logo
لماذا فاز ممداني؟

لماذا فاز ممداني؟

الاتحادمنذ 2 أيام

لماذا فاز ممداني؟
في عام 2006، كان «تيم كين» قد فاز مؤخراً بمنصب حاكم ولاية فيرجينيا. كنت في اجتماع بمقر الحزب «الديمقراطي» مع مجموعة من مسؤولي الحزب. قال أحدهم: «أعتقد أن أحد الدروس التي يجب أن نتعلمها من فوز كين، هو أننا بحاجة للحديث أكثر عن ديننا. لقد فعل كين ذلك وفاز. يجب علينا أن نفعل ذلك أيضا».على مدى الشهر التالي، راقبت هذا المسؤول نفسه على شاشات التلفزيون وفي الفعاليات العامة يتحدث عن الدين بشكل غير ملائم وغير مريح. وأخيرا، في اجتماعنا التالي، قررت أن أتحدث معه. قلت له: «ترددت الشهر الماضي ولم أعترض على ملاحظتك بشأن فوز تيم كين. لكني بحاجة إلى أن أخبرك بأنني لا أعتقد أنه فاز لأنه تحدث عن الدين. لقد فاز لأنه كان صادقا مع نفسه.
خلال الأيام التالية، استغل المحللون والمستشارون السياسيون الفرصة ليقدموا تفسيرات تخدم مصالحهم لهذا الفوز. أحدهم، الذي يدفع الحزب لدعم المرشحين الشباب لمواجهة «الحرس القديم»، قال: «فاز ممداني لأنه شاب. نحتاج إلى مرشحين شباب لهزيمة القدامى». وقال مستشار آخر، يعيش على تصميم رسائل الحملات بناءً على الاستطلاعات، إن فوز ممداني «مثال رائع على ما يمكن تحقيقه عندما تبني حملتك بشكل حقيقي وجذاب حول القضايا التي تُظهر الاستطلاعات أن الناخبين يهتمون بها أكثر من غيرها». وأشار آخرون إلى سجل خصمه الرئيسي الذي يشمل التحرش والفساد والمحسوبية. كما أشار البعض إلى أن ممداني لم يعتمد على ملايين الدولارات في الإعلانات التلفزيونية، بل تواصل مباشرة مع عشرات الآلاف من الناخبين وجها لوجه. وأخيراً، قال البعض إنه فاز بسبب أجندته التقدمية الاشتراكية الواضحة-الداعية إلى مجانية النقل العام، وتجميد الإيجارات، ورعاية الأطفال المجانية، وإنشاء متاجر بقالة مملوكة للمدينة في المناطق المحرومة. ورغم أن كل ما سبق قد يكون صحيحاً بدرجات متفاوتة، فإن جمع كل هذه العوامل معا لا تكفي لتفسير فوز ممداني اللافت للنظر. السبب الحقيقي لفوز زهران ممداني، هو أنه كان صادقاً مع نفسه، وقادرا على التحدث بوضوح وصدق مع وسائل الإعلام والناخبين.
في هذا السياق، كان من المنعش أن نراه يجيب عن الأسئلة المتعلقة بمواقفه من إسرائيل وحقوق الفلسطينيين. معظم المرشحين الآخرين الذين أعرفهم، عندما يُسألون عن مثل هذه المواضيع، يترددون ويتململون في مقاعدهم محاولين تذكر كيف نصحهم مستشاروهم بالتعامل مع الأسئلة الصعبة. وعندما يجيبون، يطلقون كلاما مبهما غير مترابط يبدو خاليا من المصداقية ولا يُرضي أحدا. لكن ممداني لم يكن كذلك. عندما يُسأل عن مواقفه من إسرائيل أو حقوق الفلسطينيين، يجيب مباشرة دون تردد، ويواجه الأمر بالوضوح والصدق، لا بالالتباس. انظر إلى هذين الاقتباسين من خطابه في ليلة الفوز بالانتخابات: «أعدكم أنكم لن تتفقوا معي دائما، لكنني لن أختبئ منكم أبدا. إذا كنتم تتألمون، سأحاول المداواة. وإذا شعرتم بأنكم غير مفهومين، سأسعى جاهدا لفهمكم. همومكم ستكون دوما همومي».
«هناك ملايين من سكان نيويورك لديهم مشاعر قوية بشأن ما يحدث في الخارج. نعم، أنا واحد منهم، وبينما لن أتخلى عن معتقداتي أو التزاماتي القائمة على المطالبة بالمساواة والإنسانية، فإنني أعدكم بأنني سأبذل قصارى جهدي لفهم وجهات نظر من أختلف معهم، وسأصارع بصدق مع هذه الخلافات». إنها هذه الأصالة-ذلك «الصدق الواضح»-هي التي وجد فيها الناخبون ما هو أكثر إقناعاً، بما فيهم عدد كبير من الناخبين اليهود الذين دعموه وصوتوا له. خلال الانتخابات التمهيدية، تم إنفاق 30 مليون دولار في حملات دعائية سلبية ضد ممداني.
ومن المتوقع أن يتم إنفاق أضعاف ذلك في الانتخابات العامة، إذ سيشن «الديمقراطيون» و«الجمهوريون» من المؤسسة السياسية حملة لتشويه سمعته وتقديم هذا الشاب المسلم من جنوب آسيا كخطر محدق.
وقد بدأت هذه الحملة بالفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يحاول «الجمهوريون»، وبعض الجهات المؤيدة لإسرائيل صياغة خطاب سلبي يستخدمونها لإضعاف ترشيحه. شبّه أحدهم فوزه بهجمات 11 سبتمبر، قائلاً: «بعد 11 سبتمبر قلنا لن ننسى أبداً. أعتقد أننا للأسف قد نسينا».. نظرا لأن مستشاري الحزب «الديمقراطي» سيخشون هذا الهجوم، فإنهم يمارسون ضغوطاً على زهران ممداني لمحاولة إقناعه بكبح أجندته التقدمية والتراجع عن دعمه للفلسطينيين. سيريدون «تحييده» من خلال دعوته لـ«الانضمام إلى الصف» والانخراط في أسلوب السياسيين الذين يحركهم المستشارون والذين يملؤون خطاباتهم بالكلام المبهم.
لكن ما لا يفهمونه هو أن استسلامه لهذا الضغط سيجعله يفقد السمة الوحيدة التي ألهمت الناخبين الشباب والتقدميين، وجعلته يفوز بهذه الانتخابات-وهي صدقه مع نفسه. إن ممداني ليس بحاجة إلى «خبراتهم»، وأظن أنه، رغم شبابه، يدرك تماما أن التزامه بذاته وصدقه مع الناخبين سيظل طريقه نحو النصر.
*رئيس المعهد العربي الأميركي- واشنطن

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

50 رئيس دولة وحكومة في مؤتمر تمويل التنمية بإسبانيا
50 رئيس دولة وحكومة في مؤتمر تمويل التنمية بإسبانيا

العين الإخبارية

timeمنذ 28 دقائق

  • العين الإخبارية

50 رئيس دولة وحكومة في مؤتمر تمويل التنمية بإسبانيا

يشارك خبراء وقادة دوليون بمبادرة من الأمم المتحدة، في مؤتمر بشأن تمويل التنمية تستضيفه إسبانيا الإثنين، في ظل تداعيات الأزمات العالمية والتخفيضات الكبرى في الميزانية من قبل الولايات المتحدة التي لن تشارك في الاجتماع. ويتوقع أن يحضر 50 رئيس دولة وحكومة على الأقل إلى إشبيلية في جنوب إسبانيا للمشاركة في مؤتمر "التمويل من أجل التنمية" الذي يستمر أربعة أيام، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز وأربعة آلاف ممثل للمجتمع المدني. ويهدف المؤتمر في نسخته الرابعة منذ العام 2002، إلى إيجاد حلول لدول الجنوب التي تواجه وفق الأمم المتحدة، "فجوة تمويلية تقدّر بحوالى 4 تريليونات دولار سنويا" لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ومن بين القادة المتوقع حضورهم إلى عاصمة إقليم الأندلس التي تشهد موجة حر شديد، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والسنغالي باسيرو ديوماي فاي والكولومبي غوستافو بيترو. أمّا رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا، فقد ألغى مشاركته لأسباب سياسية محلية. ولن ترسل الولايات المتحدة أي ممثل عنها. وكانت قد قررت في منتصف يونيو/حزيران مغادرة طاولة المفاوضات بسبب خلاف بشأن النص المقدّم للوفود، والذي قالت إنّه يتعدّى على "سيادتها". وينظّم هذا اللقاء في ظل ظروف صعبة تواجهها المساعدات التنموية عقب اقتطاعات كبرى أقرتها الولايات المتحدة بعد عودة الرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض، والذي ألغى 83% من تمويل البرامج الخارجية التي تقدّمها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID). ومع مساعدات بلغت 63 مليار دولار في العام 2024، كانت الولايات المتحدة أكبر دولة مانحة للعديد من الوكالات والمنظمات غير الحكومية التي تواجه حاليا صعوبات كبيرة، خصوصا أنّ دولا أخرى مثل فرنسا والمملكة المتحدة خفّضت مساعداتها أيضا. مواجهة الحقيقة وقالت منظمة أوكسفام الجمعة إنّ "حكومات الدول الغنية تجري أكبر تخفيضات في مساعدات التنمية منذ العام 1960"، معربة عن قلقها من رؤية دول الجنوب "تنحرف بشكل مأسوي" عن "مسارها" التنموي. وبالنسبة إلى هذه الدول، فإنّ الوضع يعدّ أكثر حساسية نظرا إلى ارتفاع الدين العام منذ أزمة كوفيد-19. ووفقا للأمم المتحدة، تضاعفت ديون أقل الدول نموا ثلاث مرات خلال 15 عاما. ويعيش 3.3 مليار شخص في دول تُنفق على سداد ديونها أكثر ممّا تنفق على الصحة أو التعليم. وقال غوتيريش "يجب علينا مواجهة الحقيقة: العديد من الالتزامات لم يتم الوفاء بها"، بينما "يواجه العالم صدمات زلزالية تجعل حلّ التحديات المالية أكثر صعوبة"، وذلك في إشارة إلى النزاعات الدولية الكثيرة. وأضاف " في هذا السياق المضطرب، لا يمكننا أن نسمح لطموحاتنا بالتلاشي". ويدعو "التزام إشبيلية" الذي سيتم اعتماده بشكل رسمي خلال المؤتمر، إلى مراجعة البنية المالية الدولية، خصوصا من خلال منح المزيد من المساحة لدول الجنوب في المؤسسات الكبرى والمطالبة بتعاون أفضل ضد التهرّب الضريبي. وسيشكّل هذا النص المكوّن من 38 صفحة، والذي سيُستكمل بإعلانات أحادية الجانب في إطار "منهاج عمل إشبيلية"، نموذجا لتمويل التنمية على مدى السنوات العشر المقبلة. ورغم طابعه السياسي، إلا أنّه غير ملزم قانونا. ويشكّل ذلك مصدر استياء للمنظمات غير الحكومية التي تشعر أصلا بالانزعاج ممّا تعتبره غيابا للتضامن من جانب أغنى الدول. وأعربت ماريانا باولي رئيسة قسم المناصرة في منظمة كريستيان إيد (Christain Aid) عن أسفها قائلة "يواصل الشمال العالمي عرقلة الإصلاحات، هذه ليست قيادة بل إنكارا". aXA6IDE5OC4yMy4yNDMuMjEzIA== جزيرة ام اند امز US

الأمم المتحدة تدعو لمواجهة فوضى المناخ وإعادة إطلاق محرك التنمية
الأمم المتحدة تدعو لمواجهة فوضى المناخ وإعادة إطلاق محرك التنمية

العين الإخبارية

timeمنذ 29 دقائق

  • العين الإخبارية

الأمم المتحدة تدعو لمواجهة فوضى المناخ وإعادة إطلاق محرك التنمية

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المجتمع الدولي الى إعادة "إطلاق محرك التنمية" في مواجهة "الفوضى المناخية" والنزاعات الدولية، وذلك خلال مؤتمر من أجل تمويل التنمية في مدينة إشبيلية الإسبانية الإثنين. وقال غوتيريش في افتتاح المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام "اليوم تواجه التنمية ودافعها الكبير، التعاون الدولي، رياحا معاكسة هائلة". وأضاف "نعيش في عالم حيث تنهار الثقة وتخضع التعدّدية لاختبارات قاسية. عالم يشهد تباطؤا اقتصاديا وتصاعدا في التوترات التجارية وانخفاضا حادا في ميزانيات المساعدات. عالم يهزه انعدام المساواة والفوضى المناخية والصراعات المحتدمة". واعتبر أن المطلوب في مواجهة ذلك "تسريع الاستثمارات.. وإصلاح وإطلاق محرك التنمية"، مذكّرا بأنّ "ثلثي أهداف التنمية المستدامة" التي وضعها المجتمع الدولي "تأخّر" تحقيقها. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنّ "هذه ليست أزمة أرقام فقط، إنّها أزمة إنسانية"، داعيا الدول إلى "أخذ زمام المبادرة عبر حشد الموارد المحلية والاستثمار في المجالات ذات التأثير الأكبر"، مثل "المدارس" والصحة و"الطاقة المتجدّدة". ويحضر 50 رئيس دولة وحكومة على الأقل المؤتمر المنعقد في إشبيلية، إضافة إلى رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز وأربعة آلاف ممثل للمجتمع المدني. ويهدف المؤتمر في نسخته الرابعة منذ العام 2002، إلى إيجاد حلول لدول الجنوب التي تواجه وفق الأمم المتحدة، "فجوة تمويلية تقدّر بحوالى 4 تريليونات دولار سنويا" لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وينظّم هذا اللقاء في ظل ظروف صعبة تواجهها المساعدات التنموية عقب اقتطاعات كبرى أقرتها الولايات المتحدة بعد عودة الرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض، والذي ألغى 83% من تمويل البرامج الخارجية التي تقدّمها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID). aXA6IDE1NC45LjE4LjU0IA== جزيرة ام اند امز ES

رسالة مهمة من ترامب لليابان بشأن السيارات والنفط.. ماذا يريد الرئيس الأمريكي؟
رسالة مهمة من ترامب لليابان بشأن السيارات والنفط.. ماذا يريد الرئيس الأمريكي؟

العين الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العين الإخبارية

رسالة مهمة من ترامب لليابان بشأن السيارات والنفط.. ماذا يريد الرئيس الأمريكي؟

تم تحديثه الإثنين 2025/6/30 04:18 م بتوقيت أبوظبي قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة إن اليابان تُمارس تجارة سيارات "غير عادلة" مع الولايات المتحدة، ويجب أن تزيد وارداتها من موارد الطاقة الأمريكية وغيرها من السلع للمساعدة في خفض العجز التجاري الأمريكي. وتسعى طوكيو جاهدة لإيجاد سبل لإقناع واشنطن بإعفاء شركات صناعة السيارات اليابانية من الرسوم الجمركية المفروضة على صناعة السيارات والتي تبلغ 25% لما تلحقه من ضرر على قطاع التصنيع بالبلاد. وتواجه اليابان أيضا رسوما جمركية متبادلة بنسبة 24% اعتبارا من التاسع من يوليو/ تموز ما لم تتمكن من التفاوض على اتفاق. وقال ترامب في المقابلة التي أجرتها معه قناة فوكس نيوز "لا يشترون سياراتنا، ومع ذلك نستورد الملايين والملايين من سياراتهم إلى الولايات المتحدة. هذا ليس عدلا، وقد شرحت ذلك لليابان، وهم يتفهمون الأمر". وأضاف "لدينا عجز كبير مع اليابان، وهم يتفهمون ذلك أيضا. الآن لدينا النفط. يمكنهم أخذ كميات كبيرة من النفط، ويمكنهم أخذ الكثير من الأشياء الأخرى". وشكّل قطاع السيارات حوالي 28% من إجمالي قيمة البضائع التي صدّرتها اليابان إلى الولايات المتحدة العام الماضي، والبالغة 21 تريليون ين (145 مليار دولار). aXA6IDQ1LjEzMS45My45MSA= جزيرة ام اند امز CY

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store