
«من نموذج مفقود إلى تصوير مؤجل».. حكايات من خلف شبابيك الجوازات
يقول المواطن محمد بن عثمان (60 عامًا)، إنه توجه إلى فرع جوازات الصريم في قلب العاصمة طرابلس، لكنه لم يتمكن من الحصول على النموذج المطلوب والذي لا يُمنَح إلا يوم الأحد من كل أسبوع.
الانتظار الطويل أمام شبابيك الجوازات
وأضاف في حديثه إلى «بوابة الوسط»: «عدت في الأسبوع التالي مبكرًا، انتظرت طويلًا أمام الشباك المخصص، ثم جرى توزيع عدد محدود من النماذج، ولم أكن من المحظوظين». وتابع «ذهبت بعدها إلى فرع آخر، وما زلت أبحث عن نموذج جواز السفر حتى اليوم».
لكن تجربة عبدالرزاق الورشفاني، أحد سكان غرب طرابلس، بدت أكثر إحباطًا، إذ يقول: لـ«بوابة الوسط»: «في فرع جوازات جنزور غرب طرابلس، النماذج موجودة، لكن لا يوجد تقديم!»، موضحًا أنه يستيقظ فجرًا ليسجل اسمه في القوائم، وينتظر حتى التاسعة صباحًا لفتح باب النماذج، ثم يُفاجأ عند العاشرة والنصف بعبارة: «لا يوجد تقديم اليوم».
يضيف الورشفاني أن هذه المعاناة استمرت لأكثر من شهرين، دفعته بعدها للتوجه نحو ضواحي العاصمة طلبًا للمساعدة من أصدقاء ومعارف، «لكن حتى هناك، الانتظار سيد الموقف».
تعقيدات في إجراءات جواز السفر
وفي جوازات حي الأندلس، تؤكد شهادات مواطنين أن المشكلة لا تتعلق فقط بتوفر النماذج؛ بل تتجاوزها إلى تعقيدات في الإجراءات. يقول الشاب محمد الزنتاني (25 عامًا) «وقفنا أمام الباب لساعات، وعندما فُتح وجدنا النماذج متاحة، ولكن بشرط أن تكون الأوراق مكملة بالكامل. ومن لا يُشبك أوراقه بالطريقة المطلوبة يُمنع من الدخول».
ويضيف الزنتان يفي حديثه إلى «بوابة الوسط»: «بعد أكثر من ثلاث ساعات من الانتظار في الطوابير، دخلنا القاعة، ولكن سرعان ما بدأ إدخال أسماء بعينها، في حين بقي المواطن العادي في طي النسيان».
أما أسعد المسلاتي، فيروي كيف تمكن أخيرًا «بشق الأنفس» من تقديم أوراقه، لكنه اصطدم بعقبة جديدة في يوم التصوير. «قالوا لي: اذهب إلى فرع صلاح الدين لأنه الأقرب إلى مقر إقامتي. رغم أنني لم أكن من سكان الحي، توسلت للبقاء والتصوير، لكن حتى اليوم لم يُحدد لي موعد تصوير».
صعوبات متزايدة في استصدار جوازات السفر
اشتكى عدد من المواطنين من الأوضاع المزرية داخل فرع جوازات أبوسليم؛ حيث وصفوا ما يحدث بالفوضى والتهميش. يقول معتز الورفلي لـ«بوابة الوسط» إن الازدحام خانق، والقوائم التي يدونها المواطنون بأسمائهم لا يجري العمل بها رسميًا، مما يضطرهم للانتظار لأيام طويلة فقط للحصول على نموذج تعبئة، يليها الوقوف في طوابير طويلة من أجل تحديد موعد للتصوير، في ظل ضعف التنظيم وغياب أي حلول ملموسة.
من جهته، وصف سالم الأصبيعي، أحد سكان منطقة صلاح الدين، الحصول على جواز السفر بـ«الحلم الجميل»، مستغربًا اقتصار استقبال الملفات على يوم واحد فقط في الأسبوع، ويوم آخر للتصوير والذي غالبًا ما يتعطل بسبب توقف المنظومة الإلكترونية بعد الساعة الثانية عشرة ظهرًا، على الرغم من أن الفرع يفتح أبوابه منذ التاسعة صباحًا.
«وكان الله في عون المواطن»، يختم الأصبيعي، حديثة لـ«بوابة الوسط» في تعبير عن إحباط شريحة واسعة من الليبيين الذين يواجهون صعوبات متزايدة في استصدار جوازات السفر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الساعة 24
منذ 3 ساعات
- الساعة 24
بوقعيقيص لـ«الاتحاد الأوروبي»: شكرا على عرض التأشيرات المفتوحة فلسنا بحاجة ماسة لها
رفضت عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي، آمال بوقعيقيص، محاولات الاتحاد الأوروبي بشأن توطين المهجرين ومواجهة الهجرة غير الشرعية. وقالت بوقعيقيص، عبر حسابها على 'فيسبوك':' عطفاً على الزيارة المرتقبة للاتحاد الأوروبي بشأن تكليفنا خفر بمقابل لحدودهم البحرية'. وتابعت:' عفواً نحن بلد عبور وليس بلد لاستقرار المهاجرين شكرا على عرض التأشيرات المفتوحة لليبيين فلسنا بحاجة ماسة لها فالعالم كبير وأرض الله واسعة' . واستطردت:' هذه التنمية إعملوها على الشريط الحدودي ولكن في الضفة الخاصة بمواطني البلدان التي ينتمي إليها ويأتي منها المهاجرين اعملوا لهم هناك على أراضيهم المتأخمة وليس على أراضينا الكهرباء والمدارس والمستشفيات'. واختتم بوقعيقيص:' نحن نساهم معكم بالمستطاع وساعدونا على رقابة حدودنا الصحراوية الممتدة واجعلوا هذه المناطق الحدودية منابع ثرية بشرية تتسع مع الوقت لهم في بلدانهم وإلا اسمحوا لنا الزيارة غير مقبولة'.


أخبار ليبيا
منذ 5 ساعات
- أخبار ليبيا
بوقعيقيص لـ«الاتحاد الأوروبي»: شكرا على عرض التأشيرات المفتوحة فلسنا بحاجة ماسة لها
رفضت عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي، آمال بوقعيقيص، محاولات الاتحاد الأوروبي بشأن توطين المهجرين ومواجهة الهجرة غير الشرعية. وقالت بوقعيقيص، عبر حسابها على 'فيسبوك':' عطفاً على الزيارة المرتقبة للاتحاد الأوروبي بشأن تكليفنا خفر بمقابل لحدودهم البحرية'. وتابعت:' عفواً نحن بلد عبور وليس بلد لاستقرار المهاجرين شكرا على عرض التأشيرات المفتوحة لليبيين فلسنا بحاجة ماسة لها فالعالم كبير وأرض الله واسعة' . واستطردت:' هذه التنمية إعملوها على الشريط الحدودي ولكن في الضفة الخاصة بمواطني البلدان التي ينتمي إليها ويأتي منها المهاجرين اعملوا لهم هناك على أراضيهم المتأخمة وليس على أراضينا الكهرباء والمدارس والمستشفيات'. واختتم بوقعيقيص:' نحن نساهم معكم بالمستطاع وساعدونا على رقابة حدودنا الصحراوية الممتدة واجعلوا هذه المناطق الحدودية منابع ثرية بشرية تتسع مع الوقت لهم في بلدانهم وإلا اسمحوا لنا الزيارة غير مقبولة'.


الساعة 24
منذ 9 ساعات
- الساعة 24
النعاس: حلول البعثة 'تلفيقية' وطرقها في تسوية الأزمة ملتوية
قال عمر النعاس أستاذ القانون الدستوري، إن البعثة الأممية تتحدّى إرادة الشعب، وليس بجديد ما تقوم به البعثة الأممية في ليبيا من انتهاك لميثاق الأمم المتحدة ولقرار مجلس الأمن رقم 2009 لسنة 2011 المنشأة بموجبه، وتحديها إرادة الشعب الليبي وتجاهل حقه في تقرير مصيره بنفسه من خلال الاستفتاء على مشروع الدستور الذي أقرته الهيئة التأسيسية المنتخبة من الشعب الليبي. واعتبر في تدوينة بفيسبوك قائلًا إن تحدي البعثة لإرادة الشعب وتجاهل حقه في الاستفتاء على مشروع الدستور بدأ فعليا مع قدوم المبعوث السابق غسان سلامة في يونيو2017 ومرورا بالسيدة ستيفاني1 والسيد كوبيتس والسيد باتيلي والسيدة ستيفاني2 ، ويستمر تجاهل مشروع الدستور مع قدوم السيدة تيتيه في 2025. وتابع قائلًا 'لقد تجاهلوا المسار التأسيسي الدستوري بالرغم من أن مشروع الدستور هو نتاج عمل هيئة وطنية ليبية منتخبة من الشعب الليبي وجاهز منذ أكثر من 7سنوات لسماع كلمة الشعب فيه بالقبول أو الرفض من خلال الاستفتاء وصناديق الاقتراع وفق الآلية الديمقراطية الحديثة المعمول بها في كل دول العالم، وجميعهم سلكوا سبل وطرائق ملتوية لتمطيط المرحلة ومحاولة ايجاد حلول تلفيقية واهية تحت شعار المواءمة والتوافق الدولي لتحقيق مصالح دولية لا علاقة لها بمصلحة الشعب الليبي، وهي محاولة بائسة لكسر إرادة الشعب واخضاعه، ولكن إرادة الشعب الليبي فوق كل إرادة، وستقوم دولة الدستور والمؤسسات قريبا إن شاء الله'