logo
ما هو الكحول الميثيلي الذي أودى بحياة 7 أشخاص في الأردن؟

ما هو الكحول الميثيلي الذي أودى بحياة 7 أشخاص في الأردن؟

رؤيامنذ 8 ساعات

الميثانول، المعروف بـ"كحول الخشب"، هو سائل شفاف عديم اللون
على إثر الحادثة التي هزت محافظة الزرقاء وأودت بحياة سبعة أشخاص، كشفت مديرية الأمن العام، اليوم الأحد، أن سبب الوفاة هو تناول مشروبات كحولية مغشوشة تحتوي على مادة "الميثانول" شديدة السمية. الصادم في القضية أن هذه المشروبات القاتلة تم إنتاجها في أحد المصانع المرخصة، والذي قامت السلطات بإغلاقه فوراً وإلقاء القبض على القائمين عليه لاستكمال التحقيقات.
هذه الحادثة المأساوية تعيد تسليط الضوء على الخطر الكامن في هذه المادة الكيميائية، وتطرح تساؤلات حيوية حول طبيعتها، وسبب كونها قاتلة، وكيف يمكن لمركب صناعي أن يجد طريقه إلى المستهلكين.
ما هو الميثانول؟ القاتل الشفاف
الميثانول (CH 3 OH)، المعروف أيضاً باسم "كحول الخشب"، هو أبسط أنواع الكحوليات. وهو سائل شفاف عديم اللون، ذو رائحة تشبه إلى حد كبير رائحة الكحول الميثيلي (الإيثانول) المستخدم في التعقيم والمشروبات الكحولية المعتادة. هذا التشابه الخادع في المظهر والرائحة يجعله خطيراً للغاية، حيث لا يمكن للمستهلك العادي تمييزه.
ووفقاً للمراكز العلمية المتخصصة، يُستخدم الميثانول على نطاق واسع في الصناعة كمذيب فعال للدهانات والأصباغ، وكمادة مانعة للتجمد في سوائل تبريد السيارات، وفي إنتاج المواد البلاستيكية والوقود. لم يتم تصنيعه أبداً للاستهلاك البشري، ويعتبر تناوله فعلاً مميتاً.
التفاعل الكيميائي القاتل داخل الجسم
يكمن الخطر القاتل للميثانول في طريقة تعامل جسم الإنسان معه. على عكس الإيثانول الذي يستطيع الجسم استقلابه بأمان نسبي، فإن الميثانول يتحول داخل الكبد إلى مركبات فتاكة عبر سلسلة من التفاعلات:
التحول إلى فورمالديهايد: يقوم إنزيم في الكبد بتحويل الميثانول إلى الفورمالديهايد، وهي نفس المادة السامة والمسرطنة المستخدمة في عمليات التحنيط وحفظ الأنسجة الميتة.
التحول إلى حمض الفورميك: يتم تحويل الفورمالديهايد بسرعة إلى حمض الفورميك، وهو السم الحقيقي والمسؤول المباشر عن معظم الأعراض القاتلة.
هذا الحمض يهاجم الجسم بعنف، مسبباً حالة تُعرف بـ الحماض الأيضي (Metabolic Acidosis)، حيث ترتفع حموضة الدم لمستويات تمنع الخلايا من استخدام الأكسجين. كما يستهدف حمض الفورميك العصب البصري بشكل مباشر، مسبباً تلفاً سريعاً وغير قابل للإصلاح يؤدي إلى العمى الدائم، إضافة إلى تأثيرات مدمرة على الدماغ والكلى وأعضاء حيوية أخرى.
أعراض التسمم: مهلة خادعة ونهاية مأساوية
كما توضح المراكز العالمية لمكافحة السموم، فإن أعراض التسمم بالكحول الميثيلي الميثانول لا تظهر فوراً، بل تبدأ بعد فترة كمون تتراوح بين 12 إلى 24 ساعة، وهي الفترة التي يستغرقها الكبد لتحويله إلى سمومه. بعد هذه المهلة الخادعة، تبدأ الأعراض الكارثية بالظهور:
اضطرابات بصرية حادة: تبدأ بزغللة ورؤية ضبابية تشبه "العاصفة الثلجية"، وقد تنتهي بالعمى الكامل.
آلام حادة في البطن وغثيان وقيء مستمر.
صعوبة شديدة في التنفس وتشنجات عصبية.
فشل كلوي حاد وغيبوبة، قد تنتهي بالوفاة نتيجة فشل الجهاز التنفسي والدوري.
إن الخيط الرفيع بين الحياة والموت يتضح في أن جرعة صغيرة جداً لا تتجاوز 10 ملليلتر (حوالي ملعقتين صغيرتين) كفيلة بإحداث عمى دائم، في حين أن تناول كمية تتراوح بين 30 إلى 100 ملليلتر يعتبر جرعة قاتلة لمعظم البالغين، وهي الكمية التي قد توجد في عدد قليل من المشروبات المغشوشة.
إن حادثة الزرقاء تدق ناقوس الخطر حول ضرورة تشديد الرقابة على المواد الكيميائية الصناعية، وتوعية الجمهور بمخاطر المنتجات مجهولة المصدر، التي قد تحول لحظة لهو إلى مأساة لا يمكن تداركها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«الأمن العام»: مصدر مادة «الميثانول»  المسببة لوفيات الزرقاء مصنع مشروبات كحولية
«الأمن العام»: مصدر مادة «الميثانول»  المسببة لوفيات الزرقاء مصنع مشروبات كحولية

الدستور

timeمنذ 4 ساعات

  • الدستور

«الأمن العام»: مصدر مادة «الميثانول» المسببة لوفيات الزرقاء مصنع مشروبات كحولية

عمان أكد الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، أنّ فريق التحقيق المكلّف بمتابعة التحقيق بقضية وفيات الزرقاء نتيجة تناول مادة الكحول الميثيلي (الميثانول) تمكّن من تحديد مصدر تلك المادّة من أحد مصانع المشروبات الكحولية المرخّصة.وبيّن الناطق الإعلامي أنّ فريق التحقيق عمل منذ لحظة تلقي البلاغات والتقاط العيّنات من مسرح الحادث وظهور نتائج الفحوصات المخبرية على جمع عدد كبير من العيّنات من محال بيع المشروبات الكحولية في مدينة الزرقاء، حيث عثر على مادة الكحول الميثيلي (الميثانول) في عدد من المنتجات الكحولية التي تم الاستدلال على أنها تنتج في ذلك المصنع وبأسماء تجارية مختلفة، وجرى على الفور التوجّه إلى المصنع المنتج لتلك المشروبات وأخذ عيّنات متنوعة من داخله لتظهر آثار لتلك المادّة داخل أحد خزانات خطوط الإنتاج والتعبئة بعد إجراء الفحوصات المخبرية.وأضاف الناطق الإعلامي أنّه جرى بالتنسيق مع مؤسسة الغذاء والدواء إغلاق المصنع والتحفظ على محتوياته وإلقاء القبض على المسؤولين عن تشغيله وبوشرت التحقيقات معهم تمهيداً لإحالتهم للقضاء.وأكّد الناطق الإعلامي أنّه يجري بالتنسيق مع مؤسسة الغذاء والدواء جمع الكمّيات المنتجة والمباعة من المصنع لمحال بيع المشروبات الكحولية سواء بشكل مباشر أو عن طريق الموزعين.وبيّن الناطق الإعلامي ارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن تناول تلك المادة إلى 7 وفيات وحالة واحدة سيئة بعد أن أجريت الفحوصات المخبرية وتشريح الجثث وما زال التحقيق جارياً.

خبراء لـ «الدستور»: «الميثانول» مادة شديدة السُّميّة
خبراء لـ «الدستور»: «الميثانول» مادة شديدة السُّميّة

الدستور

timeمنذ 4 ساعات

  • الدستور

خبراء لـ «الدستور»: «الميثانول» مادة شديدة السُّميّة

عمان - كوثر صوالحة قفز المركب الكحولي «الميثانول» إلى الواجهة بعد حادثة تسببت في وقوع عدد من الوفيات لشبان في محافظة الزرقاء، وسط تساؤلات عن طبيعة هذه المادة.وذكر خبراء ومختصون في مجال السموم أن الميثانول مادة كيميائية سامة، يتم تلوينها غالبًا باللون الأحمر في المنتجات التجارية لتمييزها عن الإيثانول (الكحول المستخدم في المشروبات).وأوضحوا لـ»الدستور» أن «أحمر الميثانول» يصبح شديد السمية بمجرد دخوله الجسم بسبب تحوله إلى مركبات سامة وليس بسبب الميثانول نفسه، مشددين على أهمية الإسراع في إسعاف متناوله.وتهدف عملية التلوين هذه إلى منع الاستهلاك العرضي أو المتعمد للميثانول، حيث إن تناوله أو استنشاقه أو امتصاصه من خلال الجلد يمكن أن يكون مميتًا.كما يُعرف الميثانول أيضًا باسم «الكحول الصناعي» أو «الكحول الخشبي» أو «الكحول الميثيلي»، ويستخدم في المصانع وفي تركيب العطور والبلاستيك كمادة خام.وبين المختصون أن شدة السمية مرتبطة بكميات الميثانول التي يتناولها الشخص، وأيضا بعامل الوقت بعد ظهور الأعراض الناتجة عن تناوله.الإسعاف بشكل فوري قد ينقذ الشخص في الساعات الأولى، إلا أنه سيترك الكثير من الأعراض التي ترافق الشخص مدى حياته مثل صعوبة المشي والرجفان، لأن الميثانول مؤذٍ جدا للأعصاب، بحسب أخصائية السموم الدكتورة سيرين الدليمي، التي أشارت إلى أن الوفاة قد تحدث بعد ساعات من تناول هذا المركب، وقد تقع خلال ثلاثة أو أربعة أيام.وذكرت أن الكبد هو المسؤول عن استقلاب هذا المركب الكحولي الذي يؤدي إلى ارتفاع الحموضة في الدم، وأن الإسعافات يجب أن يتم إجراؤها بشكل فوري لأن قياس الميثانول في الدم صعب جدا حيث يترسب بشكل فوري في الأعضاء، ولكن يبقى له أثر، لذلك فإن «الدقيقة تحدث فرقا في عملية الإنقاذ».وقالت الدليمي إن جرعة صغيرة لا تتجاوز 10 مل (حوالي ملعقتين صغيرتين) كفيلة بإحداث عمى دائم، أما الجرعات التي تتراوح من 30 إلى 100 مل فتعتبر قاتلة لمعظم البالغين.وبينت أن أعراض التسمم تظهر خلال عشر ساعات إلى ثلاثين ساعة من بداية التعرض للميثانول، وتشمل زغللة في البصر أو فقدانا كاملا للرؤية أو حموضة في الدم.أخصائي السموم والمركبات العضوية الدكتور أديب الشريف قال إن الميثانول مادة سامة للغاية وغالبًا ما يكون مميتًا بتسببه بتلف دماغي.وأشار إلى أن التأثيرات السامة تأتي من استقلاب مادتي حمض الفورميك والفورمالديهايد، حيث يؤدي ذلك إلى الضرر بأنسجة المخ، وشبكية العين، والعصب البصري، وغيرها من الأنسجة العصبية.وبين أن حمض الفورميك، وهو نفس المادة الموجودة في سمّ النمل، يؤدي إلى أضرار في الكلى والكبد، ومشاكل في القلب والدورة الدموية، وصعوبات في الرؤية، وأضرار في الدماغ والأعصاب.وأوضح: تتمثل أعراض التسمم في صعوبة التنفس أو انقطاعه، ورؤية غير واضحة، أو العمى، إضافة إلى التشنجات وانخفاض ضغط الدم والصداع والدوخة وازرقاق الشفاه والأظافر والغيبوبة والمغص الشديد والإسهال وغثيان وقيء وتعب.وأشار إلى أن ساعات الإسعاف المبكرة مهمة لوجود ترياق فعال لتسمم الميثانول هو «فوميبيزول»، كما يمكن استخدام الإيثانول (الكحول الإيثيلي) كبديل في حال عدم توفر الفوميبيزول.ولفت إلى أنه في بعض الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري إجراء غسيل للدم أو ما يعرف بغسيل الكلى للمساعدة في إزالة الميثانول والمركبات السامة من الجسم وتنقية الدم وإزالة الفضلات منه.

مهيدات : إيقاف 3 مصانع لمادة الميثانول التي أودت بحياة 7 أشخاص
مهيدات : إيقاف 3 مصانع لمادة الميثانول التي أودت بحياة 7 أشخاص

وطنا نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • وطنا نيوز

مهيدات : إيقاف 3 مصانع لمادة الميثانول التي أودت بحياة 7 أشخاص

وطنا اليوم:كشف المدير العام للمؤسسة العامة للغذاء والدواء، نزار مهيدات، الأحد، عن إيقاف 3 مصانع مصنعة لمادة الميثانول التي أودت بحياة 7 أشخاص في الزرقاء، مؤكدا أنه تم إغلاق مصنع من المصانع الـ3 بسبب ثبات وجود المادة في أحد الخزانات التي تحتوي على المادة الكحولية. وأوضح مهيدات أن المادة وجدت لدى الأشخاص المتوفين، مما دعا الأجهزة الأمنية ومؤسسة الغذاء والدواء لتشكيل 4 فرق السبت؛ للكشف عن أسباب وفاتهم، حيث تبين أن مادة الميثانول هي السبب وراء حالات الوفاة. وأشار إلى أن الجهات الأمنية ومؤسسة الغذاء والدواء أخذوا عينات للفحص من أكثر من موقع، وكانت النتائج أن وجود الميثانول في أرض الحادثة، مما أكد أن الميثانول هو السبب المباشر للوفاة. وتحدث عن وجود إجراءات أمنية وطبية إضافية قد تؤدي إلى أن الأشخاص، أخذوا مواد أخرى ساعدت في الوفاة. وتابع أن تصنيع الكحول قد ينتج مادة الميثانول بسبب بسيطة، لكن إذا كانت النسبة عالية قد يكون بسبب الغش في صنع المشروبات الكحولية. وأكد وجود قواعد فنية متأتية من مؤسسة المواصفات والمقاييس تتيح وجود نسبة 'بسيطة جدا' من هذه المادة في المشروبات الكحولية. وكان الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام قد أكد، الأحد، إنّ فريق التحقيق المكلّف بمتابعة التحقيق بقضية وفيات الزرقاء نتيجة تناول مادة الكحول الميثيلي ( الميثانول) تمكّن من تحديد مصدر تلك المادّة من أحد مصانع المشروبات الكحولية المرخصة . وبيّن الناطق الإعلامي أنّ فريق التحقيق عمل منذ لحظة تلقي البلاغات والتقاط العيّنات من مسرح الحادث وظهور نتائج الفحوصات المخبرية على جمع عدد كبير من العيّنات من محال بيع المشروبات الكحولية في مدينة الزرقاء، حيث عثر على مادة الكحول الميثيلي ( الميثانول ) في عدد من المنتجات الكحولية التي تم الاستدلال على أنها تنتج في ذلك المصنع وبأسماء تجارية مختلفة، وجرى على الفور التوجّه إلى المصنع المنتج لتلك المشروبات وأخذ عيّنات متنوعة من داخله لتظهر آثار لتلك المادّة داخل إحدى خزانات خطوط الإنتاج والتعبئة بعد إجراء الفحوصات المخبرية .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store