
قتيل وجرحى في قصف إسرائيلي على مقر الهلال الأحمر بغزة/حماس تساوم على السلاح.. وواشنطن تصطدم بشرط الدولة/السودان.. قوى مدنية تبدأ حملة لتصنيف "الإخوان" منظمة إرهابية
2025.
أ ف ب: قتيل وجرحى في قصف إسرائيلي على مقر الهلال الأحمر بغزة
أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الأحد، مقتل أحد موظفيه وإصابة ثلاثة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف مقر الجمعية في خان يونس بغزة.
ونشرت المنظمة الإنسانية بياناً على منصة إكس قالت فيه «مقتل موظف في الهلال الأحمر الفلسطيني وإصابة ثلاثة آخرين عقب استهداف قوات الاحتلال مقر الجمعية في مدينة خان يونس»، مضيفة أن «النيران اشتعلت في الطابق الأول من المبنى».
وأظهر مقطع فيديو قال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه «يلتقط اللحظات الأولى للهجوم»، النيران وهي تشتعل في مبنى تناثر الركام حوله. ويأتي ذلك بعد يومين من زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لمركز توزيع مساعدات في غزة مدعوم من الولايات المتحدة، في إطار تفقده الجهود لإدخال المواد الغذائية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر.
وأعلن الدفاع المدني في غزة أن 32 فلسطينياً على الأقل قتلوا السبت في القصف والغارات في مناطق مختلفة من قطاع غزة، بينهم 14 قتلوا «بنيران الجيش الإسرائيلي» قرب مراكز لتوزيع المساعدات تديرها مؤسسة غزة الإنسانية.
وقُتل ثمانية مسعفين من الهلال الأحمر وستة من الدفاع المدني في غزة وواحد من وكالة الأونروا في هجوم شنته القوات الإسرائيلية في جنوب غزة في آذار/مارس، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
ويتكوف يلتقي عائلات الرهائن في تل أبيب
التقى المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، في وقت تتزايد المخاوف إزاء مصيرهم مع تصاعد حدة الأزمة الانسانية في القطاع بعد نحو 22 شهراً على الحرب.
وصفق عدد من المتظاهرين لدى وصول ويتكوف الى "ساحة الرهائن" في تل أبيب، وناشده مئات الأشخاص الذين تجمعوا تقديم المساعدة، قبل أن يعقد اجتماعاً مغلقاً مع عائلات المخطوفين أثناء هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وعقب الاجتماع نشر المنتدى بياناً قال فيه إن ويتكوف قدم التزاماً شخصياً بأن يسعى هو وترامب لإعادة الرهائن.
وأظهرت مقاطع فيديو على الانترنت وصول ويتكوف للقاء "منتدى عائلات الرهائن"، بينما كان أقاربهم يهتفون "أعدهم إلى ديارهم" و"نحتاج إلى مساعدتك".
وجاءت زيارة مبعوث الرئيس دونالد ترامب الى تل أبيب غداة زيارته مركزا لـ"مؤسسة غزة الانسانية" المدعومة من الولايات المتحدة، للوقوف على آليات إدخال المواد الغذائية إلى القطاع الفلسطيني المدمر والمحاصر، وحيث تحذر الأمم المتحدة ومنظمات دولية من المجاعة.
وفي المساء، تجمع نحو 60 ألف شخص في الساحة ذاتها للمطالبة بالإفراج عن الرهائن، بحسب المنتدى.
من بين 251 رهينة احتجزوا خلال هجوم حماس الذي أشعل شرارة الحرب، لا يزال 49 محتجزين في غزة، من بينهم 27 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.
كان ويتكوف زار الجمعة قطاع غزة، واعداً بزيادة المساعدات مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل على خلفية الأوضاع الكارثية في القطاع.
رويترز: مقتل فلسطيني وإصابة سبعة برصاص مستوطنين في الضفة الغربية
قالت وزارة الصحة الفلسطينية السبت إن فلسطينيا يبلغ من العمر 24 عاما قتل برصاص مستوطنين في الضفة الغربية.
وذكرت الوزارة في بيان "استشهاد الشاب معين صبحي محمد أصفر برصاص مستوطنين في بلدة عقربا بنابلس".
ولم يصدر بعد بيان من الجيش الإسرائيلي عن الواقعة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه تعامل مع سبعة إصابات بين المواطنين الذين سقطوا في مواجهات مع مستوطنين في بلدة عقربا.
وتشير بيانات رسمية فلسطينية إلى مقتل 1012 فلسطينيا وإصابة نحو سبعة آلاف على يد الجيش الإسرائيلي ومستوطنين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية فضلا عن اعتقال أكثر من 18 ألفا وذلك منذ انطلاق الحرب في غزة في أكتوبر 2023.
سكاي نيوز: بن غفير من باحة المسجد الأقصى: يجب احتلال قطاع غزة بالكامل
دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، يوم الأحد، إلى "احتلال كامل لقطاع غزة" و"إعلان السيادة الإسرائيلية على القطاع".
وقال بن غفير من باحة المسجد الأقصى: "يجب أن نحتل كامل قطاع غزة ونعلن السيادة على كل القطاع ونشجع على الهجرة الطوعية".
وتابع: "مقاطع الرعب التي تنشرها حماس تهدف إلى الضغط على دولة إسرائيل. ومن هذا المكان الذي أثبتنا فيه أنه يمكن فرض السيادة، يجب أن نوجه رسالة واضحة: أن نحتل كامل قطاع غزة، ونعلن السيادة عليه، ونقضي على كل عنصر من حماس، ونعمل على تشجيع الهجرة الطوعية".
وأضاف بن غفير أن "هذه هي الطريقة الوحيدة لاستعادة الأسرى والانتصار في الحرب"، بحسب تعبيره.
وفي وقت سابق من الأحد، أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأن 1251 مستعمرا، يتقدمهم بن غفير، اقتحموا المسجد الأقصى.
وقالت دائرة الأوقاف: "قاد بن غفير، صباح اليوم، مسيرة استفزازية للمستعمرين، برفقة عضو الكنيست من حزب "الليكود" الإسرائيلي عميت هاليفي".
وأشارت إلى أن "المستعمرين أدوا طقوسا تلمودية، ورقصات، وصراخٍ عمّت أرجاء المسجد"، لافتة إلى أن"المتطرف بن غفير، قاد بعد منتصف الليلة الماضية، مسيرة استفزازية للمستعمرين للبلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، لمناسبة ما يسمى ذكرى خراب الهيكل".
تحول أميركي في مفاوضات غزة.. "كل شيء أو لا شيء"
كشفت مصادر لموقع "أكسيوس" عن تحوّل كبير في الاستراتيجية الأميركية بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن، إذ تسعى إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى التخلي عن سياسة الاتفاقات الجزئية لصالح اتفاق شامل، يعيد جميع الرهائن دفعة واحدة وينهي الحرب بشروط أبرزها نزع سلاح حركة حماس.
من "النهج المرحلي" إلى "الكل أو لا شيء"
وخلال اجتماع استمر ساعتين في تل أبيب، قال المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف لعائلات الرهائن الإسرائيليين إن ترامب يرغب في تغيير جوهري في نهج التفاوض، مؤكداً أن "الاستراتيجية السابقة فشلت في تحقيق نتائج ملموسة"، وأن الإدارة الأميركية تتبنى حاليا سياسة "الكل أو لا شيء".
وأوضح ويتكوف أن الخطة الجديدة "تحمل بارقة أمل"، دون أن يكشف عن تفاصيلها، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية باتت مقتنعة بأن المفاوضات التدريجية استنفدت أغراضها.
خلفية الموقف الأميركي
تأتي هذه التصريحات في ظل جمود طويل في المفاوضات، بعد اتفاق جزئي تم التوصل إليه في يناير الماضي وأدى إلى إطلاق 33 رهينة، قبل أن تنهار المرحلة التالية إثر استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في مارس.
وبحسب "أكسيوس"، فإن ترامب كان يفضل منذ البداية اتفاقا شاملا، إلا أنه دعم خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المرحلية مراعاةً لحسابات الداخل الإسرائيلي. غير أن الضغوط المتزايدة من عائلات الرهائن، وتراجع ثقة الرأي العام بجدوى الصفقات المجزأة، دفعت واشنطن إلى إعادة النظر جذرياً في المسار التفاوضي.
نحو تفاهم أميركي–إسرائيلي؟
قال مسؤول إسرائيلي إن ويتكوف بحث مع نتنياهو إمكانية التحول إلى اتفاق شامل يتضمن إطلاق جميع الرهائن ونزع سلاح حماس، في إطار تفاهم جديد قيد التبلور.
لكن مصادر أخرى مطلعة على سير المفاوضات أكدت أن الخيار المرحلي لا يزال مطروحاً، مع اقتراح بوقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً مقابل إطلاق 10 رهائن أحياء و18 من جثامين الرهائن.
في أول رد على تصريحات المبعوث الأميركي، أكدت حركة حماس أنها ترفض أي طرح لنزع السلاح ما لم يتم الاتفاق على إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، معتبرة أن الطرح الأميركي "منحاز بشكل كامل لإسرائيل" ولا يعكس موقفاً تفاوضياً محايداً.
وأشار ويتكوف إلى أن عدداً من الحكومات العربية تضغط على حماس للقبول بخطة نزع السلاح، في محاولة لإنهاء الحرب وتحقيق انفراجة سياسية في الملف الفلسطيني.
مشهد ضبابي ومفترق طرق
يرى مراقبون أن الملف التفاوضي بلغ نقطة مفصلية: فإما الذهاب نحو اتفاق شامل يعيد الرهائن وينهي الحرب، أو البقاء في دوامة الصفقات الجزئية التي أثبتت محدوديتها.
وبينما لا تزال إسرائيل مترددة في الحسم، وتُبقي حماس على موقفها، يبدو أن واشنطن تستعد لتصعيد الضغط السياسي والدبلوماسي في الأسابيع المقبلة، لإعادة الإمساك بخيوط اللعبة في غزة.
الجيش السوري و"قسد" يتبادلان الاتهامات بشأن هجوم منبج
تبادلت وزارة الدفاع السورية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ليل السبت -الأحد، الاتهامات بشن هجوم في ريف مدينة منبج شمال شرق محافظة حلب.
وقالت وزارة الدفاع السورية إن هجوما نفذته "قسد" في ريف مدينة منبج، أدى إلى إصابة أربعة من أفراد الجيش وثلاثة مدنيين.
ووصفت الهجوم بأنه "غير مسؤول وأسبابه مجهولة".
وفي وقت لاحق، قالت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة السورية : "تقوم وحدات الجيش في هذه اللحظات بتنفيذ ضربات دقيقة تستهدف مصادر النيران التي استخدمتها (قسد) في قصف قرية الكيارية ومحيطها بريف منبج".
وأضافت: "تمكنت قواتنا من رصد راجمة صواريخ ومدفع ميداني تم استخدامهما في الاعتداء بمحيط مدينة مسكنة الواقعة شرق محافظة حلب، كما تمكنت القوات من صد عملية تسلل قامت بها قوات قسد على إحدى نقاط انتشار الجيش بريف منبج قرب قرية الكيارية".
من جهتها، رفضت "قسد" تصريحات وزارة الدفاع السورية حول تعرض نقاطها لهجوم من قبل قوات سوريا الديمقراطية.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان إن "قواتنا تستخدم حقها بالدفاع المشروع بعد هجمات دير حافر (...) فصائل غير منضبطة تواصل استفزازتها في مناطق التماس في دير حافر".
وأكدت "قسد" ضرورة احترام التهدئة.
يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية قد وقعت اتفاقا مع الحكومة السورية، في مارس الماضي، للانضمام إلى مؤسسات الدولة السورية. ولم يحدد الاتفاق كيفية دمج "قسد" مع الجيش السوري.
حماس تساوم على السلاح.. وواشنطن تصطدم بشرط الدولة
وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة وانهيار المسارات الدبلوماسية، فجّرت زيارة مبعوث الرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى القطاع سلسلة من المواقف الحادة، بعدما زعم أن حماس أبدت استعدادًا لتسليم سلاحها، الأمر الذي قوبل برفض قاطع من الحركة التي اشترطت "إقامة دولة فلسطينية مستقلة" قبل أي نقاش حول السلاح.
في زيارة رافقتها الكاميرات منذ لحظة وصوله إلى قطاع غزة، ظهر ويتكوف متجولًا في مراكز الإغاثة، متحدثًا لاحقًا عن "خطة أميركية شاملة" تهدف إلى إنهاء الحرب واستعادة المحتجزين، بحسب ما نقلته صحيفة هآرتس العبرية. لكن المبعوث الأميركي سرعان ما أثار جدلًا سياسيًا بحديثه عن "انفتاح" حماس على التخلي عن السلاح، وهو تصريح نقلته هيئة البث الإسرائيلية، واعتبرته الحركة "افتراءً" لا أساس له.
وفي تل أبيب، وعقب لقائه بعائلات الرهائن، قال ويتكوف إن الحديث عن وجود مجاعة في غزة "مبالغ فيه"، مشيرًا فقط إلى "نقص حاد في الغذاء". وهو ما وصفته حماس بـ"محاولة لتلميع صورة إسرائيل"، معتبرة أن الزيارة كانت "مسرحية"، تهدف إلى خلق انطباع زائف حول الجهود الإنسانية الإسرائيلية.
في رد مباشر وسريع، شددت حركة حماس على أن سلاحها "خط أحمر"، ولن يتم التخلي عنه إلا في إطار تسوية تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967.
وأصدرت الحركة بيانًا اعتبرت فيه أن تصريحات ويتكوف "تشويه متعمد للمواقف"، وأن ما تم تداوله لم يُطرح أساسًا في مفاوضات وقف إطلاق النار.
كما اتهمت حماس المبعوث الأميركي بـ"الانحياز الكامل للرواية الإسرائيلية"، معتبرة أن تصريحاته "تمس بمصداقية الدور الأميركي" وتفشل أي وساطة محتملة في المستقبل.
وفي حديثه إلى برنامج "التاسعة" على سكاي نيوز عربية، قال إبراهيم المدهون، مدير مؤسسة "فيميد" الفلسطينية للإعلام، إن ويتكوف "أخطأ حين حمّل حماس مسؤولية فشل المفاوضات"، متهمًا إياه بالانخراط في "دعاية رخيصة للمؤسسة الإسرائيلية".
المدهون رأى أن المبعوث الأميركي "يتماهى مع الرؤية الإسرائيلية" ولا يمكن أن يلعب دور الوسيط، مؤكدًا أن "الحديث عن السلاح لم يُطرح في أي مفاوضات رسمية أو غير رسمية"، وأن ما نقله الوسطاء "كان شفوياً وغير موثق".
وأضاف أن ويتكوف "تحدث باسم حماس دون تفويض أو اتصال بالحركة"، معتبرًا أن تصريحاته "مشوشة وغير دقيقة"، وأنه "أدار المفاوضات بطريقة فاشلة" دفعت حماس إلى إعلان تعليقها للمحادثات إلى حين إنهاء المجاعة في غزة.
ما وراء الكواليس
تأتي هذه التصريحات في وقت حرج تعيد فيه الإدارة الأميركية، بقيادة دونالد ترامب، النظر في مقاربتها للملف الفلسطيني – الإسرائيلي. فقد كشف موقع أكسيوس أن وزير الخارجية ماركو روبيو أبلغ عائلات الرهائن الإسرائيليين أن البيت الأبيض يبحث عن "خيارات جديدة" بعد ستة أشهر من فشل المفاوضات.
وبينما تُتهم واشنطن بعدم الحياد، كشفت التطورات الدبلوماسية الأخيرة أن الولايات المتحدة باتت "معزولة" في ملف غزة، خاصة بعد مؤتمر نيويورك الذي دعت إليه فرنسا والسعودية، حيث برز إجماع دولي متزايد على ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأكد المدهون أن اسرائيل"فشلت في الحسم العسكري"، وتلجأ حاليًا إلى "سيف التجويع" لتركيع سكان غزة، وهو ما يعرقل – بحسب رأيه – أي مفاوضات واقعية، في ظل وضع إنساني كارثي لا يمكن القفز عليه.
وأضاف أن حماس لن تعود إلى طاولة المفاوضات طالما استمر الحصار والجوع، مشيرًا إلى أن الحركة "اضطرت للانخراط في مفاوضات بضغط أميركي، لكنها لن تُقدّم تنازلات مجانية".
الحسابات الإسرائيلية والموقف الدولي
برأي المدهون، فإن سلوك الإدارة الأميركية أضر كثيرًا بالموقف التفاوضي، ودفع دولًا أخرى إلى التحرك بمفردها خارج العباءة الأميركية، معتبرًا أن مؤتمر نيويورك "قد يهدد المسار الأميركي بالكامل"، ويكشف عجز واشنطن عن تأمين اتفاق وقف إطلاق نار حقيقي.
وفيما تعوّل حماس على صمودها الداخلي وتأييد الشارع الفلسطيني، فإن الحركة تدرك أيضًا – كما قال المدهون – أن "عدالة القضية الفلسطينية، وتضحيات الشعب، حرّكت الرأي العام العالمي"، ودفعت باتجاه إعادة طرح مشروع الدولة الفلسطينية.
ما بين اتهامات "بالمسرحية" وردود "مشروطة"، يطفو مجددًا سؤال محوري: هل الولايات المتحدة تسعى فعلًا إلى وقف الحرب أم إلى فرض شروط استسلام على حماس؟
المواقف المتضاربة، وتصريحات ويتكوف، تؤكد أن الطريق إلى تسوية حقيقية ما زال بعيدًا، طالما أن السيف الاقتصادي ما يزال مشرعًا في وجه غزة، وطالما أن الوسيط الأميركي لا يتحدث بلغة الحياد، بل بلغة الاحتلال، كما عبّر عنها المدهون.
في ظل الانقسامات الحادة، تبدو واشنطن أمام تحدي إعادة تعريف دورها في الملف الفلسطيني، وتجاوز حالة "العزلة السياسية" التي أشار إليها تقرير أكسيوس. أما حماس، فهي تربط مصير سلاحها بمستقبل الدولة، وترفض أن يُطرح الملف العسكري خارج إطار حل سياسي شامل.
السودان.. قوى مدنية تبدأ حملة لتصنيف "الإخوان" منظمة إرهابية
أطلق التحالف المدني السوداني لقوى الثورة "صمود" والذي يضم نحو 100 كيان سياسي وأهلي ومهني وديني، حملة تهدف للبدء في خطوات قانونية ودبلوماسية، لتصنيف تنظيم الإخوان كجماعة إرهابية، استنادا لـ 11 سببا تضمنها بيان صادر عن التحالف، الجمعة.
وشملت الأسباب، إشعال الحرب الحالية المستمرة في البلاد منذ منتصف أبريل 2023، إضافة إلى رفض الجهود السلمية الداعية لوقفها.
واتهم التحالف تنظيم الإخوان، بمحاولاته المتكررة للاستيلاء على السلطة بالقوة ودعم الانقلابات العسكرية وآخرها انقلاب أكتوبر 2021.
كما اتهمه بارتكاب عمليات إبادة جماعية أدت إلى مقتل مئات الآلاف في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان خلال الحروب التي اندلعت في تلك المناطق في العام 2003.
تاريخ "الإخوان" في السودان
وتعود علاقة تنظيم الإخوان بالسودان إلى أواخر أربعينيات القرن الماضي، عندما بدأ في الظهور في شكل شبكات صغيرة ومحدودة، لكن سرعان ما وسع قاعدته وتمكن من بناء شبكات له داخل الأجهزة الأمنية من أجل تحقيق طموحاته في الوصول إلى الحكم.
وبالفعل، استخدم تلك الشبكات في تنفيذ أول محاولة انقلابية في العام 1959، أي بعد ثلاث سنوات من استقلال البلاد من الحكم الإنجليزي في 1956.
واستمرت تلك المحاولات الفاشلة حتى العام 1989 عندما نفذوا بنجاح انقلاب المخلوع عمر البشير الذي حكم البلاد 30 عاما.
تغيير الوجه والمضمون واحد
وخلال العقود السبع الماضية، غير التنظيم مسمياته عدة مرات فمن حركة التحرير الإسلامي تحول إلى تنظيم الإخوان، ثم جبهة الميثاق، ثم الجبهة الإسلامية، وأخيرا المؤتمر الوطني الذي تفرع منه المؤتمر الشعبي في تسعينيات القرن الماضي.
وتتزايد المخاوف من أن يستخدم التنظيم قاعدته المالية الضخمة في تمويل أنشطة إرهابية عابرة للحدود على غرار ما حدث في تسعينيات القرن الماضي عندما تورط في دعم وتمويل عمليات إرهابية كبيرة كانت سببا في إدراج اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب والتي أقعدت الاقتصاد السوداني أكثر من 27 عاما وكبدته خسائر مباشرة وغير مباشرة قدرت بنحو 700 مليار دولار.
ويقدر حجم قاعدة تنظيم الإخوان المالية بأكثر من 100 مليار دولار، تمكن من جمعها من خلال تمكين عناصره من كل مفاصل الدولة الاقتصادية والتجارية، إضافة لعائدات أكثر من 40 شركة تتبع للتنظيم.
ميليشيات مشبوهة
ويستمد التنظيم، جزءا كبيرا من قوته من الميليشيات المسلحة التي شرع في بنائها منذ بداية التسعينيات وجند لها آلاف الشباب لحمايته، ومن أبرزها كتيبة البراء وقوات الدفاع الشعبي والأمن الطلابي التي خصص لها مليارات الدولارات وزودها بتجهيزات عالية ومنحها صلاحيات كبيرة، ومكنها من إنشاء مؤسسات اقتصادية ضخمة استفاد منها في دعم مالية التنظيم وفي تقوية تلك المليشيات التي كانت سببا مباشرا في حماية سلطة التنظيم طوال اعوام حكمه الثلاثين واداة فاعلة لقمع وقتل المعارضين.
ويمتلك التنظيم شبكات إعلامية ضخمة تشمل عدد من الصحف والقنوات التلفزيونية، كما يضخ أموالا ضخمة لتمويل مجموعات تتخصص في بث الشائعات والأخبار المفبركة على وسائط التواصل الاجتماعي.
وتتبع للتنظيم ثلاث صحف يومية، إضافة إلى عدد من القنوات التلفزيونية التي تبث من داخل وخارج السودان. ويستخدم التنظيم في وسائط التواصل الاجتماعي لدعم مخططاته من خلال بث الشائعات، عبر أكثر من 3 آلاف حساب تديرها مجموعات تابعة له.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ 3 ساعات
- ساحة التحرير
حركة حماس بين المقاومة والسياسة !محمد سيد أحمد
حركة حماس بين المقاومة والسياسة !! بقلم/ د. محمد سيد أحمد منذ نشأة حركة حماس وهي تثير جدل واسع حولها سواء بالداخل الفلسطيني، أو بالخارج العربي والإسلامي، خاصة وأن الحركة قدمت نفسها للرأي العام على أنها 'حركة مقاومة إسلامية' في العالم العربي والإسلامي ضد الاحتلال الصهيوني، وبنت شرعيتها على هذا الأساس، لكن في المقابل، لا تخلو مسيرتها من ملفات جدلية تتعلق بسلوكها السياسي، وعلاقتها بالدول الإقليمية، وعلى رأسها مصر وسورية، وهو ما دفع البعض لاتهامها أحيانا بالانتهازية أو الخيانة، بل وصل الأمر بوصفها حركة مصنوعة من قبل الاحتلال الصهيوني لإضعاف منظمة التحرير الفلسطينية، وخلال السطور التالية نحاول حسم هذا الجدل، وفض الاشتباك حول التناقض الواضح بين ممارسات الحركة على مستوى العمل المقاوم، وسلوكها السياسي البرجماتي. لقد نشأت حركة حماس مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام ١٩٨٧، وقدمت نفسها كحركة مقاومة إسلامية، وفصيلا مقاوما للاحتلال الصهيوني، مدججا بالشعارات الإسلامية، والعمليات الاستشهادية، والدعوات لتحرير كامل التراب الفلسطيني المحتل، ونالت الحركة في بدايتها دعما شعبيا واسعا، لا سيما بعد تعثر مشروع التسوية الذي مثلته منظمة التحرير الفلسطينية، لكن مسيرة حماس لم تبق في مسار المقاومة فقط، بل سرعان ما دخلت دهاليز السياسة، وهنا تجدر الإشارة إلى الخلفيات والانتماءات الفكرية للحركة، فحماس جزء من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، لذلك دائما ما يحدث هذا التناقض بين فعلها المقاوم، وسلوكها السياسي الانتهازي، ذلك لأن جماعة الإخوان المسلمين هي بالأساس جماعة سياسية رفعت الشعارات الإسلامية فقط من أجل جذب الجماهير وكسب تعاطفهم من أجل الوصول للسلطة، لذلك لا عجب عندما تثار تساؤلات من قبيل هل حماس حركة مقاومة أم مشروع سياسي انتهازي ؟ وهل انحرفت بوصلتها من فلسطين إلى مشاريع الإخوان المسلمين الإقليمية ؟. وهنا يجب التأكيد على الدور العسكري الذي لعبته حماس في مواجهة العدو الصهيوني، فلا أحد يستطيع أن ينكر دورها في الانتفاضتين الأولى ١٩٨٧ والثانية ٢٠٠٠ والعدوانات المتكررة على غزة ٢٠٠٨ ، ٢٠١٢ ، ٢٠١٤، ٢٠٢١، وأخير عملية طوفان الأقصى في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، فقد برزت كتائب عز الدين القسام كجناح عسكري منظم ومدرب تدريبا عاليا، يعتمد أسلوب حرب العصابات، ويستخدم الصواريخ محلية الصنع، ويقدم عناصره قرابين في سبيل نهج المقاومة، وبالطبع هذا الجانب هو ما أكسب الحركة تعاطفا شعبيا واسعا سواء داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو خارجها في الشارع العربي والإسلامي، وإذا اكتفت حماس بهذا الدور فقط، لاستمر ذلك التعاطف والدعم، وما حدث أي جدل أو تشكيك في دورها النضالي والمقاوم، لكننا لا يمكن فصل هذا الدور عن باقي الجوانب الأكثر إثارة للجدل في تجربة الحركة. فمع منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة بدأت حركة حماس في استثمار دورها المقاوم في الانتفاضتين الأولى والثانية بتدعيم موقفها السياسي بالداخل الفلسطيني خاصة في غزة، حيث قررت خوض الانتخابات التشريعية لعام ٢٠٠٦، وحققت فوزا كبيرا، مما أدى لصدام سياسي سرعان ما تحول لعسكري مع حركة فتح، بلغ ذروته عام ٢٠٠٧، عندما سيطرت على قطاع غزة بقوة السلاح، بعد مواجهات دامية مع الأجهزة الأمنية والكوادر الفتحاوية، سقط خلالها العشرات بين قتيل وجريح، هذا الحدث التاريخي فتح الباب على مصرعيه لتساؤلات أخلاقية ووطنية من قبيل: كيف لحركة مقاومة أن توجه سلاحها إلى صدر شقيقها الفلسطيني ؟ وأي مقاومة تلك التي تتحول إلى سلطة تفرض الضرائب، وتتحكم في المعابر، وتضيق الخناق على الناس ؟ وأي مقاومة تلك التي تتولى سلطة وهمية على أرض لا زالت محتلة، ويتحكم العدو في مصير شعبها ؟ وبالطبع كانت هذه التساؤلات مشروعة بعد أن أصبحت غزة إمارة إخوانية مغلقة تدار من قبل حماس، بينما تقطعت أواصر الوحدة الوطنية، في ظل حصار خانق زادت حدته بسبب الانقسام الداخلي. ولم تكتفي حماس بما فعلته بالداخل الفلسطيني المحتل بل أن ارتباطها بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، جعلها تتخذ مواقف تخدم أجندات التنظيم، بعيدا عن القضية الفلسطينية، فأثناء انتفاضة ٢٥ يناير ٢٠١١ في مصر سجلت على حركة حماس اتهامات خطيرة باقتحام السجون وتهريب عناصر من جماعة الإخوان كان على رأسهم محمد مرسي الذي تمت محاكمته وثبت من خلال التسجيلات هروبه بواسطة عناصر من حركة حماس، بل وتواجد مقاتلين في سيناء بعد ٢٠١٣ وسقوط الإخوان بهدف زعزعة الأمن القومي المصري وهو ما وصفته مصر بأعمال إرهابية. أما الموقف الأكثر جدلا فهو موقف حماس من الأزمة السورية، حيث انقلبت بشكل غريب ومفاجئ ضد النظام السوري الذي كان أبرز داعميها سياسيا ولوجستيا، وخرجت قيادات الجماعة من دمشق التي كانت تتحرك فيها بمواكب تفوق تحركات الرئيس بشار الأسد ذاته، وذهبت قيادات الحركة إلى تركيا وقطر في سياق بدا أقرب إلى الانقلاب على الحلفاء التاريخيين لأجل التموضع ضمن محور الإخوان المسلمين الإقليمي، مما تسبب بخسارتها الدعم الجماهيري في الداخل الفلسطيني، وفي الشارع العربي والإسلامي، خاصة بعد إقامة قيادات الحركة في فنادق اسطنبول والدوحة، في الوقت الذي يعاني فيه الفلسطينيين في غزة، حيث طرحت علامات استفهام حول مدى التزام تلك القيادات بروح المقاومة والتضحية التي طالما تغنت بها. وعلى الرغم من العقوق السياسي الذي مارسته قيادات حركة حماس ضد مصر في ٢٥ يناير ٢٠١١، وما بعد ٣٠ يونيو ٢٠١٣، إلا أن مصر لم تقابل ذلك بالمثل، بل وقفت داعمة للقضية الفلسطينية، وللشعب الفلسطيني في غزة، فكان الحضور المصري في ٢٠١٤، و٢٠٢١، و٢٠٢٣ وحتى الآن كما هو منذ ١٩٤٨، حيث تعتبر مصر القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية، وتتعامل معها بمسؤولية أخلاقية وقومية بغض النظر عن موقف قيادات الحركات الفلسطينية، لذلك لا عجب أن يقوم الصغار داخل حركة حماس من القيادات السياسية الإخوانية الانتهازية التاركين غزة تباد بواسطة الآلة العسكرية الصهيونية المجرمة وهم يتمتعون برغد العيش في فنادق الدوحة ويخرجون عبر وسائل الإعلام لينكروا دور مصر التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني في غزة، وتجاهل الجهود المصرية في فتح المعابر، وإدخال المساعدات الإنسانية، ورعاية المصالحة الوطنية الفلسطينية، والتوسط لوقف إطلاق النار، ورغم كل ذلك ستظل مصر داعمة لكل مقاوم يسعى لتحرير التراب الفلسطيني المحتل بصدق بعيدا عن الانتهازية السياسية، اللهم بلغت اللهم فاشهد. 2025-08-05


شفق نيوز
منذ 16 ساعات
- شفق نيوز
لماذا توترت علاقة بوتين وترامب؟ وهل يقتربان من "تصادم مباشر"؟
هل انحرفت العلاقة بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين عن مسارها؟ تعتقد صحيفة روسية شهيرة ذلك، وقد استعانت بالقطارات لتوضيح الوضع الراهن للعلاقات الأمريكية الروسية. إذ تقول صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" الشعبية: "يبدو أن الاصطدام المباشر أمر لا مفر منه"، وتضيف: "قطار ترامب وقطار بوتين يتجهان بسرعة نحو بعضهما البعض، ولن يتوقف أي منهما أو يتراجع". أما "قطار بوتين"، فيمضي بكامل قوته، مع ما يسمى "العملية العسكرية الخاصة": حرب روسيا في أوكرانيا. لم يُبدِ زعيم الكرملين أي رغبة في إنهاء الأعمال العدائية وإعلان وقف إطلاق نار طويل الأمد. وفي غضون ذلك، يُسرّع "قطار ترامب" جهوده للضغط على موسكو لإنهاء القتال: مُعلناً عن مواعيد وإنذارات نهائية، وتهديدات بفرض عقوبات إضافية على روسيا، ورسوم جمركية على شركائها التجاريين، مثل الهند والصين. إضافة إلى الغواصتين النوويتين الأمريكيتين اللتين يدّعي الرئيس ترامب أنه أعاد تموضعهما بالقرب من روسيا. عندما تنتقل من الحديث عن القطارات إلى الغواصات النووية، تُدرك أن الأمور خطيرة. ولكن، هل يعني هذا أن البيت الأبيض يسير حقاً في "مسار تصادمي" مع الكرملين بشأن أوكرانيا؟، أم أن زيارة ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لدونالد ترامب، إلى موسكو هذا الأسبوع، تُشير إلى أنه على الرغم من كل هذا التصعيد، لا يزال التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأمريكا لإنهاء الحرب ممكناً؟ بداية دافئة بعد عودة ترامب في الأسابيع الأولى من رئاسة ترامب الثانية، بدت موسكو وواشنطن على الطريق الصحيح لإعادة إطلاق علاقاتهما الثنائية. لم تكن هناك أي إشارة إلى تصادم مباشر، بل على العكس تماماً، بدا الأمر في بعض الأحيان، كما لو أن فلاديمير بوتين ودونالد ترامب يسيران في نفس المسار. وفي فبراير/شباط، انحازت الولايات المتحدة إلى روسيا في الأمم المتحدة، في مواجهة قرار أوروبي يدين "عدوان" روسيا على أوكرانيا. وفي مكالمة هاتفية في ذلك الشهر، تحدّث الرئيسان عن زيارة بعضهما البعض، وبدا الأمر وكأن قمة بوتين وترامب قد تُعقد في أي لحظة. وكانت إدارة ترامب تمارس ضغوطاً على كييف، لا على موسكو، وتثير خلافات مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، مثل كندا والدنمارك. وفي خطاباتهم ومقابلاتهم التلفزيونية، انتقد المسؤولون الأمريكيون بشدة حلف الناتو والقادة الأوروبيين، وكان كل هذا بمثابة موسيقى لاستمالة الكرملين. وقال عالم السياسة كونستانتين بلوخين من مركز الدراسات الأمنية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم لصحيفة إزفستيا في مارس/آذار، إن "أمريكا الآن لديها قواسم مشتركة مع روسيا أكثر مما لدى واشنطن مع بروكسل أو كييف". في الشهر التالي، صرّحت الصحيفة نفسها، بأن "الترامبيين ثوريون. إنهم مُخرّبو النظام. لا يمكن دعمهم إلا في هذا. وحدة الغرب لم تعد قائمة. ومن الناحية الجيوسياسية، لم يعد هناك أي تحالف. لقد دمر الترامبيون التوافق عبر الأطلسي بسرعة وبخطوات ثابتة". وفي هذا الوقت، انتظمت زيارات مبعوث دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، لروسيا، إذ قام بأربع زيارات إلى روسيا خلال شهرين تقريباً، حيث أجرى محادثات مع فلاديمير بوتين، وحتى أن زعيم الكرملين أهداه صورةً لدونالد ترامب ليأخذها معه إلى البيت الأبيض. وقيل إن الرئيس ترامب "تأثر بشدة" بهذه البادرة. لكن ترامب لم يكن يتطلع إلى مجرد لوحة من موسكو، بل أراد من الرئيس بوتين أن يوقّع على وقف إطلاق نار شامل وغير مشروط في أوكرانيا. إحباط ترامب ومن منطلق الثقة في أن قواته تمسك بزمام المبادرة في ساحة المعركة، يتردد فلاديمير بوتين في وقف القتال، رغم ادعائه بأن موسكو ملتزمة بالحل الدبلوماسي. ولهذا السبب تزايد إحباط دونالد ترامب من الكرملين. وفي الأسابيع الأخيرة، أدان هجمات روسيا المتواصلة على المدن الأوكرانية ووصفها بأنها "مقززة" و"مخزية"، واتهم الرئيس بوتين بـ"عدم الجدية" حول أوكرانيا. وفي الشهر الماضي، أعلن دونالد ترامب عن مهلة نهائية مدتها 50 يوماً للرئيس بوتين لإنهاء الحرب، مهدداً بفرض عقوبات ورسوم جمركية. ثم خفّضها لاحقاً إلى عشرة أيام. ومن المقرر أن تنتهي المهلة بنهاية هذا الأسبوع. وحتى الآن، لا توجد أي مؤشرات على أن فلاديمير بوتين سيخضع لضغوط واشنطن. ولكن، ما حجم الضغط الذي يشعر به فلاديمير بوتين؟ تعتقد نينا خروشيفا، أستاذة الشؤون الدولية في جامعة ذا نيو سكول في مدينة نيويورك، أنه "نظراً لأن دونالد ترامب غيّر العديد من المواعيد النهائية بطريقة أو بأخرى، لا أعتقد أن بوتين يأخذه على محمل الجد". وسيُقاتل بوتين لأطول فترة ممكنة، أو ما لم تعلن أوكرانيا: "لقد تعبنا، ونحن على استعداد لقبول شروطكم". أعتقد أن بوتين يجلس في الكرملين ويظن أنه يُحقق أحلام القياصرة الروس، ثم الأمناء العامين مثل جوزيف ستالين، بإظهاره للغرب أنه لا ينبغي معاملة روسيا بقلة احترام. التوصل إلى اتفاق ما زال ممكناً ومن الصورة التي تظهر حتى الآن، قد يبدو أن الاصطدام المباشر بين قطاري بوتين وترامب أمرٌ حتمي، ولكن حدوث ذلك ليس بالضرورة. إذ يعتبر دونالد ترامب نفسه صانع صفقات بارعاً، ويبدو أنه لم ييأس من محاولة إبرام صفقة مع فلاديمير بوتين. ومن المقرر أن يعود ستيف ويتكوف إلى روسيا هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع زعيم الكرملين. لا نعرف نوع العرض الذي قد يحمله معه، لكن بعض المحللين في موسكو يتوقعون أن يكون أسلوب الترغيب حاضراً أكثر من الترهيب، خاصة وأن الرئيس ترامب قال يوم الأحد إن روسيا "تبدو بارعة جداً في تجنب العقوبات". ويقول إيفان لوشكاريف، الأستاذ المشارك في النظرية السياسية بجامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية (MGIMO)، لصحيفة إزفستيا، إنه لتسهيل الحوار، قد يُقدّم ويتكوف "عروضاً قيّمة للتعاون [مع روسيا]، والتي ستُفتح بعد التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا". فهل يمكن أن يكون ذلك كافياً لإقناع الكرملين بإحلال السلام بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من الحرب؟ لا يوجد ضمان حتى الآن، ففي نهاية المطاف، لم يتزحزح فلاديمير بوتين حتى الآن في أوكرانيا عن مطالبه المُبالغ فيها بشأن الأراضي، وحياد أوكرانيا، وحجم الجيش الأوكراني المُستقبلي.


شفق نيوز
منذ يوم واحد
- شفق نيوز
خطة نتنياهو بشأن غزة في مهب الريح
نبدأ جولتنا لهذا اليوم من صحيفة الإندبندنت البريطانية، ومقال رأي بعنوان "خطة نتنياهو بشأن غزة في مهب الريح"، كتبه ألون بينكاس، وهو دبلوماسي إسرائيلي ومستشار سياسي سابق لاثنين من رؤساء وزراء إسرائيل. يستهل الكاتب بالإشارة إلى وعد وزير الخارجية البريطاني الراحل آرثر بلفور عام 1917، بدعم إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، والذي لاقى إشادة من الحركة الصهيونية باعتباره إنجازاً دبلوماسياً تاريخياً ضخماً، ثم يتطرق إلى إعلان رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه في حال عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، ستعترف بريطانيا بدولة فلسطينية، الأمر الذي قوبل بنوبات غضب وتشنجات خطابية حادة من قبل الوزراء الإسرائيليين، وفقاً للكاتب. وعلى الرغم من أن السياق والظروف مختلفة تماماً، لكن بريطانيا عام 1917 التي أصدرت الإعلان، وبريطانيا عام 1947 التي تخلت عن انتدابها على فلسطين ودعمت خطة الأمم المتحدة للتقسيم، وبريطانيا عام 2025 التي تدرس الاعتراف بدولة فلسطينية، جميعها تروي القصة نفسها: أن هناك مسألة تحتاج إلى حل، ويمكن حلها، وفقاً للمقال. ويرى الكاتب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لم يكن له أن يُفاجأ بإعلان ستارمر، فقد كان قيد الإعداد تدريجياً، حيث ناشدت بريطانيا إسرائيل خلال العام الماضي إنهاء الحرب في غزة، ومنع المزيد من الكوارث الإنسانية والمجاعة. ويعتبر ألون بينكاس أن صدق نوايا ستارمر تجاه إسرائيل لا يمكن الطعن فيه، وأنَّ نتنياهو اختار تجاهل أي خطط سياسية لغزة ما بعد الحرب والسخرية منها ورفضها، وشنّ حرباً دون أهداف سياسية واضحة، وحذرته بريطانيا، من بين العديد من الحلفاء الآخرين، من أن ذلك سيؤدي إلى كارثة. وأضاف بينكاس: "لكن نتنياهو هو من صوَّر نفسه على غرار تشرشل (رئيس وزراء بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية)، كرئيس وزراء زمن الحرب القادر وحده على إعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط بالقوة العسكرية، مفترضاً في الوقت نفسه أن القضية الفلسطينية ستختفي بشكل سحري". ولم تكن بريطانيا وحدها هي التي اتخذت موقفاً مؤخراً، بل إن الجيش الإسرائيلي يُحذّر نتنياهو أيضاً من أن هذا لن يُسفر عن أي نتيجة، وفق الكاتب. ويواصل الكاتب قائلاً: "تصف وسائل الإعلام الإسرائيلية، بأسلوب درامي مبالغ فيه، قرارات فرنسا ثم بريطانيا، وربما كندا والبرتغال لاحقاً، بالاعتراف بدولة فلسطينية بأنها تسونامي. لكن هذا الوصف مضلل وغير لائق. فالتسونامي ظاهرة طبيعية، ناتجة عن زلزال يؤدي إلى تحرك عنيف لمياه المحيط، أما الأزمة الدبلوماسية التي تمر بها إسرائيل حالياً، فهي من صنع الإنسان، بل من صنع رجل واحد تحديداً: بنيامين نتنياهو. إنها نتيجة الغرور المفرط وغياب تام لأي سياسة رشيدة". ويقول: "أعلنت حوالي 147 دولة - من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة - اعترافها بدولة فلسطين المستقبلية"، واصفاً هذا الاعتراف واسع النطاق بأنه رمزي وبياني إلى حد كبير، ومع ذلك يرى الكاتب أن الطابع الرمزي لمثل هذه التصريحات يصبح جوهرياً، لأنها تُنشئ مبدأً سياسياً مُنظِماً تتجمع حوله العديد من الدول. وأشار ألون بينكاس إلى إعلان أربع من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية، معتبراً أن "ذلك يجعل إسرائيل تعتمد أكثر من أي وقت مضى، ليس على الولايات المتحدة، بل على نزوات دونالد ترامب المُحبط والمتقلب بشكل متزايد. هذا ليس المكان الذي ينبغي أن تكون فيه إسرائيل". واختتم: "لن يُنشئ ستارمر وكارني (مارك كارني رئيس وزراء كندا) وماكرون دولة فلسطينية بمقتضى تصريحات. إنهم يُدركون ذلك. كما أنه من غير المُمكن قيام مثل هذه الدولة في المستقبل القريب. لكنهم وضعوا مرآة أمام نتنياهو. إلى متى يمكنه تجنب النظر في الأمر؟"، وفق المقال. "انتهاك إرادة البرلمان" ننتقل إلى صحيفة التلغراف، وافتتاحية بعنوان "لا ينبغي السماح للنشطاء المؤيدين للفلسطينيين بانتهاك إرادة البرلمان". تنتقد الصحيفة مسيرات التضامن المنتظمة مع الفلسطينيين، التي جرت في شوارع لندن ومدن بريطانية أخرى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، والتي "أَطلق فيها البعضُ ضمن الحشود هتافاتٍ مشكوكاً في قانونيتها، تقترب بشكل مزعج من حد الثناء الصريح على إرهابَي حماس وحزب الله المحظورَين". وتشير التلغراف إلى تصويت البرلمان البريطاني في يوليو/تموز الماضي على حظر هذه المنظمة، وبذلك "أصبح التعبير عن الدعم لمنظمة فلسطين أكشن الآن جريمة جنائية، يُعاقَب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 14 عاماً"، وفقاً للصحيفة. وتقول الصحيفة إن نحو 500 ناشط أو أكثر يخططون لانتهاك جماعي لقوانين الإرهاب، حيث يعتزمون الإعلان صراحةً وبشكل لا لبس فيه عن دعمهم لحركة "فلسطين أكشن"، يوم السبت المقبل. "وتعتمد استراتيجيتهم على فرضية أن الشرطة لن تتمكن من توجيه اتهامات بالإرهاب إلى هذا العدد الكبير، ما سيؤدي إلى إرباك المحاكم، أو إلى إحجام السلطات عن تنفيذ القانون، ما يجعله مجرد حبر على ورق. وإن جرت محاكمات، فإن النشطاء يعتزمون تحويلها إلى ساحات لمحاكمة إسرائيل سياسياً، لا فقط لمحاكمة المتهمين". واعتبرت الصحيفة أن الأمر لا يتعلق الآن بما إذا كانت ردود إسرائيل على هجمات حماس مبرّرة أم لا، بل بما إذا كانت قوانين البرلمان ستُطبَّق على أرض الواقع، أم سيُترك المجال لما يشبه "السلطات الشعبية" العشوائية لتقرر ما تشاء. واختتمت: "إنّ هذا يعد اختباراً لنظامنا القضائي، الذي قد لا يملك القدرة على التعامل مع بضع مئات من الاعتقالات، لكن تطبيق القانون يأتي في المقام الأول". "الجيش الأوروبي الموحد أمر بعيد المنال" وأخيراً نختتم جولتنا من صحيفة الغارديان، وافتتاحية بعنوان "جيش الاتحاد الأوروبي: القيادة والوحدة لا تزالان بعيدتَي المنال". تناقش الصحيفة دعوة رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إلى إنشاء جيش أوروبي في وقت سابق من هذا العام، والذي أشار إلى أن القارة قد تُدرك هذه المرة جدية الأمر. وعلى الرغم من كل التصريحات السياسية التي تُثير الأمر بثقة متزايدة، فإن أوروبا ربما لا تقترب من تشكيل قوة عسكرية موحدة، وفق الصحيفة. وكتبت: "ميزانيات الدفاع آخذة في الارتفاع. التهديدات تتزايد. الولايات المتحدة منشغلة. يبدو أن اللحظة قد حانت. لكن الواقع يقول: ليس بعد". تُعدّد الصحيفة الصعوبات التي تواجه ذلك الحلم الأوروبي، وأبرزها الانقسامات المستمرة منذ عقود، والتردد السياسي، والاعتماد على الولايات المتحدة. ترى الغارديان أن "المشكلة، تكمن - كالعادة - في السياسة، وتحديداً: مَن يقود؟". هذه القيادة قد تتنازعها ألمانيا الأوفر حظاً، و"التي تدّعي أنها بلغت نقطة تحول" وتطلب من الاتحاد الأوروبي استثناء الاستثمار العسكري من القيود المالية، وبولندا التي تنفق أعلى نسبة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع من بين دول الاتحاد. أما فرنسا، فترى نفسها في طليعة أي مشروع كهذا، لكن نزعتها "الديغولية" الأحادية لا تزال متجذرة. وفي حين تملك إيطاليا خبرات صناعية، إلا أنها تفتقر للوزن الاقتصادي، أمّا المملكة المتحدة (بعد بريكست) فتعمل على إعادة بناء جسور التعاون العسكري مع القوى الأوروبية، لكنها لا تزال تعتبر نفسها حجر الأساس في الناتو. وبالنسبة لدول البلطيق؟ فهي لا تريد أي مشروع أوروبي قد يُغضب واشنطن، وفقاً للصحيفة. حتى تعريف جيش أوروبي أمر صعب، وفق الصحيفة التي تتساءل: "هل سيكون قوة واحدة تحت راية الاتحاد الأوروبي، تجمع القوات المسلحة الوطنية السبع والعشرين للدول الأعضاء في قوة واحدة مشتركة؟ أم شيئاً أكثر مرونة، للحفاظ على حياد دول مثل أيرلندا والنمسا؟ هل يمكن أن يكون قوة تدخُّل أوروبية أصغر؟ أم جهداً مشتركاً للتجمعات الإقليمية في شكل جديد؟ الإجابة المختصرة هي أنه لا يمكن لأحد الاتفاق على أي شيء سوى الاختلاف". وتكمن المفارقة في أن الجيش الأوروبي يُنظر إليه كرمز للاستقلال عن الولايات المتحدة، بينما يعتمد بصمتٍ على الأقمار الصناعية وهياكل القيادة والذخائر الأمريكية، وفق الصحيفة.