logo
الملك عبدالله : نبراس أمل غزة

الملك عبدالله : نبراس أمل غزة

الدستور٢٨-٠٧-٢٠٢٥
في خضم المعاناة التي تعصف بقطاع غزة ظهر نبراس الأمل لجلالة القائد عبد الله الثاني بن الحسين ، حيث تتسرب أنفاس الحياة بصعوبة من بين الركام، يظل بصيص أمل يلوح في الأفق بفضل أيادي الخير الأردنية. اليوم، ومع إستمرار الحصار الذي يطحن أرواح البشر، امتدت هذه الأيادي كبلسم شافٍ، لتوزع وجبات ساخنة برائحة الدفء والخبز الطازج، على أسر أنهكتها الحرب في منطقة (المواصي) غرب خان يونس. هذه الوجبات ليست مجرد طعام، بل هي رسائل حب وإنسانية عميقة، تؤكد أن غزة لم تُترك وحيدة، وأن هناك من يشعر بألمها ويعمل بصمت لتخفيف معاناتها، في مشهد يجسد أسمى معاني التضامن والعطاء.
يلعب جلالة الملك عبدالله الثاني أدامه الله عز وجل، دورًا إنسانيًا يتجاوز حدود البروتوكولات والسياسات. إنه قائد أدرك معنى الألم الإنساني وأستجاب له بقلب أبوي. لقد كانت توجيهاته الملكية واضحة منذ اللحظة الأولى للعدوان: غزة ليست رقمًا، إنها أرواح تستحق الحياة، هذا الإيمان الراسخ هو ما دفع الأردن ليكون سباقًا في مديد العون، متجاوزًا كل التعقيدات والقيود التي يفرضها الإحتلال.
لم تقتصر مبادرات جلالته على إرسال المساعدات الغذائية، بل شملت أيضًا إجلاء الجرحى والأطفال، وتوفير الملاذ الآمن لمن فقدوا كل شيء. إنه يمثل نبضًا حقيقيًا للضمير العربي والإنساني، يرفض الصمت أمام الظلم، ويؤكد أن كرامة الإنسان خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
أضافت توجيهات الملك عبدالله بُعدًا سياسيًا لا يقل أهمية عن بُعده الإنساني. ففي الوقت الذي يسعى فيه الإحتلال لفرض سياسات التهجير وتغيير الواقع الديموغرافي في غزة، كان الصوت الأردني هو الأكثر صراحة ورفضًا لهذه المخططات. لم يكتف الملك عبدالله بإدانة هذه الممارسات، بل تحرك دبلوماسيًا على كافة الأصعدة الدولية، للدفاع عن حق الفلسطينيين في أرضهم ووطنهم، ومواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
لقد أصبح الأردن، بقيادة جلالته، حائط صد منيعًا أمام المؤامرات، ومدافعًا شرسًا عن حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن القدس وفلسطين خط أحمر لا يمكن المساس بهما، وأن حق العودة لن يُمحى.
تُعدّ الإستراتيجية الأردنية الهاشمية فيما يتعلق بالمساعدات من خلال الهيئة الخيرية الاردنية تأكيدًا على إلتزام الأردن الثابت والدائم بتخفيف المعاناة الإنسانية عن سكان القطاع، لا سيما في ظل الظروف القاسية التي يواجهونها يوميًا. إن هذه الجهود ليست وليدة العاطفة فقط، بل هي جزء من رؤية أردنية ثابتة لتقديم العون الإنساني الفاعل، مؤكدة على دور المملكة الريادي في دعم صمود الشعب الفلسطيني الذي يواجه حربًا وجودية.
وفي خضم هذه الجهود الإنسانية الجبارة، يطلّ علينا بعض المشككين، ممن يتحدثون من قصورهم الفارهة خارج القطاع، ليصفوا الإنزالات الجوية بأنها مجرد "إستعراض". لهؤلاء نقول: إن هذا العطاء ليس استعراضًا، بل هو نداء إنساني عميق، ويدٌ تمدّ لسدّ رمق جائع ولايشعر به الا من في قلبه الإنسانية بكافة معانيها
إن كل وجبة تسقط من السماء، وكل قافلة تقتحم الحصار، وكل مستشفى ميداني يفتح أبوابه كل طفل يستقبل في مستشفيات المملكة ، ليست إلا ترجمة حقيقية لإيمان الأردن قيادةً وشعبًا بأن كرامة الإنسان لا تقاس بالموقع الجغرافي أو الظروف السياسية. إنها استجابة لصرخات الجوع والألم، وتأكيد على أن الإنسانية لا تعرف حدودًا ولا تتوقف عند أبواب الحصار. فليعلم هؤلاء المشككون أننا نعمل بصمت، لا لطلب الثناء، بل لأن ضمائرنا تأبى الصمت أمام معاناة شعبنا في غزة.
وهذا ما تعلمناة في سنة نبينا الحبيب محمد عليه افضل الصلاة والسلام لايؤمن من بات وجارة جائع
وتستمر الحملة الأردنية في تركيزها على تقديم الدعم الغذائي الأساسي للمحتاجين، مستهدفة المناطق الأكثر تضررًا داخل القطاع لضمان وصول المساعدات لمن هم بأمس الحاجة إليها، في ظل تحديات جمّة. إنها معركة يومية ضد الجوع والمرض، يخوضها الأردن بقلب وعزيمة، دون انتظار الشكر أو الثناء.
هذه الجهود الإنسانية المتواصلة، سواء كانت قوافل برية أو إنزالات جوية أو مستشفيات ميدانية، هي دليل قاطع على أن الأردن لا يتخلى عن أشقائة، وأن روابط الدم والتاريخ أقوى من كل الحواجز والقيود. إنها رسالة واضحة لكل من تخاذل: الإنسانية لا تعرف حدودًا، والعطاء لا يتوقف أمام الظلم.
وفي زمن خذلت فيه الإنسانية وتخاذلت فيه الكثير من الأصوات، يبرز دور الملك عبدالله كصوت الحق ويد العون التي لا تنقطع. إن ما يقدمه الأردن ليس مجرد مساعدات، بل هو إعلان صريح بأن غزة ليست وحدها، وأن صمودها هو صمود للكرامة العربية والإنسانية. هذا الدور الملكي، الذي يتجلى في كل حبة خبز وكل وجبة دافئة، وفي كل موقف سياسي يصد العدوان، هو شهادة حية على أن الضمير الإنساني ما زال حيًا.
لتظل راية الأردن خفاقة فوق سماء غزة، رمزًا للتضامن الذي يكسر الحصار، ويضيء درب الأمل في أحلك الظروف. فليعلم العالم أجمع أن العطاء الأردني هو شريان حياة لغزة، ودرس لكل من نسي معنى الإنسانية.
وفي الختام، أقولها بملء الفم لذلك الكيان الغاصب:
إنك قد حاصرت أسداً، وأعلم بأن الأسود لا تعرف في قاموسها الهربا. ونحن أصحاب الوجه الوحيد، لا نرتدي الأقنعة ولن نرتديها ولو كلفنا أن نخسر الجميع.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل سيعيد الأشرار عجلة التاريخ إلى عقد الثمانينات ؟
هل سيعيد الأشرار عجلة التاريخ إلى عقد الثمانينات ؟

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 4 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

هل سيعيد الأشرار عجلة التاريخ إلى عقد الثمانينات ؟

هل سيعيد #الأشرار #عجلة_التاريخ إلى #عقد_الثمانينات ؟ #موسى_العدوان بمناسبة الاعتداء المتزامن، على السفارات الأردنية في ثلاث دول كبرى قبل بضعة أيام، فقد تذكرت القصة التالية : في أوائل عقد الثمانينات الماضي، كنت أعمل ملحقا دفاعيا في لندن. وقد نشط الأشرار في المنظمات الفدائية في ذلك الوقت، باختطاف واغتيال السفراء والدبلوماسيين الأردنيين في عدد من الدول الأجنبية منها مثلاً : الهند، تركيا، اسبانيا، إيطاليا، اليونان، لبنان، وغيرها. فكانت السفارة الأردنية والملحقية العسكرية في لندن مستهدفتان باعتداءات اولئك الأشرار أيضا. تواصلتُ مع الحكومة البريطانية من خلال السفارة الأردنية، وأوضحت لهم بأن هناك تهديد لنا، من قبل بعض المنظمات الفدائية، ونطلب السماح لنا بحمل سلاحنا الشخصي، في سياراتنا ومكاتبنا. إلاّ أنهمم رفضوا الطلب، باعتبار أن الشرطة البريطانية هي من تتولى حماية السفارات والدبلوماسيين. علما بأن التعليمات الرسمية تقضي بأن لا يحشو الشرطي البريطاني مسدسه بالرصاص، إلاّ بعد أن ينوي استعماله عند وقوع الحادث. مقالات ذات صلة الدين والسياسة كان مبنى الملحقية المكون من طابقين، يقع بجانب السفارة الأردنية، في حي ( أبَرْ بليمور جاردن ) المجاور لشارع ( هاي ستريت كنزنجتون ). وكانت البوابة الرئيسية للمبنى تتبعها بوابة ثانية على بعد مترين، تفضي إلى كوريدور حيث مكتب ضابط الإدارة، غرفة مقسم الاتصالات، ودرج يؤدي إلى الطابق الأول، الذي يحوي مكتب الملحق الدفاعي ومساعده، وبقية موظفي الملحقية. وفي إحدى زيارات ك رئيس هيئة الأركان المشتركة آنذاك، المشير فتحي ابو طالب – رحمة الله عليه – اقترحت عليه أن نؤسس مكتب استعلامات في مدخل العمارة بين البابين، ونشغله بأحد الموظفين وتزوده بهاتف داخلي، مع سلاح من الأسلحة التي كانت موجودا لدينا، وأن لا يسمح لأي مراجع أن يدخل الملحقية، إلاّ بعد الاتصال وموافقة الضابط المراد مقابلته. كان قصدي من ذلك: التأكد من شخصية المراجع وأخذ موافقة المعني على دخوله. لو صدف أن دخل أحد الأشرار، وحاول الاعتداء أو اطلاق النار على المتواجدين في الداخل، فإنما يحدث ذلك بين البوابتين وليس في داخل مكاتب الملحقية . رفض عطوفته اقتراحي قائلا : ' هكذا كانت الملحقية على زمن كلوب ولا داعي لتغييرها ؟ ' فقلت له : على زمن كلوب لم يكن هناك تهديد لسفاراتنا ودبلوماسيينا كما هو اليوم. لكنه أصر على رأيه ولم يستجب لاقتراحي. كانت الملحقية كباقي السفارات تشتري دخان ومشروبات من الحكومة البريطانية بأسعار مخفضة وتبيعها لمن يحتاجها من المبعوثين والدبلوماسيين الأردنيين، تحت إشراف الضابط المالي. ولكوني مقتنع بالفكرة التي اقترحتها على عطوفة الرئيس، أصرّيت على تنفيذها، فقمت بما يلي: 1.انشأت غرفة استعلامات بسيطة بين البوابتين، وأشغلتها بموظف طيلة ساعات الدوام، بعد أن زودته بهاتف داخلي وسلاح فردي، وإفهامه التعليمات. كانت هناك نقطة خطرة عند الإشارة الضوئية، على الشارع الرئيسي قريبا من الملحقية والسفارة. وكانت الخطورة تتمثل في أنه أذا توقف أحد الموظفين من السفارة أو الملحقية على الإشارة الضوئية الحمراء، فإنه سيكون هدفاً لكن يريد أن يغتاله. فشكلت دورية مؤلفة من إثنين من موظفي الملحقية العسكريين بلباس مدني، رغم عدم حملهم للسلاح، لكي تتجول قريبا من الإشارة الضوئية قبل الدوام بنصف ساعة وبعد الدوام بنصف ساعة. كان واجب هذه الدورية أن تراقب أي شخص يحمل حقيبة مشبوهة، أو يحاول الاعتداء على موظف السفارة أو الملحقية، عند وقوفه على الإشارة الحمراء، والقاء القبض عليه. واستمرت ممارسة العمل بهذا الأسلوب، حتى انتهت مهمتي كملحق دفاعي في لندن، في أواسط عام 1984. ولا أعلم إن كان مكتب الاستعلامات الذي أنشأته قبل 43 عاما، ما زال عاملا في ملحقية لندن أم ألغي وأزيل من موقعه ؟ واليوم نشاهد الأشرار، وهم يحاولون إعادة تاريخ عقد الثمانينات نفسه، والاعتداء على سفاراتنا في الخارج بتهم باطلة، إذا لم يجدوا من يحاسبهم حسابا عسيرا، ويردعهم عن أفعالهم المسيئة للأردن وأبنائه . . ! التاريخ : 5 / 8 / 2025

لارا علي العتوم : اعتراف ...أو
لارا علي العتوم : اعتراف ...أو

أخبارنا

timeمنذ 4 ساعات

  • أخبارنا

لارا علي العتوم : اعتراف ...أو

أخبارنا : حظيت القلوب بالأمل بعد الاعلان عن نوايا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أمل ممزوج بمرارة الأحزان، فلم تتوقف الجهود العربية يوماً، بل منذ عام ويزيد كانت ولا تزال مكوكية، لتحقيق ما يتم تحقيقه من كسر الحصار الى ايقاف الحرب وبالطبع المطالبة بالحق الفلسطيني الذي سيتحقق في ايلول القادم من هذا العام، وعود اعلنتها العديد من القوى الدولية المؤثرة والمقررة ولكن بغض النظر عن اسباب هذه الوعود من كونها الوسيلة الوحيدة لاعطاء الحق لشعب بالعيش على أراضيه التي أخذت منه من نفس هذه القوى، او أداة لتصفير المقاومة الفلسطينية، او لشد الاذن لاسرائيل التي اصابها التعنت بسبب الدعم اللامحدود من هذه الدول ايضاً، أم قد يكون بابا جديدا لمفاوضات طويلة الامد تحت سقف هيئة الامم، أم وسيلة اخرى لتصبير الناس على تحمل المزيد من القتل بأمل الاعتراف بحقهم بالعيش، أم هو إعلان ان الدم العربي أيضاً ذو قيمة بعد أن أثبتت نفس هذه القوى ايضاً عكس ذلك منذ ما يزيد عن العام. الصبر، هل ستكون نتائجه كما يتطلع اليها العالم في ايلول القادم، هل سيعم السلام الحقيقي في منطقة الشرق الاوسط بعد أن دخل في ازمة منذ اكثر من اربعة عشر عاماً الى المنطقة، فهل سيكون سلام حقيقي يحمل في طياته العديد من الخطط والتطور والتنمية، سلام سيستطيع الاردن ان يتخلص به من جميع الشائعات والمكائد التي يتعرض لها كل يوم بشكل او بآخر. لا شك سيكون فرحا ممزوجا بالاشتياق لمن استشهدوا على يد اسرائيل، من قتل او تجويع فالوحشية الاسرائيلية لعام ويزيد جعلت من الموت المشروب والطعام المسموح به في قطاع غزة، فالعديد من المسائل تنتظر هذا الاعتراف الذي لو تم قبل خمسة عشر عاماً عندما قدم جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين تحفاظاته واقتراحاته وتحذيراته ودعوته المفتوحة لنفس هذه القوى للسلام في كتابه الفرصة الاخيرة لما وصل العالم الى هذا المستوى من الازدواجية او الانفصام السياسي ولما تراجعت قيمة السياسة الغربية في انظار اولادها اولا ومن ثم الشارع العربي. العديد من المسائل كان من الممكن ان تُجنب الكثير من الآلام، العديد من المشاريع والبرامج والتطور والتجديد كان من الممكن أن يحدث دون تدمير. الكثير والعديد والمحتمل والغير مستبعد لا يلغي التطلع لشهر ايلول لعله يكون ذاك السطر الاول من انهاء عنف وسفك الدماء، وبداية دولة تطلع اليها الوطن العربي وينتظرها لعلها تفضي لذاك الشيء المفقود. حمى الله أمتنا

م. هاشم نايل المجالي : البحث عن العدل في زمن الظلم
م. هاشم نايل المجالي : البحث عن العدل في زمن الظلم

أخبارنا

timeمنذ 4 ساعات

  • أخبارنا

م. هاشم نايل المجالي : البحث عن العدل في زمن الظلم

أخبارنا : إنّ الله جلّ وعلا، بحكمته وعدله، أقام السموات والأرض على قانون ومسار وهُدى عظيم قائم على العدل، ومنع الظلم وتحريمه؛ فالعدل في كل شيء، ومنع الظلم في كل شيء. الظلمُ هو الذي يجعل الأشياء في غير موضعها السليم والصحيح، والظلم هو سببُ المآسي للإنسانية والبشرية، سببًا لما تعيشه كثيرٌ من الشعوب، أفرادًا ومجتمعات، من حياة كئيبة يائسة، بينما بالعدل يتبدّل الأمر وتزدهر الأمور وتزدهر الأحوال، ويعيش الناس في أمنٍ واستقرار، وحياة كريمة. فإنّ كثيرًا من زعماء الدول الكبرى أصبحوا يخرجون عن الناموس الكوني الذي وضعه الله جلّ وعلا، والله يعجّل لهم العقوبة، مهما كانت صروحهم مشيّدة ومحمية، فعقوبتهم في الدنيا قبل الآخرة. قال رسول الله : «ما من ذنبٍ أجدر أن يُعجّل الله تعالى لصاحبه العقوبة، مع ما يُدّخر له في الآخرة، مثل البغي وقطيعة الرحم.» والبغي هو الظلم بكل درجاته وأشكاله، ممّا يبيّن أن أهل الظلم، مهما علا شأنهم، متوعَّدون أشدّ الوعيد، وأنّ المظلومين يُهيّئ الله لهم فتح أبواب السماء لدعواتهم. قال رسول الله لمعاذ رضي الله عنه حين بعثه إلى اليمن: «واتّقِ دعوةَ المظلوم، فإنّه ليس بينها وبين الله حجاب، أي ليس هناك مانعٌ يمنعها، وأكبر شاهد على ذلك فرعون، الذي تجبّر وظلم العباد، واستطال بظلمه حتى نازع الله في ملكه بغيًا وعدوًا، قال: «ما علمتُ لكم من إلهٍ غيري، ثم كانت العاقبة أن الله عزّ وجلّ، لما أغرقه، جعل جسده باقيًا حتى يكون عظةً وعبرةً للعباد. وهناك من رؤساء الدول الكبرى من يسلك مسلك فرعون، يتسلّطون على العباد، فالظالم عاقبته شنيعة، قال تعالى: «ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا.» فالأمم الظالمة، وإن طال الزمان، لها أجلٌ محدد، قال تعالى: «ولكل أمةٍ أجل، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون»، فالله عز وجل يُمهل ولا يُهمل، والعدل ميزانٌ دقيق، وتوازنٌ رشيق؛ لأنّ الظلم يذهب بالمجتمعات ذهابَ الريح والرماد، ويفكّك المجتمعات، حيث يسلب القويُّ قوّةَ الضعيف، وتنهب الدولُ القويّةُ خيراتِ الدولِ الضعيفة، ناسين عدالة السماء التي ستكون الفيصل في الحساب والعقاب. فلا بدّ أن نُعيد تثبيت المفاهيم الفارقة بين الظلم والعدل، وبين الحق والباطل، لما نشهده من ظلم على شعوبٍ ضعيفة، تجبّر بها زعماء يملكون من القوّة العسكرية ما يفتك بها دون رحمة. ونحن نشهد زمانًا انتُهِكت فيه الحرمات، وقُتِلت فيه الشعوب، وذُبِحوا، وجاعت فيه الشعوب: كهولًا وأطفالًا، ورُفِعت راياتُ الفساد والإفساد. فعلينا أن لا نعيش في معزلٍ من ذلك كلّه، بل علينا مواجهة ذلك بالعقل والبصيرة، فالإنسانية تبحث عن العدل في زمن الظلم. ففي خضمّ الصراعات والنزاعات التي تعصف بالمجتمعات هنا وهناك، يختار البعض أن يلوذ بالصمت، ويتّخذ من الحياد درعًا يحتمي به من تبِعات اتخاذ موقف واضح وصريح، حيث يعتبرون أن الحياد أكثر أمانًا، ويُجنّبهم الولوج في الأحوال أو التورّط في الجدال، ولا يُكلّفون أنفسهم عناء التمييز بين المظلوم والظالم، أو بين حق وباطل، وهم يعفون أنفسهم من أعباء الانتصار للحق، ويُجنّب صاحبَه خصومَ الظالم وأذاه. ويَلجأ الكثيرون إلى الكلمات المعسولة، بقولهم: «إنه الوعي والترفّع عن المهاترات»، وهم يعرفون الحقيقة: أن ترك الوقوف مع المظلوم بدعوى الحياد، هو في الحقيقة خذلان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store