logo
رقمنة القوة: دور الشركات الكبرى في السياسة الدولية

رقمنة القوة: دور الشركات الكبرى في السياسة الدولية

لكم١٨-٠٥-٢٠٢٥
يناقش الباحث يحيى اليحياوي في كتابه الجديد ' شركات الرقمنة متعددة الجنسيات: عن الرقمنة كأداة جيو-استراتيجية'، (الصادر في مارس 2025)، تحول التوترات الجيوسياسية في عصر الرقمية، تحت تأثير عمالقة التكنولوجيا مثل GAFAM وBATHX.
يبدأ الكتاب بمقدمة للبروفيسور تييري كيرات(مدير البحوث بالمركز الوطني للبحث العلمي بباريس)
يناقش فيها البعد الجديد الذي تكتسبه صناعة الرقمية وتأثيرها على العلاقة بين تركيز السلطة الاقتصادية والسياسة. كما يشير إلى بروز مفاهيم مكافحة الاحتكار واعتبار النظام الرقمي كمنفعة عامة.
مثلما يوضح المؤلف، يحيى اليحياوي، أن الشركات متعددة الجنسيات لا تقتصر في أنشطتها على المشاركة في المفاوضات الدبلوماسية، بل تلعب دورًا نشطًا في تحديد الأجندة السياسية وتشكيل معالمها. ذلك أن التوترات حول السيطرة على البنى التحتية والمحتويات والخوارزميات والمنصات والشبكات الاجتماعية تثير قضايا تتعلق بسيادة الدول والمصالح الاقتصادية لهذه الشركات التي أصبحت تكتسب قوة متزايدة.
يؤكد أيضا أن الدول، في ظل صعود الفاعلين الخاصين في المجال الرقمي، تبدو في حالة تراجع، حيث 'يبدو أن سيادتها الرقمية قد تنازلت عنها للشركات التكنولوجية بالنسبة للأضعف، أو تم تفويضها بالنسبة للأقوى.'
يمثل هذا الكتاب الذي ألفه باحث متخصص في الإعلام، له خبرة أكاديمية وحس ذكي بالمواضيع الدقيقة، مرجعًا أساسيًا لفهم هيمنة عمالقة الرقمية والتوازنات الجديدة للقوى في هذا السياق، مما يساعد في التنقل في مجال الدبلوماسية الإلكترونية،ومن أهم النقاط الرئيسية التي تناولها الكتاب :
-تحول الجيوسياسية: وذلك بالتركيز على كيفية تأثير الشركات الرقمية الكبرى (GAFAM وBATHX) على التوترات الجيوسياسية.
-تناقض السلطة: ويناقش العلاقة بين تركيز السلطة الاقتصادية والسلطة السياسية، وكيف تؤثر الشركات على الأجندة السياسية.
-مفاهيم مكافحة الاحتكار: بإبراز أهمية ظهور مفاهيم مكافحة الاحتكار وفكرة اعتبار النظام الرقمي بوصفه منفعة عامة.
-دور الشركات: تؤدي الشركات متعددة الجنسيات دورًا نشطًا في تشكيل السياسات بدلاً من كونها مجرد وسطاء.
-قضايا السيادة: تتناول القضايا المتعلقة بسيادة الدول، وكيف أنها تبدو في تراجع أمام قوة الشركات التكنولوجية.
يتجلى تأثير الشركات متعددة الجنسيات الرقمية مثل فيسبوك، جوجل، وأمازون على التوترات الجيوسياسية بعدة طرق؛ أولاً، تتحكم هذه الشركات في تدفق المعلومات، مما يؤثر على الرأي العام والسياسة الداخلية، كما حدث في الانتخابات الأمريكية 2016. ثانيًا، تهيمن على الأسواق العالمية، مما يسبب نزاعات تجارية، مثل تلك بين الولايات المتحدة والصين حول هواوي. ثالثًا، تتعرض الدول لهجمات سيبرانية قد ترتبط بمصالح شركات، مما يزيد من التوترات الدبلوماسية. وأخيرًا، تثير سياسات تخزين البيانات وسرية المعلومات صراعات مع الدول التي تسعى للوصول إلى هذه البيانات لأغراض أمنية، مما يعكس تأثير هذه الشركات على العلاقات الدولية.
ولمواجهة نفوذ الشركات متعددة الجنسيات الرقمية، تستخدم الدول عدة استراتيجيات ، ومنها:
التشريعات الحمائية: سن قوانين خاصة لتنظيم أنشطة الشركات في الأسواق المحلية، مثل قوانين حماية البيانات والمنافسة.
مكافحة الاحتكار: تنفيذ سياسات مكافحة الاحتكار لتفكيك الهيمنة السوقية، كما فعلت بعض الدول مع شركات مثل جوجل وفيسبوك.
تعزيز السيادة الرقمية: تطوير بنى تحتية رقمية محلية وتقنيات خاصة لتعزيز السيطرة على البيانات والمعلومات.
التعاون الدولي: تشكيل تحالفات دولية لتنسيق الجهود في مواجهة نفوذ الشركات، مثل التعاون في مجال الأمن السيبراني.
التثقيف الرقمي: تعزيز الوعي الرقمي بين المواطنين حول تأثير هذه الشركات وطرق حماية الخصوصية.
الاستثمار في الابتكار: دعم الشركات المحلية الناشئة لتقليل الاعتماد على الشركات الأجنبية وتعزيز الاقتصاد الرقمي الوطني.
تتميز قوانين حماية البيانات باختلافات ملحوظة في نطاق تطبيقها. على سبيل المثال، GDPRفي الاتحاد الأوروبي، ويشمل جميع الشركات التي تتعامل مع بيانات المواطنين الأوروبيين، بغض النظر عن موقعها، بينما CCPAفي كاليفورنيا يقتصر على الشركات المستهدفة للسكان المحليين. كما أن GDPRيحمي جميع أنواع البيانات الشخصية، بما في ذلك الحساسة، بينما PIPEDAفي كندا يركز بشكل أكبر على البيانات التجارية. في مجال حقوق الأفراد، يمنح GDPRحقوقًا شاملة مثل الحق في الوصول والحق في النسيان، بينما تكون حقوق PDPBفي الهند أقل وضوحًا. من ناحية العقوبات، يفرض GDPRغرامات صارمة تصل إلى 4% من الإيرادات العالمية، بينما CCPAيفرض غرامات أقل. وأخيرًا، يتم تطبيق GDPRمن قبل هيئات حماية البيانات في الدول الأعضاء، بينما يشرف المدعي العام في كاليفورنيا على CCPA.
تؤثر الشركات المتعددة الجنسيات الرقمية على الاقتصاد العالمي بشكل كبير من خلال عدة جوانب. أولاً، تسهم في تحفيز النمو الاقتصادي وزيادة الناتج المحلي الإجمالي عن طريق الاستثمارات وخلق فرص العمل، كما تعزز التنافسية في الأسواق، مما يؤدي إلى تحسين جودة الخدمات والأسعار.
ثانياً، تشجع هذه الشركات على الابتكار من خلال استثماراتها في البحث والتطوير، مما يسهم في تطوير منتجات جديدة. كما توسع التجارة الدولية عبر منصات التجارة الإلكترونية، مما يسهل التبادل التجاري بين الدول.
ومع ذلك، تواجه هذه الشركات تحديات ملموسة من بينها هيمنة بعض الشركات على السوق، مما قد يضر بالشركات الصغيرة، وقضايا الخصوصية وحماية البيانات. وفي المجمل، تعزز هذه الشركات الاقتصاد الرقمي، مما يحسن من الكفاءة ويقلل من التكاليف.
في الختام، تمثل الشركات المتعددة الجنسيات الرقمية قوة دافعة للاقتصاد العالمي، حيث تعزز النمو والابتكار، لكنها تتطلب أيضاً معالجة التحديات المتعلقة بالتنافسية وحماية البيانات لضمان تحقيق فوائد مستدامة لجميع الأطراف.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ميزانية المغرب.. لماذا تَفاقم العجز إلى أكثر من 24 مليار درهم في شهر يونيو؟
ميزانية المغرب.. لماذا تَفاقم العجز إلى أكثر من 24 مليار درهم في شهر يونيو؟

طنجة 7

timeمنذ 9 ساعات

  • طنجة 7

ميزانية المغرب.. لماذا تَفاقم العجز إلى أكثر من 24 مليار درهم في شهر يونيو؟

بلغ عجز الميزانية في المغرب 24,8 مليار درهم عند متم شهر يونيو 2025. مقابل عجز قدره 20,4 مليار درهم شهر يونيو من السنة الماضية. وذلك حسب ما أفرزته وضعية تحملات وموارد الخزينة. وقالت الخزينة العامة للمملكة، إن هذا العجز يأخذ في الاعتبار رصيدا إيجابيا بقيمة 4 ملايير درهم من الحسابات الخاصة للخزينة ومرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة. وأضافت أن المداخيل العادية الخام ارتفعت بنسبة 20,6 في المئة عند متم شهر يونيو الماضي. لتبلغ 211,5 مليار درهم. في حين ارتفعت النفقات العادية الصادرة بنسبة 19 في المئة إلى 185,8 مليار درهم. حيث أفرزت بذلك رصيدا عاديا إيجابيا قدره 25,6 مليار درهم. ويُعزى ارتفاع المداخيل العادية إلى ارتفاع الضرائب المباشرة (زائد 29,5 في المئة)، والرسوم الجمركية (زائد 2,5 في المئة)، والضرائب غير المباشرة (زائد 11,8 في المئة)، ورسوم التسجيل والتنبر (زائد 4,9 في المئة)، والإيرادات غير الضريبية (زائد 32,8 في المئة). وفي ما يتعلق بالنفقات الصادرة برسم الميزانية العامة، فقد بلغت من جهتها 274,7 مليار درهم حتى نهاية يونيو 2025. مسجلة ارتفاعا بنسبة 12,5 بالمئة على أساس سنوي. وذلك بسبب ارتفاع نفقات التسيير (زائد 20,2 في المئة)، ونفقات الاستثمار (زائد 10,9 في المئة)، مقرونة بانخفاض أعباء الدين المدرجة في الميزانية (ناقص 3,5 في المئة). وفي ما يتعلق بأعباء فوائد الدين، فقد ارتفعت إلى 23,42 مليار درهم، مسجلة زيادة بنسبة 11,6 في المئة. وذلك نتيجة ارتفاع فوائد الدين الداخلي بنسبة 19,4 في المئة (18,5 مليار درهم). وتراجع فوائد الدين الخارجي بنسبة 10,5 في المئة (4,9 مليار درهم). أما التزامات النفقات، بما فيها تلك غير الخاضعة للتأشيرة المسبقة، فقد وصلت إلى 464,4 مليار درهم. لتمثل معدل التزام إجمالي بنسبة 49 في المئة، ومعدل إصدار على الالتزامات بنسبة 82 في المئة. وفي ما يخص الحسابات الخاصة للخزينة، فقد وصلت الإيرادات إلى 106,8 مليار درهم. بما في ذلك دفعات من الميزانية العامة بقيمة 19,3 مليار درهم. مقابل 16,5 مليار درهم في الفترة نفسها من العام الماضي. وقد بلغت النفقات 103,8 مليار درهم، شملت 3,5 ملايير درهم برسم التسديدات والإعفاءات والاستردادات الضريبية. وبذلك بلغ رصيد مجموع الحسابات الخاصة للخزينة 3 ملايير درهم. من جهتها، بلغت عائدات مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة 1,558 مليار درهم (زائد 29,8 في المئة). بينما بلغت النفقات 548 مليون درهم بانخفاض نسبته ناقص 10,9 في المئة. وأخذا بعين الاعتبار حاجة التمويل البالغة 46 مليار درهم وتدفق صافي إيجابي للتمويل الخارجي بقيمة 19,8 مليار درهم. فقد لجأت الخزينة إلى تمويل داخلي بمبلغ 26,1 مليار درهم. لمتابعة أخبار طنجة7 على منصات التواصل الاجتماعي، يمكنكم الاشتراك على صفحتنا بموقع فيسبوك. أو منصة إنستغرام إضافة لمنصة X وتطبيق نبض

الذهب يسجل أعلى مستوياته في ثلاثة اسابيع بسبب التوترات الاقتصادية
الذهب يسجل أعلى مستوياته في ثلاثة اسابيع بسبب التوترات الاقتصادية

المغرب اليوم

timeمنذ 17 ساعات

  • المغرب اليوم

الذهب يسجل أعلى مستوياته في ثلاثة اسابيع بسبب التوترات الاقتصادية

GMT واشنطن - المغرب اليوم ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أسابيع، اليوم الاثنين، مدعومة بالتهافت على الملاذ الآمن. وهكذا، صعد الذهب في المعاملات الفورية بـ 0.5 في المائة إلى 3371.34 دولار للأوقية (الأونصة)، وهو أعلى مستوى منذ 23 يونيو الماضي. وقفزت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بـ 0.7 في المائة إلى 3386.20 دولار. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة في المعاملات الفورية بـ 0.4 في المائة إلى 38.49 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاتين بـ 1.1 في المائة إلى 1384 دولارا، وانخفض البلاديوم بـ 1.7 في المائة إلى 1194.40 دولار. أرسل تعليقك عنوان التعليق * تعليق * : Characters Left إلزامي * شروط الاستخدام شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم. اُوافق على شروط الأستخدام المزيد من الأخبار أوروبا تهدد بتدابير مضادة حال تطبيق الرسوم الأميركية بروكسل-المغرب اليوم قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اليوم السبت، إن الاتحاد الأوروبي مستعد لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالحه إذا مضت الولايات المتحدة في فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على السلع الأوروبية اعتبارا م...المزيد سميرة سعيد تبدأ تحضيرات ألبوم جديد مع هاني يعقوب في تعاون يواصل نجاحاتهما الفنية الفنانة المغربية سميرة سعيد القاهرة - المغرب اليوم أعلنت الديفا سميرة سعيد عن بدء التحضيرات لألبومها الغنائي الجديد، بالتعاون مع الموزع الموسيقي هاني يعقوب، وذلك عبر منشور على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك. وكتبت الديفا: التحضيرات للألبوم الجديد بدأت مع رفيق ال�...المزيد نظارات ذكية بتقنية البلورات السائلة تغيّر قواعد تصحيح البصر النظارات واشنطن - المغرب اليوم تبدو كنظارات عادية، لكنها في الواقع مزودة بمواصفات تقنية متطورة.في مكالمة عبر تطبيق زووم، رفع نيكو إيدن، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة النظارات الفنلندية "آي إكس آي (IXI)"، إطارات منتج جديد من النظارات �...المزيد وزير الثقافة المغربي يُطلق مشاريع بزاگورة ويدشن ترميم موقع سجلماسة الأثري بالراشيدية محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة المغربي الرباط - المغرب اليوم أشرف وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد الجمعة بإقليمي زاگورة والراشيدية على إطلاق عدد من المشاريع الشبابية والثقافية ووضع الحجر الأساس لتأهيل وترميم الموقع الأثري سجلماسة. هذا المشروع، الذي تبلغ...المزيد إخترنا لك موقعة نارية في النهائي العالمي بين تشيلسي وباريس سان جيرمان واشنطن -المغرب اليوم كان وصول أحد الفريقين إلى النهائي متوقعاً أكثر من الآخر؛ فقد واصل باريس سان جيرمان تألقه بعد فوزه اللافت بلقب دوري أبطال أوروبا، بتقديم أداء مهيمن في كأس العالم للأندية. وبحسب شبكة «The Athletic»، فرغم خسارته الوحي...المزيد المزيد من التحقيقات السياحية تحول جذري في علاج إصابات العمود الفقري بعد موافقة أول علاج خلوي متجدد عالميًا علاج إصابات العمود الفقري القاهرة - المغرب اليوم درّة زروق بإطلالات كاجوال مثالية في صيف 2025 بيروت -المغرب اليوم تعتبر الفنانة درة زروق من أبرز أيقونات الموضة العربية التي تلهم الجمهور بإطلالاتها الكاجوال العصرية والمتنوعة التي تجمع بين البساطة، الراحة، والأناقة. مع اقتراب فصل الصيف، تقدم درة أفكارًا مميزة لإطلالات خفيفة تناسب الأجواء الحارة، وتعكس روح الشباب والعفوية بأسلوب أنيق وعصري.تهتم درة بأدق التفاصيل في اختيار قطع الملابس التي توفر الراحة والجاذبية في آن واحد، مثل الجينز مع تيشيرت بسيط أو فساتين واسعة بألوان هادئة. تعتمد على أقمشة طبيعية كالقطن والكتان التي تناسب الصيف، وتختار ألوانًا هادئة مثل الأبيض، الأزرق السماوي، والبني الفاتح مع لمسات جريئة بين الحين والآخر. تعتمد درة في الصيف على فساتين قصيرة مزينة بنقوش زاهية وشورتات جينز مع بلوزات قطنية، مع إكسسوارات خفيفة كالنظارات الشمسية وحقائب الظهر الصغيرة. تبرز إطلالاتها �...المزيد

قوة المواقع الإخبارية تقاس بثبات الترافيك عبر Google وليس بتفاعل منصات التواصل
قوة المواقع الإخبارية تقاس بثبات الترافيك عبر Google وليس بتفاعل منصات التواصل

أكادير 24

timeمنذ يوم واحد

  • أكادير 24

قوة المواقع الإخبارية تقاس بثبات الترافيك عبر Google وليس بتفاعل منصات التواصل

agadir24 – أكادير24 إعداد: عبد الله بن عيسى | فريق تحرير أكادير24 أكادير – يوليوز 2025 رغم انتشار منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام كقنوات رئيسية لتداول الأخبار، تؤكد تقارير دولية أن المواقع الإخبارية التي تعتمد على محركات البحث كمصدر رئيسي للترافيك تحقق أداءً أكثر استقرارًا ومصداقية على المدى الطويل. الترافيك عبر Google: مقياس النجاح الرقمي الحقيقي بحسب تقرير نشرته شركة SEMrush المتخصصة في تحليلات الويب خلال يونيو 2025، فإن أكثر من 60% من زيارات أكبر المواقع الإخبارية في المغرب تأتي عبر Google، مقابل أقل من 20% عبر منصات التواصل الاجتماعي. ويشرح راندي فيشكن (Rand Fishkin)، مؤسس شركة Moz المتخصصة في تحسين محركات البحث، في مقال عبر منصة SparkToro: 'تفاعل الشبكات الاجتماعية قد يمنح دفعة وقتية، لكن من حيث بناء علامة تجارية طويلة الأمد وجلب زوار مستقرين، لا شيء يعادل قوة محركات البحث.' جودة الزوار: Google أولًا المستخدم الذي يصل عبر Google يأتي عادة بنيّة بحث حقيقية، وهو ما يُسمى في علم التسويق بـIntent-Driven Traffic. بينما غالبية تفاعل منصات التواصل يحدث بالمصادفة أو كرد فعل عاطفي سريع، دون ارتباط حقيقي بالمحتوى أو المنتج. وتوضح بيانات Clapping Dog Media أن المواقع التي تعتمد على الترافيك العضوي تحقق عائدًا على الاستثمار (ROI) يفوق تفاعل السوشيال ميديا بأضعاف. أكادير 24 نموذجًا: الترافيك العضوي يعزز الاستقلالية في جهة سوس ماسة، يحتل موقع أكادير 24 ( مكانة متقدمة بين المنصات المحلية. فحسب SimilarWeb لشهر يونيو 2025، يستقبل الموقع أكثر من مليون زيارة شهرية، منها 54.6% عبر محركات البحث، في حين لا تتجاوز نسبة الزيارات عبر Facebook وInstagram معًا 30%. هذا التوازن يُظهر أن الموقع لا يعتمد على مزاجية المنصات الاجتماعية بل على زوار يبحثون عن المحتوى عبر Google، وهو ما يضمن استمراريته في حال تغيّرت سياسات فيسبوك أو إنستغرام. لماذا يظل ثبات الترافيك عبر Google المؤشر الأقوى على مصداقية المواقع الإخبارية؟ يرى خبراء التسويق الرقمي أن ثبات عدد الزيارات التي تحققها المواقع الإخبارية عبر محرك البحث Google يظل المؤشر الأكثر قوة على مصداقيتها وحضورها المهني، مقارنة بما تسجله تلك المواقع من تفاعل عبر منصات مثل Facebook أو Instagram، التي تبقى مكملة ولا تمثل أساسًا لضمان الاستمرارية أو المصداقية الإعلامية. وحسب آراء متطابقة صادرة عن مختصين في مجال تحسين محركات البحث (SEO)، فإن الاعتماد المفرط على الشبكات الاجتماعية في جذب الزوار لم يعد كافيًا لتأكيد جودة الموقع أو استقراره، خاصةً مع ما تعرفه هذه المنصات من تغييرات متواصلة في سياسات الخصوصية والخوارزميات التي تتحكم في توزيع المنشورات وتفاعل الجمهور معها. ويؤكد الخبير الدولي في التسويق الرقمي، نيل باتيل، أن 'أقوى العلامات على صدقية المواقع الإخبارية اليوم هو عدد الزيارات الطبيعي الذي تحصل عليه من محركات البحث دون اللجوء إلى إعلانات أو ترويج مدفوع'، مشيرًا إلى أن ذلك يعكس جودة المحتوى وثقة المستخدمين ومحركات البحث معًا. في هذا السياق، ينصح المختصون القائمين على المواقع الإخبارية بالتركيز في الدرجة الأولى على تحسين ظهورهم عبر نتائج البحث من خلال استراتيجيات SEO مدروسة تشمل تحسين العناوين والوصفات، وضمان بنية تقنية سليمة للموقع، وتحديث المحتوى باستمرار، ثم الاستعانة بمنصات التواصل الاجتماعي كوسائل داعمة لزيادة الانتشار والتفاعل لا أكثر. ويظل الهدف الرئيسي من هذا النهج الحفاظ على حضور مستدام للموقع ضمن نتائج البحث الأولى على Google، باعتبار ذلك عاملًا حاسمًا في جذب القارئ المستهدف بشكل دائم ومستقر، بعيدًا عن تقلبات خوارزميات Facebook وInstagram التي قد تؤثر في لحظة واحدة على مستوى التفاعل والوصول. بهذا، يتأكد أن رهانات المواقع الإخبارية اليوم باتت تعتمد أكثر على قوة الظهور الطبيعي عبر Google كمؤشر أول على المصداقية المهنية، مع إبقاء قنوات التواصل الاجتماعي ضمن خانة الدعم والمساندة فقط.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store