logo
الأردن عروة الوصل في المسألة السورية

الأردن عروة الوصل في المسألة السورية

عمونمنذ 7 أيام
ربما لا يعلم كثيرون أن التهدئة في السويداء ومحيطها كان للجهود الأردنية دور كبير ومؤثر فيها، ربما لأن الأردن يعمل دوما بصمت، ويدرك أن قوته في حجم تأثيره وقدرته على تغيير مسار خطط كبيرة ومؤامرات تستهدف الأقليم برمته وليس الأردن وحسب، الأردن عروة وصل لا عقدة فصل، والأردن الاستراتيجي يعي أن سلامة الوطن تكون بتأمين حدوده، وإخماد نيران محيطه، التي يسعى العدو دوما لإشعالها وإذكاء نارها، بغية تحقيق التجزئية وفرض الهيمنة، من خلال صناعة أذرع طائفية تابعة له وتأتمر بإمره، كما دأبت إيران على فعل ذلك من خلال أذرعها طيلة ثلاثة عقود وأكثر، ها هي إسرائيل تحاول استنساخ التجربة الإيرانية، مستغلة الحالة الرخوة للدولة السورية الجديدة، وصور عدم الانضباط والتجاوزات أحيانا، التي نتجت عن حل الجيش والأجهزة الأمنية بدل تطهيرها وإعادة تأهيلها، فوجدت إسرائيل الفرصة سانحة من خلال فئة فقدت بوصلتها الوطنية، لكن ما جرى كانت نتيجته عكسية، فقد تعرت المخططات وكُشفت أدواته، فعزلوا وإضعفوا وفقدوا حاضنتهم الشعبية، وتولدت قناعة لدى الأكثرية أن الدولة السورية هي الخلاص الأسلم، وأن الأخطاء يمكن تصويبها، والنهج الحكومي يمكن تعديله لصالح جميع الشركاء التاريخيين في الوطن.
نعم، كثير من دول المنطقة المعنية بالشأن السوري، والساعية إلى تمكين الحكومة الحالية، وحماية الدولة من التقسيم، تعول على الموقف والدور الأردني، ليس فقط في إطار دعم الحكومة الحالية، والسعي إلى تمكينها في أكثر من مسار، بل بتفعيل التأثير الأردني في الجنوب السوري، هذا التأثير الذي نمى خلال سنوات الثورة السورية، وإنكفاء الدولة السورية السابقة نحو دمشق، فترك ذلك فراغا مفزعا جعل من الجنوب السوري ميدانا لحركات وجماعات ومن خلفها قوى إقليمية تحاول الهيمنة على هذا الجنوب الاستراتيجي، فكان لا بد من دور أردني ما في مواجهة هذا الواقع الأمني المرعب، وقد تعمق التأثير الأردني نتيجة ثقة الأطراف المختلفة به، لمصداقيته تجاه مصالح الشعب السوري، دون أن تكون هناك مصلحة للتمدد أو الهيمنة، بل هو إدراك أن استباب الأمن في الجنوب السوري، وتمدد مؤسسات الدولة السورية باتجاهه هي مصلحة أردنية بعيدة المدى.
إن حجم معاناة الأردن طوال عقد ونصف مضى نتيجة إنفلات الحدود، وتكدس الجماعات الإرهابية، وحرب المخدرات المستمرة، كلها فرضت كُلفا أمنية وأعباء مالية وتحديات اقتصادية خانقة على الأردن، لكنه صبر وصابر، وقام بدوره الوطني والعروبي بكل صلابة وشرف، وهو الموقف الذي جابه بصمت اليوم المشروع الإسرائيل في الجنوب السوري، التيٍ عمدت إلى تغذية الفتن بل وخلقها والعمل على دعمها ومحاولة إدامتها، من أجل إيجاد جنوب سوري إن لم يكن تحت هيمنتها المباشرة، يكون في أقل تقدير تابع لسياستها ويأتمر بأمرها، كصورة مطورة من علاقة حزب الله وإيران، لكن التأثير الأردني الناتج عن مكانتها الخاصة في الجنوب السوري بين درعا والسويداء والعشائر، مكنته من لعب دور مؤثر في تحقيق التهدئة، والسعي لإعادة الأمور إلى نصابها، بالتنسيق مع الدولة السورية وعدد من الدول العربية.
إنه الأردن القوي بأثره وتأثيره، بعيدا عن الخطابات والعنتريات الإعلامية، فالمصالح العليا لا تقاس بالكلام ولا بالخطابات، إنما تتحقق بالرؤية الاستراتيجية، والخطوات المتمهلة وبعيدة الأثر، وبناء مصداقية ونزاهة جعلت من الأردن عروة الوصل ومحط الثقة بين الأطراف، وهو ما لم يتوفر عند أي طرف آخر، ونتج عن هذه الجهود أن أجهظت المخطط الأسرائيلي، وأوقفت سفك الدماء بين الأشقاء، ورجحت كفة العقل لدى أهل العقل، ونرى أن الأيام المقبلة ستشهد إنفراجات أساسية تسهم في أن يكون الجنوب السوري كاملا في حضن الدولة السورية، ففي ذلك مصلحة أردنية عليا، وحاجة إقليمية كبرى.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الأوقاف يحمّل الاحتلال مسؤولية سلامة المسجد الأقصى
وزير الأوقاف يحمّل الاحتلال مسؤولية سلامة المسجد الأقصى

عمون

timeمنذ 14 دقائق

  • عمون

وزير الأوقاف يحمّل الاحتلال مسؤولية سلامة المسجد الأقصى

عمون - أدان وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية محمد الخلايلة بأشدّ العبارات الاقتحام الاستفزازي الذي أقدم عليه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، صباح الأحد، للمسجد الأقصى المبارك تزامنا مع ما يسمى "ذكرى خراب الهيكل" لباحات الحرم القدسي الشريف والتي تمت بحماية شرطة الاحتلال والقوات الخاصة المدججة بالسلاح, والتي قامت بدورها باعتقال ثلاثة من حراس المسجد الأقصى المبارك. وقال الوزير إن هذه الاقتحامات والانتهاكات والتحريض عليها من قبل جماعات الهيكل المزعوم وبأعداد غير مسبوقة من المتطرفين هي أعمال مدانة ومرفوضة بكافة المعايير الدولية، وتنتهك حرمة هذا المكان المقدّس وتخالف القوانين والأعراف الدولية والإنسانية التي تؤكد على ضرورة احترام أماكن العبادة. وحمّل الوزير السلطة القائمة بالاحتلال كامل المسؤولية عن سلامة المسجد الأقصى وموظفيه وحراسه ومصليه، وطالبها بوقف هذه الانتهاكات الاستفزازية والتي تستهدف مشاعر ملايين المسلمين في العالم, لأن مثل هذه الأعمال توتر المنطقة وتنذر بحدوث حالة من العنف في المنطقة والعالم أجمع. وأكد أن المسجد الأقصى المبارك هو حق خالص للمسلمين وحدهم وهو جزء لا يتجزأ من عقيدتهم وأنه غير قابل للقسمة ولا للشراكة، وأن المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية تحت الوصاية الهاشمية، هي الجهة المختصة بإدارة شؤون الحرم القدسي الشريف.

الأردن يواجه حملات التحريض على سفاراته: إدانة رسمية وتأكيد على ثوابت الموقف من فلسطين
الأردن يواجه حملات التحريض على سفاراته: إدانة رسمية وتأكيد على ثوابت الموقف من فلسطين

رؤيا

timeمنذ 14 دقائق

  • رؤيا

الأردن يواجه حملات التحريض على سفاراته: إدانة رسمية وتأكيد على ثوابت الموقف من فلسطين

الهجمات تهدف إلى "الإساءة لمواقف الأردن المشرفة" في مواجهة ما وصفته بـ"حملات تحريض مستمرة"، و"اعتداءات إجرامية" استهدفت بعثاته الدبلوماسية في الخارج، أصدرت جهات رسمية أردنية إدانات حازمة، مؤكدة أن هذه الأفعال تستهدف بشكل مباشر مواقف الأردن الثابتة والتاريخية في دعم القضية الفلسطينية، وتهدف إلى زعزعة دوره المحوري في المنطقة. أبعاد الحملات ودوافعها يرى مراقبون أن هذه الحملات الممنهجة، سواء عبر الاعتداءات المباشرة أو التحريض الإعلامي، تأتي نتيجة للدور الأردني الفاعل والمتوازن في الأزمة الحالية. فالأردن، الذي يقود جهوداً دبلوماسية مكثفة لوقف الحرب، ويعد الشريان الإنساني الأبرز لقطاع غزة عبر الإنزالات الجوية والقوافل البرية، يمثل صوتاً معتدلاً وفاعلاً يزعج الأطراف المتطرفة التي تسعى لإدامة الصراع. وتهدف هذه الحملات إلى الضغط على الموقف الأردني الرسمي، ومحاولة خلق فتنة داخلية عبر التشكيك بجهوده. جاء الموقف الأبرز من لجنة الشؤون الخارجية النيابية، التي أصدرت بياناً صحفياً يوم الأحد، أدانت فيه بشدة هذه الاعتداءات. ووصفت اللجنة أعمال التخريب التي طالت السفارات الأردنية بأنها "أفعال إجرامية خارجة عن القانون". وبحسب البيان، فإن هذه الهجمات تهدف إلى "الإساءة لمواقف الأردن المشرفة"، وتتزامن مع "افتراءات إعلامية خارجية مشبوهة تحاول التشويش على الدور الأردني الداعم للأشقاء في قطاع غزة". تأكيد على ثوابت الموقف الأردني في قلب الإدانة، أكدت اللجنة النيابية على الموقف الأردني الذي لا يتزعزع، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، في دعم القضية الفلسطينية على كافة المستويات. وشددت على أن الدعم السياسي والإنساني والإغاثي هو "التزام قومي وإنساني راسخ" تجاه فلسطين. هذا الموقف يتقاطع مع ما أكدته مصادر حكومية في وقت سابق لوسائل إعلام محلية، من أن "بوصلة الأردن ستبقى دائماً موجهة نحو دعم صمود الشعب الفلسطيني"، وأن أي محاولات للتشكيك بهذا الدور مرفوضة. التحرك الدبلوماسي والقانوني أشادت اللجنة النيابية بالإجراءات الفورية التي اتخذتها وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، والتي باشرت بالتواصل مع الدول التي وقعت فيها الاعتداءات. وتهدف هذه التحركات إلى كشف هوية المتورطين والجهات التي تقف خلفهم، ومحاسبتهم بموجب القوانين والمواثيق الدولية.

"الخارجية النيابية": الاعتداءات على السفارات الأردنية أعمال إجرامية تستهدف مواقف الأردن الداعمة لفلسطين
"الخارجية النيابية": الاعتداءات على السفارات الأردنية أعمال إجرامية تستهدف مواقف الأردن الداعمة لفلسطين

رؤيا

timeمنذ 14 دقائق

  • رؤيا

"الخارجية النيابية": الاعتداءات على السفارات الأردنية أعمال إجرامية تستهدف مواقف الأردن الداعمة لفلسطين

"الخارجية النيابية" تؤكد الموقف الأردني الثابت والتاريخي في دعم القضية الفلسطينية على كافة المستويات أدانت لجنة الشؤون الخارجية النيابية، في بيان صحفي يوم الأحد، حملات التحريض المستمرة ضد الأردن، والاعتداءات التي طالت مقرات السفارات والبعثات الدبلوماسية الأردنية في الخارج. ووصفت اللجنة هذه الاعتداءات وأعمال التخريب بأنها أفعال إجرامية وخارجة عن القانون، تهدف إلى الإساءة لمواقف الأردن المشرفة الداعمة للقضية الفلسطينية. وأكدت اللجنة على الموقف الأردني الثابت والتاريخي، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، في دعم القضية الفلسطينية على كافة المستويات، وخاصة السياسية والإنسانية والإغاثية. وأشارت إلى أن هذه الحملات تضمنت "افتراءات إعلامية خارجية مشبوهة" تحاول التشويش على الدور الأردني الداعم للأشقاء في قطاع غزة. وثمّنت اللجنة الإجراءات الفورية التي اتخذتها وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بالتعاون مع الدول التي وقعت فيها الاعتداءات. وأوضحت أن هذه الإجراءات تهدف إلى كشف هوية المتورطين ومن يقف وراءهم، ومحاسبتهم على انتهاكهم للحصانة الدبلوماسية وتهديد أمن السفارات. وشددت اللجنة في ختام بيانها على أهمية احترام قواعد القانون الدولي، وخصوصاً اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، التي تكفل حماية وأمن البعثات الدبلوماسية في مختلف أنحاء العالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store