logo
آخر الرجال على الأرض: المثقف بين الصمت والمقاومة

آخر الرجال على الأرض: المثقف بين الصمت والمقاومة

في مشهد خاطف من فيلم إمبراطورية الشمس، يقف الطفل جيم غراهام مدهوشًا وهو يشاهد وهج القنبلة النووية الأولى، ويتمتم:
'كان الأمر كأن الله يلتقط صورة.'
لحظة دمار شاملة تحوّلت في عينه إلى مشهد جمالي مبهر. لم يكن يدرك أن ما رآه هو موت خاطف في ومضة نور، يختلط فيها الرعب بالدهشة
اليوم، يبدو المثقف العربي كجيم: يرى الضوء، يدرك الكارثة، لكنه عاجز عن تحويل الرؤية إلى فعل جماعي أو صرخة واعية.
منذ أن أصبح العالم أحادي القطب، تراجع الدور الذي كانت تلعبه الأخلاق ، وتفوقت القوة على العدالة، وصارت إسرائيل تُرعى كطفل مدلل، بينما خسر العربي صوته وتوازن رؤيته.
تحوّلت الحروب إلى سرديات، والردع صار ناعمًا، تكنولوجيًا، يتسلل ويضرب الوعي لا الجسد.
وفي ظل تفكك النظام العربي، وانحياز العالم لمن يملك القنبلة لا القضية، يظهر سؤالنا الجوهري:
ماذا بقي للمثقف العربي؟ وهل يمكن للكلمة أن تصمد أمام ضوء يُبهر حتى الضمير؟
من الحرب التقليدية إلى الحرب المركّبة – انفجار مزدوج في الجغرافيا والوعي
لم تغب الحرب التقليدية عن المشهد كما قد يُخيّل للبعض. فالمواجهة الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة جاءت لتؤكّد أن الأسلحة التقليدية ما تزال في قلب المعادلة، بل أصبحت أكثر فتكًا وتطورًا.
فقد شهدنا قصفًا متبادلًا بين الطرفين، شاركت فيه الولايات المتحدة بدورها، مستخدمة أحدث طائراتها وأقوى قنابلها التدميرية، في عمليات عسكرية صاخبة ومدروسة.
لكن رغم ضجيج القنابل، لم تكن هذه الحرب صراعًا عسكريًا صرفًا. لقد أصبحت الحرب اليوم هجينة، تتجاوز ميدان المعركة إلى الفضاء السيبراني، والمنابر الإعلامية، وحتى داخل اللاوعي الجمعي.
إسرائيل تمارس القصف بالصواريخ حين تشاء، لكنها تمارس أيضًا الردع الناعم:
تفاوض لتخدير خصمها، تُطبّع لتُشرعن وجودها، وتُنتج سرديات ثقافية تشوّه المقاومة وتُلبس الاحتلال ثوب ملاك.
وهكذا، يتحوّل الصراع من حرب على الأرض إلى حرب على الإدراك.
في هذا السياق، لم يعد المثقف العربي في منأى عن القصف، بل صار بدوره هدفًا رمزيًا لحرب تُعيد تشكيل الحق والحقيقة، حتى دون رصاصة واحدة.
الاستشعار المشلول: حين يعرف العقل ولا تتحرك الإرادة
في معظم العواصم العربية، الخطر الإسرائيلي مفهوم، لكنه غير مُعالَج. تدرك الأنظمة والنخب أن إسرائيل لم تعد فقط 'دولة'، بل مشروعًا وظيفيًا للتفوق، والتفكيك، والهيمنة الإقليمية. لكن هذه المعرفة لا تتحوّل إلى فعل.
بعض الدول ترى إسرائيل شريكًا أمنيًا، وأخرى تتعامل معها بمنطق الضرورة. وبين هذه وتلك، ضاع الموقف الجماعي، وتآكلت فكرة الردع العربي.
منذ سقوط المشروع العربي المشترك، غابت استراتيجية المواجهة، وحلّت مكانها حسابات ضيقة:
– 'ما دامت لا تمثل تهديدًا مباشرًا، فإن كثيرًا من الدول تُرجئ المواجهة أو تُفضل إدارة العلاقة معها بمنطق الضرورة'.
– أو 'الخطر الحقيقي هو إيران، لا تل أبيب'.
وهكذا، تحوّل العدو إلى شريك اقتصادي أو استخباري، وتراجع الإجماع القيمي الذي كان يُوحد العرب على مستوى الوعي الشعبي.
في المقابل، تغلغلت إسرائيل في الإعلام، والتعليم، والتكنولوجيا، ونجحت في فرض سردية جديدة تُظهرها كواحة استقرار وسط 'عالم عربي فوضوي'.
الاستشعار موجود، لكنّه استشعار مشلول: كمن يرى الحريق ولا يُطفئه، أو كمن يعرف طريق النجاة لكنه مشغول بالركون إلى السراب.
والمثقف؟
إن لم يكن صوته في هذه اللحظة تحريضًا على الاستفاقة، فهو شاهد زائف على زلزال أخلاقي لم تُرصد شدته بعد.
'وإذا كانت الأنظمة قد اختارت الصمت أو الحذر، فإن السؤال يتوجه إلى من بقي له ضمير الكلمة: المثقف.
موقع المثقف العربي في 2025
في مشهد من فيلم Empire of the Sun، يقف الطفل جيم غراهام مذهولًا أمام وهج القنبلة النووية، ويهمس:
'كان كأن الله يلتقط صورة.'
هكذا تتحول الإبادة، حين تُقدَّم من موقع القوة، إلى حدث جمالي.
وفي 2025، قال وزير الأمن القومي الأمريكي عن الضربة على مفاعل فوردو:
'لقد كانت ضربة رائعة.'
وكأن المشهد العسكري لا يُقاس بالخسائر، بل بجودته التقنية ودهشة الصورة.
هنا يأتي دور المثقف. فوظيفته ليست فقط أن يكتب، بل أن يفضح الزيف الجمالي للسرديات المهيمنة، ويعيد تعيين البؤرة الأخلاقية في عالم تُعاد فيه كتابة القتل بلغة الضوء، والتطبيع بلغة المصالح، والتبعية بلغة الواقعية.
في زمن فقدت فيه الدول العربية بوصلتها، وتحول كثير من الإعلاميين والخبراء إلى مروّجين لخطابات القوة، يصبح المثقف مطالبًا بأن يكون ضميرًا ناقدًا لا تابعًا، وموجهًا لتوجه وطني عاقل لا منفعلًا ولا انعزاليًا.
المثقف ليس حليف سلطة، ولا خصمًا تلقائيًا لها، بل صاحب مسافة نقدية، حارس للمعنى حين تغيب المعايير، وراصد لما يُقال نيابةً عن 'الوطن'، بينما الوطن في مكان آخر.
قد لا يحمل طائرات أو نفوذًا، لكنه يحمل ما تخشاه قوى الردع:
السؤال، والتحليل، والقدرة على إيقاظ الوعي الجماعي.
ما تبقّى من المقاومة… ضوء لا يُرى، وكلمة لا تُقصف
في زمنٍ تغيّرت فيه وجوه الحروب، لم تعد المقاومة سلاحًا يُشهر، بل وعيًا يتماسك.
تراجعت الشعارات الكبرى، وصمتت المنابر التي كانت تهتف باسم 'التحرير'، وامتلأت الساحة بأصوات عالية، لكنها تخلو من الصدى الحقيقي.
ثمة نوع من الخطاب يُحب أن يُسمي نفسه 'مقاومة'،
لكنه في كثير من الأحيان لا يتجاوز بلاغة العتب، أو نبرة الغضب التي لا تهز ساكنًا.
وما يُخشى اليوم، هو أن تتحوّل 'الممانعة' إلى أداء لغوي جميل، يعزف خارج التاريخ، بينما الأرض تتغير والخرائط تُرسم بأدوات أخرى.
هذا ما وصفه بعض المفكرين بـ 'بلاغة المقاومة': كلمات أنيقة، لكن دون جذر أو أثر؛
تُشبه غيمة لا تمطر، أو صرخة لا تُفزع.
وفي المقابل، ما أحوجنا إلى مقاومة ناعمة لكن عميقة، صامتة لكن صادقة، تُعيد ترتيب الحواس قبل أن تطلب الفعل.
لقد تفككت السرديات الكبرى، تلك التي كانت تُغذي الحلم الجماعي:
حكاية التحرر الوطني، ونداء القومية، وحتى مشروع النهضة الإسلامية.
ولم يبقَ للمثقف إلا أن يتحرك بين الشظايا، باحثًا عن سردية جديدة لا تُخدر، بل تُنير.
لا نحتاج إلى أوهام جديدة، بل إلى وعي يقظ، يُقاوم من داخل اللغة، ومن داخل الضمير.
المثقف المقاوم اليوم ليس بالضرورة ثائرًا،
لكنه من يحفظ للكلمة معناها، وللموقف ظلاله، وللذاكرة طهرها.
هو من يعيد ترتيب الأبجدية في زمن نُزعت منه المعاني، ويقول لا دون أن يصرخ،
ويصمد دون أن يحمل سلاحًا، لأن ما يملكه لا يُقصف: المعنى، والكرامة، والأسئلة التي لا تموت.
الخاتمة:
في عالمٍ تتساقط فيه الأقنعة، ويتراجع فيه أثر الكلمة أمام وقع المدافع وأرقام الأسواق، لم يعد المثقف العربي ذلك 'النبي' الذي يقود الأمة، بل بات في كثير من الأحيان شاهداً حائراً، أو صوتاً مكسوراً في منفى داخلي أو خارجي. وكما تُظهر زينة حلبي في كتابها 'تقويض المثقف العربي'، فإن صورة المثقف قد تآكلت بفعل الهزائم المتراكمة، وانكسارات الحلم الجماعي، حتى غدت وظيفته اليوم أقرب إلى الرثاء منها إلى التبشير.
وفيما تنشغل قوى إقليمية قريبة كتركيا وإيران بتكريس مشاريعها القومية في قلب عالم تحكمه المصالح وتغيب عنه العاطفة، لا تزال القوى الصاعدة، شرقية كانت أم جنوبية، تحاول أن تُعيد إنتاج ذاتها في مواجهة التهديدات الوجودية. وفي ظل هذا المشهد، لا يبقى أمام العربي إلا أن يلتفت إلى الداخل، لا استسلاماً، بل بحثاً عن جذورٍ تؤسس لنهضة حقيقية، وأن يعيد بناء مشروعه الوطني بعيداً عن الشعارات الموروثة، معتمداً على ذاته، وعلى وعيه بتاريخ طويل من المحن والفرص الضائعة.
ربما آن أوان الخروج من حالة الانتظار الطويل — انتظار المنقذ، أو القوة الخارجية، أو الإجماع المستحيل — نحو تأسيس وعي جديد، ينبت من الأرض، ويخاطب العصر لا أوهامه.
كما قال جيم غراهام، الطفل الناجي في إمبراطورية الشمس:
كان الأمر كأن الله يلتقط صورة…
لم يكن الله غائبًا، ولا لاهيًا عن آلام البشر،
بل ترك لنا المبادرة بالفعل، وجني الثمرة، وتذوق حلاوتها، وربما مرارتها.
نحن من لا يفهم حكمته في لحظة الألم.
فهل يا ترى سنقوم بدورنا، كما أراد لنا أن نقوم به؟
في لحظة الخوف، ومع تصاعد القنابل، لم يرَ جيم مجرد انفجار، بل لحظة كثيفة بالمعنى، لحظة لا يفهمها إلا من يحدّق في قلب المأساة.
كان جيم يرى النور ولا يعرف أنه موت، أما المثقف اليوم، فيراه ويعرف… لكنه يواجه السؤال الأثقل: ماذا بعد المعرفة؟
كذلك هو المثقف: لا يملك طائرات ولا نفوذ، لكنه يملك ما لا يُقصف: السؤال، الذاكرة، والموقف.
الصورة التي يلتقطها ليست ضوءا عابراً، بل كشفًا أخلاقيًا.
وما دامت هناك عينٌ تُسمي الضوء وتكشف مصدره، فثمة أمل في استعادة الرؤية.
لأن المثقف، وإن كان آخر الواقفين، لا يزال يرفع الكاميرا في وجه المدفع.
سعيد ذياب سليم
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رسالة مؤثرة من فضل شاكر إلى شيرين : اعذروها
رسالة مؤثرة من فضل شاكر إلى شيرين : اعذروها

خبرني

timeمنذ 14 دقائق

  • خبرني

رسالة مؤثرة من فضل شاكر إلى شيرين : اعذروها

خبرني - في لفتة داعمة، عبّر الفنان اللبناني فضل شاكر عن مساندته للفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب، بعد تعرضها لسيل من الانتقادات عقب مشاركتها الأخيرة في مهرجان "موازين" في المغرب، إذ واجهت هجومًا واسعًا بسبب استخدامها تقنية "البلاي باك" خلال الحفل. ونشر فضل شاكر عبر حسابه الرسمي على تطبيق "إنستغرام" صورة قديمة تجمعه بشيرين، مرفقًا إياها برسالة تضامنية، كتب فيها: "شيرين، كلنا نحبك، وكلنا حدك، ولن نتركك". وأضاف في تعليقه: "جمهور المغرب، العريق والكبير والذوّيق... أنتم أهل الفن وأهل الكرم... شيرين ابنتكم، اعذروها على التقصير، بسبب الأزمات الصحية والنفسية التي تمر بها. مهرجان (موازين) وجمهوره... جمهور محب وداعم". من جانبه، أعرب الفنان محمد شاكر، نجل فضل شاكر، عن دعمه أيضًا لشيرين عبدالوهاب، وذلك من خلال مقطع فيديو نشره عبر حسابه الرسمي في "إنستغرام"، قال فيه: "شيرين عبد الوهاب، شيرين الغرام، تمر اليوم بظرف صعب جداً، وعلينا جميعاً أن نقف إلى جانبها حتى بالكلمة الطيبة. شيرين قدّمت لنا أغاني كانت تداوي جراحنا وتفرحنا في أيامنا الجميلة، واليوم تمر بمرحلة صعبة. إن شاء الله هذه الغيمة ستمر، يا رب. كلنا شيرين عبدالوهاب". وتأتي هذه التصريحات بعد مشاركة شيرين عبدالوهاب في مهرجان "موازين"، مساء السبت 29 يونيو/حزيران، وذلك بعد غياب دام تسع سنوات عن المسارح المغربية. ورغم عودة شيرين إلى الجمهور المغربي، إلا أن الحفل أثار جدلاً واسعًا، إذ أدت معظم أغانيها باستخدام تقنية "البلاي باك"، وهو ما فاجأ الحضور وأثار استياءهم، خاصة في ظل هتافات طالبتها بالغناء الحي، مثل: "صوتك صوتك" و"غني بصوتك الحقيقي". وأحدثت تلك الواقعة ردود فعل متباينة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر البعض عن خيبة أملهم من الأداء، فيما أبدى آخرون تفهمهم لما تمر به الفنانة من ظروف صحية ونفسية، داعين إلى مراعاة حالتها وتقديم الدعم لها بدلاً من الهجوم.

حمو بيكا يلمح إلى اعتزال الغناء بعد وفاة أحمد عامر
حمو بيكا يلمح إلى اعتزال الغناء بعد وفاة أحمد عامر

سرايا الإخبارية

timeمنذ 14 دقائق

  • سرايا الإخبارية

حمو بيكا يلمح إلى اعتزال الغناء بعد وفاة أحمد عامر

سرايا - أعلن المطرب الشعبي حمو بيكا عبر حسابه الشخصي على موقع فيسبوك، عن حذف جميع الأغاني التي جمعت بينه وبين المطرب الراحل أحمد عامر. وكتب حمو بيكا: "تم حذف جميع أغاني أخويا أحمد عامر من على قناتي، ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته، نتمنى من كل صحاب شركات الإنتاج، وكل واحد عمل ديو مع أحمد، يمسح جميع الأغاني بتاعته، ربنا يرحمنا برحمته الواسعة ويغفر لنا جميعًا". ويأتي موقف بيكا بعد الإعلان عن وفاة أحمد عامر في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، إثر إصابته بأزمة قلبية، مما أثار حالة من الحزن الكبير داخل الأوساط الفنية وبين جمهور الأغنية الشعبية. وتحوّلت حسابات الفنانين ومتابعي مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات للدعاء ونعْي الفقيد بكلمات مؤثّرة. مغني المهرجانات حمو بيكا وفي تعليق لحمو بيكا على أحد متابعيه الذين طالبوه بترك مجال الغناء بعد وفاة أحمد عامر، كتب: "في أقرب فرصة إن شاء الله هعتزل"، ما اعتبره البعض تلميحًا جديًا برغبته في إنهاء مسيرته الغنائية. أحمد عامر كان يتمتع بجماهيرية ملحوظة في الوسط الشعبي، وأثار رحيله المفاجئ عن عمر غير معلن حالة من الصدمة بين زملائه ومحبيه، الذين نعوه بكلمات حزينة ورسائل مودّعة، طالبين له الرحمة والمغفرة. ويُنتظر أن يواصل عدد من الفنانين ومنتجي المحتوى حذف أعمالهم المشتركة مع الراحل، استجابةً لطلب حمو بيكا، الذي دعا إلى احترام ذكرى الفنان الراحل بمسح أعماله الفنية من القنوات والمنصات المختلفة.

هيثم ناصر الرشيدات .. مبارك
هيثم ناصر الرشيدات .. مبارك

سرايا الإخبارية

timeمنذ 7 ساعات

  • سرايا الإخبارية

هيثم ناصر الرشيدات .. مبارك

سرايا - بأجمل عبارات المحبة، وأصدق مشاعر الفرح، نزفّ أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة عقد قران السيد هيثم ناصر الرشيدات و الآنسة سرى يحيى الروسان، واحتفالهما بدخولهما القفص الذهبي. سائلين المولى عزّ وجلّ أن يبارك لهما ويبارك عليهما، ويجمع بينهما في خير، وأن يرزقهما حياة ملؤها السكينة، والمودة، والرحمة. فليُزهر درب هيثم وسرى حبًّا، ولتنبت أيامهما سعادة، ولتبقَ قلبيهما على عهد الوفاء أبد الدهر. ألف مبروك، وجمع الله بينكما في الخير دائمًا وأبدًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store