
الشروخ النفسية والاجتماعية في مواجهات السويداء
لكنّ بعض الأعمال القائمة على أساس الإهانة والحقد والشماتة والإذلال «المتبادل» هي الأخطر، لأنها تستمر طويلاً في النفوس، وتلد نوعاً آخر من الأحقاد... وهكذا.
ما يجري حاليّاً من حرب قبيحة في منطقة السويداء، جبل العرب، في جنوب سوريا، يجب على العقلاء -داخل سوريا- التدخّل فيها؛ لأنها من أخطر وأبشع وأقبح الحروب، بسبب آثارها على العلاقات الطبيعية بين الناس في سوريا.
الدروز جزءٌ أصيلٌ وقديمٌ من النسيج السوري، وعشائر حوران والسويداء من السنّة كذلك، والعربُ يقطنون حوران منذ ما قبل الإسلام، من أيام الغساسنة، وربما أقدم من ذلك.
لا يزايد أحدٌ على أحد، والعلاقات بين الناس، اجتماعياً وثقافياً، قديمة، وفيها كل ما في علاقات الجيران «العادية» شدّ وجذب، وصفاء وكدَر، إمّا بسبب التنافس التقليدي على الماء والمرعى والتجارة، وإمّا بسبب تهييج خارجي، لكن «الحوارنة» وبدو حوران، وأهل الجبل، ظلّوا عبر التاريخ جيراناً وشركاء في إقليم واحد.
هذا ما يجب استعادته اليوم، فهو «صمغ» الوحدة بين الناس والتناغم. هناك شيطنة متبادلة، خاصّة في ساحات السوشيال ميديا، المفلوتة، أو المرعيّة أحياناً من جهات جاهلة، أو عالمة بهدفها: «الفتنة».
حول صورة الدروز، بني معروف، في الصورة العربية الطبيعية أسوقُ لكم بعض الأمثلة العابرة:
النائب الأردني السابق، والمحامي والكاتب فيصل الأعور ذكَّرنا بمقالة له حول هذا الأمر، بما قاله أحد أشهر شيوخ البادية الأردنية العربية، الشيخ «حديثة الخريشا» من شيوخ قبيلة بني صخر، عن الدروز، حين قال:
العزّ عزّ الله والي الأنفاس والعزّ الآخر لابسين العمايم
عزّك بني معروف عالخيل جِلاّس وبمقابل الجمعين كلهم لزايم
يا الله يا والياً كل الأنفاس تَكُفُّ عنهم شر عايب وظالم
ومن أشهر ما قِيل عن الدروز في سياق النضال من أجل القضية الوطنية العربية والإسلامية، ما قاله أمير الشعراء، أحمد شوقي:
وَما كانَ الدُروزُ قَبيلَ شَرٍّ وَإِن أُخِذوا بِما لَم يَستَحِقّوا
وَلَكِن ذادَةٌ وَقُراةُ ضَيفٍ كَيَنبوعِ الصَفا خَشُنوا وَرَقُّوا
لمّا طارد الفرنسيون، ثم الإنجليز، سلطان الأطرش ورفاقه، لم يجدوا مهرباً إلا لـ«ابن سعود»، الملك العربي الأبيّ، عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل، وعن ذلك قال الأديب والسياسي العربي الإسلامي الإصلاحي شكيب أرسلان فيما كتبه: «ولمَّا أنذر الإنجليزُ الثُوّارَ السوريين بمغادرة (واحة الأزرق) أو أن يستسلموا إلى الفرنسيين، اضطر نحو ألف للاستسلام، لكن شقيقي عادل وسلطان باشا الأطرش وغيرهما من القُوَّاد أبوا الاستسلام، وقالوا للإنجليز: نحن قاصدون إلى أرض ابن سعود، فليس لكم أن تلحقونا إلى هناك، وليس لكم في أرض ابن سعود أدنى يد علينا».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت العدالة
منذ 2 ساعات
- صوت العدالة
'صفا ومروة… والهرولة خارج شعائر الله!'
بقلم: دواي طارق في زمن تتعدد فيه الأقنعة، وتغيب فيه النية، صرنا نرى طوابير من الساعين… لا إلى الحق، بل خلف مصالحهم. ساعون هرولوا بين الصفا والمروة، لا كما أمر الله، بل كما أمرهم ذكاؤهم الماكر في التحايل على القانون، وتطويعه حتى صار القانون نفسه أداة مرنة في يد من يمسك بالقلم لا بالميزان. هم ليسوا بسطاء، بل فقهاء قانون،أشخاص امتهنوا النصوص لا لتطبيقها بعدل، بل لتدويرها مثل عجلة الحظ، فيخرج منها دوماً الرابح نفسه،المتحايل،هؤلاء لا يشبهون الطغاة الذين يهدمون القانون علناً… بل هم أخطر !يعبدونه في الظاهر، ويذبحونه في السر. هم يعلمون الفروق الدقيقة بين 'الفقرة' و'العبارة'، ويعرفون كيف يصوغون مرسوماً بوجهين، ويحررون عقداً له لسانان: لسان للعلن ولسان للبنوك. المشي بين الصفا والمروة… شعيرة،لكن مشي هؤلاء هرولة مشبوهة بين مصالح متضاربة، بين كرسي وكرسي، بين مصلحة حزب ومصلحة جيب. نسوا أن السعي الذي شرعه الله كان طاعةً، لا مناورة، وكان إخلاصاً لا التواءً. رئيس حكومة؟ ووزير عدل؟ ونواب؟كلهم في مسيرة قانونية… لكن أين الوجهة؟هل يطوفون حول مصلحة الشعب؟ أم أنهم عاكفون حول مصالحهم؟يرفعون شعار 'دولة القانون'، لكنهم أول من يغرس المسامير في نعشه. يدّعون حماية الدستور، وهم أول من يشوه روحه بلغة باردة في مذكرات تفسيرية ملتوية.والمثير أن المواطن البسيط حين يُخطئ، يُسحق تحت عجلة القانون، أما هم، فالقانون نفسه يقف ليحيّيهم، ويمنحهم ممرًا آمناً،نعم، لقد أبدعوا في الهرولة هرولة تشبه رقصة الظلال… لا تثبت على موقف، ولا تمسك بمبدأ. يركضون، يتسابقون، يتناوبون على تبرير القرارات والتعيينات والتراجعات، حتى نسينا ملامح الحقيقة تحت غبار خطبهم. أين هي العدالة؟ هل اختبأت بين دفتي الدستور؟ أم ضاعت في دهاليز المحاكم؟هل يعقل أن تكون 'المشروعية' أداة للمكر؟ أم أن 'النية' أصبحت شيئاً منسيّاً في عُرف المشرّعين الجدد؟ لا يا سادة، لا يليق أن نُشبّه ما تفعلونه بشعيرة من شعائر الله. الشعائر تُؤدّى بنقاء، وأنتم تسعون بالقلوب الميتة. تمشون، تسرعون، تبرّرون، وتظنون أنكم تطوفون… لكن الطواف لا يُقبل بنية ملتوية


جريدة الصباح
منذ 5 ساعات
- جريدة الصباح
جلالة الملك يهنئ الرئيس المصري بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليوز
بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر، بمناسبة تخليد بلاده لذكرى ثورة 23 يوليوز. وأعرب جلالة الملك في هذه البرقية، باسم جلالته الخاص وباسم الشعب المغربي، عن أطيب التهاني للسيسي، 'راجيا من الله تعالى أن يعيد هذا اليوم الوطني المجيد على الشعب المصري الشقيق بمزيد الرخاء والازدهار'. ومما جاء في البرقية 'كما أود، بهذه المناسبة السعيدة، أن أجدد لفخامتكم اعتزازي بالعلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع بلدينا، والتي لي كامل اليقين أنها ستواصل تطورها المطرد بفضل إرادتنا المشتركة وتنسيقنا المستمر في خدمة مصالح وتطلعات شعبينا الشقيقين'.


طنجة نيوز
منذ 12 ساعات
- طنجة نيوز
تهنئة من السيد محمد بولعيش، رئيس جماعة اكزناية، بمناسبة الذكرى الـ26 لعيد العرش المجيد
بمناسبة حلول الذكرى السادسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده على عرش أسلافه المنعمين، يتشرف السيد محمد بولعيش، رئيس جماعة اكزناية، أصالة عن نفسه ونيابة عن كافة أعضاء المجلس، بأن يرفع إلى السدة العالية بالله أسمى عبارات التهاني وأصدق مشاعر الولاء والإخلاص، مقرونة بخالص الدعاء لجلالته بدوام الصحة والعافية وطول العمر. سائلاً المولى عز وجل أن يُعيد هذه المناسبة الوطنية المجيدة على جلالته باليُمن والبركات، وأن يقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة، وأن يحفظه في شقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. وإننا في جماعة اكزناية، إذ نجدد بهذه المناسبة المباركة ولاءنا وارتباطنا المتين بأهداب العرش العلوي المجيد، نسأل الله أن يديم على بلدنا الأمن والاستقرار، وأن يحقق على يدي جلالة الملك كل ما يصبو إليه شعبه الوفي من تنمية وازدهار. إنه سميع مجيب الدعاء.