
في وداع زياد الرحباني.. فيروز تستقبل المعزّين في اليوم الثاني
منذ ساعات الصباح، توافد المعزون بكثافة، وكان من بينهم شخصيات سياسية بارزة، ووجوه فنية وإعلامية واجتماعية وأمنية، قدموا جميعًا للتعبير عن احترامهم لرحيل أحد أبرز رموز الموسيقى والمسرح اللبناني.
يُستمر تقبّل التعازي حتى الساعة السادسة مساءً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
بـ"صورة مؤثرة".. هذا ما قاله غسان الرحباني لـ"ريما" ابنة فيروز
في حين اختارت عائلة الرحباني الصمت وعدم الإدلاء بتصاريح على أثر رحيل العبقري زياد الرحباني، عبّر غسان الرحباني، إبن عمّ زياد، عن تضامنه مع ريما الرحباني من خلال نشر صورة لها وهي برفقة السيدة فيروز، أرفقها بتعليق مؤثّر للغاية جاء فيه: " قلبي معَكِ يا سَانِدة الأم الحزينة". وكانت الصورة قد التُقطت في مراسم دفن زياد، إلى جانبها ريما، ابنتها، التي لم تفارقها طوال الوقت. وكان غسان الرحباني قد سبق ونشر صورة لزياد الرحباني بالأبيض والأسود وعلّق عليها بالقول: "وجعي"، في تعبير يعكس مدى حزنه على فراق ابن عمّه. وفي مراسم وداع نجلها زياد الرحباني، حافظت السيدة فيروز على خصوصيتها المعهودة في مواجهة الألم، ملتحفة بصمتٍ بات أحد أوجه حضورها العميق في الوجدان اللبناني والعربي. وقد بدا هذا في صورها التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كشفت النقاب عن عظمة الأم الصامدة، فكانت درساً إنسانياً يرمز إلى لبنان. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


النهار
منذ 4 أيام
- النهار
عندما يرحل السند... تقف فيروز كأرزة صامدة!
قبل أن يكون زياد الرحباني فناناً ومبدعاً وأسطورةً استثنائية جمعت كلّ اختلافات لبنان على محبّته، كان الولد البار المحب، ليترك اليوم والدته كالأم الحزينة، "بلا ولا شي". ففي الأمس، حيث اللقاء الأخير، ودّعت السيدة فيروز زيادها، لابسةً ثوب القوة وحاملةً في أعماقها أحزاناً لا تحصى ولا تعدّ، رافقته من بيروت، من شارع سبيرز، وحي الأشرفية، وصولاً إلى بلدة المحيدثة في بكفيا. ووسط الحضور الشعبي الكثيف، وقرع الأجراس، وتناثر الورد والأرز على الموكب الجنائزي، كانت فيروز والناس "العاديين" وحدهم صامتين ومحزونين، في حالة هزيمة لرحيل هذه العبقرية، مشاركين في الصلاة على روح الفقيد، ومرافقين السيدة فيروز إلى كنيسة "رقاد السيدة" حيث دُفن زياد. وكانت اللحظة الأكثر تأثراً في هذا اليوم، ظهور الفنانة الكبيرة فيروز بعد غياب طويل، إذ بدت متماسكة رغم الألم البالغ. ورغم وضعها نظارة شمسية، إلا أن الحزن كان أكبر من أن يحجب بعدسات سوداء، ليشعر كلّ لبنان بألمها وليصفها الكثيرون بالأرزة الصامدة. علاقة فيروز بزياد الرحباني، لم تكن مجرّد علاقة أم بابنها، بل تميّزت بطابع فني خاص، حيث كان زياد كاتبٌ لصوتها، وملحنٌ لمشاعرها، عكسا معاً هموم الناس وآمالهم وأحلامهم بفنٍ لا ينسى ولا يندثر. أما اليوم، وبعد رحيله، فقد تغني فيروز "كيفك إنت" لزياد، و"سألوني الناس" لتتذكر زياد، و"إلى عاصي" لتترحّم على والد زياد وزياد، و"إيه في أمل" لتصمد في حزنها من دون زياد و"ولا كيف" لتتناسى آلام الفقدان والإشتياق لزياد. فيروز التي أثار صمتها دهشة العالم في جنازة حبيبها، وسندها، فكيف لصوتها العظيم ألا يصمت حين يغيب من كان يكتب كلماته ويلحّن نبضه؟


الميادين
منذ 5 أيام
- الميادين
في وداع فنان الشعب زياد الرحباني
سألتني صديقة خلال مشاركتي في وداع فنان الشعب زياد الرحباني، عن إمكانية كتابة نص في مشاهدتي للحشود التي جاءت من كل لبنان لوداعه وإلقاء النظرة الأخيرة عليه، وعما يعنيه لي هذا الرحيل، وما يثيره في نفسي من وجع وحزن. كان البكاء والحزن يلفان قلوب محبيه وهم يتذكرون مآثره، يستعيدون تألقهم لا مودعين له فحسب، بل كمواطني لبنان الذين لن تكسر شوكتهم تجاوزات اللصوص الكبار في الدولة وأقبيتها، ولن تحول دون جسارتهم في الدفاع عن قضايا شعبهم ووطنهم، ولن تضعف عزيمتهم في قول الحق كما علمهم زياد الرحباني. نعم، ليس تفصيلاً رحيل فنان الشعب زياد الرحباني، لقد تيتمت بيروت بأهلها. شوارعها وأزقتها وحاناتها وناسها البسطاء "الغلابة". طوى الموت هذه القامة الإبداعية، لينتزع منها ما تبقى من طاقات خلق وعطاء لم تقتصر على الموسيقى والغناء والمسرح فحسب، ولم تكن نصوصه المسرحية والغنائية مجرد وسيلة لاكتشاف جذور الخراب الذي حل بوطنه، فرآه يتهاوى أمام عينيه مثل حطب أكله السوس، وعبثت به ديدان السياسة وتجار الدين والدم. تلك التي أجهزت على آماله في هذا الوطن الذي أخذ من عمره، وتعبه، وعرقه وإبداعه الكثير لكي يكون وطناً خالياً من الطائفية والمذهبية ومكرساً للمواطنة والعدالة الاجتماعية التي تجعل من اللبناني عزيزاً وغير مهانٍ! يقول الفيلسوف الألماني كانط: "ليس الموت إلا القِناع الذي يخفي نشاطاً أكثر عمقاً وأقوى مغزى". كم ينطبق هذا القول لكانط عن هذه القامة الإبداعية التي لا مثيل لها، بلغتها وحكاياتها وسخرياتها من الواقع المرير، ولكن اختار أن يرحل قبل اكتشاف ما تبقى من مشاهد الانهيار.. مصادره وأوهامه. منذ البداية تمرد زياد الرحباني على الرومنطقية الرحبانية العائلية، وشق لنفسه "لحناً" من قلب الواقع، وكانت أعماله المسرحية الناقدة المريرة للواقع الذي تختلط فيه الرؤى والكوابيس، والابطال بالمزيفين وشذاذ الآفاق، ولكن صور تلك الأعمال وتراكيبها الناقدة منحت الأمل لمن يبحثون فيها عن بارقتها لإطفاء منابت خيباتهم. حاول الرحباني أن يتعايش مع هذا التناقض بين أحلام المبدع وأوهامه، ويوحدها مع تطلعات جمهوره وجفوة الحياة ومرارتها معهم، وهو ما فعله مع المرض منذ أن داهمه فكسر فيه القدرة على الاكتشاف واليقين وفك الاشتباك مع رموز وأشكال وأوهام وآمال لم يبق منها في واقع الحياة غير مشهد واحد، سقوط مرير في الخيبة. رحل زياد الرحباني وبقي منه عطاء إبداعي يجدد معانيه في كل يوم جمهوره بكافة تلاوينه الحزبية، والشعبية والاجتماعية. إذ ليس في رؤياه ما يقبل الانغلاق.. وتلك كانت مأثرته الكبرى.