
قائمتا إبستين وباف ديدي والبحث عن اسم ترامب
وسائل الإعلام الأميركية
منذ فترة بقائمتين شهيرتين؛ الأولى هي قائمة مُرتادي جزيرة جيفري إبستين، الذي تحوم حوله شبهات الاتجار بالبشر، وانتهى الأمر بـ"انتحاره" في زنزانته. قائمة إبستين التي هُدّد بها كثير من الشخصيات السياسية في العالم، ودارت حولها العديد من التكهنات، فجأة، أُعلن أنها غير موجودة، وكأنها اختفت، علماً أن حليف
دونالد ترامب
والمحامي سيئ السمعة آلان ديرشوفتز سبق أن قال إنه رآها واطّلع على محتواها. يُضاف إلى ذلك بعض الوقائع الجديدة التي تثبت علاقة ترامب بإبستين، إذ كشفت "سي أن أن" أخيراً أن إبستين كان حاضراً في حفل زفاف ترامب، على عكس ما يزعمه الأخير بأنهما لم يكونا صديقين.
القائمة الثانية، هي قائمة مرتادي حفلات
باف ديدي
، مغني الراب الشهير والمنتج المتهم بالعمل بإدارة شبكة دعارة، بعد إسقاط العديد من التهم عنه. يُقال إن هذه القائمة تحتوي على أسماء كثير من المشاهير الذين تورطوا في جرائم وأفعال مشينة، أشرف عليها ديدي بنفسه. هذه القائمة أيضاً اختفت، أو على الأقل لم تُعلَن للعامة.
أزمة هاتين القائمتين أنهما حركتا الرأي العام العالمي، خصوصاً في الولايات المتحدة. والسبب هو التدخل السياسي في العملية القضائية؛ إذ يُتَّهم دونالد ترامب، الذي لطالما تغنى بقائمة إبستين وتعهّد بنشرها، بأنه مسؤول عن إخفائها. التهمة يوجّهها إليه أشد مناصريه، ونقصد جماعة Maga؛ إذ نُظر إلى إخفاء القائمة بوصفه نوعاً من التهرب من الوعود الانتخابية التي قدمها ترامب لناخبيه، وعلى ابتذال المفارقة، لكنها محقة.
هذا الوعد بكشف الجماعات السرية في المجتمع الأميركي السياسي والفني، لطالما حامت حوله الشبهات، وبُنيت عليه نظريات مؤامرة ساهم ترامب نفسه بالترويج لها. لكن، ما إن كتب إيلون ماسك عبر "إكس" أن ترامب على قائمة إبستين، حتى تغيرت قواعد اللعبة، وفجأة، اختفت القائمة، وأكّد ترامب نفسه أنها غير موجودة ولا داعي للحديث عنها بعد الآن، وكأن شيئاً لم يكن.
في الوقت نفسه، تدور سجالات حول قائمة ضيوف حفلات ديدي، الموجود حالياً في السجن. يُقال إن هذه القائمة ستفضح عالم الترفيه والموسيقى في الولايات المتحدة، بصورة تقارب ما حصل في فضيحة واينستين وانطلاق حركة مي تو. لكن حتى الآن، لم تظهر القائمة، وبدأت الشكوك تدور حول مجموعة من المشاهير الذين ساهموا بعدم خروجها إلى العلن، خوفاً على مستقبلهم المهني.
هنا نحن أمام سؤال مريب: هل من المعقول أن يكون النظام السياسي الأميركي، ومؤسسات صناعة الموسيقى، وهوليوود كلها، مرتبطة بقائمتين فقط؟ قوائم قادرة على إعادة تشكيل وجه الخريطة السياسية والثقافية؟ خصوصاً أن التهم هذه المرة لا تتعلق بالفساد، مثل فضيحة السرقة التي أطاحت بمارين لوبان، زعيمة اليمين الفرنسي، بل تهم من نوع مشين كالاتجار بالبشر والعنف الجنسي وغيرها.
نطرح هذا السؤال لأننا أمام شبهات تدخل قضائي وسياسي لإخفاء هذه القوائم، أو تفادي الحديث عنها. لكن، وإن أردنا تذليل نظرية المؤامرة، نحن أمام طبقة اجتماعية-اقتصادية ترى نفسها فوق القانون، إلى درجة أن ينكر رئيس الولايات المتحدة الأميركية وجود قائمة يعلم الجميع بأنّها هناك. بالتالي، ربما نحن أمام عالم سري من الصفقات أو الملذات التي تصل إلى حد الجريمة، وتتمتع بها طبقة محددة فقط.
أي محاولة للاستطراد في المقاربة السابقة تدخل بنا إلى حواف نظرية المؤامرة، وهنا بالضبط تكمن المشكلة؛ إذ إن محاولة التفكير العقلاني في الموضوع تهددها حشود الذباب الإلكتروني والمبالغات والأطماع السياسية. وربما هذا ما تحوّل لاحقاً إلى سلاح خطابي-سياسي: اتهام أي محاولة لفهم خفايا السلطة/الصناعة بالتآمر أو المبالغة أو الغرق في التفاصيل غير المفيدة.
الاتهام السابق حوّل كثيرين إلى "محققين رقميين"، مثل محاولة بعضهم رصد ردات فعل جاي زي وبيونسيه، اللذين يُقال إن اسمهما على قائمة ديدي، أو تحليل لغة جسد ترامب عند سؤاله عن إبستين.
إعلام وحريات
التحديثات الحية
فضيحة التجسّس على الصحافيين عبر "باراغون" تتوسع في إيطاليا
هذه الظاهرة سببها تعطيل القضاء التقليدي، ونبذ الصحافة الجادة هذه الحكايات، خوفاً من تهمة دعم نظريات المؤامرة، ليُترك الأمر برسم هواة صناع المحتوى وأصحاب نظريات المؤامرة الذين ينتهي غالباً كل نقاش معهم إلى أن الكائنات الفضائية هي مَن بنت الأهرامات، ما يترك هذه القوائم سلاحاً يمكن التلويح به بأي لحظة من دون أن نكتشف "الحقيقة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 3 ساعات
- القدس العربي
النائب الأمريكي رو خانا: حان الوقت للاعتراف بدولة فلسطين- (بيان)
قال النائب الأمريكي رو خانا، السبت، إن الاعتراف بدولة فلسطين بات 'فكرة حان وقتها'، مؤكدًا أن مساعي عدد من النواب الديمقراطيين لدفع الإدارة الأمريكية نحو هذه الخطوة مستمرة رغم محاولات 'التخريب'. وأوضح خانا، في منشور عبر منصة 'إكس'، أن 11 نائبا ديمقراطيا وجّهوا رسالة إلى الإدارة الأمريكية للمطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، مضيفا أن تسريب هذا التحرك إلى وسائل الإعلام كان يهدف إلى عرقلته 'لكن ذلك لن ينجح'. وأشار خانا إلى أن النواب يعملون على حشد الدعم لإطلاق مبادرة رسمية للاعتراف بفلسطين قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، مضيفا: 'ردود فعل زملائي كانت إيجابية للغاية'. Someone leaked our effort to try to sabotage it. Sad. It won't work. Recognizing a Palestinian state is an idea whose time has come. The response of my colleagues has been overwhelming. We will build support and release prior to the UN convening. — Ro Khanna (@RoKhanna) July 31, 2025 وفي سياق متصل، وجّه 4 نواب ديمقراطيين، الجمعة، رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طالبوه فيها بالتحرك لوقف الحرب في غزة. ووقّع الرسالة كل من غريغوري ميكس، وروزا دي لورو، وجيم هايمز، وجيمي راسكين، محذرين من أن الحرب تسببت في 'أزمة إنسانية عميقة' وأصبحت مصدرا لعدم الاستقرار وتهديدا جديا للأطراف كافة. ودعا النواب الرئيس الأمريكي إلى 'توظيف كل الإمكانات الدبلوماسية لإنهاء الصراع بشكل عاجل وحاسم ودائم'، مؤكدين أن استمرار الحرب يزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية. وطالبوا الإدارة بـ'إعادة جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل والقادة الفلسطينيون والشركاء الإقليميون، إلى طاولة المفاوضات دون أي تأخير'.


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
ترامب يجدد اعترافه بمغربية الصحراء ودعمه مقترح الحكم الذاتي
جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت، تأكيد اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء، ودعمها مقترح الحكم الذاتي الذي كانت الرباط قد تقدّمت به عام 2007، باعتباره "الأساس الوحيد للتوصل إلى حل عادل ودائم لهذا النزاع". وجاء تجديد الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء الغربية في برقية وجّهها ترامب، اليوم السبت، إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ26 لجلوسه على العرش. وقال ترامب في البرقية: "كما أود أن أجدد التأكيد أن الولايات المتحدة الأميركية تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وتدعم المقترح المغربي للحكم الذاتي، الجاد وذا المصداقية والواقعي، باعتباره الأساس الوحيد من أجل تسوية عادلة ودائمة لهذا النزاع". كذلك، أكّد ترامب أن "الولايات المتحدة الأميركية تولي أهمية كبيرة للشراكة القوية والدائمة التي تربطنا بالمغرب. ومعاً، نعمل على المضيّ قدماً بأولوياتنا المشتركة من أجل السلام والأمن في المنطقة، لا سيما بالاعتماد على اتفاقات أبراهام (التطبيع)، ومكافحة الإرهاب، وتوسيع نطاق التعاون التجاري بما يعود بالنفع على الأميركيين والمغاربة على حد سواء". وعبّر الرئيس الأميركي عن تطلّعه إلى "مواصلة التعاون من أجل تعزيز الاستقرار والأمن والسلام على الصعيد الإقليمي". ويُعدّ تجديد ترامب دعمه سيادة المغرب على الصحراء الغربية خطوة جديدة تؤكّد أن إعلانه في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول 2020 عن هذا الاعتراف لم يكن "مجرد تغريدة"، كما تصفه جبهة "البوليساريو". ومع بداية ولايته الثانية في يناير/كانون الثاني الماضي، عادت السياسة الخارجية الأميركية تجاه قضية الصحراء إلى واجهة النقاش في المغرب، حيث أثيرت تساؤلات عدة حول السياسات المحتملة لإدارة ترامب بشأن إحدى أبرز القضايا ذات الأولوية على المستويين الرسمي والشعبي في البلاد. وتركّزت التساؤلات حول ما إذا كان ترامب سيحسم خلال ولايته الثانية مسألة فتح القنصلية الأميركية في مدينة الداخلة، كما ورد في المرسوم الرئاسي الذي وقّعه في ديسمبر/كانون الأول 2020، أم أنه سيسير على نهج إدارة جو بايدن التي أبقت هذا الالتزام خارج أولوياتها طيلة السنوات الأربع الماضية. أخبار التحديثات الحية العاهل المغربي: مستعدون لحوار صريح ومسؤول مع الجزائر وتعوّل الرباط على الخطوة الأميركية لما لها من آثار سياسية واقتصادية على مستقبل النزاع المستمر منذ نحو نصف قرن، إذ من شأنها تشجيع مزيد من الدول على الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، وتعزيز الاستثمارات الأجنبية في المنطقة، فضلاً عن ترسيخ مكانة المغرب شريكاً موثوقاً للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وفي ضوء ذلك، تراهن السلطات المغربية على الخروج من نهج "اللاحسم" الذي تبنته الإدارة السابقة، وتحويل القنصلية الأميركية في الداخلة من مجرد وجود افتراضي إلى حضور دبلوماسي فعلي، لا سيما في ظل المرحلة الحرجة التي يمر بها الملف، وما يشهده من تنامٍ للدعم الدولي لسيادة المغرب، وارتفاع عدد القنصليات في مدينتي العيون والداخلة. وكان إعلان ترامب في ديسمبر/كانون الأول 2020 الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، بالتوازي مع اتفاق التطبيع بين الرباط وتل أبيب، قد شكّل نقطة تحوّل في مسار القضية الممتدة منذ نحو 50 عاماً، بعد انسحاب إسبانيا عام 1975 من المنطقة، وتوقيع اتفاق الهدنة بين المغرب وجبهة "البوليساريو" عام 1991، عقب حرب استمرّت 16 عاماً. واعتبر ترامب في إعلانه آنذاك أن "إقامة دولة مستقلة في الصحراء ليست خياراً واقعياً لحل الصراع"، وهو ما اعتُبر مؤشراً على بداية "مرحلة جديدة" شجّعت العديد من الدول الأوروبية والأفريقية على الاعتراف بسيادة المغرب، ودعم مقترح الحكم الذاتي، وافتتاح قنصليات لها في مدينتي العيون والداخلة.


القدس العربي
منذ 7 ساعات
- القدس العربي
سياسات ترامب الجمركية تمثل اختبارا لصورته كصانع للصفقات
واشنطن: يراهن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسمعته كمفاوض صارم وصانع صفقات بارع، وهي صورة خدمته طوال حياته، في سياسته الحمائية القائمة على الرسوم الجمركية المشددة. ونشر البيت الأبيض الجمعة صورة للرئيس الأمريكي واضعا هاتفا ذكيا على أذنه مع تعليق يقول 'يجري اتصالات. يبرم صفقات. يعيد العظمة لأمريكا!'. ويشيد أنصاره بكل اتفاقية تجارية يعلن عنها الرئيس المقتنع بأن الرسوم الجمركية أداة تؤكد القوة الاقتصادية للولايات المتحدة، ويعتبرونها دليلا على براعته التفاوضية. ولم تكن موجة تغييرات الرسوم هذا الأسبوع مختلفة. فالخميس وبجرة قلم، فرض مطوّر العقارات السابق رسوما جمركية جديدة على العشرات من شركاء الولايات المتحدة التجاريين. وسيبدأ تطبيق هذه الرسوم في السابع من آب/أغسطس بدلا من الأول منه علما أنه حدد سابقا الأول من الشهر موعدا نهائيا وصفه بأنه صارم. وأدى تراجع الرئيس الجمهوري عن قراراته ومواعيده النهائية لبدء فرض سياسته التجارية قبل لغائها أو تمديدها — وقد منح المكسيك مؤخرا تمديدا لمدة 90 يوما — إلى انتشار مفردة 'تاكو' الساخرة التي تختصر بالأحرف الأولى عبارة 'ترامب دائما يتراجع'. وأثارت نكات توحي بأن ترامب كثير الكلام وقليل الأفعال فيما يتعلق التجارة، حفيظة الرئيس. – 'ليس تراجعا' – لكن محللين يعتقدون أن لا تراجع هذه المرة. ويرى خبير الاقتصاد الدولي في مركز أتلانتيك كاونسيل للأبحاث أن ترامب 'لم يتراجع'. وصرح ليبسكي أن الرئيس 'يتابع، إن لم يتجاوز' ما تعهد به خلال حملته الانتخابية فيما يتعلق بالرسوم الجمركية. وقال محلل السياسات العامة في إيفركور آي إس آي ماثيو أكس، إنه لا يتوقع 'تغيرا كبيرا' في الأمر التنفيذي الأخير، باستثناء إبرام صفقات مع بعض الدول مثل تايوان أو الهند خلال فترة السماح ومدتها سبعة أيام. وبعد مفاوضات حاسمة سبقت إعلان الرسوم الجمركية، حصل ترامب على سلسلة من التنازلات في اتفاقات أبرمها مع الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، فحدد معدلات ضريبية متفاوتة وحصل على وعود باستثمارات كبيرة في الولايات المتحدة. ولا تزال تفاصيل هذه الاتفاقيات غامضة وتترك الباب مفتوحا أمام أسئلة جوهرية مثل: هل الإعفاءات ممكنة؟ ما مصير قطاعات رئيسية كالسيارات والأدوية وأشباه الموصلات؟ وثم، ماذا عن الصين؟ وأوضح أكس أن لدى الرئيس الأمريكي وقادة الدول الأخرى 'أسبابا لتجنب الدخول في اتفاقيات مفصلة' ما يسمح لجميع الأطراف بتقديم هذه الصفقات لجمهورهم بأكثر الطرق إيجابية أو أقلها سلبية. والقدرة على إبرام الصفقات، وغالبا مع أو بدون تفاصيل جوهرية، هي بالنسبة للرئيس الجمهوري البالغ 79 عاما عنصر أساسي في أسلوبه السياسي. – 'فن' – في كتابه 'فن إبرام الصفقات' كتب الملياردير 'الصفقات فنّ خاص بي. يرسم الآخرون بجمال على القماش أو يكتبون أشعارا رائعة. أنا أحب إبرام الصفقات، والأفضل أن تكون كبيرة. هذا يمتعني'. ويوضح ترامب في كتابه أنه دائما ما 'يحمي' نفسه من خلال 'المرونة'. ويشرح 'لا أتمسك بتاتا بصفقة معينة أو نهج معين'. لكن رغم التعليقات بشأن تراجعه عن قراراته التجارية، لم يتراجع ترامب كثيرا عن استراتيجيته التجارية وقد يكون ذلك مكلفا من الناحية السياسية. ففي استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك ونُشر في منتصف تموز/يوليو، قال 40% فقط من المشاركين إنهم يدعمون سياسات الرئيس التجارية بينما انتقدها 56%. وتنبئ أحدث أرقام التوظيف بانعكاسات سياسات ترامب الحمائية، وفقا للخبراء. فبعد تعديلها انخفضت أرقام الوظائف الجديدة في أيار/مايو وحزيران/يونيو بشكل حاد إلى مستويات لم تُسجل منذ جائحة كوفيد-19. (أ ف ب)