
وزارة العدل الأميركية تقيل 20 موظفاً عملوا على تحقيقات ضد ترمب
وقال موقع "أكسيوس"، الأحد، إن هذه الإقالات تأتي ضمن "حملة تطهير واسعة"، تهدف إلى إبعاد المحامين والموظفين في وزارة العدل الذين شاركوا في التحقيقات ضد ترمب، والتي قادها المحقق الخاص جاك سميث، على خلفية أحداث 6 يناير واحتفاظه غير المشروع بوثائق سرية.
وبذلك، يرتفع عدد الإقالات المرتبطة بتحقيقات سميث إلى نحو 35 موظفاً. وقد يواجه نحو 15 موظفاً آخرين خطر الإقالة.
وكانت وكالة "رويترز" قد أفادت، مساء الجمعة، بإقالة تسعة موظفين، إلا أن مصادر "أكسيوس" قالت إن العدد بلغ 20 موظفاً، وأن ما يصل إلى 37 شخصاً قد يُفصلون في نهاية المطاف من مكاتب الوزارة في واشنطن وفيرجينيا وفلوريدا ومناطق أخرى في أنحاء البلاد.
وقال مسؤول بوزارة العدل إن قائمة الموظفين الـ20 الذين أُقيلوا الجمعة، شملت محامين وموظفي دعم وعناصر من خدمة المارشالات الأميركية، مشيراً إلى أن بعضهم "تطوع للمشاركة في التحقيق مع ترمب أو مقاضاته".
وقبل تولي بوندي منصبها، كانت الوزارة قد فصلت 14 مسؤولاً آخرين على صلة بتحقيقات سميث.
تحقيق داخلي
وتم تحديد هؤلاء الموظفين في إطار تحقيق داخلي أجراه فريق العمل الذي أنشأته بوندي بعد وقت قصير من توليها المنصب، وذلك في إطار مساعٍ لـ"تطهير الوزارة من خصوم ترمب السياسيين المتجذرين داخلها".
ولم يتضح بعد عدد الموظفين المتبقين، الذين يتراوح عددهم بين 15 و17 موظفاً، ممن ستشملهم قرارات الفصل ضمن فريق بوندي.
وقال مسؤول في الإدارة الأميركية: "نقوم حالياً بالمراجعة والتدقيق"، مضيفاً: "بعض هؤلاء الموظفين كانوا متجذرين بعمق داخل الوزارة، ونحن بصدد اكتشافهم واتخاذ القرار بشأنهم"، وفق قوله.
خلاف بشأن إبستين
وكانت بوندي قد خططت في البداية لتنفيذ قرارات الإقالة قبل أيام، ولكن تم تأجيلها بينما كانت إدارة ترمب تتعامل مع التداعيات الداخلية لإعلانها أن رجل الأعمال سيء السمعة جيفري إبستين لم يكن يمتلك "قائمة عملاء من المشاهير"، وأن وفاته داخل زنزانته في سجن بمدينة نيويورك عام 2019 كانت انتحاراً وليست جريمة قتل.
وأثار إعلان إبستين صدمة لدى العديد من المؤثرين في أوساط حركة "اجعلوا أميركا عظيمة مجدداً - ماجا" (MAGA)، الذين يرون أن هناك الكثير من التفاصيل التي لم تُكشف بعد بشأن وفاة الممول المتهم بالاتجار الجنسي، وكانوا يتوقعون أن يفي ترمب وبوندي بوعودهما بكشف أسرار فاضحة من ملفات الحكومة المتعلقة بإبستين.
وأدى ذلك أيضاً إلى اندلاع خلاف، الأربعاء الماضي، بين بوندي ونائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) دان بونجينو، الذي كان قد روج لنظريات مؤامرة حول إبستين قبل انضمامه إلى المكتب، وأعرب عن استيائه من الطريقة التي تعاملت بها بوندي مع إعلان إبستين.
وقالت مصادر إن نائب وزيرة العدل تود بلانش لعب دوراً أساسياً في البداية في إبطاء قرارات الفصل، إذ أراد التأكد من أن الوزارة ستقيل فقط الموظفين غير المنسجمين مع توجهات إدارة ترمب.
وأثارت قرارات بوندي السابقة بفصل مدعين عامين وموظفي بالوزارة جدلاً واسعاً. وقبل توليها المنصب، توقع منتقدوها أن تكون "ذراع ترمب" داخل وزارة العدل.
ودافعت بوندي عن قراراتها بالقول إنها تقيل مدعين اتسم أداؤهم بـ"طابع سياسي مفرط"، في ملاحقتهم لترمب، الخصم الرئيسي للرئيس آنذاك جو بايدن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
الكرملين: خطة أمريكا لتسليح أوكرانيا «تجارة»
أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يخطط لإجراء مكالمة مع نظيره الأمريكي دونالد ترمب في المستقبل القريب، ووصف «خطة ترمب» بشأن نقل أسلحة إلى أوكرانيا عبر حلفاء الناتو، بأنها «تجارة»، مؤكداً أن شحنات الأسلحة الأمريكية إلى كييف لم تتوقف في السابق، لكن الأمر الآن يتعلق بمن يدفع ثمنها. وكان الرئيس ترمب أعلن خطة جديدة تقضي بقيام حلفاء أوروبيين بشراء معدات عسكرية أمريكية بمليارات الدولارات، ونقلها إلى أوكرانيا، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرات كييف الدفاعية في مواجهة الهجمات الروسية. وأفاد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، بأن موسكو تتابع عن كثب جميع التصريحات حول إمدادات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا وهو موضوع يتصدر الأجندة، وقال: من الصعب جداً تحديد ما يجري مع الأوروبيين الآن، الموضوع، بالطبع، على رأس جدول الأعمال. ونحن نراقب عن كثب جميع مصادر المعلومات الرئيسية. وأعرب عن أمله أن يظهر الأوروبيون حساً سليماً بعدم تسليم بعض الأسلحة لكييف، واعتبر أن أوروبا تنفق أموالاً هائلة لمواصلة الحرب في أوكرانيا. وأكد الكرملين أن جميع بنود العقيدة النووية الروسية، سارية المفعول، بما فيها مسؤولية الدول النووية عن تحريض الدول غير النووية. وأكد المتحدث أن أوروبا تُظهر موقفاً عسكرياً «جامحاً تماماً» تجاه روسيا، بعدما أعلنت نيتها «إنفاق مبالغ طائلة على شراء الأسلحة بهدف تصعيد الحرب»، ولفت إلى أن ألمانيا أظهرت «بعض بقايا المنطق» بشأن مسألة تسليم صواريخ توروس إلى أوكرانيا. وقال للصحفيين: «صدرت تصريحات متناقضة من ألمانيا، ولكن فيما يتعلق بصواريخ توروس سيئة السمعة، يبدو أن البعض يقولون حالياً إن صواريخ توروس لن تُسلم». وأضاف بيسكوف أن روسيا تنطلق من حقيقة أنه لا يوجد حديث حتى الآن عن إرسال الولايات المتحدة صواريخ بعيدة المدى إلى كييف، على حد فهمنا، كانت هناك تصريحات للرئيس ترمب مفادها أنه لا يوجد حديث عن مثل هذه التسليمات في الخطة الأمريكية. وألمح المتحدث إلى وجود خلاف أوروبي بشأن من سيدفع ثمن إمدادات الأسلحة لأوكرانيا. وترى روسيا أن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، تعيق التسوية، وتُورط دول الناتو بشكل مباشر في النزاع. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اعتبر أن أي شحنات تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستكون هدفاً مشروعاً لروسيا. أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ ساعة واحدة
- الاقتصادية
من هو كيفن هاسيت الأوفر حظا لخلافة جيروم باول على رأس الفيدرالي ؟
يتصدر كيفن هاسيت، أحد أقدم المساعدين للشؤون الاقتصادية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، قائمة المرشحين الأوفر حظاً لخلافة جيروم باول في رئاسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي العام المقبل، وفقاً لأشخاص مطلعين على العملية. يُعد هاسيت، الذي يشغل حالياً منصب مدير المجلس الاقتصادي الوطني، إلى جانب كيفن وورش، من أبرز المرشحين في سباق يشبه برنامج "ذا أبرنتس"، لكن هذه المرة يديره ترمب بنفسه من داخل البيت الأبيض. أيضاً يقدم وزير الخزانة سكوت بيسنت المشورة في عملية الاختيار -لكنه قد يحصل على المنصب إن لم ينجح المرشحون الآخرون في إقناع ترمب- بينما يبقى كريستوفر والر، المحافظ في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الحصان الأسود في السباق ليكون الفائز غير المتوقع بالمنصب، بحسب أشخاص مطلعين على النقاشات. استقلالية الاحتياطي الفيدرالي رفع ترمب من أهمية ملف خلافة باول من خلال هجماته المتكررة عليه بسبب إبقائه أسعار الفائدة مرتفعة جداً، وأشار إلى أنه سيختار رئيساً لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يرغب في خفضها. أثار هذا الموقف قلق المستثمرين من تآكل استقلالية البنك المركزي عن الضغوط السياسية، بينما تُعد الاستقلالية عنصراً أساسياً في قدرته على مكافحة التضخم في الولايات المتحدة ودعم قوة الدولار الأميركي. ردد هاسيت انتقادات ترمب الموجهة للبنك المركزي الأميركي. وفي مقابلة على قناة "فوكس بزنس" الشهر الجاري، أشار إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جهة مستقلة، لكنه أضاف أن قراره بخفض أسعار الفائدة قبل انتخابات العام الماضي ثم تثبيتها لاحقاً بحجة مخاطر التضخم المرتبطة بالرسوم الجمركية، جعله يستحق انتقادات الرئيس. تابع هاسيت: "أعتقد أن ذلك يثير شبهة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لم يعد يتصرف كجهة غير حزبية أو مستقلة". من هو كيفن هاسيت ؟ كان يُنظر إلى هاسيت سابقاً كخبير اقتصادي محافظ معتدل، متوافق مع سياسيين مثل ميت رومني. لكنه أصبح ضمن دائرة ترمب منذ ما يقارب 10 سنوات. واتبع في إدارته للمجلس الاقتصادي الوطني نهجاً مختلفاً عن سلفه غاري كون، الذي حاول كبح نزعات ترمب بشأن الرسوم الجمركية، والذي لم يبق طويلاً في منصبه. أما هاسيت، فقد انخرط كلياً في نهج "اجعل أميركا عظيمة مجدداً"، وراح يكرس مواقف ترمب بشأن التجارة والضرائب والتضخم في الولايات المتحدة وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، خلال ظهوره المتكرر على شاشات التلفزيون. وفقاً لستيفن مايرو، مدير شركة الأبحاث "بيكون بوليسي أدفايزرز" (Beacon Policy Advisers) في واشنطن، فإن هذا ما يتطلبه البقاء ضمن عالم ترمب. أضاف مايرو: "أي شخص بقي طوال هذه المدة إلى جانب ترمب، فهو لا يأتي بأيديولوجيا يسعى لفرضها، فهو ليس موجوداً لخدمة مدرسة فكرية في السياسة النقدية، بل موجود لخدمة ترمب". يبقى السؤال المطروح هو كيف سينعكس هذا المبدأ في الخدمة على منصب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والذي يُفترض أن يكون بعيداً عن الأولويات السياسية للإدارة الأميركية؟ هذا السؤال يساوي مليارات الدولارات. إذ يرى خبراء الاقتصاد أن البنوك المركزية المستقلة قادرة أكثر على كبح التضخم، وبالتالي فإن اختيار رئيس لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يُنظر إليه كخاضع لإرادة البيت الأبيض قد يؤدي إلى اهتزاز أسواق السندات الأميركية. كما أن تهديدات ترمب المتكررة بإقالة باول زادت من المخاوف المالية التي فجرتها حربه التجارية. في المقابل، يرى ترمب أن معدلات الفائدة المرتفعة تكلف الولايات المتحدة الأميركية مئات المليارات سنوياً على شكل مدفوعات الفوائد على الدين العام. عملية اختيار خليفة باول أكد بيسنت، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" أمس، أن عملية اختيار خليفة باول قد انطلقت رسمياً. ويشارك في هذا المسار إلى جانب وزير الخزانة الأميركية، عدد محدود من كبار المساعدين، من بينهم سوزي وايلز، رئيسة موظفي البيت الأبيض، التي تلعب دوراً حاسماً في قرارات تعيين الشخصيات البارزة، وتتمتع بخبرة سياسية واسعة تسهم في ضمان أن يكون الاقتصاد الأميركي في وضع قوي بحلول انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي العام المقبل. يؤكد حلفاء ترمب أن الرئيس منخرط بعمق في قرار الاختيار. وتوقع أحد المستشارين أن تسير مقابلات الترشيح بسرعة، نظراً إلى أن ترمب يتصرف عادة فور ترسخ فكرة ما في ذهنه. فيما أفاد البعض بأن هاسيت يعبر في أحاديثه الخاصة داخل الإدارة وخارجها عن رغبة شديدة في الحصول على المنصب، رغم أنه يراوغ حين يُسأل عن ذلك على شاشات التلفزيون، ولم يرد هاسيت على طلبات التعليق في هذا الشأن. أما ترمب، فقد سُئل من قبل الصحفيين أمس عما إذا كان بيسنت هو المرشح الأول لرئاسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، فأجاب أنه "أحد الخيارات"، وأشاد بأداء وزير الخزانة قائلاً إنه "يقوم بعمل ممتاز". قال المتحدث باسم البيت الأبيض، كوش ديساي: "بعد أن تجاوزنا بشكل حاسم أزمة التضخم التي تسبب بها الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، فإن الرئيس ترمب يؤكد على ضرورة أن تكون السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي منسجمة مع أجندة النمو التي تتبناها الإدارة. وسيواصل الرئيس ترشيح أكثر الأشخاص المؤهلين لخدمة الشعب الأميركي على أكمل وجه". أفضيلة هاسيت بين المرشحين يتمتع هاسيت بميزة قربه اليومي من الرئيس، إذ يملك مكتباً في الجناح الغربي للبيت الأبيض. أما وورش، فيتنقل بين معهد "هوفر" في كاليفورنيا ومدينة نيويورك. وكان ترمب قد قابل وورش -قد شغل سابقاً منصب محافظ في الفيدرالي- عام 2017 ضمن مرشحين لرئاسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، لكنه اختار في النهاية باول، لأنه رأى أن أفكار وورش متشددة للغاية وأن مظهره لا يوحي بالنضج الكافي. سبق لهاسيت أن ترأس مجلس المستشارين الاقتصاديين خلال الولاية الأولى لترمب. وتضمنت مسيرته السابقة العمل كخبير اقتصادي في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وكمدير أبحاث في معهد "أميركان إنتربرايز" (American Enterprise Institute). يُعرف هاسيت بخبرته في قضايا الضرائب، وألف العديد من الكتب في هذا المجال. لكن كتابه الأشهر -وربما الأكثر إثارة للجدل- كان بعنوان "مؤشر داو عند 36 ألف نقطة"، الذي توقع فيه قفزة كبيرة في سوق الأسهم الأميركية، ونُشر قبيل انفجار فقاعة شركات الإنترنت. لم يصل مؤشر "داو" إلى هذا المستوى إلا بعد أكثر من عقدين. وخلال فترة ابتعاد ترمب عن السلطة بين ولايتيه، حين أقام في فلوريدا، كان هاسيت -الذي عمل حينها مع صندوق الاستثمار "أفينتيتي بارتنرز" (Affinity Partners) التابع لجاريد كوشنر– يلتقي بترمب باستمرار لمناقشة الأفكار الاقتصادية. يقول أحد أصدقاء هاسيت القدامى إن كلا الرجلين يتشاركان رؤية متشابهة للعالم، ويميلان إلى تراكم الضغائن تجاه من يعتقدان أنهم أساؤوا إليهما. هجوم ترمب على باول أعرب ترمب مراراً عن تذمره من باول منذ تعيينه في رئاسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. تصاعدت تلك الشكاوى في الولاية الثانية، إذ أطلق عليه لقب "متأخر للغاية" ولم يتردد في استخدام عبارات أكثر حدة. حافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بقيادة باول على ثبات أسعار الفائدة العام الجاري، بعد أن خفضها نقطة مئوية كاملة خلال الأشهر الأخيرة من 2024. يؤكد صناع السياسة النقدية أن لا حاجة للاستعجال في مزيد من الخفض، مستندين إلى قوة النمو الاقتصادي وسوق العمل، بالإضافة إلى الحاجة لوقت أطول لرصد تأثير الرسوم الجمركية على التضخم في الولايات المتحدة، وهو تأثير يتوقعه معظم الخبراء الاقتصاديين. حتى الآن، لم تشهد أسعار المستهلكين زيادات واضحة بسبب الرسوم، رغم أن أرقام يونيو -التي نُشرت أمس- أظهرت مؤشرات على أن الشركات بدأت في تحميل التكاليف المرتبطة بالتجارة إلى المستهلكين. عزز هذا الأمر التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيُبقي على أسعار الفائدة دون تغيير مجدداً في اجتماعه المقبل في 29-30 يوليو الحالي. تظل الأسواق تتوقع خفضين للفائدة بحلول نهاية العام الجاري. هل يستقيل جيروم باول؟ مع انتقاد ترمب المتكرر لبنك الاحتياطي الفيدرالي باعتباره "متأخراً"، اتهم هاسيت البنك المركزي الأميركي في مقابلته على "فوكس" بأنه "متخلف عن الركب" مقارنة بما تقوم به البنوك المركزية الأخرى. كما انضم إلى مساعدي ترمب الآخرين وعدد من المشرعين الجمهوريين في التعبير عن قلقهم من التكاليف المتزايدة لتجديد مقر الفيدرالي، والتي تحولت إلى وسيلة جديدة يستخدمها ترمب لمهاجمة باول. ومن بين الأهداف المحتملة لهذا الضغط، دفع باول إلى مغادرة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بالكامل عند انتهاء ولايته كرئيس للبنك في مايو المقبل، بدلاً من البقاء في منصب المحافظ، الذي تنتهي ولايته فيه خلال 2028. وتستند حجة الإدارة إلى ضرورة أن يتمكن مرشح ترمب –سواء كان هاسيت أو غيره– من تولي المنصب من دون عراقيل. قال بيسنت في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ": "من المعتاد أن يستقيل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي من منصب المحافظ أيضاً. دار حديث كثير عن احتمال حدوث ارتباك في الأسواق في حال وجود رئيس ظل للبنك الفيدرالي قبل إعلان تعيين رسمي، وأستطيع أن أقول إن بقاء رئيس سابق للبنك كعضو في مجلس الإدارة سيكون مربكاً جداً للسوق".


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
صدع جيفري إبستين... هل يخاطر ترمب بخسارة "ماغا"؟
تصاعدت الاحتجاجات خلال الأيام الأخيرة على تعامل إدارة ترمب مع ملفات جيفري إبستين، الممول المتوفى الذي دين بالاتجار بالجنس بفتيات قاصرات، لكن الغريب في الأمر هو انتقاد كبار قادة حركة "ماغا" للبيت الأبيض، وهجومهم على المدعية العامة للرئيس الأميركي بام بوندي لرفضها الإفصاح عن المعلومات حول تحقيق يتعلق بالمرتبطين المحتملين بإبستين، وطرحهم تساؤلات حول سبب عدم انسجام الرئيس مع قاعدته الشعبية في قضايا أخرى مثل مواصلة إرسال أسلحة أميركية إلى أوكرانيا، واحتمال تجنب شرطة الهجرة مداهمة المهاجرين غير الشرعيين في بعض قطاعات الاقتصاد، مما جعل ترمب وإدارته في مرمى النيران، وصعود تحذيرات من خطر خسارة 10 في المئة من حركة "ماغا"، مما يعني خسارة الانتخابات النصفية العام المقبل، وربما خسارة الانتخابات الرئاسية التالية، فما أسباب اتهام ترمب بأنه أصبح دولة عميقة؟ ولماذا يخاطر بخسارة قاعدته الشعبية في "ماغا"؟ قائمة إبستين على مدى الأيام القليلة الماضية، تحول قادة قاعدة ترمب الشعبية في حركة "ماغا" (لنجعل أميركا عظيمة مجدداً) ضد مواقف إدارة الرئيس التي تفجرت بسبب نفي المدعية العامة بام بوندي وجود قائمة عملاء لرجال نافذين يزعم مشاركتهم في مخططات جيفري إبستين. فعلى مدى سنوات، دعا كثير من اليمين، بمن فيهم بعض الأشخاص الذين يعملون الآن في إدارة ترمب، إلى الكشف عن جميع الوثائق الحكومية المتعلقة بإبستين الذي توفي بصورة مفاجئة أثناء احتجازه عام 2019، وقرر الطبيب الشرعي أنه انتحر وسط شكوك متزايدة ونظريات مؤامرة تحدثت عن قتله، بخاصة بعد أن ذكر موقع "وايرد" أن تسجيلات كاميرات المراقبة بالقرب من زنزانة إبستين في الليلة التي سبقت العثور عليه ميتاً خضعت للتعديل. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ولأن أنصار الرئيس، الذين يغذون حركة "ماغا"، ظلوا مهووسين بقضية إبستين لسنوات، اعتقاداً منهم بأن قائمة عملائه تضم شخصيات يسارية نافذة، وطالبوا بمعرفة جميع التفاصيل التي ربما تخفيها السلطات، مما دفع ترمب إلى التعهد خلال حملته الانتخابية بالنظر في رفع السرية عن ملفات إبستين، وتأييد كاش باتيل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي ذلك، ثم إعلان المدعية العامة بام بوندي على قناة "فوكس نيوز" في فبراير (شباط) الماضي أن القائمة على مكتبها للمراجعة، شعر قادة وأعضاء حركة "ماغا" بالخيانة مع إصدار بوندي مذكرة تفيد بأن مراجعة وزارة العدل لم تكشف عن أية قائمة عملاء لرجال نافذين يزعم مشاركتهم في مخططات إبستين، وأن الرجل انتحر بالفعل، مما جعلهم يطالبون بإقالتها من منصبها، ولم يسهم دفاع ترمب عن بوندي ومحاولاته لحث مؤيديه على تجاوز هذه القضية في تهدئة الغضب. نقطة تحول في تجمع لأعضاء "نقطة تحول"، التي تضم مؤيدي ترمب من الشباب والطلاب المحافظين المتدينين، الذين يضعون استراتيجيات لتعزيز حركة "ماغا"، حذر قادة الحركة البيت الأبيض من الغضب المثار في شأن تحقيق جيفري إبستين وقضايا أخرى، ووجهوا انتقادات من فوق المنصة وعلى حساباتهم الواسعة النطاق على مواقع التواصل، مهاجمين ليس فقط بام بوندي، بل وطرحوا تساؤلات حول سبب عدم انسجام الرئيس مع قاعدته الشعبية، كما انضم إليهم مقدمو برامج في قناة ترمب المفضلة "فوكس نيوز"، الذين طالبوا البيت الأبيض بتقديم إجابات موضوعية حول أسئلة مشروعة. لكن ترمب لم ينح نفسه جانباً، بل ضاعف دعمه لبوندي، وأصدر توبيخاً نادراً لقاعدته، داعياً إياهم إلى التوقف عن طرح الأسئلة حول نظرية المؤامرة التي يراها كثيرون في حركة "ماغا" أساسية للكشف عما يعدونه "الدولة العميقة" من أجل تحقيق الشفافية في واشنطن، ولم يؤد تحديه إلا إلى تأجيج غضب بعض أشد مؤيدي ترمب ولاء، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان هذا الانقسام سيلحق ضرراً دائماً بائتلاف ترمب، بخاصة أن بعضاً من أشد مؤيدي ترمب إخلاصاً أصبحوا أيضاً أكثر قلقاً إزاء قرار البيت الأبيض مواصلة إرسال الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا، كما يشعرون بخيبة أمل من احتمال تجنب شرطة الحدود والهجرة المعروفة باسم (آيس) مداهمة المهاجرين غير الشرعيين في قطاعي الزراعة والضيافة الفندقية، التي تعد حيوية لنشاط الاقتصاد الأميركي. ضرر قريب يحذر كثير من القادة المؤثرين في حركة "ماغا" من تداعيات خطرة إذا استمر الرئيس ترمب في تجاهل ما تريده الحركة من سياسات تعهد بها من قبل، فقد حذر تشارلي كيرك مؤسس "نقطة تحول الولايات المتحدة" البالغ من العمر 31 سنة، من أن مؤيدي ترمب من الشباب منزعجون بصورة خاصة مما يرونه نقصاً في الشفافية حيال إبستين لأن ثقتهم بالحكومة معدومة، والسبب الوحيد الذي منعهم من التدخل هو ترمب نفسه، لكنه وصف الشباب الذين صوتوا لترمب بأنهم أصبحوا فتياناً ضائعين وأكثر عرضة للانفصال السياسي إلى اليسار، وربما يصبحون في أسوأ الأحوال أعضاء منتمين لحركة ممداني، في إشارة إلى زهران ممداني المرشح الاشتراكي الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك، وذلك بسبب السخرية الجماعية منهم على مواقع التواصل الاجتماعي. وعلى رغم أن أبيغيل جاكسون المتحدثة باسم البيت الأبيض حاولت التخفيف من وطأة الانتقادات عبر التأكيد أن ترمب يفي بوعوده لقاعدته، ولن يكف أبداً عن الاستماع إلى أصوات أقرب حلفائه، وأن الحزب الجمهوري في عهده أكثر توحداً من أي وقت مضى، فإن احتمالية تنفير البيت الأبيض لشرائح رئيسة من الحركة التي أعادت ترمب لواشنطن كانت موضوعاً ثابتاً في خطابات بعض أكبر المعلقين في سياسات "ماغا". على سبيل المثال، أمضت ميغين كيلي مقدمة البرامج المحافظة التي عملت سابقاً في قناة "فوكس نيوز"، أكثر من نصف ساعة في انتقاد بوندي، وحذرت من أن هذا الأمر قد يكلف ترمب خسارة كبيرة في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي، كذلك توقع المستشار الكبير السابق للبيت الأبيض ستيفن بانون، خسارة "ماغا" 10 في المئة من مؤيديها، مما يعني خسارة 40 مقعداً في انتخابات الكونغرس عام 2026، وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى خسارة مقعد الرئاسة في انتخابات 2028 من دون أن يسرقها الديمقراطيون، على حد قوله. استياء متصاعد لم تكن الضجة المحيطة بإبستين سوى أحدث حلقة في سلسلة من المخاوف المتصاعدة حول ترمب من مجموعة من الشخصيات النافذة في "ماغا" والحزب الجمهوري، في شأن سلسلة واسعة من القضايا. بالنسبة إلى تاكر كارلسون، مقدم البرامج السابق في "فوكس نيوز"، الذي يبث برامجه ولقاءاته الآن على منصة "إكس"، كان السبب قصف إيران الذي عارضه على اعتبار أنه يورط أميركا في صراعات خارجية. وبالنسبة إلى لورا لومر، وهي من رائدات نظريات المؤامرة اللاتي ينصت إليهن ترمب، كان السبب قبول الرئيس الأميركي طائرة فاخرة من قطر. أما بالنسبة إلى بن شابيرو، وهو مذيع "بودكاست" شهير مؤيد لترمب، فكان السبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب عالمياً. ولجو روغان، وهو مذيع "بودكاست" يتمتع بشعبية واسعة، كان السبب مداهمات دائرة الهجرة والجمارك التي تستهدف العمال المهاجرين الذين ليس لديهم سجل إجرامي. ولإيلون ماسك، أغنى رجل في العالم الذي ترك منصبه أخيراً في واشنطن كموظف حكومي خاص في إدارة الكفاءة الحكومية، فإن السبب يعود لمشروع القانون الكبير الجميل المتعلق بالإنفاق الحكومي والضرائب. وعلى رغم أن معظم الشخصيات الإعلامية اليمينية البارزة امتنعت في سياق حديثها عن ملف إبستين عن مهاجمة ترمب مباشرة، وركزت غضبها بدلاً من ذلك على بوندي أو شخصيات أخرى في الإدارة، فإنه مع استمرار تنامي الاستياء في هذه المجتمعات التي تشعر بالخيانة من ترمب، فقد يتغير هذا الوضع. تمثل إحباطات هؤلاء جزءاً من استياء أوسع نطاقاً في عالم حركة "ماغا" من سياسات الرجل الذي أسسها، لهذا يعدونها لحظة حاسمة للحركة التي ظلت على مدى العقد الماضي منسجمة إلى حد كبير، وهي الآن تختبر مدى استعدادها للانفصال عن ترمب، وما إذا كان بإمكان أي شخص آخر غيره تحديد مسارها. يرى كبير الباحثين في مجموعة "ميديا ماترز فور أميركا"، وهي مجموعة مراقبة إعلامية، ماثيو غيرتز أن الخطر على ترمب يكمن في أن تبدأ القاعدة الشعبية، التي تنفق الأموال على الاشتراكات والتبرعات وتشاهد مقاطع فيديو "يوتيوب" وتستمع إلى "البودكاست"، في مطالبة طبقة المؤثرين بشيء مختلف بما يكفي لتغيير الحسابات لصالح عدد من الشخصيات الأكثر نفوذاً في الحركة، إذ سيتعين على طبقة المؤثرين التكيف مع ما قد يمثل نموذجاً جديداً في طريقة عمل وسائل الإعلام السياسية اليمينية، لكن بينما لا يبدو أن الحركة وصلت إلى هذه المرحلة بعد، فإنه إذا تحول هذا الوضع يوماً ما، يتوقع غيرتز أن يحدث ذلك بسرعة كبيرة. تهديد وجودي إضافة إلى ذلك، توقع الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" ديفيد فرينش انهيار حركة "ماغا" بعد رحيل ترمب، مشيراً إلى أنها قد تتفكك لأن وجودها بحد ذاته مبني على سلسلة من الادعاءات الخيالية حول أميركا والحكومة الفيدرالية، وهذا يعني أن مؤثري الحركة يخدعون أنفسهم والجمهور اليميني باستمرار، مما يجعلها منظومة تعمل في حال أزمة دائمة وتحت شعور طاغ بالمظالم، ونظراً إلى أن مؤيدي "ماغا" مقتنعون تماماً بأن أسوأ القصص المحتملة هي حقيقة واقعة، فسيهاجمون أي شخص غير دونالد ترمب يجرؤ على إخبارهم الحقيقة. وبحسب فرينش، بمجرد مغادرة ترمب منصبه، لن يبقى أحد لإنهاء الخلافات الداخلية وتوجيه الجميع للاصطفاف، وسنجد أن عدداً من مظالم حركة "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" موجهة ضد جمهوريين آخرين. لكن في الوقت الراهن، ما زال الرئيس ترمب يحافظ على نسب تأييد عالية لدى القاعدة الجمهورية، فقد أظهر استطلاع رأي أجرته مجلة الـ"إيكونيميست" بالتعاون مع مؤسسة "يوغوف" الأسبوع الماضي، أن 87 في المئة من الجمهوريين يوافقون على أداء ترمب بمنصبه حتى الآن، في حين تتزايد المؤشرات بأنه يستجيب لتطلعات حركة "ماغا" التي يهتم بها، بدليل أنه تجاوب بصورة إيجابية مع نقاشات دارت عبر الإنترنت الأسبوع الماضي حول ما إذا كان سيقدم نوعاً من الاستثناء بعد أن أشاد في تجمع انتخابي بجهود السماح لعمال المزارع غير المسجلين بالبقاء في الولايات المتحدة، واستجاب ترمب لمخاوف في اجتماع لحكومته، مؤكداً أنه لن يكون هناك استثناء لهذه الفئة. بالنسبة إلى بعض المسؤولين في البيت الأبيض فإن مثل هذه الأمور جديرة بالملاحظة عند التفكير في كيفية موازنة الرئيس لوجهات النظر التي يتلقاها، وإن كثيراً مما فعله أخيراً هو رد فعل مباشر على عدد من وعود حملته الانتخابية التي قدمت لقاعدته الشعبية. التحدي القادم مع ذلك فإن التحدي الأكبر القادم أمام ترمب يتمثل في قلق شريحة أكبر من الشباب حيال السياسات الأكثر تشدداً تحت شعار "أميركا أولاً"، لذا فإن ضمان الالتزام بها قد يكون أكثر إثارة للجدل، فقد أثبتت قاعدة ترمب صمودها، ومنحته ترشيحه للرئاسة لعام 2024 بعد فترة من عدم اليقين السياسي عقب خسارته عام 2020 وهجوم السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 على مبنى الكابيتول الأميركي، على رغم أن بعض الجمهوريين الأقوياء حاولوا إيقافه. لكن الآن، ومع عودة ترمب للبيت الأبيض بتحالف أوسع يضم قادة قطاع التكنولوجيا في "وادي السيليكون"، ومزيداً من الناخبين اللاتينيين والسود، والليبراليين المخضرمين الذين خاب أملهم في تعامل الديمقراطيين مع قيود وباء "كوفيد" ومتطلبات اللقاح، والشباب الذين لم يشاركوا سابقاً في السياسة الجمهورية، يترقب الجميع ما إذا كانوا جميعاً سيبقون في تحالف "ماغا" إلى الأبد. بحسب مؤسس "نقطة تحول" تشارلي كيرك، فإن تأثير زهران ممداني، المرشح الديمقراطي التقدمي لمنصب عمدة نيويورك، سينتشر ويجتذب قطاعاً من حركة "ماغا" ما لم يجر تحسين الظروف المادية للناخبين الشباب بسرعة، داعياً الحزب الجمهوري بزعامة ترمب إلى إصدار بيان حاسم من خلال إطلاق مبادرة لبناء 10 ملايين منزل، على غرار "خطة مارشال" لمعالجة مشكلة قدرة الشباب على تحمل تكاليف شراء منزل. من فوق خشبة مسرح تجمع "نقطة تحول" في تامبا بولاية فلوريدا، احتفل كيرك بالمكاسب التي حققتها منظمته والمنظمات الأخرى في إقناع الشباب بدعم ترمب، مشيراً إلى أن "جيل زد"، وهو جيل الإنترنت من الشباب العمليين المتنوعين عرقياً الذين ولدوا بين 1997 و2012، ما زال يربك جميع الليبراليين بسبب ابتعاد شريحة كبيرة من الحزب الديمقراطي، واصفاً ذلك بأنه أعظم إعادة تنظيم للأجيال، ولهذا قال كيرك "لقد حولنا قبعة 'ماغا' الحمراء من رمز كان الجميع يخشون ارتداءه عام 2016، إلى رمز للأمل وللتفاؤل والوطنية واستعادة بلادنا".