
بيان صادر عن عائلة وذوي الشهيدين الشقيقين عمار وضياء رشيد الديك رحمهما الله
، داخل فلسطين وخارجها .
البيان كما نشر للعائلة
قال تعالى 'وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ' صدق الله العظيم
تصادف هذه الأيام الذكرى الخامسة لرحيل الشهيدين الشقيقين عمار وضياء الديك رحمهما الله، وتأتي هذه الذكرى وشعبنا يقدم التضحيات النبيلة في سبيل الحرية والعودة وتقرير المصير تجسيداً لحقوقه المشروعة والعادلة. إن هذه المرحلة التي تمر بها قضيتنا الوطنية ومؤسساتنا وشعبنا تتطلب منا الحرص على التعاون والوحدة والتضامن في سبيل إحترام تضحيات شعبنا والحفاظ على المكتسبات الوطنية التي تحققت، وبالتالي بناء مؤسسة وطنية ديمقراطية شعبية قادرة على تحقيق المساواة والعدالة الإجتماعية وحماية شعبنا وتعزيز صموده على أرضه، وصولاً لتحقيق حلمه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
وفي 14 يونيو 2020 رحل عنا الشهيدين الشقيقين عمار وضياء الديك رحمهما الله، ولكن مازالت مواقفهم الوطنية والإجتماعية والإنسانية خالدة ولن تنسى. وفي الذكرى الخامسة لرحيلهما وما رافق تلك الذكرى من تطورات على الصعيد العائلي والمحلي، نؤكد على ما يلي: عقد لقاء جماهيري (سيحدد موعده/الزمان والمكان لاحقاً) لإطلاع الجماهير على أخر مستجدات قضية الشهيدين الشقيقين رحمهما الله امام القضاء الفلسطيني، وذلك إحتراماً لذكراهم وتحمل المسؤولية والأمانة لتحقيق العدالة لقضيتهم. نحمل محافظ سلفيت السابق واجهزته الأمنية في سلفيت (أعضاء لجنة التحقيق الرسمية) مسؤولية الإساءة للشهيدين الشقيقين رحمهما الله ولذويهما أبان الحادثة. نحمل جهاز الدفاع المدني الفلسطيني مسؤولية التقصير في إنقاذ الشهيدين الشقيقين رحمهما الله، وبالتالي تحمل مسؤولية وفاتهم، بحسب ما جاء في نتائج ومخرجات تقرير تقصي الحقائق الصادر عن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين. نحمل الجهات الرسمية العليا ذات العلاقة بالحادثة، منها المدنية والأمنية، مسؤولية عدم الإهتمام والإكتراث بملف الشهيدين الشقيقين رحمهما الله. ندين ما قامت به قوات الإحتلال الإسرائيلي من إقتحام لمنزل الشهيدين الشقيقين رحمهما الله، والعبث بمحتوياته، ونهنئ إبننا المناضل هيثم رشيد الديك عودته سالماً بعد إحتجازه لساعات، متمنين الحرية لكل الأسرى. نهنئ إبننا الدكتور علاء رشيد الديك حصوله على درجة الدكتوراة بتفوق، تخصص 'أصول وقوانين الدراسات الصينية' من كلية العلاقات الدولية والشؤون العامة، معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة شانغهاي للدراسات الدولية. ونتقدم بالشكر لجبهة النضال الشعبي، قيادة وهيئات ودوائر، على دعمه خلال فترة دراسته، وكذلك الشكر الجزيل للحزب الشيوعي الصيني، قيادة وهيئات ودوائر، على منحه هذه الفرصة لإكمال دراسته، وأيضاً الشكر موصول للسفارة الصينية في رام الله، أصحاب السعادة والمستشارين والطاقم، على مساندتهم الفعالة. نهنئ الحزب الشيوعي الصيني والأمة الصينية، قيادة وحكومة وشعب، بمناسبة الذكرى 104 لتأسيسه (1 يوليو 1921)، مثمنين الإنجازات السياسية والتنظيمية والتنموية التي تحققت، ونقدر عااليا الموقف الثابت والحازم لجمهورية الصين الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العالدلة في كل المحافل والمناسبات. نثمن عاليا صمود أبناء شعبنا الفلسطيني بكل اطيافه ومكوناته على أرضه الفلسطينية، ونحيي موظفي ومنتسبي المؤسسات الرسمية والأهلية والأكاديمية والنقابية والإعلامية على صمودهم في ظل إستمرار الحصار المالي، ونقف لجانب العمال والمزارعين وكل أبناء شعبنا نتيجة تردي الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والسياسية. نطالب كل الشرفاء الحريصين على المؤسسات الوطنية العامة، المدنية والأمنية والأهلية، أن يحافظوا على المكتسبات التي تحققت من خلال تطبيق وحماية سيادة القانون وتحقيق العدالة وعدم مجاملة المسؤول عند حدوث تقصير أو خلل في الأداء، وهذا من شأنه أن يعزز حوكمة وشفافية عمل المؤسسة، وبالتالي تعزيز ثقة المواطن الفلسطيني للتمسك بها والدفاع عنها. نثمن جهود الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين، الهيئة العامة والمدير العام وكل العاملين، بمتابعة قضية الشهيدين الشقيقين رحمهما الله، وإصدار تقرير تقصي حقائق 'مهني ومستقل' بالحادثة. نثمن جهود مكتب الإنصاف والعدالة للدكتور أحمد الأشقر، محامي قضية الشهيدين الشقيقين رحمهما الله، بمتابعة عدالة القضية أمام القضاء الفلسطيني. نقدر موقف جبهة النضال الشعبي، الأمين العام والهيئات القيادية والدوائر التنظيمية والنقابية، على رعايتهم حفل التأبين السنوي للشهيدين الشقيقين رحمهما الله، ولموقفهم الثابت في دعم القضية والوقوف بجانب العائلة وذويهما. نشكر جميع الأهالي والأقارب والأنساب في بلدة كفرالديك، وآل حشاش وآل أبوغضيب وآل الساحلي وآل الشابه وآل القطامي وآل الرنتاوي في الوطن والشتات، وآل علوي وآل حرباوي في تونس، على مواقفهم الثابتة لدعم ومساندة العائلة وذويهم، وكذلك موقف الأهالي والأصدقاء في مدينة وبلدات وقرى محافظة سلفيت، ومدن ومخيمات وبلدات وقرى الضفة وقطاع غزة، وكل أبناء شعبنا في الشتات على مواقفهم النبيلة لمساندة العائلة وذويهم، ونشكر كل الأصدقاء والشركاء الإقليميين والدوليين على دعم عدالة قضية الشهيدين الشقيقين رحمهما الله، ومساندة ذويهما في كل المحافل والمناسبات. نثمن جهود كل المؤسسات الإعلامية التي تابعت وتناولت القضية أبان الحادثة، وما رافقها من تطورات وأحداث متتالية.
عاش شعبنا الفلسطيني العظيم، والمجد والخلود للشهداء والحرية للأسرى والشفاء للجرحى، وعهداً أن نبقى على الحق ظاهرين وبالدليل ناطقين، لحين تحقيق العدالة لقضية الشهيدين الشقيقين عمار وضياء الديك رحمهما الله. عاشت الذكرى المجيدة، وعاشت المواقف النبيلة الخالدة، وحتماً ستطال العدالة كل المقصرين والعابثين بأمن المؤسسة وسلامة أبناء شعبنا مهما طالت.
عائلة وذوي الشهيدين الشقيقين عمار وضياء رشيد الديك رحمهما الله، داخل فلسطين وخارجها
03/07/2025

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 28 دقائق
- فلسطين أون لاين
تقرير ضحى وأطفالها.. نزحوا من الموت فاحترقوا في المأوى
غزة/ يحيى اليعقوبي: عند ثلاجات الموتى في مجمع الشفاء الطبي، ترقد جثامين الشهيدة ضحى عبده (28 عامًا) وأطفالها الثلاثة: آدم (سنتان)، وخالد (6 سنوات)، وشام (7 سنوات)، إلى جانب زوجها محمد حجيلة وعدد من أقارب عائلته. استهدفتهم ثلاث طائرات إسرائيلية انتحارية مفخخة، عند الساعة الثانية من فجر الخميس، ليتحوّل المأوى الذي نزحت إليه ضحى قبل شهر هربًا من الموت في حي التفاح شرق غزة، إلى محرقة التهمت أجساد أبنائها وطمست ملامحهم، حتى لم يُعرفوا إلا بأسمائهم. في وداع يشبه العناق الأخير، احتضنت ضحى أطفالها الشهداء وكأنها تصرُّ على الرحيل معهم. رحلت الأم إلى حيث سبَقها زوجها محمد الذي استشهد في بداية الحرب، فواجهت وحدها مصاعب النزوح والحرمان، تنقّلت بأطفالها من مركز إيواء إلى آخر، في بحث عبثي عن ملاذٍ آمن لم يكن موجودًا. داخل المشرحة، حمل أحد أقارب العائلة جثمان الطفلة "لين"، لم تُكمل عامها الثاني، وقد لُفَّت بقطعة قماش ووُضعت فوق جثمان والدها صقر حجيلة، في مشهد يُمزق القلب. وداع لا يشبه الوداع مع ساعات الصباح الأولى، تجمّع أقارب الشهداء في ساحة المشرحة، والصدمة تكسو ملامحهم. لم تُمنح لهم فرصة لرؤية الوجوه، ولا حتى قبلة وداع؛ فالأجساد تفحّمت بفعل القصف، واكتفى الأهالي بنظرات باكية للأكفان البيضاء، ودموع صامتة اختلطت بصرخات الفقد والفاجعة. صرخ خال الشهيدة، عثمان عبده، بمرارة: "نتفاجأ بأنهم يرسلون طائرات انتحارية لتفجير عائلة من أم وأطفال! بأي شرعٍ يُقتلون؟ بأي ضمير؟ حرقوهم أحياء... نطلب الرحمة من الله لأهل غزة." جلست والدة ضحى قرب جثمان ابنتها الوحيدة، لا تكاد تصدق ما ترى. قبل يومٍ فقط زارتها، واحتضنت أحفادها، والآن تلقي عليهم نظرة الوداع الأخيرة، فقدت ابنها مصعب قبل أشهر، وها هي اليوم تعيش فاجعة فقد ضحى وأحفادها دفعة واحدة. "بدنا نروح مع بعض" يروي شقيق ضحى، عبد الرحمن، بكلمات ثقيلة تُغالب الدمع: "كانت أختي تخاف على أولادها كثيرًا. كانت تقول: إذا بدنا نستشهد، بدنا نروح مع بعض. ما بدنا يضل حدا يتحسّر على التاني." ويضيف لصحيفة "فلسطين": "جاءنا الاتصال فجرًا من شقيق زوجها، يخبرنا بما جرى، وعندما وصلنا صُدمنا بتفحّمهم جميعًا." يحاول عبد الرحمن التماسك وهو ينظر إلى الأكفان التي تضم أشلاء أبناء شقيقته: "كانوا في منتهى الجمال. شام كانت تحلم أن تصبح طبيبة، ووالدتهم كانت تدرّسهم بنفسها، ترفض إرسالهم للمراكز التعليمية خوفًا من القصف. كانت تبحث عن الأمان، لكنها لم تجده." وكان من المقرر أن يزورها في يوم استشهادها، يقول: "بعد نزوحنا من حي التفاح إلى منزل عمي، فكرت أن أذهب عندها لأدرس استعدادًا للثانوية العامة، لكن استُشهدت قبل أن أتمكن من رؤيتها. تحدثنا قبلها بيوم، كنا نشتاق إليها كثيرًا. فراقها قاسٍ." ويتابع: "كانت ترى زوجها محمد كثيرًا في المنام، قالت لنا مرارًا إنه يظهر لها في أحلامها... وكأنها كانت تودّعنا دون أن نعلم." فقدها كسر شيئًا داخله بصوت يختنق بالحنين، يقول عبد الرحمن: "بوجود الأخت، تشعر ببهجة العيد. برحيلها تفقد أشياء كثيرة. كانت قريبة منا جميعًا. بعد استشهاد زوجها، نزحت إلينا وعاشت بيننا... الفقد كسر فيها الكثير." ويتذكّر اليوم الأول لفقد زوجها محمد: "أخرنا إخبارها بوفاته ثلاثة أيام، خشينا على حالتها النفسية، لكنها بدأت تشعر، وحين علمت، دخلت في صدمة استمرت لأكثر من شهرين." استشهد محمد أثناء محاولته شراء دواء لابنه الصغير، وكان قد مرّ بوالده يساعده في تعبئة المياه، بينما ذهب الأب لشراء الدواء. في تلك اللحظة، قصف الاحتلال المنزل، واستشهد محمد مع والدته وشقيقاته. واليوم، بلحظة قصف جديدة، لحقَت بهم زوجته وأطفاله، ولم ينجُ من العائلة إلا شخص واحد. لا أمان حتى في النوم في زاوية أخرى، جلست قريبات الشهيدة يبكين بصمت موجع. كل العائلة كانت مجتمعة في مركز الإيواء التابع لمدرسة مصطفى حافظ، في لحظة سكينة قبل الفجر. لم يتوقع أحد أن تُغدر أحلامهم بثلاث طائرات مفخخة، تقصف المكان دون إنذار، لتسرق أرواحهم وهم نائمون. تقول إحدى القريبات، وهي تمسح دموعها: "ضحى كانت تخشى على أطفالها من القصف في محيط منزل والدها بحي التفاح، فذهبت إلى مركز الإيواء عند أهل زوجها. لكن حتى هناك لم يسلموا. ما ذنب الأطفال؟ ماذا رأوا من الدنيا ليُقصفوا بهذه الوحشية؟" نزحت ضحى – المعروفة بـ "أم خالد" – خمس مرات في الأسابيع الأخيرة، بحثًا عن بقعة آمنة. أرادت فقط أن تحمي أطفالها، أن تحافظ على شيء من رائحة زوجها الراحل. تختم خالتها بحسرة: "كان أولادها من أجمل ما يكون... أذكياء، وطيبون. لكن انظر كيف صاروا... أين حق الطفولة في غزة؟!" المصدر / فلسطين أون لاين


شبكة أنباء شفا
منذ 2 ساعات
- شبكة أنباء شفا
جنود العدو ، ما بين الكوابيس والوصايا ، بقلم : بديعة النعيمي
جنود العدو ، ما بين الكوابيس والوصايا ، بقلم : بديعة النعيمي برزت خلال الحرب على غزة ملامح جديدة في مشهد الصراع، إنها تلك التي تتعلق بالعمق النفسي للجنود في جيش الاحتلال المشاركين في العمليات. أحد تقارير صحيفة 'هآرتس' العبرية الصادر مؤخرا، كشف عن تدهور الحالة النفسية لجنود الاحتلال، حيث عكس بوضوح حجم الضغوط التي تفرضها المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام، على الآلة العسكرية لدولة الاحتلال، رغم الفوارق الهائلة في القدرات والإمكانات. هؤلاء الجنود، الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و ٢١، وجدوا أنفسهم في بيئة قتالية صادمة، حيث لا خطوط مواجهة تقليدية، ولا ضمانات للنجاة. هم يواجهون خصما شبحيا، يتحرك ببراعة تحت الأرض، ويتقن التخفي والتكتيك والضربات المباغتة. هذا الخصم الفلسطيني، استطاع بصبره الاستراتيجي، وبنيته التنظيمية المحكمة، أن يحول ساحة المعركة إلى مستنقع نفسي وعسكري للعدو. في شهاداتهم، يتحدث الجنود عن الأرق، البكاء، الكوابيس، وكتابة الوصايا في خنادق الليل في مؤشر إنما يدل على انهيار منظومة الاستقرار الذهني في أوساط الجيش الصهيوني. وهذا المؤشر يدحض الدعاية الصهيونية التي تحاول إظهار ذلك الجيش الأسطوري كقوة عصية على أن ينزل بها الخوف أو الهزيمة النفسية. إن مجرد تحول الموت إلى رفيق يومي، كما قال أحد جنود 'لواء غفعاتي'، يعد بحد ذاته اعترافا بقدرة المقاومة على نقل الحرب إلى داخل عقل الجندي، قبل جسده. المقاومة الفلسطينية لا تملك طائرات ولا ترسانة نووية ولا دعما لا محدود، لكنها تمتلك العنصر الأهم ألا وهو الإيمان بفلسطين، والانغراس في أرضها، وفهم دقيق لطبيعة العدو. وهذا ما جعل منها أي المقاومة رقما صعبا في المعادلة، قادرا على قلب المفاهيم العسكرية التقليدية، وإرباك خطط عصابات جيش الاحتلال، سواء عبر الأنفاق، أو الكمائن، أو القنص، أو الطائرات المسيرة، أو حتى عبر الاستخدام الإعلامي الذكي الذي ينقل رسائل القوة والإرباك. المقاومة ومنذ بداية السابع من أكتوبر وهي تقاتل وفق استراتيجية طويلة النفس، تهدف إلى استنزاف العدو وتغيير ميزان الردع. وهذا بالفعل ما حصل، ونرى أثره اليوم داخل الجبهة الداخلية في دولة الاحتلال حيث أصبحت أكثر هشاشة، والمجتمع أكثر انقساما، والجنود أكثر رعبا. إن حالة الجنود في غزة اليوم، حين يناقشون من سيبكيهم بعد موتهم، هي نتيجة لصمود واستبسال المقاتلين الفلسطينيين، الذين يفرضون الحرب بحسب معادلاتهم. وإذا كانت عصابات الجيش تمتلك التفوق التكنولوجي فإن المقاومة وخاصة كتائب القسام تمتلك الإرادة والابتكار والاحتراف التنظيمي الذي يمكنها من كسر هذه المعادلة. فهي اليوم لا تواجه فقط جيشا عاديا، بل مشروعا استعماريا يرتكز على القوة والردع والخوف. وعندما يصاب هذا المشروع بالذعر داخل وحداته القتالية، فإن ذلك يعني أن هناك ما تغير جذريا في موازين التأثير. ما تعكسه اليوم شهادات أولئك الجنود إنما هو كسر للصورة التي طالما روجت لها الدولة الزائلة بأن الجندي اليهودي لا يهزم. لأنه اليوم هزم بالفعل، وتآكلت هالته المزيفة أمام معركة الإرادة، التي تخوضها المقاومة الفلسطينية. واليوم صفة الجيش الذي لا يهزم، جديرة أن تنسب فقط بحق جنود المقاومة الذين يخرجون من بين الركام يلصقون القنابل باسم الله أكبر ،مقدمين الروح لله ولأرض باركها الله في كتابه الكريم.


شبكة أنباء شفا
منذ 2 ساعات
- شبكة أنباء شفا
المحامي فريد جبران ، الإنسان المناسب في المكان المقدس ، بقلم: رانية مرجية
المحامي فريد جبران: الإنسان المناسب في المكان المقدس ، بقلم: رانية مرجية في زمن تتناسل فيه التحديات وتتفاقم فيه الأزمات، لا سيما تلك التي تطال الحضور المسيحي في الأرض المقدسة، يأتي تعيين المحامي فريد جبران مديرًا تنفيذيًا للمدارس الكنسية في إسرائيل ليكون بمثابة شعلة رجاء وخطوة جريئة ومباركة نحو الحفاظ على الهوية المسيحية في هذه البلاد الجريحة. فليس كل يوم يُعيّن علماني في موقع كان، لعقود طويلة، حكرًا على رجال الإكليروس. لكن يبدو أن الزمن يفرض استحقاقاته، والمرحلة تتطلب قامات قادرة على الصمود، وقلوبًا تعرف كيف تحب وتدير وتحمي. ونحن في الرملة فخورون بهذا التعيين، لأنه يكرّس فريد جبران كالرجل المناسب في هذا الظرف الحرج. هذا التعيين ليس تفصيلًا إداريًا عابرًا، بل هو انعكاس لوعي استراتيجي لدى مجلس الأساقفة الكاثوليك، واعتراف ضمني بأن المرحلة تتطلب رجالًا من طينة خاصة، ممن يعرفون لغة القانون، ويجيدون التفاوض، ويفهمون الواقع بكل تناقضاته. فريد جبران، ابن الطائفة، وابن الأرض، يجمع في شخصه بين الصرامة القانونية والالتزام الكنسي، وبين الفهم العميق للواقع التربوي والتمسك الجوهري بالقيم المسيحية. إن المدارس الكنسية لم تكن يومًا مجرد بنايات أو جدران، بل كانت – وما زالت – حضنًا للهوية، ومختبرًا للانتماء، ومنصة لصقل الوعي الوطني والديني. هي خط الدفاع الأول والأخير عن الحضور المسيحي في هذه البلاد. ومع تآكل هذا الحضور وتراجع أعداده، تصبح هذه المدارس قلاعًا للصمود وذاكرة للمستقبل. تُطرح اليوم أسئلة كبرى حول مصير المدارس الكنسية، ودورها المستقبلي، بل ومكانتها في المشهد المسيحي العام. هل يمكن لهذه المدارس أن تكون نواة لوحدة الكنائس؟ وهل تبدأ المصالحة الكبرى بين الكنائس من مقاعد الدراسة، من الأطفال الذين لم يعرفوا بعد معنى الانقسام؟ في هذا التعيين التاريخي تلوح بوادر أمل، وربما فرصة تاريخية لإعادة ترميم الصف المسيحي المبعثر، انطلاقًا من الأرضية التربوية المشتركة. فريد جبران لا يبدأ مهمة إدارية فحسب، بل يخوض معركة وجودية، هدفها ليس فقط تحسين جودة التعليم، بل حماية الحق في البقاء، في الإيمان، في التعدد، وفي أن يبقى للمسيحيين صوت ومكان ومكانة. وهو يحمل على كتفيه آمال الأمهات والآباء، الذين يريدون لأبنائهم تعليمًا يحترم هويتهم ولا يغتالها. من الرملة، حيث نبض العيش المشترك، ومن قلب الجليل واللد والقدس، ترتفع الدعوات بأن يوفق الله فريد جبران في مهمته الصعبة، وأن تكون هذه الخطوة بداية عهد جديد في العمل المسيحي المشترك، يكون فيه العلمانيون شريكًا حقيقيًا في صنع القرار الكنسي، وحراسًا أوفياء لهوية عريقة ومهددة في آن. نحن فخورون بك يا فريد، لأنك اخترت أن تكون حيث الألم والمعاناة، وحيث الرجاء والنضال. ونحن واثقون أنك لن تخذلنا. ففي زمن المصائر، لا مكان إلا لمن يحمل رسالة، وأنت بحق رسول لقضية عادلة اسمها 'الوجود المسيحي في الأرض المقدسة'.