
تقرير فشل ميدانيّ وإنهاك للقوَّات... "عربات جدعون" تكشف مأزق الاحتلال في غزَّة
بعد أكثر من شهرين على إطلاقها، تبدو عملية الاحتلال المسماة "عربات جدعون" في قطاع غزة أقرب إلى إعلان فشل عسكري واضح منها إلى تحقيق أي إنجاز ميداني ملموس، مع انسحاب وحدات نخبوية من ساحة المعركة واستنزاف الفرق القتالية، وتصاعد الخلافات بين المستويين العسكري والسياسي داخل كيان الاحتلال.
ورغم الزخم الناري والتمهيد الإعلامي الضخم الذي سبق العملية التي بدأت في 17 أيار/مايو الماضي، فإن جيش الاحتلال لم ينجح في تحقيق أي من أهداف العملية المعلنة المتعلقة بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وتدمير حركة حماس، إذ يعاني من استنزاف متصاعد، وخسائر ميدانية متواصلة، ما دفعه مؤخرًا إلى سحب الفرقة 98 ولواء المظليين 646 ولواء الكوماندوز 179، وفق خبراء عسكريون.
انسحاب تحت الضغط
ورأى الخبير العسكري العقيد المتقاعد نضال أبو زيد أن عملية "عربات جدعون"، لم تحقق أهدافها رغم ما صاحبها من هالة إعلامية ضخمة ورفع سقف أهدافها، واستخدام مكثف للقوة النارية، إضافة إلى الزج بخمس فرق عسكرية إلى قطاع غزة.
وأوضح أبو زيد لصحيفة "فلسطين"، أن "الاحتلال سحب الفرقة 98 مؤخرًا، إلى جانب لواء المظليين 646 ولواء الكوماندوز 179، ما ينفي مزاعم الجيش بأن العملية انتهت بنجاح. فالعسكريون يدركون أن ذلك غير صحيح تمامًا".
وذكر أن "في العرف العسكري، عندما تتعرض وحدة ميدانية لنسبة إصابة تتجاوز 35% من قوتها، يصبح لزامًا على القيادة اتخاذ قرار بوقف العملية أو سحب القطاعات من الميدان، لأن هذه النسبة تُعرف بالنقاط الحرجة، وتؤدي إلى انكشاف ثلث القوة وفقدانها لفاعليتها القتالية".
وأشار إلى أن "ما تعرضت له الفرقة 98 من خسائر في خانيونس خلال الأسابيع الماضية، والكمائن الكثيرة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضدها، أدت إلى استنزافها تدريجيًا، وبعد انسحاب اللواءين المظلي والكوماندوز، تم اليوم سحب ما تبقى من الفرقة بالكامل".
ونوه أبو زيد إلى أن الفرقة 99 المنتشرة في المنطقة الممتدة بين بيت حانون وجباليا باتت مرشحة أيضًا للانسحاب خلال الأيام المقبلة، نتيجة الضربات المتصاعدة التي تتعرض لها في بيت حانون، وشدة العمليات التي تنفذها المقاومة في جباليا والشجاعية، وهي مناطق تُسجل فيها نسبة خسائر تقترب من النسبة الحرجة.
وأكد أن "ما يجري في الواقع هو عملية تدوير للوحدات والفرق العسكرية داخل غزة، وليس تعويضًا أو تغذية عبر جلب وحدات جديدة"، موضحًا أن المتبقي حاليًا في الميدان هو الفرقة 162 التي تقاتل في بيت لاهيا وتقتصر مهامها على عمليات دفاعية، إلى جانب الفرقة 36 المتمركزة في منطقة "مرج" بخانيونس، والفرقة المعروفة باسم "فرقة غزة" التي تقاتل في رفح.
خلاف اسرائيلي
وفي ما يخص احتمالية توسيع العمليات العسكرية التي تحدث عنها رئيس أركان الاحتلال أيال زمير، استبعد أبو زيد ذلك، مؤكدًا أن "أي فرقة يتم سحبها تحتاج، وفقًا للعرف العسكري، إلى فترة لا تقل عن 3 إلى 4 شهور لإعادة بنائها تنظيمًا وتدريبًا واستعادة حالتها النفسية والجاهزية القتالية. وبالتالي، فإن الاحتلال لن يتمكن من إعادة الزج بهذه القوات قبل 4 شهور على الأقل".
وحول التصريحات التي أطلقها وزراء في حكومة الاحتلال مثل وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش ووزير التراث، بشأن نية احتلال قطاع غزة بالكامل، وصفها أبو زيد بأنها "لا تستند إلى تقدير عسكري، بل تأتي من منطلق سياسي لا يُدرك حجم العمليات والخسائر على الأرض".
وأضاف: "من يدرك الواقع الميداني هم العسكريون، وهم الذين يدركون حجم المأزق والانسداد العسكري الذي وصل إليه الجيش في غزة، ولهذا ارتفعت حدة التصريحات من السياسيين في مقابل تصريحات متحفظة أو محذّرة من القيادات العسكرية".
واستشهد أبو زيد بتصريحات قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الذي قال إن الجيش "يتورط في عملية عسكرية طويلة ومعقدة"، وتصريحات لقائد لواء "جفعاتي" الذي دعا إلى وقف العمليات وعدم الاستمرار فيها، إلى جانب تصريح زمير نفسه الذي أقر بأن "عربات جدعون استنفدت أهدافها".
وتابع، "نحن أمام انقسام واضح بين السياسيين الذين يريدون استمرار العملية، والعسكريين الذين يدركون خطورة الوضع، حيث بلغت العمليات ذروتها ولم يعد بالإمكان الاستمرار، لأن الكلفة ستكون باهظة على جيش الاحتلال".
فشل ميداني
وفي السياق ذاته، قال الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد إلياس حنّا، إن جيش الاحتلال "يبدّل إستراتيجياته ويغيّر القوات داخل القطاع، لكن النتيجة في النهاية واحدة: فشل ميداني وتآكل في قدرات الجيش".
وأوضح حنّا -في حديث للجزيرة نت- أن (إسرائيل) انتقلت إلى إستراتيجية "عربات جدعون" بزعم استهداف قيادات في المقاومة، لكن الواقع أظهر أن "الفرقة 98 استُنزفت بشكل كبير"، سواء بهدف إراحتها تمهيدًا لجولة قادمة، أو لأن "الخسائر باتت تفوق القدرة على التحمل".
وأشار إلى أن الوحدات الخاصة، التي من المفترض أن تعمل في إطار مهام دقيقة، "أصبحت تقاتل كقوات مشاة عادية، ما تسبب في تذمر كبير داخل هذه الوحدات، لأن مهامها الأصلية تختلف تمامًا من حيث التدريب والتجهيز".
ولفت إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد تحولات في شكل العمليات، مع احتمالية وجود استعدادات لصفقة سياسية تحت الطاولة، خاصة مع زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى (إسرائيل).
وختم حنا بالقول إن التحركات السياسية قد تمهد لـ"مرحلة جديدة من العمليات أو الدخول في مفاوضات"، وهو ما يعكس إدراكًا داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن الحسم العسكري الكامل في غزة لم يعد ممكنًا.
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 5 ساعات
- فلسطين أون لاين
القسام تفجّر ناقلة جند وتوقع قتلى وجرحى شرق خانيونس
متابعة/ فلسطين أون لاين أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، عن استهداف ناقلة جند إسرائيلية في جنوب قطاع غزة، مؤكدة وقوع قتلى وجرحى في صفوف طاقمها. وأفادت الكتائب، في بلاغ عسكري، أنها تمكنت من تفجير عبوة برميلية شديدة الانفجار في ناقلة جند إسرائيلية كانت تتحرك في منطقة الزنة شمال شرق مدينة خانيونس، مما أدى إلى إصابة طاقمها، بين قتيل وجريح. وأضافت أن مجاهديها رصدوا هبوط طائرة مروحية إسرائيلية في المنطقة، يُرجح أنها قدمت لإخلاء الجنود المصابين. وفي سياق متصل، كانت القسام قد أعلنت في وقت سابق من اليوم عن قصف موقع قيادة وسيطرة للاحتلال الإسرائيلي في محور "موراج" جنوب مدينة خانيونس، بالإضافة إلى استهداف موقع عسكري قرب مدرسة دار الأرقم شرق حي التفاح بمدينة غزة، بعدد من قذائف الهاون من العيار الثقيل. ومن جهتها، بثت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد مصورة توثق عملية تفجير آلية عسكرية إسرائيلية واستهداف مجموعة من جنود الاحتلال في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. وأظهرت اللقطات التي نُشرت اليوم لحظة تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار بآلية مدرعة، تلاها إطلاق كثيف للنيران تجاه جنود تواجدوا في محيط موقع التفجير. وقالت السرايا إن العملية نُفذت بعد "رصد دقيق لتحركات القوات المتوغلة في الحي"، مؤكدة وقوع إصابات محققة في صفوف الجنود. واعترف جيش الاحتلال بمقتل 18 جندياً منذ بداية شهر يوليو الحالي ليرتفع عدد الجنود القتلى منذ بداية الحرب إلى 898 جندياً، في ظل وجود تقارير عبرية تؤكد فرض الاحتلال رقابة عسكرية مشددة وتكتيم واضح حول الأعداد الحقيقية للقتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال. ومنذ استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة في 18 مارس/آذار الماضي، كثّفت المقاومة الفلسطينية من عملياتها النوعية، عبر تنفيذ سلسلة من الكمائن المحكمة التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال، مستخدمة تكتيكات تعتمد على المفاجأة والتفجير المتسلسل وكمائن إطلاق النار داخل مناطق مدمّرة وصعبة الرصد.


فلسطين أون لاين
منذ 6 ساعات
- فلسطين أون لاين
"يحيى السنوار" يولد في ألمانيا.. وغضب "إسرائيليّ" يتفجّر!
متابعة/ فلسطين أون لاين أثار ظهور اسم "يحيى السنوار" ضمن قائمة المواليد الجدد في مستشفى جامعي بمدينة لايبزيغ الألمانية جدلًا حادًا، بعد أن اعتُبر من قبل اللوبي الصهيوني بمثابة "استفزاز"، مما دفع المستشفى لحذف المنشور وتقديم اعتذار رسمي. وكان المستشفى قد نشر، كعادته اليومية، صورة للوحة تضم أسماء الأطفال المولودين في الثالث من أغسطس/آب، بينهم اسم "يحيى السنوار"، ضمن طقس رمزي يعتمده قسم التوليد للاحتفاء بالمولودين الجدد. لكن الاسم أثار غضبًا في أوساط مؤيدين لـ(إسرائيل) ومؤثرين يهود في ألمانيا، الذين شنّوا حملة انتقادات حادة ضد المستشفى على مواقع التواصل، بسبب تشابه الاسم مع رئيس حركة حماس في غزة. ورضوخًا للضغوط، حذف المستشفى المنشور ونشر اعتذارًا قال فيه: "لم ندرك دلالة الاسم عند النشر، ونتفهم أن البعض شعر بالاستفزاز. سنكون أكثر حرصًا وحساسية في المستقبل". وبعد استفسار وجهته صحيفة "فيلت" الألمانية، أكد متحدث باسم المستشفى صحة الحساب وصحة المنشور، لكنه امتنع عن الخوض في أي تفاصيل إضافية. وسرعان ما تم حذف المنشور لاحقا. كما رفض المستشفى الإفصاح عن أي معلومات حول الوالدين، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان اختيار الاسم جاء بدافع سياسي، أم كان مجرد صدفة أو تشابه أسماء. في ألمانيا، يتمتع الوالدان بحرية واسعة في اختيار أسماء أطفالهم، طالما لا تتعارض مع "مصلحة الطفل". لكن موظفي دوائر الأحوال المدنية يملكون صلاحية رفض بعض الأسماء إن اعتبرت غير مناسبة. رغم الجدل، فإن اسم "يحيى" يعد من الأسماء العربية الشائعة، ويحمل جذورا دينية وتاريخية، وهو اسم نبي ورد ذكره في القرآن والإنجيل. وخلال السنوات الأخيرة، بدأ الاسم يكتسب شعبية متزايدة في الدول الأوروبية، وخصوصا في أوساط الجاليات العربية والمسلمة. ووفق تقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، ارتفع اسم "يحيى" 33 مركزا في تصنيف الأسماء الأكثر شيوعا في إنجلترا وويلز لعام 2024، ليحل في المرتبة 93، بعدما أُطلق على 583 مولودا في المملكة المتحدة ذلك العام. وفي فرنسا، دخل قائمة الأسماء الأسرع انتشارا بين المواليد. وفي الولايات المتحدة، ارتفع استخدامه بنسبة 40% خلال العقد الماضي، وفقا لمركز "بيو" للأبحاث.


فلسطين أون لاين
منذ 18 ساعات
- فلسطين أون لاين
حماس: حكومة نتنياهو تتحمَّل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى بغزَّة
حمّل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أسامة حمدان، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة جميع أسراها في غزة بسبب تعنتها وتهربها من التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الأسرى "يعيشون ما يعيشه أهالي غزة". وقال حمدان في كلمة مسجلة نشرتها الحركة على منصاتها الإلكترونية، أمس الاثنين، إنَّ "حكومة نتنياهو تتحمّل المسؤولية الكاملة عن حياة جميع الأسرى لدى المقاومة، بسبب تعنتها وغطرستها وتهرّبها من التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وتصعيد حرب الإبادة والتجويع ضد شعبنا". وأضاف: "في الوقت نفسه، يتحمّل نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، مسؤولية الحالة التي وصل إليها الأسير الجندي الصهيوني إيفاتار ديفيد، بسبب تصعيد الحصار والتجويع ومنع وصول الغذاء والماء والدواء إلى قطاع غزَة". وتابع: "شهد العالم على المعاملة الإنسانية التي تلقاها أسرى العدو لدى المقاومة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، طيلة مدة أسرهم، إضافة إلى اعتراف وشهادات أسرى العدو المفرج عنهم، وقد أوضحت المقاومة دوما أنهم يأكلون مما يأكل شعبنا المحاصر المجوع، ويشربون مما يشرب". وشدد على أن "معاملة المقاومة لأسرى الاحتلال تتم وفق قيم الإسلام ومبادئه السمحة، وحسب توافر الاحتياجات الإنسانية لدى شعبنا في قطاع غزة". وأوضح أن الأسرى الإسرائيليين "يعيشون ما يعيشه أهالي غزة، بينما تمارس حكومة الاحتلال الفاشية أبشع صنوف التعذيب والانتقام الوحشي والإذلال والقتل البطيء ضد أسرانا في سجونها". وطالب حمدان مجلس الأمن باتخاذ "قرارات واضحة وملزمة للاحتلال بوقف حرب الإبادة والانسحاب من القطاع وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية ووقف انتهاكاته ضد الأسرى". ومساء السبت، نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" تسجيلا مصورا يظهر فيه الجندي الإسرائيلي الأسير "أفيتار دافيد" بحالة هزال وضعف شديد نتيجة التجويع والحصار الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة. وظهر دافيد وهو يجلس على فراش أرضي في أحد الأنفاق ويسجل بقلم على أوراق معلقة على الحائط أيامه في الأسر، محاولا تدوين ما يحصل عليه من طعام شحيح، في توثيق ليوميات الجوع والألم، في حين يبدأ حديثه بالإشارة إلى تاريخ يومه وهو الأحد الماضي الذي وافق 27 يوليو/تموز الماضي. واتهم دافيد، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتخلي عنه وعن بقية الأسرى الإسرائيليين في غزة، لرفضه التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار يفضي إلى تحريرهم. وقال دافيد مخاطبا نتنياهو: "أنت بصفتك رئيس للحكومة من المفترض أن تهتم بي وبجميع الأسرى". مرارًا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين، لكن نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة. ومنذ بدئها الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023، يرتكب الاحتلال بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت إجراءاتها في مطلع آذار/ مارس الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية". وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. المصدر / فلسطين أون لاين