
«الجوكي».. يسابق الأرقام
لعل من الشخصيات التي لم ينصفها الأدب، ولا الأعمال السينمائية، «الجوكي»، وعوالمه الغامضة، فبالكاد هناك عمل أو عملين سينمائيين، حاولا الاقتراب من شخصية «الجوكي»، ولكنهما ليسا بذلك العمق، بينما خلّدها الرسامون، مثل «لوتريك تولوز» عام 1899، «الجوكي» تلك الشخصية التي ليست بالفارس، ولا بالخيّال، بالمفهوم الأدبي والأخلاقي، أصلها إنجليزي، من تسميات الولد، وتعني الذي يقاوم من أجل الفوز، وأول ما ظهر كتسمية، كان في مسرحية شكسبير «ريتشارد الثالث» باسم «جوكي أوف نورفولك»، وفي القرن السادس عشر والسابع عشر، أصبحت مهنة ضمن سباق الخيل، وفي عام 1670 ظهر أول متسابق يطلق عليه «جوكي»، للفوز بسبق الخيل.
حياة «الجوكي» مرتبطة بالسباق الدائم مع الأرقام، وتبدأ بالشروط، وتنتهي بالشروط، عدوته الأرقام، فهو طوال حياته يتعامل مع رقم وزنه، بحيث يظل محافظاً عليه، بأي وسيلة، فقوانين السباقات، خاصة القانون الإنجليزي، لا تسمح بزيادة عن الوزن المطلوب إلا كليو جرامين، حينما تراعى سن الجوكي، والزيادة الطبيعية في الوزن بتقدم العمر، ويبقى يصارع أرقام التفوق في سباقات يمكن أن تعطيه أرقاماً عالية أو تخفض من حصته، تبدأ حياته الحقيقية عند سن السادسة عشرة من عمره، ويكون مسؤولاً عنه والده أو ولي أمره، حيث يسلم إلى مربّي الخيل، ومدربيها، والذين يختارونه بعد الفحوص، ومراقبة الطول والوزن، ويخضع لتدريبات قاسية، ويتعلم موالفة الخيل، ومعرفة دقائق أمورها، ثم يشركونه في سباقات تأهيلية، وليست نهائية، حتى يحظى بالرضا من قبل مدربه، وينال شهادة التفوق، وممارسة مهنة الجوكي التي لها نقابتها، ونواديها، ويمكنه أن يعمل ضمن فريق لإسطبلات الخيول أو منفرداً، حراً، وتسير حياته العملية من مبتدئ إلى ممارس إلى محترف، وهي فترة تمتد إلى أربع سنوات من التدريب القاسي، واتباع حمية غذائية معينة، ومراقبة السلوك والتصرفات، وفق ما تتطلب حياة المحترفين من شروط قاسية، ولكي يبقى في سوق العمل، ومطلوباً من أكثر من جهة. ومن ضمن الأرقام التي هي عدوة الجوكي، أرقام التأمين التي في ازدياد، خاصة مع تقدم العمر، حيث تشترط شركات التأمين الفحوص الكاملة مع خطابات ضمان، وموافقة من قبل مدربه أو مالك الخيل، عمر «الجوكي» تقريباً مثل عمر لاعب كرة القدم، أو مثل عارضة الأزياء، ينتهي في الثلاثينيات، حسب قدرته على المحافظة على ذلك الوزن المثالي، وهو أقل من 50 كلجم، وأقل من 52 كلجم للمحترفين، وطوله من 150 سم إلى 166 سم، ولديه سباق مع فقدان السوائل، فبعد كل سباق يخسر ما معدله من 1-3 كيلو جرام، وقبل السباق تستخدم خزانات لتخفيض وزنه بسرعة، أما آخر هذه الأرقام التي يودها «الجوكي»، لكنها محرمة عليه، هي الدخول في المراهنات، لأن عقابها حرمان، وطرد لمدة أربع سنوات، وهي طويلة قياساً بعمر الجوكي القصير، لا شك أن حياة الجوكي مثيرة للاهتمام، لكنها ظلت بعيدة عن التناول الأدبي والفني والثقافي، وظل هو وحيداً بأسلوبه الأخضر يشق طريق الفوز والتسابق مع الأرقام!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ يوم واحد
- الاتحاد
بني ياس حديث تقديم الانتقالات بـ «الفورمولا»!
مراد المصري (أبوظبي) تصدر نادي بني ياس المشهد في إعلانات الانتقالات الصيفية الحالية، وذلك من خلال روح الابتكار المتجددة التي يعتمدها هذا الموسم للترويج عن اللاعبين الجدد القادمين إلى صفوفه، وآخرهم الأوزبكي أكمل موزجوفوي، الذي تقمص شخصية «سائق الفورمولا» على حلبة مرسى ياس. وقام النادي بالتمهيد لوصول لاعب يتولى قيادة خط الوسط عبر صورة سائق فورمولا، ثم لاحقاً تم الكشف عن هويته عبر فيديو متميز يمزج بين تقديم لاعب كرة القدم، وعرض حلبة مرسى ياس كواحدة من أبرز المعالم في أبوظبي، وهي التي تعتبر حديث العالم في الوقت الحالي بظهورها الرائع في فيلم هوليوود «F1»، الذي تم تصوير أجزاء منه هناك تحديداً. ويبغ موزجوفوي من العمر 26 عاماً، وهو أحد نجوم فريق ناساف الأوزبكي، كما يتواجد في صفوف منتخب بلاده الذي ضمن التأهل المباشر للمرة الأولى في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم المقبلة. وجرت مراسم التوقيع مع اللاعب بحضور صقر المسكري المدير التنفيذي لشركة كرة القدم بنادي بني ياس، وسط تطلعات من اللاعب لتقديم الإضافة المطلوبة.


زهرة الخليج
منذ يوم واحد
- زهرة الخليج
عودة «الملك لير» ليحيى الفخراني.. إنتاج ضخم وجولة عربية
#مشاهير العرب تُعَدّ عودة الفنان المصري الكبير، يحيى الفخراني، إلى خشبة المسرح حدثاً كبيراً، بالنظر إلى القيمة الفنية العالية التي يمثلها من جهة، واشتياق الجمهور لأعماله الفنية بعد غيابه عن الساحة منذ سنوات عدة من جهة أخرى. واعتباراً من يوم الثلاثاء 8 يوليو، عاد الفخراني إلى خشبة المسرح القومي في القاهرة؛ ليقدم عرضه المسرحي «الملك لير»، المأخوذ عن نص للكاتب الإنجليزي الراحل ويليام شكسبير. ويُقدِّم الفخراني هذا العمل منذ سنوات، لكنه يعيده هذه المرة برفقة وجوه فنية شابة، يُتوقَّع لها مستقبل فني مشرق في السنوات القادمة. عودة «الملك لير» ليحيى الفخراني.. إنتاج ضخم وجولة عربية المسرحية، التي ستُعرض خلال فصل الصيف في القاهرة، سيجري تقديمها أيضاً في السعودية والإمارات، خلال شهرَيْ: أكتوبر ونوفمبر، مع احتمالية إعادة عرضها في القاهرة خلال شهر ديسمبر. ويُقدم المخرج شادي سرور، في هذه النسخة من «الملك لير»، رؤية إخراجية جديدة لنص شكسبير، معتمداً على ترجمة الدكتورة فاطمة موسى، التي تُعَد من أبرز من قدّموا أعمال شكسبير باللغة العربية. وتُعد النسخة الحالية من «الملك لير» الأضخم إنتاجياً في تاريخ عروض البيت الفني للمسرح، سواء من حيث تصميم الديكور والملابس أو العناصر الفنية المصاحبة، بما يواكب تطلعات جمهور المسرح المعاصر، ويُعلي من شأن المسرح القومي كمنصة لتقديم الأعمال الكلاسيكية بطابع حديث. تشارك، إلى جانب الفخراني في بطولة المسرحية، نخبة من نجوم البيت الفني للمسرح، من بينهم: طارق الدسوقي، وعادل خلف، وتامر الكاشف، وريم عبد الحليم، وطارق شرف، ومحمد العزايزي، ومحمد حسن، ضمن توليفة تمثيلية تجمع بين الخبرة والحيوية، ما يعزّز قوة العمل فنياً ودرامياً. عودة «الملك لير» ليحيى الفخراني.. إنتاج ضخم وجولة عربية وهذه هي المرة الثالثة، التي يُقدِّم فيها يحيى الفخراني شخصية «الملك لير»، بعد أن جسّدها لأول مرة عام 2001، على نفس المسرح، ثم عاد بها عام 2019، ضمن إنتاج خاص، حقق حينها نجاحاً لافتاً. تدور أحداث مسرحية «الملك لير» حول ملك عجوز، يُقرر تقسيم مملكته بين بناته الثلاث على أساس تعبيرهن عن حبهن له. لكن حكمه العاطفي يقوده إلى قرار كارثي، إذ يُكافئ النفاق، ويُعاقب الصدق، ليكتشف متأخراً خيانة من منحهن كل شيء، ويفقد كل ما يملك من سلطة، ومكانة، وكرامة. وتُعتبر «الملك لير» دراما إنسانية خالدة عن الغرور، والخيانة، والعدالة الغائبة، وعن قيمة الاعتراف بالحقيقة، حتى لو جاء متأخراً.


البيان
منذ 2 أيام
- البيان
الجوائز وعلاقتها بصناعة «الموديل» - المُلهم «1-2»
فتعني الكلمة القدوة التي يحتذى بها في السلوك أو الإنجاز، وبين الطلاب غالباً ما تعني الشخصيّة المُلهمة التي يتطلع الطالب إلى أن يصبح مثلها في المستقبل، كأن يقول: أريد أن أكون أديباً كنجيب محفوظ أو جراحاً كمجدي يعقوب. إن وجود «الموديل» ضرورة في أي مجتمع، وإذا افتقر المجتمع إلى رمز، عليه أن يهيئ البيئة الإيجابية والمناسبة لصناعته، والأمثلة على صناعة «الموديل» لا تحصى؛ فبريطانيا العظمى على سبيل المثال، عندما احتاجت إلى «موديل»، يخفف من معاناة مستعمراتها، سعت إلى صناعة وليم شكسبير، ملهماً في المسرح والشعر، لتطبق سمعته الآفاق. ثمة ورش عمل متخصصة في صناعة «الموديل»- النموذج، وهوليوود، تعدّ في هذا السياق المختبر الأميز عالمياً في صناعة «الموديل» وتسويقه. الثقافة، والتعليم، والرياضة، والإعلام، والأعمال، والبيئة، والتكنولوجيا بتشعباتها وغيرها. ومن أحدث الجوائز الثقافية الإعلامية في الإمارات «جائزة المقال الإماراتي»، فما الرؤيا التي تسعى لتحقيقها؟.. للحديث صلة