
دراسة: التفاعل بين هذه الهرمونات يحدد مستوى التوتر لدى الرجال
الكورتيزول، المعروف بـ"هرمون التوتر"، يُفرز من الغدد الكظرية عند الشعور بالخطر، ويلعب دورًا في تنظيم سكر الدم، التمثيل الغذائي، والمناعة، كما يؤثر على معالجة المشاعر والتعافي من الصدمات. أما التستوستيرون، فرغم شهرته بدوره في الوظائف التناسلية، إلا أنه يرتبط أيضًا بالسلوكيات الاجتماعية مثل السعي للهيمنة، التنافسية، وتنظيم المشاعر.
وتستند نتائج الدراسة المنشورة في مجلة Psychoneuroendocrinology، إلى فرضية علمية تُعرف باسم "فرضية الهرمونين المزدوجين"، والتي تفترض أن التستوستيرون يُعزز السلوكيات المرتبطة بالمكانة الاجتماعية فقط عندما يكون الكورتيزول في مستويات منخفضة. وعندما يكون الكورتيزول مرتفعًا، قد تنخفض نزعة التنافس أو تتحوّل إلى سلوك دفاعي.
ما علاقة هرمون التستوستيرون بهرمون الكورتيزول؟
ولتحقيق هذه النتائج، اختبر الباحثون في جامعة فيلنيوس الليتوانية عينة مكونة من 37 شابًا تتراوح أعمارهم بين 20 و28 عامًا، بعد استبعاد من يعانون من مشكلات صحية أو يتناولون أدوية هرمونية.
خضع المشاركون لاختبار نفسي مصمم لإثارة التوتر يُعرف باسم "Sing-a-Song Stress Test"، حيث طُلب منهم الاستعداد لغناء النشيد الوطني على الكاميرا أمام لجنة تحكيم، في تجربة تهدف لإثارة القلق من التقييم العلني. ورغم أن المشارك لم يُطلب منه الغناء سوى لثلاث ثوانٍ، فإن الترقب والتهيؤ للموقف كان كافيًا لاستثارة استجابة توتر خفيفة.
تم قياس معدلات ضربات القلب والتنفس خلال التجربة، إلى جانب أخذ عينات لعاب لقياس مستويات التستوستيرون والكورتيزول قبل بدء الاختبار. وبعد الانتهاء، قيّم المشاركون مدى شعورهم بالتوتر باستخدام مقياس بصري.
وأظهرت البيانات أن زيادة التستوستيرون ترافقها قلة إدراك التوتر فقط عند انخفاض الكورتيزول، فيما خفّض الكورتيزول من حدة التوتر عند انخفاض التستوستيرون، وهو ما يؤكد تأثير التفاعل بين الهرمونين.
الباحث الرئيسي إريك إلكيفيتش أشار إلى أن هذه النتائج تظهر حتى في ظروف تجريبية خفيفة، مما يسلط الضوء على أهمية هذا التوازن الهرموني في الحياة اليومية. وأضاف أن الجسم مهيأ لمواجهة الضغوط الجسدية كالهروب من الخطر، لكن الضغوط النفسية والاجتماعية الحديثة أكثر تعقيدًا وتتطلب فهمًا أعمق.
ورغم اقتصار الدراسة على الذكور فقط، فإن الباحثين أكدوا أهمية توسيع البحث ليشمل النساء وهرمونات أخرى كالإستروجين والبروجستيرون، لا سيما أن الفروق في اضطرابات المزاج قد ترتبط بطرق استجابة مختلفة للتوتر.
في النهاية، تشير هذه الدراسة إلى أن الطريقة التي يشعر بها الأفراد بالتوتر في المواقف الاجتماعية قد تكون مرتبطة بتفاعل التستوستيرون والكورتيزول، وليس بمستوى أي منهما بمفرده.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 2 ساعات
- الرجل
ما علاقة قبضة اليد بصحة الدماغ؟ دراسة تكشف الرابط الخفي
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Journal of Cachexia, Sarcopenia and Muscle، أن الأشخاص الذين يتمتعون بقوة أعلى في قبضة اليد، ومستويات أعلى من هرمون التستوستيرون، قد يتمتعون بوضع صحي أفضل في الدماغ، وتحديدًا في ما يتعلق بسلامة المادة البيضاء. وتلعب المادة البيضاء دورًا حيويًا في الدماغ، إذ تربط بين مناطقه المختلفة عبر ألياف عصبية مغطاة بمادة المايلين، التي تساهم في سرعة نقل الإشارات العصبية، ومع التقدّم في العمر أو نتيجة مشكلات صحية معينة، قد تظهر في هذه المناطق بقع لامعة تُعرف باسم "الآفات في المادة البيضاء" (WMHs)، يمكن رصدها عبر صور الرنين المغناطيسي، وتُعد مؤشرًا على تلف الأوعية الدموية الدقيقة داخل الدماغ. وتُشير الأبحاث إلى أن ازدياد حجم هذه الآفات يرتبط بارتفاع احتمال الإصابة ببطء في المعالجة الذهنية، ضعف في الذاكرة، ومخاطر أكبر للإصابة بالسكتة الدماغية أو الخرف، ما يجعلها مؤشرًا بالغ الأهمية لصحة الدماغ مع التقدّم في السن. كيف تم الربط بين قبضة اليد وصحة الدماغ؟ حلّل الباحثون بيانات من UK Biobank، وهو مشروع بحثي ضخم في بريطانيا يضم بيانات لأكثر من 500 ألف شخص، وركزت الدراسة على 34,832 شخصًا توفرت لديهم صور دماغ بالرنين المغناطيسي، وتحاليل لهرمون التستوستيرون. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين لديهم قوة أكبر في قبضة اليد، كانت لديهم كمية أقل من الآفات في المادة البيضاء، كما كانت المادة البيضاء لديهم أكثر صحة وأقل عرضة للتلف، كما تبين أن مستويات التستوستيرون المرتفعة لدى الرجال والنساء ارتبطت أيضًا بصحة أفضل في المادة البيضاء. وأشار الباحثون إلى أن العلاقة بين قوة اليد وصحة الدماغ قد تكون مرتبطة جزئيًا بالتستوستيرون، لكن بنسبة بسيطة تتراوح بين 1 إلى 2%. وتُعد هذه النتائج مهمة لأنها تشير إلى أن تقوية العضلات قد تساهم في حماية الدماغ من التلف المرتبط بالتقدم في العمر، أو بأمراض الأوعية الدقيقة، مثل الخرف أو السكتة الدماغية. ووفقًا للباحثين، فإن تحسين القوة العضلية قد يكون وسيلة وقائية بسيطة وطبيعية للحفاظ على صحة الدماغ، خاصة في المراحل المتقدمة من العمر. ومع أن الدراسة لم تحدد تأثير هذه العلاقة على مناطق معينة من الدماغ، فإنها تسلط الضوء على أهمية اللياقة البدنية والهرمونات في دعم الوظائف الدماغية.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
ماذا يحدث لجسمك عند إضافة زيت كبد الحوت إلى نظامك الغذائي؟
«زيت كبد سمك القد» المعروف أيضاً باسم «زيت كبد الحوت» هو زيت مستخرج من كبد سمك القد الأطلسي، ويُعرف بغناه بالأحماض الدهنية «أوميغا-3»، وفيتامينَي «أ» و«د»؛ ما يمنحه فوائد صحية متعددة، أبرزها تقليل الالتهابات، ودعم صحة القلب، وتحسين نتائج النمو والصحة لدى الأطفال، حسب تقرير لموقع «فيري ويل هيلث» الطبي. يحتوي زيت كبد الحوت على نوعين أساسيين من أحماض «أوميغا-3» الدهنية (EPA) و(DHA)، اللذين يساعدان في تقليل الالتهاب من خلال تحسين وظيفة غشاء الخلية، وتقليل المواد الالتهابية في الجسم. يُذكر أن غشاء الخلية هو الغلاف الرقيق الذي يحيط بالخلية، وينظم دخول وخروج المواد منها. كما يزود زيت كبد الحوت الجسم بفيتامين «د» الضروري لصحة العظام وتنظيم المناعة، وفيتامين «أ» الذي يدعم الرؤية، ونمو الخلايا، وصحة الجلد. أظهرت دراسات أن تناول زيت كبد الحوت يقلل من مؤشرات الالتهاب في الجسم، سواء لدى الرياضيين أو النساء الحوامل المصابات بسكري الحمل. يُعتقد أن المزيج بين «الأوميغا-3» والفيتامينات «أ» و«د» هو ما يحقق هذا الأثر. في الدول الإسكندنافية، يُستخدم زيت كبد الحوت يومياً للأطفال وللحوامل. وقد بيّنت الأبحاث أن استخدامه في أثناء الحمل والطفولة المبكرة يقلل من خطر الإصابة بالربو في سن المدرسة، وقد يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالتصلب المتعدد في المراهقة، بسبب محتواه العالي من فيتامين «د». تشير تحاليل من المملكة المتحدة إلى أن تناول جرعات منخفضة من «أوميغا-3» من زيت كبد الحوت قد يقلل من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب. كما يساعد على خفض الكوليسترول الضار، والدهون الثلاثية، وتحسين الكوليسترول الجيد، خصوصاً عند دمجه مع أدوية الستاتين. زيت كبد الحوت متوفر بوصفه مكملاً غذائياً يُباع دون وصفة طبية، وآمناً للأطفال فوق عمر السنة والحوامل تحت إشراف طبي، لكن يجب الحذر من فرط تناول فيتامين «أ»، الذي قد يسبب أعراضاً مثل الغثيان، وتساقط الشعر، وتشوش الرؤية، كما لا يُنصح باستخدامه مع مكملات فيتامينيْ «أ» أو «د» الإضافية دون استشارة الطبيب. في البالغين، يُقترح تناول 5 ملغ يومياً، بينما يُفضّل ألا تزيد الجرعة للأطفال على 2.5 ملغ. ولا يُنصح بإعطائه للأطفال دون عمر السنة.


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
تجنب هذه الأطعمة لمضاعفة خسارتك للوزن
وجدت دراسة أن الطهي في المنزل وتجنب الأطعمة فائقة المعالجة، مثل الشطائر الجاهزة وألواح البروتين، قد يساعدان على فقدان ضعف الوزن، وفقاً لصحيفة «إندبندنت». عادة ما تكون الأطعمة فائقة المعالجة (UPF) غنية بالدهون المشبعة والملح والسكر، وتحتوي على مكونات لا تجدها في مطبخك، مثل المستحلبات والمواد الحافظة، وهي جاهزة للأكل أو للتسخين. قارنت الدراسة المنشورة في مجلة «Nature» نظاماً غذائياً فائق المعالجة (UPF) بنظام غذائي قليل المعالجة، ووجدت أن تجنب الأطعمة فائقة المعالجة ساعد في الحد من الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وزيادة فقدان الوزن، وتحسين فقدان الدهون. شملت الدراسة، التي قادها خبراء من كلية لندن الجامعية، ومؤسسة مستشفيات كلية لندن الجامعية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (UCLH)، 55 شخصاً يعانون من زيادة الوزن لكنهم يتمتعون بصحة جيدة. خضع نصف المشاركين لنظام غذائي لمدة ثمانية أسابيع يتكون من أطعمة قليلة المعالجة، مثل الشوفان المطبوخ طوال الليل، وسلطة الدجاج المطبوخة منزلياً. بينما تناول النصف الآخر نظاماً غذائياً يتكون من ألواح بروتين جاهزة للأكل، وسندويشات جاهزة، ولازانيا مطبوخة في الميكروويف. كان كلا النظامين الغذائيين متطابقاً من الناحية الغذائية، ويحتوي على المستويات الموصى بها من الدهون، والدهون المشبعة، والبروتين، والكربوهيدرات، والملح، والألياف. بعد إكمال نظام غذائي واحد لمدة ثمانية أسابيع، تم تبديل المجموعات. مُتّبعو النظام الغذائي عالي المعالجة لم يفقدوا القدر نفسه من الدهون (رويترز) صرح الدكتور صموئيل ديكن، من مركز أبحاث السمنة بكلية لندن الجامعية: «ربطت الأبحاث السابقة الأطعمة فائقة المعالجة بنتائج صحية سيئة. ولكن ليس كل الأطعمة فائقة المعالجة غير صحية بطبيعتها بناءً على خصائصها الغذائية». سعى الباحثون إلى معرفة ما إذا كان تناول المزيد من الأطعمة المصنعة يؤثر على الوزن، وضغط الدم، وتكوين الجسم، والرغبة الشديدة في تناول الطعام. أظهرت النتائج أن متبعي النظام الغذائي قليل المعالجة فقدوا ضعف الوزن (2.06 في المائة) مقارنة بحمية الأطعمة فائقة المعالجة (1.05 في المائة). وأشار الباحثون إلى أن متبعي النظام الغذائي عالي المعالجة لم يفقدوا القدر نفسه من الدهون. وأوضح الدكتور ديكن أنه رغم أن انخفاض الوزن بنسبة 2 في المائة قد لا يبدو خسارة كبيرة؛ فإنه يُمثل خسارة مهمة لمدة ثمانية أسابيع. وشرح: «إذا وسعنا نطاق هذه النتائج على مدار عام، نتوقع أن نشهد انخفاضاً في الوزن بنسبة 13 في المائة لدى الرجال، و9 في المائة لدى النساء عند اتباع النظام الغذائي قليل المعالجة، ولكن انخفاضاً في الوزن بنسبة 4 في المائة فقط لدى الرجال و5 في المائة لدى النساء سيظهر بعد اتباع النظام الغذائي فائق المعالجة». وكشف استبيان أيضاً أن الأشخاص الذين يتناولون نظاماً غذائياً يحتوي على الحد الأدنى من الأطعمة المعالجة، لديهم رغبة في تناول الطعام أقل من الأشخاص الذين يتناولون نظاماً غذائياً يتكون من وجبات جاهزة ووجبات خفيفة معبأة. صرح روب هوبسون، خبير التغذية المُعتمد ومؤلف كتاب Unprocess Your Family Life، الذي لم يشارك في الدراسة، لصحيفة «إندبندنت»: «تدعم النتائج فكرة أن تقليل استخدام الأطعمة فائقة المعالجة يُساعد في التحكم في الشهية وتنظيم الوزن؛ ليس لأن هذه المأكولات سامة بطبيعتها، بل بسبب تأثيرها على سلوك الأكل. العديد من هذه الأطعمة مُصممة لتكون مُشبعة للغاية، وسهلة التناول بسرعة... فهي لا تُعطينا إشارات الشبع نفسها التي تُعطيها الأطعمة قليلة المعالجة».