
المغرب يخلد ذكرى استرجاع سيدي إفني
ففي مثل هذا اليوم من سنة 1969، تم إجلاء قوات الاحتلال الأجنبي عن هذه الربوع الأبية من الوطن التي أبلت البلاء الحسن في مواجهة الوجود الأجنبي ومناهضته ذودا عن حمى الوطن وحياضه، ودفاعا عن حوزته ووحدته.
وبهذه المناسبة، ذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في بلاغ لها، بالانتفاضات الشعبيـة بالأطلس وبالريف وبسائر ربوع الوطن إثر فرض عقد الحماية على المغرب في 30 مارس 1912 لتؤكد مطلبها المشروع في الحرية والاستقلال.
وأشارت المندوبية إلى أنه، وعلى غرار سائر المناطق المغربية، قدمت قبائل آيت باعمران الأمثلة الرائعة على روحها النضالية العالية، وتصدت بشجاعة وإباء لمحاولات التوغل والتوسع الأجنبي، حيث خاضت غمار عدة معارك بطولية مسترخصة الغالي والنفيس، صيانة لوحدة الكيان المغربي ودفاعا عن مقدساته الدينية وثوابته الوطنية. وساهم أبناء هذا الإقليم المجاهد في الملحمة الخالدة لثورة الملك والشعب بتزويد المقاومة المسلحة بالشمال بالسلاح والذخيرة.
كما اضطلعت مدينة سيدي إفني بأدوار رائدة في معركة التحرير والوحدة الترابية والوطنية بتعزيزها للخلايا وللمنظمات الفدائية برجال أشداء ذاع صيتهم في ساحة المعارك ضد جحافل القوات الاستعمارية، كما كانت معقلا لتكوين وتأطير رجال المقاومة وجيش التحرير، برز من بينهم أبطال أفذاذ أشداء نذروا أنفسهم وأرواحهم وحياتهم من أجل عزة الوطن والدفاع عن حريته ووحدته.
وأضاف البلاغ، أن الذاكرة التاريخية الوطنية سجلت لقبائل آيت باعمران حضورها القوي ومساهمتها الفعالة في الانطلاقة المظفرة لجيش التحرير بالأقاليم الجنوبية للمملكة سنة 1956 لاستكمال الاستقلال الوطني وتحرير الأقاليم الجنوبية التي كانت ترزح تحت نير الاحتلال الإسباني، فضلا عن انغمارها في صنع أمجاد انتفاضة 23 نونبر 1957 الخالدة التي تناقلت أطوارها وسائل الإعلام العالمية، مشيدة باستماتة المقاومين وأعضاء جيش التحرير وصمودهم وروحهم القتالية العالية ووقوفهم في مواجهة المستعمر الغاشم.
كما تفاعلت هذه الربوع المجاهدة مع كافة المحطات النضالية التي خاضها الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المنيف لاستكمال مسلسل التحرير الذي أعلن عنه جلالة المغفور له محمد الخامس في خطابه التاريخي بمحاميد الغزلان في 25 فبراير 1958 عندما قال: '…إننا سنواصل العمل بكل ما في وسعنا لاسترجاع صحرائنا وكل ما هو ثابت لمملكتنا بحكم التاريخ ورغبات السكان. وهكذا، نحافظ على الأمانة التي أخذنا على أنفسنا بتأديتها كاملة غير ناقصة…'.
وفي هذا السياق، استحضرت المندوبية السامية المواجهات والمعارك التي كبّد خلالها المجاهدون قوات المستعمر خسائر فادحة في الأرواح والعتاد على الرغم من قلة العدد وبساطة العتاد، والتي منها معارك 'تبلكوكت'، 'بيزري'، 'بورصاص'، 'تيغزة'، 'امللو'، 'بيجارفن'، 'سيدي محمد بن داوود'، 'ألالن'،'تموشا' ومعركة 'سيدي إفني'، حيث تمكن مجاهدو قبائل آيت باعمران من إجبار القوات الإسبانية على التحصن والانزواء بسيدي إفني، كما أقاموا عدة مواقع أمامية بجوار المواقع الإسبانية كي لا يتركوا لقوات الاحتلال مجالا للتحرك.
ولم تتمكن القوات الاستعمارية الإسبانية من فك الحصار عنها إلا بعد الاستنجاد بالقوات الاستعمارية الفرنسية كما حدث في حرب الريف بعد معركة 'أنوال' العظيمة، حيث كانت عملية 'ايكوفيون' التي فتحت الباب للدخول في مفاوضات سياسية، انتهت باسترجاع مدينة طرفاية سنة 1958، ثم مدينة سيدي إفني في 30 يونيو 1969.
وفي هذا الصدد، ذكرت المندوبية بمضامين خطاب جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه لدى زيارته لمدينة سيدي إفني في 18 يونيو 1972 والذي قال فيه: '… أرجو منكم أن تبلغوا تحياتنا إلى سكان الإقليم، وبهذه المناسبة، أبلغ سكان المغرب قاطبة افتخاري واعتزازي وحمدي لله وتواضعي أمام جلاله لكونه أنعم علي بأن أكون ثاني الفاتحين لهذه البقعة، أعاننا الله جميعا وسدد خطانا وأعانكم وألهمكم التوفيق والرشاد'.
ولم يكن تحرير مدينة سيدي إفني إلا منطلقا لمواصلة وتعزيز جهود المغرب في استرجاع ما تبقى من الأطراف المغتصبة من ترابه، وتكللت التعبئة الشاملة بملحمة أبهرت العالم أجمع، جسدت عبقرية جلالة المغفور له الحسن الثاني التي أبدعت مبادرة رائدة في ملاحم التحرير بتنظيم مسيرة شعبية سلمية وحضارية استقطبت آلاف المتطوعين وساندها أشقاء من العالم العربي والإسلامي ومن العديد من البلدان الصديقة، وسارت وفودهم في مقدمة وطليعة المتطوعين في المسيرة الخضراء يوم 6 نونبر 1975.
وهكذا، كان جلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية يوم 28 فبراير 1976، ورفرفت الراية المغربية خفاقة في سماء العيون إيذانا ببشرى انتهاء عهد الاحتلال الإسباني للصحراء المغربية، وإشراقة شمس الوحدة الترابية لبلادنا من الشمال إلى الجنوب ومن طنجة إلى الكويرة.
وتتواصل مسيرات البناء والنماء وإرساء أسس دولة الحق والقانون والمؤسسات في العهد الجديد والزاهر لجلالة الملك محمد السادس، والانغمار في مسلسل التقدم والتنمية الشاملة والمستدامة والدامجة لأقاليمنا الصحراوية لتصبح أقطابا تنموية جهوية، وقاطرة للتنمية الشاملة والمتكاملة بكل أبعادها، ومواصلة إطلاق المشاريع الاستثمارية التي تكرس النموذج التنموي الجديد الرائد والمتواصل ببلادنا في كافة المجالات.
ويتعلق الأمر أيضا بتعزيز ورش الجهوية الموسعة والمتقدمة التي أراد لها الملك أن تكون نقلة نوعية في مسار الديمقراطية الترابية، في أفق جعل الأقاليم الصحراوية نموذجا ناجحا للجهوية المتقدمة بما يؤهلها لممارسة صلاحيات واسعة، ويعزز تدبيرها الديمقراطي لشؤونها المحلية في سياق ترسيخ مسار ديمقراطي صحيح وخلاق يؤمن إشعاعها كقطب اقتصادي وطني وصلة وصل بين المملكة المغربية والبلدان الإفريقية جنوب الصحراء، وبين بلدان الشمال والجنوب.
وباحتفائها بهذه الذكرى العظيمة التي يحق لكل المغاربة الاعتزاز بحمولتها الوطنية ورمزيتها وقيمتها التاريخية، تستحضر أسرة المقاومة وجيش التحرير ملاحم الكفاح الوطني في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال والوحدة الترابية، وتستلهم منها قيم الصمود والإقدام والتعبئة الوطنية المستمرة والالتحام الوثيق بين أبناء الشعب المغربي من أقصى تخوم الصحراء إلى أقصى ربوع الشمال، وتؤكد مجددا تجندها الدائم والموصول صيانة للوحدة الترابية الراسخة التي لا تزيدها مناورات الخصوم إلا وثوقا وصمودا وثباتا.
وأبرزت المندوبية أن أسرة المقاومة وجيش التحرير، وهي تخلد بإكبار وإجلال الذكرى 56 لاسترجاع مدينة سيدي إفني، تجدد موقفها الثابت من قضية وحدتنا الترابية، وتعلن استعداد أفرادها لاسترخاص الغالي والنفيس في سبيل تثبيت السيادة الوطنية بأقاليمنا الجنوبية المسترجعة ومواصلة المساعي والجهود لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لفائدة ساكنتها، وتعبئتهم المستمرة ويقظتهم الموصولة وتجندهم الدائم وراء جلالة الملك، من أجل تثبيت المكاسب الوطنية والدفاع عن وحدتنا الترابية غير القابلة للتنازل أو المساومة، متشبثين بالمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الجنوبية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية.
وقد حظي هذا المشروع، تضيف المندوبية السامية، بالإجماع الشعبي لكافة فئات وشرائح ومكونات الشعب المغربي وأطيافه السياسية والنقابية والحقوقية والشبابية، ولقي الدعم والمساندة من المنتظم الأممي الذي اعتبره آلية ديمقراطية وواقعية لإنهاء النزاع الإقليمي المفتعل حول أحقية المغرب في السيادة على ترابه الوطني من طنجة إلى الكويرة.
وبهذه المناسبة، وترسيخا للسنة المحمودة والتقليد الموصول للوفاء والبرور والعرفان برجالات المغرب الأبرار الذين أخلصوا للوطن و أسدوا وضحوا ذودا عن حريته واستقلاله، ستنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، غدا الاثنين، مهرجانا خطابيا ولقاء تواصليا سيتم خلالهما تكريم صفوة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير، وكذا توزيع إعانات مالية على عدد من أفراد هذه الأسرة.
وخلصت المندوبية السامية، إلى أنه ستقام احتفاليات مخلدة لذكرى استرجاع مدينة سيدي إفني بسائر فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير عبر التراب الوطني، وعددها 105 فضاء، ستحتضن مهرجانات خطابية وندوات ومحاضرات علمية وفكرية ولقاءات تواصلية تسلط الأضواء على الصفحات المشرقة والمجيدة لحدث استرجاع سيدي إفني إلى الوطن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة الوطنية
منذ 12 ساعات
- البوابة الوطنية
ذكرى استرجاع سيدي إفني، صفحة مشرقة في مسلسل الكفاح البطولي من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية
يخلد الشعب المغربي وفي طليعته أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، يوم الاثنين (30 يونيو)، الذكرى ال 56 لاسترجـاع مدينة سيدي إفني واستكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية. ففي مثل هذا اليوم من سنة 1969، تم إجلاء قوات الاحتلال الأجنبي عن هذه الربوع الأبية من الوطن التي أبلت البلاء الحسن في مواجهة الوجود الأجنبي ومناهضته ذودا عن حمى الوطن وحياضه، ودفاعا عن حوزته ووحدته. وبهذه المناسبة، ذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في بلاغ لها، بالانتفاضات الشعبيـة بالأطلس وبالريف وبسائر ربوع الوطن إثر فرض عقد الحماية على المغرب في 30 مارس 1912 لتؤكد مطلبها المشروع في الحرية والاستقلال. وأشارت المندوبية إلى أنه، وعلى غرار سائر المناطق المغربية، قدمت قبائل آيت باعمران الأمثلة الرائعة على روحها النضالية العالية، وتصدت بشجاعة وإباء لمحاولات التوغل والتوسع الأجنبي، حيث خاضت غمار عدة معارك بطولية مسترخصة الغالي والنفيس، صيانة لوحدة الكيان المغربي ودفاعا عن مقدساته الدينية وثوابته الوطنية. وساهم أبناء هذا الإقليم المجاهد في الملحمة الخالدة لثورة الملك والشعب بتزويد المقاومة المسلحة بالشمال بالسلاح والذخيرة. كما اضطلعت مدينة سيدي إفني بأدوار رائدة في معركة التحرير والوحدة الترابية والوطنية بتعزيزها للخلايا وللمنظمات الفدائية برجال أشداء ذاع صيتهم في ساحة المعارك ضد جحافل القوات الاستعمارية، كما كانت معقلا لتكوين وتأطير رجال المقاومة وجيش التحرير، برز من بينهم أبطال أفذاذ أشداء نذروا أنفسهم وأرواحهم وحياتهم من أجل عزة الوطن والدفاع عن حريته ووحدته. وأضاف البلاغ، أن الذاكرة التاريخية الوطنية سجلت لقبائل آيت باعمران حضورها القوي ومساهمتها الفعالة في الانطلاقة المظفرة لجيش التحرير بالأقاليم الجنوبية للمملكة سنة 1956 لاستكمال الاستقلال الوطني وتحرير الأقاليم الجنوبية التي كانت ترزح تحت نير الاحتلال الإسباني، فضلا عن انغمارها في صنع أمجاد انتفاضة 23 نونبر 1957 الخالدة التي تناقلت أطوارها وسائل الإعلام العالمية، مشيدة باستماتة المقاومين وأعضاء جيش التحرير وصمودهم وروحهم القتالية العالية ووقوفهم في مواجهة المستعمر الغاشم. كما تفاعلت هذه الربوع المجاهدة مع كافة المحطات النضالية التي خاضها الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المنيف لاستكمال مسلسل التحرير الذي أعلن عنه جلالة المغفور له محمد الخامس في خطابه التاريخي بمحاميد الغزلان في 25 فبراير 1958 عندما قال: "...إننا سنواصل العمل بكل ما في وسعنا لاسترجاع صحرائنا وكل ما هو ثابت لمملكتنا بحكم التاريخ ورغبات السكان. وهكذا، نحافظ على الأمانة التي أخذنا على أنفسنا بتأديتها كاملة غير ناقصة...". وفي هذا السياق، استحضرت المندوبية السامية المواجهات والمعارك التي كب د خلالها المجاهدون قوات المستعمر خسائر فادحة في الأرواح والعتاد على الرغم من قلة العدد وبساطة العتاد، والتي منها معارك "تبلكوكت"، "بيزري"، "بورصاص"، "تيغزة"، "امللو"، "بيجارفن"، "سيدي محمد بن داوود"، "ألالن"،"تموشا" ومعركة "سيدي إفني"، حيث تمكن مجاهدو قبائل آيت باعمران من إجبار القوات الإسبانية على التحصن والانزواء بسيدي إفني، كما أقاموا عدة مواقع أمامية بجوار المواقع الإسبانية كي لا يتركوا لقوات الاحتلال مجالا للتحرك. ولم تتمكن القوات الاستعمارية الإسبانية من فك الحصار عنها إلا بعد الاستنجاد بالقوات الاستعمارية الفرنسية كما حدث في حرب الريف بعد معركة "أنوال" العظيمة، حيث كانت عملية "ايكوفيون" التي فتحت الباب للدخول في مفاوضات سياسية، انتهت باسترجاع مدينة طرفاية سنة 1958، ثم مدينة سيدي إفني في 30 يونيو 1969. وفي هذا الصدد، ذكرت المندوبية بمضامين خطاب جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه لدى زيارته لمدينة سيدي إفني في 18 يونيو 1972 والذي قال فيه: "... أرجو منكم أن تبلغوا تحياتنا إلى سكان الإقليم، وبهذه المناسبة، أبلغ سكان المغرب قاطبة افتخاري واعتزازي وحمدي لله وتواضعي أمام جلاله لكونه أنعم علي بأن أكون ثاني الفاتحين لهذه البقعة، أعاننا الله جميعا وسدد خطانا وأعانكم وألهمكم التوفيق والرشاد". ولم يكن تحرير مدينة سيدي إفني إلا منطلقا لمواصلة وتعزيز جهود المغرب في استرجاع ما تبقى من الأطراف المغتصبة من ترابه، وتكللت التعبئة الشاملة بملحمة أبهرت العالم أجمع، جسدت عبقرية جلالة المغفور له الحسن الثاني التي أبدعت مبادرة رائدة في ملاحم التحرير بتنظيم مسيرة شعبية سلمية وحضارية استقطبت آلاف المتطوعين وساندها أشقاء من العالم العربي والإسلامي ومن العديد من البلدان الصديقة، وسارت وفودهم في مقدمة وطليعة المتطوعين في المسيرة الخضراء يوم 6 نونبر 1975. وهكذا، كان جلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية يوم 28 فبراير 1976، ورفرفت الراية المغربية خفاقة في سماء العيون إيذانا ببشرى انتهاء عهد الاحتلال الإسباني للصحراء المغربية، وإشراقة شمس الوحدة الترابية لبلادنا من الشمال إلى الجنوب ومن طنجة إلى الكويرة. وتتواصل مسيرات البناء والنماء وإرساء أسس دولة الحق والقانون والمؤسسات في العهد الجديد والزاهر لجلالة الملك محمد السادس، والانغمار في مسلسل التقدم والتنمية الشاملة والمستدامة والدامجة لأقاليمنا الصحراوية لتصبح أقطابا تنموية جهوية، وقاطرة للتنمية الشاملة والمتكاملة بكل أبعادها، ومواصلة إطلاق المشاريع الاستثمارية التي تكرس النموذج التنموي الجديد الرائد والمتواصل ببلادنا في كافة المجالات. ويتعلق الأمر أيضا بتعزيز ورش الجهوية الموسعة والمتقدمة التي أراد لها صاحب الجلالة أن تكون نقلة نوعية في مسار الديمقراطية الترابية، في أفق جعل الأقاليم الصحراوية نموذجا ناجحا للجهوية المتقدمة بما يؤهلها لممارسة صلاحيات واسعة، ويعزز تدبيرها الديمقراطي لشؤونها المحلية في سياق ترسيخ مسار ديمقراطي صحيح وخلاق يؤمن إشعاعها كقطب اقتصادي وطني وصلة وصل بين المملكة المغربية والبلدان الإفريقية جنوب الصحراء، وبين بلدان الشمال والجنوب. وباحتفائها بهذه الذكرى العظيمة التي يحق لكل المغاربة الاعتزاز بحمولتها الوطنية ورمزيتها وقيمتها التاريخية، تستحضر أسرة المقاومة وجيش التحرير ملاحم الكفاح الوطني في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال والوحدة الترابية، وتستلهم منها قيم الصمود والإقدام والتعبئة الوطنية المستمرة والالتحام الوثيق بين أبناء الشعب المغربي من أقصى تخوم الصحراء إلى أقصى ربوع الشمال، وتؤكد مجددا تجندها الدائم والموصول صيانة للوحدة الترابية الراسخة التي لا تزيدها مناورات الخصوم إلا وثوقا وصمودا وثباتا. وأبرزت المندوبية أن أسرة المقاومة وجيش التحرير، وهي تخلد بإكبار وإجلال الذكرى 56 لاسترجاع مدينة سيدي إفني، تجدد موقفها الثابت من قضية وحدتنا الترابية، وتعلن استعداد أفرادها لاسترخاص الغالي والنفيس في سبيل تثبيت السيادة الوطنية بأقاليمنا الجنوبية المسترجعة ومواصلة المساعي والجهود لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لفائدة ساكنتها، وتعبئتهم المستمرة ويقظتهم الموصولة وتجندهم الدائم وراء جلالة الملك، من أجل تثبيت المكاسب الوطنية والدفاع عن وحدتنا الترابية غير القابلة للتنازل أو المساومة، متشبثين بالمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الجنوبية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية. وقد حظي هذا المشروع، تضيف المندوبية السامية، بالإجماع الشعبي لكافة فئات وشرائح ومكونات الشعب المغربي وأطيافه السياسية والنقابية والحقوقية والشبابية، ولقي الدعم والمساندة من المنتظم الأممي الذي اعتبره آلية ديمقراطية وواقعية لإنهاء النزاع الإقليمي المفتعل حول أحقية المغرب في السيادة على ترابه الوطني من طنجة إلى الكويرة. وبهذه المناسبة، وترسيخا للسنة المحمودة والتقليد الموصول للوفاء والبرور والعرفان برجالات المغرب الأبرار الذين أخلصوا للوطن و أسدوا وضحوا ذودا عن حريته واستقلاله، ستنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يوم الاثنين، مهرجانا خطابيا ولقاء تواصليا سيتم خلالهما تكريم صفوة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير، وكذا توزيع إعانات مالية على عدد من أفراد هذه الأسرة. وخلصت المندوبية السامية، إلى أنه ستقام احتفاليات مخلدة لذكرى استرجاع مدينة سيدي إفني بسائر فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير عبر التراب الوطني، وعددها 105 فضاء، ستحتضن مهرجانات خطابية وندوات ومحاضرات علمية وفكرية ولقاءات تواصلية تسلط الأضواء على الصفحات المشرقة والمجيدة لحدث استرجاع سيدي إفني إلى الوطن. ومع: 29 يونيو 2025


يا بلادي
منذ يوم واحد
- يا بلادي
احتجاجا على مشاركة إسرائيلية.. 232 باحثا يقاطعون المنتدى العالمي للسوسيولوجيا بالمغرب
أطلق 232 باحثا في المغرب ودول أخرى عريضة، يدعون فيها الجمعية الدولية لعلم الاجتماع إلى إعادة النظر في مشاركة متحدثين إسرائيليين خلال المنتدى العالمي الخامس المقرر عقده من 6 إلى 11 يوليوز 2025 في جامعة محمد الخامس بالرباط. وقد أُعلن عن هذه الدعوة يوم الاثنين، حيث يعلن الموقعون عن مقاطعتهم في حال الإبقاء على المداخلات الإسرائيلية المقررة. تأتي هذه المبادرة بعد قرار الجمعية الدولية لعلم الاجتماع بتجميد عضوية الجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع في صفوفها. وفي اتصال مع "يابلادي"، أكد منسق حملة التعبئة في المغرب أن "التجميد لا يعني إلغاء المداخلات بشكل تلقائي، خاصة وأن المعنيين ليسوا جميعًا أعضاء في الجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع، وأن هذا ليس معيارا أساسيا لاختيار المداخلات في المنتدى". وفي دعوتهم، يشير الموقعون الـ232 إلى "تناقض عميق في هذا المنتدى، الذي يختار كموضوع رئيسي 'معرفة العدالة في عصر الأنثروبوسين'، بينما ينظم مداخلات تسعى إلى تبييض الجرائم المستمرة [في فلسطين]، من خلال الترويج لروايات تتعارض مع الحقائق، وكذلك مع التقارير والأحكام الدولية المتعلقة بجرائم الكيان الصهيوني". علاوة على ذلك، يؤكد الباحثون قرارهم بالمقاطعة، "بسبب مشاركة مؤسسات صهيونية متورطة، بطريقة أو بأخرى، في الحرب المستمرة ضد غزة، وبرمجة مداخلات يبدو من ملخصاتها أنها تروج لروايات استعمارية". تتوافق المبادرة أيضا مع الدعوات التي أطلقتها الأسبوع الماضي الحملات الفلسطينية والمغربية لمقاطعة إسرائيل أكاديميا وثقافيا. وفي هذا السياق، يتهم الموقعون الجمعية الدولية لعلم الاجتماع بانتهاك "المعايير الأخلاقية والعلمية من خلال وضع 'المضطهد والمضطهِد' على منصة واحدة". "ندعو المؤسسات الجامعية، وخاصة الأساتذة الباحثين والطلاب، إلى اليقظة وإدانة أي مبادرة تطبيع قد تدخل مدرجات الجامعات المغربية، التي لطالما نددت وواجهت الجرائم التاريخية للكيان الصهيوني". دعوة لمقاطعة المنتدى العالمي لعلم الاجتماع موقف متردد داخل الجمعية الدولية لعلم الاجتماع اطلع موقع "يابلادي" أيضا على قرار الجمعية الدولية لعلم الاجتماع الصادر في 29 يونيو 2025، والذي يذكر أن الهيئة "في إطار موقفها العلني ضد إبادة الفلسطينيين في غزة، لا تحتفظ بأي علاقة مؤسسية مع المؤسسات العامة الإسرائيلية". وأضافت "نأسف لأن الجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع لم تتخذ موقفا واضحا لإدانة الوضع المأساوي في غزة. وفي قرار يعكس خطورة الوضع الحالي، قررت اللجنة التنفيذية تعليق العضوية الجماعية للجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع". ومع ذلك، تبرر الجمعية الدولية لعلم الاجتماع مشاركة الباحثين الإسرائيليين في المنتدى العالمي الخامس لعلم الاجتماع بـ "التزامها بحرية الأكاديمية". وفي رد علني، نشرت الهيئة بيانا في 26 يونيو ، تؤكد فيه احترامها "حق المجتمع المدني في التعبير عن خلافه والدعوة للمقاطعة". وأضافت "ومع ذلك، تظل الجمعية ملتزمة بهدفها الأساسي: توفير منصة حيث يمكن لعلماء الاجتماع - مهما كانت جنسياتهم أو انتماءاتهم المؤسسية أو مواقفهم السياسية - التفاعل في حوار مفتوح ونقدي". بينما تعاني غزة من الإبادة منذ 7 أكتوبر 2023، يبرمج المنتدى العالمي الخامس لعلم الاجتماع مداخلة يصف فيها أحد الباحثين الثلاثة المرتبطين بالجامعات الإسرائيلية حماس بـ"منظمة إرهابية" ويذكر "تهجير" الإسرائيليين بعد هجمات حزب الله. وفي هذا السياق، ذكرت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات في المغرب أنه "في عام 2024، قضت محكمة العدل الدولية بأن الاحتلال الإسرائيلي لغزة والضفة الغربية كان غير قانوني ويشكل نظام فصل عنصري". في ضوء هذا القرار، تذكر أن "خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة دعوا إلى إنهاء الروابط الجامعية التي تدعم الوجود غير القانوني ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية".


أكادير 24
منذ يوم واحد
- أكادير 24
في الذكرى 56.. سيدي إفني تعيد رسم ملامح ملحمة التحرير والوحدة الوطنية
agadir24 – أكادير24 يخلد الشعب المغربي، يوم 30 يونيو من كل سنة، ذكرى وطنية مجيدة تعيد إلى الأذهان ملحمة التحرير واستكمال السيادة، والمتمثلة في استرجاع مدينة سيدي إفني سنة 1969 من الاستعمار الإسباني، وهي محطة تاريخية ترمز إلى قوة التلاحم بين العرش والشعب، وإرادة الأمة في استرجاع أراضيها المغتصبة. في مثل هذا اليوم قبل 56 سنة، انسحبت آخر الوحدات الاستعمارية من سيدي إفني، معلنة نهاية احتلال استمر لعقود، ومفتتحة فصلاً جديدًا من السيادة الوطنية الشاملة. وقد جسّد هذا الحدث انتصارًا سياسيًا ودبلوماسيًا وعسكريًا، جاء تتويجًا لنضالات شرسة خاضتها قبائل آيت باعمران، التي أبَت أن تستكين أمام محتلٍ غاشم، فخاضت مواجهات بطولية واحتضنت الفدائيين وقدّمت الشهداء في سبيل الأرض والعزة. استرجاع سيدي إفني لم يكن حدثًا معزولًا، بل شكّل امتدادًا لمسار وطني طويل بدأ منذ توقيع معاهدة الحماية سنة 1912، واستمر عبر محطات نضالية متوالية، إلى أن تحقق الاستقلال في 1956، وتواصل بعده الجهاد الأكبر لتحرير ما تبقى من الأجزاء المحتلة. وقد كانت ملحمة سيدي إفني رسالة للعالم بأن المغاربة ماضون في الدفاع عن وحدة ترابهم بكل الوسائل المشروعة. وعلى خطى هذه المرحلة، جاءت المسيرة الخضراء سنة 1975 كحلقة مفصلية أخرى في استكمال السيادة الوطنية، حين لبى 350 ألف مغربي نداء الملك الراحل الحسن الثاني، زاحفين في مشهد حضاري سلمي لتحرير الصحراء المغربية. هكذا تكرست الإرادة الوطنية مجددًا، وتعمّق الإيمان بعدالة قضية الوحدة الترابية. واليوم، تواصل الأقاليم الجنوبية، بما فيها سيدي إفني، كتابة صفحات مشرقة من التنمية الشاملة. فقد تحولت هذه المناطق إلى محاور اقتصادية ناشئة ضمن استراتيجية الجهوية المتقدمة، التي يرعاها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، من أجل تحقيق عدالة مجالية وتوزيع منصف للثروات. وفي سياق هذه الذكرى، تحرص أسرة المقاومة وجيش التحرير على المشاركة الفعالة في تخليدها، وفاءً لروح الشهداء الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل الوطن، وتجديدًا للعهد بمواصلة الدفاع عن الوحدة الوطنية بكل تجلياتها، في وجه كل محاولات التشويش والتقسيم. إن استحضار ذكرى استرجاع سيدي إفني ليس مجرد وقفة مع التاريخ، بل هو تحفيز للأجيال الجديدة على التشبث بالقيم الوطنية الأصيلة، والاعتزاز بما تحقق من منجزات، والاستعداد لمواجهة التحديات بروح نضالية متجددة. سيدي إفني، التي كانت بالأمس رمزًا للصمود، تواصل اليوم لعب دورها كمكون أصيل في البناء الوطني، وكمحطة شاهدة على ملحمة استكمال السيادة الترابية للمملكة المغربية.