
خبراء : «الميثانول» مادة شديدة السُّميّة
أخبارنا :
عمان - كوثر صوالحة
قفز المركب الكحولي «الميثانول» إلى الواجهة بعد حادثة تسببت في وقوع عدد من الوفيات لشبان في محافظة الزرقاء، وسط تساؤلات عن طبيعة هذه المادة.
وذكر خبراء ومختصون في مجال السموم أن الميثانول مادة كيميائية سامة، يتم تلوينها غالبًا باللون الأحمر في المنتجات التجارية لتمييزها عن الإيثانول (الكحول المستخدم في المشروبات).
وأوضحوا لـ»الدستور» أن «أحمر الميثانول» يصبح شديد السمية بمجرد دخوله الجسم بسبب تحوله إلى مركبات سامة وليس بسبب الميثانول نفسه، مشددين على أهمية الإسراع في إسعاف متناوله.
وتهدف عملية التلوين هذه إلى منع الاستهلاك العرضي أو المتعمد للميثانول، حيث إن تناوله أو استنشاقه أو امتصاصه من خلال الجلد يمكن أن يكون مميتًا.
كما يُعرف الميثانول أيضًا باسم «الكحول الصناعي» أو «الكحول الخشبي» أو «الكحول الميثيلي»، ويستخدم في المصانع وفي تركيب العطور والبلاستيك كمادة خام.
وبين المختصون أن شدة السمية مرتبطة بكميات الميثانول التي يتناولها الشخص، وأيضا بعامل الوقت بعد ظهور الأعراض الناتجة عن تناوله.
الإسعاف بشكل فوري قد ينقذ الشخص في الساعات الأولى، إلا أنه سيترك الكثير من الأعراض التي ترافق الشخص مدى حياته مثل صعوبة المشي والرجفان، لأن الميثانول مؤذٍ جدا للأعصاب، بحسب أخصائية السموم الدكتورة سيرين الدليمي، التي أشارت إلى أن الوفاة قد تحدث بعد ساعات من تناول هذا المركب، وقد تقع خلال ثلاثة أو أربعة أيام.
وذكرت أن الكبد هو المسؤول عن استقلاب هذا المركب الكحولي الذي يؤدي إلى ارتفاع الحموضة في الدم، وأن الإسعافات يجب أن يتم إجراؤها بشكل فوري لأن قياس الميثانول في الدم صعب جدا حيث يترسب بشكل فوري في الأعضاء، ولكن يبقى له أثر، لذلك فإن «الدقيقة تحدث فرقا في عملية الإنقاذ».
وقالت الدليمي إن جرعة صغيرة لا تتجاوز 10 مل (حوالي ملعقتين صغيرتين) كفيلة بإحداث عمى دائم، أما الجرعات التي تتراوح من 30 إلى 100 مل فتعتبر قاتلة لمعظم البالغين.
وبينت أن أعراض التسمم تظهر خلال عشر ساعات إلى ثلاثين ساعة من بداية التعرض للميثانول، وتشمل زغللة في البصر أو فقدانا كاملا للرؤية أو حموضة في الدم.
أخصائي السموم والمركبات العضوية الدكتور أديب الشريف قال إن الميثانول مادة سامة للغاية وغالبًا ما يكون مميتًا بتسببه بتلف دماغي.
وأشار إلى أن التأثيرات السامة تأتي من استقلاب مادتي حمض الفورميك والفورمالديهايد، حيث يؤدي ذلك إلى الضرر بأنسجة المخ، وشبكية العين، والعصب البصري، وغيرها من الأنسجة العصبية.
وبين أن حمض الفورميك، وهو نفس المادة الموجودة في سمّ النمل، يؤدي إلى أضرار في الكلى والكبد، ومشاكل في القلب والدورة الدموية، وصعوبات في الرؤية، وأضرار في الدماغ والأعصاب.
وأوضح: تتمثل أعراض التسمم في صعوبة التنفس أو انقطاعه، ورؤية غير واضحة، أو العمى، إضافة إلى التشنجات وانخفاض ضغط الدم والصداع والدوخة وازرقاق الشفاه والأظافر والغيبوبة والمغص الشديد والإسهال وغثيان وقيء وتعب.
وأشار إلى أن ساعات الإسعاف المبكرة مهمة لوجود ترياق فعال لتسمم الميثانول هو «فوميبيزول»، كما يمكن استخدام الإيثانول (الكحول الإيثيلي) كبديل في حال عدم توفر الفوميبيزول.
ولفت إلى أنه في بعض الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري إجراء غسيل للدم أو ما يعرف بغسيل الكلى للمساعدة في إزالة الميثانول والمركبات السامة من الجسم وتنقية الدم وإزالة الفضلات منه. ــ الدستور

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوكيل
منذ 28 دقائق
- الوكيل
بغضون 6 ساعات قد تحدث الوفاة.. ما هي مادة "الميثانول"...
بغضون 6 ساعات قد تحدث الوفاة.. ما هي مادة "الميثانول" التي تسمم بها أكثر من 10 أشخاص في الأردن؟


عمان نت
منذ 37 دقائق
- عمان نت
العناني يوضح كيفية مساعدة من يعانون من إدمان الكحول على التعافي بشكل آمن
قال الدكتور جمال العناني، رئيس المركز الوطني لعلاج المدمنين في وزارة الصحة سابقًا، إن التسمم الناتج عن تعاطي مادة الميثانول السامة، التي تُستخدم في بعض الصناعات وغير مخصّصة للاستهلاك البشري، قد يؤدي إلى العمى أو الوفاة حتى بجرعات قليلة جدًا تصل إلى 10 مل فقط. وأوضح العناني في مقابلة عبر برنامج «طلة صبح» أن بعض التجار قد يلجأون إلى غش المشروبات الكحولية بإضافة الميثانول لتقليل التكلفة، ما يشكّل خطرًا بالغًا على حياة المدمنين، خاصة مع عدم قدرتهم على التمييز بين الكحول الصالح للشرب (الإيثانول) والميثانول السام. ولفت إلى أنّ علامات الإدمان على الكحول يمكن اختصارها في اختبار «CAGE»، وهي: الشعور بالحاجة إلى التقليل من الشرب، الانزعاج من الانتقادات حول الشرب، الإحساس بالذنب نتيجة التعاطي، والحاجة للشرب أول الاستيقاظ لتخفيف الأعراض الانسحابية. وبشأن خطوات العلاج، شدّد العناني على أهمية الاعتراف بالمشكلة أولًا، ثم طلب الدعم من العائلة والمحيطين، يلي ذلك التوجه إلى مراكز متخصصة. وأشار إلى أن وزارة الصحة وفّرت المركز الوطني لتأهيل المدمنين مجانًا وبسرية تامة، إلى جانب مراكز أخرى تابعة لإدارة مكافحة المخدرات والقطاع الخاص، مؤكدًا أن من يتقدّم للعلاج طوعًا يُعفى من المسؤولية القانونية. ودعا العناني في ختام حديثه الشباب لعدم تجربة المواد المؤثرة عقليًا نهائيًا، محذرًا من أن التجربة الأولى قد تكون بداية الإدمان أو حتى الوفاة بسبب التسمم، خصوصًا في ظل وجود مواد خطيرة مثل الميثانول التي تُباع بطرق غير قانونية.


عمان نت
منذ 37 دقائق
- عمان نت
العناني: 15 مل فقط من الميثانول كافية للموت.. والمدمنون يبحثون عن الأرخص
بدأت القضية بعد تسجيل عدة حالات وفاة غامضة في مستشفيات محافظة الزرقاء، وسرعان ما كشفت التحقيقات الجنائية والتقارير الطبية أنها ناجمة عن تناول مادة "الميثانول" السامة، المستخدمة في الصناعات الكيميائية، ومع تطور الأحداث، ارتفع عدد الضحايا إلى تسع وفيات و17 إصابة من محافظات الزرقاء وعمان والبلقاء، وفقا لبيان صادر عن مديرية الأمن العام. مادة الميثانول، بحسب المختصين هي مادة شديدة السمية لا تصلح للاستهلاك البشري، تستخدم عادة في الصناعات الكيميائية والدوائية، إلا أن تناولها يعد قاتلا، حيث يؤدي إلى أعراض خطيرة تشمل العمى المؤقت، الغيبوبة، ثم الوفاة. هذه الحادثة أثارت موجة من الاستياء الشعبي، وسط تساؤلات عن مدى فاعلية الرقابة على المصانع والمحال التجارية، خاصة بعد الإعلان عن أن بعض المصانع المتورطة مرخصة رسميا. وفي هذا السياق، كان قد أعلن مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء، الدكتور نزار مهيدات، عن إغلاق ثلاثة مصانع تقوم بتصنيع الميثانول، من بينها مصنع ثبت وجود المادة في أحد خزاناته، موضحا أن فرقا مشتركة من المؤسسة والأجهزة الأمنية توصلت إلى أن المادة السامة كانت السبب الرئيسي في حالات الوفاة. من جهته، يؤكد مدير إدارة الشؤون الفنية في وزارة الصحة ورئيس اختصاص طب الطوارئ، الدكتور عماد أبو يقين في تصريحات له، أن بعض الحالات المصابة خضعت لعمليات غسيل دم في ساعات متأخرة من الليل، ولا تزال حالات منها ترقد في أقسام العناية الحثيثة. تصنيف المؤثرات العقلية الرئيس السابق للمركز الوطني لعلاج الإدمان في وزارة الصحة الدكتور جمال العناني في حديثه لـ "عمان نت"، يحذر من خطورة مادة الميثانول، التي تستخدم أحيانا بشكل غير قانوني في المشروبات الكحولية المغشوشة، وتشكل تهديدا مباشرا على حياة من يتناولها. ويوضح العناني أن المؤثرات العقلية تقسم حسب تأثيرها إلى ثلاث مجموعات منها مثبطة، ومنشطة، ومهلوسة، ومن حيث قانونيتها، فبعضها قانوني وبعضها غير قانوني، كما وتصنف الكحوليات ضمن المواد المثبطة، إلى جانب مواد مثل الفاليوم والهيروين والأفيونات، وكذلك المواد الطيارة والمستنشقة. ويشير إلى أن الكحول القانوني المستخدم في المشروبات الروحية المعترف بها هو "الإيثانول"، أو ما يعرف بإيثيل الكحول، وهو خاضع للرقابة في المصانع الرسمية وتعرف كمياته وتركيزاته بدقة، وعلى الرغم من كونه قانونيا، إلا أن الإيثانول قد يؤدي إلى التسمم في حال أسيء استخدامه بكميات كبيرة، كما يمكن أن يسبب الإدمان. اما مادة "الميثانول، وهي كحول صناعي يستخدم في صناعات متعددة مثل مضادات التجمد، الوقود، وصناعات الأخشاب، ولا تستخدم للاستهلاك البشري إطلاقا، أن تناول كمية لا تتجاوز 10 مل من الميثانول وهي تعادل قاع كأس صغير، قد يسبب شللا في العصب البصري يؤدي إلى العمى، في حين أن تناول 15 مل فقط يمكن أن يؤدي إلى فشل في أجهزة الجسم الحيوية كالكبد، والكلى، والرئتين، والقلب وبالتالي الوفاة، بحسب العناني. طرق الغش التجاري ويشير العناني إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في الغش التجاري، حيث يتعمد بعض تجار المؤثرات العقلية إلى تفريغ زجاجات المشروبات الكحولية القانونية واستبدال محتواها بالميثانول، لبيعها بسعر أرخص، مستغلين تشابه لون ورائحة الميثانول مع الإيثانول، مما يجعل تمييزه شبه مستحيل بالنسبة للمستهلك. وفي حال التسمم بالميثانول، يشدد العناني على ضرورة نقل المصاب إلى الطوارئ بشكل فوري، حيث يتطلب العلاج تبديل الدم وتنظيف الجسم بمادة البيكربونات، مؤكدا أن غالبية الحالات لا تكتشف في الوقت المناسب، لأن الضحايا غالبا ما يتناولون الكحول في أماكن منعزلة دون مراقبة. يؤكد العناني، أن الإدمان على المواد المؤثرة عقليا له علامات واضحة تستوجب التوقف والوقاية، محذرا من مخاطر تناول الكحول المغشوش، لا سيما الميثانول، الذي قد يؤدي إلى العمى أو الموت. علامات الإدمان وفرص العلاج من أبرز علامات الإدمان بحسب العناني ما يعرف بـ"الكريفين" أو "الرغبة القهرية" في تناول المادة، إذ يصبح المتعاطي غير قادر على التمييز بين المواد الخطرة كالميثانول والإيثانول، باعتبار المدمن لا ينتظر التحقق، بل يريد فقط أن يشرب. ويشرح أن مدمن الكحول يطور ما يعرف بالتحمل، أي زيادة الجرعة تدريجيا للحصول على التأثير نفسه، وأحيانا يصل المدمن إلى شرب لتر ونصف في الجلسة الواحدة، رغم أن 10 مل من الميثانول قد تسبب فقدان البصر، و15 مل قد تؤدي إلى الوفاة يعتمد العناني على مقياس لتشخيص الإدمان، وهو اختصار لأربعة مؤشرات، وهي محاولة التوقف عن التعاطي دون نجاح، الشعور بالانزعاج من السلوك الإدماني وتأثيره على المحيط، الإحساس بالذنب تجاه التعاطي، الحاجة الفورية للتعاطي عند الاستيقاظ لتجنب أعراض الانسحاب، ففي حال ظهرت علامتان أو أكثر، فهذا مؤشر على وجود مشكلة إدمانية تستدعي التدخل. يحذر العناني من الأثر المدمر للكحول على الجسم، خاصة الكبد، بقوله الإدمان قد يبدأ بتشحم الكبد، ثم يتطور إلى تليف لا رجعة فيه، ومن المضاعفات الخطيرة الأخرى، دوالي المريء التي قد تؤدي إلى نزيف قاتل دون إنذار. ويرى العناني أن الإدمان يقود المتعاطي إلى تدهور اقتصادي واجتماعي، فيبدأ بالبحث عن البدائل الأرخص، حتى لو كانت سامة، بسبب فقدان الوظيفة أو ضعف الدخل، يتجه المدمن إلى الميثانول وغيره من المواد الرخيصة الخطيرة. وعن فرص العلاج، توفر وزارة الصحة خدمات علاج الإدمان مجانا وبسرية تامة في المركز الوطني لتأهيل المدمنين، مع إعفاء قانوني لمن يتقدم طوعا، كما أنشأت إدارة مكافحة المخدرات مركزا متخصصا بسعة 120 سريرا بنفس الشروط. وتنتشر العيادات النفسية في جميع المحافظات لتقديم التقييم الطبي وتحديد مسار العلاج، سواء كمرضى داخليين أو خارجيين، ضمن برامج تأهيل شاملة تضمن استمرارية التعافي.