logo
لازاريني: التجويع في غزة نتيجة محاولات إسرائيل استبدال "أونروا"

لازاريني: التجويع في غزة نتيجة محاولات إسرائيل استبدال "أونروا"

العربي الجديدمنذ يوم واحد
قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"
فيليب لازاريني
، إنّ التجويع في قطاع غزة نتيجة لمحاولات إسرائيلية متعمّدة لاستبدال منظومة الأمم المتحدة بما يسمى "مؤسّسة غزة الإنسانية، ذات الدوافع السياسية"، وذلك في منشور على حسابه على منصة "إكس"، اليوم السبت، علق من خلاله على التجويع الإسرائيلي لغزة. وقال المسؤول الأممي إن الوضع تفاقم بعد منع "أونروا" من إدخال أي
مساعدات
إلى قطاع غزة منذ 5 أشهر.
وشدّد لازاريني على أن "تهميش أونروا وإضعافها لا علاقة له بمزاعم تحويل مساعدات غزة إلى جماعات مسلّحة"، بل هو إجراء متعمد للضغط الجماعي ومعاقبة الفلسطينيين لمجرد عيشهم في القطاع، وأكد أن "المجاعة التي صنعها الإنسان بغزة نتيجة محاولات متعمدة لاستبدال منظومة الأمم المتحدة بما يسمى
مؤسسة غزة الإنسانية
، ذات الدوافع السياسية". وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بـ"مؤسّسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيلياً وأميركياً، لكنها مرفوضة أممياً.
ويؤكد الفلسطينيون أن آلية توزيع مساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، تهدف إلى تجميعهم وإجبارهم على التهجير من أراضيهم، تمهيداً لإعادة احتلال غزة. وحمل لازاريني "مؤسسة غزة الإنسانية ذات الدوافع السياسية" مسؤولية ما يقرب من 1400 حالة موت جوعاً بين الفلسطينيين بغزة.
The manmade famine in
#Gaza
has been largely shaped by the deliberate attempts to replace the UN coordinated humanitarian system through the politically motivated 'GHF'. It is a so called 'aid system' responsible for the killing of nearly 1,400 starving people.
All has been…
— Philippe Lazzarini (@UNLazzarini)
August 2, 2025
وفي وقت سابق السبت، قالت وزارة الصحة بغزة إن حصيلة الضحايا المجوَّعين من منتظري المساعدات بلغت "ألفاً و422 شهيداً، وأكثر من 10 آلاف إصابة" منذ 27 مايو الماضي، واختتم المفوض العام لوكالة أونروا بالقول: "لا وقت لإضاعته بعد الآن، يجب اتخاذ قرار سياسي بفتح معابر غزة دون قيد أو شرط".
أخبار
التحديثات الحية
برلين عن إيصال المساعدات إلى غزة: غير كافٍ
ومنذ بدئها الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، إذ شدّدت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشّي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية". وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 209 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
(الأناضول، العربي الجديد)
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

يونيسف: 640 ألف طفل مهددون بالجوع والمرض شمالي دارفور
يونيسف: 640 ألف طفل مهددون بالجوع والمرض شمالي دارفور

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

يونيسف: 640 ألف طفل مهددون بالجوع والمرض شمالي دارفور

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة " يونيسف "، اليوم الأحد، من تعرّض أكثر من 640 ألف طفل دون سن الخامسة لخطر متزايد من العنف، والجوع، والمرض، في ظل تفشٍّ سريع لمرض الكوليرا بولاية شمال دارفور، غربي السودان . وأفادت المنظمة الدولية، في بيان رسمي، بأنه منذ اكتشاف أول حالة إصابة بالكوليرا في 21 يونيو/ حزيران الماضي، أبلغ عن أكثر من 1180 حالة إصابة مؤكدة، من بينها نحو 300 حالة بين الأطفال، إضافةً إلى ما لا يقل عن 20 حالة وفاة في منطقة طويلة بولاية شمال دارفور. وأشارت المنظمة إلى "ارتفاع سريع في عدد الحالات بمنطقة طويلة، التي استقبلت أكثر من 500 ألف شخص نزحوا من مناطقهم بسبب النزاع العنيف الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع". وأضافت أن "إجمالي حالات الإصابة بالكوليرا في ولايات دارفور الخمس حتى 30 يوليو/ تموز الماضي بلغ نحو 2140 حالة، مع تسجيل ما لا يقل عن 80 حالة وفاة". قضايا وناس التحديثات الحية تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان وسط تصاعد العنف في كردفان ودارفور وأكدت المنظمة أن "حياة أكثر من 640 ألف طفل دون سن الخامسة مهددة بخطر متزايد في شمال دارفور، نتيجة لتفاقم مستويات العنف، وسوء التغذية، وانتشار الأمراض المعدية، وسط ظروف إنسانية قاسية". وأوضح البيان أن النازحين في منطقة طويلة يواجهون "ظروفاً خطيرة، بسبب النقص الحاد في الغذاء، والمياه النظيفة، والمأوى، إلى جانب تزايد خطر تفشي الأمراض المعدية، خاصة الكوليرا". ونقل البيان عن ممثل منظمة يونيسف في السودان، شيلدون ييت، قوله: "رغم أن الكوليرا مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه بسهولة، إلا أنها تنتشر بسرعة كبيرة في طويلة ومناطق أخرى من دارفور مهدّدةً حياة الأطفال بشكل خاص". وأضاف ييت: "نحن نعمل بلا كلل مع شركائنا على الأرض لاحتواء التفشي وإنقاذ الأرواح، لكن العنف المستمر وتدهور الأوضاع يزيدان من حجم الاحتياجات بوتيرة أسرع بكثير من قدرتنا على الاستجابة". وطالب المسؤول الأممي بـ"تغيير الوضع بشكل عاجل، وتأمين الوصول الفوري إلى الأطفال المحتاجين، الذين لا يمكنهم الانتظار ليوم إضافي في ظل هذه الظروف". وأوضحت المنظمة أنها تعمل حالياً على الحد من انتشار المرض عبر توزيع أكثر من مليون و400 ألف جرعة من لقاح الكوليرا، في محاولة عاجلة لاحتواء التفشي ومنع ازدياد الحالات. ووفقًا لأحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة السودانية، فقد بلغ إجمالي الإصابات المؤكدة بالكوليرا منذ بدء انتشار الوباء في أغسطس/ آب 2024 نحو 91 ألفاً و34 إصابة، من بينها ألفان و302 حالة وفاة، موزعة على 17 ولاية سودانية. وتأتي هذه الكارثة الصحية في ظل وضع إنساني كارثي تعيشه البلاد، نتيجة الحرب المتواصلة منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي خلفت أكثر من 20 ألف قتيل، ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، بحسب تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية. وفي حين تشير تقديرات رسمية إلى هذا العدد من القتلى، فإن بحثاً مشتركاً أجرته عدة جامعات أميركية قدّر العدد الفعلي للضحايا بنحو 130 ألف قتيل، في ظل استمرار النزاع المسلح وتفاقم المعاناة الإنسانية على نطاق واسع. (الأناضول)

غوتيريس يخطط لخفض 700 مليون دولار من ميزانية الأمم المتحدة
غوتيريس يخطط لخفض 700 مليون دولار من ميزانية الأمم المتحدة

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

غوتيريس يخطط لخفض 700 مليون دولار من ميزانية الأمم المتحدة

يعتزم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس الصورة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أنطونيو غوتيريس سياسي ودبلوماسي برتغالي، ولد في مدينة لشبونة البرتغالية في 30 إبريل/ نيسان عام 1949، شغل منصب رئيس وزراء البرتغال من عام 1995 إلى عام 2002، ومنصب المفوض السامي للأمم المتحدة بين 2005 و2015، ويشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة منذ عام 2017، وهو الشخص التاسع الذي يحمل هذا اللقب في تاريخ المنظمة ، خفض أكثر من 700 مليون دولار من الإنفاق، ووضع خطط لإعادة هيكلة المنظمة، على خلفية تراجع الدعم من جانب الولايات المتحدة، أكبر مموليها. وتتضمن خطة غوتيريس خفض الإنفاق والوظائف بنسبة 20%، ما سيؤدي إلى تقليص ميزانية الأمم المتحدة البالغة حالياً 3.7 مليارات دولار، إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2018، وهو ما قد يشمل إلغاء نحو 3 آلاف وظيفة، وفقاً لما ذكرته وكالة بلومبيرغ للأنباء. ورغم أنّ برنامج الإصلاح يرتبط رسمياً بالذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، فإنه لا ينفصل عن تداعيات تراجع الدعم الأميركي، الذي شكّل تقليدياً نحو 22% من ميزانية المنظمة. وقد أوقف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 ، هذا التمويل، وانسحب بالفعل من عدة هيئات تابعة للأمم المتحدة، ومن المتوقع أن تؤدي مراجعة أوسع إلى مزيد من التخفيضات. وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، تومي بيجوت، للصحافيين، الخميس الماضي: "لن نكون جزءاً من منظمات تنتهج سياسات تعيق مصالح الولايات المتحدة". وتأتي التخفيضات المقررة في الأمم المتحدة في وقت أقدمت فيه إدارة ترامب على إلغاء عشرات المليارات من الدولارات من المساعدات الخارجية، في إطار سعيها للتركيز على ما تعتبره مصالح الولايات المتحدة. وزادت الصراعات الممتدة من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا وأفريقيا من الحاجة إلى المساعدات العالمية. وبعد سنوات من الصعوبات المالية، بدأت الأمم المتحدة، في عهد غوتيريس، بالفعل بالتخطيط لإجراء تغييرات هيكلية شاملة. وكان غوتيريس قد حذر، في يناير/ كانون الثاني الماضي، من أن المنظمة الدولية تواجه "أزمة سيولة مكتملة الأركان". وبشكل عام، من المتوقع أن ينخفض الإنفاق عبر منظومة الأمم المتحدة إلى أدنى مستوى له منذ نحو عقد، بتراجع قد يصل إلى 20 مليار دولار مقارنة بأعلى مستوى سجله في عام 2023. وثائق خطة التنمية المستدامة لعام 2030 (الأمم المتحدة) تُعد الولايات المتحدة أكبر ممول منفرد للأمم المتحدة، إذ تساهم تقليدياً بنحو 22% من ميزانيتها التشغيلية، فضلاً عن دعم إضافي لبرامج ووكالات متخصصة. ومع ذلك، شهدت العلاقة بين واشنطن والمنظمة الدولية توترات متكررة، خصوصاً خلال إدارات جمهورية سابقة، انتقدت أداء الأمم المتحدة واعتبرت بعض هيئاتها "منحازة" ضد السياسات الأميركية. وقد بلغ هذا التوتر ذروته في عهد الرئيس دونالد ترامب، الذي اتخذ سلسلة من القرارات الانسحابية من منظمات واتفاقيات دولية، مثل منظمة الصحة العالمية ومجلس حقوق الإنسان واتفاق باريس للمناخ، بدعوى حماية "المصالح القومية الأميركية" وتقليص الالتزامات المالية الدولية. تاريخياً، شهدت الأمم المتحدة أزمات مالية مشابهة، أبرزها في تسعينيات القرن الماضي، عندما تراكمت على بعض الدول الأعضاء متأخرات مالية، ما دفع المنظمة إلى اتخاذ إجراءات تقشفية وتقليص في برامجها. لكن الأزمة الحالية تبدو أكثر تعقيداً، إذ تتزامن مع أزمات جيوسياسية متصاعدة وحاجة متزايدة إلى العمل الإنساني والدبلوماسي على مستوى العالم. تأتي خطة غوتيريس لخفض الإنفاق وإعادة الهيكلة في لحظة حرجة بالنسبة للأمم المتحدة، إذ تتقاطع الضغوط المالية مع تصاعد النزاعات العالمية، وازدياد الحاجة إلى جهود الوساطة والإغاثة. وفي ظل استمرار التراجع في الدعم الأميركي، يُتوقع أن تواجه المنظمة الدولية تحدياً مزدوجاً: الحفاظ على فعاليتها الميدانية وقدرتها على التدخل السريع، مع ضمان استدامة تمويلها عبر تنويع مصادر الدعم وتعزيز الشراكات الدولية. وإذا لم تُعالج هذه الأزمة بقرارات استراتيجية عاجلة، فقد تجد الأمم المتحدة نفسها أمام اختبار حقيقي لقدرتها على البقاء كفاعل محوري في النظام الدولي خلال العقد المقبل. (أسوشييتد برس، العربي الجديد)

واشنطن بوست: تسليح إسرائيل لأبناء عشائر في غزة يحمل مخاطر فقدان السيطرة عليها وعدم قبول المجتمع الفلسطيني لها
واشنطن بوست: تسليح إسرائيل لأبناء عشائر في غزة يحمل مخاطر فقدان السيطرة عليها وعدم قبول المجتمع الفلسطيني لها

القدس العربي

timeمنذ 6 ساعات

  • القدس العربي

واشنطن بوست: تسليح إسرائيل لأبناء عشائر في غزة يحمل مخاطر فقدان السيطرة عليها وعدم قبول المجتمع الفلسطيني لها

لندن- 'القدس العربي': نشرت صحيفة 'واشنطن بوست' تقريرًا أعدته كلير باركر وميريام بيرغر وسهام شملخ، قالت فيه إن دعم وتسليح إسرائيل لجماعات عشائرية في غزة، بزعم خلق معادل لحركة 'حماس'، يهدف – كما يقول النقاد – إلى تمزيق الوطنية الفلسطينية. وأشارت الصحيفة إلى اهتمام الإعلام الإسرائيلي بياسر أبو شباب، الذي يصف نفسه بأنه 'محرر إنساني'، فيما تزعم منظمات الإغاثة الإنسانية أنه يقف وراء النهب المنظّم لقوافل المساعدات التي دخلت قطاع غزة في الخريف الماضي. ولكن الإعلام الإسرائيلي يروج له على أنه البديل عن 'حماس'. وظهر أبو شباب في الأشهر الأخيرة في قلب جهود إسرائيل لتقوية العشائر الفلسطينية وتسليحها، والتي يرى النقاد أنها محاولة لتمزيق المجتمع الفلسطيني. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بداية حزيران/يونيو، إن إسرائيل تسلح أفراد العشائر، كثقل موازٍ لـ 'حماس'. وأضاف في مقطع فيديو نشر على منصة 'إكس': 'بناءً على نصيحة من مسؤولي الأمن، دعمنا العشائر في غزة التي تعارض 'حماس'. ما الخطأ في ذلك؟ إنه أمر جيد. إنه ينقذ أرواح الجنود' في الجيش الإسرائيلي، مع أنه لم يذكر اسم أبو شباب وجماعته المسلحة. رشيد الخالدي: إنها أقدم إستراتيجية استعمارية في التاريخ، وقد نجحت في زرع فوضى عارمة ونقلت الصحيفة عن زعيم الميليشيا الصغيرة قوله، في الشهر الماضي، إنه لم يتلقَ دعمًا من إسرائيل أو أسلحة منها. وقال إن هذه مزاعم نشرتها 'حماس' وإعلامها لتخويف الناس منه. وأضاف أن 'حماس' تريد أن تُظهر أن جماعته تنفذ أجندة خارجية. ورغم زعمه أنه يعمل في أرض فلسطينية حرة، فإن القاعدة التي يعمل منها في جنوب غزة خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي. وفي الأشهر الأخيرة، امتنعت القوات الإسرائيلية عن التدخل عندما قام أبو شباب ورجاله المسلحون ببنادق 'إيه كي–47' بدوريات في منطقة مهمة وأوقفوا مركبات الأمم المتحدة والصليب الأحمر عند نقاط تفتيش مؤقتة، وفقًا للعديد من عمال الإغاثة في غزة. وتقول الصحيفة إن جماعة أبو شباب هي واحدة من عدة جماعات تلوّح الآن بالسلاح علانية وتتحدى 'حماس'، في ظل الفراغ الأمني الذي خلفه استهداف إسرائيل لشرطة 'حماس' ومؤسسات أخرى في غزة، حسبما نقلت الصحيفة عن محللين وعمال إغاثة ومقابلات مع أعضاء الجماعات المسلحة. ويقول المحللون والمؤرخون إن دعم العشائر هو جزء من نهج إسرائيلي قديم، فقد قدمت في عدة مراحل من تاريخها الأسلحة والمال وغيرها من أشكال الدعم للجماعات المحلية لتقسيم الفلسطينيين وتقويض تطلعاتهم الوطنية. ونقلت الصحيفة عن رشيد الخالدي، أستاذ كرسي إدوارد سعيد الفخري للدراسات العربية الحديثة بجامعة كولومبيا: 'إنها أقدم إستراتيجية استعمارية في التاريخ'، وقد تعلمتها إسرائيل من البريطانيين. وأضاف أن المبادرة الأخيرة نجحت في 'زرع فوضى عارمة'، ما قد يعقد الجهود المبذولة لتمركز السلطة الفلسطينية لحكم غزة. وقال إن إسرائيل تريد 'حالة من الفوضى، لأنه إذا كان الفلسطينيون موحدين، فقد يضطرون إلى التفاوض معهم أو التعامل معهم فعليًا'. بدأ نتنياهو في الحديث علنًا عن دعم العشائر الفلسطينية لتحل محل 'حماس' العام الماضي، قائلًا إن قادة الجيش الإسرائيلي عرضوا عليه هذا الاقتراح ووافق عليه. ويرى محللون أن دعم إسرائيل لأبو شباب ومنافسي 'حماس' الآخرين في غزة يعيد التذكير بجهودها السابقة لإنشاء 'روابط القرى' في الضفة الغربية لمواجهة منظمة التحرير الفلسطينية في سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي. ففي ذلك الحين، منحت إسرائيل أموالًا وامتيازات إدارية وحق حمل السلاح لممثلين مختارين من العشائر ورؤساء المجالس في قرى الضفة الغربية، في محاولة لإنشاء 'إقطاعيات' تحت السيطرة الإسرائيلية الشاملة وتقويض احتمال قيام دولة فلسطينية. وقد باءت تلك الجهود بالفشل، وحتى الآن، لم يحظَ اقتراح تمكين عشائر غزة بقبول واسع لدى السكان الفلسطينيين. وأشارت الصحيفة إلى أن أبو شباب، البالغ من العمر 35 عامًا، ينحدر من عشيرة الترابين الممتدة ما بين غزة وسيناء في مصر. ويقول محللون إسرائيليون وفلسطينيون إن أبو شباب كان متورطًا في تهريب المخدرات والأسلحة قبل الحرب، وأنه وبعض شركائه تعاملوا مع فرع تنظيم 'الدولة الإسلامية' في سيناء. بعد المقابلة مع صحيفة 'واشنطن بوست'، أُرسلت طلبات لأبو شباب للتعليق على هذه الادعاءات، لكنه لم يرد. واشتهر أبو شباب، في خريف 2024، بأنه قائد عصابة إجرامية نهبت شاحنات المساعدات، حسبما ذكرت الصحيفة في تشرين الثاني/نوفمبر. في ذلك الوقت، قال إنه كان مدفوعًا باليأس 'للأخذ من الشاحنات'، على الرغم من أنه نفى أن يكون رجاله قد هاجموا السائقين. وبمجرد ظهور أبو شباب على الساحة، أصبح في مرمى نيران 'حماس'. في أواخر الخريف، بدأ أعضاء قوة جديدة مرتبطة بـ 'حماس' تسمى وحدة 'السهم الثاقب' باستهداف أقاربه وشركائه، وفقًا لعمال الإغاثة والطاقم الطبي وحساب الوحدة على 'تليغرام'. وقال موظف في مشرحة المستشفى الأوروبي في غزة، حيث نُقلت جثته، إن الوحدة قتلت شقيق أبو شباب في كانون الأول/ديسمبر. وعندما دخل وقف إطلاق النار لمدة شهرين حيّز التنفيذ في كانون الثاني/يناير، وتمكنت قوات 'حماس' الأمنية من العمل دون خوف من الهجوم الإسرائيلي، قاموا بضرب ما يقرب من عشرين عضوًا من جماعة أبو شباب في موجة من الانتقام، وفقًا لمقاطع فيديو للعقوبات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي وشاهد عيان. واختفى أبو شباب ورجاله إلى حد كبير حتى أواخر أيار/مايو، حيث استأنفت إسرائيل الحرب. أعادت مجموعته تسمية نفسها باسم 'القوات الشعبية'، وبدأ الأعضاء في تصوير أنفسهم على أنهم يريدون تحرير سكان غزة من حكم 'حماس' الإسلامي. واليوم، يحاول أبو شباب تقديم نفسه على أنه السلطة الفعلية في جنوبي غزة، حيث قام رجاله بإنشاء حواجز لتفتيش قوافل عمال الإغاثة الدوليين الداخلين إلى غزة، وفقًا لمقطع فيديو التقطته مجموعة أبو شباب، ونشرته صحيفة 'واشنطن بوست'، وأكده مسؤولون في الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وزعمت المجموعة أنها توفر الأمن لشاحنات المساعدات، وتقول وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى إنها لا تتعاون مع المجموعة. وقال مسؤول في الأمم المتحدة، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: 'لديه ميليشيات مسلحة جاهزة للعمل، مدعومة بالكامل من إسرائيل'. وأعلن أبو شباب في بداية حزيران/يونيو أنه أنشأ منطقة محمية في الجزء الشرقي من مدينة رفح يمكن للمدنيين النازحين جراء الهجوم الإسرائيلي العودة إليها. وسرعان ما أطلق حملة تجنيد لتعيين موظفين في 'اللجان الإدارية والمجتمعية'. وزعم في تصريحات للصحيفة، الشهر الماضي، أن أكثر من 2,000 مدني يعيشون في منطقته، التي قال إنها تمتد لأكثر من ميلين بقليل على طول الحدود مع مصر. وقال لصحيفة 'واشنطن بوست': 'نسعى للحصول على دعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية'. ولطالما لعبت العائلات المؤثرة دورًا في المجتمع الفلسطيني. ففي غزة، يتشكل المشهد من مزيج من شبكات العائلات الممتدة، المعروفة باسم 'الحمايل'، والقبائل البدوية. وعندما سيطرت 'حماس' على قطاع غزة عام 2007، سرعان ما استقطبت الحركة هذه العشائر وأخضعتها، حسب عزمي قيشاوي، الباحث في شؤون غزة لدى مجموعة الأزمات الدولية. أبو شباب: نسعى للحصول على دعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية لكن الحرب في غزة، التي بدأت في تشرين الأول/أكتوبر 2023 ردًا على هجوم 'حماس' على جنوب إسرائيل، واستهداف قوى الشرطة وقوات الأمن الداخلي، التي كانت تُبقي الجهات المسلحة الأخرى في غزة تحت السيطرة. ويقول المحللون إن انهيار القانون والنظام قد صاحبه نزوح متكرر للمدنيين، وقيود على المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، وهجمات على المؤسسات الحكومية. وقال محمد شحادة، الزميل الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: 'النتيجة هي في الأساس انهيار مجتمعي'. بالإضافة إلى ميليشيا أبو شباب، ظهرت عشائر أخرى في خان يونس ودير البلح في هذا الفراغ، تحمل السلاح علانية وتهدد، أو تصطدم مباشرة، مع القوات التابعة لـ 'حماس'، وفقًا لمحللين وعمال إغاثة ومقابلات مع أعضاء من الجماعات المسلحة. ويرى محللون ومندوبون ورجال عشائر ورجال أعمال في غزة أن الكثير من الفلسطينيين ينظرون إلى أبو شباب باعتباره رجلًا خائنًا ولصًا، وقد شجبته بشدة مجموعة متنوعة من القبائل في غزة، بما فيها قبيلته. ونقلت عن عادل الترابين، أحد قيادات قبيلة الترابين: 'ياسر أبو شباب لا يمثلنا، إنه يمثل نفسه فقط'. فهو رجل مستهدف، غير قادر على الخروج من منطقته تحت الحماية العسكرية الإسرائيلية دون خوف من السجن أو الاغتيال على يد 'حماس' أو الوحدات التابعة لها. وقد أصدرت 'حماس' والجماعات المسلحة المتحالفة معها في غزة إشعارات مطلوبين لأبو شباب ورفاقه. ورفض أبو شباب أهمية هذه الإشعارات، قائلًا: 'نحن لا نعترف بالإرهابيين أو شرعيتهم'. ومع ذلك، حذر قادة في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من مخاطر دعم جماعات مسلحة مثل أبو شباب. وجادلوا بأنها لن تكون بديلًا عن السلطة الوطنية. وهناك احتمال فقدان إسرائيل السيطرة على هذه الجماعات، حسب ميخائيل ميلشتاين، المستشار السابق للشؤون الفلسطينية في الجيش الإسرائيلي. ويرى ميلشتاين أوجه تشابه مع تسليح الولايات المتحدة للمقاتلين في أفغانستان ضد النظام المتحالف مع الاتحاد السوفييتي في ثمانينيات القرن الماضي. وقد شكّل هؤلاء المقاتلون لاحقًا حركة طالبان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store