logo
حرائق الغابات تشعل الجدل على منصات التواصل الاجتماعي في سوريا وتركيا

حرائق الغابات تشعل الجدل على منصات التواصل الاجتماعي في سوريا وتركيا

المغرب اليوممنذ يوم واحد
تشهد الدول المطلّة على البحر الأبيض المتوسط منذ أيام موجة حرّ شديد ، أكثر حِدّة من المعتاد في هذا الوقت من العام.وفي يوم الأحد الماضي، سجّل البحر الأبيض المتوسط درجة حرارة قياسية، نسبة إلى هذا التوقيت السنوي، عند 26,01 درجة مئوية، بحسب بيانات خدمة كوبرنيكوس الأوروبية.وشهد الساحل السوري حرائق كبيرة وكثيرة، تضرّرت معها مناطق عديدة.
وأشار وزير الطوارئ وإدارة الكوارث في سوريا رائد الصالح، إلى 23 حريقاً في محافظات اللاذقية، وطرطوس، وحماه، وإدلب، وغيرها.ولفت الصالح إلى أن أكثر من 50 فريقاً يتعامل مع تلك الحرائق، محذراً من أن الصيف قد يشهد المزيد من هذه الحرائق. وأتتْ الحرائق على مساحات واسعة من غابات جبال مصياف بما تشتمل عليه من نباتات طبية وعطرية نادرة، فضلاً عن تهديدها للمناطق السكنية والأثرية المجاورة.
وتُعتبر غابات مصياف، الواقعة في محافظة حماة، من أجمل الغابات السورية، وهي تحتضن نظاماً بيئياً متكاملاً.وعبر منصات التواصل الاجتماعي، أشاد ناشطون بجهود عناصر الدفاع المدني السورية في التصدي لتلك الحرائق، لا سيما وأنها تعمل في ظل نقص التجهيزات اللوجستية، فضلاً عما تواجهه تلك العناصر من ألغام من مخلّفات الحرب .
لكن البعض ذهب إلى القول إن هذه الحرائق مفتعلة، متسائلاً عن الهدف من وراء افتعالها:ورأى ناشطون أن "تصاعد الحرائق المفتعلة في الساحل السوري هو بهدف تهجير المكون العَلويّ وإجباره على بيع أراضيه"، مندّدين بغياب "أي إجراءات حقيقية لوقف الحرائق ومحاسَبة المتسببين بها، ما يعزز الشكوك حول وجود مخطط منظم لاستكمال سياسة التهجير القسري وإعادة رسم الخريطة السكانية في المنطقة"، على حد تعبيرهم.
لكن رئيس منظمة الدفاع المدني السوري منير مصطفى، قال إن "السبب وراء اندلاع عشرات الحرائق يومياٍ، ومعظمها في المناطق الحراجية والغابات، يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة واشتداد سرعة الرياح، ما يزيد من سرعة انتشار النيران وصعوبة السيطرة عليها".
كما "تضيف التضاريس الوعرة في بعض المناطق الجبيلة إلى صعوبة وصول آليات الإطفاء والفرق الميدانية".لكن أصحاب نظرية المخطَّط لا يقتنعون بتلك الأسباب الطبيعية، قائلين إن "تلك الحرائق تشتعل حتى في أشهر الشتاء الباردة".وعلى الحدود بين سوريا وتركيا، تداول ناشطون صوراً لاحتراق غابات جبلية بين البلدين، مشيرين إلى أن عمرها مئات السنين.
وفي تركيا، اندلعت سلسلة من حرائق الغابات، معظمها في ولايتَي إزمير ومانيسا، غربي البلاد، وكذلك في منطقتَي هاتاي وأنطاكيا إلى الجنوب، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وقوة الرياح وسرعتها، التي تتراوح في أثناء الليل بين 40 إلى 50 كيلو متر في الساعة.وأجْلت فرق الإنقاذ أكثر من 50 ألف شخص، كما علّقت السلطات الرحلات الجوية بمطار إزمير.
وبحسب هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية، فقد تضرّر 196 منزلاً على الأقل في أرجاء البلاد.وقال وزير الزراعة والغابات التركي إبراهيم يوماقلي، في مؤتمر صحفي، إن 342 حريقاً اندلع في الغابات منذ الجمعة الماضي.
وتداول ناشطون مقاطع فيديو أظهرت سُحباً كثيفة من الدخان تغطي سماء إزمير التركية مع امتداد رقعة الحرائق إلى مناطق سكنية مجاورة.وتشير التوقعات إلى أن درجات الحرارة في إزمير مرشحة للصعود إلى 38 درجة مئوية هذا الأسبوع.وتعدّ شواطئ إزمير مقصداً لقطاع غفير من السائحين.
"لا توجد دولة محصّنة"
وشهدت المناطق الساحلية التركية حرائق خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح الصيف أشد حرارة وأكثر جفافاً، وهو ما ينسبه العلماء إلى تغيّر المناخ.وحذرت السلطات في تركيا، من رياح قوية تضرب أجزاء كبيرة من بحر مرمرة وبحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط اعتباراً من يوم غد الأربعاء.
وتتلظى أوروبا بأولى موجات الحرّ الصيفية الشديدة لهذا العام، ما دفع عدداً من دول القارة العجوز إلى اتخاذ تدابير وقائية، ومن ذلك إغلاق فرنسا مئات المدارس وكذلك الجزء العلوي من برج إيفل.وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن "الحرّ الشديد لم يعُد شيئاً عارضاً، وإنما أصبح هو المعتاد"، مشدداً على أن "كوكب الأرض أصبح أكثر سخونة وأشد خطورة- ولا توجد دولة محصّنة".
وعلى حسابها عبر منصة إكس، رصدت خدمة كوبرنيكوس ارتفاعاً في تركيزات الأوزون في الغلاف الجوي بأجزاء من أوروبا، خلال الأيام القليلة الأولى من يوليو/ تموز. ويُعزى هذا إلى ارتفاع درجات الحرارة في الأسابيع الأخيرة.وتؤكد خدمة كوبرنيكوس، المعنيّة بتغير المناخ والتابعة للاتحاد الأوروبي، أن أوروبا هي أسرع قارات العالم ارتفاعاً في درجات الحرارة؛ إذ ترتفع درجة حرارتها بمثلَيْ المتوسط العالمي.
وسجلت كل من البرتغال وإسبانيا أعلى درجة حرارة رُصدت على الإطلاق في تلك الدولتين خلال شهر يونيو/حزيران يوم الأحد الماضي عند 46.6 و46 درجة مئوية على التوالي. ولقي شخصان مصرعهما متأثرَين بالحرّ الشديد في إيطاليا.وأشارت دراسة، نشرتها دورية "ذا لانسِت" الطبية عام 2021، إلى أن الحرّ الشديد تسبب في وفاة نحو 489 ألف شخص سنوياً حول العالم، خلال الفترة ما بين عام 2000 وعام 2019، ولفتت الدراسة إلى أن حوالي رُبع هذا العدد كان في منطقة جنوب آسيا وحدها.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

موت مأساوي لأحد أفراد الجالية بسبب موجة الحر.. وقرار يمنع العمل تحت لهيب الشمس
موت مأساوي لأحد أفراد الجالية بسبب موجة الحر.. وقرار يمنع العمل تحت لهيب الشمس

ناظور سيتي

timeمنذ 40 دقائق

  • ناظور سيتي

موت مأساوي لأحد أفراد الجالية بسبب موجة الحر.. وقرار يمنع العمل تحت لهيب الشمس

المزيد من الأخبار موت مأساوي لأحد أفراد الجالية بسبب موجة الحر.. وقرار يمنع العمل تحت لهيب الشمس ناظورسيتي: متابعة في ظل موجة حر غير مسبوقة تعصف بجنوب أوروبا، شهدت إيطاليا تداعيات مأساوية على حياة العمال، حيث فقد عامل مغربي في السابعة والأربعين من عمره حياته بسبب ضربة شمس أثناء تأديته عمله في موقع بناء بمنطقة إميليا رومانيا شمال البلاد. الحادثة أثارت موجة استنكار وقلق حقيقيين، دفعت السلطات الإيطالية إلى فرض حظر صارم على العمل في الهواء الطلق خلال الساعات الأكثر حرارة في عدة مناطق. ابتداء من الثلاثاء، دخل حظر العمل في الهواء الطلق حيز التنفيذ من الساعة 12:30 ظهرًا إلى 4:00 عصرًا في مناطق حساسة مثل لومباردي، وتوسكانا، وصقلية، وكالابريا، وأبروتسو، وغيرها، في إجراء احترازي يهدف لحماية العمال من أضرار موجة الحر القاسية التي تجتاح البلاد. وتجدر الإشارة إلى أن منطقة لاتسيو، التي تضم العاصمة روما، كانت أولى المناطق التي أعلنت تعليق العمل الخارجي خلال الفترات الأكثر سخونة منذ بداية يونيو. تأتي هذه الإجراءات وسط موجة حر غير مسبوقة تضرب جنوب أوروبا، حيث تؤثر درجات الحرارة المرتفعة بشدة على الصحة العامة وسلامة العمال، كما تؤكد تقارير وزارة الصحة الإيطالية. فقد سجلت إسبانيا وحدها ما يزيد عن 190 حالة وفاة في الأسبوع الأخير من يونيو، بسبب تأثيرات موجة الحر الشديدة. ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في إيطاليا عند مستويات تتراوح بين 36 و38 درجة مئوية، مع وصول الذروة أحيانًا إلى 40 درجة مئوية في بعض المناطق حتى الخامس من يوليوز على الأقل. في المقابل، يتوقع أن تشهد المناطق الجبلية شمال البلاد والعالية السهول عواصف رعدية غزيرة نتيجة تفاعل الحرارة مع الرطوبة، مما قد يخفف قليلاً من حدّة الحرارة.

إخماد حريق أتى على 16 هكتارا في غابة 'بني ليث' بإقليم تطوان
إخماد حريق أتى على 16 هكتارا في غابة 'بني ليث' بإقليم تطوان

لكم

timeمنذ 44 دقائق

  • لكم

إخماد حريق أتى على 16 هكتارا في غابة 'بني ليث' بإقليم تطوان

أعلنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، الأربعاء، إخماد حريق في غابة 'بني ليث' بإقليم تطوان بعد مرور ثلاثة أيام على اندلاعه، حيث أتى على نحو 16 هكتارا من الغابة. واندلع الحريق، بداية الأسبوع الجاري، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، إذ حذّرت المديرية العامة للأرصاد الجوية حينها من موجة حارة تصل إلى 44 درجة مئوية في عدد من مناطق المملكة، متوقعة استمرارها عدة أيام. وقال المدير الإقليمي للوكالة الوطنية للمياه والغابات في تطوان أكعبون حليم، إن الحريق 'أتى على مساحة تُقدّر بـ16 هكتارا'. وأضاف حليم، أن 'طائرات كانادير نفّذت 53 طلعة لإخماد الحريق'. والجمعة، حذّرت السلطات، السكان القاطنين قرب الغابات من خطر اندلاع حرائق خلال الأيام المقبلة، داعية إلى توخي الحيطة والحذر واتخاذ أقصى درجات اليقظة. وقالت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، في نشرة إنذارية، إن هناك 'خطورة قصوى' لاندلاع حرائق في غابات عدد من الأقاليم، اعتبارا من الجمعة ولمدة أسبوع.

الحر يقتـ ـل 8 أشخاص بأوروبا
الحر يقتـ ـل 8 أشخاص بأوروبا

كش 24

timeمنذ 2 ساعات

  • كش 24

الحر يقتـ ـل 8 أشخاص بأوروبا

تواصل موجة الحر المبكرة التي تضرب أوروبا حصد الأرواح، حيث أعلنت السلطات في ثلاث دول أوروبية، اليوم الأربعاء، عن وفاة ثمانية أشخاص نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وسط تحذيرات صحية ومخاطر بيئية متزايدة، أبرزها اندلاع حرائق وإغلاق منشآت حيوية. 4 وفيات في إسبانيا بسبب الحرائق والطقس القاسي أفادت السلطات الإسبانية أن حريقاً هائلاً في كتالونيا أدى إلى مصرع شخصين، بينما سجلت وفيات أخرى مرتبطة بالحر الشديد في منطقتي إكستريمادورا وقرطبة. وكانت مناطق واسعة من البلاد قد شهدت درجات حرارة غير مسبوقة في يونيو، وهو ما وصفته السلطات بأنه «الشهر الأشد حرارة في تاريخ إسبانيا». فرنسا: حالتا وفاة و300 حالة طارئة أعلنت وزارة الطاقة الفرنسية تسجيل وفاتين جديدتين بسبب موجة الحر، إضافة إلى نقل 300 شخص إلى المستشفيات لتلقي العلاج من مضاعفات الحرارة، لا سيما كبار السن والمرضى المزمنين. وتبقى حالة التأهب القصوى سارية في عدة مناطق بوسط فرنسا، وسط تحذيرات من عواصف عاتية قد تزيد من المخاطر البيئية في ظل الأجواء غير المستقرة. حالتا وفاة في إيطاليا وتحذيرات من العواصف توفي رجلان تجاوزا الستين من العمر على أحد شواطئ جزيرة سردينيا نتيجة الحر الشديد، بحسب وكالة الأنباء الإيطالية. وأصدرت السلطات أعلى درجات التحذير من الخطر في 18 مدينة، محذرة من اقتراب درجات الحرارة من 40 درجة مئوية في بعض المناطق. ألمانيا: ذروة الحرارة تصل 40 درجة مئوية من المتوقع أن تشهد ألمانيا اليوم الأشد حرارة هذا العام، حيث تصل الحرارة إلى 40 درجة مئوية في عدة مناطق، مع تحذيرات من عواصف رعدية وتغييرات جوية مفاجئة. مفاعل نووي سويسري يُغلق بسبب حرارة النهر في سويسرا، أعلنت شركة Axpo للطاقة النووية إيقاف أحد المفاعلات في منشأة «بيزناو»، فيما خُفِّض إنتاج مفاعل آخر بنسبة 50%، نتيجة ارتفاع حرارة مياه النهر المستخدمة في التبريد. ومن المتوقع استمرار هذه القيود في حال استمر ارتفاع درجات حرارة المياه، مع مراقبة دقيقة للتأثيرات المحتملة على البنية التحتية للطاقة. تغير المناخ في قلب الأزمة أرجع علماء المناخ هذه الظواهر المتطرفة إلى تفاقم تغير المناخ الناتج عن انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى إزالة الغابات والممارسات الصناعية. وكان العام الماضي 2024 هو الأشد حرارة على الإطلاق في تاريخ الأرض، ما يعزز المخاوف من أن مثل هذه الموجات الحارة القاتلة قد تصبح أكثر تكراراً وشدة في السنوات المقبلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store