logo
ما وراء أَكَمة منتجي فيلم 'الزعيم' الوثائقي

ما وراء أَكَمة منتجي فيلم 'الزعيم' الوثائقي

اليمن الآنمنذ 14 ساعات
ليس من عادة الدول أن تروي قصص الموتى حباً في الحقيقة، خاصة إذا كانوا خصوماً سابقين أو حلفاء محتملين، فما بالك إذا اجتمع الاثنان في رجل واحد اسمه الرئيس السابق 'علي عبدالله صالح'. الفيلم الوثائقي الذي بثّته قناة 'العربية' السعودية ليلة أمس السبت الموافق 26 يوليو 2025م، لم يكن عرضاً سردياً بريئاً عن نهاية رئيس يمني سابق، بل أجد وراء الحكمة ما وراءها!!.
أجد أنها رسائل مزدوجة، سياسية الهوى، تُبث بلغة بصرية ناعمة وبتوقيت شديد الدقة، أن فيها تأكيد لتلك الهبة التي دعا إليها في تلك الكلمة التي بثتها قناة يمن اليوم حينها، ورسالة تؤدي لأتباعه أن امضوا في سبيل تعزيز علاقتكم مع دول الجوار فهذه هي وصية زعيمكم.
كما أن الفيلم لم يكتفِ بسرد ما حدث في يوم 4 ديسمبر 2017، بل أعاد رسم صورة الزعيم بطريقة تبتعد عن الأسطورة التي صاغها المؤتمر الشعبي العام منذ مقتله، تلك التي تقول إن صالح قاتل حتى الرمق الأخير في منزله المسمى بدار الثنية الكائن بشارع حدة قرب مركز الكميم التجاري بصنعاء، رافضاً الهروب أو المساومة. بدلاً من ذلك، يعيد الفيلم تقديمه كزعيم كان مستعداً للنجاة، وطلب من الرياض العون والمساعدة ، بل وأرسل رسائل عبر وسطاء.
هذه ليست مجرد إعادة كتابة لرواية الوفاة، بل محاولة واعية لتبديل الموقع السياسي للرجل، من زعيم مقاتل إلى زعيم تفاوضي. هذا التحول في السرد، الذي يترافق مع تصريحات نجل الرئيس السابق 'مدين' علي عبدالله صالح، يشكل انقلاباً ناعماً على الأسطورة، ويقترح بديلاً سياسياً لها: أن صالح لم يكن يائساً ولا مستميتاً في القتال، بل كان مستعداً لصفقة أخيرة.
ورسالة تؤكد تورط صالح حتى العظم في الإنقلاب على العملية السياسية السلمية، وأنه من خطط ومن نفذ لأحداث ما سمي بثورة ال 21 من سبتمبر، وهي رسالة ضغط على المؤتمر في الخارج والداخل أنكم وراء ما جرى ويجري في اليمن من مآسي، وبالمثل الشعبي 'هذه عصيدتكم متنوها'
لكن التوقيت في اعتقادي هو لبّ الحكاية!!؟؟.
ما الذي يدفع قناة 'العربية' السعودية لبث هذا الفيلم الآن!!!؟؟ بعد مرور نحو ثماني سنوات على مقتل صالح؟ ولماذا تترافق هذه الخطوة الإعلامية مع تصريح لابنه مدين، الذي لم يتحدث سابقاً علناً؟ الإجابة الأرجح أن المملكة السعودية ترسل إشارات باتجاه تيار صالح، وبالذات إلى جناحه الداخلي في المؤتمر الشعبي، تقول فيها إنها لا تزال تعتبر الزعيم جزءاً من تاريخها السياسي في اليمن، وإن من كانوا قريبين منه وورثوا رمزيته، يستطيعون أن يكونوا جزءاً من المستقبل، لكن بشروط جديدة!!؟؟.
الفيلم إذن ليس لحظة تذكّر او تذكير بما حصل بل لحظة تفاوض قادم، ليست موجهة إلى انصار الله فحسب، بل إلى جناح المؤتمر الشعبي العام نفسه الذي لا يزال يبحث عن موقع وسط خارطة تواجدة الممزقة بين 'الرياض' و'أبو ظبي' والقاهرة واسطنبول وصنعاء وعدن وتعز …!!.
المفارقة الأبرز في المشهد كانت في تغييب اسم طارق محمد عبدالله صالح من رواية مدين. رغم أن طارق هو الشخصية الأقوى عسكرياً، والأكثر فاعلية على الأرض، لم يُذكر اسمه إلا عرضا حين تحدث 'مدين' عن من بقي مع والده في لحظة النهاية. أشار فقط إلى نفسه وشقيقه صلاح، بينما طارق بدا وكأنه كان أول الهاربين بجلودهم مع اولئك الذين تم التواصل معهم من قبل الحوثيين بأن ينجو بجلودهم أي انه كان غائباً عن لحظة المصير الذي واجهه صالح ، وهو يتخبط في قرى سنحان لا من يلبيه او ينقذه.
هل هو تغييب 'طارق' كان مقصودا، أم صدفة غير بريئة؟ في السياسة، الصدف نادرة. والمؤكد أن غياب طارق من الرواية الجديدة يعبّر عن رغبة ضمنية – سواء من داخل العائلة أو من الدوائر المحيطة بها – في تحجيم دوره أو فصله عن سردية 'الوفاء للزعيم'، وهو ما يخدم مناخاً سياسياً يرى في طارق جزءاً من تحالف الإمارات، لا من تحالف صنعاء أو الرياض.
ما يفعله هذا الفيلم الوثائقي، في الجوهر، هو إعادة هندسة للسردية المرتبطة بمقتل صالح. لم يعد السؤال عن تفاصيل ما جرى فقط، بل عمّا تعنيه هذه التفاصيل للسياسة اليوم. إذا قُتل صالح وهو يحاول الفرار من صنعاء إلى قريته، ولم يجد في قرى سنحان من ينقذه ، بل وجد كمائن له بالمرصاد في كل شبر من سنحان، ولم يكن يقاتل حتى الموت كما قيل، نخلص مما سبق بإن رمزية الرجل تُعاد تشكيلها، من قائد مقاوم إلى سياسي خاسر. وإذا كان قد طلب من الرياض المساعدة، فإن الرواية السعودية تصبح أكثر صدقية لدى جمهور المؤتمر، وقد تفتح الطريق لإعادة تطبيع العلاقة بين من تبقى من النظام السابق وبين السعودية.
كما أنني أجد رسالة أقوى موجهة لأحمد علي الذي لم يرد له ذكر في الفيلم الوثائقي، وقد ظهر مدين أكثر كارزمية من أخيه الأكبر وأكثر لباقة وشجاعة فهو الذي ظل في كمين يحمي ويدافع عن أبيه الذي يواجه مصير الموت ولم يتبق سواه في الميدان مع ابن ابو شوارب.
نعم ليس غريباً أن يُعاد اليوم استدعاء هذه اللحظة. فالمؤتمر الشعبي يعاني من فراغ قيادي حقيقي، وطارق صالح الذي يبدو الأقدر عسكرياً، لا يزال محسوباً على جناح خارجي تديره أبوظبي أكثر مما تديره الرياض. في المقابل، فإن إظهار شخصيات مثل 'مدين' و'صلاح' في موقع أبناء الوفاء، قد يسمح بتشكيل مركز جديد داخل صنعاء، أقرب إلى التحالف السعودي، وأقل تصادماً مع حسابات المملكة الإقليمية.
ومما سبق فإن الحكاية ليست مجرد رواية عن اللحظات الأخيرة لرئيسٍ مقتول، بل رواية عن دور السعودية في ما بعده. الوثائقي يقول، دون أن يصرّح: إن المملكة لم تكن خصماً لصالح، بل فرصة لم يستطع الوصول إليها. ومع هذه الرسالة، تُفتح من جديد صفحة لم تُطوَ من السياسة اليمنية، تُكتب لا بالحبر وحده، بل بالكاميرا، والمونتاج، وتوقيت البث.
فما وراء أكمة الفيلم، ليس فقط قصة موت، بل مشروع نفوذ، ورسالة مفتوحة إلى من تبقّى من رموز الزعيم، بأن عودتهم إلى المشهد ممكنة، شرط أن تكون من بوابة الرياض، لا من بوابة المقاومة أو الحنين إلى مجد قديم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحرب مستعـرة والإبادة مستمرة
الحرب مستعـرة والإبادة مستمرة

26 سبتمبر نيت

timeمنذ 4 ساعات

  • 26 سبتمبر نيت

الحرب مستعـرة والإبادة مستمرة

في هذا الزمان الكالح، حيث تندثر المعاني بين كذب الأنظمة وخنوع الشعوب المتفرجة، يقف قلب المؤمن مشتعلاً بنار الألم، لكنه موصولٌ بيقينٍ لا يبرد. تحت سماءٍ قاتمة برائحة الدم، وأرضٍ أنهكها الحصار، تُحاصر غزة ليس فقط بقذائف العدو، بل بصمت الجار، وخذلان القريب، وتواطؤ الراكعين لأصنامهم البشرية. لكنّنا _ والله _ نرى ما وراء الدم، ونسمع ما فوق أزيز الطائرات، ونوقن أن لهذا الكون ربًّا لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء. هو الذي له الأمر من قبل ومن بعد، وهو الذي وعد عباده المستضعفين، حيث قال تعالى: { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ فِى ٱلْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَٰرِثِينَ} صدق الله العظيم . في ظل هذا الوضع المأساوي يعلن العدو الصهيوني _كذبا_إدخال شاحنات المساعدات إلى غزة وتأتي الطائرات لتُسقِط "بعض المعلبات". رزمٌ من الطعام تُرمى من علياء الموت، وكأنها تُكفّن المجاعة، لا تُسعفها. علبٌ تُلقى على مخيماتٍ ناحلة، وجراحٍ مفتوحة، وأطفالٍ يشربون الماء من الطين، فيها من الإهانة وإهدار الكرامة والاستهتار بالشعب الفلسطيني ما فيها. ثم تخرج الأبواق المأجورة، من دول الطوق، من عواصم الخنوع، تهلل وتبشّر: "انتهت الأزمة!" "العدو سمح بالمساعدات!" "غزة في خير!" كذبًا وزورًا وتزييفًا لجرحٍ لم يندمل، ومذبحةٍ لم تتوقّف، ومجاعةٍ تزداد عمقًا في أحشاء البسطاء. لكنّا _بحمد الله _لم نكن من أولئك الذين قعدوا على الأرائك، واكتفوا بالدعاء الخافت والقلق المُرتبك. لم نكن ممن مرّت عليهم المجازر كخبرٍ عابر، أو كسطرٍ في صحيفة صفراء. منذ اليوم الأول للعدوان، رفعنا الصوت، وسلكنا درب النصرة، تحرّكنا في كل ميدانٍ أتيح، بالصواريخ والمسيّرات، والمسيرات المليونية والوقفات الاحتجاجية بعد كل جمعة وفي كل مدينة وقرية. ووقفنا بالكلمة، بالصرخة، بالمقاطعة، بجمع تبرّعات، بفضح المتواطئين، فَضْلٌ من الله لا فَضلٌ لأنفسنا. لقد منّ الله علينا بهذا الاصطفاء والاختيار دون باقي شعوب العالم؛ أن لا نكون شهود زور، ولا مجرّد متفرّجين. والله يعلم، كم تساوي كلمةٌ صادقةٌ تُكتب في زمن الخرس، وكم يزن موقفٌ جريءٌ في ميزان الحقّ حين تهوي الأمم في بئر الصمت. وإنّا لنشكر الله، لا لأن البلاء هان، بل لأننا لم نُبتلَ بالصمت والتفرجة، ولا أصابنا العمى عن الموقف العملي الذي يجعلنا نلقى الله بما يبيض وجوهنا يوم العرض عليه. نشكره أن قيض لنا قيادةً مؤمنة وأبقى لنا قلوباً مفعمة بالإيمان، وسلك بنا السبيل إليه في نصرة عباده، نشكره أن جعل لنا ميدانًا نقف فيه، ورمحًا نرفعه في وجه الطغيان. نشكره أن لم يُذهب إيماننا مع طوفان الإعلام، ولم يُجمّد ضمائرنا مع صقيع العجز. أما العدوّ، فإنه يُسقِط القمح، لا حبًا، بل خوفًا. يرتجف من صيحة أحرار العالم، ومن صدى الانتفاضات الشعبية التي توشك أن تُحرّك الحجر في عواصم الخنوع. يرتجف من الصور التي عرّت وجهه أمام العالم، فيريد أن يُرمّم ما لا يُرمَّم، ويجمّل ما لا يُجمَّل. لكنّا نعرفه، ونعرف خُدَعه. ونعرف من أعانه، ومن زيّن له مذبحة الحصار. ونعرف أن العدوّ لا يُملي إرادته على من آمن بالله، ولا يُرهب من جعل موقفه لله وحده. غزة لم تُنقَذ بعد.. ما زالت في مجاعة قاتلة.. وما يُلقى من السماء ليس خلاصًا، بل قيدٌ جديد. غزة تريد كسر الحصار لا تجميل القفص. غزة تريد أن تُفتح لها المعابر لدخول مئات الشاحنات يوميا لا أن يُقذَف لها السُكّر من الجوّ. غزة تريد الحياة، الكاملة، الكريمة، الحرة، التي كتبها الله للمؤمنين. وسينتصر الحقّ، ولو طال الباطل. وسيبقى المؤمن، سيفًا مشهرًا في وجه الزيف، وسيبقى الشكر موصولًا لله أن جعلنا من أهل النصرة، وسيبقى وعد الله هو النور الذي لا يُطفئه الليل، ولا تُخفيه غمامة الأعداء. وما النصر إلا من عند الله. وسينتصر الحق، لا لكثرة عديده وعتاده، بل لأننا نؤمن أن الله لا يُسلم عباده للمجرمين.

شاهد.. الطريق المحفوف بالمخاطر الذي سلكه الرئيس الراحل ' علي صالح' من صنعاء إلى سنحان (تفاصيل)
شاهد.. الطريق المحفوف بالمخاطر الذي سلكه الرئيس الراحل ' علي صالح' من صنعاء إلى سنحان (تفاصيل)

اليمن الآن

timeمنذ 4 ساعات

  • اليمن الآن

شاهد.. الطريق المحفوف بالمخاطر الذي سلكه الرئيس الراحل ' علي صالح' من صنعاء إلى سنحان (تفاصيل)

كشفت شهادات نجل الرئيس اليمني الراحل، علي عبد الله صالح، عن تفاصيل اللحظات الأخيرة التي عاشها والده قبل مقتله، والطريق الذي سلكه في محاولة للفرار من العاصمة صنعاء إلى مسقط رأسه في سنحان بمحافظة صنعاء. وأفادت مصادر مقربة من أسرة "آل عفاش"، في تصريح خاص لـ"المشهد اليمني"، اليوم ، أن الرئيس الراحل كان متحصنًا في قصره الكائن بحي حدة، خلف مركز الكميم التجاري، والمعروف باسم "الثنية". وتبلغ المسافة من القصر إلى قرية بيت الأحمر – مسقط رأسه التي يقع فيها حصن عفاش – نحو 38 كيلومترًا، وتستغرق الرحلة إليها قرابة 45 دقيقة في الظروف العادية. وبحسب المصادر، فإن صالح قاتل بشجاعة داخل قصره، مستخدمًا سلاحه الشخصي من نوع "FN" أمريكي الصنع، برفقة عدد من مقاتلي قوات الحرس الجمهوري. وقد استمر القتال رغم سيطرة قناصة جماعة الحوثي على معظم المباني المرتفعة المحيطة بالقصر، إلا أن ما تُعرف بـ"فرقة الموت الحوثية" وفِرق الهاونات شنت قصفًا مكثفًا بآلاف القذائف على محيط القصر، وأسفرت المواجهات على مقتل وإبادة أربع كتائب حوثية على يد أنصار صالح . وأوضحت المصادر أن تصاعد وتيرة الهجوم دفع صالح إلى إصدار أمر لقائد حراسته آنذاك، العميد طارق محمد عبد الله صالح، بسرعة مغادرة الموقع. وبالفعل، غادر طارق بسيارته عبر شارع "صخر" باتجاه عمارة "لَا إله إلا الله"، بينما تحركت مواكب أخرى نحو الحي السياسي، وشارعي تعز والسبعين . وأضافت المصادر أن الرئيس الراحل غادر مع الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، عارف الزوكا، من جانب جامع الصالح باتجاه حي السبعين، قبل أن يفترقا لاحقًا في حي دار سلم، حيث استقل كل منهما سيارة مدرعة، ترافقهما مركبات أخرى كان على متنها نجلا صالح، "مدين" و"صلاح" . وعند وصول سيارة أولاد الرئيس إلى منطقة بين قريتي "سيان" و"شيعان"، تعرض الموكب لكمين نصبه عناصر موالية للحوثيين من أبناء سنحان، يقودهم شخص يُدعى "أبو حيدر"، ومعه آخر من صعدة يُعرف بـ"المسؤول الثقافي"، حيث تم الاعتداء على مدين وصلاح بأعقاب البنادق، وأصيب مدين بضربة في فمه حتى سال الدم من فمه . أما سيارة صالح والزوكا، فقد تم إعطابها في قرية "الجحشي" بصاروخ من نوع "آر بي جي"، ما أدى إلى توقفها، ثم اقتحمتها مجاميع من أبناء القرى المجاورة، خاصة من "مسعود" – وهي قرية شيعية معروفة بأنها كانت موطنًا للدراسة الدينية لبدر الدين الحوثي في ثمانينيات القرن الماضي – بالإضافة إلى عناصر من "مقولة" و"سيان"، تحت قيادة العقيد "القوبري"، وهو ضابط سابق في قوات الحرس الجمهوري. وكشفت المصادر أن خيانة بعض ضباط الحرس الجمهوري، الذين أوقفوا هواتفهم ولم يقدموا الحماية اللازمة لصالح، كانت سببًا رئيسيًا في سقوطه. وقد قام هؤلاء بتسليم كميات كبيرة من الأسلحة لجماعة الحوثي، بلغ عددها أكثر من 12 ألف قطعة، كان يُفترض توزيعها على أبناء القبائل الذين أبدوا استعدادًا للقتال إلى جانب الرئيس الراحل، إلا أنهم تُركوا دون سلاح.

خواطر ومحطات حول الوحدة اليمنية (الحلقة رقم 48)
خواطر ومحطات حول الوحدة اليمنية (الحلقة رقم 48)

26 سبتمبر نيت

timeمنذ 4 ساعات

  • 26 سبتمبر نيت

خواطر ومحطات حول الوحدة اليمنية (الحلقة رقم 48)

ملاحظة: الصراعات السياسية والعسكرية والحروب الأهلية ما منها إلا الموت والدمار فالحروب الأهلية كما أسلفت سابقاً لا يوجد فيها منتصر، المنتصر خاسر وتجاربنا في اليمن تؤكد ذلك. شعوب كثيرة سوداء وبيضاء وصفراء جربت الصراعات مرة واحدة وعادت إلى جادة الصواب أما نحن اليمنيون فإن صراعاتنا لم تنته بعد من تاريخ موغل في القدم، تاريخ ما قبل الميلاد إلى اليوم الله أعلم متى نخترج؟؟؟ عودة إلى الموضع موضوع آخر محطة جادة قبل الوحدة اليمنية والفترة الممتدة من 30 نوفمبر من عام 1989م إلى 21 مايو من عام1990م أما بعد 22مايو عام 1990م فنستطيع تسميتها بمنعطفات وأحداث وكوابح وتسميات أخرى حلوة ومرة . في 30 نوفمبر من عام 1989م بدأ تنقل المواطنين بين الشطرين بالبطاقة الشخصية أو العسكرية أو الجواز وكانت الفرحة كبرى للتنقل بين مناطق الشطرين بحرية بعد سنين طويلة من القطيعة وقد أهتم بهذا التنقل أكثر من غيرهم المعارضين لسلطة الشمال القاطنين في الجنوب وكذلك المعارضين لسلطة الجنوب القاطنين في الشمال جميعهم أفرحتهم جداً هذه الخطوة التاريخية التي مكنتهم من زيارة أهلهم وذويهم في الشطرين ومعظم المعارضين كان لهم انطباعات بائنة حول التغييرات التي حصلت في مناطقهم أثناء غيابهم بل ولهم حكايات وروايات واقعية عرفتها آنذاك مما سمعت أو مما عرفت بشكل مباشر شفهياً من أصحابها وصعب الآن أدونها بأسماء أصحابها لسببين السبب الأول أنني لم أعد أعرف عناوين وتلفونات أصحابها بعد مرر سنوات طويلة لغرض الاستئذان منهم بتدوين حكاياتهم ورواياتهم وهي واقعية ولو أدونها هنا قد يكونوا غير موافقين ، السبب الثاني استأذن إدارة الصحيفة واستميح القراء عذراً بأن اكتفي بحكاية شخصين فقط لا غير وهي علي النحو التالي: الشخص الأول: أنا أحمد مسعد علي القردعي المولود بتاريخ 6 يناير من عام 1960م أنتمي جغرافياً إلى الشطر الشمالي من الوطن لكنني درست وعملت في الشطر الجنوبي ومعارض لسلطة الشمال واسميها سلطة رجعية وهي رجعية فعلاً. الشخص الثاني: راجح عوض راجح اليافعي المولود بتاريخ 15 مارس من عام 1959م ينتمي جغرافياً إلى الشطر الجنوبي من الوطن لكنه درس الكلية الحربية وعمل وسكن في الشطر الشمالي من الوطن ومعارض لسلطة ونظام الشطر الجنوبي وكان يُسميه النظام الشيوعي حسب تعبيره لكن لا هو شيوعي ولا اشتراكي إنه نظام توجه اشتراكي، الأخ راجح اليافعي هو صديق عزيز لي وعلي تعرفت عليه عام 1972م وكنت آنذاك أدرس في مدرسة النجمة الحمراء في منطقة العند التابعة للمحافظة الثانية محافظة لحج حالياً وهو كان يدرس في مدنية الحوطة عاصمة المحافظة الثانية محافظة لحج حاليا وقد سافر إلى صنعاء عام 1978م ليلتحق بوالده وأخوه الكبير وهم من عناصر المعارضة في الجنوب من عام 1970م وهما أعضاء في جبهة التحرير أي أن أفكار صديقي راجح يمينية وأفكاري يسارية ومع ذلك فإن صداقتنا عميقة ومستمرة من عام 1972م إلى اليوم أي 53عاماً أما الاختلاف السياسي والفكري بيننا فلن يفسد للود قضية. ملاحظة: استأذنت من الأخ راجح اليافعي بنشر بعض آراءه ومواقفه حول الوحدة وغيرها في هذه الصحيفة لهذا العدد وأعداد قادمة فوافق دون تردد قائلاً :" ولا بد من تدوين حقائق التاريخ" عودة إلى الموضوع: إن المحطة الجادة من محطات الوحدة اليمنية هي الفترة من 30 نوفمبر من عام 1989م إلى 21مايو من عام 1990م والمتمثلة في إجراء حرية التنقل بين الشطرين بالبطاقة الشخصية حيث شعر المواطنون وأحسوا بأنهم شعب واحد في دولتين أما الآن كلك نظر ،إن خطوة أو محطة إجراء تنقل المواطنين اليمنيين بين مناطق اليمن بدون قيود تعتبر خطوة رائعة رسخت الألفة والود بين أبناء الوطن الواحد شمالاً وجنوباً كما أنها مكنت المواطنين من تلمس الأحوال كما هي على الطبيعة وجها لوجه واختبار إيجابيات وسلبيات كل شطر بدون تصنع أو تهوين أو تهويل. هامش: مدرسة النجمة الحمراء : هي أول مكون وحدوي تكونت عام 1970م كان نصف طلابها تقريباً من الشطر الجنوبي والنصف الآخر تقريباً من الشطر الشمالي من الوطن، كان يُدرس فيها المنهج التربوي المعتاد إضافة إلى دروس وتدريبات عسكرية وكان لها مديران مدير للجانب التربوي ومدير للجانب العسكري لقد كانت طوال عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي المدرسة النموذجية بمعنى الكلمة ومن ينكر ذلك فإنه مصاب بعمى الألوان لا يرى غير الأسود منها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store