
ما رأي رواد الذكاء الاصطناعي بشأن تأثيره في الوظائف المكتبية؟
ويصل هذا التباين في الآراء إلى رواد الذكاء الاصطناعي الذين أسهموا في خروجه لنا بالشكل الحالي سواء كانوا قادة في شركات الذكاء الاصطناعي أو مدراء تنفيذين في شركات قررت الاعتماد على هذه التقنية.
1- داريو أمودي- المدير التنفيذي لشركة "آنثروبيك"
تعد "آنثروبيك" (Anthropic) إحدى أبرز الشركات في قطاع الذكاء الاصطناعي بفضل نموذجها المتطور "كلود" (Claude) الذي وصل لمرحلة تطوير التطبيقات ونشرها دون تدخل من المستخدم.
ويملك داريو أمودي المدير التنفيذي للشركة مجموعة من الآراء الصادمة فيما يتعلق بأثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف المكتبية، إذ طالما تحدث عن رأيه في العديد من المناسبات.
ويقول أمودي -في مقابلة أجراها مع وكالة أكسيوس- إن الذكاء الاصطناعي قادر على استبدال 50% من الوظائف المكتبية المعتادة وتحديدا وظائف المبتدئين، وأضاف أن شركات الذكاء الاصطناعي والحكومات تخفي الآثار المترتبة على تطور التقنيات السريع في السنوات القادمة.
وتابع أمودي قائلا: "نحن، كمنتجين لهذه التقنية، من واجبنا والتزامنا أن نكون صادقين بشأن ما هو قادم. لا أعتقد أن هذا الأمر مطروح على أذهان الناس".
2-سام ألتمان- المدير التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"
تعد " أوبن إيه آي" الشركة التي كان لها الفضل في تعميم تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطويعها للمستخدمين، وذلك عندما كشفت عن "شات جي بي تي" ونماذج توليد الصور ومقاطع الفيديو الأخرى.
ويرى سام ألتمان المدير التنفيذي للشركة أن التغير الناتج عن تقنيات الذكاء الاصطناعي سيكون أسرع من بقية التقنيات السابقة، إذ حازت التقنية على معدل تبنٍ مرتفع بين الشركات في مختلف القطاعات.
ويقول ألتمان أثناء مقابلته الصوتية مع صحيفة "ذا نيويورك تايمز" في برنامجها الخاص "هارد فورك" (Hard Fork): "أعتقد أن الوظائف المستقبلية ستكون أفضل، وسيمتلك الناس أشياء أفضل".
وأشار أيضا في الحلقة ذاتها أن المجتمع لن يترك الذكاء الاصطناعي يستبدل العديد من الوظائف، مؤكدا أن الافتراض أن نصف الوظائف ستختفي خلال عام أو 5 أعوام هو خاطئ تماما، لأن هذه ليست الطريقة التي يعمل بها المجتمع.
3- جينسن هوانغ- المدير التنفيذي لشركة "إنفيديا"
مما لا شك فيه أن المحرك الحقيقي لتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بالشكل الذي نعرفه اليوم هو بطاقات " إنفيديا" الرسومية، إذ مكنت الشركات من تحقيق أعتى أحلامها عبر بطاقتها.
ويختلف جينسن هوانغ المدير التنفيذي لشركة "إنفيديا" مع مخاوف أمودي من تقنيات الذكاء الاصطناعي والتطور السريع الخاص بها، إذ يقول في مقابلة أجراها أثناء معرض "فيفاتيك 2025" أن أمودي يرى الذكاء الاصطناعي خطرا، ولكن هم وحدهم من يستطيعون التعامل معه.
وتابع هوانغ حديثه مشبها الذكاء الاصطناعي بالبحث الطبي، قائلا إن الشفافية والمراجعات المستمرة من قبل الأقران هي نقطة محورية في تطوير التقنية.
ورغم أن هوانغ يرى الذكاء الاصطناعي قادرا على تغيير وظائف الجميع كما غير وظيفته بشكل شخصي، فإنه متفائل أكثر من أمودي والمتفقين معه.
4- مارك بينيوف- المدير التنفيذي لشركة "سيلز فورس"
وضح مارك بينوف المدير التنفيذي لشركة "سيلز فورس" (SalesForce) أنه لا يرى أي أدلة على حدوث التغيير الذي يتحدث عنه الجميع، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي لن يكون سببا في موجة إقالات واسعة، بل أداة تعزيز وإثراء لقوة العمل في مختلف القطاعات.
وأكد بينوف أن رؤيته هذه نابعة من نماذج الذكاء الاصطناعي التي يستطيع الوصول إليها، مضيفا أن المتشائمين قد يملكون نماذج لا يستطيع الوصول إليها.
كما تابع قائلا: "لا أجلس مع عملاء يتخلون عن موظفيهم بسبب الذكاء الاصطناعي، لذلك ربما يجب أن نتخلص من الخوف من المستقبل".
5- جيم فارلي- المدير التنفيذي لشركة "فورد"
يتشارك جيم فارلي المدير التنفيذي لشركة "فورد" للسيارات وجهة النظر التشاؤمية مع أمودي وغيره، إذ قال ضمن ظهوره في مهرجان آسبن للأفكار إن "الذكاء الاصطناعي سوف يستبدل نصف العاملين في الوظائف المكتبية بالولايات المتحدة".
ولم يحدد فارلي مهلة معينة حتى يتخذ الذكاء الاصطناعي هذه الخطوة، ولكنه أعرب عن قلقه من النظام التعليمي الأميركي الذي يركز على الدرجات العلمية بدلا من المهن الحرفية.
6- مارك كوبان- رجل الأعمال الشهير ونجم "شارك تانك"
يشارك رجل الأعمال الشهير مارك كوبان بشكل مستمر في برنامج "شارك تانك" بنسخته الأميركية، ويؤكد أن الموقف يختلف تماما عما يراه أمودي، مضيفا أن الذكاء الاصطناعي سيكون مسؤولا عن ولادة المزيد من الوظائف الجديدة وبالتالي زيادة عدد الموظفين حول العالم.
7- براد لايتكاب- مدير العمليات في "أوبن إيه آي"
يتفق لايتكاب مع رأي مديره التنفيذي قائلا إن الشركة لم تر أي أدلة على استبدال الذكاء الاصطناعي للموظفين المكتبيين، مضيفا أن أمودي هو عالم في المقام الأول ويجب عليه الاعتماد على الأدلة التي لا تقبل الضحد.
وتابع لايتكاب حديثه قائلا إن كل تقنية بمفردها غيرت شكل الوظائف وسوق العمل، والذكاء الاصطناعي لن يختلف عن هذا.
8- آندي جاسي- المدير التنفيذي لشركة "أمازون"
يرى آندي جاسي المدير التنفيذي لشركة " أمازون" أن الذكاء الاصطناعي غير بالفعل آلية العمل في العديد من القطاعات، ومن المتوقع أن نشهد بعض الإقالات.
وأضاف جاسي في مذكرة لموظفيه في "أمازون" قائلا: "سوف نحتاج إلى عدد أقل من الأشخاص الذين يقومون ببعض الوظائف التي يتم القيام بها اليوم، وعدد أكبر من الأشخاص الذين يقومون بأنواع أخرى من الوظائف".
9- سيباستيان سيمياتكوفسكي- المدير التنفيذي لشركة "كلارنا"
يرى سيباستيان سيمياتكوفسكي المدير التنفيذي لشركة "كلارنا" (Klarna) أن الذكاء الاصطناعي قد يتسبب في موجة ركود عالمية بسبب الوظائف التي تخسر لصالحه.
وأضاف قائلا: "لا أريد أن أكون واحدا منهم. أريد أن أكون صادقا، وأن أكون منصفا، وأن أروي ما أراه حتى يبدأ المجتمع في الاستعداد"، وذلك في وصف المدراء التنفيذيين الذين يخشون مخاطر الذكاء الاصطناعي.
ويذكر أن شركة "كلارنا" هي شركة تعمل في قطاع المدفوعات الإلكترونية وتوفير بوابات الدفع الإلكترونية للشركات الناشئة والمتاجر الإلكترونية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 34 دقائق
- الجزيرة
تعمل بالذكاء الاصطناعي.. مدير شركة صناعات تركية يكشف قدرات "القبة الفولاذية"
قدّم المدير العام لشركة الصناعات الدفاعية التركية "أسيلسان" أحمد أكيول شرحًا تفصيليًّا عن قدرات "القبة الفولاذية" التركية، مؤكدًا جاهزيتها الميدانية، وموجهًا رسائل إستراتيجية للدول الإسلامية حول أهمية التعاون الدفاعي والتكنولوجي ومستقبله. وقال أكيول، في حوار خاص مع الجزيرة نت، إن القبة الفولاذية تعمل عبر شبكة مدعومة بالذكاء الاصطناعي وتهدف لحماية المجال الجوي والبنية التحتية بزاوية 360 درجة. وشدد على أن تركيز الحرب بات اليوم يدور حول المستشعرات والخوارزميات والأنظمة الذاتية والحرب الإلكترونية، لافتا إلى أن التطورات الأخيرة أظهرت أن الحروب الحديثة تعتمد على الأنظمة الذكية، والتشويش الإلكتروني، والطائرات المسيّرة، مما يجعل الأنظمة الدفاعية المتطورة ضرورة إستراتيجية وليست رفاهية. هي منظومة دفاعية متكاملة ومتعددة الطبقات، طُوّرت وفقًا لاحتياجات تركيا الأمنية، وتعمل عبر شبكة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تشمل الرادارات، والحرب الإلكترونية، والاتصالات، والقيادة والسيطرة، وأنظمة الدفاع الجوي. هدفها حماية المجال الجوي والبنية التحتية بزاوية 360 درجة. هل النظام جاهز ميدانيًّا؟ نعم، مكونات النظام تعمل منذ سنوات على الحدود وفي المنشآت الحيوية، عبر أنظمة مثل "إخطار"، و"كوركوت"، و"حصار"، و"سيبر"، مع تسارع في مستوى التكامل بينها. بدأت بعد حظر عام 1974، وتحوّلت جذريًّا عام 2004 بقرار الاعتماد الكامل على الصناعات الوطنية، مما أدى إلى تطوير مشاريع إستراتيجية مثل "ألتاي"، و"أتاك"، و"القبة الفولاذية". إعلان تضم أكثر من 12 ألفا و500 موظف، 70% منهم مهندسون، وتعمل في 20 مجالًا تقنيًّا. وبلغت مبيعاتها 3.5 مليارات دولار، وتُصدّر إلى 93 دولة، ولها منشآت في 25 دولة. كيف أثرت الحرب بين إسرائيل وإيران على الصناعات الدفاعية؟ لقد تغيرت طبيعة ما نطلق عليه مصطلح "الحرب" بشكل كامل في الوقت الحالي. لا تزال الدبابات والطائرات التقليدية ووحدات المشاة موجودة، لكن مركز الحرب بات اليوم يدور حول المستشعرات والخوارزميات والأنظمة الذاتية والحرب الإلكترونية. وقد أظهرت التطورات الأخيرة أن الحروب الحديثة تعتمد على الأنظمة الذكية، والتشويش الإلكتروني، والطائرات المسيّرة، مما يجعل الأنظمة الدفاعية المتطورة ضرورة إستراتيجية وليست رفاهية. ما الذي يميز "القبة الفولاذية" عن الأنظمة الأخرى؟ تقع تركيا في منطقة تربط بين 3 قارات، ويمكن أن تتعرض للتهديدات من الشرق والغرب في آنٍ واحد. هذا الواقع دفعنا إلى تطوير منظومة دفاع جوي متطورة تتضمن ذكاءً دفاعيًّا رقميًّا شاملاً. بُني نظامنا لمواجهة جغرافيا أكثر تعقيدًا، وتهديدات أكثر تنوعًا بكثير. "القبة الفولاذية" ستكون منظومة قادرة على رصد وتقييم التهديدات القادمة ليس فقط من الجو، بل أيضًا من البر والبحر والجو والفضاء السيبراني، في آنٍ واحد. ولا توجد أنظمة كثيرة في العالم يمكنها إدارة هذا الكم من التهديدات بالتوازي. ماذا عن الاهتمام الدولي بالمنظومة؟ بالتأكيد، خلال العام الماضي، شهدت أنظمتنا الرادارية، وأنظمة القيادة والسيطرة، وأنظمة الحرب الإلكترونية والدفاع الجوي، اهتمامًا واسعًا على مستوى العالم. نحن لا نطوّر حلولًا لأنظمة الدفاع لتركيا فقط، بل أيضًا للدول الصديقة والحليفة. وأؤكد على أن شركة "أسيلسان" لا تقدم مجرد منتجات، بل تملك بنية تحتية تكنولوجية وقدرة على نقل المعرفة. خلال العامين الماضيين، رفعنا قدرتنا الإنتاجية بنسبة 40%، وقد وصلت استثماراتنا في المنشآت الجديدة إلى 1.5 مليار دولار. ويبقى أحد أكبر التحديات في هذا المجال هو طول فترات التسليم. لكننا نتميّز بحلول سريعة، وموثوق بها، وقابلة للتطوير. ولم تعد الصناعات الدفاعية اليوم تقتصر على "تقديم منتج" فقط، بل أصبحت تشمل منظومة متكاملة من العمليات مثل الخدمات اللوجستية، والصيانة، والتحديث، والتخزين. ونحن نعمل بوعي تام بهذا المفهوم الشامل. ما رسالة "أسيلسان" لدول المنطقة ونهجها في التعاون الدولي؟ نرى أن التعاون هو السبيل لتحقيق القوة والاستقلال لمختلف دول المنطقة، ولا شك أن الصناعات الدفاعية المشتركة تعزز الأمن، وتدعم الاقتصاد، وتوفر فرصًا للشباب، وتقلل الاعتماد على الخارج. على الصعيد الدولي، تعمل "أسيلسان" على مشاريع مشتركة مع دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا، وتركز على تبادل المعرفة والتكنولوجيا لدعم الصناعات المحلية، خاصة في الدول ذات التركيبة السكانية الشابة. بمناسبة الذكرى الـ50 لتأسيسها، أطلقت الشركة برنامج "أسيلسان نيكست" لتكون رائدة عالميا في تقنيات الجيل الجديد مثل الذكاء الاصطناعي، والكم، والحرب الإلكترونية، والروبوتات، مع تحديث نماذج الأعمال لتكون أكثر مرونة وعالمية. يشكل الشباب العمود الفقري لـ"أسيلسان"، حيث يبلغ متوسط أعمار الموظفين 33 عامًا، ومعظمهم مهندسون. وتحرص الشركة على توفير بيئة محفزة وتبادل المعرفة مع شباب المنطقة لبناء مستقبل تكنولوجي مشترك. في الحقيقة، يعتبر معرض الصناعات الدفاعية الدولي (IDEF) واجهة حقيقية للصناعات الدفاعية التركية. ونحن نعرض فيه جميعا أحدث منتجاتنا، وكالعادة تُعد "أسيلسان" من أكثر الشركات مشاركةً هذا العام أيضا. نقدم أنظمتنا في 3 إلى 4 مواقع مختلفة، ليتعرف المستخدمون على تقنياتنا عن قرب. وسيتمكن الشركاء أيضا من مشاهدة العديد من الأنظمة المكوِّنة لـ"القبة الفولاذية".


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
حكومة ترامب تضع مزيدا من القيود على تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي
أوصت حكومة ترامب الأيام الماضية بوضع مزيد من القيود على تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي عبر التحقق من موقع الشرائح المباعة، وهي الخطوة التي لاقت ترحيبا واسعا من الحزبين في الكونغرس، وفق ما جاء في تقرير رويترز. وتأتي هذه التوصية ضمن مخطط لنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي الأميركية حول العالم ومشاركتها مع حلفاء أميركا بعد خفض القيود البيئية الصارمة لتسريع بناء مراكز الذكاء الاصطناعي، حسب تقرير رويترز. كما تحاول الحكومة الأميركية تقويض وصول الشرائح إلى منافسيها وأعدائها في أثناء خطة توسيع رقعة الذكاء الاصطناعي الأميركي، وذلك عبر استخدام مزايا تحديد المواقع الموجودة في شرائح "إنفيديا" و"إيه إم دي"، حسبما أشار التقرير. وحاز هذا الاقتراح موافقة واسعة من الحزبين داخل مجلس الشيوخ الأميركي، لأنه يقوض وصول الشرائح المتطورة إلى الصين والدول التي تضع عليها حكومة ترامب العقوبات. ولا تزال آلية تطبيق هذه التوصية مجهولة حتى الآن، إذ يقع تنفيذها على عاتق الشركات التقنية، في محاولة منهم لإيجاد آلية متلائمة مع القانون، وذلك وفق ما جاء في تقرير رويترز. وفي حديثه مع رويترز، أوضح النائب بيل فوستر -وهو ديمقراطي من ولاية إلينوي ساعد في تقديم مشروع قانون تحديد موقع الشريحة سابقا في مايو/أيار- أن خطوة تأكيد موقع الشرائح تمهد لخطوة أهم وهي إمكانية التحقق من موقع المستخدم النهائي لكافة الشرائح الأميركية. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة تأتي عقب زيارة الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا" إلى الصين وإعلانه استكمال شحنات البطاقات المخصصة للذكاء الاصطناعي للشركات الصينية بعد موافقة الحكومة الأميركية، وفق ما جاء في تقرير منفصل من رويترز.


الجزيرة
منذ 7 ساعات
- الجزيرة
6 أخطار أمنية يجب ألا تقع بها عند استخدام "شات جي بي تي" في العمل
أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل أمرا شائعا، وإذا لم تفعل ذلك، فسوف تتخلف عن زملائك بخطوات، ولكن رغم ذلك، فقد تصبح أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" خطرة جدا إذا استُعملت خطأً. ولهذا من المهم فهم المخاطر الأمنية الخفية التي قد تسببها هذه الأدوات من انتهاك الخصوصية إلى سرقة الملكية الفكرية، وسنذكر أبرز 6 أخطار رئيسية يجب الانتباه لها عند استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل. أخطار الخصوصية من أكبر الأخطار عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في العمل مشاركة معلومات حساسة أو خاصة دون قصد، مثل بيانات العملاء أو مستندات داخلية أو حتى أفكار مهمة تعود لك أو لشركتك. وقد تفكر في إرسال مسودة اقتراح أو عقد أو فكرة اختراع لأداة ذكاء اصطناعي لتحسينها، لكن بمجرد القيام بذلك تكون قد سلمت تلك المعلومات إلى منصة خارجية، وربما لا تكون لديك سيطرة كاملة على ما يحدث لها بعد ذلك. وبعض الشركات المزودة لتلك الأدوات توفّر حسابات مخصصة للمؤسسات وتعد بعدم تخزين أو استخدام بياناتك في تدريب نماذجها، لكن هذا يعتمد على إعدادات الأداة وسياسات الخصوصية التي يمكن أن تتغير بمرور الوقت أو تتأثر بقوانين استثنائية. ومن الجدير بالذكر أن الخطر لا يكمن في أن الذكاء الاصطناعي يسرق بياناتك، بل في أنك قد تعطيه معلومات قيّمة دون أن تدرك العواقب لاحقا، فهو يأخذ بياناتك ويتدرب عليها ثم يعرضها للعامة على شكل مخرجات متى طُلب منه ذلك. وإذا أسأت استخدام الذكاء الاصطناعي، فإنك قد تنتهك قانون قابلية نقل التأمين الصحي والمساءلة "إتش آي بي إيه إيه" (HIPAA) أو قانون حماية البيانات العامة "جي دي بي آر" (GDPR)، ويجب أن تعلم أن انتهاك هذه القوانين يترتب عليه عقوبات مالية باهظة لشركتك، كما أن إساءة التعامل مع بيانات العملاء أو المرضى قد يكلفك وظيفتك، وربما تكون قد وقعت اتفاقية عدم إفصاح عندما بدأت عملك وإذا أفدت بأن بيانات محمية فهذا يعني أنك انتهكت الاتفاقية. وحتى لا يقع الموظفون في هذه الأخطاء تُقدم شركات الذكاء الاصطناعي مثل " أوبن إيه آي" و"أنثروبيك" خدمات مؤسسية لعديد من الشركات تسمح باستخدام منتجاتها بشكل مخصص مع مراعاة حماية الخصوصية والأمن السيبراني، ولهذا من المفيد استخدام حساب الذكاء الاصطناعي الذي توفره الشركة بدلا من استخدام حساب شخصي. المعلومات الخطأ الذكاء الاصطناعي لا يتحقق من المعلومات التي يقدمها، فهو يتنبأ بالكلمات بناء على الأنماط التي تعلمها، ونماذج اللغة الكبيرة قادرة على كتابة مستندات كاملة أو تلخيصات أو حتى اقتباسات في ثوانٍ، لكنها كثيرا ما تُهلوس –أي تنتج معلومات خطأ مع أنها تبدو قابلة للتصديق– وقد تكون هذه المعلومات على شكل مصادر وهمية أو بيانات غير دقيقة أو قضايا قانونية لا وجود لها. وحتى في الحسابات البسيطة أو الجداول يمكن أن يرتكب الذكاء الاصطناعي أخطاءً مثل حساب النتائج بشكل غير صحيح أو تطبيق معادلات بطريقة خطأ أو حتى يعطي معلومات خطأ، وإذا نبهته إلى الخطأ قد يعترف ويصحح نفسه مما يثبت أنه لم يكن متأكدا منذ البداية. ولذلك إذا قمت بنسخ محتوى من الذكاء الاصطناعي ووضعته في عرض تقديمي أو تقرير من دون مراجعة، فأنت تخاطر بنشر معلومات مضللة قد تضر بمصداقيتك ومصداقية شركتك، ولهذا من الضروري أن تراجع مخرجات الذكاء الاصطناعي وتتحقق منها على الدوام. أخطار التحيّز تعتمد أدوات الذكاء الاصطناعي على كميات هائلة من البيانات مثل المقالات والصور والأبحاث ومحتوى الفيديوهات، مما يجعلها في بعض الأحيان تعكس تحيزات موجودة في تلك البيانات أو لدى من قام بكتابتها. ورغم محاولات الشركات الكبرى تعديل نماذجها لكي لا تُخرج أي محتوى مسيء أو متحيّز، فإن هذه الجهود ليست دائما ناجحة. على سبيل المثال، قد يستخدم أحد ما أداة ذكاء اصطناعي لاختيار موظفين جدد، فتنتهي الأداة باستبعاد مرشحين من خلفيات عرقية معينة دون قصد، وهو ما لا يضر فقط بالمرشحين، بل قد يعرض الشركة لقضايا قانونية مكلفة. والأسوأ أن بعض الحلول التي تُستخدم للحد من التحيّز قد تسبب تحيزا من نوع آخر، مثلا كأن يستخدم المطورون ما يُعرف بمطالبات النظام لتوجيه سلوك الأداة، مثل منعها من استخدام كلمات نابية أو عبارات عنصرية، ولكن هذه الأوامر نفسها قد تزرع تحيزا غير مقصود في ردود الأداة. وأحد الأمثلة البارزة على ذلك عندما قام أحد مطوري شركة "إكس إيه آي" (xAI) بتعديل أحد هذه الأوامر، مما جعل روبوت الدردشة " غروك" (Grok) يكرر مزاعم غريبة عن إبادة جماعية للبيض في جنوب أفريقيا، إضافة إلى تعليقات "معادية للسامية"، تضمنت مدحا لأدولف هتلر، تسببت في استقالة ليندا ياكارينو الرئيسة التنفيذية لشركة إكس. الانحراف في المحادثة وتأثيره على المدى الطويل ليس كل تأثير في الذكاء الاصطناعي يأتي من الخارج، أحيانا يكون بسبب تفاعلك الشخصي معه، فكلما استخدمت أداة الذكاء الاصطناعي أكثر، زاد تأثر ردودها بسياق محادثاتك السابقة خاصة على المنصات التي تعتمد على ميزة الذاكرة أو تتبع الجلسات المستمرة. على سبيل المثال إذا كنت تشغل وظيفة مدير موارد بشرية في شركة ما، وسبق وأن أخبرت " شات جي بي تي" أنك مررت بتجربة سيئة مع نوع معين من الموظفين، ثم سألته لاحقا "هل تنصحني بتوظيف هذا الشخص؟"، في هذه الحالة يمكن أن يتأثر رد الذكاء الاصطناعي بتجربتك السيئة السابقة سواء بقصد أو دون قصد، إذ إن الروبوت قد يميل إلى رأي سلبي في أي موظف جديد، لأنك أبديت رأيا سلبيا سابقا عن موظف مشابه دون أن تنتبه لهذا التحيز. وهذا ما يُطلق عليه اسم "انحراف المحادثة"، حيث يبدأ الذكاء الاصطناعي في التفاعل معك، وكأنه يتبنى وجهة نظرك السابقة بدلا من أن يكون محايدا، فإذا تعاملت مع "شات جي بي تي" كمستشار لا كأداة، قد تحصل على إرشادات خطأ بناءً على توجيهات سابقة مشوهة أو عاطفية. أخطاء المستخدمين أطلقت شركة ميتا مؤخرا تطبيقا للهاتف المحمول خاصا بأداة الذكاء الاصطناعي "لاما" (Llama)، وتضمن التطبيق موجزا اجتماعيا يعرض الأسئلة والنصوص والصور التي ينشرها المستخدمون، ولكن كثيرا من المستخدمين لم يكونوا على علم بأن محادثاتهم يمكن أن تُعرض للجميع، مما أدى إلى تسرب معلومات محرجة أو خاصة. ورغم أن هذه الحالة بسيطة، فإنها توضح كيف يمكن لخطأ بسيط من المستخدم أن يؤدي إلى مواقف غير مرغوبة، وفي بعض الأحيان قد يسبب ضررا حقيقيا للشركات. تخيل أن فريق العمل لا يدرك أن أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بتسجيل الملاحظات لا تزال تعمل بعد انتهاء الاجتماع الرسمي، فيبدأ بعض الموظفين بالتحدث بحرية في الغرفة، ظنا منهم أن كل شيء قد انتهى بينما تظل الأداة تسجل الحوار، وفي وقت لاحق تُرسل تلك المحادثة غير الرسمية عن طريق الخطأ إلى جميع الحضور في الاجتماع، مما يسبب إحراجا للموظفين وقد يؤدي إلى طردهم. انتهاك الملكية الفكرية إذا كنت تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور أو شعارات أو مقاطع فيديو أو صوت، فقد تكون الأداة نفسها تدربت على مواد محمية بحقوق الطبع والنشر، وهذا يعني أن ما تنتجه قد يحتوي -دون قصد- على عناصر تنتهك حقوق ملكية فكرية لفنان أو جهة معينة، مما يعرضك أو شركتك لخطر قانوني وربما دعاوى قضائية. يُذكر أن القوانين المتعلقة بحقوق النشر والذكاء الاصطناعي لا تزال غير واضحة تماما، وهناك قضايا ضخمة لم تُحسم بعد، مثل دعوى ديزني ضد "ميدجورني" (Midjourney)، ودعوى نيويورك تايمز ضد "أوبن إيه آي"، بالإضافة إلى قضايا مرفوعة من مؤلفين ضد شركة "ميتا". لا تفترض أن كل ما تنتجه أدوات الذكاء الاصطناعي آمن قانونيا للاستخدام، فقبل استخدام أي محتوى مولد بالذكاء الاصطناعي في عمل رسمي أو تجاري، من الأفضل دائما استشارة محامي أو الفريق القانوني في الشركة.