
في جلسته الختامية.. مجلس الشورى يجدد إدانته للهجوم الصاروخي على قاعدة العديد ويستعرض عددا من التقارير
0
A-
الدوحة - قنا
عقد مجلس الشورى اليوم جلسته الختامية لدور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الأول، الموافق لدور الانعقاد السنوي الثالث والخمسين، في "قاعة تميم بن حمد" بمقر المجلس، برئاسة سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس المجلس.
وفي بداية الجلسة، جدد مجلس الشورى إدانته الشديدة للهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة العديد الجوية، يوم الإثنين الماضي، من قبل الحرس الثوري الإيراني، مؤكدا أن هذا الهجوم يعد تعديا صارخا على سيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأوضح المجلس، أن هذا السلوك العدواني يتنافى مع مبادئ حسن الجوار، ويقوض أسس العلاقات التي ينبغي أن تقوم على التفاهم والاحترام المتبادل، بما يعزز أمن المنطقة واستقرارها.
وأعرب المجلس عن بالغ التقدير للقوات المسلحة القطرية، بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى "حفظه الله ورعاه"، على دورها البارز في التصدي لهذا الاعتداء، مشيدا بالجاهزية العالية والاستجابة السريعة لكافة الجهات المختصة في الدولة، وما أبدته من كفاءة في التعامل مع الهجوم، مما أسهم في الحد من آثاره وطمأنة المواطنين والمقيمين.
وعبر المجلس عن امتنانه للمواقف التضامنية التي صدرت عن المنظمات البرلمانية الإقليمية والدولية، والدول الشقيقة والصديقة، مرحبا في الوقت ذاته باتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ومنوها بالجهود الدبلوماسية الحثيثة التي بذلتها دولة قطر في هذا السياق لتعزيز فرص السلام في المنطقة.
وخلال الجلسة، أقر المجلس مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون رقم (14) لسنة 2014 بإصدار قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية، كما أقر مشروع قانون بتعديل بعض أحكام اللائحة الداخلية لمجلس الشورى، الصادرة بالقانون رقم (8) لسنة 2024.
عقب ذلك، استعرض المجلس تقرير لجنة الشؤون الداخلية والخارجية المتضمن رأي اللجنة في بيان الحكومة الموقرة حول الاقتراح برغبة الذي أبداه المجلس بشأن تنظيم إجراءات مغادرة العمالة المنزلية للبلاد، واتخذ بشأنه القرار المناسب.
كما استعرض مجلس الشورى تقرير لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل والإسكان المتضمن رأيها في بيان الحكومة الموقرة بشأن الاقتراح برغبة الذي أبداه المجلس حول زيادة معدلات الطلاق في المجتمع. واتخذ بشأنه القرار المناسب.
إلى ذلك، استمع المجلس إلى تقارير حول مشاركة وفوده في عدد من الفعاليات البرلمانية الدولية وزيارة وفدين من المجلس إلى كل من سلطنة عمان والجزائر.
ثم تلا سعادة الأمين العام لمجلس الشورى، المرسوم الأميري رقم /58/ لسنة 2025 بفض دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الأول، الموافق لدور الانعقاد السنوي الثالث والخمسين لمجلس الشورى، وذلك اعتبارا من يوم الثلاثاء السادس من شهر محرم 1447 هجرية، الموافق للأول من شهر يوليو عام 2025 ميلادي.
وفي ختام الجلسة، ألقى سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم، رئيس مجلس الشورى، كلمة وصف فيها هذه المناسبة بأنها محطة وطنية بالغة الأهمية، تختتم فيها أربع سنوات من العمل الجاد، تحت ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى "حفظه الله ورعاه"،" الذي منح هذه التجربة الشورية دعما ورعاية سامية، شكلت أساسا متينا للممارسة التشريعية والرقابية".
وأوضح سعادته أن هذا الفصل التشريعي كان مرحلة تطوير وبناء وتفعيل، انتقل خلالها المجلس إلى ممارسة موسعة لاختصاصاته، وانفتح على المجتمع، وتفاعل مع محيطه الإقليمي والدولي، مجسدا تطلعات الدولة في ترسيخ الشورى وتطوير العمل المؤسسي.
وأشار إلى أن دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الأول لدور الانعقاد السنوي الثالث والخمسين شهد (81) اجتماعا للجان المجلس، نوقش فيها (49) موضوعا حيويا يهم الوطن والمواطن.
كما أشار إلى أن المجلس أقر كذلك عددا من مشروعات القوانين المهمة، شملت مشروع قانون تعديل قانون الموارد البشرية، ومشروع قانون ذوي الإعاقة، ومشروعات تتعلق بالمحاماة، وغسل الأموال، والبصمة الوراثية، وشعار الدولة، إلى جانب تشريعات نوعية في مجالات الابتكار، والبحث العلمي، والمياه، والتنقل، ومكافحة المنشطات في الرياضة.
وبين سعادته أن المجلس أبدى اهتماما خاصا بمناقشة الموضوعات التي تعكس هموم المواطن اليومية، في قضايا تتعلق بالقيم المجتمعية والهوية الوطنية، والتنشئة الأسرية، والعمل الصيفي للطلبة، وخدمات كبار القدر، وتقنين المحتوى الإعلامي الرقمي، والخدمات الصحية، والمواعيد الطبية، والاستثمار والانتاج الزراعي.
ونوه إلى أن هذه المقترحات جاءت ثمرة لرصد دقيق وتفاعل مباشر مع المجتمع، وقد لقيت استجابة وترحيبا من الحكومة الموقرة،" في ترجمة واضحة لمبدأ التعاون والتكامل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وفق التوجيهات السديدة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى".
وأشاد سعادته بالتعاون المثمر بين المجلس والحكومة، منوها إلى استضافة المجلس لعدد من أصحاب السعادة الوزراء، الذين عرضوا خطط وزاراتهم الاستراتيجية، وتلقوا استفسارات الأعضاء وملاحظاتهم، ضمن جلسات اتسمت بالمصارحة والطرح العميق، والسعي المشترك لتحقيق التكامل بين التخطيط والتنفيذ، والرقابة والمتابعة.
وفي سياق الدبلوماسية البرلمانية، أوضح سعادته أن المجلس سجل حضورا مميزا ومؤثرا في المؤتمرات البرلمانية الإقليمية والدولية، وشارك بفعالية في نقاشات حول قضايا حقوق الإنسان، والأمن الغذائي، والتحول الرقمي، وقضايا المناخ، والأمن والسلم الدوليين.
وأضاف أن المجلس استقبل عددا من رؤساء المجالس والبرلمانات، والوفود البرلمانية الشقيقة والصديقة، وأجرى معهم لقاءات بناءة ركزت على تبادل التجارب، وتعزيز التنسيق، وبناء شراكات برلمانية داعمة لمسارات التقارب بين الشعوب، والتعاون التشريعي المثمر.
وتابع سعادته قائلا: "وفي إطار الحضور البرلماني الخارجي، تقلد عدد من أعضاء مجلس الشورى مناصب ومراكز بارزة في الاتحادات والمنظمات البرلمانية الإقليمية والدولية، ما أسهم في تعزيز مكانة المجلس على الساحة الدولية، ومكنه من الإسهام الفاعل في صياغة التوجهات العامة وصناعة القرار البرلماني العالمي"، مبينا أن ذلك يعد انعكاسا لمكانة قطر إقليميا ودوليا.
وأكد سعادة رئيس مجلس الشورى أن المجلس حرص على تعزيز صورة دولة قطر في المحافل الإقليمية والدولية، والتعبير عن مواقفها الثابتة، والدفاع عن القضايا التي تهم الأمتين العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مجددا رفض المجلس لأي محاولات لتصفيتها، داعيا إلى وقف العدوان المستمر والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق.
كما شدد على موقف المجلس الداعي إلى تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة ومبادئ القانون الدولي.
وأشار سعادته إلى أن مرجعية المجلس في جميع أعماله كانت الرؤية الوطنية التي أرسى دعائمها سمو الأمير المفدى، وتطلعات المواطنين، والمصلحة العليا للوطن، وجعل من التشريع والرقابة وسيلة للتنمية، ومن الحوار جسرا للتكامل مع المجتمع ومؤسسات الدولة، مع الحرص على إبراز الهوية القطرية، وتعزيز القيم الأسرية، والحفاظ على تماسك النسيج الوطني في ظل متغيرات العصر.
وأكد سعادة رئيس مجلس الشورى في ختام كلمته، أن ما تحقق خلال الفصل التشريعي الأول يمثل حصادا وطنيا نوعيا يستحق الوقوف عنده، بفضل جهود أعضاء المجلس وتفانيهم في أداء مسؤولياتهم الوطنية، موجها الشكر لكل من ساهم في هذه الإنجازات التي تخدم الوطن وتعزز من تقدمه وتطوره.
مساحة إعلانية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الشرق
منذ 2 ساعات
- صحيفة الشرق
الأمم المتحدة تتوقع مضاعفة مساعداتها الإنسانية والتنموية لإيران بعد الحرب مع الكيان الإسرائيلي
10 A+ A- أعلنت الأمم المتحدة، اليوم، أنها ستضطر إلى مضاعفة ميزانيتها للمساعدات الإنسانية والتنموية المخصصة لإيران بعد الحرب الأخيرة مع الكيان الإسرائيلي. وقال ستيفان بريسنر منسق الأمم المتحدة المقيم في إيران، خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو من طهران مع الصحفيين في جنيف:" نحن بصدد إعداد الميزانية. هناك زيادة كبيرة في الأرقام". وأضاف أنه من السابق لأوانه تحديد المبلغ الدقيق الذي نحتاجه، لكننا من المتتوقع بالتأكيد مضاعفة التمويل المطلوب، مشيرًا إلى أن ميزانية العام الماضي بلغت نحو 75 مليون دولار. وتابع بريسنر "نأمل أن تُفصل قضية المساعدات الإنسانية والتنموية عن القضايا الأخرى، وأن تدفع الأزمة الحالية المجتمع الدولي إلى تعزيز دعمه". وأوضح المسؤول الأممي أن ميزانية الأمم المتحدة بلغت العام الماضي حوالى 75 مليون دولار، منها 50 مليون دولار خُصصت لأزمة اللاجئين، وقرابة 25 مليون دولار لبرامج التنمية. وأشار إلى أن المنظمة الدولية ترسل عادة نحو 50 موظفا دوليا إلى إيران، إلى جانب 500 موظف محلي، وقد نُقل بعضهم مع أفراد عائلاتهم إلى خارج إيران بعد اندلاع الحرب مع الكيان الإسرائيلي. وأكد بريسنر أن الحرب الأخيرة كانت اختبارا لنظام الأمم المتحدة وقدرته على التكيف وتنفيذ برامجه في ظروف صعبة، وقال "لقد بقينا على الأرض وأدّينا عملنا". وفجر 13 يونيو الماضي، بدأ الكيان الإسرائيلي بهجوم مباغت استهدف مواقع عسكرية ونووية في إيران، تخللته عمليات اغتيال لقادة عسكريين وعلماء نوويين، معلنا عزمه على منع إيران من امتلاك القنبلة النووية. وبعد 12 يوما من الحرب، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إيران والكيان الإسرائيلي في 24 يونيو الماضي.


صحيفة الشرق
منذ 8 ساعات
- صحيفة الشرق
مجلس الشورى.. دور تشريعي فاعل وتعزيز للمشاركة في صنع القرار
محليات 48 اختتم مجلس الشورى فصله التشريعي الأول الموافق لدور الانعقاد السنوي (50-53)، مضيفا إلى سجله الممتد لأكثر من خمسين عاما إرثا من الإنجازات التي تعكس التزامه برسالته الدستورية، وحرصه على تعزيز المشاركة في صنع القرار، وترسيخ أسس النهج الشوري بالدولة بما يضمن تحقيق المصلحة العليا للوطن. وأثبت مجلس الشورى خلال دوراته المتعاقبة، دوره التشريعي الهام والحيوي لأجل مصلحة الشعب القطري، وتلبية طموحاته من خلال منظومة التشريعيات والقوانين التي يناقشها ويجيزها ويقرها ويقوم بتعديلها، في ظل سيادة القانون، وبما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، والدستور الدائم لدولة قطر باعتباره السياج القانوني لهذه الطموحات والمصالح. وفي هذا السياق يؤكد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله ورعاه" في كل خطاباته التي يفتتح بها دورات الانعقاد السنوي لمجلس الشورى، على الدور التشريعي والرقابي الذي يقوم به المجلس على أكمل وجه، وما يجيزه ويناقشه من حزم ومجموعات مشروعات القوانين الهامة، استكملت بموجبها قوانين أساسية تنظم مختلف أوجه الحياة والمعاملات في الدولة، بما يصب في مصلحة الوطن والمواطن. وتعد التوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى نبراسا يسترشد به المجلس في مسيرته، الأمر الذي يحفز على بذل المزيد من الجهود والعمل لتحقيق الأهداف التي تلبي تطلعات المواطنين، وتساهم في التنمية والازدهار في مختلف ربوع الوطن. لقد تمكن المجلس، عبر مداولاته وجلساته التي وصل عددها إلى 140 جلسة (بينها جلستان غير عاديتين)، من مناقشة جملة من القضايا الحيوية التي تصب في صلب الأولويات الوطنية، سواء ما يتعلق منها بالموضوعات التي تهم وتمس حياة المواطنين، أو التشريعات والسياسات التي تعزز التنمية المستدامة، وتواكب رؤية قطر الوطنية 2030، ترجمة تطلعات القيادة الحكيمة والشعب القطري إلى واقع ملموس. كما اضطلع المجلس على امتداد الفصل التشريعي الأول، وكعادته بدور تشريعي فاعل ونشاط ملحوظ أسهم في دعم مسيرة التنمية الوطنية، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية قطر الوطنية 2030. وضمن هذا السياق، أقر المجلس خلال أدوار انعقاده 82 مشروع قانون، تناولت في مجملها قضايا حيوية تهدف إلى تحسين البيئة الاقتصادية وتعزيز جاذبية الاستثمار، وتوسيع نطاق الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب تطوير البنية التحتية. كما شملت تلك التشريعات تطوير المنظومة القضائية، ودعم كفاءة الأداء الإداري والمالي للدولة، بما يعزز من فعالية المؤسسات ويواكب متطلبات النمو والتطور. ومن أبرز ما أنجزه المجلس خلال الدورة التشريعية الفائتة إقراره مشروع التعديلات الدستورية في دور انعقاده العادي الرابع من الفصل التشريعي الأول، الموافق لدور الانعقاد السنوي الثالث والخمسين. ووافق مجلس الشورى بالإجماع على إقرار مشروع التعديلات الدستورية ورفعه إلى سمو الأمير، وذلك بعد استعراض تقرير اللجنة الخاصة بدراسة تعديل بعض مواد الدستور، ومناقشات بناءة ومعمقة اتسمت بحرص أصحاب السعادة أعضاء المجلس على تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ مبدأ العدل وسيادة القانون، وتحقيق المصلحة العليا للبلاد، وفق توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله". وقد أكد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى بهذه المناسبة، على أن مشروع التعديلات الدستورية الذي جاء بناء على توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى "يجعلنا أمام مرحلة هامة ستضع دولة قطر في مرتبة متقدمة، وستفتح آفاقا نحو النمو والتقدم والازدهار، وستذكرها الأجيال القادمة بفخر واعتزاز". وتابع سعادته قائلا: "إن هذه التعديلات تمثل خطوة هامة في تعزيز وحدتنا الوطنية وترسيخ مبدأ سيادة القانون، لافتا إلى أن الغاية من اقتراح هذه التعديلات الدستورية، كما أشار سمو الأمير المفدى في خطابه أمام مجلس الشورى، هي الحفاظ على وحدة الشعب وتعزيز المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات. وشدد سعادة رئيس المجلس على أن هذه التعديلات تأتي لتعكس التزام دولة قطر بتطبيق مبدأ العدل وسيادة القانون في كافة مجالات الحياة، وتحقيق تطلعات المواطن القطري نحو مستقبل أفضل يسوده القانون، وأضاف سعادته قائلا: "إن إقرار هذه التعديلات والغايات النبيلة التي تهدف إلى تحقيقها تجعلنا أمام لحظات تاريخية في مسيرة التطور والنماء لدولتنا الحبيبة. لقد ورثنا وطنا آمنا ومتماسكا اجتماعيا لا توجد به انقسامات ونريد أن نورث لأبنائنا وطنا أقوى وأكثر تماسكا". وأشاد سعادته بالتعاون المثمر والبناء مع الحكومة الموقرة، مثمنا ما قدمته من دعم واهتمام بمشروع التعديلات الدستورية. كما أقر المجلس خلال هذه الدورة لائحته الداخلية، والتي تهدف إلى تنظيم عمل المجلس، وتحديد كيفية إدارة جلساته، وكيفية اتخاذ القرارات، وتنظيم اللجان المختلفة. وتتكون اللائحة الداخلية من 244 مادة موزعة على ثمانية أبواب، وتنظم مختلف قواعد العمل والإجراءات الداخلية لعمل المجلس. وتتضمن اللائحة الداخلية الجديدة، التي حلت محل القانون رقم (6) لسنة 1979، تحديد النظام الداخلي وطريقة سير العمل في المجلس، وأعمال لجانه، وتنظيم الجلسات، وقواعد المناقشة، والتصويت، وسائر الصلاحيات المنصوص عليها في الدستور. كما تهدف اللائحة الداخلية الجديدة إلى تعزيز العمل الرقابي والتشريعي للمجلس، وتضمنت أيضا آليات لضمان سير العمل في المجلس، مثل تنظيم الجلسات، وقواعد المناقشة والتصويت. وبموجب اللائحة الداخلية الجديدة، يعزز مجلس الشورى دوره الرقابي والتشريعي، ويحدد آليات ممارسة اختصاصاته وفق الصلاحيات المقررة في الدستور والقوانين ذات الصلة. وقد أكد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، في حوار سابق مع وكالة الأنباء القطرية " قنا "، أن القضايا التي تهم المواطنين تأتي في صدارة أولويات المجلس، استرشادا بتوجيهات القيادة الحكيمة، وتطلعاتها لتطوير التشريعات الوطنية لتستجيب لكافة متطلبات التنمية الشاملة، بما يعزز تنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030. ونوه سعادته إلى أن المجلس تعاطى مع القضايا التي تهم المواطن القطري بحرص كبير واهتمام بالغ، الأمر الذي تجسد في النقاشات المثمرة التي دارت تحت قبة قاعة "تميم بن حمد"، وما تمخض عنها من توصيات، وما أسفرت عنها من تعديلات على مشروعات القوانين التي أحيلت إلى المجلس من الحكومة الموقرة. وعلى صعيد مناقشاته العامة والاقتراحات برغبة، أثمرت أعمال مجلس الشورى خلال فصله التشريعي الأول، الموافق لدور الانعقاد السنوي، العديد من المقترحات والتوصيات التي تستجيب لمتطلبات المرحلة، وتلامس هموم المواطن في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد والإسكان والبيئة والاستدامة، إلى جانب تعزيز الحوكمة والشفافية والحفاظ على الهوية ومواجهة التحديات المتصلة بوسائل الاتصال الحديثة. وفي هذا السياق، وخلال دور الانعقاد السنوي الخمسين، طرح المجلس موضوعات وقضايا مهمة وجوهرية، كان من أبرزها جلسة حول الباحثين عن العمل من القطريين، وتحديد احتياجات الدولة من التخصصات التي يحتاجها سوق العمل، وأخرى عن التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة الأعباء المالية على الأسر، كما ناقش ظاهرة عزوف القطريين عن مهنة التعليم. ومن القضايا التي كانت محل مداولات المجلس كذلك، مناقشة تفعيل قانون رقم "7" لسنة 2019 بشأن حماية اللغة العربية والحفاظ عليها، وتعزيز القيم الإسلامية والمجتمعية، والحفاظ على الهوية الوطنية، إلى جانب مناقشة "المظاهرة المصاحبة للزواج" التي تؤدي إلى ارتفاع التكاليف، فضلا عن تحديات مجتمعية أخرى. وقد اتسم دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الأول، الموافق لدور الانعقاد السنوي الخمسين لمجلس الشورى، وكذلك بأعمال ومناقشات وتوصيات بناءة، حيث تناول المجلس خلال 35 جلسة عامة، وعدة اجتماعات للجان، العديد من المسائل والموضوعات الحيوية التي تهم الوطن والمواطن، وقدم المقترحات الملائمة بشأنها، سواء ما يتعلق منها بالأدوات التشريعية التي تنظم شؤون نزع الملكية الخاصة مؤقتا للمنفعة العامة، وتنظيم تملك البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى الدولة للعقارات، أو الموضوعات المهمة الأخرى التي تلامس حياة المواطنين كمشروعي قانوني التأمينات الاجتماعية والتقاعد العسكري، ومناقشة المقترحات الخاصة بالتضخم وارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة الأعباء على المواطنين، وعزوف القطريين عن مهنة التعليم، والمظاهر السلبية المصاحبة للزواج، والباحثين عن عمل من القطريين، وتعزيز القيم والهوية الوطنية وغيرها من الموضوعات. ومن بين مشروعات القوانين التي ناقشها المجلس في دور الانعقاد الأول الموافق لدور الانعقاد السنوي الخمسين مشروع الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2022، والموافقة على مشروع القانون باعتمادها، ومشروع قانون بشأن تنظيم الحق في الحصول على المعلومات، ومشروع قانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم 4 لسنة 2008 بشأن إيجارات العقارات وغيرها. وفي دور الانعقاد السنوي الحادي والخمسين، واصل المجلس دوره الدستوري في مناقشة القضايا التي تهم الوطن والمواطن، وكان من أبرزها "إعادة تنظيم ومراقبة مكاتب استقدام عمال المنازل"، و"تأثير مخالفات بعض الأفراد والشركات على البيئة البرية"، و"الاستفادة من المتقاعدين في سوق العمل"، و"تأخير المواعيد الطبية في القطاع الصحي العام"، و"ارتفاع معدلات الطلاق"، و"مخاطر استخدام التكنولوجيا على النشء"، و"مشروع الإرث الثقافي لكأس العالم قطر 2022". وكان هذا الدور حافلا أيضا بمناقشة جملة من مشروعات القوانين واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها، منها على سبيل المثال، مشروع قانون باعتماد الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2023، ومشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون الضريبة على الدخل الصادر بالقانون رقم 24 لسنة 2018، ومشروع قانون بشأن مكافحة التستر على ممارسة غير القطريين للأنشطة التجارية والاقتصادية والمهنية بالمخالفة للقانون، ومشروع قانون بشأن التوثيق، وغيرها من مشروعات القوانين. وقد تناول مجلس الشورى خلال جلساته في دور الانعقاد السنوي الثاني والخمسين بعض القضايا الملحة، من بينها "تجمعات مياه الأمطار وما تسببه من خسائر"، و"تطوير الاقتصاد السياحي ودراسة الحلول الممكنة التي تؤدي إلى تطويره والنهوض به"، و"إجراءات مغادرة العمالة المنزلية للبلاد"، حيث ناقش إمكانية إعادة النظر في بعض هذه الإجراءات بما يحفظ حقوق المواطن والعامل في الوقت ذاته. ومن أبرز الموضوعات والقضايا التي أثارها المجلس " تعزيز الانتماء والهوية الوطنية لدى الطلبة القطريين في المدارس الخاصة"، و"تقنين صناعة المحتوى الإعلامي ونشره في المنصات الرقمية"، و"دعم الاستثمار الوطني والأجنبي"، وغيرها من القضايا. وعقد مجلس الشورى وأقر خلال دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الأول، الموافق لدور الانعقاد السنوي الثاني والخمسين، 33 جلسة عادية، و63 اجتماعا للجان الدائمة والمؤقتة. كما حفلت أعمال دور الانعقاد هذا بمناقشة ودراسة 24 مشروع قانون ومشروعات قوانين بتعديل بعض أحكام القوانين السارية، بجانب مناقشة 9 مشروعات قوانين بتعديل بعض أحكام القوانين، فيما أقر 15 مشروع قانون بعد مناقشتها باستفاضة، بما في ذلك مشروع الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2024، ومشاريع قوانين مهمة مثل تنظيم التسجيل العقاري، والتنفيذ القضائي، وتوطين الوظائف في القطاع الخاص. وشملت المناقشات العامة في دور الانعقاد السنوي الثالث والخمسين لمجلس الشورى "أوضاع ذوي الإعاقة"، والتحديات التي تواجهها هذه الفئة، والإجراءات والخطط المطلوبة لضمان حقوقهم القانونية كاملة لا سيما في التعليم والعمل. كما ناقش المجلس "الدعم الزراعي المقدم للمزارع المحلية ومدى مساهمته في تعزيز الأمن الغذائي"، و"المعلم وأثره في غرس قيم الهوية الوطنية"، وكذلك تقديم اقتراح برغبة بشأن الخدمات والامتيازات المقدمة لفئة كبار القدر. وشهدت هذه الدورة التشريعية تقديم المجلس "اقتراحات برغبة" للحكومة الموقرة، تتضمن مجموعة من المرئيات والتوصيات حول الموضوعات والقضايا التي ناقشها المجلس، بما يلبي تطلعات المواطنين وطموحاتهم في إطار من التعاون والتكامل مع الحكومة الموقرة. وإضافة إلى ذلك، وفي إطار اختصاصاته الدستورية، تولى مجلس الشورى مناقشة وإقرار الموازنة العامة للدولة، حيث لا تعتبر الموازنة نافذة إلا بإقراره لها، وفقا للدستور، حيث استضاف المجلس سعادة وزير المالية، الذي قدم شرحا وافيا حول مشروع الموازنة العامة للدولة، كما أجاب على أسئلة واستفسارات السادة أعضاء المجلس، والمتعلقة بأبواب وقطاعات الموازنة العامة. وفي هذا الدور، ناقش مجلس الشورى وأقر العديد من مشروعات القوانين، مثل مشروع قانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم 15 لسنة 2011 بشأن مكافحة الاتجار بالبشر ومشروع الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2025، ومشروع قانون باعتمادها، ومشروع قانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم 16 لسنة 2018 بشأن تنظيم تملك غير القطريين للعقارات والانتفاع بها، ومشروع قانون بشأن دعم الابتكار والبحث العلمي وغيرها من مشروعات القوانين. كما استضاف المجلس خلال هذا الفصل التشريعي عددا من الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة، حيث تركزت المناقشات والعروض التي قدموها، على الخطط والاستراتيجيات والمبادرات الحكومية في ضوء استراتيجيات التنمية الوطنية، وبالأخص استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024-2030، حرصا من مجلس الشورى على متابعة الأداء الحكومي وتقديم المقترحات والرؤى لتعزيز الخطط التنفيذية بما يحقق تطلعات المواطنين، انسجاما مع التوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والتي تضع المواطن في صلب الأولويات. وفي هذا الإطار ناقش المجلس الخطط الاستراتيجية والمبادرات في قطاعات التعليم والعمل والبلدية والبيئة والتغير المناخي، والصحة العامة، والتجارة والصناعة، والأوقاف والشؤون الإسلامية، والتنمية الاجتماعية والأسرة، والثقافة، والمواصلات، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة، والخدمة المدنية والتطوير الحكومي، والأشغال العامة، إضافة إلى الاطلاع على جهود اللجنة العليا للمشاريع والإرث، والتخطيط، وغيرها. لقد عكست المقترحات والتوصيات التي أبداها أعضاء مجلس الشورى في مختلف الموضوعات والقضايا التي تمت مناقشتها على مدى هذا الفصل التشريعي، حرص المجلس على متابعة الجهود الحكومية على صعيد تنفيذ الخطط والاستراتيجيات التنموية، بما يحقق توجيهات القيادة الرشيدة ويلبي تطلعات المواطنين، علما أن العلاقة التكاملية بين المجلس والحكومة الموقرة كانت أحد أبرز العوامل التي ساهمت في هذه الإنجازات، ليؤكد المجلس ويجسد بصدق حرصه على تحقيق تطلعات المواطنين، والمصلحة العليا للبلاد، ما جعله خير عون للحكومة الموقرة في القيام بمهامها في مختلف المجالات.


صحيفة الشرق
منذ 14 ساعات
- صحيفة الشرق
قطر تنتصر بالحكمة
177 د. سلوى الملا * عاشت الدوحة ومواطنوها ومقيموها ليلة امتزجت فيها المشاعر بين ذهول وخوف وبين دهشة وهلع في ليلة سقوط الصاروخ على قاعدة العديد. لم يكن مجرد خبر عاجل تناقلته القنوات الإخبارية العالمية في نشرات الأخبار. * كان وقع اللحظة أعمق، مسّ وجدان كل من يعيش فوق هذه الأرض الغالية. مواطنون ومقيمون، تقاسموا مشاعر القلق الإنساني، وطال الاهل والأصحاب في دول العالم، يومها لم تتوقف الاتصالات ولم يهدأ الوتساب والرسائل النصية وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي * مع كل ذلك وتسارع الاخبار والمؤتمر الصحفي تتسابق التساؤلات التي تدور في الخاطر: هل سنظل بمنأى عن صراعات المنطقة؟ وهل ستبقى الدوحة، بما تمثل، واحة أمن وسلام وسط العواصف والصراعات؟ * هذه التساؤلات تطرح وتتسارع ؛لكن سرعان ما بدد صوت الحكمة ذلك القلق. إذ جاءت الدبلوماسية والتعاطي الرسمي مع الحادث بهدوء الواثق المطمئن، في موقف جسّد مجددًا كيف تكون الدولة حين تتسلح بالرؤية والحكمة والعقل. * لم تنجرّ قطر إلى المزايدات، ولا إلى التصعيد ولا ردة فعل لا تحسب عواقبها. فالحدث أكبر من مجرد صاروخ قُوبل بمضادات ومواجه ومنع من تكرار ومن خسائر؛ بل كان اختبارًا جديدًا للدبلوماسية القطرية الناعمة، ولقدرتها على تحويل التحديات إلى رسائل قوة.. * فمن موقعها الجغرافي الحساس، ومن حجمها الذي بات أكبر من المساحة، تواصل قطر تقديم نموذج يُحتذى في العمل السياسي الدولي. ليست دولة صدامات، بل دولة حلول. ليست طرفًا في النزاعات، بل جسرًا للسلام. وها هي ثمرة هذه السياسة تتجلى في مواقف العالم؛ دول صديقة وشقيقة سارعت إلى استنكار الحادث، والوقوف إلى جانب قطر، تأكيدًا على مصداقية واخلاص الدور القطري وفعالية حضوره وتأثيره في القضايا الدولية. * لقد أثبتت التجربة أن هذا الحضور لم يبن بالصدفة، بل بذكاء حكمة دبلوماسية حقيقية، قائم على الصدق، والالتزام بالشرعية الدولية، وتقدير أهمية و قيم الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات. * ولهذا تحظى دولة قطر وقيادتها اليوم باحترام وتقدير عواصم دول القرار الكبرى، وبثقة شعوب المنطقة، التي ترى في الدوحة رئة سياسية نقية تُنعش الأمل في الاستقرار. * ربما لم يُعلن ذلك في بيان رسمي، لكنه كان واضحا وملموسا في مشاعر المواطن والمقيم من الأمان الذي يعد أكبر وأعظم النعم. مع تداعيات الصارخ المرسل لقاعدة العديد وتباين ردات الفعل، إلا أننا شعرنا جميعًا بالأمان، لأن قيادتنا الرشيدة أحسنت قراءة المتغيرات، وأحسنت التصرف في أصعب اللحظات والظروف والأزمات..فما مررنا به منذ سنوات من أزمات حصار وكوفيد 19 أدركنا كشعب نعيش على هذه الارض الطيبة أن قيادتنا تضع الجميع تحت حمايتها وأمنها واستقرارها وتتخذ كل السبل والخطط والاستراتيجيات التي تؤمن لها العيش بسلام وطمأنينة. * آخر جرة قلم: وفي خضم الصراعات والخلافات والأزمات وما كان بين إيران وإسرائيل، ظل اسم قطر حاضرًا ليس كطرف في النزاع، بل كصوت الحكمة، وجسر للحوار، وقيمة ثابتة في معادلة الأمن الإقليمي في المنطقة. وهذا الحضور المتوازن والذكي، ما كان ليتحقق لولا القيادة الرشيدة تحت ظل قيادة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، التي ظلت تُراهن على قوة الكلمة، وصدق الموقف، وحنكة السياسة، ودبلوماسيتها الذكية بعلاقات دولية صادقة.تؤكد أن قوة الدول لا تقاس بما تملك من عتاد ومساحة، بل بما تملك من حكمة قيادة تملك الرؤية والبصيرة. حفظ الله قطر وجعلها دوما ناصرة للمظلومين وصادقة بمواقفها التي لا تتغير ولا تتأثر بسياسة دول وتقلبات مواقف..