محادثات ايرانية اسرائيلية قريبا
كل المؤشرات والمستجدات على الساحة الاقليمية بعد حرب ايران واسرائيل تقول أن الاوضاع قد تغيرت في الاقليم، نعم فهناك أحداث كبيرة حصلت في المواجهة الأخيرة ، بعد ضرب المفاعلات الايرانية من قبل أمريكا واسرائيل، تطورات كبيرة بدأت نتائجها تبدو واضحة للمراقب ، فإيران ولأول مرة في مواجهة حقيقية مع اسرائيل إذا استثنينا المناوشات بعد طوفان الأقصى عندما اغتالت اسرائيل القادة الايرانيين الكبار في سوريا ،حيث ردت إيران على اسرائيل بضربات محدودة لرفع العتب فقط،
ولكن هذه المرة ،بعدما شنت اسرائيل هجوما جويا مباغتا على ايران، كان الرد الايراني قويا جدا ،مما أسفر عن دمار كبير في الداخل الصهيوني ، وهذا ما أرعب العدو الصهيوني من المواجهة التي استمرت 12 يوما ،وكانت الخسائر فادحة في الجانب الصهيوني وفي البنية التحتية والمجمعات السكنية وفي الأرواح بالرغم من الدفاعات الجوية الاسرائيلية المكثفة ومعها قبة أمريكا قاعدة ثاد المتطورة جدا ، ولكن الصواريخ الايرانية كانت تصيب أهدافها بدقة وتركيز أذهل القيادة الاسرائيلية ، ومع كل هذه التطورات المهمة ، فإن ايران لم تبد ضعفا أمام أمريكا واسرائيل رغم مقتل قادتها من الصف الأول ومن علماء الذرة.
وقيام اسرائيل بطلعات جوية مكثفة على ايران وتدمير الكثير من الدفاعات الجوية والمواقع العسكرية الحساسة في إيران ،فبعد أن ضربت إيران قاعدة العديد في قطر وهي قاعدة امريكية ولكن لم تكن فيها قوات ومعدات فقد أخليت بالاتفاق مع إيران ، وكان للرئيس ترامب دورا حاسما في هذه المناورات مع ايران واسرائيل ، فكان يوجه البوصلة بطريقة ذكية ، في تحديد الضربات ووقف اطلاق النار والمدة المدروسة لذلك ، وعندما شعرت اسرائيل بقوة ايران الصاروخية ، وضعف الدفاعات الجوية في رصد الصواريخ أو بعضها ،حاولت التنسيق مع ترامب وضع اطار للحملة الجوية على ايران وذلك لوقف الصواريخ الايرانية على اسرائيل، فكان أن تم وقف اطلاق النار فورا بين الجهتين ،ولكن ماالذي سيحدث بعد كل هذا على الجانب السياسي والعسكري والاستراتيجي في المنطقة؟؟ ، هناك مؤشرات على أن ايران واسرائيل سيلتزمان بوقف اطلاق النار بعد حل مشكلة النووي والتخصيب ، بمساعدة دولية وأمريكية نزع السلاح النووي أو مراقبته من قبل الوكالة الدولية ، وهذا ربما توافق عليه اسرائيل وايران في نهاية المطاف ، ولكن الأمر لدى إسرائيل غير ذلك ،فاسرائيل تطالب إيران بترسانتها الصاروخية وتحديدها ووقف انتاج صواريخ بعيدة المدى ،وهذا الأمر ترفضه ايران رفضا قاطعا ، وهنا تبقى هذه المشكلة بحاجة الى مفاوضات وضغوطات على ايران حتى تقبل وقف انتاج الصواريخ البعيدة المدى ، ولكن في النهاية ومهما كان الأمر فإن ايران واسرائيل ستتفقان بالنهاية بوجود نظام المرشد أو بنظام جديد يحكم ايران بعد نظام الملالي ،وربما تغيير يحدث في نظام إيران الحالي لمواكبة الانفتاح على النظام الدولي بشكل عام والبعد عن نظام الثورة القائم على التشدد بالمواقف تجاه أمريكا والعالم.
من هنا فالمستقبل المنظور حافل بالأحداث الاستراتيجية التي سوف تحصل بين بين الصهاينة والفرس وذلك على مصلحة العرب وفلسطين وهذا شيء مؤكد ،فإيران تنظر الى مصالحها العليا ،،ولا يهمها قضية العرب فلسطين والمقاومة التي كانت عصاة ايران في مواجهتها لامريكا واسرائيل ،فالمقاومة عمليا انتهت على أرض الواقع ،وايران تخلت عنها بعد ذهاب سوريا مع نظام جديد يعادي ايران والمقاومة ،من هنا سيكون وضع ايران مع أمريكا واسرائيل فيه شيء من التقارب والسلام نتيجة قوة إيران الاقليمية في المنطقة وضعف قوة العرب ،، وهذا مايزعج بعض الدول العربية ، التي مازالت تراهن على دعم ايران للقضية الفلسطينية والمقاومة ، فالأيام والأسابيع القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت الصادمة ، وهناك خطط لوقف الحرب على غزة وانتشال نتنياهو من المحاكمات القضائية بتوسط ترامب له، ويبقى العرب في موقف ضعف لايحسدون عليه ،فهم الطرف الأضعف في المعادلة الاقليمية ،لأنهم لم يقوموا بواجبهم تجاه بلدانهم والقضية المحورية فلسطين ،وظلوا في حلم السلام الاستراتيجي مع اسرائيل .
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 28 دقائق
- الدستور
الفلسطيني فجر يعقوب في روايته "طباخ انغمار برغمان" يعاين لاجئ فـلسـطيني في السويد، يولد بنصف رأس
عمان – الدستور - عمر أبو الهيجاء صدر حديثاً، عن "منشورات المتوسط – إيطاليا"، رواية جديدة للكاتب والمخرج السينمائي الفـلسـطيني "فجر يعقوب"، حملت عنوان "طباخ انغمار برغمان." إذا كان الجميع يعرفون المخرج السينمائي السويدي العبقري انغمار برغمان، فإن لا أحد يعرف "يحيى" اللاجئ الفـلسـطيني الذي يعيش في السويد أيضاً، والذي وُلد بنصف رأس. يحيى، الذي يسعى إلى النجاة من تاريخه عبر التماهي مع رموز ثقافية مثل برغمان وكامبراد، يلتقي بالسائقة البوسنية كريستينا، التي تحمل على كتفيها مجازر سريبرينيتسا، والتي تفجّر أمامه سيلاً من الاعترافات المذهلة، أبرزها افتتانها الجنسي بشخصية صدام حسين كرمز للسلطة والعنف والفحولة المتخيّلة. أما السرد فينطلق من حادثة انتحار مفترضة على سكة الترام في غوتنبرغ السويدية، لتتوالى مشاهد الرواية في لعبة سردية بارعة، بين الجمل الطويلة المتشظية، وتكرار الحوارات العبثية، وإقحام اللغات الأجنبية، لتعكس كلها تفكّك العالم الذي يكتبه فجر يعقوب، وتؤسس لحس سينمائي واضح في بناء المشاهد، ببطء بصري وتأمل داخلي، كما لو أن الرواية تُكتب عبر عدسة كاميرا يدوية. رواية جريئة وصادمة، تفتح أبواباً مؤجلة في الذاكرة العربية عن اللجوء، والجنون، والسلطة، والحب، والحرمان. فهي مشبعة بالسخرية السوداء، وتترع من مشاهد الحرب، ولغة الإعلام، والتفكك الأسري، والجنون السياسي، وهي في الوقت ذاته سردٌ عن الضياع، والوحدة، والعجز، وعن طاولة إيكيا التي تصبح منصة للكتابة، وللأكل، وللجماع، وللهذيان أيضاً. أخيراً، صدر الكتاب في 240 صفحة من القطع الوسط. من الكتاب نقرأ: ها أنذا أنضم لجوقة المشاهير بالجلوس إلى طاولة مميزة، لأكتب حكايتي، وأصرخ في الوقت نفسه ممجداً ذلك الرجل الذي منحنا القوة بشكل يومي لنصرخ من الصباح وحتى المساء بصوت واحد: «تحيا إيكيا.. تحيا إيكيا» على أية حال معرفة الطريقة التي يتم فيها إخراج حشرة القرّاد من السيقان المربربة، أفضل بكثير من أن يُحرج المرء بلسانه الطويل، البذيء، مؤسس إيكيا العظيم، السيد اينغفار كامبراد، الذي منح البعض منّا أثناء حياته المديدة طاولة سوداء أنيقة ورخيصة لنكتب، ونأكل عليها، ولنفكر بجدية كيف يمكن أن نضاجع عليها امرأة جميلة بوضعيات جديدة لم يسبقنا إليها أحد. ويذكر أن الكاتب: فجر يعقوب: سينمائي وروائي فـلسـطيني مقيم في السويد. أنجز مجموعة من الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة حاز بعضها جوائز ذهبية وتقديرية في مهرجانات سينمائية مختلفة. له خمس روايات مطبوعة: نقض وضوء الثعلب 2013، وشامة على رقبة الطائر 2016، ونوتة الظلام 2019، وساعات الكسل (يوميات اللجوء) 2020 - والتي حازت جائزة كتارا للرواية العربية سنة 2021، ونيلة زرقا 2022 إضافة إلى إصداره، عبر العقدين الماضيين، العديد من الكتب التي تعنى بالنقد السينمائي تأليفاً وترجمة.


سواليف احمد الزعبي
منذ 28 دقائق
- سواليف احمد الزعبي
عشرات الشهداء والجرحى ومجازر بالجملة بمدينة غزة
#سواليف واصلت #طائرات_الاحتلال الاسرائيلي قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة في اليوم ١٠٣ لعودة #الحرب مخلفة أعداداً كبيرة من #الشهداء و #الجرحى. وحسب مصادر طبية فقد ارتقى ٨٠ شهيدا منذ فجر الجمعة في مختلف مناطق القطاع بينهم عدد كبير في غارات استهدفت خيام ومنازل بمدينة #غزة وشمال القطاع غزة والشمال وارتقى ١٣ شهيدًا ومصابون في ساعة متاخرة من مساء الجمعة بقصف إسرائيلي استهدف شقتين في عمارة الشوا السكنية قرب مفترق السامر بمدينة غزة. سبق ذلك بوقت قصير استشهاد ١١ مواطنا وعدد من المصابين في قصف إسرائيلي على محيط مدرسة العائلة المقدسة غربي مدينة غزة. وكان عشرة مواطنين ارتقوا في قصف مدرسة أسامة بن زيد بمنطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة في قصف عنيف احرق المواطنين وهم احياءً. كما استشهد عشرة مواطنين بقصف قرب مركز نزوح بحي التفاح شرق مدينة غزة بينهم ثلاثة أشقاء واب ونجله. واستشهد طفل وعشرة مصابين فجر السبت في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة عدنان العلمي شمال غربي مدينة غزة. كما ارتقى شهيدان وعدد من #الأصابات بقصف قرب مفرق الحلبي بجباليا البلد وهما براء وسيلة صابر العطار. واصيب ثمانية مواطنين إثر قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منزلين في #جباليا البلد شمال #غزة وسط القطاع وانتشل مسعفون جثماني الشقيقين عبد الله عمر أبو العمرين و طارق عمر أبو العمرين من محيط مركز #مساعدات محيط نيتساريم شمالي المحافظة الوسطى بعد فقدان أثرهم قبل عدة أيام. واعلن مشفى العودة وصول عشر إصابات جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي تجمعات للمواطنين من منتظري المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط قطاع غزة. جنوب القطاع واستشهد خمسة مواطنين ومصابون إثر قصف الطيران المروحي الإسرائيلي خيمة تؤوي نازحين لعائلة أبو طعيمة في شارع شاليه القلعة بمنطقة مواصي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة واصيب ثمانية مواطنين إثر قصف من مسيرة إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين في محيط المستشفى البريطاني في مواصي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة وكان مشفى ناصر استقبل ١٤ شهيد بينهم عشرة من منظري المساعدات خلال ال ٢٤ ساعة الاخيرة. ودمر الطيران الحربي الإسرائيلي عدة بنايات في المدينة بينها عمارة من ستة طوابق تعود للمواطن أشرف القصاص في حي الشيخ ناصر. احصائيات الصحة وفي سياق متصل وصل مشافي قطاع غزة ٧٢ شهيدا ، و ١٧٤ إصابة خلال ٢٤ ساعة الماضية. وارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلي الى ٥٦٣٣١ شهيد و ١٣٢٦٣٢ اصابة منذ السابع من اكتوبر للعام ٢٠٢٣ م. وبلغت حصيلة الشهداء والاصابات منذ ١٨ مارس ٢٠٢٥ بلغت (٦٠٠٨ شهيد ٢٠٥٩١ اصابة).


سواليف احمد الزعبي
منذ 28 دقائق
- سواليف احمد الزعبي
إيران أمام الحقيقة: من اوهام الهيمنة إلى فرصة المصالحة
#إيران أمام الحقيقة: من اوهام #الهيمنة إلى فرصة #المصالحة بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة لقد أُوقفت الحرب، لكنها لم تنتهِ. هذا هو العنوان الحقيقي للمشهد الراهن بين إيران وإسرائيل، بعد اثني عشر يومًا من نيران الصواريخ والانفجارات والخسائر البشرية والعسكرية المتبادلة. انتهت الجولة، لكن الصراع مستمر، ليس لأن أحد الطرفين لم يحقق أهدافه فحسب، بل لأن جذور هذا الصراع ليست عسكرية فقط، بل أيديولوجية، ممتدة في بنية الطرفين. إيران اليوم تقف على مفترق طرق خطير ومصيري في ذات الوقت. فإما أن تراجع سياساتها وتُعيد النظر في أولوياتها الإقليمية، أو تستمر في نهج المواجهة والتمدد الذي لم يجلب لها سوى العقوبات، العزلة، والاستنزاف الداخلي. فالقوة وحدها لم تعد كافية لضمان بقاء الأنظمة، ولا الصواريخ تضمن الاحترام، بل الحكمة، والتوازن، والعدالة، والتنمية، والديمقراطية، هي مفاتيح الشرعية والاستقرار الحقيقي. الضربات التي تلقتها إيران مؤخرًا كانت موجعة؛ تدمير جزئي لمنشآت نووية، خسائر في صفوف الحرس الثوري، وتعطيل شبه دائم لقدرات وكلائها في المنطقة. ومع ذلك، لم تنكسر. النظام لا يزال قائمًا، يُعلن التحدي، ويُرسل الرسائل عبر الإعلام والسلوك الدبلوماسي. لكن البقاء ليس نصرًا، والاستمرار في العناد ليس قوة. ما تحتاجه إيران اليوم ليس مزيدًا من الشعارات الثورية، بل مراجعة عميقة لمشروعها في المنطقة، الذي أثبت فشله على أكثر من صعيد. منذ عام 1979، تبنّى النظام الإيراني خطابًا ثوريًا يجعل من العرب إما أدوات أو ساحات لتصفية الحساب مع 'الشيطان الأكبر' و'العدو الصهيوني'. وفي سبيل هذه العقيدة، دعمت طهران ميليشيات مسلحة، وأشعلت نزاعات داخلية، وزرعت الفتن الطائفية، من لبنان إلى اليمن، ومن سوريا إلى العراق. هذا المشروع لم يجلب للعرب إلا الدمار، ولم يُنتج لإيران سوى الكراهية والمزيد من الأعداء. فالأمة العربية ليست فراغًا جيوسياسيًا، ولا امتدادًا طبيعيًا لثورة غير عربية، بل هي أمة ذات تاريخ وكرامة وسيادة ترفض الوصاية من أي كان. ولم تقف معاناة العرب عند حدود التدخل الخارجي، بل امتدت إلى الداخل الإيراني نفسه، حيث تُعاني القوميات غير الفارسية من تمييز واضح وممنهج،إن معاناة الأهوازيين، ومعهم الأكراد والبلوش والتركمان، ليست تفصيلًا داخليًا، بل مرآة حقيقية لطبيعة النظام، الذي يُخنق فيه التنوع، ويُعاقب فيه الانتماء القومي إن لم يكن فارسياً. عرب الأهواز، الذين يُقدّر عددهم بين 10 و14 مليون نسمة، هم السكان الأصليون لإقليم خوزستان الغني بالنفط جنوب غرب إيران. رغم ثروات الإقليم، يعاني العرب من تهميش ممنهج، يشمل حرمانًا ثقافيًا ولغويًا، فقرًا واسعًا، وبطالة مرتفعة، إضافة إلى قمع سياسي واعتقالات تعسفية بحق النشطاء. تُصادر أراضيهم ويُمنعون من التعليم بلغتهم، بينما تُفرض عليهم سياسات 'تفريس' واضحة. الخلاصة: يواجه عرب الأهواز تمييزًا عنصريًا وهيكليًا يهدد هويتهم وحقوقهم كمواطنين في وطنهم. وفي ظل هذا الواقع القاسي، تبقى معاناة عرب الأهواز جرحًا مفتوحًا في جسد إيران متعدد الأعراق. إن استمرار هذا النهج القائم على التهميش والقمع لا يهدد فقط استقرار الإقليم، بل يُضعف من تماسك الدولة الإيرانية نفسها. فبقاء أي نظام مرهون بعدالته في التعامل مع كل مكوناته، واحترامه للتنوع الثقافي واللغوي، لا بفرض هوية واحدة بالقوة. المطلوب اليوم من القيادة الإيرانية ليس فقط الاعتراف العلني بوجود هذه القوميات العريقة، بل اتخاذ خطوات جادة تضمن لهم حقوقهم في التعليم بلغتهم، والمشاركة السياسية، والتنمية العادلة. وما لم يتحقق ذلك، فإن دعوات الاندماج ستبقى فارغة، والاحتقان سيتحوّل إلى انفجار محتوم. إن عرب الأهواز وغيرهم من القوميات لا يطالبون بالانفصال، بل بالكرامة. يريدون أن يكونوا جزءًا من إيران… لكن بإرادتهم، وبهويتهم، وحقوقهم المصونة. في خضم هذا التوتر، يجب أن نقول بصدق وبوضوح: نحن لا نريد لإيران أن تنهار، ولا نُسرّ بآلام شعبها. بل نُدرك أن الشعب الإيراني بكافة قومياته يستحق حياة أفضل، ونظامًا يُنفق موارده على التعليم والصحة، لا على أجهزة القمع والسجون. ولكن هذا التعاطف لا يمكن أن يستمر دون شروط واضحة: أولها أن تكفّ طهران عن التدخل في شؤون العرب، وثانيها أن تتخلى عن وهم 'تصدير الثورة' الذي عفا عليه الزمن، وثالثها أن تتحوّل من قوة مُهدِّدة إلى شريك في الاستقرار الإقليمي. ربما تكون الحرب الأخيرة 'تحذيرًا' لا 'عقابًا'. فالعالم بدأ يُدرك أن السياسة الإيرانية القديمة لم تعد قابلة للاستمرار، وأن لغة العنف لم تعد تجلب نفوذًا، بل تخلق تحالفات مضادة. والكرة الآن في ملعب صناع القرار في طهران. هل يختارون التصعيد والمواجهة؟ أم يبادرون إلى مصالحة تاريخية، داخلية وخارجية، تُعيد تعريف دور إيران في المنطقة والعالم؟ وحده تغيير جذري في سياسة إيران الداخلية والخارجية، هو الذي يمكن أن يكسر دائرة المواجهة. إيران تمتلك من العقول، والموارد، والموقع ما يؤهلها لتكون قوة محترمة، لكن شريطة أن تُغيّر من رؤيتها لنفسها وللمنطقة. فما لم تُراجع طهران أولوياتها، فإنها ستجد نفسها تدريجيًا محاصرة من كل الاتجاهات: داخليًا عبر غضب شعبي لا يهدأ، وخارجيًا عبر تحالفات تتشكل لمواجهتها لا لمهادنتها. في هذا الشرق الأوسط المشتعل، لا أحد يمكنه أن ينتصر وحده، ولا يمكن لأي قوة، مهما عظمت، أن تستمر بالاعتماد على القوة وحدها. المطلوب اليوم من إيران أن تُصغي لصوت العقل، وتتجاوز منطق الثورة إلى منطق الدولة. وإن فعلت، فستجد العرب – شعوبًا ونُخَبًا وقادة – ليسوا خصومًا، بل جيرانًا يبحثون عن الاستقرار، ومستعدين لفتح صفحة جديدة، إذا طُويت صفحات التدخل والهيمنة والعداء للعرب.