
الحرب بين حزب الله و "اسرائيل" مسألة وقت لا اكثر
جاء تصريح الموفد الاميركي توم برّاك ان مهلة نزع سلاح حزب الله تحددها "اسرائيل"، فضلا عن احتمال توجه واشنطن لالغاء التمويل لقوات اليونيفيل في الجنوب او تخفيض في الميزانية بعد عدم قيام الدولة اللبنانية بتحديد مهلة زمنية لنزع سلاح المقاومة وفقا للطريقة والشروط الاميركية، ليزيد التساؤلات اذا كانت المواجهة الكبرى بين حزب الله و "اسرائيل" باتت قريبة وحتمية ام ان الحرب مؤجلة لاعتبارات عديدة؟
والحال ان الجميع في لبنان يحبس انفاسه تحسبا لتدهور الأوضاع، فيشهد لبنان حربا جديدة رغم عدم قدرته على تحمل تداعياتها وكوارثها، نظرا الى الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي المأساوي الذي يعيشه الشعب اللبناني المسكين. غير ان حزب الله لن يبادر الى اطلاق الرصاصة الاولى ضد الكيان العبري، ليس خوفا من مواجهة العدو، بل من العبر التي استخلصها من حرب الاسناد التي اطلقها يوم 8 تشرين الاول عام 2023. علاوة على ذلك، يدرك الحزب ان مبادرته الى الحرب ستشعل الداخل اللبناني، او بمعنى آخر ستؤدي الى انفجار داخلي قد يكون من الصعب احتواؤه.
وفي السياق ذاته، وكما ذكرنا اعلاه ان المقاومة لن تجر الى حرب وسط هذه الظروف الملتهبة في المنطقة، اذ إن سوريا دخلت في فوضى امنية، عسكرية، اجتماعية، اخرها احداث السويداء، الامر الذي زرع الخوف في قلوب اللبنانيين من انتقال هذه الفوضى الى لبنان، اضافة الى كشف الاجهزة الامنية اللنبانية عن دخول عناصر سورية ارهابية واصولية، من بينهم عناصر لداعش، حيث تمكنت هذه الاجهزة من القاء القبض على عدد من هؤلاء الارهابيين السوريين الذين تسللوا الى الاراضي اللبنانية، انما في الوقت ذاته لا تزال مجموعات سورية اصولية متشددة خارج السيطرة الامنية. علاوة على ذلك، لا يريد حزب الله الحرب مع "اسرائيل" الان في ظل الضوء الاخضر الحاصلة عليه الاخيرة من ادارة ترامب بتنفيذ ما تريده في المنطقة، وخير دليل على ذلك استمرار الوحشية الاسرائيلية ضد اهل غزة، فضلا عن التدخل "الاسرائيلي" الفاضح في جنوب سوريا راسماً للرئيس الشرع حدودا له داخل حدود بلاده.
وخلاصة القول، تدل المؤشرات الى ان اميركا تمهد الارضية لـ"اسرائيل" لضرب حزب الله واضعافه ليتحول الى حزب سياسي، وعليه، اتى جواب الموفد الاميركي ان "اسرائيل" هي المعنية بتحديد مهلة نزع سلاح حزب الله.
انطلاقا من التوجهات الاميركية ومن غسل يدها من "لبنان" وترك "اسرائيل" تتحرك عسكريا بحرية مطلقة او بفلتان عسكري مطلق اذا جاز التبعير، فمن الطبيعي ان يتحصن حزب الله من اي ضربة اسرائيلية، ولكنه في الوقت الحالي يسعى الى ارجاء المواجهة مع جيش الاحتلال الى ان تتحسن الظروف الاقليمية وان كان طفيفا.
اما من جهة "الاسرائيلي"، فان العدو يرى ان حزب الله لم يستعد قدراته العسكرية كما في السابق، ولا يزال يضمّد جراحه، ولذلك لن تبادر "اسرائيل" الى شن حرب على حزب الله بما ان عوامل "التهديد" ضدها ليست خطرة. انما ما ان تعتلم "اسرائيل" ان حزب الله استحوذ على صواريخ دقيقة او دفاعات جوية فعالة، اي حصل تحول نوعي في قدراته العسكرية، عندئذ الحرب ستقع.
باختصار، الحرب بين حزب الله و "اسرائيل" ليست احتمالاً نظريا، بل واقع مؤجل ينتظر لحظة اكتمال شروطه. بيد ان الهدوء الحالي ليس الا استراحة تكتيكية، تخفي تحتها سباقاً متسارعاً نحو المواجهة. فمن جهة تعيد "اسرائيل" تموضعها السياسي والعسكري في ضوء تحوّلات اقليمية ودولية عميقة، ومن جهة اخرى يعزز حزب الله حضوره واستعداداته على اكثر من جبهة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
الدولة: تحرير النقاط الـ5 مقدمة لتسليم السلاح.. الحزب: لا!
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عزالدين أن "أميركا تدعم إسرائيل لترويع الناس، لتخويف الناس، وللضغط النفسي على الناس من أجل تحقيق أهداف هذا العدو، الذي يريد أن يقضي على كل قدرة تمكّن شعبًا أو دولة من الدفاع عن نفسهما، وهذا ما حصل في سوريا، فبمجرد انقلاب النظام وسيطرة الفصائل المسلحة، أول ما قامت به إسرائيل هو تدمير كل القدرات العسكرية والمراكز الاستراتيجية والمطارات والطائرات والدبابات والمصانع وغيرها ، أي كل ما يؤدي إلى جعل سوريا ضعيفة وغير قادرة على الدفاع عن نفسها، قبل أن يتقدم في البر ويحتل أراضٍ سورية"... مشددا على أن "موقفنا واضح بعدم التخلي عن قوتنا وقدراتنا التي تجعلنا دائمًا نحافظ على كرامتنا وعلى وطننا وأرضنا وثرواتنا"، لافتاً إلى أن "علينا كقوى سياسية في لبنان- بدلاً من الرهان على الأميركي- أن نعمل جميعًا لتقوية الموقف اللبناني الموحّد وتصليبه في ما يتعلق بالمواجهة مع هذا العدو، لأن لبنان الذي عمل على موقف موحد، وأبلغه إلى المبعوث الأميركي برّاك، يجب أن يواصل تحصين هذا الموقف والوقوف خلفه، وعلى جميع القوى التي تنادي بالسيادة، أن تدعم هذا الموقف وأن تقف خلف الدولة، وبالتالي نقف كلبنانيين جميعًا بتوحدنا وتفاهمنا وبوفاقنا الوطني، بالحد الأدنى لمواجهة هذا العدو، وتفويت الفرصة عليه والبقاء ثابتين بأرضنا". رغم هذا الكلام الواضح من حزب الله في شأن رفض تسليم السلاح، يعتبر لبنان الرسمي وبعض المقربين من دوائر القرار اللبناني أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي التي يحتلها في الجنوب هو الاساس لتجاوب حزب الله مع مسار حصر السلاح، ويؤكد هؤلاء للموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك ان مفتاح انطلاق رحلة جمع السلاح بيد القوى الشرعية، هو الخروج الإسرائيلي، لان احتلاله لبنان وضربه مضمون إتفاق وقف النار عرض الحائط، هو ما يجعل الحزب متشددا ازاء تسليم السلاح. لكن بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"المركزية"، فان ما يقوله مسؤولو الحزب، وعزالدين أحدهم، يدل على ان الحزب لا يتطلع فقط الى تحرير الأراضي اللبنانية، بل هو يصر على الإحتفاظ بالسلاح لمنع اي تهديد إسرائيلي، للبنان، علما ان هذا التهديد في قاموس الحزب، قائم طالما "دولة" إسرائيل قائمة! ففي رأيه سقوط الخط "الممانع" في سوريا، جعلها لقمة سائغة في فم الإسرائيلي، وهذا السيناريو سيتكرر في لبنان في حال لم تعد "الممانعة" وسلاحها، موجودين في لبنان. واذ تتوقف عند حديث عزالدين عن الوحدة الوطنية في وقت أغلبية مجلس النواب ضد احتفاظ الحزب بسلاحه، تسأل: هل كان الحزب أعزل حين عادت إسرائيل واحتلت النقاط الخمس جنوبا؟ وتسأل ايضا عن موقف لبنان الرسمي من عدم اكتفاء الحزب بتحرير الأرض اللبنانية كي يسلّم السلاح، وربطه احتفاظه به بوجود اسرائيل وبأطماعها ومخططاتها التوسعية... فهل من جواب؟ انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
توزيع حمولة 120 شاحنة مساعدات في غزة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب وُزّعت حمولة 120 شاحنة مساعدات في قطاع غزة، وفق ما أكد مكتب تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات). وكتب المكتب التابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية في منشور على منصة إكس: "تم استلام أكثر من 120 شاحنة، وتم توزيع (ما بداخلها) أمس (الأحد) من قبل الأمم المتحدة ومنظمات دولية".


IM Lebanon
منذ 2 ساعات
- IM Lebanon
برّاك ينذر: التصريحات لا تكفي… والوضع نحو التأزيم
جاء في 'نداء الوطن': جعل سفرُ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى الجزائر، السياسة الداخلية في حال استراحة. لكنها استراحة على وقْع مواقف حادة لعل أبرزها موقف المبعوث الأميركي توم برَّاك، في تغريدة انتقد فيها ضمنًا السلطة التنفيذية، فكتب على منصة 'إكس': 'إن مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة. وكما قال قادتها مراراً وتكراراً، فمن الأهمية بمكان أن تحتكر الدولة السلاح. وطالما احتفظ 'حزب الله' بالسلاح، فإن التصريحات لن تكون كافية'. مصادر رسمية أكدت لـ 'نداء الوطن' أن محتوى الرد الأميركي بات شبه معروف والأمور تتجه إلى التأزيم وكلام براك عن الحكومة ومسؤولياتها دليل على أن الإسرائيلي لن يتنازل ولن يبادر إلى الانسحاب.