
اليوم.. ذكرى ميلاد الفنان الراحل يوسف شعبان
وتحل اليوم الذكرى الـ94 على ميلاد الفنان الراحل يوسف شعبان الذي ولد في مثل هذا اليوم من عام 1931 ورحل عن عالمنا في 28 فبراير 2021.
يوسف شعبان، هو أحد أعمدة الدراما والسينما المصرية، وصاحب مسيرة امتدت لأكثر من ستة عقود من الإبداع والتميز في مختلف المجالات الفنية، فضلاً عن بصمته الراسخة في نقابة الممثلين.
انطلق يوسف شعبان في بداية حياته الدراسية بكلية الحقوق في جامعة عين شمس، لكن شغفه الكبير بالفن جعله يعدل مساره ويلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث بدأ مرحلة جديدة حافلة بالاجتهاد والالتزام والبحث عن شخصية الفنان الحقيقي.
وشارك الفنان الراحل في أكثر من 300 عمل فني توزعت ما بين السينما، التلفزيون، والمسرح، وجسد عبرها شخصيات محفورة في وجدان المشاهدين.
ومن بين الشخصيات التي بقيت عالقة في ذاكرة الأجيال المختلفة: سيد الدوغري في "عيلة الدوغري"، حافظ رضوان في "الشهد والدموع"، محسن ممتاز في "رأفت الهجان"، أمجد هاشم في "ضمير أبلة حكمت"، المعلم عسران في "الرحاية"، سلامة فراويلة في "المال والبنون"، الحاج درويش في "الوتد"، المعلم سيد أبو ليلة في "ليالي الحلمية"، إلهامي في "امرأة من زمن الحب"، ووهبي السوالمي في "الضوء الشارد". وفي السينما، برز اسم يوسف شعبان عبر أفلام خالدة مثل "معبودة الجماهير"، "زقاق المدق"، "ميرامار"، "حارة برجوان"، "المرأة الحديدية"، "قهوة المواردي"، "حمام الملاطيلي"، "الرجل الذي فقد ظله"، و"مراتي مدير عام".
ومثلما كان حاضرًا بقوة في الأعمال الفنية، كان أيضًا لاعًبا أساسيًا في الساحة النقابية؛ إذ تولى رئاسة نقابة الممثلين لدورتين متتاليتين (1997 - 2003)، ونجح خلالها في تحقيق الكثير من المكاسب لزملائه، وكان متخصصًا في الدفاع عن حقوق الفنانين وكرامة المهنة، ليصبح صوت زملائه القوي في مواجهة التحديات المعاصرة آنذاك.
وعلى المستوى الإنساني، عرف يوسف شعبان بقوة شخصيته وصلابته أمام الظروف القاسية، فقد أصيب بفشل كلوي كامل منذ عام 2016، وقبل وفاته بخمس سنوات، وكان يداوم على الغسيل الكلوي بالمستشفى ثلاث مرات أسبوعيًا، ولكنه رفض إعلان خبر مرضه للرأي العام، رافضا أن يشفق عليه أحد أو يتاجر بمعاناته.
واجه مرضه بإصرار واعتزاز، وأصر على مواصلة العمل والوقوف أمام الكاميرا، مؤمنا بأن الفنان الحقيقي لا ينكسر أمام الألم ولا يسمح للمعاناة أن تهز صورته أو طاقته الإبداعية، وروت ابنته زينب يوسف شعبان أن والدها أصر في سنواته الأخيرة على عدم الاستسلام للمرض وعلى العودة دائما لعمله ليثبت لنفسه أولا ولجمهوره أنه أقوى من أي تحد صحي أو إنساني.
حصد يوسف شعبان خلال مسيرته العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لعطائه وتاريخه الطويل، واستحق لقب "الأب الروحي للدراما العربية" عن جدارة، لتبقى ذكراه عنوانًا للقوة والالتزام والموهبة الأصيلة في مشهد الدراما المصرية والعربية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عالم النجوم
منذ 4 ساعات
- عالم النجوم
'ممنوع للشباب' أول أعماله و 'العربجي' أبرز أعماله في ذكرى ميلاد بهجت قمر
بدأ كتاباته بأعمال لمسرح التليفزيون، وكان أول أعماله هو «ممنوع للشباب» وبعدها كتب مسرحيات فرقة الفنانين المتحدين التي شاركه كتابة بعضها صاحب الفرقة سمير خفاجي. ولد بهجت قمر يوم 27 يوليو 1937 وهو كاتب ومنتج وممثل مصري، قام بتأليف العديد من الأعمال ما بين السينما والمسرح والتلفزيون، كذلك شارك بالتمثيل أو الإنتاج ببعض أعماله، وهو والد الشاعر والمؤلف أيمن بهجت قمر حيث عمل بهجت قمر في التمثيل والتأليف والإنتاج والتمثيل، كما شارك في أربعة أعمال سينمائية هي:«المجنونة»، «الدكتور حفظي»، «العربجي»، «يا ما أنت كريم يارب». من أهم المسرحيات التي كتبها، وشارك في كتابتها: «قصة الحي الغربي»، «شارع محمد علي»، «علشان خاطر عيونك»، «زقاق المدق»، «الزيارة انتهت»، «العيال كبرت»، «إنها حقًا عائلة محترمة»، «سيدتي الجميلة»، «ريا وسكينة»، وغيرها. قدم في التليفزيون عدة مسلسلات، من بينها: «الشاهد الوحيد»، «عيون»، «الصول مجاهد»، «صابر يا عم صابر»، و«ماما نور». أما بالنسبة للسينما قام بكتابة السيناريو والحوار لأكثر من خمسين فيلمًا كوميديًا منها: 'أونكل زيزو حبيبي'، 'إلى المأذون يا حبيبي'، 'الراقصة والطبال'، قضية عم أحمد'، 'الموظفون في الأرض'، 'عندما يبكي الرجال'، 'سفاح كرموز'، 'كلمة السر' وغيرها.

مصرس
منذ 11 ساعات
- مصرس
دارين مصطفى : حلم الطفولة تحقق فى « إكسترا نيوز » l حوار
تعيش فى السعودية و تحلم منذ الطفولة بأن تكون مذيعة أخبار على الشاشات المصرية لكن عانت كثيرا لتحقيق ما تحلم لكنها لم تستلم يوم و واجهة كل الصعوبات التى كانت فى طريقها بكل إصرار و عزيمة حتى وصلت الى الحلم و عملت فى أكبر قناة اخبارية بمصر إكسترا نيوز التى افردت لها ادارتها أهم التغطيات و الفعاليات السياسية .. نتحدث عن دارين مصطفى مذيعة الأخبار بقناة إكسترا نيوز التى تجذبك من الوهلة الأولى ببراعتها فى تقديم النشرات الاخبارية .. أخبار النجوم التقطت بها وكان لنا معها هذا الحوار الشائق .في البداية كيف كان عملك قبل إحتراف الإعلام؟درست في السعودية بمدارس حفظ القرآن الكريم، وسافرت إلى مصر حيث ألتحقت بجامعة الأزهر، وحصلت على ليسانس الدراسات الإسلامية والعربية .لماذا أخترت هذه الدراسة؟ليست اختيار، لأن شهادتي المدرسية في الثانوية العامة رغم المجموع الكبير الذي حصلت عليه - وهو 97٪ - غير معترف بهذه الشهادة إلا في جامعة الأزهر، أما عن اختياري لمجال الدراسات الإسلامية والعربية، يرجع بسبب حبي الشديد للغة العربية، كما أنه التخصص الوحيد الذي يتخرج منه مذيعين الإذاعة والتليفزيون، وأنا كان حلمي أن أكون مذيعة .أفهم من كلامك أنك كنت تحلمين بالعمل كمذيعة منذ فترة الدراسة؟بل منذ طفولتي وأنا من أوائل الطلاب الذين يشاركون في الأنشطة الإعلامية بالمدرسة، سواء كانت الإذاعة المدرسية أو المسرحيات، وبما أنني كنت البنت الوحيدة وكل أشقائي بنين، فكانوا يلعبون مع بعضهم، بينما كانت لعبتي المفضلة الوقوف أمام المرآة، وتمثيل دور المذيعة.كيف جاءت أول خطوة إعلامية؟عبر أحد كبار مذيعي قناة "الإخبارية" السعودية في الرياض، حيث كنت من أشد المعجبات بأدائه على الشاشة، بحكم إقامتي بجدة في فترة الثمانينات، وكان التليفزيون السعودي المصدر الوحيد للخبر، وحاولت الوصول له، وساعدتني إحدى الصديقات، وتواصلت معه، وخضعت لاختبار الكاميرا، ونجحت، وبدأت في القناة مدربة لمدة 3 شهور، ثم مذيعة .ما الذي حققته لك قناة "الإخبارية" السعودية؟عملت في القناة من 2010 وحتى 2016، وأعتبر هذه السنوات فترة تدريب تعلمت فيها مبادئ المهنة من الثقة أمام الكاميرا ومعرفة الزوايا وطريقة الأداء .ماذا عن الخطوة المهنية بعد ذلك؟نظرا أنني كنت أقيم في جدة، وقناة "الإخبارية" السعودية مقرها الرياض، كنت أضطر للسفر 3 أيام في الأسبوع الواحد، وهذا أمر شاق، بجانب تكلفة تذاكر الطيران المرتفعة، وأيضا عائلتي كانت رافضة فكرة الإقامة بالرياض بمفردي، لأنها أسرة محافظة، لذلك تركت القناة، وجاءت فرصة العمل في قناة "ليبيا الأولى" التي كانت تخرج من مصر.كيف جاءتك فرصة العمل مع القناة الليبية؟في نهاية فترة عملي ب"الإخبارية" السعودية، لم يكن في تفكيري السفر لمصر، رغم أن حلمي كان أن أكون مذيعة مشهورة بالقاهرة، لكن كنت متزوجة ولدي طفلتين وهذا أمر يصعب معه الانتقال لدولة أخرى، خاصة أنني لم أكن أملك ولا مكان للإقامة في القاهرة، ولا المال الكافي للانتقال، لكن بمجرد حصولي على العرض من القناة الليبية قررت الموافقة لأنني شعرت بإقتراب حلم قديم.هل ندمت بعد ذلك على هذه الخطوة؟كنت أحصل على مرتب لا يزيد عن 3 آلاف جنيه، ولا أحصل عليه كاملا، بل على جزئين، لأن ميزانية القناة كانت لصالح المذيعين الليبيين، ورغم ذلك تحملت، وكان يصبرني الأمل الموجود بداخلي أنني سوف أجد فرصة الظهور على قناة مصرية، وكنت افضل العمل على ملفات السياسة الدولية .ماذا عن المحطة المهنية بعد "الليبية"؟انتقلت إلى وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، وهي إذاعة روسية ناطقة بالعربية، حيث كنت مذيعة رئيسية بمكتب القاهرة، وكنت أقوم بإعداد وتقديم النشرة اليومية، وأستمر عملي بالقناة ل5 سنوات، وأخيرا تحقق الحلم .الحلم هو الظهور على قناة مصرية.. كيف تحقق؟تحقق بعد معاناة ومشوار طويل عشت كل لحظة فيه بحلوها ومرها، وخضعت لاختبار كاميرا لصالح قناة "الغد العربي"، وحينما حصلت على فيديو الاختبار أرسلته إلى المبدع طارق نور، وقلت لنفسي: "محاولة لن أخسر فيها شيء"، لكن المفاجأة أنه سريعا وجه إدارة القناة للاتصال بي، والتعاقد معي، رغم أنه لا يعرفني، لكن هو معروف عنه أنه "صانع النجوم"، وتم التعاقد مع قناة "القاهرة والناس"، لتكون أول قناة مصرية أظهر عليى شاشتها، ويتحقق حلم الطفولة، وأستمر عملى بها من 2016 وحتى 2020، ليتحقق الحلم الأكبر.ماذا تقصدين بالحلم الأكبر؟كنت أحلم منذ الصغر أن أكون مذيعة مشهورة في مصر، لكن كنت محددة أن أكون مذيعة نشرة أخبار، فما بالك كل هذا يتحقق وفي أكبر قناة إخبارية بمصر، والمصدر الرئيسي للخبر، وكل الوكالات الإخبارية تنقل منها.. أقصد قناة "إكسترا نيوز"، التي كانت حلم بعيد أنظر له وأتمناه منذ كان اسمها "CBC إكسترا"، ومع أول خطوة لي في القناة، تأكدت أنني انتصرت وحققت الحلم، وأعتبر أن منها بدأ مشواري المهني الذي رسمته في خيالي منذ الطفولة.القناة افردت لك التغطيات الخاصة بقمة المناخ.. كيف تقيمين تلك المهمة؟سافر إلى شرم الشيخ حوالي 40 مذيع ومذيعة من قناتي "القاهرة الإخبارية" و"إكسترا نيوز" لتغطية قمة المناخ، وبعد 3 أيام قررت الإدارة عودة جميع المذيعين عدا أنا والزميل محمود السعيد، وهذا الاختيار وسام شرف على صدري، خاصة إنها كانت أول تجربة خارجية أكلف بها، وكانت مليئة بالتحديات، فهي عن فاعلية غير تقليدية، موكل الأنظار موجهة عليها، مما جعلني أذاكر طوال اليوم لكي أظهر بمحتوى مختلف للمشاهد مساءً، وبفضل الله حصلت علي تقدير معظم الضيوف الذين كانوا معي خلال فعاليات قمة المناخ.ماذا عن ظهورك حاليا في قناة "إكسترا نيوز"؟حاليا أنا مذيعة نشرات إخبارية وتغطيات خاصة، وليس لدى أي طموح لتقديم برنامج خاصة، لكنني راضية وأشكر الله أنه حقق لي ما تمنيت أن أكونه، فأنا حلمي كان التواجد على "ديسك الأخبار"، وأشعر في هذه المنطقة أنني متمكنة من أدواتي، وكأنها مملكتي الخاصة .هل هناك موعد محدد للظهور؟مواعيد النشرات الإخبارية والتغطيات الخاصة غير ثابتة، وهذه متعة العمل الخبري، أنه خالي من النمطية والروتين، وكل مذيع يستخدم أدواته في أي وقت .ما أصعب لحظات الهواء التي مرت عليك؟وقت عملي في قناة "ليبيا الأولى"، وأثناء تقديمي نشرة أخبار على الهواء أنقطع كل اتصال بغرفة الكنترول، واستكملت النشرة دون توقف أو تواصل مع أي منفذ، وأتذكر حينها أطلق علي لقب "القطار"، من العاملين بالقناة.من المذيع الذي يجذبك أدائه؟محمود سعد، وخفة ظل عمرو أديب، وعلى مستوى قراءة الأخبار تجذبني المذيعة الجزائرية خديجة بن قنة مذيعة قناة "الجزيرة"، وهي مثلي الأعلى بطريقتها وأدائها.بالتأكيد واجهتك صعوبات فى حياتك المهنية ..كيف تخطيتها ؟واجهت صعوبات كثيرة و مازالت أواجه و دائما تخطى أي صعوبات يكون ب الإصرار والعزيمة و مؤمنة بأن كل حلم يسعي له أي انسان سوف يتحقق قانون الجذب له عامل مهم فى حياتي لأنه وصلني الى كل ما أطمح اليه- من أكثر شخص ساندك فى حياتك المهنية ؟كما ذكرت من قبل الأستاذ طارق نور لانه أول وفر لي فرصة الظهور فى أول قناة مصرية ، والأستاذ أحمد الطاهري الذي ساندنى كثيرا وقت عملي فى إكسترا نيوز .من أكثر شخص كان بجانبك فى حياتك الشخصية ؟أمي اسأل الله أن يحفظها لي و يبارك فى عمرها دائما تساندني و لديها حل لكل مشكلة اتعرض لها و مازالت تحمل همى و تربي لي بناتيما هي نوعية البرامج التى تتمنى تقديمها لو إتاحة الفرصة ؟برنامج نناقش فيه القضايا العربية الخاصة بالدول العربية في الشرق الأوسط من خلال وجهة نظر السياسية المصرية و بالفعل تم المناقشة حول فكرة البرنامج مع إدارة القناة و اتمني تنفيذه .ماذا تقولين عن حياتك الشخصية ؟انا أم ابنتي الكبرى فى سنة ثانية طب و الأصغر فى أولى ثانوي و للأسف حظي ليس جيد مع الرجالة و حتى الآن لم أقابل رجل بمعنى الكلمة ولا بالمواصفات البسيطة التى اتمنى توفيرها فى الشخص و التى تتلخص فى انه يكون رجل يتق الله و يحبني و أشعر معه بأنوثتي و يعتمد عليه .من هو مطربك المفضل ؟الحالة التى اعيشها تفرض ما أسمعه لو طلبت سلطنة أسمع فضل شاكر ، ذكريات نوستالچيا أيهاب توفيق ، ومصطفى قمر ، محمد محي ، و الجيل الجديد محمد حماقي و تامر حسنى و عمرو دياب .ما هو آخر عمل فنى جذبك ؟أنا متابعة جيده للدراما العربية والمصرية و الخليجية لذا صعب احدد عمل بعينه .ما هي هواياتك ؟أحب القراءة ، السفر ، الجلوس إمام البحر ، و أعشق إشاعة الشمس .اخيرا ما هب أحلامك ؟اتمني أكبر فى مجالي و أسم دارين مصطفى ينور فى نشرات الأخبار و يضع لي بنارات فى الشوارع و الله يحفظ لي بناتي و يجعل حظهن أفضل من حظي فى الحياة الشخصية .اقرأ أيضا: إكسترا نيوز تحيي ذكرى «عيد الجلاء».. «تتويج كفاح شعب لاستقلال مصر»


بوابة الفجر
منذ 14 ساعات
- بوابة الفجر
في ذكرى ميلاده الـ84.. أسامة أنور عكاشة "ضمير الدراما المصرية" وصاحب التحولات الكبرى على الشاشة
تحل اليوم، 27 يوليو، الذكرى الرابعة والثمانون لميلاد الكاتب والسيناريست الكبير أسامة أنور عكاشة، أحد أبرز أعمدة الدراما المصرية والعربية، وصاحب البصمة الخاصة التي تركت تأثيرًا لا يُمحى في وجدان المشاهدين. عكاشة لم يكن مجرد مؤلف، بل مفكر ومثقف حمل هموم الوطن في نصوصه، ونجح في أن يجعل من الدراما التلفزيونية مرآة للمجتمع وتحولاته. في هذا التقرير، نستعرض أبرز محطات مسيرته الحافلة، وأهم أعماله التي شكلت وجدان أجيال كاملة. النشأة والبدايات وُلد أسامة أنور عكاشة يوم 27 يوليو عام 1941 في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، تميز منذ صغره بشغف القراءة والكتابة، وتخرج في كلية الآداب جامعة عين شمس عام 1962، قسم الدراسات النفسية والاجتماعية. بدأ حياته المهنية موظفًا في عدد من الوظائف الحكومية، لكنه لم يستقر طويلًا، فاستقال في أوائل الثمانينيات ليتفرغ تمامًا للكتابة والإبداع. انطلاقة درامية قلبت الموازين بدأت موهبته تظهر بشكل واضح من خلال أعمال درامية حازت اهتمام الجمهور والنقاد على حد سواء، لكنها بلغت ذروتها مع عرض مسلسل "ليالي الحلمية" الذي اعتبره كثيرون علامة فارقة في تاريخ الدراما العربية، لم تكن أعماله مجرد قصص، بل كانت وثائق اجتماعية وثقافية ترصد التحولات السياسية والمجتمعية في مصر منذ ما قبل ثورة يوليو وحتى نهايات القرن العشرين. أبرز أعماله التي حفرت في الذاكرة ترك عكاشة رصيدًا زاخرًا من الأعمال الدرامية الخالدة، من بينها: ليالي الحلمية: سلسلة ملحمية من عدة أجزاء، جسدت تطور المجتمع المصري سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا. الشهد والدموع: عمل إنساني عميق يتناول الصراع بين الخير والشر داخل الأسرة الواحدة. أرابيسك: سلط الضوء على التحولات الطبقية ومشكلات الهوية والانتماء. زيزينيا: تناول علاقة المصريين بالأجانب في فترة الاحتلال الإنجليزي من خلال قصة حب عابرة للثقافات. الراية البيضاء: كشف التغيرات القيمية التي طرأت على المجتمع المصري في فترة الانفتاح. ضمير أبلة حكمت: أول ظهور درامي للفنانة فاتن حمامة، وناقش قضية التعليم وتربية الأجيال. المصراوية: ملحمة وطنية تاريخية وثق فيها الحياة المصرية بداية من عام 1914، وكان آخر أعماله قبل وفاته. عكاشة المفكر ودراما الهوية لم يكن عكاشة مجرد كاتب دراما، بل مفكر تنويري آمن بقيمة الفن في بناء الوعي. هاجم التيارات المتطرفة ورفض استغلال الدين في السياسة. كما كتب مقالات أسبوعية بجريدة الأهرام، عالج فيها قضايا الوطن، ودعا إلى وحدة اقتصادية عربية بديلة عن الشعارات الجوفاء. أفكاره السياسية والاجتماعية اتسم فكره بالواقعية والتحليل الاجتماعي العميق، فكانت أعماله تعكس رؤيته النقدية لمجتمعه، كما لم يُخفِ انحيازه للطبقة الوسطى والمسحوقة، وظل طوال حياته منحازًا للإنسان البسيط، رافعًا شعار "الفن في خدمة الوعي". وكان من الداعمين لقضايا التنوير وحرية الفكر، مما جعله عرضة للانتقاد من بعض الاتجاهات المتشددة. وفاته وخسارة الساحة الفنية في 28 مايو عام 2010، رحل أسامة أنور عكاشة عن عمر ناهز 68 عامًا بعد صراع طويل مع المرض، برحيله فقدت الدراما المصرية والعربية قامة كبيرة، لكنها ما زالت تنبض بحضوره من خلال أعماله التي لا تزال تُعرض وتُحلل وتُدَرّس حتى اليوم.