logo
سيناريوهات لتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران: تفاوض أم تغيير النظام؟

سيناريوهات لتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران: تفاوض أم تغيير النظام؟

ليبانون 24منذ يوم واحد
كتبت " سكاي نيوز": وسط تصاعد التوترات النووية والعسكرية بين الولايات المتحدة وإيران، جاء نفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأي تواصل مباشر مع طهران أو تقديم عروض للتفاوض، بعد سلسلة من الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية حساسة.
في المقابل، فتحت إيران باب العودة إلى طاولة المفاوضات ولكن بشروط صارمة، على رأسها وقف أي ضربات عسكرية مستقبلية. وفي ظل هذا المشهد المشحون، تبرز تساؤلات مصيرية: هل تقترب واشنطن وطهران من مفاوضات حقيقية؟ أم أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا جديدًا تحت غطاء هدنة تكتيكية؟
في تصريح واضح، نفى الرئيس ترامب وجود أي اتصالات مباشرة أو عروض تفاوضية مقدّمة لإيران بعد الضربات الأخيرة. وأكد أن الولايات المتحدة "حيّدت تمامًا" منشآت نووية رئيسية في إيران، وهو ما فجر جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والاستخباراتية الأمريكية، بعد تقارير متضاربة تحدثت عن محدودية تأثير تلك الضربات.
ومع ذلك، كشف مسؤول أميركي بارز أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف أبلغ أعضاء الكونغرس بأن الضربات دمرت منشأة تحويل المعادن الوحيدة في إيران، مشيرًا إلى أن البرنامج النووي الإيراني تلقى "انتكاسة هائلة ستستغرق سنوات للتعافي منها".
وأضاف أن غالبية اليورانيوم المخصب ربما لا تزال مدفونة تحت أنقاض منشآت أصفهان وفوردو.
لكن في تناقض لافت، أظهرت صور أقمار صناعية حديثة من شركة "ماكسار تكنولوجيز" أنشطة إصلاح مستمرة داخل مجمع فوردو النووي، ما يعكس قدرة إيران على امتصاص الصدمة وإعادة تأهيل منشآتها بسرعة.
وعلى الضفة المقابلة، حاولت طهران قلب الطاولة سياسيًا لا عسكريًا، إذ أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني أن بلاده مستعدة للعودة إلى المفاوضات، بشرط واضح يتمثل في "استبعاد فكرة أي ضربات أميركية جديدة".
وأوضح أن وسطاء نقلوا لإيران رغبة واشنطن في استئناف المحادثات، ما يعكس وجود تحرك دبلوماسي خفي رغم التصريحات المتشددة.
إيران، التي كانت قد روّجت داخليًا للنصر بعد استهداف قاعدة أميركية في العديد، وجدت نفسها بين خيارين: الاستمرار في الخطاب التعبوي، أو استثمار الضربات في سياق تفاوضي يعيدها إلى المشهد الدولي بقوة.
في مقابلة مع برنامج التاسعة على "سكاي نيوز عربية"، قدّم توم حرب، مدير التحالف الأميركي الشرق الأوسطي للديمقراطية، تحليلاً حادًّا لما يراه تحولاً استراتيجيًا في التعاطي الأميركي مع إيران.
قال حرب إن الرسالة الأميركية "مباشرة إلى المرشد الأعلى"، وإن ترامب يتعمد التصعيد لإجبار طهران على التفاوض من موقع الهزيمة، وليس الندية.
وأكد حرب أن المرشد الإيراني لا يزال يستخدم خطاب "الموت لأمريكا وإسرائيل"، ما يضع حواجز أمام أي مسار تفاوضي جدي. وتابع: "ترامب وضع الأمور في نصابها، وألغى فكرة أي مبادرة حوار، ما لم يعترف المرشد بخسارته ويبدأ من موقع الانكسار".
واحدة من النقاط المثيرة في تحليل حرب، كانت إشارته إلى "احتمالات تحركات داخلية" في إيران، في ظل ما وصفه بـ"خسارة منظومة الدفاع الجوي" وانكشاف الداخل أمام الضربات. وتحدث عن وجود تواصل بين شخصيات معارضة مثل رضا بهلوي وقيادات عسكرية داخل الجيش الإيراني، مما قد يؤسس لانشقاقات محتملة أو حتى محاولة انقلاب.
وربط حرب بين هشاشة الرد الإيراني على الضربات الجوية المتكررة و"الخوف من ضرب الباسيج"، الجهاز الأمني المرتبط بقمع الداخل. فبحسبه، تردد النظام في استخدام الباسيج ضد الشعب خوفًا من أن تتحول الضربات الخارجية إلى شرارة ثورة داخلية.
يرى حرب أن الضربات التي اخترقت العمق الإيراني على مدى 12 يومًا لم تكن فقط نجاحًا عسكريًا، بل أيضًا استخباراتيًا متعدد الجنسيات. وأشار إلى أن دولًا عدة - لم يسمّها - شاركت في جهود التنسيق والتخطيط، مما يعكس إجماعًا دوليًا متزايدًا على منع إيران من استعادة قدراتها النووية.
كما شدد على أن الخيارات المطروحة أمام إيران اليوم محصورة: إما القبول بتغيير سلوكها النووي والسياسي، أو مواجهة سيناريو "تغيير النظام من الداخل"، وهو ما قد يكون مدعومًا بشكل غير مباشر من قوى غربية.
موقف الدول العربية: بين الرهان والتوجّس
في قراءته لمواقف الدول العربية، لفت توم حرب إلى أن غالبية الدول في المنطقة لم تعد تحتمل "سياسات التشدد" الإيرانية ، وبدأت تتجه بوضوح نحو مشروع النهضة الاقتصادية والتكنولوجية، ما يجعلها على استعداد لدعم أي تحرك يردع إيران عن تخصيب اليورانيوم أو زعزعة الاستقرار الإقليمي.
وحذّر حرب من فقدان الثقة العربية بالولايات المتحدة في حال لم يكن هنالك التزام أمريكي طويل الأمد، داعيًا إلى نموذج استقرار شبيه بما جرى في اليابان وكوريا الجنوبية بعد الحرب العالمية الثانية.
يرى حرب أن الأشهر الستة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار العلاقة بين طهران وواشنطن. فإن قبلت إيران بالتفاوض بشروط جديدة، قد يُعاد فتح القنوات الدبلوماسية، لكن في حال استمرت بالمراوغة، فإن السيناريو المرجّح هو "التحول نحو إسقاط النظام من الداخل"، بدعم شعبي واسع يقدره حرب بأكثر من 70% من الإيرانيين.
ويشير إلى أن "المسألة لم تعد مسألة تخصيب فقط، بل تتعلق أيضًا بتصدير الثورة الإيرانية، وتوسيع نفوذ طهران عبر أذرعها المسلحة، وهو ما ترفضه واشنطن والعواصم العربية والإقليمية".
في ظل التصريحات المتضاربة، والمواقف المتباينة بين واشنطن وطهران، يظل مسار التفاوض محفوفًا بالمخاطر، لا سيما أن كل طرف يسعى إلى فرض شروطه من موقع القوة. وبينما تلوّح إيران بشروط التفاوض، ترفع واشنطن سقف المطالب والردع، ما يجعل طاولة المفاوضات المقبلة - إن عُقدت - ساحةً مفخخة بألغام الماضي والحاضر.
وفي انتظار ما ستسفر عنه الأشهر المقبلة، تبقى الحقيقة الأهم أن الشرق الأوسط قد دخل مرحلة جديدة من الصراع، يتداخل فيها العسكري بالدبلوماسي، وتُرسم معادلاتها بأدق الحسابات السياسية والاستخباراتية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نزاع مع "سي بي أس"... ترامب يحصل على 16 مليون دولار
نزاع مع "سي بي أس"... ترامب يحصل على 16 مليون دولار

النهار

timeمنذ 27 دقائق

  • النهار

نزاع مع "سي بي أس"... ترامب يحصل على 16 مليون دولار

ستدفع "براماونت"، الشركة الأم لشبكة "سي بي أس نيوز" 16 مليون دولار لإنهاء الملاحقات القضائية التي أطلقها دونالد ترامب ضد القناة الإخبارية ويتّهمها بالانحياز لكامالا هاريس في مقابلة. ويعد هذا الاتّفاق الودّي الذي أوردته وسائل الإعلام الأميركية الثلاثاء، أحدث تنازل من إحدى وسائل الإعلام الكبرى في مواجهة هجمات الرئيس الجمهوري. وستتجنّب القناة محاكمة عقب الشكوى التي قدّمها الملياردير في تشرين الاول/أكتوبر 2024، عندما كان مرشّحاً للبيت الأبيض. وطالب محامو دونالد ترامب بمبلغ 20 مليار دولار. وقالت شركة "براماونت" في بيان نقلته وسائل إعلام أميركية إن مبلغ 16 مليون دولار سيدفع لمكتبة دونالد ترامب الرئاسية المستقبلية وليس مباشرة للرئيس. وأشارت مجموعة المحتوى الإعلامي والترفيهي إلى أن الاتفاقية لم تتضمّن أي اعتذار علني من جانبها. خلال حملته الانتخابية الرئاسية رفع ترامب دعوى على برنامج "60 دقيقة" الشهير على شبكة "سي بي أس" بتهمة تعديل مقابلة مضلّلة مع منافسته الديموقراطية كامالا هاريس. وتحديداً اتّهم شبكة "سي بي أس نيوز" بتحرير فقرة من المقابلة أجابت فيها المرشّحة بشكل مربك على سؤال بشان الحرب بين إسرائيل و"حماس". ورفضت الشبكة هذه الاتّهامات موضحة أنّه من الشائع في مهنة الصحافة اختيار المقاطع التي سيتم بثها من مقابلة. ويأتي الاتفاق الودي بينما يرى بعض كبار المسؤولين التنفيذيين في "براماونت" أن الخلاف مع ترامب يعوق دمج المجموعة المقرّر مع شركة الإنتاج "Skydance"، للتنافس مع عمالقة البث المباشر. في أيار/مايو دعا 7 من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين الديموقراطيين والمستقلين رئيسة شركة "براماونت" غلوبال شاري ريدستون إلى عدم "الاستسلام" للملاحقات القضائية التي أطلقها ترامب. وأحدث اختبار القوة القانوني بين ترامب وشبكة "سي بي أس نيوز" ضجة، مع استقالة منتج برنامج "60 دقيقة" بيل أوينز في نيسان/أبريل الذي أسف للمساس باستقلاليته المهنية. وبعد شهر، استقالت رئيسة شبكة "سي بي أس نيوز"، ويندي مكماهون. وكان ترامب الذي ينتقد بشدّة وسائل الإعلام التقليدية، شن ملاحقات قضائية على مؤسسات صحافية أخرى أبرزها صحيفة "دي موين ريجستر" المحلية وأرغم "أيه بي سي" (مجموعة ديزني) على دفع 15 مليون دولار تحت طائلة رفع دعوى تشهير.

الذهب يستقر مع ترقب بيانات الوظائف الأمريكية وتأكيد باول موقفه الحذر بشأن الفائدة
الذهب يستقر مع ترقب بيانات الوظائف الأمريكية وتأكيد باول موقفه الحذر بشأن الفائدة

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

الذهب يستقر مع ترقب بيانات الوظائف الأمريكية وتأكيد باول موقفه الحذر بشأن الفائدة

استقرت أسعار الذهب في تداولات اليوم الأربعاء، مع ترقّب الأسواق لبيانات الرواتب الأميركية وتطورات السياسة النقدية في الولايات المتحدة، في ظل استمرار رئيس الفدرالي الأميركي جيروم باول في تبنّي موقف حذر حيال خفض أسعار الفائدة. وقد قدّم ضعف الدولار وبعض الدعم السياسي في واشنطن دعماً نسبياً للمعدن الأصفر. وسجّل سعر الذهب في المعاملات الفورية 3339.99 دولاراً للأونصة، بينما استقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب عند 3349.70 دولاراً. ضعف الدولار يدعم الذهب وتراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته في أكثر من ثلاث سنوات، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى، في وقت تُسجّل فيه الأسواق تذبذباً في توقعات السياسة النقدية الأميركية. وفي واشنطن، أقرّ الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي، يوم الثلاثاء، مشروع قانون الرئيس دونالد ترامب الخاص بالضرائب والإنفاق، والذي من شأنه إضاف تصريحات ترامب وباول تعمّق حالة الترقب وفي تطور آخر، قال ترامب إن بلاده قد تقترب من التوصل إلى اتفاق تجاري مع الهند من شأنه تعزيز تنافسية الشركات الأميركية في السوق الآسيوية، لكنه شكّك في إمكانية التوصّل لاتفاق مماثل مع اليابان، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لا يعتزم تمديد المهلة المحددة في التاسع من يوليو تموز للتفاوض التجاري مع عدد من الدول، ما يزيد من حالة الترقب في الأسواق العالمية. من جانبه، أكد جيروم باول مجدداً أن الفدرالي يفضّل «الانتظار وجمع المزيد من البيانات» قبل اتخاذ قرار بشأن خفض أسعار الفائدة، في موقف يتعارض مع دعوات الرئيس ترامب المتكرّرة لخفض فوري وعميق للفائدة لدعم النمو. وفيما يتعلّق بالمعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 36.07 دولاراً للأونصة، في حين ارتفع البلاتين بنسبة 0.7% إلى 1359.78 دولاراً، وصعد البلاديوم بنحو 1% ليبلغ 1108 دولارات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store