
اليهود... حُماة الذاكرة
صورة اليهودي في الثقافة المسيحية، في تجلّيها الغربي، كانت صورة بائسة مُشيطنة، ولذلك أسبابه الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية أيضاً.
هذا ولّد لدى الوعي اليهودي، الحرص على التراصّ وإبقاء شعلة الذاكرة «للشعب اليهودي» متوهجة عبر الزمان، رغم أن الديانة اليهودية غير تبشيرية، كما المسيحية والإسلام، وغيرهما.
من أهمّ الأدوات التي حرص عليها اليهود - شأن كل الأقليّات - تخليد الوعي والذاكرة بتشييد المتاحف، وتجميع قِطع الذكريات، وصناعة الوجهات السياحية ذات الطابع السياسي الثقافي، ولعلّ أبرز مآثرهم في هذا الصدد متحف أو متاحف «الهولوكوست» أو المحرقة أو المحارق اليهودية عبر التاريخ.
حاول الأرمن واليونان وحركة السود، تقليد اليهود في هذا العمل، بتشييد ذاكرة، حيّة، تجمع الأهل وتُكتّلهم حول المركز، وتجذب العطف من الأغيار، أو تضغط على الكارهين، بفيضان هذه المشاعر الخانقة، ضد كل كاره.
في جلسة لمجلس الأمن حول حرب غزة الأخيرة ارتدى مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة غيلاد إردان نجمة داود صفراء على سترته مُخاطباً مجلس الأمن، في مشهدٍ يسترجع تمييز اليهود بالعلامة نفسها في معسكرات الاعتقال النازية التي قضى فيها الملايين منهم.
كُتب على النجمة الصفراء هذه عبارة:
never again (لن تتكرر)؛ كإشارة إلى المحرقة النازية، في مضاهاة بين النازي و«حماس».
هذه الصناعة، صناعة الذاكرة لدى العرب، صناعة هشّة، غير دائمة، تعال وسرّح بصرك في طول العالم العربي وعرضه، وابحث عن متاحف قائمة على أصلٍ صحيح وغني ومُستدام، حول:
محاكم التفتيش (في بلاد المغرب العربي التي هرب إليها الأندلسيون).
آثار الاستعمار البريطاني في مصر.
آثار الاستعمار البريطاني في العراق.
بعيداً عن الخارج، متاحف تحفظ التجارب الداخلية الكُبرى:
متحف عن حرب تحرير الكويت.
متحف عن الخليج العربي.
متحف عن البحر الأحمر.
متحف عن «الإرهاب» في السعودية ومصر.
متحف عن النفط. والأمثلة كثيرة.
أريد القول: نعم توجد لدينا متاحف عامّة، تتفاوت في جودتها وغِناها في العالم العربي، وبعض المتاحف الخاصّة، لكن المُراد، أننا ضعفاء في هذا الميدان مقارنة باليهود، وأمثالهم من الأقليّات. هل ذلك بسبب اطمئنان الأكثرية؟! أو لأننا - في جذورنا - أبناء ثقافة شفاهية؟!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بلبريس
منذ 2 ساعات
- بلبريس
حزب "فرنسا الأبية" يتبرأ من تصريحات نائبه في الجزائر(تغريدة)
بلبريس - عمران الفرجاني تبرأ حزب "فرنسا الأبية" اليساري بشكل قاطع من تصريحات نائبه سيباستيان ديلوغو التي أدلى بها في الجزائر، واصفا إياها بالرأي الشخصي الذي لا يمثل الحركة. وأصدر الحزب بيانا رسميا عبر منصة "إكس" شدد فيه على أن تصريحات ديلوغو لا تُلزم كتلته البرلمانية أو توجهه العام، في محاولة سريعة لاحتواء أزمة داخلية. واستغل الحزب البيان ذاته ليوجه رسالة حقوقية، فطالب بالإطلاق الفوري لسراح الصحفي كريستوف غليز، وجدد دعوته للإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال. وحسم زعيم الحزب، جان لوك ميلونشون، الجدل الدائر، معلنا في تغريدة مفاجئة عن تراجع لافت في موقف حزبه من قضية الصحراء. وأوضح ميلونشون أن موقف "فرنسا الأبية" الرسمي يتماشى تماما مع قرارات الأمم المتحدة، مؤكدا على ضرورة عدم تدخل فرنسا في هذا النزاع. Le député Sébastien Delogu s'est exprimé de façon personnelle en Algérie. Il n'engage ni les groupes parlementaires de la France insoumise, ni le mouvement. — La France insoumise (@FranceInsoumise) July 1, 2025


ناظور سيتي
منذ 19 ساعات
- ناظور سيتي
إسبانيا تعزز وجودها العسكري قرب صخرة بادس المتصلة ترابياً بالحسيمة
المزيد من الأخبار إسبانيا تعزز وجودها العسكري قرب صخرة بادس المتصلة ترابياً بالحسيمة ناظورسيتي: متابعة كشفت مصادر إعلامية إسبانية عن تحركات عسكرية جديدة للبحرية الملكية الإسبانية، بدأت منذ 4 يوليوز الجاري، لتعزيز حضورها الاستراتيجي قبالة السواحل الشمالية للمغرب، وذلك من خلال نشر سفينتين عسكريتين قرب صخرة فيليز دي لا غوميرا، المعروفة في المغرب بـ"صخرة باديس"، والتي تتصل فعلياً بالتراب المغربي عبر ممر رملي ضيق قرب قرية الجمعة باديس بإقليم الحسيمة. وتُعتبر صخرة باديس واحدة من "الجزر المحتلة" التي تطالب الرباط باسترجاعها، إلى جانب الجزر الجعفرية وصخرة النكور، رغم أنها لا تحظى بنفس الزخم الدبلوماسي الذي يرافق ملف سبتة ومليلية. وتحتفظ مدريد بسيطرة فعلية على هذه الصخرة منذ عام 1564، حيث تتمركز بها وحدة من الجيش الإسباني تُعرف باسم "ريغولاريس مليلية 52". وحسب بلاغ رسمي للبحرية الإسبانية، فإن سفينة "فورور" (P-46) التابعة لأسطول كارتاخينا، تم تكليفها بمهام مراقبة الأمن البحري وحرية الملاحة في المنطقة، في حين تؤمّن سفينة الدعم "مار كاربي" الدعم اللوجستي للجنود، من خلال تزويدهم بالماء والوقود والمعدات الضرورية منذ سنة 2010. هذه التحركات العسكرية، التي تأتي في ظل تصاعد التوتر في غرب المتوسط، تُعتبر رسالة ردع واضحة وسط سياق معقد يتسم بتزايد الضغوط المرتبطة بالهجرة، وعمليات الإنقاذ، والأمن البحري، حيث يشارك ما يقارب 3 آلاف عنصر من الجيش الإسباني يوميًا في عمليات المراقبة البحرية بهذه المنطقة الحساسة. ورغم غياب أي نزاع مسلح بشأن صخرة باديس، إلا أن المغرب يُدرجها ضمن مطالبه الإقليمية منذ الاستقلال سنة 1956، ويعتبرها أرضًا محتلة، حتى وإن لم تُطرح بشكل رسمي في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة، ما يعكس تعقيد هذا الملف التاريخي في ظل تداخل العوامل الجيوسياسية والأمنية. وترى مدريد أن هذه الصخور جزء لا يتجزأ من أراضيها، وترفض إخضاع وضعها لأي مسار تفاوضي، في وقت تتصاعد فيه أهمية هذه النقاط البحرية بفعل التنافس الاستراتيجي المتنامي في حوض المتوسط.


المغرب اليوم
منذ 20 ساعات
- المغرب اليوم
إسرائيل ترسل وفدًا إلى الدوحة لبحث رد حماس على اتفاق غزة وسط خلافات حول التموضع والمساعدات ووقف الحرب
تستعد إسرائيل لإيفاد وفد تفاوضي إلى العاصمة القطرية الدوحة يوم الأحد، لإجراء محادثات موسعة مع الوسطاء بشأن اتفاق مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك عقب تسلمها ردًا رسميًا من حركة حماس وصفته مصادر مطلعة بأنه "إيجابي"، لكنه يتضمن تعديلات جوهرية على ثلاث نقاط رئيسية، تشمل وضعية القوات الإسرائيلية خلال الهدنة، وآلية توزيع المساعدات الإنسانية، ومصير المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق نار دائم. وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية قد ناقش الرد الفلسطيني في اجتماعات متواصلة يومي الجمعة والسبت، استعدادًا لإرسال الوفد، وسط ترقب حذر حيال إمكانية قبول التعديلات، أو تعثر المفاوضات مجددًا. وتشير التقديرات الأولية إلى أن إسرائيل تميل إلى رفض تعديلات حماس، خصوصًا تلك التي تطالب بأن ينص الاتفاق صراحة على استمرار المفاوضات حتى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، دون ربطه بحسن النية أو بفترة زمنية محددة. وترى حماس أن أي شرط من هذا النوع يمنح إسرائيل ذريعة لخرق الاتفاق، كما حدث في مارس/آذار الماضي حين انسحبت تل أبيب من تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق سابق، واستأنفت العمليات العسكرية. وتتضمن التعديلات الأخرى مطالبة حماس بعودة القوات الإسرائيلية إلى مواقعها ما قبل انهيار اتفاق مارس، ورفضها للآلية المقترحة لإيصال المساعدات التي تعتمد بشكل حصري على "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة. وتصر الحركة على إشراك منظمات دولية مثل الأمم المتحدة لضمان نزاهة التوزيع، متهمة الآلية الحالية بالتمييز والتسييس. في المقابل، تصر إسرائيل على الإبقاء على تمركز قواتها في مناطق تعتبرها "محاور أمنية"، أبرزها "محور موراغ" جنوب غزة و"محور فيلادلفيا" على الحدود المصرية. كما ترفض تل أبيب أي آليات جديدة لتوزيع المساعدات، بدعوى أن منظمات الإغاثة الدولية سبق أن سمحت لحماس بالاستفادة منها لأغراض عسكرية. وتأتي هذه الجولة من المفاوضات بعد نحو تسعة أشهر من التصعيد العسكري المتواصل في قطاع غزة، والذي بدأ في أكتوبر/تشرين الأول 2024 عقب هجوم مفاجئ نفذته حركة حماس على مستوطنات في محيط غزة، أوقع مئات القتلى والجرحى في صفوف الإسرائيليين. وردًا على ذلك، شنت إسرائيل عملية عسكرية موسعة استهدفت البنية التحتية للحركة، وأدت إلى دمار واسع النطاق في القطاع، وسقوط آلاف الضحايا المدنيين، وفق تقارير أممية. ومنذ ذلك الحين، جرت عدة محاولات بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية للتوصل إلى اتفاق تهدئة، إلا أن الخلافات بشأن الشروط السياسية والعسكرية، ولا سيما مسألة الأسرى، ونزع سلاح المقاومة، وضمانات الأمن لإسرائيل، ظلت تعرقل جهود التهدئة. وتُعد الهدنة التي يجري التفاوض عليها حاليًا امتدادًا لمقترح أمريكي طرحه البيت الأبيض في يونيو الماضي، ويهدف إلى وقف إطلاق النار لمدة شهرين، يتخلله تبادل للأسرى والرهائن، وتسليم جثامين من الطرفين، على أن تبدأ في تلك الفترة مفاوضات للتوصل إلى تسوية دائمة، تشمل الترتيبات الأمنية والسياسية المستقبلية في القطاع. وتأتي هذه التحركات عشية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين. ووفق ما أوردته مصادر دبلوماسية، فإن ترامب يعتزم الإعلان شخصيًا عن تفاصيل الاتفاق المقترح، في خطوة تعكس سعيه لتسجيل تقدم ملموس في الملف الفلسطيني-الإسرائيلي قبل الانتخابات الأمريكية المقبلة. وتضغط واشنطن على كلا الطرفين للقبول بنص الاتفاق بصيغته الحالية، لتجنب انهيار المفاوضات وعودة القتال، في وقت يتزايد فيه الغضب الدولي من الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، والتكلفة البشرية المتصاعدة للنزاع. ورغم هذه الجهود، لا تزال عقبات كبيرة تحول دون الوصول إلى اتفاق نهائي، أبرزها إصرار إسرائيل على نفي قادة حماس وتجريد القطاع من السلاح، وهما شرطان ترى الحركة أنهما غير قابلين للتنفيذ في الوقت الحالي، ما يجعل احتمال استئناف القتال قائمًا في حال فشلت محادثات الدوحة.