logo
من أسِرّة الألم إلى قِمم القلم

من أسِرّة الألم إلى قِمم القلم

سعورسمنذ 16 ساعات
" الرياض" في هذا التقرير تسلّط الضوء على مبادرة تحمل أسمى معاني الجود، أطلقتها الإدارة العامة للتعليم بالأحساء بالتنسيق مع إدارة المستشفى، وجسدّتها ثلاث معلمات سعوديات تطوعن لحمل رسالة الإنسانية والتعليم في آنٍ واحد.
غرس القيم
وبادرت الإدارة العامة للتعليم بالأحساء بمتابعة المدير العام حمد بن محمد العيسى ومن باب استشعارها المسؤولية المهنية والإنسانية إلى التنسيق مع إدارة المستشفى لتقديم رسالتها التعليمية والنفسية لهذه الفئة من الطالبات، في خطوة تأتي لتجسيد ما حملته رؤية 2030 من أهداف لتوفير تعليم جيد وشامل وعادل للجميع، وغرس التوجهات الإيجابية، والتوعية بأهمية تعلم الطلبة المقيمين في المستشفيات عبر تثقيف أسر الطلبة المقيمين في المستشفيات بالخدمات التعليمية والمساندة التي تقدمها وزارة التعليم، كما أن تطوع المعلمات جاء ثمرة يانعة لغرس رؤية المملكة قيمة التطوع في أبناء وبنات المملكة، فأثمرت هذه المبادرة عن قصة تربوية وإنسانية ووطنية ملهمة، ليقوم مساعد مدير التعليم للشؤون التعليمية الدكتور عبدالرحمن بن محمد الفلاح بتكريم المعلمات المتطوعات، مثنياً على عطائهم الإنساني المتدفق.
معلمات يجسدن رؤية وطننا بأهمية الانخراط في العمل التطوعي
رسالة سامية
الطالبات الثلاث ورغم أن المرض سلبهن الكثير من مفردات الحياة الطبيعية، إلاّ أن معلمات الأحساء هاجر الخليفة، وأنيسه المسيلم، وفاطمة الرشيد أبين إلاّ أن يحملن معهن جل معاني الإنسانية والعطف والقيم العالية التي يحملها ديننا الحنيف، كما تحملها رسالة التعليم، فأبدين حرصاً لافتاً واهتماماً نادراً على ألا تحرم طالبتهن المريضات من التعلم، فتطوعن للقيام بتدريس الطالبات في الفترة المسائية من خلال زيارة الجناح الذي ترقد فيه الطالبات في مستشفى الملك عبدالعزيز للحرس الوطني على مدى فصلين دراسيين، فرسمت المعلمات طوال هذه الفترة بروحهن وحضورهن الابتسامة على شفاه الطالبات، فأصبحن يشعرن بذات الشعور الذي يشعر به أقرانهن الطالبات من فرحة فرصة التعلم، والقيام بممارسة بعض الهوايات كالرسم، فغدت هذه المعلمات كملائكة الرحمة ينشرن البسمة والبهجة في نفوس طالباتهن وحتى أولياء أمورهن يشاطرن الكادر الطبي في المساهمة في جودة الحياة لهن.
ثمرة تعاون
وبيّنت رئيس قسم التربية الخاصة في الإدارة العامة للتعليم بالأحساء إيمان الخطيب أن المبادرة بدأت بتسجيل الطالبات في نظام نور، طالبة في التمهيدي والاثنتان في الصف الأول الابتدائي، وخصص لهن يومين دراسيين في الأسبوع على مدى الفصلين الثاني والثالث، ثم أعدت خطط فردية بمتابعة مشرفة قسم ذوي الإعاقة فاطمة العرفج، تتناسب مع احتياجات وقدرات الطالبات، وتراعي الحالة الصحية لهن، وبعد رحلة تعليمية مكتملة تم بفضل الله سبحانه وتعالى وبجهد المعلمات تقييم ورصد إتقان الطالبات للمهارات المحددة في نظام نور، وحرصاً من إدارة التعليم وإدارة المستشفى على تحفيز الطالبات نفسياً، فقد أقيم احتفال خاص لهن، بحضور فريق من المستشفى وأولياء الأمور بنجاح الطالبات نهاية العام الدراسي 1446ه.
أول شهادة والأثر!
وقالت مديرة الخدمة الاجتماعية في مستشفى الملك عبدالعزيز للحرس الوطني بالأحساء أحلام السلمي: إنها لمست أثراً اجتماعياً وإنسانياً عميقاً نتيجة تعليم الأطفال ذوي الإقامة الطويلة في المستشفى، من خلال تحسين حالتهم النفسية وتطورهم اللغوي، وذلك من خلال التفاعل المستمر مع المعلمات، ولفتت أحلام إلى أن الأثر تجلى بوضوح في لحظة استلامهن لأول شهادة دراسية، حيث ظهرت مشاعر الفرح والتقدير على وجوه الأطفال، وكانت دموع الأهالي أصدق تعبير عن امتنانهم لهذه المبادرة التي منحت أبناءهم الأمل والدافع رغم التحديات الصحية التي يواجهونها، مؤكدةً على أن توفير التعليم لمثل هذه الظروف يعكس أهمية التكامل بين الرعاية الصحية والاجتماعية والتعليمية وهي ترجمة التوجيهات السديدة من القيادة الرشيدة.
زراعة أمل
وخلصت المعلمة أنيسة المسيلم إلى أن التعليم في المستشفى تجاوز مجرد إيصال إلى أنه بات يمثل دعمًا نفسياً وإنسانيًا، وزراعة الأمل وأن نكون مصدر طاقة إيجابية لهن، كما أن تجربتها عمقت في نفسها الإيمان بدور المعلم كعنصر مساعد على الشفاء النفسي، ذاكرةً بعض المواقف الإنسانية خلال تواجدهن كمعلمات في المستشفى، وقالت: توجد طالبة كفيفة في المستشفى تحرص خلال حضورنا على الإمساك بيدنا، وتحاول تجلسنا على الكرسي المجاور لها؛ لتضمن وجودنا معها في صورة تعكس الأثر النفسي الكبير لتواجدهن إلى جوار المريضات، واصفةً مشاعر طالبة أخرى، حيث كانوا يرونها وهي واقفة إلى جوار سريرها تنظر إلى باب الغرفة تترقب دخول المعلمات، ومع دخولهن تدخل الطالبة في حالة من الفرح العارم، شاكرةً الله سبحانه وتعالى بأن مكنها من نعمة التطوع.
ترقب بحرارة
وبيّنت المعلمة هاجر الخليفة أنه تم وضع منهجاً يتناسب مع الوضع الصحي للطالبات، ثم تحدثت عن تجربتها: من اليوم الأول وجدت الجميع مستعدًا للحصة التعليمة ليس فقط الطالبات وإنما حتى الطواقم الطبية والتمريضية عبر تحفيزهن وقت الحصة الدراسية، وفي كل مرة تكون لدي حصة أجد الطالبات يترقبن بحرارة حضور المعلمات لبدء الحصة، حيث يستقبلن معلماتهن بالصرخات والفرح والحماس، وصولاً إلى نهاية العام الدراسي فكانت فرحة الإنجاز عظيمة ليست للطالبات وحسب، وإنما كذلك لأهلهن الذين حضروا الاحتفال وبادروا بالشكر والعرفان والامتنان للجميع. كما أن الأثر عظيم وكبير في نفوسنا كمعلمات.
ووصفت المعلمة فاطمة الرشيد تطوعها لتدريس هذه الطالبات بالمنحة الربانية والواجب الإنساني، وتابعت بأنهن كمعلمات اجتزن أصعب مرحلة وهي تقبل الطالبات لوجودهن فكسبن مودتهن، واعتبرت هذه التجربة فرصة أضافت لهن سعادة حقيقية من خلال مد يد العون و المساعدة.
د. الفلاح كرّم المعلمات المتطوعات
شعور بلذة التعليم وممارسة الحياة الطبيعية
يوم مختلف مع الحصول على أول شهادة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

منع اللقاحات يفاقم انتشار الحصبة في مناطق الحوثي
منع اللقاحات يفاقم انتشار الحصبة في مناطق الحوثي

الأمناء

timeمنذ 3 ساعات

  • الأمناء

منع اللقاحات يفاقم انتشار الحصبة في مناطق الحوثي

يؤدي منع التلقيح في اليمن إلى تفشي الحصبة بين آلاف الأطفال، وسط تعتيم سلطات الحوثيين على عدد الإصابات والوفيات الناتجة عن المرض، بذريعة أن اللقاحات مؤامرة. يعد الحصبة أحد الأمراض التي يمكن الوقاية منها، لكنه ليس كذلك في اليمن، فجماعة أنصار الله "الحوثيين" التي تسيطر على المحافظات الشمالية والغربية التي تضم نحو 75% من عدد سكان البلاد، تمنع تلقيح الأطفال، وتصف اللقاحات بأنها "مؤامرة صهيوأميركية". ويؤدي منع التلقيح إلى تفشي الحصبة بين آلاف الأطفال، في ظل تعتيم من قبل سلطات الحوثيين على عدد الإصابات والوفيات الناتجة عن المرض. وليس من السهل تشخيص الحصبة، فخلال الأيام الثلاثة الأولى من الإصابة تظهر على المصاب أعراض تشبه الإنفلونزا تشمل السعال والتهاب الحلق والتهاب الأنف وارتفاع درجة حرارة الجسم، لكن في اليوم الرابع يظهر الطفح الجلدي، والذي يؤكد الإصابة بالحصبة. بعد ظهور الطفح الجلدي على جسد الطفل علي (أربع سنوات)، نقله والده إلى مركز طبي في ريف العاصمة صنعاء، لكن حالته كانت تستدعي نقله إلى أحد مستشفيات العاصمة لتلقي الرعاية اللازمة. يقول الطبيب إبراهيم العامري، والذي تولى تشخيص الحالة، لـ"العربي الجديد"، إن "مرض الحصبة منتشر نتيجة عوامل عدة، أبرزها عدم تلقيح الأطفال، وصعوبة الوصول إلى المستشفيات والمراكز الصحية. يصلنا العديد من الإصابات، وبعض الحالات نقوم بعلاجها، بينما الحالات المتقدمة نقوم بتحويلها إلى مستشفيات صنعاء". ويضيف العامري: "الحصبة من الأمراض الخطيرة، خاصة حين يصل إلى مرحلة متقدمة، إذ يكون الطفل المصاب عرضة للعمى، أو الالتهاب الرئوي، أو التهاب الدماغ، فضلاً عن الإسهال الحاد والجفاف. لذا يجب إسعاف المصاب بمجرد ظهور أعراض المرض عليه، وأبرزها ظهور الطفح الجلدي". أصيبت الطفلة خولة (خمس سنوات) بمرض الحصبة، وجرى إسعافها إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد تدهور حالتها. يقول والدها لـ"العربي الجديد": "بدأت أعراض المرض على طفلتي بارتفاع درجة حرارتها، وكنت أظن أنها حمى عادية، وقمنا بعلاجها باستخدام الأدوات التقليدية كالكمادات ومخفض الحرارة، لكني فوجئت بظهور بقع بيضاء على جسمها، فسارعت بنقلها إلى المستشفى، وهناك أُخبرت بأنها مصابة بالحصبة، ولا تزال تتلقّى العلاج. أخبرني الطبيب أنه كان بالإمكان تفادي الإصابة لو أنها تلقت التلقيح، لكن اللقاحات ممنوعة، وأنصح الأولياء بتلقيح أطفالهم، حتى لو اضطروا للسفر إلى مناطق أخرى". وتشهد محافظة ذمار (وسط) انتشاراً كبيراً للمرض، ما جعل منظمة "أطباء بلا حدود" تُنشئ جناح عزل في مستشفى الوحدة التعليمي، يتسع لـ40 سريراً. وأكدت المنظمة في بيان أن فرقها الطبية عالجت أكثر من 800 مصاب بالحصبة من خلال أنشطة مستشفى الوحدة التعليمي والعيادات المتنقلة في محافظة ذمار منذ مطلع إبريل/ نيسان الماضي، وأن "ما يزيد عن 64% من المرضى الذين جرى علاجهم كانوا أطفالاً دون سن الخامسة. الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً من تفشي الحصبة في ظل غياب اللقاحات الكافية، وصعوبة الوصول إلى مراكز الرعاية الصحية". وقالت رئيسة بعثة "أطباء بلا حدود" في اليمن، ديسما ماينا، إن "ما يشهده اليمن من احتياجات طبية متزايدة يتطلب جهداً مشتركاً من كافة الجهات الفاعلة في القطاع الإنساني لتفادي كارثة صحية محتملة"، داعية جميع الشركاء الدوليين والمحليين إلى مضاعفة الجهود، ومؤكدة استمرار التزام المنظمة بتقديم الرعاية الصحية في اليمن رغم محدودية الإمكانات وتزايد حجم المتطلبات. بدورها، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه "تم الإبلاغ عن 33 ألف حالة يُشتبه في إصابتها بالحصبة، مع 280 وفاة بسبب المرض خلال الفترة من يناير/ كانون الثاني 2024 حتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه". وبحسب المنظمة، فالحصبة مرض شديد العدوى يسببه فيروس يصيب الجهاز التنفسي، ثم ينتشر في جميع أنحاء الجسم، وينتشر بسهولة عندما يتنفس الشخص المصاب أو يسعل أو يعطس، ويمكن أن يسبب مرضاً شديداً، ومضاعفات، وقد يسبب الوفاة. ويتزامن تفشي الحصبة مع انهيار القطاع الصحي في اليمن، فالحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عشر سنوات تسببت بتدمير البنية التحتية الصحية، وأوقفت العمل في الكثير من المستشفيات والمراكز الصحية، وبعضها تعرض للتدمير الكلي أو الجزئي، وتلك التي ما زالت تمارس العمل تفتقد إلى الأجهزة والمعدات الطبية والأدوية اللازمة لتقديم خدماتها للمرضى، كما أثرت الحرب وتداعياتها على الوضع المعيشي لليمنيين، وباتت أسر كثيرة عاجزة عن إسعاف أبنائها إلى المراكز الصحية نتيجة الكلفة المالية التي تفوق قدرتها.

تخصيص خطبة الجمعة القادمة للحديث عن خطر نشر الشائعات والغيبة والنميمة وبيان آثارها السيئة على الفرد والمجتمع
تخصيص خطبة الجمعة القادمة للحديث عن خطر نشر الشائعات والغيبة والنميمة وبيان آثارها السيئة على الفرد والمجتمع

غرب الإخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • غرب الإخبارية

تخصيص خطبة الجمعة القادمة للحديث عن خطر نشر الشائعات والغيبة والنميمة وبيان آثارها السيئة على الفرد والمجتمع

المصدر - ‏امتدادًا للرسالة التي تنهض بها وزارة الشؤون الإسلامية في توظيف المنابر لتعزيز القيم الإسلامية؛ فقد وجّه معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، خطباء الجوامع، بتخصيص خطبة الجمعة القادمة 16 / 1 / 1447هـ، للحديث عن خطر نشر الشائعات والغيبة والنميمة، وبيان آثارها السيئة على الفرد والمجتمع. ‏وقد جاء التوجيه بأن تكون الخطبة وفق المحاور التالية: ‏•بيان وجوب حفظ اللسان من الوقوع في أعراض الناس بما يكرهون، يقول الله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ). ‏•التحذير من نشر الشائعات أو السماع لها وتصديقها، يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ). ‏•التحذير من الغيبة والنميمة، وبيان آثارها السيئة على الفرد والمجتمع، ومن ذلك أنها توغر الصدور، وتشحن النفوس، وتذهب الألفة والمودة، وتزرع الضغينة بين المسلمين، وبيان أنها من كبائر الذنوب والمعاصي، يقول الله تعالى: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)، ويقول تعالى: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)، وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ﷺ قال: (لما عُرِجَ بي مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نُحاسٍ يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم)، وعن حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ قال: (سمعتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقول: لا يدخل الجنة نمّام). ‏•بيان عدم جواز السماع لأهل الإشاعات والغيبة والنميمة، وأن الواجب الإنكار عليهم ونصحهم وتوجيههم وتذكيرهم بالله تعالى.

زراعة صمام رئوي بالقسطرة لمريضة ثلاثينية بمدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة
زراعة صمام رئوي بالقسطرة لمريضة ثلاثينية بمدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة

صدى الالكترونية

timeمنذ 4 ساعات

  • صدى الالكترونية

زراعة صمام رئوي بالقسطرة لمريضة ثلاثينية بمدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة

تمكن فريق طبي متخصص بمدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة من إجراء أول عملية من نوعها على مستوى مكة المكرمة لزراعة صمام رئوي بالقسطرة داخل صمام جراحي لمريضة تبلغ من العمر 36 عامًا كانت تعاني من مرض خلقي معقد في القلب، في إنجاز طبي نوعي يُضاف إلى سلسلة النجاحات المتقدمة للمدينة الطبية. وأوضح تجمع مكة المكرمة الصحي أن التاريخ المرضي للمريضة يعود إلى أكثر من 12 عامًا، حين اكتُشف إصابتها بثقب بين البطينين مصحوبًا بضيق شديد في الصمام الرئوي، وخضعت حينها لعملية قلب مفتوح معقدة بالمدينة الطبية تضمنت إغلاق الثقب وزراعة صمام صناعي، لتستقر حالتها بعد العملية مع المتابعة الدورية في العيادات الخارجية. وأفاد بأن المريضة مؤخرًا بدأت تعاني من ضيق شديد في التنفس مع أقل مجهود، وتورم في الأطراف، ووهن شديد في الجسم، ما استدعى إجراء تقييم دقيق وشامل لحالتها شمل أشعة تلفزيونية للقلب (إيكو) وتصويرًا مقطعيًا متقدمًا بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتحليلًا دقيقًا من قبل استشاري أمراض القلب الخلقية، وأشعة الرنين المغناطيسي للقلب الدكتور أحمد سمان، التي أظهرت نتائجه وجود تدهور شديد في وظيفة الصمام الصناعي السابق وتضيق حاد، مما شكل تهديدًا لصحة المريضة وحياتها وفرض الحاجة إلى تدخل عاجل. وأشار التجمع إلى أن الحالة عُرضت على الفريق الطبي المتعدد التخصصات، وقرر أن الحل الأمثل لحالتها يتمثل في زراعة صمام رئوي جديد عن طريق القسطرة باستخدام تقنية حديثة تُعرف بـ'زراعة الصمام بالقسطرة داخل الصمام الجراحي' (Percutaneous Pulmonary Valve in Valve)، خيارًا متقدمًا وآمنًا يجنبها مخاطر إعادة إجراء جراحة قلب مفتوح معقدة للمرة الثانية. وبفضل من الله وتوفيقه أُجريت العملية بنجاح, وغادرت المريضة المستشفى وهي بصحة جيدة ومستقرة ولله الحمد. وتعكس هذه العملية التطور النوعي في الإجراءات التخصصية المعقدة بمدينة الملك عبدالله الطبية، وانتقلت المريضة من خضوعها قبل 12 عامًا لجراحة قلب مفتوح معقدة استغرقت وقتًا طويلًا في التعافي، إلى إجراء تدخلي دقيق وأقل خطورة عبر القسطرة، باستخدام أحدث التقنيات العلاجية العالمية، وذلك في إطار إستراتيجية المدينة في مواكبة أحدث التقنيات والإجراءات في علاج أمراض القلب الخلقية المعقدة والنادرة، ضمن مستهدفات التحول الصحي في المملكة ورؤية المملكة 2030. ويأتي هذا الإنجاز بالتزامن مع إطلاق مدينة الملك عبدالله الطبية لخدمة أمراض القلب الخلقية لدى الكبار, وهي خدمة تخصصية نوعية تستهدف علاج المرضى البالغين المصابين بعيوب خلقية في القلب، وتُعد أمراض القلب الخلقية من الحالات المعقدة التي تنشأ منذ الولادة وتستمر مع المريض في مختلف مراحل حياته، وتشمل العلاجات المتاحة والمراقبة المستمرة الأدوية، والتدخل بالقسطرة القلبية، أو الجراحة بحسب شدة الحالة. وتهدف هذه الخدمة المتكاملة إلى تقديم رعاية طبية تخصصية تواكب أفضل الممارسات العالمية، وتسهم في تحسين جودة الحياة، وتقليل المضاعفات، من خلال فرق طبية متعددة التخصصات توفر رعاية شاملة ومتكاملة لهذه الفئة من المرضى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store