logo
رؤية لإعادة البناء المهني

رؤية لإعادة البناء المهني

عمونمنذ يوم واحد
في عالمٍ تتسارع فيه المعلومة وتتعدد فيه المنصات، بات الإعلام ليس مجرد مهنة، بل رسالة، وسلاحًا ذا حدّين، فالمفهوم الحقيقي للإعلام ليس الإثارة ولا التسويق المبتذل، بل هو كما عرّفه لنا قامات اعلامية درسونا في الجامعات، نقل الرسالة بحياد، ونشر الوعي والثقافات، وتقديم الحقيقة للرأي العام بكل شفافية وموضوعية، وإنه وسيلة لبناء المجتمعات، لا لهدمها، ومنبرٌ للتنوير، لا للتهويل والتضليل.
لقد علّمونا أن 'الرأي حر، والمسؤولية جسيمة'، وأكدت المواثيق الدولية ومواثيق الشرف الإعلامي أن الإعلامي الحق هو من يوازن بين حرية التعبير، وبين احترام القيم الثقافية والأخلاقية للمجتمع.
ومن هنا تبرز أهمية كليات الإعلام ومدرّسيها، الذين يقع على عاتقهم تخريج أجيال قادرة على حمل هذه الرسالة بمهنية ووعي، خريجو الإعلام ليسوا مجرد حملة شهادات، بل جنود الكلمة وصنّاع الرأي العام، يتقدمون الصفوف في الدفاع عن الحقيقة ومحاربة الشائعات.
ولكن مع انخراط عدد كبير من غير المتخصصين في المجال الإعلامي، أصبح لزامًا أن تلعب نقابة الصحفيين دورًا فاعلًا في إعادة هيكلة الانتساب وتنظيم شروط الممارسة المهنية، وان لا يترك الجميع دون فهمٍ أو ضوابط.
وعليه، يجب أن يكون من شروط الانتساب الإلزامية اجتياز مواد في التشريعات الإعلامية وأخلاقيات المهنة، سواء للمتخصصين الأكاديميين أو للمنخرطين بالمجال عبر الخبرة العملية، فالموهبة لا تُنكر، ولكنها لا تعفي من الانضباط والالتزام، كما قال أحدهم: 'الموهبة تصنع الحضور، لكن الأخلاق تصنع الدوام'.
وفي ظل انتشار منتحلي المهنة والناشطين الذين يعبثون بالمحتوى دون ضابط أو وازع، بات الإعلام بحاجة إلى حماية قانونية وأخلاقية، لا تقل أهمية عن أي جهاز أمني، فقد تحوّلت بعض صفحات التواصل إلى ميادين فوضى فكرية، ينعدم فيها الحس الوطني وتُروّج فيها رسائل مسمومة باسم الحرية.
ومن هنا فإن التنسيق بين نقابة الصحفيين ومجلس الأمة ووزارة الاتصال الحكومي، أصبح ضرورة لا خيارًا، من أجل وضع تشريعات ملزمة تتابع المحتوى المنشور، وتُحاسب من يسيء استخدام المنصات الإعلامية، كما ينبغي أن تتطور النقابة لتصبح نقابة الإعلاميين، تشمل العاملين في جميع فروع الإعلام المرئي والمسموع والرقمي، وتُميّز بين الصحفيين والإعلاميين المحترفين، وبين الناشطين، مع إبقاء حق الإدارة والترشح والتصويت محفوظًا لأصحاب التخصص والخبرة الحقيقية، من صحفيين ومن إعلاميين، ويبقى الناشطين تحت مظلة نقابة تتابع وتوجه، وياتي الاقتراح لشمول أعضاء النقابة، من المسلَّم به في مهنة الإعلام أن "كل صحفي هو إعلامي، لكن ليس كل إعلامي صحفي".
إننا بحاجة إلى إعلام وطني مسؤول، يعكس طموحاتنا، ويحمي أبناءنا من الانزلاق في مستنقعات التفاهة، ويترجم رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، حين قال: 'حرية الإعلام سقفها السماء"، والتي تقصد الحرية المشروطة بالمسؤولية والاحترام، كما قال جون ستيوارت ميل، 'الحرية الوحيدة التي تستحق هذا الاسم هي حرية السعي وراء مصلحتنا الخاصة بطريقتنا الخاصة، طالما أننا لا نحاول حرمان الآخرين من حريتهم أو إلحاق الأذى بهم".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رحيل د. على الغتيت العالم الجليل
رحيل د. على الغتيت العالم الجليل

العرب اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • العرب اليوم

رحيل د. على الغتيت العالم الجليل

رحل صديقى العالم الجليل د. على الغتيت.. فُوجِئتُ بخبر رحيله رغم أننا كنا على تواصل دائم وحوارات لا تنتهى، وكان يتمتع بصحة جيدة ويهتم كثيرًا بكل ما يحيط بنا من القضايا والأزمات.. كان يعيش قضايا مصر أمنًا وإنتاجًا وبشرًا وحياة، وفى الفترة الأخيرة كان يتابع كل ما يجرى فى غزة وما نتعرض له من غزوة بربرية، وكان حزينًا وعاتبًا على ما وصلت إليه أحوال الأمة من التراجع فى قضاياها. كان يتابع كل الأحداث فى كل ما يخص القضية الفلسطينية، ابتداءً بقرارات المنظمات الدولية فى الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، وانتهاءً بعمليات الإبادة التى تمارسها إسرائيل فى غزة. كان د. الغتيت مهتمًّا بكل ما يدور فى مصر سياسيًّا واقتصاديًّا، وكان مهمومًا بما يعانيه المصريون من الظروف الاقتصادية. كان مفكرًا وأستاذًا من طراز رفيع فى القانون والاقتصاد والسياسة، وكانت له مشاركات فى فترات مختلفة فى عدد من المسئوليات فى مؤسسات الدولة، وكان د.الغتيت يتمتع بمكانة دولية رفيعة فى مجالات القانون والاقتصاد. فى السنوات الأخيرة، كان بيننا تواصل وحوار لا ينقطع بحكم الجيرة فى المكان، وكانت له نزعات روحية صافية فى قضايا الدين، وكان يتابع ما يجرى من التجاوزات فى قضايا على درجة من الحساسية. كان عالمًا متفتحًا، متمسكًا بثوابت دينه، وقضايا وطنه، ومستقبل أمته. ومع رحيل الصديق الجليل، تسقط شجرة عريقة فى رحلة العمر، ويغيب عنا رمز من رموز مصر الحضارة والثقافة والعلم. رحم الله د. على الغتيت، سوف يترك فراغًا كبيرًا.

الحسين بن عبدالله الثاني… نبضُ الشباب ورايةُ المجد
الحسين بن عبدالله الثاني… نبضُ الشباب ورايةُ المجد

عمون

timeمنذ 4 ساعات

  • عمون

الحسين بن عبدالله الثاني… نبضُ الشباب ورايةُ المجد

في حضرة الوطن، وفي رحاب المجد الهاشمي، نقف وقفة اعتزاز وولاء ونحن نُحيي الذكرى السنوية لتولّي سموّ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولاية العهد، ذكرى لا تُشبه غيرها، لأنها محفورة في ذاكرة الأردنيين عنوانًا للوعد الصادق، ورمزًا للمستقبل الواثق. إنها ليست ذكرى عابرة في سجل المناسبات، بل صفحة مضيئة من سفر الوطن، نُقش فيها اسم الحسين الشاب، حفيد الحسين الباني، وسليل المجد، الذي نشأ في كنف قائد فذّ هو جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وتربّى على قيم التضحية والعدل والنهضة، في مدرسة الهاشميين التي تعلّم منها الأردنيون كيف يكون الوطن عقيدة، والقيادة رسالة، والعطاء نهجًا لا يعرف التوقف. سموّ ولي العهد… أنت لست فقط وريثًا للعهد، بل حامل لواء الأمل، ومرآة أحلام الشباب الأردني، وصوتهم الناطق على المنابر الدولية، ونبضهم الحي في ميادين العمل والميدان. في خطواتك نرى الحكمة التي سبقت عمرك، وفي كلماتك نلمس الصدق المتوقد، وفي مبادراتك نقرأ المستقبل، علمًا وريادة وإنسانية. لقد اخترت أن تكون قريبًا من شعبك، تشاركه طموحاته، وتحتضن أحلامه، وتُمكّن شبابه، وتدعم أفكاره، وتمنحنا يقينًا أن الأردن باقٍ ما بقي أبناؤه مخلصين، وقادته أمناء على العهد، حراسًا للمسيرة، سائرين بثقة نحو الغد. في جامعة عجلون الوطنية، ونحن نزرع العلم ونحصد الأمل، نستلهم من سموّك معنى الالتزام، وقيمة المسؤولية، وجمال الحلم الأردني حين يكون محمولًا على أكتاف شباب يؤمنون أن الوطن ليس مجرد مكان، بل هو قضية تُدافع عنها العقول، وتُبنى بسواعد العزم، وتُصان بقيادة حكيمة تعرف درب المجد كما عرفه الأوائل من بني هاشم. وفي هذا اليوم الخالد، نرفع باسم أسرة الجامعة من رئاسة وهيئتين تدريسية وإدارية وطلبة، أسمى آيات الولاء والتبريك لمقام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، ولسموّ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، سائلين الله أن يحفظكما ذخرًا للأردن، وأن يظلّ هذا الحمى الهاشمي عامرًا بالعزّ، عابقًا بالكرامة، خفّاقًا براية المجد والحرية. وكل عام وسموّ ولي العهد الحسين، بألف خير… وكل عام والأردن في عليائه شامخ، وتحت رايته آمن، مرفوع الرأس، ماضيًا إلى مستقبل لا يعرف الانكسار. *رئيس جامعة عجلون الوطنية

بيان استنكار من عشيرة الصمادية
بيان استنكار من عشيرة الصمادية

سرايا الإخبارية

timeمنذ 6 ساعات

  • سرايا الإخبارية

بيان استنكار من عشيرة الصمادية

سرايا - نحنُ أبناءُ عشيرة ال الصمادي في عجلون نؤكِدُ حرصنا الدائم على التمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة التي تجمعنا بكافةعشائر مدينة عجلون بشكل خاص وعشائر المحافظة والأردن بشكل عام ومن مختلف المنابت والأصول والمعتقدات نعيشّ معهم على الحلوة والمرة ونشاركهم أفراحهم وأتراحهم ويشاركونا هم كذلك ، ونراعي فيما بيننا حقّ الجوار كما أمَرتْ به شريعتنا السمحة الغراء. ونؤكد على سعينا الدؤوب للحفاظ على الأعراف والعادات والتقاليد التي تحكمنا مع باقي عشائر المدينة والعمل على توطيدها وتقويتها حتى تكون إنموذجاً يُحتذى للتسامح والتعايش والترابط ونؤكد استنكارنا و رفضنا القاطع لأي عملٍ أو تصرف من أيٍ كان من شأنهِ تعكير صفو هذه العلاقات المتميزة والمتينة والأصيلة ونسعى بكلّ جهدٍ للحفاظ على علاقات الجيرة والصداقة التي تربطنا بهم حفظَ الله وطننا الحبيب واحة أمن وإستقرار وحفظ قائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني المعظم .. عشيرة الصمادية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store