسسات، ويعزز من مفهوم الشراكة لا التمثيل الرمزي، وهذا لا يكون فقط عبر الحفاظ على الكوتا، بل من خلال إضافة أدوات تحفيزية تخلق بيئة منافسة وعادلة.
بالنسبة للمرأة، يمكن التفكير في تخصيص نسب قيادية داخل لجان المجالس المحلية، تضمن وجودها في مواقع التأثير لا فقط في العضوية، مثل اشتراط أن تكون المرأة في منصب نائب الرئيس بحكم القانون، كذلك، من الضروري أن تُقرن مشاركة النساء بدورات بناء قدرات، وتمويل حملاتهن الانتخابية من خلال صناديق دعم مخصصة.
أما الشباب، فيمكن أن ينص القانون على تخصيص مقاعد تنافسية لهم ضمن فئة عمرية محددة، مما يتيح لهم فرصة حقيقية للوصول لا مجرّد الترشح، كما يمكن إدماجهم في المجالس من خلال "مجالس الظل الشبابية" المرتبطة بالمجالس المحلية المنتخبة والتي كانت أحدى أهم وأبرز توصيات مخرجات تحديث المنظومة السياسية، بحيث تكون منبرًا تدريبيًا ومجالًا حيويًا لصقل مهارات القيادة والمساءلة.
نحن اليوم أمام فرصة حقيقية لبناء مجالس محلية أكثر عدالة وشمولًا، ولكن إن لم تُستثمر هذه اللحظة سياسيًا وتشريعيًا، سنعود إلى المربع الأول، وسنفقد ثقة جيل كامل ينتظر فرصة للمشاركة.
المطلوب واضح: قانون يعكس روح الدستور، وتوجيهات القيادة، وترجمة الارادة السياسية العليا، وطموحات المواطنين من خلال قانون يفتح الباب للجميع، ويعيد الاعتبار لفكرة التمثيل باعتبارها أداة إصلاح لا مجرد إجراء انتخابي.
باحثة في شؤون المرأة الأردنية حاصلة على جائزة مئوية الدولة الأردنية لبحوث ودراسات المجتمع الأردني في مئة عام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 22 دقائق
- عمون
الذكرى 53 لوفاة الملك طلال بن عبدالله تصادف الاثنين
عمون - تصادف غدا الاثنين الذكرى الثالثة والخمسون لوفاة المغفور له، بإذن الله، جلالة الملك طلال بن عبدالله، طيب الله ثراه، ففي السابع من تموز عام 1972 رحل جلالته بعد أن سجل إنجازات نوعية من أبرزها الدستور الأردني وتطوير الحياة السياسية في الأردن. ومنذ أن اعتلى جلالة الملك الراحل العرش في السادس من أيلول عام 1951 بعد استشهاد المغفور له، بإذن الله، جلالة الملك عبدالله بن الحسين، طيب الله ثراه، حرص على إجراء الإصلاحات التي تعزز دعائم المجتمع القائم على الحقوق والواجبات أمام القانون، ومن أبرزها إصدار الدستور الأردني في الثامن من كانون الثاني عام 1952، واتخاذ الأردن قرارا يقضي بجعل التعليم إلزاميا ومجانيا. والتحق جلالته، الذي كان أول ضابط أردني يتخرج من كلية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا، بالجيش العربي ووصل إلى رتبة مقدم عام 1934، وفي عام 1942 التحق بكتيبة المشاة الثانية (كتيبة الحسين الثانية)، وشارك جلالته في حرب عام 1948 بمعركة (غيشر) عند جسر المجامع، قبل أن ينتقل إلى القدس ومنها إلى رام الله، حيث اتخذ موقعا أماميا بين جنود المدفعية وبقي هناك حتى الهدنة الأولى، وشارك قبيل الهدنة الثانية في معارك قرية النبي صموئيل، وجبل الرادار، وبيت سوريك، وبيت إكسا. والأسرة الأردنية الواحدة إذ تستذكر الإنجازات في عهد المغفور له، بإذن الله، جلالة الملك طلال بن عبدالله، لتفخر بالتقدم المستمر في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يواصل مسيرة تطوير الأردن ليكون نموذجا يحتذى به في المنطقة.

سرايا الإخبارية
منذ 34 دقائق
- سرايا الإخبارية
الذكرى الثالثة والخمسون لوفاة الملك طلال بن عبدالله تصادف غدا
سرايا - تصادف غدا الاثنين الذكرى الثالثة والخمسون لوفاة المغفور له، بإذن الله، جلالة الملك طلال بن عبدالله، طيب الله ثراه، ففي السابع من تموز عام 1972 رحل جلالته بعد أن سجل إنجازات نوعية من أبرزها الدستور الأردني وتطوير الحياة السياسية في الأردن. ومنذ أن اعتلى جلالة الملك الراحل العرش في السادس من أيلول عام 1951 بعد استشهاد المغفور له، بإذن الله، جلالة الملك عبدالله بن الحسين، طيب الله ثراه، حرص على إجراء الإصلاحات التي تعزز دعائم المجتمع القائم على الحقوق والواجبات أمام القانون، ومن أبرزها إصدار الدستور الأردني في الثامن من كانون الثاني عام 1952، واتخاذ الأردن قرارا يقضي بجعل التعليم إلزاميا ومجانيا. والتحق جلالته، الذي كان أول ضابط أردني يتخرج من كلية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا، بالجيش العربي ووصل إلى رتبة مقدم عام 1934، وفي عام 1942 التحق بكتيبة المشاة الثانية (كتيبة الحسين الثانية)، وشارك جلالته في حرب عام 1948 بمعركة (غيشر) عند جسر المجامع، قبل أن ينتقل إلى القدس ومنها إلى رام الله، حيث اتخذ موقعا أماميا بين جنود المدفعية وبقي هناك حتى الهدنة الأولى، وشارك قبيل الهدنة الثانية في معارك قرية النبي صموئيل، وجبل الرادار، وبيت سوريك، وبيت إكسا. والأسرة الأردنية الواحدة إذ تستذكر الإنجازات في عهد المغفور له، بإذن الله، جلالة الملك طلال بن عبدالله، لتفخر بالتقدم المستمر في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يواصل مسيرة تطوير الأردن ليكون نموذجا يحتذى به في المنطقة.


جو 24
منذ ساعة واحدة
- جو 24
المحارمة والعطيات نسايب
جو 24 : توجهت جاهة كريمة من عشائر سحاب وعشيرة الصبرات المحارمة وأقاربهم وأنسبائهم ومحبيهم إلى عشيرة العطيات الكرام لطلب يد كريمة السيد مراد العطيات لابنهم الشاب عون علاء صبرة. وتحدث باسم الجاهة النائب السابق المهندس صلاح صبرة، ورد عليهم بالاجابة الوجيه سالم الفياض العطيات. نسأل الله أن يبارك للعروسين وأن يرزقهم السعادة والهناء والتوفيق..مبارك للجميع. تابعو الأردن 24 على